الخميس 16 / شوّال / 1445 - 25 / أبريل 2024
سورة الكوثر كاملة
تاريخ النشر: ٠٥ / محرّم / ١٤٣٥
التحميل: 6111
مرات الإستماع: 9687

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۝ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ۝ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [سورة الكوثر:1-3].

هذه السورة تسمى: سورة الكوثر، ويقال لها: إنا أعطيناك الكوثر، ويقال لها: سورة النحر، والمشهور: أنها سورة الكوثر.

وهي سورة كما قال: قيل: مدنية، وهذا قال به جماعة من السلف كالحسن وعكرمة ومجاهد وقتادة، وقيل: مكية، هذا قول الجمهور، وهو مروي عن عائشة -رضي الله عنها- وابن عباس وابن الزبير، وجماعة من التابعين، بأي اعتبار؟ يعني: لماذا اختلفوا فيها؟

يقول من قال: إنها مكية: لأن المرويات الواردة في سبب النزول فيها أنها نزلت في رجل بعينه في مكة، من أهل مكة، فهذا حملهم على القول بأنها نازلة في مكة، لكن لو صحت تلك الروايات، ولكن حديث أنس الذي أورده الحافظ ابن كثير -رحمه الله- قال: بينا رسول الله ﷺ بين أظهرنا في المسجد إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسمًا، قلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: لقد أنزلت عليّ آنفًا سورة، وسيأتي قريباً بتمامه، فهو يدل على أنها مدنية، فأنس يقول: بين أظهرنا في المسجد، والمسجد إنما كان في المدينة، وأنس كان في المدينة، فدل على أن السورة مدنية، ونظروا إلى أشياء من المعنى، كقوله: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، ما معنى وَانْحَرْ؟ هل نحر الهدي أو الأضاحي؟ قالوا: وهذا كله في المدينة، وليس هذا هو العمدة في الحكم بأنها نازلة في المدينة، فالراجح: أنها نازلة في المدينة؛ لحديث أنس -رضي الله تعالى عنه.

قال -رحمه الله: رَوَى مسلم وأبو داود والنسائي، عَنْ أَنَسٍ، واللفظ لمسلم قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فِي الْمَسْجِدِ إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسمًا، قلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: لقد أُنْزِلَتْ عَلِيَّ آنِفًا سُورَةٌ، فَقَرَأَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۝ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ۝ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ، ثُمَّ قَالَ: أتدرون ما هو الْكَوْثَرُ؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَلَيْهِ خَيْرٌ كثير، وهو حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عدد النجوم في السماء، فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ، فَأَقُولُ: رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ، ورواه أحمدثلاثيًّا، عن محمد بن فضيل، عن المختار بن فُلفُل، عن أنس بن مالك[1].

هذا تفسير من النبي ﷺ للكوثر، وسيأتي الكلام على هذا -إن شاء الله، لكن المحور الذي تدور عليه السورة، والموضوع الذي تدور حوله هو: ما حَبَا الله نبيه ﷺ وأعطاه واختصه به من هذا الكوثر، وما يكون لمبغضيه -عليه الصلاة والسلام.

ومعنى "ثلاثيًّا" يعني: ثلاثة من الرواة، والمسند فيه من هذا أشياء، وقد أفردت بالتأليف.

قال: وَروى الْإِمَامُ أَحْمَدُ أيضًا، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قالرسول الله ﷺ: دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ، فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء فإذا مسك أذفر، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله -عز وجل[2].

أذفر يعني: ذكي الرائحة.

في هذا الحديث قال: دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ ... قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله ، وهناك: أن ذلك يكون في المحشر، فإنه قال فيه: فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، ويمكن أن يقال -والله أعلم: إن أصله نهر في الجنة يصب في هذا الحوض.

قال: ورواه البخاري في صحيحه، ومسلم، عن أنس بن مالك ، قال: لما عرج بالنبي ﷺ إلى السماء قال: أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر، وهو لفظ البخاري -رحمه الله[3].

هذه الأحاديث حملت طائفة من أهل العلم -وهو الذي اختاره ابن جرير -رحمه الله- على القول: إن المراد بالكوثر هو: النهر الذي أعطاه الله نبيه ﷺ، قالوا: وإن كان اللفظ يحتمل ما هو أعم من ذلك فإن هذا الحديث نص في تفسير الكوثر بهذا النهر، قالوا: فإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، يعني: لا يلتفت إلى المعنى اللغوي للكوثر، هذا ذكره جماعة، واختاره ابن جرير.

