الجمعة 10 / شوّال / 1445 - 19 / أبريل 2024
[22] من قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ} الآية 149 إلى قوله تعالى: {وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} الآية 153
تاريخ النشر: ١٢ / شعبان / ١٤٢٦
التحميل: 7165
مرات الإستماع: 2530

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المفسر -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ ۝ بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ۝ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ۝ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ۝ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [سورة آل عمران:149-153].

يحذر تعالى عباده المؤمنين عن طاعة الكافرين والمنافقين، فإن طاعتهم تورث الردى في الدنيا والآخرة، ولهذا قال تعالى: إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ [سورة آل عمران:149] ثم أمرهم بطاعته وموالاته والاستعانة به والتوكل عليه فقال تعالى: بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ [سورة آل عمران:150].

ثم بشرهم بأنه سيلقي في قلوب أعدائهم الخوف منهم، والذلة لهم بسبب كفرهم وشركهم مع ما ادخره لهم في الدار الآخرة من العذاب والنكال فقال: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ [سورة آل عمران:151].

وقد ثبت في الصحيحين عن جابر بن عبد الله -ا- أن رسول الله ﷺ قال: أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأحلت لي الغنائم وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة[1].

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقوله -تبارك وتعالى: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ [سورة آل عمران:151] فسر الرعب بالخوف وهو مقارب له، وإذا أردنا أن نعبر بعبارة أدق من هذا فيمكن أن يقال: إن الرعب هو أخص من الخوف، فهو خوف خاص، وذلك يراد به الخوف الذي يملأ القلب، فليس كل خوف يكون رعباً وإنما ما ملأ القلب من الخوف فإنه رعب، وسبق الإشارة إلى أن ما أعطيه النبي ﷺ من مثل هذا، يكون أيضاً لأمته، فالنبي ﷺ نصر بالرعب مسيرة شهر، وهذا متحقق لهذه الأمة بعده -عليه الصلاة والسلام- إذا كانت سائرة على منهاجه مقتفية أثره.

وقوله -تبارك وتعالى- هنا: وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ [سورة آل عمران:151]، المثوى: هو محل الثواء وهو مكان الإقامة، فقوله: وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ [سورة آل عمران:151] أي: المحل أو المكان الذي يقيمون به، فهو منزلهم.

وقوله تعالى: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ [سورة آل عمران:152] أي: أول النهار، إِذْ تَحُسُّونَهُم [سورة آل عمران:152] أي: تقتلونهم، بِإِذْنِهِ أي: بتسليطه إياكم عليهم، حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ [سورة آل عمران:152]، وقال ابن جريج قال ابن عباس -ا: الفشل الجبن.    

 في قوله تعالى: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم [سورة آل عمران:152] قوله: صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ أي أنه وعد أهل الإيمان بالنصر فحققه لهم.

وابن جرير هنا حمله على معنىً قريب من هذا وهو أن النبي ﷺ وعدهم بذلك خاصة في يوم أحد، حيث أمر الرماة أن يبقوا على الجبل وألا يبرحوه، وأخبرهم أنهم لن يزالوا غالبين ما بقوا في مكانهم.

وابن جرير يقول في قوله تعالى: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ [سورة آل عمران:152] أي أن النبي ﷺ وعدهم بأنهم غالبون ما بقوا في مكانهم فحصلت الغلبة حتى فارقوا أماكنهم، فبعدها حصل الانكسار والهزيمة.

وقوله -تبارك وتعالى: إِذْ تَحُسُّونَهُم [سورة آل عمران:152] الحس هو الاستئصال والقتل، وأصله ربما يكون من الحِس وهو الإدراك بالحاسة، تقول: حسَّه أي أذهب وأبطل حواسَّه، وإنما تبطل حواسه إذا قتله، فالقتل الكثير أو القتل المستأصل هو الحس.

