الجمعة 19 / رمضان / 1445 - 29 / مارس 2024
[6] قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
تاريخ النشر: ١٦ / شعبان / ١٤٢٥
التحميل: 11264
مرات الإستماع: 6889

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المفسر: "الله: علمٌ على الرب -تبارك وتعالى- يقال إنه الاسم الأعظم؛ لأنه يوصف بجميع الصفات، كما قال تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ۝ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ۝ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سورة الحشر: 22-24]، فأجرى الأسماء الباقية كلها صفاتٍ له، كما قال تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [سورة الأعراف:180]، وقال تعالى: قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى [سورة الإسراء:110]،  وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله   ﷺ قال: إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة[1]".

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فالمؤلف لا زال في شرح البسملة، وفي قوله هنا: "الله: علمٌ على الرب -تبارك وتعالى" أي أنه لا يسمى به غيره، فهو من الأسماء المختصة، وهذا الاسم لا يعرف أحد تسمى به لا في الجاهلية ولا في الإسلام، وهو يختص بالله لفظاً ومعنى، فلفظاً بمعنى أن هذا اللفظ لا يصح أن يسمى به أحد غيره، ومعنى بمعنى أن الصفة التي تضمنها -وهي صفة الإلهية- لا يصلح شيءٌ منها للمخلوق لا جملةً ولا تفصيلاً.

قال: يقال إنه الاسم الأعظم، معلوم أن من أسماء الله الاسم الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وهذا الاسم فيه خلافٌ معروف، وأشهر الأقاويل أن هذا الاسم الأعظم هو "الله".

والذي ذكره الحافظ ابن كثير هنا دليل من النظر، وذلك أن سائر الأسماء الحسنى جميعاً ترجع إليه لفظاً ومعنى، وكون الأسماء الحسنى ترجع إليه لفظاً، أي أنها تأتي بعده، ولا يأتي بعدَ شيءٍ منها، كما في الآيات التي ذكرها هنا كقوله: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ۝ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ.. [سورة الحشر:22-23] إلى آخر ما ذكر الله ، فلفظ "الله" تأتي الأسماء الأخرى بعده ولا يأتي هو بعد شيء منها.

هذا في اللفظ، وأما في المعنى فإن هذا الاسم الكريم "الله" يتضمن صفة الإلهية وهي أوسع الصفات، وهذه الصفة ترجع إليها جميع الصفات، فإن الإله يجب أن يكون هو الرب، العليم، الحكيم، الخالق، البارئ، المصور؛ لأن الرب لا يمكن أن يكون عاجزاً جاهلاً فقيراً، أو متصفاً بشيء من صفات النقص، ولهذا يقال: إن صفة الإلهية متضمنة لصفة الربوبية، وصفة الربوبية من أوسع الصفات، فإن الرب هو السيد والمالك، والمدبر المتصرف، والمربي لخلقه بالنعم الظاهرة والباطنة، وهكذا تصور كم يدخل تحت هذا الاسم من المعاني التي هي صفات الكمال؟ فهذه الربوبية داخلة في معنى الألوهية، وهذا معنى كون الإلهية تتضمن الربوبية، والربوبية تستلزم الإلهية، فالذي تقول عنه: إنه هو الرب الخالق الرازق المصور يجب أن يكون هو المعبود وحده لا شريك له، فلا تصرف العبادة لأحدٍ سواه، فهذا الدليل هو الذي أشار إليه ابن كثير -رحمه الله- هنا، وهو أن الأسماء الحسنى تعود إليه لفظاً ومعنى.

وأما الأدلة من المنقول على أنه الاسم الأعظم فهي ثلاثةأحاديث:

الأول: الحديث الذي ذكر فيه النبي ﷺ أن الاسم الأعظم في ثلاث سور، والاسم المتكرر في هذه السور الثلاث هو: "الله"، و"الحي القيوم"، في سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة طه، قال تعالى في سورة البقرة: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [سورة البقرة:255]، وقال في سورة آل عمران: الم ۝ اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [سورة آل عمران:1-2]، وقال في سورة طه: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا [سورة طـه:111].

