الثلاثاء 07 / شوّال / 1445 - 16 / أبريل 2024
(064) قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ..} الآية 51
تاريخ النشر: ١٩ / محرّم / ١٤٣٨
التحميل: 550
مرات الإستماع: 1122

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

لما ذكر الله -تبارك وتعالى- ما قاله عيسى من مخاطبته لبني إسرائيل، وأنه مصدق للكتاب الذي كان قبله وهو التوراة، وكذلك أيضًا أخبرهم بأنه جاء بالتخفيف عنهم، فأحل لهم بأمر الله بعض الذي حرم عليهم جاءهم بالآيات المذكورات في الآيات السابقة، وأمرهم بطاعته قال بعد ذلك: إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ [آل عمران:51] إن الله الذي أدعوكم إلى عبادته وطاعته هو وحده ربي وربكم فاعبدوه، وأخلصوا له العبادة، وتذللوا له، وتقربوا إليه بأنواع القربات هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ هذا هو الطريق الذي لا اعوجاج فيه الذي يوصل إلى الله -جل جلاله، وتقدست أسماؤه-، فصراط الله -تبارك وتعالى- هو الذي شرعه لعباده من أجل سلوكه من الإيمان وشرائع الدين التي أمر عباده بها.

يؤخذ من هذه الآية الكريمة من المعاني والهدايات: إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ جاء التوكيد بإنّ وكما ذكرنا سابقًا بأن (إنّ) تقوم مقام إعادة الجملة مرتين، فهذا كأنه يقول: الله ربي وربكم، الإنسان يؤكد إما بالتكرار وإما بمؤكدات كالقسم أو بإنّ ونحو ذلك، فهنا يقول: إِنَّ اللَّهَ، فهذه قضية في غاية الأهمية، وهي قضية التوحيد، وإفراد الله بالعبادة، فتأكيدها لا شك أنه في غاية المناسبة إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ.

ولاحظ هنا أنه ما قال: إن الله ربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم، وإنما قال: إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ، فذلك فيه رد على النصارى الذين يؤلهون المسيح إِنَّ اللَّهَ رَبِّي، فعيسى ليس برب، فالله هو رب الجميع، ونحن متساوون في أننا خلق من خلقه، وأننا من جملة عباده، فالكل عباد لله -تبارك وتعالى- والرب هو الله وحده.

إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ، وهنا قدم ما يختص به، إِنَّ اللَّهَ رَبِّي ما قال إن الله ربكم وربي إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ باعتبار أنه كأنه يعلن لهم أنه أول من يذعن وينقاد ويقر بالربوبية لله -جل جلاله، وتقدست أسماؤه- إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ.

وهكذا الداعية إلى الله فإنه يبدأ بنفسه، ويكون قدوة لغيره، فهو لا يتميز عن الناس بشيء، وإنما يتميز بالمبادرة وتحقيق ما يدعو إليه في نفسه، أما أن يستشعر أنه في برج عاجي، وكأن الناس في حال من الهلاك، وإنما عليه فقط أن يقدم التوجيه لهم ليخلصهم مما هم فيه من أسباب الهلكة والعذاب، فهذا غير صحيح، ومتى استشعر الداعية إلى الله ذلك في نفسه، أو ظهر في فلتات لسانه فإن ذلك هو أول أسباب الفشل في دعوته، إذا كان يستشعر أنه في منأى عن الهلكة أو الضلالة أو الانحراف، أو بمنجاة من عذاب الله كأنه قد ضمن الجنة لنفسه، وهو يخاطب الناس بهذه العبرات؛ يقف على المنبر ويخاطبهم بالعبارات القاسية الجافة التي تؤلم وتؤذي الأسماع، ويقول: أنتم كذا، وأنتم كذا، وأنتم تفعلون كذا، وأنتم، وأنتم، لا هو يتكلم عن نفسه أو يتحدث عنه وعنهم، يقول: نحن بحاجة إلى مراجعة النفس، بحاجة إلى توبة، نحن بحاجة إلى الإنابة إلى الله، نحن مقصرون، نحن مفرطون، ما يقول: أنتم تفرطون، أنتم تضيعون حظكم عند الله ، أنتم تضيعون من تحت أيديكم هذا مؤذي، ولا يصلح في مخاطبة الناس في الدعوة إلى الله .