وقوله: تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ أي بتسليطه إياكم عليهم، وهذا الإذن بالتسليط اجتمع فيه الإذن الشرعي والإذن القدري، فالله قد أمرهم بقتل الكفار وحسِّهم، وكذلك أيضاً خلى بينهم وبين الكفار فوقع هذا القتل والحس بإذنه القدري؛ لأنه لا يكون شيء في الكون من تحريكة ولا تسكينة إلا بإذن الله ، فهو الذي شرَّع لهم الجهاد، فهذا إذن شرعي، وهو الذي مكنهم من رقاب عدوهم فهذا إذن قدري.

حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وقال ابن جريج: قال ابن عباس -ا: الفشل الجبن.

قوله: حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ [سورة آل عمران:152] فشلتم هنا فعل الشرط فأين جوابه؟

يمكن أن يكون الجواب محذوفاً تقديره حتى إذا فشلتم امتُحنتم، لكن هذا لا يخلو من بعد، والله تعالى أعلم.

وبعضهم يقول: إن الجواب هو قوله: وَتَنَازَعْتُمْ.

فقوله: حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ الفشل معناه هنا الضعف والقعود عن العدو، وقوله: وَتَنَازَعْتُمْ الواو هنا يقولون: إنها زائدة، وعلى هذا يصير الكلام هكذا: حتى إذا فشلتم تنازعتم، وهذا لا يخلو من بعد.

وادِّعاء أن الواو هذه زائدة -أي إعراباًً- هذا فيه نظر؛ فالأصل أو الظاهر المتبادر أنها عاطفة، يقول تعالى: حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ [سورة آل عمران:152]، فهو ذكر ثلاثة أشياء –أفعال الشرط- فالذي حصل لهم أنه كما قال تعالى: ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ [سورة آل عمران:152]. 

ولهذا قال بعض أهل العلم: الجواب هو صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ ومعنى صرفكم عنهم أي أن المسلمين انتصروا عليهم، ثم بعد ذلك صُرفوا عنهم فصارت الكرة للكفار، وذلك أنه لما حصل للمسلمين الفشل والضعف والتنازع والمعصية كان ذلك سبباً لقلب موازين المعركة، وهو أنه صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ [سورة آل عمران:152].

وبعضهم يقول: إن الجواب هو قوله: وَعَصَيْتُم [سورة آل عمران:152] يعني حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر عصيتم، وهذا أيضاً فيه بعد؛ لأنه لا يقال: إنه أراد أن يخبرهم أنهم عصوا بهذا، فهذا لا يحتاج إلى بيان؛ لأنه لا يخفى أن ما فعلوه معصية، فالآية ما سيقت لتقرير هذا المعنى، ومثل هذا القائل أيضاً يدعي أن الواو زائدة كما في قول من قال إن الجواب هو وَتَنَازَعْتُمْ [سورة آل عمران:152]، فالمقصود أن هذا فيه بعد.

وبعضهم يقول: إن ”حتى“ بمعنى إلى ولا جواب لها، فهي لا تحتاج إلى جواب، وعلى هذا يكون معنى الكلام هكذا: ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه إلى أن فشلتم وتنازعتم وعصيتم، والمعنى أنه وقع لكم الانتصار والقتل للكفار إلى أن وقع منكم ما وقع، ومثل هذا الجواب لا يبعد، والله تعالى أعلم.

كما أنه لا يبعد أن يكون المراد بالكلام: ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه إلى أن فشلتم وتنازعتم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون هنا تغيرت موازين المعركة وحصل ما حصل حيث صرفكم الله عنهم، والعلم عند الله .

وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم [سورة آل عمران:152] كما وقع للرماة مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ [سورة آل عمران:152] وهو الظفر منهم، مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا [سورة آل عمران:152] وهم الذين رغبوا في المغنم حين رأوا الهزيمة، وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ [سورة آل عمران:152]، ثم أدالهم عليكم ليختبركم ويمتحنكم، وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ [سورة آل عمران:152] أي: غفر لكم ذلك الصنيع، وذلك والله أعلم لكثرة عدد العدو وعددهم وقلة عدد المسلمين وعددهم.