فالمقصود أن هذه الأسماء الثلاثة متكررة في هذه السور الثلاث، ولهذا كان القول الثاني في القوة هو أن الاسم الأعظم هو "الحي القيوم" بعد القول الأول بأنه لفظ الجلالة " الله" بمعنى أن أقوى الأقوال في الاسم الأعظم أنه "الله"، ثم يليه في القوة "الحي القيوم".

والذي يدل على أن الاسم الأعظم هو "الله" الحديثان الآخران، في الرجلين حينما دعوا الله بدعاءٍ يشتمل علىذكر بعض الأسماء الحسنى، فكان النبي ﷺ يقول: لقد دعا الله باسمه العظيم[2] فإذا نظرنا في الأسماء المذكورة نجد أن المتكرر في الجميع هو "الله" وليس "الحي القيوم".

يقول: "فأجرى الأسماء الباقية كلها صفاتٍ له كما قال تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى [سورة الأعراف:180]"هذا وجه الاستشهاد، فهو لا زال في الدليل النظري الذي ذكره، وهو أن الأسماء الحسنى تعود إليه لفظاً ومعنى –أي لفظ "الله"- قال تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى [سورة الأعراف:180] فلم يقل: وللعزيز الأسماء الحسنى، أو وللرزاق الأسماء الحسنى، وإنما أضافها إلى هذا الاسم الكريم فقال: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فيكون محدَّثاً عنه ومخبَراً عنه، وتضاف إليه سائر الصفات، كما قال في الآية الأخرى: قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى [سورة الإسراء:110]، فقوله: فَلَهُ الأَسْمَاء أي لله.

ومن ذلك قول النبي ﷺ: إن لله تسعةً وتسعين اسماً[3] فما قال: إن للرزاق وإنما قال: إن لله تسعةً وتسعين اسماً، فهذا الاسم هو أعظمها، والله تعالى أعلم.

"الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، ورحمن أشد مبالغة من رحيم".

وجه المبالغة هو أن الرحمن على وزن فعلان، فعدل به عن نظرائه حيث يقال: رحم يرحم فهو راحم ورحيم، فهنا قال: رحمن على وزن فعلان، والغالب أن يقال: على وزن فعيل، أي رحم فهو رحيم، فهنا قال: رحمن، وهذا يدل على الامتلاء، كما تقول: ظمآن وعطشان وجوعان وغضبان وما إلى ذلك، فهذا يدل على المبالغة.

وكذلك الرحيم على وزن فعيل، فهذا يدل على المبالغة، وحينما نقول: المبالغة لا يفهم منها المبالغة التي تكون من قبيل الخروج عن الحقيقة بتجاوزها، فليس هذا هو المقصود حينما يعبر بهذا عند شرح ألفاظ الكتاب والسنة، لذلك سألني أحد الشباب مرةً ونحن في درس من دروس التفسير فقال: كيف تقول بأن هذه صيغة مبالغة، وهل يقال عما في القرآن إنه مبالغة؟

قلت له: المبالغة التي يتحدث عنها العلماء ويذكرها البلاغيون وأهل اللغة، ليست هي ما تعارف الناس عليه من أنه تجاوز الحقيقة وتعديها بزيادة وإنما المقصود بالمبالغة ما يدل على الكثرة والتعاظم، وما أشبه ذلك من المعاني في كل موضع بحسبه.

يقول: "الرحمن الرحيم" اسمان مشتقان من الرحمة"، و"الله" إما مشتقٌ من أله يأله -بمعنى عبد يعبد-إلهةً أي عبادةً، والله مألوه أي معبود، أو من الإله، أو مشتقٌ من الإلهية، وقيل غير ذلك، لكن هذه أشهر الأقوال في هذا.

