الخميس 18 / رمضان / 1445 - 28 / مارس 2024
(197) أذكار النوم " الحمدلله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوى" " اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض..."
تاريخ النشر: ٢٥ / شوّال / ١٤٣٥
التحميل: 2147
مرات الإستماع: 3786

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

 

أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

نواصل الحديث -أيّها الأحبّة- على الأحاديث والأذكار الواردة فيما يُقال عند النوم، ومن ذلك: حديث أنسٍ : أنَّ رسول الله ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم ممن لا كافيَ له ولا مُؤوي. هذا الحديثُ أخرجه الإمامُ مسلم في "صحيحه"[1].

يقول: "كان إذا أوى إلى فراشه"، يعني: إذا أتى فراشَه يُريد النوم، ومثل هذا التركيب وهذه الصِّيغة: "كان إذا أوى إلى فراشه" تدلّ على التَّكرار والمداومة.

"قال: الحمد لله" عرفنا معنى هذه الكلمة، وأنَّ (أل) للاستغراق، يعني: جميع المحامد مُضافة إلى الله، ومُستحقّة له، وأنَّ الحمد هو إضافة الأوصاف الكاملة إلى الله؛ لأنَّه يستحقّ ذلك من كل وجهٍ، فهو الكامل من كل وجهٍ، وأنَّه لا يُحمد الحمد المطلق إلا مَن كان كاملاً، لا يتطرق إليه نقصٌ.

الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا، وآوانا يحتمل أن يكون المرادُ: كفانا ما نتأذَّى به، وكفانا ما أهمَّنا.

ويحتمل أن يكون المراد: أنَّه قضى حاجاتنا، وحقَّق لنا ما به قوام العيش، فهذا إنما يكون من الله -تبارك وتعالى-، فالمتعلّق محذوف، فيحتمل المعنيين: أنَّه كفانا ما يُؤذينا، وما نتخوّفه، وكذلك أيضًا أنَّه تكفَّل لنا بأرزاقنا، ومعايشنا، وأقواتنا، وما إلى ذلك.

الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا فيكون ذلك من قبيل التَّعميم بعد التَّخصيص، فالكفاية منها الإطعام، وأيضًا أنَّه سقانا، فمن كفايته -تبارك وتعالى- أن أطعمنا وسقانا، ولكن المعنى أوسع من ذلك، لكنَّه خصَّ الطعام والشَّراب لأنَّ قوامَ العيش إنما يكون بهما، بل إنَّ بعض أهل العلم قال في تفسير قوله -تبارك وتعالى-: وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ [النور:45]، بعضهم فسَّره بهذا: بأنَّه لا قوامَ لها إلا بالماء، فتقوم حياتُها بالماء. هذا أحد المعاني التي قيلت في تفسير الآية.

وآوانا رزقنا ما نُؤي إليه من المساكن، وما في ضمن ذلك من الفُرش التي نأوي إليها، فهيَّأ لنا المأوى.

والحافظ ابن حجر -رحمه الله- ذكر ما يسَّر من الخدم، وتوفر المؤن، والسَّلامة، خاليًا من الأمراض والمحن[2]). إلى آخره، وقد اعترض عليه بعضُهم بأنَّ ذلك ليس بظاهر اللَّفظ، وأنَّ ذلك لا تعلُّق به، ولكن كأنَّه نظر إلى أنَّ الإيواء آوانا، فهو يأوي إلى بيته، وما في ضمنه من الفُرش والأثاث، وما إلى ذلك مما يرتفق به، وكذلك الخدم، وتوفر المؤن، ونحو ذلك، فهذا مما يدخل في ضمنه.

فالحاصل أنَّ المقصود آوانا: جعل لنا مأوى نأوي إليه، أي: ننضمّ إليه، ونسكن فيه، وردَّنا إلى ذلك، ولم يجعلنا هائمين على وجهنا كالبهائم، فإنَّها تهيم في الصَّحراء، وفي العراء، ولا مأوى لها، وإنما جعل الله -تبارك وتعالى- للإنسان دارًا يأوي إليها، وما في ضمن ذلك من فرشٍ، ونحو هذا، فتسكن نفسُه، ويستريح من العناء بعد انتشاره في مصالحه وأعماله وأشغاله، فهذا كلّه من فضل الله على العبد، فالمأوى هنا يصدق على المنزل والدَّار.

فكم ممن لا كافي له ولا مُؤوي كم من ناسٍ، كم من شخصٍ لم تحصل لهم هذه الكفاية مما يتخوَّفون، فيتخطَّفهم شياطين الإنس والجنِّ، ولا يأمنون على أنفسهم، ولا يهتدي الواحدُ منهم إلى ناحيةٍ يأمن على نفسه وحريمه فيها، وإنما يُواجهون المخاوفَ في كل اتجاهٍ.