على كل حال، سواء كان هذا هو السبب في العفو، أو أن الله عفا عنهم لكرمه، ومحض فضله، وما لهم من السابقة والجهاد، وما حصل لهم من الجراح والآلام، فعلى كل حال الله غفور رحيم، ولهذا قال الله : إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [سورة آل عمران:122] وإِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ [سورة آل عمران:155].

وروى البخاري عن البراء قال: لقينا المشركين يومئذ وأجلس النبي ﷺ جيشاً من الرماة، وأمَّر عليهم عبد الله بن جبير وقال: لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا فلما لقيناهم هربوا حتى رأينا النساء يشتددن في الجبل، رفعن عن سوقهن وقد بدت خلاخلهن، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة، فقال عبد الله بن جبير -: عهد إليَّ النبي ﷺ ألا تبرحوا، فأبوا، فلما أبوا صرف وجوههم فأصيب سبعون قتيلاً، فأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: لا تجيبوه، فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ فقال: لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قد قتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله، قد أبقى الله لك ما يحزنك، فقال أبو سفيان:  اعْلُ هُبَل، فقال النبي ﷺ: أجيبوه قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم، فقال النبي ﷺ: أجيبوه قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا الله مولانا ولا مولى لكم قال أبو سفيان: “يوم بيوم بدر والحرب سجال، وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني” تفرد به البخاري من هذا الوجه[2].

وروى محمد بن إسحاق عن عبد الله بن الزبير أن الزبير بن العوام -ا- قال: والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند وصاحباتها، مشمرات هوارب، ما دون أخذهن كثير ولا قليل.

يعني لما شمرن يصعدن الجبل عند الهزيمة في أول المعركة رأى ذلك منهن.

والخدم أو الخدمة هو الساق، ويطلق أيضاً على الخلخال وهما متلازمان؛ لأن موضع الخلخال في الساق، وقوله: ”فشمرن“ أي أنه رأى ذلك منهن وهن ممعنات في الهرب.

ومالت الرماة إلى العسكر حين كشفنا القوم عنه يريدون النهب وخلوا ظهورنا للخيل، فأتتنا من أدبارنا، وصرخ صارخ: ألا إن محمداً قد قتل، فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب اللواء، حتى ما يدنوا منه أحد من القوم.

 قال محمد بن إسحاق: فلم يزل لواء المشركين صريعاً حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية فدفعته لقريش فلاثوا به.

وقوله تعالى: ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ [سورة آل عمران:152] قال ابن إسحاق: حدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أحد بني عدي بن النجار قال: انتهى أنس بن النضر عمّ أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار قد ألقوا ما بأيديهم، فقال: ما يخليكم؟ فقالوا: قتل رسول الله ﷺ قال: فما تصنعون بالحياة بعده، قوموا فموتوا على ما مات عليه، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل -.

وروى البخاري عن أنس بن مالك أن عمَّه -يعني أنس بن النضر غاب عن بدر فقال: غبت عن أول قتال النبي ﷺ لئن أشهدني الله مع رسول الله ﷺ ليرين الله ما أجد، فلقي يوم أحد فهُزِم الناس فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني المسلمين- وأبرأ إليك مما جاء به المشركون، فتقدم بسيفه فلقي سعد بن معاذ، فقال: أين يا سعد؟ إني أجد ريح الجنة دون أحد، فمضى فقتل فما عرف حتى عرفته أخته ببنانه، أو بشامة، وبه بضع وثمانون طعنة وضربة ورمية بسهم هذا لفظ البخاري[3] وأخرجه مسلم من حديث ثابت عن أنس بنحوه[4].

وقوله تعالى: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ [سورة آل عمران:153] أي: صرفكم عنهم إذ تصعدون في الجبل هاربين من أعدائكم.

على كلام ابن كثير -رحمه الله- هنا: أي: صرفكم عنهم إذ تصعدون في الجبل هاربين من أعدائكم، يكون قوله: إِذْ تُصْعِدُونَ [سورة آل عمران:153] متعلق بما قبله من قوله: ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ [سورة آل عمران:152] أي ثم صرفكم عنهم إذ تصعدون ممعنين في الهرب.