وانظر ماذا ذكر في صفته، قال: حافتاه خيام اللؤلؤ، وفي الرواية الأخرى: قباب اللؤلؤ، والنبي ﷺ لما وصف بعض ما يكون للمؤمن فإنه وصف شيئًا لا يمكن أن تبلغه الأفهام على حقيقته، فخيمة اللؤلؤ أو اللؤلؤة المجوفة التي تكون للمؤمن تكون ستين ميلاً في طولها وعرضها[4]، وجاء في بعض الروايات الصحيحة: وارتفاعها، هذه اللؤلؤة الواحدة ستون ميلاً، فهذا شيء لا يمكن أن يتصوره العقل، وهذا النهر حافتاه قباب اللؤلؤ، يعني: الناس لربما يتطلعون إلى شاليهات نظيفة -كما يقال- يجلسون فيها، ويقضون فيها أوقاتًا قبالة البحر، شاليهات نظيفة يعني: من المفاسد، فهذا شيء بالنسبة إليهم يحصل به بهجة للنفوس، وتستريح به، فما قيمة هذا إزاء هذه الأمور المذكورة في هذا الحديث؟ بل أبلغ من هذا ما سيأتي في بعض هذه الأحاديث من ذكر الذهب على حافتيه، فقال: الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب[5]، والله المستعان.

قال: وروى أحمد، عن أنس: أن رجلا قال: يا رسول الله ما الكوثر؟ قال: هو نهر في الجنة أعطانيه ربي، لهو أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طيور أعناقها كأعناق الجزر قال عمر: يا رسول الله، إنها لناعمة؟! قال: أكلها أنعم منها يا عمر[6].

وروى البخاري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال في الكوثر: هو الخير الذي أعطاه الله إياه، قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن ناساً يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه[7].

الكوثر هنا فسر بما هو أعم من ذلك، باعتبار أصل المعنى، فالكوثر من الكثرة، فهذا روعي فيه أصل المعنى اللغوي؛ ولهذا أدخل فيه بهذا الاعتبار النهر الذي أعطاه الله نبيه ﷺ، وإلا فإنهم يقولون: إن أصل الكوثر فوعل من الكثرة، مثلما يقال: جوهر للرجل الشجاع المجاهر لأقرانه، فهو لا يخاف ولا يهاب، وإنما يبرز للأقران، فهذا يدل على المبالغة في بناء هذه اللفظة ونظائرها كالكوثر، ونوفل من النفل، ويقولون: إن العرب تسمي كل شيء كثير في العدد، أو القدر، أو الخطر، يعني: له شأن ومنزلة، يقولون له: الكوثر، وعلى هذا فالمعنى: إنا أعطيناك يا محمد الخير الكثير الوافر العظيم، ومنه هذا النهر الذي جاءت صفته في هذه الأحاديث.

والذي عليه أكثر المفسرين وعليه الجمهور: أنه النهر، بناء على هذه النصوص، وبعضهم قيده بالحوض، ولكن كما سمعتم في بعض هذه الأحاديث الصحيحة: أنه نهر في الجنة، فالذي في الحوض منه، فيدخل فيه هذا وهذا.

وهذه المسألة مبناها على أمر وهو: حينما يرد عن النبي ﷺ شيء من التفسير، ويكون ظاهر اللفظ أعم من هذا، فهل يقتصر على ما ورد عن رسول الله ﷺ، أو يقال: هذا مما يدخل في المعنى؟ ذكرت في بعض المناسبات أشياء من هذا القبيل، سواء مما يدل عليه السياق، أو مما يؤخذ من ظاهر اللفظ، وقد يكون العكس، فيكون السياق في معنى خاص، والنبي ﷺ يحمل ذلك على معنى أعم، أو يحمله على معنى آخر باعتبار العموم اللفظي، أي: العموم في اللفظ.

فمن الأمثلة التي ذكرناها للأول: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ [سورة التوبة:108]، ما هو هذا المسجد؟ ما المراد به؟ هل هو المسجد النبوي أو مسجد قباء؟ فلما اختصم العوفي والخدري في هذا المسجد، فالعوفي يقول: قباء، والخدري يقول: مسجد النبي ﷺ، قال النبي ﷺ: هو مسجدي هذا[8]، مع أن السياق في قباء.

