الخميس 18 / رمضان / 1445 - 28 / مارس 2024
‏(24) التَّكْبِيرُ إِذَا أَتَى الْحَجَرَ الأَسْوَدَ والدُّعَاءُ بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ الأَسْوَدِ
تاريخ النشر: ٠٤ / ذو الحجة / ١٤٣٤
التحميل: 4196
مرات الإستماع: 3627

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

أيها الأحبة، في هذه الليلة بعد الفراغ من الكلام على التَّلبية التي يُعلن بها الملبِّي إجابتَه لربه -تبارك وتعالى- إجابةً بعد إجابةٍ، وأنَّه مُوحِّدٌ له في طاعته وعبادته واستجابته، وأنَّ الحمد والنِّعمة والملك كل ذلك لله ربِّ العالمين، لا شريكَ له.

وفي هذه الليلة -أيها الأحبة- نتحدَّث عن التَّكبير إذا أتى الحجر الأسود.

وبعض أهل العلم -كالحافظ ابن القيم- يرون أنَّ التَّلبية تنقطع حينما يشرع بالطَّواف[1]، فإنَّه إذا استلم الحجرَ وبدأ بالطَّواف كبَّر في أوله، فيقول: الله أكبر.

فانظر بعد هذه التَّلبية التي تضمّنت هذه المعاني العظيمة، يبدأ طوافه بقوله: الله أكبر، أي: أكبر من كلِّ شيءٍ، أكبر من هذه النَّفس التي تتطلع إلى شيءٍ من العلو والرِّفعة والشَّرف والرِّيادة والشُّهرة، وأن يعرف أنه حاجٌّ، وأنه يتعبَّد، وأنَّه يبذل الأموالَ في هذا السَّبيل.

فالله أكبر من هذه النَّفس، والله أكبر من كل شيءٍ، فهنا لا مجالَ لتعظيم أحدٍ من المخلوقين، أو لشيءٍ من الخلق من أمور الدنيا، ونحو ذلك.

وقد جاء عن نافعٍ: أنَّ عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أدركه عروةُ بن الزبير في الطَّواف، فخطب إليه ابنتَه، فلم يردّ عليه ابنُ عمر شيئًا، فقال عروةُ: لا أُراه وافقه الذي طلبتُ منه، لا جرمَ لأُعاودنَّه فيها. قال نافع: فقدمنا المدينة قبله، وجاء بعدنا، فدخل على ابن عمر فسلَّم عليه، فقال له ابنُ عمر: إنَّك أدركتني في الطَّواف فذكرتَ لي ابنتي، ونحن نتراءى الله بين أعيننا، فذلك الذي منعني أن أُجيبك فيها بشيءٍ، فما رأيك فيما طلبتَ؟ ألك به حاجة؟ قال: فقال عروةُ: ما كنتُ قطّ أحرص على ذلك مني الساعة. قال: فقال له ابنُ عمر: يا نافع، ادعُ لي أخويها. قال: فقال لي عروة: ومَن وجدت من بني الزبير فادعه لنا. قال: فقال ابنُ عمر: لا حاجةَ لنا بهم. قال عروةُ: فمولانا فلان. فقال ابنُ عمر: فذلك أبعد.

فلمَّا جاء أخواها حمد اللهَ ابنُ عمر، وأثنى عليه، ثم قال: هذا عندكما عروة، وهو ممن قد عرفتُما، وقد ذكر أختَكما سودة، فأنا أُزوِّجه على ما أخذ اللهُ به على الرجال للنِّساء: إمساكٌ بمعروفٍ، أو تسريحٌ بإحسانٍ، وعلى ما يستحلّ به الرجالُ فروجَ النِّساء، لكذلك يا عروة؟ قال: نعم. قال: فقد زوَّجتُكها على بركة الله[2].