وعلى كل حال فـ"الله" اسمٌ مشتق على الراجح، ولا أدري هل الحافظ ابن كثير -رحمه الله- حينما قال: "الله علمٌ على الرب تبارك وتعالى" ولم يذكر مادة الاشتقاق، هل هو ممن يقول بأن هذا الاسم الكريم غير مشتق، وإنما هو علم على الذات الإلهية، وهذا قول لبعض العلماء، لكن الراجح أن هذا الاسم مشتق كما قلت، والأسماء المشتقة أبلغ من الأسماء الجامدة؛ لأن الأسماء المشتقة تتضمن أوصافاً، والاسم الجامد لا يتضمن صفةً، فأسماء الله  أعلام وأوصاف، ولا يتأتى أن تكون أوصافاً إلا إذا كانت مشتقةً، بمعنى أنها تتضمن صفةً، أما إذا كان الاسم علماً جامداً فإنه لن يتضمن صفةً، فهذا الاسم الكريم مشتقٌ ويتضمن صفة الإلهية، وكل أسماء الله مشتقة وليس فيها شيءٌ جامد.

وهنا يقول: "الرحمن الرحيم" اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة" فالقدر الذي يدل عليه كل واحد منهما من جهة الصفة التي تضمنها هي صفة الرحمة، فكلاهما يدل على صفة الرحمة، إلا أن ثمة فرقاً بين هذين الاسمين من جهة اللفظ ومن جهة المعنى التكميلي، وأما المعنى الأصلي فإنه يدل على صفة الرحمة، لكن المعنى الزائد على المعنى الأصلي هو أن الرحمن أكثر مبالغةً من الرحيم، ومن هنا فرق العلماء بينهما، أو فرق كثيرٌ منهم بين الرحمن والرحيم، واختلفت أقوالهم في هذا، ولعل من أحسنها أن الرحمن يدل على الصفة الذاتية العائدة على الله  من الرحمة، والرحيم يدل على تعلقها بالمرحوم، يعني القدر المتعدي من صفة الرحمة، يعني أن المعنى في الرحمن يكون صفة لازمة، وفي الرحيم يدل على القدر المتعدي إلى المخلوق، وهذا الذي اختاره الحافظ ابن القيم -رحمه الله- ولعله أوجه هذه الأقوال وأحسنها، والله أعلم. 

وإن كان بعضهم يقول غير ذلك، كمن يفرق من جهة سعة الرحمة وخصوصها، وهي إما في الدنيا أو في الآخرة، أو للمؤمنين أولغير المؤمنين، وهذا عند التأمل فيه إشكال.

"وفي كلام ابن جرير ما يفهم منه حكاية الاتفاق على هذا".

حينما يقال: إن الرحمن أشد مبالغةً من الرحيم، فيمكن أن نقول: إن ذلك من وجهين:

الوجه الأول: أن زيادة المبنى لزيادة المعنى. 

والوجه الثاني: أنه عدل به عن نظرائه، تقول: رحمن من رحم يرحم فهو رحيم على وزن فعِل يفعَل فهو فعيل، فعدل به فقيل: فعِل يفعَل فهو فعلان، وما عدل به عن زنة نظرائه فإنه يكون أبلغ في المدح أو الذم، وكما قلت قبلُ أن مثل هذا الوزن يدل على الامتلاء، فهو أبلغ من رحيم، لكن على كل حال إذا ذكر الرحمن وحده فإنه يؤدي معنى الرحيم، أي أنه يدل على إثبات صفة الرحمة لله ، لكن إذا ذكر مع الرحيم كان الرحمن يدل على ما يتعلق بالرب من هذه الصفة ويعود إليه، والرحيم يدل على ما يتصل بالمخلوق.

"وقال القرطبي: والدليل على أنه مشتق ما خرجه الترمذي وصححه عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: قال الله تعالى: أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي.."

 

هذا دليل واضح وصريح في أن الرحمن اسم مشتق، وهذا يدل على أنه عربيٌ أصيل، وهذا خلافاً لمن قال: إنه عبراني مثلاً، وأن أصله الرخمن، فهذا وإن نقل عن بعض الأئمة لكنه لا يصح إطلاقاً، بل هو اسمٌ عربي، وهو مشتق ليس بجامد، ومما يدل على ذلك هذا الحديث.

