الخميس 18 / رمضان / 1445 - 28 / مارس 2024
[10] من قوله تعالى: {لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الآية 34 إلى قوله تعالى: {وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} الآية 39.
تاريخ النشر: ١٨ / شوّال / ١٤٢٨
التحميل: 2432
مرات الإستماع: 2273

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المصنف - رحمه الله - تعالى في تفسير قوله تعالى:

لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ ۝ مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ [سورة الرعد:34، 35].

ذكر تعالى عقاب الكفار وثواب الأبرار، فقال بعد إخباره عن حال المشركين وما هم عليه من الكفر والشرك: لّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا، أي: بأيدي المؤمنين قتلاً وأسراً، وَلَعَذَابُ الآخرة أي: المدخر مع هذا الخزي في الدنيا، أَشَقّ أي: من هذا بكثير، كما قال رسول الله ﷺ للمتلاعنين: إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة[1].

وهو كما قال - صلوات الله وسلامه عليه- فإن عذاب الدنيا له انقضاء، وذاك دائم أبداً في نار هي بالنسبة إلى هذه سبعون ضعفاً، ووثاق لا يتصور كثافته وشدته، كما قال تعالى: فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ۝ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ [سورة الفجر:25، 26]، وقال تعالى: وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ۝ إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ۝ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ۝ لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ۝ قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا [سورة الفرقان:11-15]؛ ولهذا قرن هذا بقوله: مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ [سورة الرعد:35] أي: صفتها ونعتها.

تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [سورة الرعد:35]، أي: سارحة في أرجائها وجوانبها، وحيث شاء أهلها يفجرونها تفجيراً، أي: يصرفونها كيف شاءوا وأين شاءوا، كقوله: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ [سورة محمد:15] الآية.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

قوله -تبارك وتعالى: مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [سورة الرعد:35] أي: تجري من تحت قصورها وأشجارها، وأصل المثل في كلام العرب يطلق على الشبه وما في معناه، أي: صورة الشيء وصفته، والمقصود به هنا النعت والصفة، أي صفة الجنة التي وعد المتقون.

وقوله: أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا أي: فيها الفواكه والمطاعم والمشارب لا انقطاع ولا فناء، وفي الصحيحين من حديث ابن عباس -ا- في صلاة الكسوف، وفيه قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئاً في مقامك هذا، ثم رأيناك تكعكعت، فقال: إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقوداً، ولو أخذته لأكلتم منه ما بَقِيَت الدنيا[2].

وعن جابر بن عبد الله -ا- قال: قال رسول الله ﷺ: يأكل أهل الجنة فيها ويشربون، ولا يتمخطون ولا يتغوطون، ولا يبولون، طعامهم جشاء كريح المسك، ويلهمون التسبيح والتقديس كما يلهمون النفس[3]. رواه مسلم، وروى الإمام أحمد والنسائي عن ثمامة بن عقبة، سمعت زيد بن أرقم قال: جاء رجل من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم: تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ قال: نعم، والذي نفس محمد بيده، إن الرجل منهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة، قال: إن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، وليس في الجنة أذى؟ قال: تكون حاجة أحدهم رشحاً يفيض من جلودهم كريح المسك فيضمر بطنه[4]، رواه الإمام أحمد والنسائي.

هذا الحديث صحيح، وهو من كمال النعيم، فأين أهل الدنيا عن هذا النعيم؟ معلوم من قديم الزمن أن كثرة الأكل من المحامد؛ ولذلك يأكلون الأمور التي تفتح الشهية، أما في الجنة فيؤتى الرجل الواحد من أهل الجنة قوة مائة رجل.

وقد قال الله تعالى: وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ۝ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ [سورة الواقعة:32، 33]، وقال: وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا [سورة الإنسان:14]، وكذلك ظلها لا يزول ولا يقلص، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً [سورة النساء:57].

يذكر الظل في القرآن أنه من نعيم الجنة، وكذلك الطلح والمشهور من أقوال المفسرين أنه من شجر العضاه، وهو معروف في بلاد العرب، وأنه ليس الموز.

والله يذكر للعرب ما يلامس مشاعرهم، فيذكر الظل الممدود والطلح والنخيل والأعناب، ولم يذكر الله -تبارك وتعالى– البرتقال والتفاح وأنواع الفواكه الموجودة في بلاد العرب؛ لأنها ليست في بلادهم، وقد ذكر الله –تبارك وتعالى– في القرآن السماء والأرض والجمل والإبل، ولم يذكر لهم الفيل والزرافة؛ لأنها ليست في بلادهم.

وكثيراً ما يقرن الله تعالى بين صفة الجنة وصفة النار؛ ليرغب في الجنة ويحذر من النار، ولهذا لما ذكر صفة الجنة بما ذكر قال بعده: تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ [سورة الرعد:35]، كما قال تعالى: لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ [سورة الحشر:20].

وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ۝ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ [سورة الرعد:36، 37].

يقول تعالى: وَالّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وهم قائمون بمقتضاه، يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ أي: من القرآن لما في كتبهم من الشواهد على صدقه والبشارة به، كما قال تعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ [سورة البقرة:121] الآية، وقال تعالى: قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ [سورة الإسراء:107] إلى قوله: إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً [سورة الإسراء:108] أي: إن كان ما وعدنا الله به في كتبنا من إرسال محمد ﷺ لحقاً وصدقاً مفعولاً لا محالة وكائناً، فسبحانه ما أصدق وعده، فله الحمد وحده.

قوله – تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ أي: قائمون بمقتضاه؛ لأنه ليس كل الذين أوتوا الكتاب يفرحون بما أوتيه النبي ﷺ بل كثير من هؤلاء كذب به ورده كما هو معلوم، وهذا قول الحافظ ابن كثير – رحمه الله.