وها نحن نُشاهد من أحوال بعض إخواننا المسلمين، ممن صاروا في حالٍ من الضَّياع والتَّشرد والتَّشرذم، فيأوون من خوفٍ إلى خوفٍ، وأصبح البعضُ كما نُشاهد في بعض المقاطع يأوون إلى كهوفٍ؛ لعلهم يأمنون على أنفسهم من الضَّرب المستمرّ بهذه الآلات المدمرة، ومع ذلك فالموت يُلاحقهم في كل مكانٍ، ولربما ذهبوا إلى بعض النَّواحي، فلاحقهم هؤلاء من أهل الإجرام وقتلوهم، ومزَّقوا أشلاءهم، وغير ذلك مما نعلمه، أو لا نعلمه.

فهناك مَن هو مُضيع لا يهتدي إلى مأوى، ولا مأمن، وإنما يهيم، ويتأذَّى بالبرد الشَّديد في الشتاء، ويتأذَّى بالحرِّ الشَّديد في الصَّيف، فضلاً عن فقد الأمن، ولربما فقد العائل، وما يُغني عنه العائل في مكانٍ لا يجد فيه ما يُغنيه، أو يكفيه، أو يسدّ جوعته من الطَّعام أو الشَّراب، وهو لا يجد عملاً يُزاوله حتى يكتسب.

هذه للأسف ليس هناك أيّ إشراقةٍ في المستقبل بالنسبة لهؤلاء: لا في تعليمٍ، ولا في عملٍ، ولا في طموحٍ، ولا غير ذلك، إنما هي حياة بائسة، نسأل الله أن يرفع عنهم، وأن يكبت عدوهم، وأن يُرينا فيهم عجائب قُدرته.

فهنا العبدُ يتذكَّر هذا المعنى، ويتذكَّر نعمةَ الله عليه دائمًا، وحينما نتذكّر -أيّها الأحبّة- مثل هذا عند النوم كلّ يومٍ، ونتذكّر نعمةَ الله علينا، وما أعطانا، وما كفانا، وما آوانا، فهذا يكون قائدًا إلى شُكر هذه النِّعَم، وألا يتسخَّطها العبدُ، أو يغفل عنها، يُذكِّر نفسَه بها عند نومه كل يومٍ؛ ليكون شاكرًا، ذاكرًا، عابدًا لله .

والعبد لا ينظر إلى مَن هو أعلى منه، فلو قارنت نفسَك بالخليفة في عهد الدَّولة الأموية، أو العباسيَّة، أو العثمانية، إذا أراد أن يذهب من الشَّام أو من العراق إلى الحجِّ، يذهب على ماذا؟ يذهب على الجمل، ولربما بقي في الطَّريق لمدة شهرٍ أو أكثر، وهذه المياه التي يشربها إنما تُبرد له بالقِرَب، مما تتنزّه أنت عن ركوبه، وعن شربه، وما هذه الأطعمة التي يُعطاها الخليفة، وما هذه الآلات التي تتهيّأ له لصنع هذا الطَّعام، يُوقد عليه بالحطب، وما إلى ذلك، فهو تعبٌ وإرهاقٌ، ولا يعرفون المكيِّفات، ولا يعرفون الثَّلاجات، ولا يعرفون الآلات الحديثة.

فإذا قارنت نفسَك بالخليفة وجدتَ أنَّ عندك من وسائل التَّرفيه ما لا يخطر له على بالٍ، ولربما كانت غايةُ الواحد من هؤلاء إذا نظر إلى السَّماء ورأى طائرًا وهو في السَّفر تمنى لو أنَّه يطير فيصل إلى مقصوده، وأنت الآن تطير، ولربما ما تُتمّ قراءة صحيفة حتى تصل إلى بلدٍ لا يُوصل إليها إلا بعد الشَّهر أو أكثر، فمَن كان يتصور مثل هذا؟!

فنحتاج إلى أن نستحضر مثل هذه النِّعَم، ونحمد الله على ذلك: طعام، وشراب، وكفاية المهمات في وقت الاضطجاع، لا سيّما أنَّ هذا النوم هو فرع الشِّبَع والرّي، كما ذكر ذلك أهلُ العلم، فهنا يحصل فراغ البدن، وفراغ الخاطر أيضًا عن المهمّات، والأمن من الشُّرور؛ بحيث يكون الإنسانُ أسكن ما يكون بفكره وبدنه، ويكون مُسترخيًا، مُستريحًا، ويتهيّأ للنوم، فهنا الأكل والشُّرب والنوم.