"قال الله تعالى: أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته[4]".

هذا يدل على أن الصفة تشتق من الاسم، والأسماء تتضمن أوصافاً، ولكننا نأخذ الصفات من الأسماء -بالنسبة لأسماء الله ، فالقاعدة فيما يطلق على الله من الأسماء ليس في كون الأسماء تؤخذ من الصفات، وإنما العكس أي نأخذ الصفات من الأسماء، فالله لا يسمى إلا بما سمى به نفسه، لكن عند الكلام على المعنى اللغوي نقول: الرحمن مشتقٌ من الرحمة، والعزيز مشتقٌ من العزة وما أشبه ذلك، لكن الكلام في التسمية، لا يقال فيها: إن الأسماء تؤخذ من الصفات، وإنما نقول: الصفات تؤخذ من الأسماء.

"قال: وهذا نص في الاشتقاق، وإنكار العرب لاسم الرحمن لجهلهم بالله وبما وجب له".

يعني في مثل قولهم: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ [سورة الفرقان،:60] فابن كثير -رحمه الله- هنا صرح بأنهم قالوا ذلك جهلاً، ففي قصة الحديبية، لما قال النبي ﷺ: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل بن عمرو: "لا نعرف الرحمن، وإنما اكتب باسمك اللهم"[5].

فالحافظ ابن كثير -رحمه الله- يرى أنهم قالوا ذلك بسبب جهلهم، وكثيرٌ من أهل العلم يرون أنهم قالوا ذلك على سبيل المكابرة، والدليل على أنهم قالوا ذلك على سبيل المكابرة أنهم سموا بعض الناس في الجاهلية بـ عبد الرحمن، وبدليل أن هذا الاسم جاء في أشعارهم، لكن على كل حال حتى لو سمي به البعض، أو جاء في أشعارهم فإنه يمكن أن يجهله بعض العرب؛ فهم أهل جاهلية أصلاً  وبالتالي لا يستبعد عليهم مثل هذا، وعلى كل حال سواء قالوا ذلك على سبيل المكابرة أو الجهل فإنه قد أقر به بعضهم، وثبت في تسميتهم أو في بعض شعرهم "الرحمن".

وهذا الاسم أيضاً هو مختصٌ بالله ، لا يسمى به غيره، والعلماء يقولون: لم يعرف أحد تسمى بالرحمن غير مسيلمة الكذاب لقب نفسه بذلك، فعاقبه الله بأن قرن اسمه بالكذب، فلا يعرف إلا بمسيلمة الكذاب، ولذلك هم كانوا يقولون للنبي ﷺ: لا نعرف إلا رحمن اليمامة، وأعجب ما سمعت في هذا الصيف أن رجلاً في بعض نواحي هذه البلاد التي يكثر فيها الجهل اسمه "الرحمن"، وقد قلنا: إن العلماء يصرحون بأنه لا يعرف أحد تسمى به لا في الجاهلية ولا في الإسلام غير مسيلمة، والله المستعان.

"قال القرطبي: ثم قيل هما بمعنى واحد كندمان ونديم، قاله أبو عبيد، وقيل ليس بناء فعلان كفعيل، فإن فعلان لا يقع إلا على مبالغة الفعل، نحو قولك رجل غضبان للرجل الممتلئ غضباً، وفعيل قد يكون بمعنى الفاعل والمفعول".

 

المراد بهذا ذكر الوجوه التي تدل على أن الرحمن أبلغ من الرحيم، فيقول: فعيل يأتي بمعنى فاعل ومعنى مفعول، وفعيل مصدر، والمصدر يأتي بمعنى الفاعل وبمعنى المفعول، وما كان على وزن فعيل فهو بمعنى فاعل أو مفعول، مثل: رجيم فهو بمعنى راجم أو مرجوم، وقد يكون بمعنى الفاعل والمفعول.

وعلى كلٍّ فهذا أحد الوجوه في التفريق بين الرحمن والرحيم.

"قال أبو علي الفارسي: الرحمن اسمٌ عام في جميع أنواع الرحمة يختص به الله تعالى".