فبعض أهل العلم قال: إن مسجده يدخل فيه دخولاً أوليًا؛ لأنه أحق بهذا الوصف، ولا ينفي ذلك عن مسجد قباء.

ومن أمثلة عكسه قوله ﷺ يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غُرْلاً، قال: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ[9]، فالسياق هو في الاحتجاج للبعث بالنشأة الأولى التي يرِد الاحتجاج بها في القرآن كثيرًا، واستعمله النبي ﷺ في هذا المعنى: صفة الحشر حفاة عراة غرلاً، فقوله: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ [سورة الأنبياء:104] ظاهر اللفظ في عمومه يدخل فيه هذا، لكن هل ينفي ذلك عما يدل عليه السياق، أو ما قد يُفهم من السياق؟

الجواب: لا، فالآية يحتج بها على قدرة الله على البعث باعتبار أنه ابتدأ الخلق وأنشأه على غير مثال سابق.

وهكذا أيضًا في قوله ﷺ: وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا [سورة الكهف:54] لما أتى عليًّا وفاطمة -رضي الله عنهما- وقال: ألا تصليان؟ وكانا نائمين، فقال عليٌّ : إن أرواحنا بيد الله... إلى آخره، فرجع النبي ﷺ وهو يلطخ فخذه، ويقول: وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا [سورة الكهف:54][10]، فهذه الآية الأصل في سياقها أنها في الكافر المكذب الذي يجادل بالنبوة والوحي والإيمان والبعث وما إلى ذلك في القرآن.

على كل حال من نظر إلى هذا الجانب، قال: إن النبي ﷺ ذكر الكوثر وهو داخل في هذا المعنى الكبير العام الذي يدل عليه اللفظ، وهو: كثرة الخير الذي أعطيه رسول الله ﷺ.

وأما ما ورد عن السلف من الأقوال الأخرى فهي أشبه ما تكون بالتفسير بالمثال -والله تعالى أعلم، كقول الحسن: إنه القرآن، وقول الحسن بن الفضل: هو تفسير القرآن، وتخفيف الشرائع، وقول أبي بكر بن عياش: كثرة الأصحاب والأمة، وقول البعض: إنه الإسلام، وآخر يقول: إنه رفعة الذكر، وآخر يقول: نور القلب، وآخر يقول: الشفاعة، وآخر يقول: المعجزات، وآخر يقول: إجابة الدعوة، وآخر يقول: لا إله إلا الله، وآخر يقول: الفقه في الدين، وآخر يقول: الصلوات الخمس، فهذا كله يصلح أن يكون من قبيل التفسير بالمثال، لكن لا يصح أن يفسر به منفردًا هكذا، ويقال: هذا هو المراد.

وعامة أهل العلم -كما سبق- يقولون: الكوثر هو النهر المذكور في هذه الأحاديث.

قال: ورواه أيضًا عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: الكوثر: الخير الكثير[11]، وهذا التفسير يعم النهر وغيره؛ لأن الكوثر من الكثرة، وهو: الخير الكثير، ومن ذلك النهر.

وروى الإمام أحمدعن ابن عمرقال: قال رسول الله ﷺ: الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب، والماء يجري على اللؤلؤ، وماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وهكذا رواه الترمذي وابن ماجه وابن أبي حاتم وابن جرير، وقال الترمذي: حسن صحيح[12].

وقوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ أي: كما أعطيناك الخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك النهر الذي تقدم صفته، فأخلص لربك صلاتك المكتوبة والنافلة، ونحرك، فاعبده وحده لا شريك له، وانحر على اسمه وحده لا شريك له، كما قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [سورة الأنعام:162، 163].

قال ابن عباس وعطاء ومجاهد وعكرمة والحسن: يعني بذلك: نحر البدن ونحوها، وكذا قال قتادة ومحمد بن كعب القرظي والضحاك والربيع وعطاء الخرساني والحكم وإسماعيل بن أبي خالد وغير واحد من السلف، وهذا بخلاف ما كان عليه المشركون من السجود لغير الله والذبح على غير اسمه، كما قال تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ [سورة الأنعام:121] الآية.

قوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ الفاء: لترتيب ما بعدها على ما قبلها، فلما ذكر الله -تبارك وتعالى- ما أعطاه لنبيه ﷺ من هذه النعم الجزيلة، وما تفضل عليه به من إعطائه الكوثر أمره أن يشكر ربه -تبارك وتعالى- بأن يصلي له دونما سواه، وأن يذبح له وأن ينحر له، ولا يتقرب بالنحر أو بالصلاة لغيره، فذكر هاتين العبادتين اللتين هما من أجلّ العبادات، وأفضلها، فالصلاة هي: عمود الإسلام، والصلاة المأمور بها هنا هي الصلاة مطلقة على الراجح، والنحر هو: من أجلّ القرب المالية، بمعنى: أنه يتقرب إلى الله بنحر هذه النحائر من البُدن، وهي: أفضل وأجل وأعظم وأنفس أموال العرب.

وشيخ الإسلام -رحمه الله- تكلم على هذا المعنى، أي: في بيان منزلة هذه العبادة من بين سائر العبادات، فذكر التقرب بهذا وهذا؛ ولهذا فإن من أحسن ما يفسر به هذا الموضع من كتاب الله -تبارك وتعالى- هو الآية الأخرى، أعني قوله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي [سورة الأنعام:162]، يعني: نسيكتي، وهي: الذبيحة، وهذا على سبيل العموم، وهذا العموم هو الذي قال به ابن جرير، وما ذكره عن ابن عباس وعطاء ومجاهد وعكرمة والحسن قال: يعني بذلك: نحر البدن، بأي اعتبار؟ باعتبار أنه ذكر النحر، لكن هل هذا مقصود؟ بمعنى: هل الآية يقصد بها نحر البُدن فقط، أو التقرب إلى الله بالذبائح مطلقًا؟

المقصود هو الثاني، إذًا لماذا عُبر بالنحر فقال: وَانْحَرْ؟ هنا يُذكر أمران:

الأمر الأول: أن النحر وإن كان في الاستعمال الغالب أنه يقال لنحر البُدن إلا أن ذلك من جهة اللغة لا يختص بها، فقد يعبر عن ذبح البقر أو الغنم بالنحر، ولكنه استعمال قليل بالنسبة للاستعمال الكثير الشائع حيث يعبر بالنحر عن نحر البُدن، فهذه واحدة.

الأمر الثاني: هذا يبين ويدل على شرف البدن، يعني: كأنه عبر بالأشرف، وهو: التقرب إلى الله -تبارك وتعالى- بالبدن، وهي أفضل من الغنم بالنسبة للهدي، فهذا أكمل وأفضل بلا شك، والنبي ﷺ في حجته أهدى الإبل، أي: البدن، فأهدى مائة بدنة -عليه الصلاة والسلام[13]، وإن كان الأفضل على الأرجح بالنسبة للأضاحي الغنم؛ لأن النبي ﷺ ضحى بكبشين[14]، كما هو معلوم، على خلاف بين أهل العلم في الأضحية أيهما الأفضل.

فالمقصود: أن التقرب بالبدن أفضل من التقرب بالغنم في الجملة، ومن هنا عبر به لبيان -أو باعتبار- أنه الأشرف والأكمل والأفضل، مثل قوله: وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ [سورة البقرة:196]، فقال: وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ والمعنى أي: ولا تقصروا، فالحكم واحد، فلماذا عبر بالحلق؟ باعتبار أنه الأكمل والأشرف، وهذه الآية تدل على أن الحلق أفضل من التقصير، مع قوله ﷺ: اللهم اغفر للمحلقين قالها ثلاثًا -عليه الصلاة والسلام[15]، فالحلق أكمل من التقصير، فعبر به، لكن التقصير له نفس الحكم.

فهنا قوله: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ يدخل فيه سائر أنواع التقربات إلى الله -تبارك وتعالى- بالذبائح، وإن لم تكن من قبيل ما ينحر، فهذان ملحظان يمكن أن يتبين بهما المراد -والله تعالى أعلم، أي: أنه لا يقيد ذلك بالبُدن باعتبار أنه عبر بالنحر.