هذا توجيه كلام الحافظ ابن كثير -رحمه الله- وهو بهذا يخالف اختيار ابن جرير -رحمه الله- لأن ابن جرير يرى أن ذلك يتعلق بقوله: وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ [سورة آل عمران:152] ويكون معنى الكلام عند ابن جرير: ولقد عفا الله عنكم إذ لم يستأصلكم إذ تصعدون مولين مدبرين منهزمين أي: تُمعنون في الهرب لا تلوون على شيء.

وبعض أهل العلم يقول: إنه يتعلق بقوله: لِيَبْتَلِيَكُمْ [سورة آل عمران:152] يعني ثم صرفكم عنهم ليبتليكم إذ تصعدون، وهذا فيه بعد، فالآية إنما تحتمل المعنيين الأوليْن احتمالاً قريباً.

وقرأ الحسن وقتادة: إِذْ تَصْعَدُونَ أي: في الجبل.

بعض أهل العلم يفرق بين الإصعاد والصعود، فالصعود: هو العلو والارتفاع والإصعاد المقصود به الإمعان في الهرب، أو الانطلاق أو المشي أو نحو ذلك وليس الصعود، فالإصعاد هو الإمعان في السير في الأرض، والصعود هو الارتفاع، ففرق بين الإصعاد وبين الصعود عند كثير من أهل العلم، ولذلك يقال: التصعيد والمقصود بالتصعيد الذهاب إلى عرفة والذهاب إلى عرفة ليس فيه ارتفاع، ولذلك يقال له: إصعاد وتصعيد، ويُقال: فلان أصعد أي انطلق وسار، فهذا هو المعنى والله تعالى أعلم.

وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ أي: وأنتم لا تلوون على أحد من الدهش والخوف والرعب.

قوله: وَلاَ تَلْوُونَ يعني لا تعرِّجون، بمعنى أنه: لا يلتفت إلى أحد، فهو ممعن في الهرب والانطلاق لا يعرج على أحد.

وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ [سورة آل عمران:153] أي: وهو قد خلفتموه وراء ظهوركم يدعوكم إلى ترك الفرار من الأعداء وإلى الرجعة والعودة والكرة.

قال السدي: لما شد المشركون على المسلمين بأحد فهزموهم دخل بعضهم المدينة وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة فقاموا عليها، وجعل الرسول ﷺ يدعو الناس: إليَّ عباد الله، إليَّ عباد الله فذكر الله صعودهم على الجبل، ثم ذكر دعاء النبي ﷺ إياهم، فقال: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ [سورة آل عمران:153] وكذا قال ابن عباس -ا- وقتادة، والربيع، وابن زيد.

وقد روى البخاري عن قيس ابن أبي حازم قال: رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبي ﷺ يعني يوم أحد[5].

وفي الصحيحين عن أبي عثمان النهدي قال: لم يبق مع رسول الله ﷺ في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله ﷺ غير طلحة بن عبيد الله وسعد، عن حديثهما[6].

وقال سعيد بن المسيب: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: نَثَلَ لي رسول الله ﷺ كنانته يوم أحد وقال: ارمِ فداك أبي وأمي وأخرجه البخاري[7].

وثبت في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص أيضاً قال: رأيت يوم أحد عن يمين النبي ﷺ وعن يساره رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه أشد القتال، وما رأيتهما قبل ذلك اليوم ولا بعده[8]، يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام.

هذا أخذ منه بعض العلماء مثل الإمام النووي -رحمه الله: أن الملائكة قاتلت يوم أحد، وسبق الكلام على هذا، ومثل هذا الحديث لا يدل بالضرورة على أن الملائكة قاتلت في يوم أحد؛ لأن هذا قد يكون قتالاً خاصاً وذلك في الدفاع عن النبي ﷺ ودفع المشركين عنه فحسب.

والذين يقولون: إنهم لم يقاتلوا في يوم أحد -وهم كثير من أهل العلم إن لم يكن أكثر أهل العلم- يقولون في هذا ونحوه،: لو قاتلت الملائكة يوم أحد ما انهزموا، إذ كيف ينهزمون والملائكة تقاتل معهم؟! فالله خلى بينهم وبين عدوهم.