أبو علي الفارسي من أئمة اللغة، وهو من المعتزلة.

"والرحيم إنما هو من جهة المؤمنين، قال الله تعالى: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [سورة الأحزاب:43]".

قوله: والرحيم إنما هو من جهة المؤمنين" هذا قول فيه نظر؛ والاستدلال بقوله تعالى: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ليس في محله؛ لأن هذا إنما هو من باب تقديم الجار والمجرور، فأصلها: وكان رحيماً بالمؤمنين، فلما قدم دل على الحصر أو الاختصاص أو نحو هذا، وإلا فالرحمة عامة وخاصة، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ [سورة البقرة:143]، فهذا عام، وبالتالي فالقول بأن الرحمن يدل على الرحمة العامة، والرحيم يختص بالمؤمنين قولٌ فيه نظر وفيه إشكال، لوجود أمثلة كثيرة تخالف ذلك، والله أعلم.

"وقال ابن عباس -ا-: هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر، أي أكثر رحمة. وقال ابن جرير: حدثنا السري بن يحيى التميمي، حدثنا عثمان بن زفر، سمعت العرزميَّ يقول: الرحمن الرحيم، قال: الرحمن لجميع الخلق، الرحيم قال: بالمؤمنين، قالوا: ولهذا قال: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ [سورة الفرقان:59]، وقال: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [سورة طـه:5]، فذكر الاستواء باسمه الرحمن ليعم جميع خلقه برحمته".

هذا الكلام ليس لازماً، وإنما هو من الوجوه التي تلتمس في مثل هذا الاقتران، وإلا فلماذا حينما ذكر الاستواء ذكر معه اسم الرحمن؟ يوضحه أن العرش أوسع المخلوقات فيقولون: استوى عليه بأوسع الصفات، فرحمن أي رحمته واسعة كما قال: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ [سورة الأعراف:156]، لكن هذا الاقتران لا يلزم منه أن يكون الرحمن يدل على الرحمة العامة، والرحيم يدل على الرحمة الخاصة وإنما يمكن أن نقول: الرحمة صفة متعدية، أما إذا قلنا: إن الرحمن يدل على ما يعود إلى الرب منها، فنقول: يدل على إثبات الصفة الذاتية بهذا القيد، وليس معنى ذلك أن صفة الرحمة صفة ذاتية ولا يوجد أحد يقول بهذا، وإنما هي صفة متعدية، لكن إذا فرقت هذا التفريق بين الرحمن والرحيم، فقلت: إنه يدل على ما يعود إلى الرب منها، فيكون الرحمن دالاً على الصفة الذاتية، والرحيم دالاً على الصفة الفعلية والمتعدية.

"وقال: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [سورة الأحزاب:43]، فخصهم باسمه الرحيم، قالوا: فدل على أن الرحمن أشد مبالغة في الرحمة لعمومها في الدارين لجميع خلقه".

لكن هذا ليس صريحاً في الدلالة أبداً.

"والرحيم خاصة بالمؤمنين، لكن جاء في الدعاء المأثور: رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما[6]".

على كل حال هذا الدعاء بغض النظر عن صحته فالعلماء تكلموا عليه وضعّفه من ضعّفه منهم، لكن توجد نصوص واضحة صريحة كقوله تعالى: إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ [سورة البقرة:143] فهذا وأمثاله يدل على أن الرحيم ليس بمختص بالمؤمنين، أو مختص بدارٍ دون الأخرى، وعلى كل حال إذا أثبت الإنسان صفة الرحمة، وأن الاسمين متضمنان لهذه الصفة فبعد ذلك مثل هذه الأمور والتفصيلات الخطب فيها يسير.

"واسمه تعالى الرحمن خاص به لم يسمَّ به غيره، كما قال تعالى: قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى [سورة الإسراء:110]".

