الخميس 18 / رمضان / 1445 - 28 / مارس 2024
حديث «ائت فلانًا فإنه قد كان تجهز فمرض»
تاريخ النشر: ١٠ / صفر / ١٤٢٧
التحميل: 1713
مرات الإستماع: 2749

يا رسول الله إني أريد الغزو

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهذا هو الحديث الرابع والأخير في باب الدلالة على الخير والدعاء إلى الهدى أو الضلالة، وهو:

حديث أنس    أن فتى من أسلم، قال: يا رسول الله، إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز به، قال: ائت فلانا فإنه قد كان تجهز فمرض فأتاه، فقال: إن رسول الله ﷺ يقرئك السلام، ويقول: أعطني الذي تجهزت به، فقال: يا فلانة، أعطيه الذي تجهزت به، ولا تحبسي منه شيئا، فوالله لا تحبسين منه شيئا فيبارك لك فيه[1]،رواه مسلم. 
"أن فتى من أسلم"، يعني: القبيلة المعروفة من الأزد التي ينتسب إليها كثيرون من الصحابة والتابعين، والعلماء، قال: يا رسول الله، إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز به، قال: ائت فلاناً قد كان تجهز فمرض، فأتاه، فقال: إن رسول الله ﷺ يقرئك السلام، ويقول: أعطني الذي تجهزتَ به، فقال: يا فلانة -يعني: الرجل قال لامرأته- أعطيه الذي تجهزتُ به ولا تحبسي منه شيئاً، فوالله لا تحبسي منه شيئاً فيبارك لنا فيه، رواه مسلم

ووجه تعلق هذا الحديث بباب الدلالة على الخير والدعاء إلى الهدى من جهتين:

الأمر الأول: أن النبي ﷺ دعا هذا الرجل الذي من أسلم أو أرشده إلى أن يذهب إلى هذا الرجل الذي قد تجهز ثم مرض، فيكون النبي ﷺ قد دله على خير وتسبب في تجهيز غازٍ في سبيل الله -تبارك وتعالى.

والأمر الآخر: هو أن هذا الرجل الذي قد مرض أعطى ما كان قد أعده لخروجه مع رسول الله ﷺ لهذا الرجل، وسيأتي في الباب الذي بعده أن من جهز غازياً فقد غزا[2]، فكل من تسبب في خير للناس ونفع فإنه يكون مشاركاً لهم في الأجر.

والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

  1. أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره، وخلافته في أهله بخير (3/ 1506)، رقم: (1894).
  2. أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير (4/ 27)، رقم: (2843)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره، وخلافته في أهله بخير (3/ 1506)، رقم: (1895).

مواد ذات صلة