فإذا تبين هذا، وأن هذه البدن هي أشرف أموال العرب ومن ثَمَّ عبر بها، وأنه لا يتقيد بذلك، فإنه قد جاء عن بعض السلف التقييد بأمور معينة محددة في العبادتين، ففي الصلاة نحن قلنا: إن الصلاة المأمور بها هي: الصلاة مطلقة، ولكنه جاء عن بعض السلف كقتادة وعطاء وعكرمة: أنها صلاة العيد، فقوله: فَصَلِّ لِرَبِّكَ يعني: صلاة العيد، وقوله: وَانْحَرْ يعني: الأضحية أو الهدي، مع أن هذا لا يخلو من إشكال.

يعني: إذا كان حاجًّا فهو لا يصلي العيد، ويتقرب إلى الله بالبدن على سبيل الأفضلية إذا قلنا: إن النحر هنا أريد به البدن مثلاً؛ لأن الأضاحي -كما سبق- الأفضل: أن يكون ذلك بالغنم؛ لأن النبي ﷺ فعل الذي هو الأفضل، إذًا إما أن نقول: إن النحر هنا يعبر به عن هذا وهذا، أو ننظر إلى الاستعمال الغالب في النحر، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ وهو: نحر البدن، إذًا كيف يتأتى النحر مع صلاة العيد، فصلاة العيد بعدها يكون الذبح وليس النحر، ذبح الأضاحي، أما البدن فلا يكون معها صلاة عيد بالنسبة للحاج الذي يشرع في حقه على سبيل الأفضلية أن يقرب أو أن يكون هديه من البدن؟

هذا الموضع بهذا الاعتبار وبهذا المعنى: أنها صلاة العيد ونحر الأضاحي هو الذي حمل بعض أهل العلم إلى القول بأن هذه السورة أيضًا مدنية، هذا من جهة المعنى، ويكفينا في هذا حديث أنس، فإنه يدل على أنها مدنية، لكن هذا لوحظ من جهة المعنى أيضًا، وكما سبق أن مثل هذا غير معتبر في الحكم على السورة، والذين يقولون: إن السورة مكية، ويفسرون بهذا المعنى هنا، سيضطرون غالبًا إلى القول بأن هذه الآية مستثناة، مع أن الآية قد تنزل -كما سبق- سابقة لتقرير الحكم، وجاء عن سعيد بن جبير أن هذه الصلاة هي: صلاة الصبح، صلاة الفجر يوم النحر، انظر لم يقل: صلاة العيد، باعتبار أنها ما تشرع للحاج، فقال: صلِّ صلاة الصبح وانحر البدن في منى، فهذا الذي فسروا به جميعًا النحر: نحر البدن أو ما يهدى ويقرب في يوم النحر.

وذهب آخرون إلى معنى آخر تمامًا، حيث فسروا ذلك بأمر يتصل بالصلاة، فبعضهم يقول: يرفع يديه في الصلاة إذا كبر إلى حذو النحر عند التكبير، وهذا معنى بعيد، لكن هؤلاء الذين يفسرون بمثل هذا هم يعتمدون على روايات وأحاديث مرفوعة، لكن لا يصح منها شيء، هذا هو السبب، يعني: قد تُستغرب بعض الأقوال، ولكن إذا نظرت وتتبعت تجد أن لذلك أصلاً من رواية أو حديث لا يصح.

وهكذا قول من قال: وانحر أي: يستقبل القبلة بنحره، وهذا بعيد، ولا يصح فيه شيء، وإن قاله بعض الكبار، كبعض أصحاب المعاني مثل الفراء وغيره، وهم نظروا أيضًا إلى أصل المعنى اللغوي، وهذه مشكلة موجودة في كتب معاني القرآن، باعتبار أنهم ينظرون إلى اللغة، فيفسرون بها، والأصل أن ينظر إلى تفسير القرآن بالقرآن، والسنة، وما نقل عن السلف -رضي الله تعالى عنهم، فهم أخذوا هذا من قول العرب: نتناحر يعني نتقابل.

وهذا الاستعمال لا زال موجودًا إلى اليوم، فالناس لا يزالون يعبرون بهذا عندنا إلى اليوم، يقولون: انحر فلانًا يعني: قابله، باشره، القَه، فهذا معناه، فإذا قيل: دخل فلان فنحَرَه فلان، يعني: قابله، وقصده، ولقيه، ونحو ذلك، فمثل هذا لا يعتمد عليه في تفسير الآية بعيدًا عن سياقها، وما ورد عن السلف في تفسيرها.