سبق أّن ذكرنا أن اسم "الله" مختص بالله تعالى لفظاً ومعنى، وقلنا: إن معنى قولنا: مختص لفظاً أي: أنه لا يصلح أن يسمى به غيره، ومختص معنىًأن صفة الإلهية التي تضمنها هذا الاسم لا يصلح شيء منها للمخلوق لا جملةً ولا تفصيلاً، وبالنسبة لاسمه "الرحمن" يقال فيه: هو مختصٌ بالله تعالى لفظاً لكنه ليس مختصاًبه معنى؛ لأن المخلوق يوصف بالرحمة.

"وقال تعالى: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ [سورة الزخرف:45]".

يعني أن قوله تعالى: أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ، وقوله: قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ [سورة الإسراء:110] ذكر فيهما اسمه الرحمن مع اسمه "الله" الذي هو أشهر الأسماء وأعظمها وأوسعها من جهة المعنى، وهذا الاقتران لا تكاد تجده في غير لفظ الجلالة "الله" إلا في الرحمن.

"ولما تجهرم مسيلمة الكذاب وتسمَّى برحمن اليمامة كساه الله جلباب الكذب وشهر به، فلا يقال إلا مسيلمة الكذاب، فصار يضرب به المثل في الكذب بين أهل الحضر من أهل المدر، وأهل الوبر من أهل البادية والأعراب، وعلى هذا فيكون تقديم اسم الله الذي لم يسم به أحد غيره، ووصفه أولاً بالرحمن الذي منع من التسمية به لغيره، كما قال تعالى: قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى [سورة الإسراء:110]، وإنما تجهرم مسيلمة اليمامة في التسمي به، ولم يتابعه على ذلك إلا من كان معه في الضلالة".

الذين كانوا مع مسيلمة تابعوه وهم يعلمون أنه كذاب. 

والحاصل أن الحافظ ابن كثير -رحمه الله- يشير إلى وجه تقديم "الله" على "الرحمن"، فيمكن أن يقال: إن لفظ "الله" قُدِّم لأنه أعظم هذه الأسماء، وهي تعود إليه لفظاً ومعنى، وتأتي معطوفةً عليه، ويخبر بها عنه، ثم جاء بعده "الرحمن" الذي يختص بالله  من جهة اللفظ دون المعنى، ثم جاء "الرحيم" وهو اسمٌ غير مختص من جهة اللفظ وإنما يسمى به المخلوق كما أنه يوصف بصفة الرحمة، فإذا أردت أن ترتب هذه الأسماء الثلاثة فالذي يأتي في المرتبة الأولى هو "الله"؛ لأنه مختص لفظاً ومعنى، ثم "الرحمن" فهو مختص باللفظ دون المعنى، ثم "الرحيم" فهو ليس مختصاً لا لفظاً ولا معنى.

"وأما الرحيم فإنه تعالى وصف به غيره، قال: لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ [سورة التوبة:128]، كما وصف غيره بذلك من أسمائه، كما قال تعالى: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا [سورة الإنسان:2].

والحاصل أن من أسمائه تعالى ما يسمى به غيره، ومنها مالا يسمى به غيره، كاسم الله والرحمن والخالق والرازق ونحو ذلك، فلهذا بدأ باسم الله ووصفه بالرحمن؛ لأنه أخصُّ وأعرف من الرحيم؛ لأن التسمية أولاً إنما تكون بأشرف الأسماء، فلهذا ابتدأ بالأخص فالأخص.

وقد جاء في حديث أم سلمة -ا- أن رسول الله ﷺ كان يقطع قراءته حرفاً حرفاً: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ۝ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [سورة الفاتحة:1-4] فقرأ بعضهم كذلك وهم طائفة، ومنهم من وصلها بقوله: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الفاتحة:2]".

من قوله: "وقد جاء في حديث أم سلمة.." هذا كلام جديد وقضية جديدة لا أدري لماذا لم يضع لها عنواناً كعادة المختصر؟ والمقصود أنه بدأ يتكلم عن قضية ثانية، حيث انتهى من الكلام عن معاني هذه الأسماء الحسنى.

