الخميس 18 / رمضان / 1445 - 28 / مارس 2024
[2] من قوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} الآية 17 إلى قوله تعالى: {وَفَتَنّاكَ فُتُوناً} الآية 40
تاريخ النشر: ٢١ / ربيع الآخر / ١٤٢٩
التحميل: 3933
مرات الإستماع: 30657

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى وآله وصحبه أجمعين.

قال المصنف -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى:

وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ۝ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ۝ قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى۝ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ۝ قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى [سورة طه:17-21]، هذا برهان من الله تعالى لموسى ، ومعجزة عظيمة، وخرق للعادة باهر دل على أنه لا يقدر على مثل هذا إلا الله ، وأنه لا يأتي به إلا نبي مرسل.

 وقوله: وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى، قال بعض المفسرين: إنما قال له ذلك على سبيل الإيناس له، وقيل: إنما قال له ذلك على وجه التقرير، أي: أما هذه التي في يمينك عصاك التي تعرفها فسترى ما نصنع بها الآن، وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى، استفهام تقرير، قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا أي: أعتمد عليها في حال المشي، وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي أي: أهز بها الشجرة ليتساقط ورقها لترعاه غنمي، قال عبد الرحمن بن القاسم عن الإمام مالك: الهش أن يضع الرجل المحجن في الغصن ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره ولا يكسر العود، فهذا الهش ولا يخبط، وكذا قال ميمون بن مهران أيضاً.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقوله -تبارك وتعالى: وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى، يقول الحافظ ابن كثير -رحمه الله: "قال بعض المفسرين: إنما قال له ذلك على سبيل الإيناس له"، أي: أنه قبل أن يرسله إلى فرعون وأن يخاطبه بما خاطبه به من أمر الرسالة أراد أن يزيل عنه الوحشة فسأله عن أمور ليست هي المقصودة، هذا مقصود قول من قال: إنه على سبيل الإيناس، كمن أرادت أن تحدثه أو تحادثه عن أمر وهو في حال من الخوف والارتباك فسألته عن أمور أخرى ليست هي المقصودة من أجل الإيناس، ثم بعد ذلك تتحدث معه عن المقصود.

لهذا يوجد في كتاب الحيدة وإن لم يثبت من جهة الإسناد في أول ذلك سؤالات عن بعض الأمور في المكان الذي جلس فيه الخليفة، وسؤاله عن بعض الشقوق في الجدران ونحو ذلك، قبل أن يسأل عن موضوع القرآن، والقول بخلق القرآن، فيما يذكر عن عبد العزيز الكناني لو صحت القصة، يقول: "وقيل إنما قال له ذلك على وجه التقرير، أي: أما هذه التي في يمينك عصاك التي تعرفها فسترى ما نصنع بها الآن"، بمعنى: قرره بأنها عصا، وأنها ليست أكثر من ذلك، والعصا لا حياة فيها ولا روح، فقرره بذلك من أجل أن يقول: هي عصاي، ثم بعد ذلك يريه منها حالاً أخرى لا يمكن أن تكون هذه العصا بهذه المثابة إلا بطريق المعجزة، هذا مراد من قال بأنه على سبيل التقرير، أليست هذه هي عصا؟

ولهذا قال بعضهم: وهذا لا يختلف عما قبله بأن المراد التنبيه عليها لتقع المعجزة فيها بعد التثبت فيها والتأمل، أراد أن يلفت نظره إليها، لما سيقع بعد ذلك من المعجزة بها، وهذا لا شك أنه هو المناسب في تفسير الآية خلاف قول من قال بأن المقصود بذلك الإيناس، لو كان مجرد الإيناس لكن ذلك من غير وقوع المعجزة في العصا.

