الجمعة 19 / رمضان / 1445 - 29 / مارس 2024
‏(26) فضل الذكر قوله تعالى " فاذكروني أذكركم "‏
تاريخ النشر: ١٥ / ذو الحجة / ١٤٣٤
التحميل: 4898
مرات الإستماع: 3934

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

أيها الأحبة، في هذه الليلة نُواصل الحديث في شرح الأذكار، ونعود إلى أول الكتاب؛ وذلك في فضل الذكر، والله -تبارك وتعالى- يقول: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة:152]، فهذه أول آيةٍ ذكرها المؤلفُ في هذا الكتاب.

فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ هذا أمرٌ من الله -تبارك وتعالى- لعباده أن يذكروه، كما أمر بذلك: اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا [الأحزاب:41]، وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ [الأعراف:205]، كما سيأتي -إن شاء الله تعالى-.

فهذه الآيات وغيرها من النّصوص التي ورد فيها الأمرُ بالذكر، فهل هذا الأمر للوجوب؟ ومعلومٌ أنَّ الأصلَ في الأمر أنَّه للوجوب إلا لصارفٍ، فهل ذكر الله -تبارك وتعالى- واجبٌ على المكلَّفين؟

الجواب عن ذلك أن يُقال بأنَّ الذكرَ منه ما هو واجب، ومنه ما ليس بواجبٍ؛ إذ إنَّه يدور على الأحكام الأربعة: الوجوب، والاستحباب، والتَّحريم، والكراهة.

فهذه أربعة أحوالٍ للذكر، وهي الأحكام التَّكليفية الأربعة، وأمَّا الخامس منها، وهو الإباحة، فلا موضعَ له هنا.

فالذكر قد يكون واجبًا: كبعض الأذكار التي في الصَّلاة، كتكبيرة الإحرام، فهي ركنٌ في الصلاة، وهكذا أيضًا التَّسمية على الذَّبيحة على قول عامَّة أهل العلم، فهذه أذكار واجبة.

وقد يكون الذكرُ مُستحبًّا؛ وذلك كالأذكار التي تكون بعد الصَّلوات، وأذكار الصَّباح والمساء، والأذكار عند النوم، وأذكار الدّخول والخروج، وما شابه ذلك، فهذا من قبيل المستحبّ.

وقد يكون مكروهًا، والعلماء يُمثِّلون لهذا بأمثلةٍ: كالذكر حال الجماع، وقد مثَّل كثيرون بالذكر في موضع الخلاء -أكرمكم الله ومَن يسمع.

وقد يكون الذكرُ مُحرَّمًا، كما لو كان يشتمل على شركٍ بالله ، كتلبية أهل الجاهلية: "لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك"، فهذا ذكرٌ مُحرَّمٌ في ذاته؛ لأنَّه قد اشتمل على الإشراك، وهو أعظم الذُّنوب.

وقد يكون التَّحريمُ من جهةٍ أخرى: وذلك أنَّه قد دخل في باب الابتداع بتقييد ما لم يُقيده الشارعُ من الأذكار المطلقة، أو بإنشاء أذكارٍ يتعبّد ربَّه -تبارك وتعالى- بها، وفيها من الألفاظ والعبارات ما لا يليق.

فلو أنَّ أحدًا التزم ذكرًا يقوله في أحوالٍ، أو في أوقاتٍ، أو في مواضع وأماكن معينةٍ، لم يرد ذلك عن الشَّارع، فالتزمه فيها؛ فإنَّ ذلك يكون من قبيل مُحدثات الأمور والبدع، وشرّ الأمور مُحدثاتها.

وكذلك أيضًا لو أنَّ أحدًا يتشاغل بالذكر والخطيب يخطب يوم الجمعة، فإنَّ هذا لا يجوز؛ لأنَّه مأمورٌ بالإنصات، وكذلك لو أنَّه يتشاغل بالذكر حال قراءة الإمام في الصَّلاة.

وأمَّا مَن تشاغل بالذكر عند سماع القرآن خارج الصلاة، فهذا فيه قولان معروفان لأهل العلم: هل الإنصاتُ المأمور به يختصّ بالصلاة، أو لا يختصّ بها؟

فمَن رأى أنَّه لا يختصّ بالصلاة عمّم الحكم وقال: هذا لا يجوز؛ لأنَّه مخالفٌ لأمر الله ، هذا ما يتعلَّق بالأمر: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ.