وإنما يعرف ذلك مَن أقضّ مضجعَه الخوف، فهذا لا يستطيع أن ينام بحالٍ من الأحوال، سواء كان هذا الخوف حقيقيًّا، يخاف من شيءٍ: كعدو يُلاحقه ويتربص به، أو كان هذا الخوفُ مما يتوهمه.

ونحن نسمع -نسأل الله العافية للجميع- من بعض مَن يُبتلى يعيش في فزعٍ دائمٍ؛ لأنَّه يتوقع المكروه في أي لحظةٍ، فهو لا يستطيع أن ينام، ويكون في حالٍ من الإرهاق، والمشكلة أنَّ مثل هذه القضايا تتداعى بمعنى: أنَّه إذا تتابع عليه السَّهر، وبقي أيامًا لا ينام، فهذا يُؤدي إلى مشكلاتٍ أخرى، وعِللٍ، فهذه تقود إلى أمراضٍ وعِللٍ؛ فيمرض ويتعب، وليس به بأسٌ.

أما الخوف من الأشياء الحقيقية فهذا أمرٌ شائعٌ يعرفه أولئك الذين فقدوا الأمنَ، ويتوقَّعون في أي لحظةٍ من الليل، أو ساعات الفجر، أو نحو ذلك أن يدهمهم عدوهم، وأن يتخطَّفهم، وأن يُحوِّل راحتَهم إلى عناءٍ وخوفٍ، والمرأة تتخوَّف، والرجل يتخوَّف كما تتخوَّف المرأة، بل ربما أشدّ؛ لأنَّه يتوقع أنَّه هو المستهدف، والطِّفل يتخوَّف، والجميع يخافون، في أي لحظةٍ إذا سمعوا أدنى صوتٍ في الخارج ظنُّوا أنَّ عدوهم قد حضر.

واليوم أقرأ: في بعض النَّواحي تُوضع علامة على بيوت أهل السُّنة من أجل أنَّ هؤلاء عُرضة، وأنَّهم مُستهدفون، فهم يتوقَّعون القتلَ دون محاكمةٍ، ولا جُرم أصلاً أجرموه، هؤلاء كيف ينامون؟!

فإذا فُقِدَ الأمنُ أصبح الإنسانُ لا يهنأ بالطَّعام، ولا بالشَّراب، ولا يستطيع أن يأكل، ولا يستطيع أن يستريح، قلق، فهنا يتذكّر المؤمنُ مثل هذه الكفاية، فقد كفانا الله ، والله يقول: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم:7].

فهذه من الأمور التي يغفل عنها الناسُ كثيرًا: نأكل، ونشرب، وننام، ونغفل، والذين يُصيبهم الأرقُ ربما لم تجد معهم شيئًا من تلك الأدوية والعقاقير التي تُعْطَى، وسمعتُ من كثيرين مَن يأكل هذه الأدوية، وربما يبقى الأيام المتواصلة ولم يذق للنوم طعمًا، وبعضهم ليس من خوفٍ، ولكن من الأرق، وبعضهم من الألم، ومثل هذا أحيانًا تُخيل له أشياء، وهكذا بعض المرضى أحيانًا لا يستطيع أن ينام؛ لأنَّه يرى أشياء، ويتخيّل أشياء، ويقول: انظروا إلى هذا الذي ينظر إلينا من النافذة، ولا يوجد أحدٌ، ويقول: بلى، انظر. وما ينام، ويبقى طول الليل وهو جالسٌ في حالٍ من الخوف والفزع.

فيحمد العبدُ ربَّه -تبارك وتعالى- على هذه النِّعَم المتتابعة، ويحمده على ما أفاض عليه ورزقه، والله -تبارك وتعالى- يقول: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ۝ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ۝ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ۝ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ۝ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ [الواقعة:63- 67]، (تفكَّهون) يعني: تطردون التَّفكُّه عنكم، فإذا طردوا التَّفكه عنهم صاروا بحالٍ من الحسرة والحزن، هذا معنى: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، فالإنسان فَكِه، بمعنى: أنَّه مسرورٌ، مُنبسطٌ، فإذا طرد ذلك عنه، معنى ذلك أنَّه تحوّل إلى حالٍ من الهمِّ والكآبة والحزن: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ صرتم إلى هذه الحال.