وهكذا قول ابن الأعرابي: إنه يتوجه بنحره إلى المحراب في الصلاة، يعني: هذا يرجع إلى قول من قال: استقبال القبلة، وهكذا ما جاء عن عطاء: إن ذلك أمر من الله -تبارك وتعالى- بأن يستوي المصلي بين السجدتين جالسًا حتى يبدو نحره، وجاء عن بعضهم كسليمان التيمي أنه قال: هو أن يرفع يديه في الدعاء إلى نحره، فيكون مستوى الرفع إلى النحر، وهذه كلها لا دليل عليها.

وفسره بعضهم: بوضع القبضة اليمنى على اليسرى، ووضع ذلك أعلى الصدر عند النحر، وهذا ورد فيه أيضًا بعض المرويات التي لا تصح، فكل هذا لا يصح منه شيء، لكن يقال: النحر المقصود به ما سبق، هذا الذي عليه عامة أهل العلم من السلف فمن بعدهم، والله أعلم.

قال: وقوله تعالى: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ أي: إن مبغضك يا محمد، ومبغض ما جئت به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين هو الأبتر: الأقل، الأذل، المنقطع ذكره.

قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة: نزلت في العاص بن وائل.

وقال محمد بن إسحاق: عن يزيد بن رومان قال: كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله ﷺ يقول: دعوه فإنه رجل أبتر لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره، فأنزل الله هذه السورة.

وقال شمر بن عطية: نزلت في عقبة بن أبي معيط.

وقال ابن عباس -أيضًا- وعكرمة: نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من كفار قريش.

وروى البزار: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قدم كعب بن الأشرف مكة، فقالت له قريش: أنت سيدهم، ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج، وأهل السدانة، وأهل السقاية؟ فقال: أنتم خير منه، قال: فنزلت: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ، هكذا رواه البزار، وهو إسناد صحيح[16].

وعن عطاء قال: نزلت في أبي لهب، وذلك حين مات ابن لرسول الله ﷺ، فذهب أبو لهب إلى المشركين، فقال: بُتر محمد الليلة، فأنزل الله في ذلك: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.

قال السدي: كانوا إذا مات ذكور الرجل قالوا: بُتر، فلما مات أبناء رسول الله ﷺ قالوا: بتر محمد، فأنزل الله: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ، فتوهموا لجهلهم أنه إذا مات بنوه انقطع ذكره، وحاشا وكلا، بل قد أبقى الله ذكره على رءوس الأشهاد، وأوجب شرعه على رقاب العباد مستمرًّا على دوام الآباد، إلى يوم المحشر والمعاد، -صلوات الله وسلامه عليه- دائماً إلى يوم التناد.

آخر تفسير سورة الكوثر، ولله الحمد والمنة.

قوله -تبارك وتعالى: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ، يقول: "إن مبغضك يا محمد، ومبغض ما جئت به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين هو الأبتر: الأقل، الأذل، المنقطع ذكره".

قوله: شَانِئَكَ، الشانئ هو: المبغض، قال الله: وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ [سورة المائدة:8]، يعني: بغضهم، والحافظ ابن كثير -رحمه الله- هنا وسع المعنى، فقال: "إن مبغضك، ومبغض ما جئت به من الحق" وهذا صحيح، فإن من أبغض ما جاء به النبي ﷺ من الدين والحق فهو داخل في هذا.

وقوله: هُوَ الْأَبْتَرُ، الأبتر هنا قال: "الأقل، الأذل، المنقطع ذكره"، وأهل اللغة يقولون: إن الأبتر من الرجال: ما لا ولد له، ومن الدواب: ما لا ذنَب له، يقال: هذا فرس أبتر، وجمل أبتر، يعني: قد قطع ذنبه، فلا ذنب له، وهكذا كل منقطع من الخير فهو أبتر، يعني: لا أثر له في الخير؛ لأن أصل هذه المادة يرجع إلى القطع، يقال: بُترت ساقه، يعني: قطعت، وهكذا، فمبغض النبي ﷺ هو الأبتر، أي: المنقطع عن الخير، سواء كان ذلك في الدنيا أو في الآخرة.