وقوله: وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي، يقول: "أي أهز بها الشجرة ليتساقط ورقها لترعاه غنمي"، ونقل "عن الإمام مالك: الهش أن يضع الرجل المحجن في الغصن"، والمحجن هو العصا التي في طرفها انحناء، معطوفة من طرفها، يقول: "ثم يحركها حتى يسقط ورقه وثمره ولا يكسر العود، فهذا الهش، ولا يخبط"، الخبط الضرب، فيتساقط الورق، هكذا قال الإمام مالك، مع أن هذا ليس محل اتفاق كثير من أهل العلم، وهو اختيار ابن جرير: فسره بالخبط، يخبط الشجر فيتساقط الورق، وقرأه نافع بالسين "أهس"، وفُسر بالمعنى السابق، قال بعضهم: هما لغتان، وبعضهم فسره بزجر الغنم.

وقوله: وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى، أي: مصالح ومنافع وحاجات أخر غير ذلك، وقد تكلف بعضهم لذكر شيء من تلك المآرب التي أبهمت.

وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى حاجات أخرى، ما يحتاج إليه في العصا، ومن الناس من يحمل العصا عادة، وسواء كانت عصا أو دِرة أو نحو ذلك، ومعلوم أن النبي ﷺ لربما توكأ على عسيب، ولربما كانت بيده، فتوضع بين يديه العنزة –رمح صغير– في الصلاة، وعمر كان يحمل الدرة كثيراً، ولا زال في بيئات من المروءات ومن الكمالات في الزي ونحو ذلك أن يحمل الإنسان العصا، ربما لا زال هذا موجوداً في السودان إلى اليوم، من كمال الزي أن الإنسان يحمل معه عصاً.

وقوله تعالى: قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى، أي: هذه العصا التي في يدك يا موسى ألقها، قال:تَسْعَى، أي: تمشي وتضطرب.

قال تعالى: سَنُعِيدُهَا سِيَرتَهَا الاُولَىَ أي إلى حالها التي تعرف قبل ذلك.

قوله: فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ما ذكره الحافظ ابن كثير -رحمه الله- قال: "صارت في الحال حية عظيمة، ثعباناً طويلاً يتحرك حركة سريعة"، هذا جمع بين الآيات الواردة كَأَنَّهَا جَانٌّ [سورة النمل:10] والجان صغير الحيات، وهو سريع الحركة جداً، والثعبان الحية العظيمة، ويجمع بين وصف هذه الحية بأنها جان أو كأنها جان، وبين كونها ثعبان مبين بما ذكره الحافظ ابن كثير -رحمه الله- فهي ضخمة جداً فهي ثعبان، وهي سريعة الحركة، فلسرعة حركتها وصفها بهذا الوصف كَأَنَّهَا جَانٌّ.

وقوله: تَسْعَى، أي: تمشي وتضطرب، وقوله: سَنُعِيدُهَا سِيَرتَهَا الاُولَىَ، يعني: إلى حالتها السابقة، يقال لكل من كان على أمر فتركه: رجع سيرته، وإلى سيرته، ورجع لسيرته، يعني: إذا رجع لما هو عليه، يعني: ترجع عصا.

وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىَ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوَءٍ آيَةً أُخْرَىَ ۝ لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَىَ ۝ اذْهَبْ إِلَىَ فِرْعَوْنَ إِنّهُ طَغَىَ ۝ قَالَ رَبّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ۝ وَيَسّرْ لِيَ أَمْرِي ۝ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مّن لّسَانِي ۝ يَفْقَهُواْ قَوْلِي ۝ وَاجْعَل لّي وَزِيراً مّنْ أَهْلِي ۝ هَارُونَ أَخِي ۝ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ۝ وَأَشْرِكْهُ فِيَ أَمْرِي ۝ كَيْ نُسَبّحَكَ كَثِيراً ۝ وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً ۝ إِنّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً [سورة طه:22-35]