ثم هنا مسألةٌ ثانية: وهي ما يتعلَّق بترتيب الجزاء على الشَّرط: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ، فهذا شرفٌ عظيمٌ للذَّاكرين؛ وذلك أنَّ الله -تبارك وتعالى- وعد مَن ذكره بأن يذكره، ويُفسّر ذلك الحديث -كما سيأتي: فإن ذكرني في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ ذكرتُه في ملإٍ خيرٍ منهم[1].

إذن الله -تبارك وتعالى- يذكر عبدَه، وذكره لعبده -تبارك وتعالى- يكون في الملإ الأعلى، فهذا شرفٌ يناله العبدُ إذا ذكر الله .

هذه الآية الأولى في هذا الكتاب، وهي قوله: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ، أمر الله -تبارك وتعالى- فيها بذكره، وأمر بشُكره، ونهى عن كُفرانه.

والذكر -كما قد علمنا- يشمل ذكره باللِّسان، كما يشمل ذكره بالقلب، فلا بدَّ من مُواطأته للسان، كما يشمل ذلك أيضًا الذكر بالجوارح؛ بأن تكون عاملةً بطاعة ربها ومليكها ، فذكرهم إيَّاه بهذه الجوارح أي: أن تستغرق هذه الجوارح بالعمل في ألوان العبوديات: من صلاةٍ، وحجٍّ، وجهادٍ، وأمرٍ بمعروفٍ، ونهيٍ عن منكرٍ، مع الخلو من الأعمال التي يسخطها اللهُ -تبارك وتعالى-، يعني: لا تشتغل هذه الجوارح بالمعاصي، فتكون عاملةً بالطاعة، مُتخليةً عن المعصية؛ بهذا تكون الجوارحُ ذاكرةً.

ويكون بهذا الاعتبار قوله -تبارك وتعالى-: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ مُتضمِّنٌ لجميع أنواع الطَّاعات: اذكروني بقلوبكم، واذكروني بألسنتكم، واذكروني بجوارحكم: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ.

وبهذا الاعتبار نفهم الذكرَ بمعناه الأعمّ والأوسع والأشمل، وأنَّ ذلك لا يختصّ بذكره باللِّسان، فيكون الذكرُ مُستغرقًا لجميع الأوقات، في جميع الأحوال، فيذكر ربَّه -تبارك وتعالى- في كل حينٍ، وفي كل حالٍ.

ومن هنا أعطى الشارعُ الذكرَ هذه المنزلة، وهذه المكانة، وجعله فوق الأعمال -كما سيأتي إيضاحُ ذلك إن شاء الله تعالى-، ورتَّب عليه الثَّوابَ الذي لم يُرتبه على غيره، وجاء الحثُّ عليه كثيرًا، وتقييد ذلك بالكثرة.

فإذا فهمنا الذكرَ بهذا الاعتبار وبهذا المفهوم الواسع، فإنَّه يكون مُنتظمًا لأحوال العبد كلّها، مُستغرقًا لأوقاته جميعًا، بحيث لا يخلو منه مجلسٌ، وقد مضى من الأحاديث ما يدل على خطورة خلو المجالس من الذكر؛ كقوله ﷺ: ما من قومٍ يقومون من مجلسٍ لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمارٍ، وكان لهم حسرة[2]، وفي الرِّواية الأخرى: ما جلس قومٌ مجلسًا لم يذكروا اللهَ فيه، ولم يُصلُّوا على نبيِّهم، إلا كان عليهم ترة[3]، يعني: حسرة.

إذن الجميع: الكبار والصِّغار، الرجال والنِّساء، العلماء والعامَّة، العُبَّاد وغير العُبَّاد، الكل بحاجةٍ إلى أن يشتغل بذكر الله ، وأن تكون هذه المجالس مُشتملةً على طاعته، سواء كان ذلك بذكره باللِّسان، أو بذكره بالقلب، أو بذكره بالجوارح، ألا تخلو هذه المجالس من هذا، فتكون هذه المجالس على حالٍ يرضا بها اللهُ عن العباد، وباشتغالٍ يُحبّه، ويُقرّب أهله، ويُدنيهم، فتكون الأغراضُ والغايات التي يُرمى إليها في هذه المجالس، والتي يُطلب التَّوصل إليها، كل ذلك من محابِّ الله ومراضيه، فتكون من جملة الذِّكْر، فيكون ذلك عبادةً يتعبَّدون لله بها.

والقرطبي -رحمه الله- يقول في تفسير هذه الآية: اذكروني بالطَّاعة[4]. فلاحظ هنا، عمَّم، فالطَّاعة هنا تشمل الذكر اللِّساني والقلبي، والذكر بالجوارح: اذكروني بالطَّاعة أذكركم بالثواب والمغفرة[5].