ومثل هذا تقوله العرب في الذي لا يولد له، أو مات بنوه من الذكور؛ لأنهم كانوا يعتدون بذلك، وهكذا، فكل هذا يقال له عندهم: الأبتر، بمعنى: أنه ينقطع ذكره بعد موته؛ لأن الولد امتداد للإنسان، وبقاء لذكره وعمله، ومن هنا يقولون لمن انقطع ذكره بعد موته: أبتر؛ ولهذا يقولون: ما مات من خلف مثل فلان، إذا كان هؤلاء على حال مرضية، وكثير من الناس يموتون، وينقطع ذكرهم؛ لأنهم ما خلفوا عملاً يذكرون به، ولا خلفوا ولدًا صالحًا يدعو لهم.

فعلى كل حال هذا حال شانئ النبي ﷺ مطلقًا، وهذه المرويات في أسباب النزول عامتها لا يصح، ولكنه صح ما أورده هنا عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قدم كعب بن الأشرف مكة، فقالت له قريش: أنت سيدهم، ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج، وأهل السدانة، وأهل السقاية؟ فقال: أنتم خير منه، قال: فنزلت: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ، فهذه رواية صحيحة، وهي صريحة في سبب النزول، ولكن لا يعني ذلك الحصر، والعبرة بعموم الألفاظ والمعاني لا بخصوص الأسباب.

إذاً فكل مبغض للنبي ﷺ، ولما جاء به له نصيب من هذا؛ ولذلك انظر: ما الذي خلفه هؤلاء الذين عادوه وأبغضوه على امتداد التاريخ، ابتداء من الأعداء التقليديين في مكة من قريش، ومن جاء بعدهم؟ ما الذي بقي لهم؟ فإذا ذُكر أهل الإيمان كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبلال وعمار وما أشبه ذلك، فالناس يترضون عليهم إلى قيام الساعة، وإذا ذُكر أبو جهل وأبو لهب، فكأنما ذكر الشيطان الرجيم، وأتبعهم الناس باللعن، وأقبح الأوصاف، ليس لهم ذكر جميل إطلاقًا، مع أن أبا لهب هو عم النبي ﷺ، وأبو جهل هو سيد قريش، فهذا هو الانقطاع الحقيقي، حينما ينقطع الإنسان من خيري الدنيا والآخرة، وينقطع ذكره الجميل، ويبقى له الذكر القبيح، أو أنه يمحى أثره تمامًا.

وهكذا من جاء بعد هؤلاء إلى يومنا هذا، واعتبِرْ بما جعله الله لأهل الإيمان، والعمل الصالح، والأثر الجميل في الناس، مع كثرة ما يقال فيهم من شانئيهم من الكلام القبيح، إلا أن ذلك لا يزيدهم إلا رفعة، وأما أولئك الذين يبغضونهم، ويبغضون ما هم عليه من الاتباع والعمل فإن هؤلاء ليس لهم منزلة، وليس لهم قيمة، وإنما هي كتابات يقتاتون بها لا تزيدهم عند الله وعند عباده الصالحين إلا بعدًا، فليس لهم منزلة، وليس لهم ذكر جميل، ولو أنهم يعقلون ويتعظون ويعتبرون لعرفوا ما هم عليه، وما هم فيه من الباطل والخوض في الباطل قبل فوات الأوان.

على كل حال، هنا ابن جرير -رحمه الله- يقول: إن الأبتر هو: الأقل، الأذل، المنقطع دابره، الذي لا عقب له، انظر إلى عبارته، وانظر إلى عبارة ابن كثير، فابن كثير يقول: الأبتر: الأقل، الأذل، المنقطع ذكره، وابن جرير يقول: الأبتر: الأقل، الأذل، المنقطع دابره، الذي لا عقب له، فمثل هذه العبارات تجمع بين الأقوال السابقة، الذي لا عقب له، والذي ليس له ذكر جميل، المنقطع دابره، الأقل، الأذل، كل ذلك داخل فيه.

على كل حال، انظر ما جعله الله لنبيه ﷺ من الذكر الجميل، والرفعة، وانظر ما كان لأعدائه ومبغضيه من المهانة، والمذلة، وخمول الذكر، وهكذا أتباع النبي ﷺ، فعلى قدر اتباعهم يكون لهم من الرفعة، والمنزلة، والذكر الجميل.