فكانوا يطوفون بالبيت وهم يتخايلون النَّظر إلى الله -تبارك وتعالى- ويُراقبونه، فهذا مقامٌ لا يُذكر فيه شيءٌ من أمر الدنيا، فما أجاب، ولم يقل: انتظر بعد الطَّواف، أو انتظر في الرجوع، أو نلتقي في السَّكن، أو نلتقي في الخيام، أو في المدينة، لم يُجبه، مع أنَّ الموضوع له أهمية، ومَن يُفرِّط في مثل عروة بن الزبير ؟! ذكر له ذلك في المدينة، وذكَّره بهذا المعنى: أنَّ هذا المقام -مقام الطَّواف- لا يصلح أن يُذكر فيه شيءٌ سوى الله -تبارك وتعالى.

فانظروا -أيُّها الأحبة- زوَّجه إيَّاها، لكن ما كان ليُجيبه في ذلك المقام، أين هذا من حالنا؟! نتلفَّت ونتكلم بالهاتف، ونتحدث مع مَن معنا، ونشتغل أحيانًا برسائل نُرسلها، أو نستقبلها، فكل ما تحرّك صوتٌ في الهاتف بادرنا إلى استخراجه، وقطعنا الذكر والاشتغال بما يجب الاشتغال به في هذا المقام، فأصبحنا ننظر هذه الرسالة التي جاءت، وربما بعضنا يُرسل للآخرين يُخبرهم أنَّه في الشوط السابع، أو السادس، وأنَّه يدعو لهم، فهذه حقائق موجودة، يقول: أنا أطوف الآن، وأنا أدعو لكم جميعًا! فأين إخفاء العمل؟ وأين الإخبات؟ وأين هذه العبادة التي ينبغي أن نُحققها في أنفسنا؟

إنَّ العبد إذا طاف لا يقع في قلبه سوى تعظيم المعبود ، دع المتابعين والمغردين والجماهير، فهذا مقامُ تعظيمٍ لله ، فمَن لم يُعظِّم ربَّه حقَّ التَّعظيم في مثل هذه المقامات فمتى سيُعظِّم ربَّه؟! تحت بيته! وفي عبادةٍ، وهي ركنٌ من أركان الإسلام، فهنا لا حاجةَ للاشتغال بشيءٍ آخر، فالله أكبر من كل شيءٍ.

وهنا تتبدد الأوهام، وتتلاشى الظنون والمخاوف، فلا يبقى إلا الخوف من الله، ولا يبقى إلا مُراقبته، ولا يبقى إلا تعظيمه ومحبَّته، فهذا الذي قد تعلَّق قلبُه بمالٍ أو بامرأةٍ أو بغير ذلك مما تعلق به القلوب الفارغة من محبَّة الله وتعظيمه وإجلاله.

هنا إذا قال: الله أكبر، فهو أكبر من ذلك كلِّه، هذا الذي يُكبر الله -تبارك وتعالى- في هذا المقام هل يمكن أن يهمّ بمعصيةٍ؟ وهل يمكن أن تصدر منه جريمةٌ وهو يطوف؟ وهل يمكن أن ينظر إلى حرامٍ؟ وهل يمكن أن يُزاحم امرأةً بريبةٍ وهو يقول: الله أكبر؟

إن لم يكن لهذه الكلمة -أيها الأحبة- موقعٌ في هذا الطَّواف وعند بيت الله -تبارك وتعالى-، فمتى ستُؤثر؟ ولذلك أقول -أيها الأحبة-: نحن بحاجةٍ إلى استشعار ما نُردده ونقوله ونتلفَّظ به.

طاف النبي ﷺ بالبيت على بعيرٍ، كلما أتى الركنَ أشار إليه بشيءٍ عنده وكبَّر[3].

الركن يُقَبَّل، فإن لم يمكن فيستلمه بيده، فإن لم يمكن فبشيءٍ معه، فإن لم يمكن أشار إليه بيده وكبَّر، كلَّما حاذى الركن كبَّر، هذا التَّكبير يُقال في الطَّواف في كل شوطٍ، ويُقال أيضًا على الصَّفا والمروة، ويُقال عند رمي الجمار، فيُكبر عند كل حصاةٍ في أيام التَّشريق.

ففي كل هذه المقامات: الله أكبر، فهذه مقامات لا يُذْكَر فيها كبيرٌ سوى الله -تبارك وتعالى-: فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا [البقرة:200]، فهناك لا يُذكَر سوى المعبود .