وقوله في آخر الكلام: إنه بدأ بالأشرف وهو اسم الله، أو أن الرحمن هو أشرف من الرحيم، أو حينما يقال: هذا أبلغ في التسمية أو نحو هذا فهذا لا إشكال فيه، وليس المقصود بهذا أن ما سواه غير موصوف بهذه الصفة، وإنما يقال ذلك في الأشياء الكاملة دون أن يكون المقصود غمط الأسماء الأخرى، وهذا يقال في القراءات كما في كثير من كتب التفسير، حيث تجده يقول: هذه القراءة أبلغ من هذه القراءة وليس المقصود غمط القراءة الأخرى.

وأما ما يفعله بعض أصحاب الكلام على تفسير معاني القرآن، وأصحاب توجيه القراءات مما يحدو بهم إلى ترجيح إحدى القراءتين ترجيحاً يشعر بغمط الأخرى أو توهينها وهي ثابتة متواترة فهذا أمرٌ لا يليق مع القرآن، وإلا فإن سور القرآن تتفاوت وتتفاضل، فسورة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [سورة الإخلاص:1] تعدل ثلث القرآن، وهذا معروف وأهل السنة يقررونه خلافاً لبعض من أنكر ذلك وقال: إن هذه المفاضلة لا تقال، وإنها تشعر بغمط غير المخبر عنه أو غير الموصوف بذلك، وأنه لا يقال ذلك في أسماء الله .

والجواب عمن قال بمنع ذلك أن يقال: بل إنها تتفاضل وقد بلغت الغاية في الكمال، فالتفاضل إنما هو في الكمالات وليس في الكمال والنقص، ومراتب الكمال متفاوتة، ولهذا قال إبراهيم ﷺ: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى [سورة البقرة:260]، فلم يكن ﷺ متردداً في هذه القضية بحيث يقال: إنه كان يشك في قدرة الله على إحياء الموتى والبعث، ولكنه أراد أن ينتقل من مرتبة من مراتب الكمال وهي علم اليقين إلى مرتبة أعلى منها وهي عين اليقين، فبعضهم يسمي المسافة بين هذين الأمرين شكاً، ولهذا قال النبي ﷺ: نحن أحق بالشك من إبراهيم عليه الصلاة والسلام[7].

فالمقصود: أن إبراهيم أراد أن ينتقل من مرتبة من مراتب الكمال إلى مرتبة أعلى منها.

وقل مثل ذلك حينما نتكلم عن أسماء الله الحسنى أو عن سور القرآن، فنقول: هذه السورة أفضل من هذه السورة، أو هذه الآية أعظم في كتاب الله فهذا دلت عليه الأدلة، وإلا فما معنى الاسم الأعظم، وما معنى كون آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن، وسورة الفاتحة أعظم سور القرآن؟ إنما أطلق ذلك بهذا الاعتبار.

وفي قول ابن كثير: "وقد جاء في حديث أم سلمة" هذا بداية الكلام على مسألة أخرى هي وصل البسملة بأول السورة، فهذا أحد الوجوه المعروفة، ولك أن تقطع بأن تقول: بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقف ثم تأتي بالحمد لله رب العالمين، وهكذا.

"قال أبو جعفر بن جرير: معنى الْحَمْدُ للّهِ [سورة الفاتحة:2] الشكر لله خالصاً دون سائر ما يعبد من دونه، ودون كل ما برأ من خلقه، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد".

يلاحظ في كلام ابن جرير -رحمه الله- أنه فسر الحمد بالشكر، وهذا يعني أن ابن جرير الطبري -رحمه الله- لا يفرق بين الحمد وبين الشكر، فيرى أنهما بمعنى واحد، فالحمد هو الشكر، وهذا قول لطائفة من أهل العلم.

"بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ولا يحيط بعددها غيره أحد في تصحيح الآلات لطاعته، وتمكين جوارح أجسام المكلفين لأداء فرائضه، مع ما بسط لهم في دنياهم من الرزق، وغذَّاهم من نعيم العيش من غير استحقاق منهم ذلك عليه، ومع ما نبههم عليه ودعاهم إليه من الأسباب المؤدية إلى دوام الخلود في دار المقام في النعيم المقيم، فلربنا الحمد على ذلك كله أولاً وآخراً.