والأحسن أيضًا أن يكون ذلك التَّفسير -يعني: أذكركم- أن يكون مُفسَّرًا بقوله ﷺ: وإن ذكرني في ملإٍ ذكرتُه في ملإٍ خيرٍ منهم[6]، ولكن الشَّيء قد يُفسَّر بلازمه، فإذا ذكره الله -تبارك وتعالى- في الملأ، فإنَّ هذا له مُقتضيات، كما سيأتي في قوله -تبارك وتعالى-: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [الأحزاب:43]، فصلاته -تبارك وتعالى- على العبد أن يذكره في الملأ الأعلى، وهنا قال: لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، فصار لهذه الصَّلاة أثرٌ ومُقتضى؛ وذلك بالهدايات التي تحصل للعبد إذا ذكره اللهُ ، وهكذا بالثَّواب الذي يحصل له جرَّاء هذا الذكر، فهذا الذكر ينتظم الطَّاعات، فالذكر طاعة الله، يقول القرطبي: "فمَن لم يُطعه لم يذكره وإن أكثر التَّسبيحَ والتَّهليل وقراءة القرآن"[7].

ثم ذكر أنَّ الذكر ذكران:

ذكر الله بين نفسك وبين الله: يقول: ما أحسنه، وأعظم أجره، وأفضل من ذلك ذكر الله عند ما حرَّم الله ، يعني: أن يُراقبه في حدوده؛ بأن يحفظ حدود الله، ويخافه، ويُراقبه، وأن يتعبَّد لربه كأنَّه يراه، فيكون مرعويًا، ويكون العبدُ وقَّافًا عند حدود الله، لا يجترئ عليها، فهذا من أعظم الذكر، وقد مضى الكلامُ عليه: ورجلٌ ذكر اللهَ خاليًا ففاضت عيناه[8]، هذا الذكر قد يكون بالقلب: ذكر عظمته، وذكر جلاله، فحمله ذلك وبعثه على الحياء، أو على الخوف، أو كان ذلك باعثًا على المحبَّة، فالذكر تارةً يبعث على هذا، وتارةً يبعث على هذا، وتارةً يبعث على هذا، ففاضت عيناه، فالإنسان قد يذكر مَن يُحبّه بقلبه أو بلسانه فيرقّ، وقد يذكره بقلبه فقط فيحصل له ذلك.

إذن هذه الآية: فَاذْكُرُونِي بقلوبكم، وجوارحكم، وألسنتكم، فيكون الذكرُ مُنتظمًا لهذه الأمور، والله يقول في الجمعة: فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الجمعة:9]، فذكره هنا ما هو؟ فُسّر بالصَّلاة، وفُسِّر باستماع خطبة الجمعة، فهذا كلّه من ذكره.

والإمام النَّووي -رحمه الله- يذكر هذا المعنى، وأنَّ فضيلة الذكر غير مُنحصرةٍ في التَّسبيح والتَّهليل والتَّحميد والتَّكبير، ونحو ذلك، فيقول: "اعلم أنَّ فضيلةَ الذكر غيرُ منحصرةٍ في التَّسبيح والتَّهليل والتَّحميد والتَّكبير ونحوها، بل كلُّ عاملٍ لله تعالى بطاعةٍ فهو ذاكرٌ لله تعالى. كذا قاله سعيدُ بن جُبير وغيره من العلماء"[9].

وبهذا نعلم -أيُّها الأحبة- أنَّ ذكره المأمور به لا يختصّ بالذكر باللِّسان، فهذا نوعٌ من أنواعه، وهو داخلٌ في هذا الأمر، ويدخل في ذلك -كما سبق- ذكره بأسمائه وصفاته، وأن يذكر أمره ونهيه، وكذلك أن يتلو كتابَه الذي هو كلامه، وكل ذلك أيضًا يقتضي معرفته والإيمان به، وأن يُثني على ربِّه -تبارك وتعالى- بأنواع المحامد، وهذا لا يتمّ إلا بتوحيده، فذكره الحقيقي يشمل هذا جميعًا، كما يستلزم ذكر النِّعَم التي أنعم بها على عبده، فهذا ما يتعلَّق بتفسير: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ.

وهذا الذكر الذي أمر الله -تبارك وتعالى- به هنا مسبوقٌ بذكرٍ، ويعقبه ويتبعه ذكرٌ من الله ؛ وذلك كما ذكر الحافظُ ابن القيم -رحمه الله- أنَّ ذكرَ العبد لربِّه مسبوقٌ بذكرٍ قبله، به صار العبدُ ذاكرًا لربِّه، بمعنى: أنَّ الله وفَّقه وهداه وألهمه وأعانه وسدَّده وبعث همَّته لذكر ربِّه -تبارك وتعالى-، فهذا ذكرٌ من الله للعبد، بمعنى: أنَّ الله ما تركه، وما ضيَّعه، بل هداه وأعانه ووفَّقه وسدَّده وألهمه وأرشده؛ ليذكر ربَّه، فهذا الذكر قبل ذكرنا الله، يذكر عبده، فيُعانُ على الذكر؛ فلا يكون غافلاً.