والمدد من الملائكة الذين بلغوا ثلاثة آلاف وكذلك الخمسة الآلاف ذكرنا أن الأقرب أنهم إنما كانوا يوم بدر، وأن المتيقن أنه نزل منهم ألف، وأما الثلاثة والخمسة الآلاف فسبق الخلاف فيه بناء على قوله: وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم [سورة آل عمران:125] هل المقصود به المدد الذي يأتي من كرز الذي وعد المشركين فلم يأت هذا المدد؟ وبالتالي لم ينزل مدد السماء زيادة على الألف.

وقال أبو الأسود عن عروة بن الزبير قال: كان أبي بن خلف أخو بني جمح قد حلف وهو بمكة ليقتلن رسول الله ﷺ فلما بلغت رسول الله ﷺ حلفته قال: بل أنا أقتله إن شاء الله فلما كان يوم أحد أقبل أبي في الحديد مقنعاً، وهو يقول: لا نجوت إن نجا محمد، فحمل على رسول الله ﷺ يريد قتله، فاستقبله مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار يقي رسول الله ﷺ بنفسه فقتل مصعب بن عمير -، وأبصر رسول الله ﷺ ترقوة أبي بن خلف من فرجة بين صابغة الدرع والبيضة وطعنه فيها بحربته، فوقع إلى الأرض عن فرسه، ولم يخرج من طعنته دم، فأتاه أصحابه فاحتملوه وهو يخور خوار الثور، فقالوا له: ما أجزعك إنما هو خدش، فذكر لهم قول رسول الله ﷺ: بل أنا أقتل أبياً ثم قال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون فمات إلى النار فسحقاً لأصحاب السعير[9]، وقد رواه موسى بن عقبة في مغازيه عن الزهري عن سعيد بن المسيب بنحوه.

وقد ثبت في الصحيحين عن سهل بن سعد أنه سئل عن جرح رسول الله ﷺ فقال: جرح وجه رسول الله ﷺ وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة بنت رسول الله ﷺ تغسل الدم، وكان عليٌّ يسكب عليها بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى إذا صار رماداً ألصقته بالجرح فاستمسك الدم.

وقوله تعالى: فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ [سورة آل عمران:153] أي: فجازاكم غماً على غم، كما تقول العرب: نزلت ببني فلان ونزلت على بني فلان، وقال ابن جرير: وكذا قوله: وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ [سورة طـه:71] أي: على جذوع النخل.

قال ابن عباس: الغم الأول بسبب الهزيمة، وحين قيل: قتل محمد ﷺ، والثاني: حين علاهم المشركون فوق الجبل، وقال النبي ﷺ: اللهم ليس لهم أن يعلونا [10].

وعن عبد الرحمن بن عوف قال: الغم الأول بسبب الهزيمة، والثاني: حين قيل: قتل محمد ﷺ كان ذلك عندهم أعظم من الهزيمة [رواهما ابن مردويه].

وقال مجاهد وقتادة: الغم الأول: سماعهم قتل محمد، والثاني ما أصابهم من القتل والجراح، وعن قتادة والربيع بن أنس عكسه، وعن السدي: الأول: ما فاتهم من الظفر والغنيمة، والثاني: إشراف العدو عليهم.

فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً [سورة آل عمران:153] تقول: غمه بمعنى غطاه، وذلك والله أعلم أن الحزن الشديد يقال له ذلك لأنه يغطي عقل الإنسان، أي يغم عليه بحيث إن الإنسان يصير إلى حال لا يكاد ينتفع به معها من شدة ما نزل به من الحزن والمصيبة.

وقوله هنا: فَأَثَابَكُمْ يمكن أن يفسر بجازاكم كما مشى عليه كثير من المفسرين، ولا يلزم من ذلك ما يتبادر من لفظ الإثابة هنا من أنه الجزاء الحسن، وإنما يمكن أن يفسر بمطلق الجزاء، وهذا مشى عليه كثير من المفسرين، فإذا فسر بهذا فلا إشكال.