فهذه الكلمة: "الله أكبر" هي رأسٌ في الذكر، ولها وقعٌ عظيمٌ في النفوس، لو أنَّ النفوس تستشعر ذلك، لو كانت القلوبُ حيةً، ولما أُمِرَ النبيُّ ﷺ بالإنذار أول ما نزلت عليه الرسالة؛ لأنَّه نُبِّئ بـ(اقرأ)، وأُرسل بالمدثر: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ۝ قُمْ فَأَنْذِرْ ۝ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ [المدثر:1- 3].

فالدَّعوة إلى الله -تبارك وتعالى- لتكبيره، والطَّواف بالبيت، والسَّعي بين الصَّفا والمروة، والذَّهاب إلى عرفة ومُزدلفة ومنى، كل هذه المقامات لتكبير الله، ولإقامة ذكره، ولتعظيمه ، وهكذا يُكبِّر في وجه العدو، فتتهافت قوى الأعداء، وتخور عزائمُهم، ويتقهقرون.

والنبي ﷺ قال: سمعتُم بمدينةٍ جانبٌ منها في البرِّ، وجانبٌ منها في البحر؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: لا تقوم الساعةُ حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا، فلم يُقاتلوا بسلاحٍ، ولم يرموا بسهمٍ، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر. فيسقط أحدُ جانبيها، قال ثورٌ: لا أعلمه إلا قال: الذي في البحر، ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر. فيسقط جانبُها الآخر، ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله، والله أكبر. فيُفرج لهم فيدخلوها، فيغنموا، فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصَّريخُ فقال: إنَّ الدجالَ قد خرج. فيتركون كلَّ شيءٍ ويرجعون، والحديث مُخرَّجٌ في "صحيح مسلم"[4].

فالتَّكبير له شأنٌ عظيمٌ، نحن نُكبّر في مثل هذه الأيام -أيام العشر-، ونُكبر في أيام التَّشريق، فأين أثر التَّكبير على نفوسنا؟ مع غفلةٍ عظيمةٍ في مثل هذه الأيام وتقصير، فنسأل الله أن يعفو عنا جميعًا.

فإذا كان بين الركن اليماني والحجر الأسود، فهناك يقول: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201]، رَبَّنَا آتِنَا يُرددها في كل شوطٍ بين الركنين في هذا المقام العظيم الجليل.

وهذه الآية ذكرها الله بعدما نعى على أولئك الذين ليس لهم همٌّ ولا مطلوبٌ إلا الدنيا: فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ [البقرة:200]، ليس له نصيبٌ عند الله في الآخرة، فهو يطلب الدنيا؛ وذلك يدل على قلّة إيمانه، وضعف يقينه أو تلاشيه، فصار نظرُه لا يُجاوز أنفَه، ومطلوبُه لا يُجاوز هذه الفانية وهذا الحطام الذي سرعان ما يتلاشى: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا، ليس لكثرة حسناتٍ عنده في الآخرة، وإنما هو هنالك من المفاليس: وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ، ليس له نصيبٌ عند الله -تبارك وتعالى.

فهذا إذا كان في دعائه، فكيف بمَن يعمل الأعمال الصَّالحات وهو يرجو عملاً من الدنيا فقط؟! كما ذكرنا من قبل الذي يصوم ليصحّ، وتعبيد النفوس للجسد، وهذا الذي يُصلي من أجل ما قيل له من فوائد الصلاة البدنية والصّحية، وهكذا أيضًا في سائر أعماله: فيُزكِّي لينمو المال، ويصل الرحم لينسأ له في أثره، فهذا يُريد الدنيا، فإذا كان جميع الأعمال من هذا القبيل فقد يدخل هذا في قوله -تبارك وتعالى-: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ۝ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود:15-16]، وفي قوله: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ۝ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا [الإسراء:18- 19].

فإذا كان الإنسانُ ليس له من المطالب إلا المطالب العاجلة القريبة في الدنيا، فهذا قد خسر خسرانًا عظيمًا، وصارت صفقتُه خاسرةً، وهو مغبونٌ بلا شكٍّ.