ثم إنَّ الله يذكره ذكرًا آخر بعده، ذكرًا يصير به العبدُ مذكورًا، إذا ذكر الله فيذكره الله -تبارك وتعالى- في الملأ الأعلى، ومن مُقتضياته أن يهديه ويُسدده، ويُصلي على عبده، ويُثيبه على هذا العمل، ومن أسمائه: الشّكور، الذي يجزي على الحسنة بالثَّواب، ويُضاعف الجزاء، فهذا من شكره -تبارك وتعالى- لعبده، فهذا ما يتعلّق بهذه الآية.

ومَن أيقن ذلك وتحقّقه فإنَّه يُسَخِّر لسانَه وقلبَه وجوارحَه لتكون ذاكرةً لله، فيذكره ربُّه، وبعض المخلوقين -أيها الأحبة- لربما يلهج بذكر مخلوقٍ لا يسمعه، ولكنَّه كأنَّه يجد شيئًا في نفسه أنَّ ثمة مَن سيُبلغ في يومٍ من الدَّهر لذلك المخلوق: أنَّ فلانًا يلهج بذكرك والثَّناء عليك، لعله أن يذكره، أو أن يُقدّر ذلك له، أو أن يهبه، أو أن يُعطيه، أو أن يُقربه، أو من أجل أن يتَّخذ يدًا عنده يحتاج إليها في يومٍ من دهره، لا يوجد مَن يسمع له في هذا المقام، وفي هذا المكان، وكلما حضر مجلسًا بمناسبةٍ وبدون مناسبةٍ يذكر مخلوقًا، لعلَّ وعسى أن يبلغه ولو بعد حين، أو أن يتواتر ذلك عنه ويستفيض في الناس، ويُعرف أنَّ فلانًا يذكر فلانًا، لعله أن ينفعه ويرفعه ويُقرّبه، والله السَّميع العليم العظيم الأعظم يقول: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ.

فلتلهج هذه الألسن -أيُّها الأحبة- بذكر الله والثَّناء عليه، ومن أجل هذا خلق الإنسان: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، فهذا تحقيق العبودية بالذكر بأنواعه الثلاثة، هذه هي العبودية، والإنسان لا بدَّ له من طاقةٍ يفرغها، ولا بدَّ له من عملٍ يعمله، فإن لم يصرف ذلك الذكر والثَّناء على الله صرفه إلى المخلوقين، وإن لم يمتلئ قلبُه بمحبَّة الله، والإقبال عليه؛ امتلأ قلبُه بالتَّعلق بالمخلوقين، وإن لم يمتلئ قلبُه من الخوف من الله؛ امتلأ بالخوف من المخلوقين، والجزاء من جنس العمل؛ وليختر العبدُ لنفسه.

أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يملأ قلوبنا بالإيمان، وبمحبَّته، وخوفه، ورجائه، وتوحيده، وعبادته، وأن يُعيننا على ذكره وشُكره وحُسن عبادته.

اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دنيانا.

اللهم أعنَّا على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك -والله أعلم.

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه.

  1. أخرجه البخاري: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:28]، برقم (6856)، ومسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحثّ على ذكر الله تعالى، برقم (4832).
  2. أخرجه أبو داود: كتاب الأدب، باب كراهية أن يقوم الرجلُ من مجلسه ولا يذكر الله، برقم (4214)، وصححه الألباني.
  3. أخرجه الترمذي: كتاب الدَّعوات، باب ما جاء في القوم يجلسون ولا يذكرون الله، برقم (3302)، وصححه الألباني.
  4. "تفسير القرطبي" (2/ 171).
  5. تفسير القرطبي" (2/ 171).
  6. أخرجه البخاري: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:28]، برقم (6856)، ومسلم: كتاب الذكر والدّعاء والتوبة والاستغفار، باب الحثّ على ذكر الله تعالى، برقم (4832).
  7. تفسير القرطبي" (2/ 171).
  8. أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب مَن جلس في المسجد ينتظر الصَّلاة وفضل المساجد، برقم (620)، ومسلم: كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصَّدقة، برقم (1712).
  9. "الأذكار" للنووي. ت. الأرنؤوط (ص9).

مواد ذات صلة