وفي قوله: فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ [سورة آل عمران:153] من أهل العلم من قال: إن هذا الغم الذي فاتهم هو النصر الذي رأوه في أول الأمر وما فاتهم من الغنيمة، والذي أصابهم هو الهزيمة والقتل، إذاً فالغم الذي أثابهم الله به بعض أهل العلم يقول: صرفكم عنهم بسبب ما تسببتم من غم رسول الله ﷺ أن أنزل بكم غماً جزاء وفاقاً، أي أنه صرفكم عنهم وحصل لكم ما حصل من الهزيمة بسبب ما تسببتم لرسول الله ﷺ وهذا فيه بعد، وضعفه جمع من أهل العلم منهم الحافظ ابن القيم.

والأقوال التي ذكرها هنا إذا تأملتها تجد أنه يقول: ”قال ابن عباس: الغم الأول: بسبب الهزيمة وحين قيل قتل محمد، والثاني: حين علاهم المشركون فوق الجبل.

وذكر عن عبد الرحمن بن عوف: ”الغم الأول بسبب الهزيمة والثاني، حينما قيل: قتل محمد ﷺ“ وهذا أحسن من الذي قبله، وهذا الذي اختاره ابن جرير وابن القيم، وبعض المعاصرين يقول: إن هذا بمثابة المعالجة لما وقع لهم من الحزن، وذلك أنه أصابهم غم شديد بسبب ما فاتهم من النصر وتحوُّل موازين المعركة وبسبب ما وقع لهم من القتل والجراح، فأشيع أن محمداً ﷺ قد قتل، فأصابهم غم أعظم من الغم الأول وأذهلهم ذلك، فأحياناً تقع للإنسان مصيبة ينشغل بها، فتأتيه مصيبة أكبر فتنسيه المصيبة الأولى، وهذا شيء مشاهد، فالإنسان قد يعاني من ألم أو صداع فيقع شيء عظيم آخر فينسى ما كان فيه.

وهكذا قد تقع بالناس فاجعة عامة ثم تقع أخرى أشد منها فينسون الأولى وينشغلون بالثانية، وهذا شيء مشاهد، فالحاصل أنه تكشف الأمر أن النبي ﷺ لم يقتل فكان ذلك علاجاً للغم الحقيقي الذي أصابهم، أي المصيبة الحقيقية.

وتجد في بعض الكتب مثل تفسير ابن عاشور ما يشير إلى هذا وإن لم يصرح به، لكنه قال: إنه دفع الأول بشيء يسير -وهو ليس يسيراً في الحقيقة لو قتل النبي ﷺ لكن لأنه تبين أنه لا حقيقة له اعتبر يسيراً والله أعلم، فالمقصود أن إشاعة مقتل النبي –عليه الصلاة والسلام- كانت دفعاً للغم الحقيقي والحزن الذي أصابهم بسبب الهزيمة والقتل والجراح.

ثم ذكر ابن كثير قولاً آخر فقال: ”وقال مجاهد وقتادة: الغم الأول: سماعهم قتل محمد، والثاني ما أصابهم من القتل والجراح“ وهذا القول كأنه نظر إلى قوله تعالى: لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ [سورة آل عمران:153] ففاتهم النصر وأصابتهم الهزيمة، فقال: الغم الأول هو ما أشيع من قتله -عليه الصلاة والسلام، والثاني ما وقع لهم من القتل والجراح.

وبعضهم عكسه؛ لأن الجراح وقعت لهم أولاً، ثم أشيع أن النبي ﷺ قد قتل، وهذا أكثر ملاءمة من الذي قبله، أعني القول بأن ذلك منعكس.

وذكر عن السدي أنه قال: الأول ما فاتهم من الظفر والهزيمة والغنيمة، والثاني: إشراف العدو عليهم، وهذا مثل القول الأول -قول ابن عباس- الغم الأول بسبب الهزيمة وحين قتل محمد ﷺ، والحقيقة أن الهزيمة وما فاتهم متلازمان.