الطائفة الأخرى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201]، فهذا هو الكمال الذي أثنى اللهُ -تبارك وتعالى- به على هؤلاء من أهل الإيمان.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا (ربنا) هذه أكثر الدّعاء في القرآن، وهو دعاء الأنبياء؛ لأنَّ العطاء والمنع والرزق كلّ ذلك من معاني الربوبية.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً فهذه الحسنة التي في الدنيا من أهل العلم مَن فسَّرها بالعافية في الدنيا، كما فسّر الحسنةَ التي تكون في الآخرة بالعافية التي تكون في الآخرة، باعتبار أنَّ الإنسانَ إذا حصلت له العافية فقد حصل له خيرٌ عظيمٌ، فالعافية لا يعدلها شيءٌ، فإذا عُوفي في الدنيا سلم من الفتن بأنواعها والشُّرور والآفات، وإذا عُوفي في الآخرة سلم من عذاب النار، وسلم من الكربات والشَّدائد والأهوال والأوجال التي تقع في ذلك الحين.

ومن أهل العلم مَن قال بأنَّ العافيةَ في الدنيا هي العلم والعبادة، هذا قال به بعضُ السلف: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً العلم والعبادة، نُوفَّق في الدنيا للطَّاعة والاشتغال بما ينفع، والعبادة لا تصلح بلا علمٍ، لا بدَّ من معرفة الطَّريق الموصل إلى الله، والصِّراط المستقيم الذي قد رسمه من أجل سلوك عباده لهذا الصِّراط.

وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً قالوا: هي الجنة، فهي الحسنة الحقيقية، فهذا أعظم ما يكون، وليس بعد ذلك حسنة.

وابن جريرٍ -رحمه الله- جمع هذه المعاني باعتبار أنَّ الله أطلق ذلك: آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، فالحسنة تصدق على العافية، والعافية في الجسم والمعاش والرزق، والعافية في الدين والعلم والعبادة، كل هذا من العافية.

وأمَّا في الآخرة فيقول ابنُ جرير: "فلا شكَّ أنها الجَّنة؛ لأنَّ مَن لم يَنلها يومئذٍ فقد حُرِم جميع الحسنات، وفارق جميع مَعاني العافية"[5]. وهذا صحيحٌ، وما قيل من التَّفاصيل في هذا يُرجع إليه، والله تعالى أعلم؛ إذ إنَّ مَن قال ذلك بالنَّظر للحسنة في الآخرة بأنَّها رضا الله، والنَّظر إلى وجهه الكريم، فهذا كله داخلٌ في النَّعيم الذي يُعطَاه أهلُ الجنة.

وقد جاء عن القاسم بن عبدالرحمن -رحمه الله- أنَّه قال: "مَن أُعطي قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وجسدًا صابرًا؛ فقد أُوتي في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، ووُقِيَ عذاب النَّار"[6].

لكن قول مَن قال بأنها العافية في الدنيا والآخرة، يجمع هذه الأقوال؛ فإذا عُوفي الإنسانُ في الآخرة دخل الجنة، وإذا عُوفي في الدنيا سلم من الفتن والشّرور والآفات والعِلل، وحصل له مطلوبُه من الرزق والأعمال الصَّالحات، وما إلى ذلك.

وبهذا نعلم أنَّ هذا الدعاء: "آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذابَ النار" من أجمع الأدعية، يجمع له خيري الدنيا والآخرة، فهو من أكملها؛ ولهذا كان النبيُّ ﷺ يقول ذلك بين الركنين -والله تعالى أعلم.

نكتفي بهذا القدر اللَّيلة.

وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينفعنا وإيَّاكم بما سمعنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه.

  1. "تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته" لابن القيم (1/ 227).
  2. "الطبقات الكبرى" لابن سعد. ط. العلمية (4/ 126).
  3. أخرجه البخاري: كتاب الحج، باب التَّكبير عند الركن، برقم (1509).
  4. أخرجه مسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعةُ حتى يمرّ الرجلُ بقبر الرجل فيتمنَّى أن يكون مكان الميت من البلاء، برقم (5199).
  5. "تفسير الطبري= جامع البيان" ت. شاكر (4/ 205).
  6. "تفسير ابن كثير" ت. سلامة (1/ 558).

مواد ذات صلة