وقال الحافظ ابن جرير – رحمه الله: وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ، أي: من أسلم منهم كعبد الله بن سلام والنجاشي، وقول الحافظ ابن كثير ليس ببعيد منه، وإن كان أوسع قليلاً.

وقال بعض أهل العلم: وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ هم المسلمون فمن دخل في الإسلام يفرحون بما ينزله الله عليك من القرآن، ويتلقونه بالقبول، ويعملون به، لكن هذا فيه بعد، وإذا أطلق أهل الكتاب فالأصل أنه يتوجه إلى أهل الكتب قبلنا، اليهود والنصارى.

وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [سورة الإسراء:109]، وقوله: وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ [سورة الرعد:36] أي: ومن الطوائف من يكذب ببعض ما أنزل إليك. وقال مجاهد: وَمِنَ الْأَحْزَابِ أي: اليهود والنصارى، مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ أي: بعض ما جاءك من الحق، وكذا قال قتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

قوله: وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ أي: ومن اليهود والنصارى من ينكر بعضه، وهذه الآية تخصيص لقوله – تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ، وقال بعض أهل العلم: وَمِنَ الأَحْزَابِ يعني من المشركين، ويكون المعنى: الذين آتاهم الله الكتاب، لعلمهم بالكتاب يفرحون بما أنزل إليك، ومن أهل الإشراك ينكرون ما تأتيهم به من الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، ولا وجه لتخصيصه بأهل الإشراك.

وهذا كما قال تعالى: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ [سورة آل عمران:199]، قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ [سورة الرعد:36] أي: إنما بعثت بعبادة الله وحده لا شريك له، كما أرسل الأنبياء من قبلي، إِلَيْهِ أَدْعُو أي: إلى سبيله أدعو الناس، وَإِلَيْهِ مَآبِ أي: مرجعي ومصيري.

وقوله: وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا [سورة الرعد:37] أي: وكما أرسلنا قبلك المرسلين، وأنزلنا عليهم الكتب من السماء، كذلك أنزلنا عليك القرآن محكماً معرباً، شرفناك به، وفضلناك على من سواك بهذا الكتاب المبين الواضح الجلي، الذي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [سورة فصلت:42].

وقوله: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم [سورة الرعد:37]، أي: آراءهم، بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ أي: من الله سبحانه، مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ، وهذا وعيد لأهل العلم أن يتبعوا سبل أهل الضلالة بعدما صاروا إليه من سلوك السنة النبوية والمحجة المحمدية، على من جاء بها أفضل الصلاة والسلام.

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ۝ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [سورة الرعد:38، 39].

يقول تعالى: وكما أرسلناك يا محمد رسولاً بشرياً، كذلك قد بعثنا المرسلين قبلك بشراً، يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق، ويأتون الزوجات، ويولد لهم، وجعلنا لهم أزواجاً وذرية، وقد قال تعالى لأشرف الرسل وخاتمهم محمد ﷺ: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ [سورة الكهف:110]، وفي الصحيحين أن رسول الله ﷺ قال: أما أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وآكل اللحم، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني[5].

وقوله: وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ [سورة الرعد:38] أي: لم يكن يأتي قومه بخارق إلا إذا أذن له فيه، ليس ذلك إليه بل إلى الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ أي: لكل مدة مضروبة، كتاب مكتوب بها، وكل شيء عنده بمقدار، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [سورة الحج:70].

قوله: لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، قال ابن جرير – رحمه الله: لكل أجل أمر قضاه كتاب عنده قد كتبه، فالله -تبارك وتعالى- قد كتب مقادير الخلق في كتاب عنده قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وقد قال النبي ﷺ: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال وعرشه على الماء[6].

(مسألة)

تمثيل الجنة في بصورة بساتين وأشجار وأنهار داخل الحاسوب فيه هضم وغمط الجنة حقها ومنزلتها، فمهما صور من نعيم الدنيا فإن ذلك لا يقارب ما في الجنة إطلاقاً، كما جاءنا عن ابن عباس -ا- مما في الدنيا إلا الأسماء[7]، وعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله ﷺ: موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها[8]، وعن البراء قال: أهدي للنبي ﷺ ثوب حرير فجعلنا نلمسه ونتعجب منه فقال النبي ﷺ أتعجبون من هذا؟، قلنا: نعم، قال: مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا[9].

  1. رواه مسلم، كتاب اللعان، (2 / 1130)، برقم (1493).
  2. رواه البخاري، كتاب صفة الصلاة، باب رفع البصر إلى الإمام (1 / 261)، برقم (715)، ومسلم، كتاب الكسوف، باب ما عرض على النبي ﷺ من أمر الجنة والنار (3 / 33)، برقم: (2147).
  3. رواه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في صفات الجنة وأهلها وتسبيحهم فيها بكرة وعشيا، (4 / 2180)، برقم (2835).
  4. رواه أحمد (32 / 18)، برقم (19269)، النسائي، كتاب التفسير، سورة الشورى (6 / 454)، برقم (11478).
  5. رواه البخاري، كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح (5 / 1949)، برقم (4776) ومسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة واشتغال من عجز عن المؤن بالصوم (2 / 1020)، برقم (1401).
  6. رواه مسلم، كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (4 / 2044)، برقم (2653)
  7. الترغيب والترهيب (4 / 316).
  8. رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (3 / 1187)، برقم (3078).
  9. رواه البخاري، كتاب اللباس، باب من مس الحرير من غير لبس (5 / 2195)، برقم (5498)، ومسلم، كتاب الفضائل، باب فضائل سعد بن معاذ (4 / 1916)، برقم (2469).

مواد ذات صلة