وقوله تعالى: لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ أي على ما فاتكم من الغنيمة والظفر بعدوكم، وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ [سورة آل عمران:153] من الجراح والقتل، قاله ابن عباس وعبد الرحمن بن عوف والحسن وقتادة والسدي.

وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [سورة آل عمران:153] سبحانه وبحمده لا إله إلا هو -جل وعلا.

قوله تعالى: لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ معناه أن الغم الأخير سبّب لهم تلاشي الحزن الأول، إلا على قول من قال: إن ”لا“ زائدة، وأن هذا كقوله تعالى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ [سورة الحديد:29] بمعنى ليعلم أهل الكتاب، وكقوله: مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ [سورة الأعراف:12] يعني ما منعك أن تسجد، فعلى هذا القول يكون الكلام أنه أثابكم غماً بغم لكي تحزنوا على ما فاتكم وما أصابكم، وهذا فيه نظر؛ فهو لم يثبهم الغم الجديد مسبباً لهم هذا الحزن على ما فاتهم وما أصابهم؛ لأنه ليس مراداً للشارع أن يحزنهم، ثم إن الحزن ليس مطلوباً شرعاً على الأمور الفائتة والمصائب النازلة على الإنسان، فلذلك هذا القول فيه إشكال.

ثم إن دعوى الزيادة الأصل خلافها، وهذا طبعاً إذا تنزلنا بقول: إن ”لا“ زائدة، فلا يليق أن يعبر بالزيادة في القرآن؛ لأن القرآن ليس فيه شيء زائد، ولذلك نجد مثل الزركشي في كتاب البحر المحيط في أصول الفقه، ذكر هذا في موضعين وذكره في البرهان أيضاً في علوم القرآن، والعلماء عادة يعبرون عن مثل هذا بعبارات أخرى أكثر تلطفاً فيقولون: ”لا“ صلة، وهم على كل حال يقصدون أنها زائدة إعراباً لا زائدة في المعنى، وإنما يقولون: هذا يفيد التوكيد مثلاً أو نحو ذلك، وإلا فكما قال في المراقي:

تواتر السبع عليه أجمعوا ولم يكن في الوحي حشو يقعُ
فالزيادة حشو في الكلام، ومعلوم أن زيادة المبنى لزيادة المعنى.

والخلاصة أن الذي يظهر هو أن ”لا” في قوله: لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ ليست زائدة، وإنما على وجهها في النفي، أي أنه فعل بهم ذلك لكي لا يحزنوا على ما فاتهم ولا ما أصابهم، بمعنى أن المصيبة الثانية أنستهم المصيبة الأولى، وخفف ذلك عنهم فنسوا جراحهم، ونسوا ما فاتهم، والله تعالى أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

  1. أخرجه البخاري في كتاب التيمم (328) (ج 1 / ص 128) ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة (521) (ج 1 / ص 370).
  2. أخرجه البخاري في كتاب المغازي - باب غزوة أحد (3817) (ج 4 / ص 1486).
  3. أخرجه صحيح البخاري في كتاب المغازي - باب غزوة أحد (3822) (ج 4 / ص 1487).
  4. صحيح مسلم في كتاب الإمارة- باب ثبوت الجنة للشهيد (1903) (ج 3 / ص 1512).
  5. أخرجه البخاري في كتاب المغازي – باب إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [سورة آل عمران:122] (3836) (ج 4 / ص 1490).
  6. أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة - باب ذكر مناقب طلحة بن عبيد الله (3517) (ج 3 / ص 1363) ومسلم في كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل طلحة والزبير ا (2414) (ج 4 / ص 1879).
  7. أخرجه البخاري في كتاب المغازي – باب إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [سورة آل عمران:122] (3829) (ج 4 / 1489).
  8. أخرجه البخاري في كتاب المغازي – باب إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [سورة آل عمران:122] (3828) (ج 4 / 1489) ومسلم في كتاب الفضائل - باب في قتال جبريل وميكائيل عن النبي ﷺ يوم أحد (2306) (ج 4 / ص 1802).
  9. أخرجه الحاكم (3263) (ج 2 / ص 357)
  10. أخرجه أحمد (2609) وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.

مواد ذات صلة