وقد ذكرت لكم في بعض المناسبات ما يذكر عن أحدهم، إن صح ذلك لكن فيه عبرة ولا يخلو من طرافة، أنه قام رجل يعظ الناس، ثم بعد ذلك أخذته الحمية، فقال: اسمعوا يا جماعة، المسألة جد، وفيها جنة ونار، ولا يأتيني أحد غدا، يقول كيري ميري، المسألة فيها جنة ونار، يعني: هو الآن بهذا الكلام حينما نحلل هذه الجملة، وكأنه قد ضمن النجاة فهم سيأتونه يوم القيامة، ويقولون: ما في مراجعة؟ ما في مخرج؟ ما في لا يأتيني أحد غدا، ونقول: وهو سيأتيك أحد غدا خلص نفسك، كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدثر:38]، يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا [النحل:111]، كل واحد يريد الخلاص لنفسه هل يأتونك الناس، ويقولون لك كيري ميري؟ فهذا لا شك أنه ينبئ عن شيء من الغرور، والأمن من مكر الله قد ينجو هؤلاء، وهو الذي نسأل الله العافية.

وهكذا سيؤخذ من قوله: إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ بأن ما يدعوهم إليه إذا دعاهم إلى شيء كان أول الممتثلين وأول المحققين لذلك، وكأنه يقول لهم: أنا أولكم أنا مبادر إلى تحقيق العبودية إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ لا أدعي أني إله أنا مربوب، ولا أدعو إلى عبادة غير الله كما يدعي المسيح الدجال أنه هو الرب.

وهكذا فعيسى أظهر الله على يديه هذه الخوارق، ومنها إحياء الموتى، ويقول: إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ، وحينما يوجه ربنا -تبارك وتعالى- إليه الخطاب: أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ۝ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ۝ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ۝ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ [المائدة:116-119]، هو تبرأ من حوله وطوله وقال: ما قلت، وليس لي شيء من هذا أصلاً، وإنما أنا مبلغ عنك ما أمرتني به إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ لاحظ هنا الترتيب بالفاء، فالفاء كما ذكرنا مرارا تدل على ترتيب ما بعدها على ما قبلها، وتدل على التعليل، يعني: يقول لهم إن الله ربي وربكم كأنها مقدمة، إذا كان هو ربنا فاعبدوه، الرب يستحق أن يعبد، الرب يستحق أن يخضع الناس له، وأن يتقربوا إليه بألوان القربات.

ولذلك تعلمون أن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الإلهية، فاعبدوه هذا توحيد الإلهية إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ، توحيد الربوبية ما هو أن نوحد الله بأفعاله، فنقول: لا خالق إلا الله، لا رازق إلا الله، لا محيي إلا الله، لا مميت إلا الله، لا مدبر في الكون إلا الله، هذا توحيد الربوبية أن توحده بأفعاله هو، وتوحيد الإلهية أن توحده بأفعالك أنت، لا تصل لغيره، لا تذبح لغيره، لا تتقرب بشيء من العبادات لغير الله ، وإنما تجعل الوجهة واحدة في جميع عباداتك وتقرباتك، هذا توحيد الإلهية هو ما يصدر من العبد إلى الرب فيكون موحدا للوجهة إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ إذا كان هو الرب فهو الذي يستحق أن يعبد، لماذا تصرف العبادة لغير من خلق؟

فالرب هو المالك هو السيد، هو المدبر، هو المربي، كل هذه المعاني داخلة فيه، فلماذا توجه العبادة إلى غيره ممن لا يملك شيئا من ذلك فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ.

وكذلك أيضًا يؤخذ من هذه الآية: إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ وهذا أيضًا حينما كرر قال: رَبِّي وَرَبُّكُمْ هذا أبلغ في تقرير وتأكيد الربوبية لله بما لو قال مثلا إن الله ربنا فاعبدوه رَبِّي وَرَبُّكُمْ كما تقول للإنسان الله ربي وربك ورب جميع الخلق، فيجب أن ننقاد له فيكون ذلك أرسخ وآكد مما لو أنه جمع ذلك بلفظ واحد، فقيل: الله ربنا أو الله رب الخلق أو نحو ذلك.

ثم قال الله -تبارك وتعالى-: إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ إذن طريق العبودية لله رب العالمين هو الصراط المستقيم، فمن أراد أن يسلك الصراط المستقيم الذي لا يوصل إلى الله سواه فعليه أن يكون محققا للعبودية، وبقدر تحقيقه للعبودية يكون انضباطه في سيره على هذا الصراط، ولهذا قال الحافظ ابن القيم -رحمه الله- بأن من استقام سيره على هذا الصراط في الدنيا، الصراط الذي رسمه الله لعباده من أجل سلوكه الذي هو اتباع الشريعة والانضباط معها، هذا الصراط الذي وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ۝ صِرَاطِ اللَّهِ [الشورى:52-53] فهو الذي رسمه لعباده، فمن استقام سيره على هذا الصراط استقام سيره على ذاك الصراط المنصوب على جسر جهنم، ومن كان سيره على هذا الصراط فيه تخبط وتعثر؛ فإن الجزاء من جنس العمل، فقد يكون سيره على الصراط على سير جهنم كذلك.