ويقول: أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ۝ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ۝ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ [الواقعة:68-70]، هذه أشياء لا يعرفها إلا مَن فقدها، والذين يتيهون في الصَّحراء ويعطشون أول ما يبدأ به يتلفَّت يمنةً ويسرةً، يبحث عن الماء، ويشرب الماء الذي في السيارة، ويشرب الماء الذي في قربة المسَّاحات، ثم يجدونه هنا أو هناك على وجهه قد سقط وفارق الحياة.

فليعرف المرء قدر الماء الذي يشربه، ولا سيّما إذا كان هذا الماءُ مثلما نشربه الآن في غاية النَّقاء والصَّفاء، وفي السَّابق لم يكن الأمرُ كذلك، فالذي أدركه آباؤنا أنَّ الواحدَ منهم إذا أراد أن يشرب من الآبار، أو نحو هذا؛ يضع ثوبًا، أو نحو ذلك؛ لكثرة ما في الماء من القذى والحشرات، والآن لو الكأس هذا فيه ذرّة لنفضه الإنسانُ من يده، ونفر منه، واشمأزّ.

وفي بعض البلاد في أفريقيا طلبتُ ماءً من أجل أن أغسل يدي، فجاءوا لي بماءٍ كنُقاعة الحنَّاء، فقلتُ: هذا ماء؟! قالوا: نعم، هذا ماء. ولما ذهبتُ بعد العصر إلى بعض المعاهد والنَّواحي القريبة، وإذا بنهرٍ يستقي منه الناسُ بالتَّنك، ويُعلِّقونه على رقابهم، والجيد منهم الذي يجد حمارًا يضع ذلك عليه، وإذا هذا النَّهر فيه ماء ضحلٌ، وهو ذلك الماء الذي رأيتُه، فهذا يشربون منه، ويصنعون منه الطَّعام، ويغسلون منه الثِّياب، فيصبغها باللون البُني الدَّاكن، أما أنا فلم أغسل يدي منه، ولا يمكن أن أشرب من هذا؛ لأنَّ هذا ليس بماءٍ، هذا يُلوث.

فكلما كانت النعمةُ أتمَّ؛ كان الشكرُ أعظم وأوجب؛ ولذلك الحساب لا يكون سواء، فمَن أنعم الله عليه بهذه النِّعَم ليس كغيره، ومَن منا اليوم يشرب الماء الملوث؟! فثيابنا نظيفة، ومياهنا نظيفة، وأطعمتنا نظيفة، وأماكننا نظيفة، ولو قُورنت بما كان عليه الناسُ قبل قرنٍ من الزمان، أو قبل قرنين، أو ثلاثة، أو هكذا عبر التَّاريخ؛ ستجد أنَّ الفرقَ لا يُقاس.

وانظر في الآثار التي يجدونها في أعظم القصور التي عرفها الناسُ اليوم من حال الأقدمين، لا يوجد فيها أماكن للتَّكييف.

الحديث الذي بعده هو حديث أبي هريرة : أنَّ أبا بكر الصّديق قال: يا رسول الله، علِّمني ما أقول إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ. فقال: يا أبا بكر، قل: اللهم فاطر السَّماوات والأرض، عالم الغيب والشَّهادة، لا إله إلا أنت، ربّ كل شيءٍ ومليكه، أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم. هذا الحديث أخرجه أبو داود[3]، والترمذي[4]، وأحمد[5].

وهذا الحديث قد مضى الكلامُ عليه برقم (85) في أذكار الصَّباح والمساء، ولاحظوا أنَّه قال: علِّمني ما أقول: إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ. فقال: قل: اللهم فاطر السَّماوات والأرض.

طيب، لماذا وُضع هنا في أذكار النوم؟

لأنَّه جاء في بعض ألفاظه أنَّه قال له: قل: إذا أصبحتَ، وإذا أمسيتَ، وإذا أخذتَ مضجعك[6]، فذكر هذه الزيادة، فمن هنا صار هذا من أذكار الصَّباح والمساء، وعند النوم أيضًا، ولما كان الكلامُ على هذا قد مضى لا حاجةَ لإعادته، يُرجع إلى شرحه هناك.

والله أعلم، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه.

  1. أخرجه مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، برقم (4890).
  2. نقله عنه في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (4/1656).
  3. أخرجه أبو داود: كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، برقم (4405)، وصححه الألباني.
  4. أخرجه الترمذي: كتاب الدَّعوات، برقم (3452)، وصححه الألباني.
  5. أخرجه أحمد في "المسند" ط. الرسالة، برقم (51)، وقال مُحققو "المسند": "إسناده صحيح".
  6. أخرجه أبو داود: كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، برقم (4405)، والترمذي: كتاب الدَّعوات، برقم (3314)، وأحمد في "المسند" ط. الرسالة، برقم (7961).

مواد ذات صلة