وقال ابن جرير -رحمه الله: الحمد لله ثناءٌ أثنَى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه، فكأنه قال: قولوا الحمد لله".

تفسير ابن جرير الحمد بالثناء يدل على أنه لا يفرق بين الحمد وبين الثناء، بمعنى أن ابن جرير -رحمه الله- يرى أن الحمد بمعنى شكر الله  والثناء عليه، فيفسر الحمد بالشكر ويفسره بالثناء.

وكثير من أهل العلم يفرقون بين الحمد وبين الشكر، وبعضهم يفرق بين الحمد وبين الثناء.

وهنا يقول: "وفي ضمنه أمْرُ عبادِه، أو في ضمنه أَمَرَ عبادَه أن يثنوا عليه" أي في ضمن الحمد، بمعنى أنه حينما قال: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الفاتحة:2] فهذه الصيغة ليست أمراً وإنما هي صيغة خبر لكنه يتضمن تعليم عباده أن يحمدوه، بأن يقولوا: الحمد لله، فحينما قال ذلك فهو يعلمهم كيف يقولون، وهذا هو معنى أن في ضمنه الأمر بحمده، فالصيغة صيغة خبر، لكن هي تعليمٌ من الله لعباده كيف يحمدوه.

"قال: وقد قيل: إن قول القائل الحمد لله ثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وقوله: الشكر لله ثناء عليه بنعمه وأياديه".

ابن جرير هنا أشار إلى القول الآخر فقال: وقد قيل...وهو جاء بهذه الصيغة كأنه يضعف ذلك، وهذا واضح من كونه ذكر المعنى الآخر أولاً.

قال: "وقد قيل إن قول القائل: الحمد لله ثناءٌ عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، والشكر ثناءٌ عليه بنعمه وأياديه" يقصد بهذا أن الشكر يكون على النعمة المتعدية إلى المخلوق، والحمد على هذا القول يكون بإضافة المحامد لله وذكره بأوصاف الكمال–تبارك وتعالى. 

فإذا أثنيت على إنسان بصفاتٍ لازمة مثل: الهيبة، والعظمة، وما أشبه ذلك، فهذا حمد، وإذا أضفت إليه، أو أثنيت عليه على صفة متعدية كالكرم فإن هذا يكون من قبيل الشكر، ولهذا فإن بعض أهل العلم يفرق بين الحمد والشكر، فيقول: الحمد إنما يكون باللسان، ويكون على النعمة وغيرها أي على كل حال، والشكر لا يكون إلا على نعمة، ويكون باليد واللسان والجوارح، فصار بينهما عمومٌ وخصوص، كل واحد منهما أعم من الآخر من جهة وأخص من جهة، هذا وجه من وجوه التفريق بين الحمد والشكر.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

  1. أخرجه البخاري في كتاب التوحيد - باب إن لله مائة اسم إلا واحداً (6957) (ج 6/ص 2691) ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار - باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها (2677) (ج 4/ص 2062).
  2. أخرجه أبو داود في كتاب الوتر - باب الدعاء (1497) (ج 1/ص 554) والنسائي في كتاب صفة الصلاة - باب الدعاء بعد الذكر (1300) (ج 3/ص 52) والترمذي في كتاب الدعوات – باب جامع الدعوات عن النبي ﷺ (3475) (ج 5/ص 515) وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (1495).
  3. سبق تخريجه.
  4. أخرجه أحمد (1680) (ج 1/ص 194) والطبراني في الكبير (2497) (ج 2/ص 355) وفي الأوسط (3339) (ج 3/ص 340) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (2528).
  5. أخرجه البخاري في كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (2581) (ج 2/ص 974).
  6. أخرجه الطبراني في الكبير (17080) (ج 20/ص 154) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (1821).
  7. أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء –  باب قوله : وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ51 سورة الحجر(3192) (ج 3/ص 1233) ومسلم في كتاب الفضائل - باب من فضائل إبراهيم الخليل ﷺ (151) (ج 4/1839).

مواد ذات صلة