ولكن التعثر هناك ليس كعثرة القدم هنا، وإنما قد يقع ويهوي في النار في نار جهنم، لو قيل لإنسان يمشي على جدار مرتفع يقطع مسافة مئة متر أو نحو ذلك لكان في غاية الخوف وهو يسقط على أرض ليس على نار، بينما هناك الصراط المنصوب على متن جهنم أدق من الشعر وأحد من السيف، لا يستطيع الإنسان أن يسير عليه بقوة ولا مهارات ولا قدرات ولا تدريب ولا يوجد أحد مدرب، والمصير النهائي هناك وتحته نار قعرها بعيد، يعني لك أن تتصور قال النبي ﷺ حينما سمع وجبة -يعني صوت سقوط شيء- قال: هذا حجر ألقي في النار منذ سبعين خريفا، يعني الآن وصل إلى القعر، سبعين سنة ولو نظرنا في النظريات التي عند أهل الفيزياء مثلا ونظرنا في حركة الجسم بحسب ثقله والبعد كم يقطع من المسافة في مدة سبعين سنة؟ هذا طبعا لا يمكن أن يقاس بالمقاييس الأرضية، لا يمكن لأن الشمس والقمر تكوران وتلقيان في النار وأهل الفلك يقولون الشمس أكبر من الأرض بأضعاف مضاعفة، فالشمس والقمر تلقيان في النار إذن ما حجم النار؟ فهذه المسافة التي يقطعها الحجر في سقوطه كم تبلغ من الأميال، هذا لا يمكن أن يجري على مقاييس الدنيا، يعني في الأرض لا يوجد شيء يقارب هذا إطلاقا في هذه المسافات أبدًا، فتصور السقوط لو كان ليس في نار بس سقوط في هواة في هذا القعر لا شك أنه شيء مهول مفزع، فكيف إذا كانت نارًا؟! نسأل الله العافية.

فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ، وصف الصراط هنا بالاستقامة مع أنه كما ذكرنا من قبل أن الصراط، كما قال ابن القيم -رحمه الله-: لا يقال إلا لما كان مستقيمًا كلمة صراط في اللغة، لا تقال إلا لما كان مستقيمًا، فدل ذلك على أن هذه صفة كاشفة تكشف عن حقيقة الموصوف، ولا تقيده[1].

يعني: لا تضيف له شيئًا جديدًا يقيده، فحينما تقول: إن الصراط أصلا لا بد أن يكون مستقيمًا، فحينما تقول صراط مستقيم، فهذا يكشف حقيقة الصراط، فقط كما لو قلت مثلاً: مسجد بيت الله، هو المسجد هو بيت الله، أو قلت: رجل ذكر، امرأة أنثى، فهذا لم تضف وصفًا جديدًا يقيد الموصوف، بخلاف ما إذا قلت مثلا مسجد جامع، أو مسجد كبير، أو مسجد قديم، أو مسجد جديد، هذه صفة تخرج القديم، وإذا قلت رجل طويل، رجل قصير، رجل مؤمن رجل تقي، فهذا يقيد الموصوف، لكن إذا قلت رجل ذكر لم تضف شيئًا، فهذا يكشف عن الموصوف فقط، صفة كاشفة هذا صراط مستقيم، لكن لأهمية الاستقامة في هذا في الوصف أبرزت -والله تعالى أعلم-، هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ.

ويدل ذلك بمفهوم المخالفة أن ما عدا الصراط الذي رسمه الله لعباده من أجل سلوكه ليس بمستقيم وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153] ولهذا فالنبي ﷺ خط خطا طويلا مستقيما وخط خطوطا صغارًا عن جانبيه فقال: هذا صراط الله وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه فمن أجابهم -نسأل الله العافية- ألقوه في النار على كل سبيل شيطان، هكذا في كتابة عابرة في مقال في إحدى البلاد العربية، في وقت استعداد الانتخابات قرأت فقط في مقال واحد أسماء أحزاب شيوعية واشتراكية يسارية إلى غير ذلك من الأسماء، في هذا المقال فقط أحصيت عدد هذه الأحزاب ثمانية عشر حزبًا في مقال واحد، الحزب الشيوعي التقدمي، الحزب الشيوعي الما دري كذا، الحزب..، يعني أحزاب كلها ضلالة تختلف الأسماء فقط، أو اختلافات يسيرة بين هذه الأسماء لكن على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153] فكل ما كان خلاف صراط الله المستقيم الذي رسمه الله لعباده فهو من هذه السبل، هذا صراط مستقيم فمن أراد الطريق المستقيم والنجاة عند الله فليسلك سبيله الذي شرعه، بعيدا عن البدع والمحدثات والآراء والضلالات والملل والنحل فكل ذلك خلاف الصراط المستقيم.

أسأل الله أن يسلك بنا صراطه المستقيم، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وألا يجعله ملتبسًا علينا فنضل، اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وعاف مبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دنيانا.

ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم.

والله أعلم-، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

  1. مدارج السالكين (1/37).

مواد ذات صلة