وهذه السورة من حيث عدد الآيات والكلمات والحروف هي: أقصر سور القرآن، وأما بالنظر إلى الآيات وكونها ثلاث آيات فهناك ثلاث سور كلها ثلاث آيات، هذه السورة، وسورة النصر، وسورة العصر، لكن حينما يقال: أقصر سورة هي سورة الكوثر فبالنظر إلى عدد الكلمات والحروف، بالإضافة إلى الآيات، لكنها تستوي مع سورتين في الآيات من حيث إنها ثلاث، والله أعلم.

  1. أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة، رقم: (400)، وأبو داود، كتاب السنة، باب في الحوض، رقم: (4747)، والنسائي، كتاب الافتتاح، باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم، رقم: (904)، وأحمد، رقم: (11996).
  2. أخرجه أحمد، رقم: (12008)، والنسائي في الكبرى، كتاب التفسير، باب سورة الكوثر، رقم: (11642)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 635)، رقم: (3365).
  3. أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [سورة الزلزلة:8]، رقم: (4964).
  4. أخرجه البخاري، كتاب: بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، رقم: (3243)، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في صفة خيام الجنة وما للمؤمنين فيها من الأهلين، رقم (2838).
  5. أخرجه أحمد، رقم: (5355)، والترمذي، أبواب تفسير القرآن عن رسول الله ﷺ، باب ومن سورة الكوثر، رقم: (3361) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب صفة الجنة، رقم: (4334)، وابن أبي حاتم في تفسيره، تفسير سورة الكوثر، رقم: (19507)، وابن جرير في تفسيره "جامع البيان" ت شاكر (24/ 645)، تفسير سورة الكوثر، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 846)، رقم: (4615).
  6. أخرجه أحمد، رقم: (13306)، والترمذي، أبواب صفة الجنة عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في صفة طير الجنة، رقم: (2542)، وقال: هذا حديث حسن، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (3/ 1568)، رقم: (5641).
  7. أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [سورة الزلزلة:8]، رقم: (4966).
  8. أخرجه مسلم بلفظ آخر، كتاب الحج، باب بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي ﷺ بالمدينة، رقم: (1398)، وأخرجه الترمذي بهذا اللفظ، أبواب تفسير القرآن عن رسول الله ﷺ، باب: ومن سورة التوبة، رقم: (3099)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي، كتاب المساجد، ذكر المسجد الذي أسس على التقوى، رقم: (697)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 1136)، رقم: (6701).
  9. أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [سورة المائدة:117]، رقم: (4625)، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، رقم: (2860).
  10. أخرجه البخاري، كتاب التهجد، باب تحريض النبي ﷺ على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب، رقم: (1127)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، رقم: (775).
  11. أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب في الحوض، رقم: (6578).
  12. أخرجه أحمد، رقم: (5355)، والترمذي، أبواب تفسير القرآن عن رسول الله ﷺ، باب ومن سورة الكوثر، رقم: (3361)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب صفة الجنة، رقم: (4334)، وابن أبي حاتم في تفسيره، تفسير سورة الكوثر، رقم: (19507)، وابن جرير في تفسيره "جامع البيان" ت شاكر (24/ 645)، تفسير سورة الكوثر، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 846)، رقم: (4615).
  13. أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب: يتصدق بجلال البدن، رقم: (1718).
  14. أخرجه البخاري، كتاب الأضاحي، باب التكبير عند الذبح، رقم: (5565)، ومسلم، كتاب الأضاحي، باب استحباب الضحية، وذبحها مباشرة بلا توكيل، والتسمية والتكبير، رقم: (1966).
  15. أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب الحلق والتقصير عند الإحلال، رقم: (1728)، ومسلم، كتاب الحج، باب تفضيل الحلق على التقصير وجواز التقصير، رقم: (1302).
  16. أخرجه النسائي في الكبرى، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [سورة الكوثر:3]، رقم: (11643)، وصاحب كتاب كشف الأستار عن زوائد البزار (3/ 83)، كتاب التفسير، باب سورة الكوثر، رقم: (2293)، وصححه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (9/ 292)، كتاب التاريخ، باب كتب النبي ﷺ، رقم: (6538).

مواد ذات صلة