وهذا برهان ثانٍ لموسى وهو أن الله أمره أن يدخل يده في جيبه كما صرح به في الآية الأخرى، وهاهنا عبر عن ذلك بقوله: وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىَ جَنَاحِكَ، وقال في مكان آخر: وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىَ جَنَاحِكَ كفك تحت عضدك، وذلك أن موسى كان إذا أدخل يده في جيبه ثم أخرجها تخرج تتلألأ كأنها فلقة قمر، وقوله: تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوَءٍ أي: من غير برص ولا أذى، ومن غير شين، قاله ابن عباس -ا- ومجاهد وعكرمة وقتادة والضحاك والسُدي وغيرهم، وقال الحسن البصري: أخرجها والله كأنها مصباح، فعلم موسى أنه قد لقي ربه ، ولهذا قال تعالى: لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَىَ.

يقول: وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىَ جَنَاحِكَ، وقال في مكان آخر: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ، يقول: "قال مجاهد وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىَ جَنَاحِكَ كفك تحت عضدك"، الجناح فسره بعضهم -كالفراء والزجاج- بالعضد، وفسره بعضهم –كقطرب- بالجانب، والله يقول: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [سورة الإسراء:24]، يعني: واخفض لهما جناحك الذليل، فُسر بالجانب، يعني: واخفض لهما جانبك، يعني: تواضع.

وهذه الأقوال -والله أعلم- لا منافاة بينها، فالذين يقولون هو الجانب، أو الذين يقولون هو العضد، فإن العضد يكون بجانب الإنسان، فالعضد يكون بجانب الإنسان، حتى إن من أهل العلم في تفسير قوله: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ من قالوا: إن الإنسان إذا أراد أن يبطش فإنه يرفع يديه، وهكذا قالوا بأن العضد أو اليد من الإنسان، وكذلك أيضاً الجانب هو محل الجناح من الطائر، فإذا قال: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ أو وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىَ جَنَاحِكَ يعني: إلى جانبك، فإذا ضم يده إلى جانبه فإن ذلك هو محل العضد كما هو معروف، ففي قوله -تبارك وتعالى: مِنْ غَيْرِ سُوَءٍ، أي: من غير علة ولا داء أو برص أو نحو ذلك، فهذه آية يراها الناس، وإذا ضم إليه جناحاه حصل له من الطمأنينة وزال عنه وتلاشى الخوف، وهذا يحتاج إليه في دعوة فرعون ومخاطبته، فهذه آية أخرى لموسى ﷺ قد لا يطلع عليها الناس، لكن إخراج اليد بيضاء هذه آية يرونها ويشاهدونها.

وقوله: اذْهَبْ إِلَىَ فِرْعَوْنَ إِنّهُ طَغَىَ، أي: اذهب إلى فرعون ملك مصر الذي خرجتَ فاراً منه وهاربا فادعه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ومره فليحسن إلى بني إسرائيل ولا يعذبهم، فإنه قد طغى وبغى وآثر الحياة الدنيا، ونسي الرب الأعلى.

كل من تجاوز حده فإنه يوصف بأنه طغى، إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء [سورة الحاقة:11]، يعني: تجاوز الحد، حصل ما حصل من الغرق والطوفان.

قَالَ رَبّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ۝ وَيَسّرْ لِيَ أَمْرِي هذا سؤال من موسى لربه أن يشرح له صدره فيما بعثه به، فإنه قد أمره بأمر عظيم وخطب جسيم، بعثه إلى أعظم ملك على وجه الأرض إذ ذاك، وأجبرهم وأشدهم كفراً، وأكثرهم جنوداً، وأعمرهم ملكاً، وأطغاهم وأبلغهم تمرداً، بلغ من أمره أن ادعى أنه لا يعرف الله، ولا يعلم لرعاياه إلهاً غيره، هذا وقد مكث موسى في داره مدة وليداً عندهم في حجر فرعون على فراشه، ثم قتل منهم نفساً، فخافهم أن يقتلوه، فهرب منهم هذه المدة بكمالها، ثم بعد هذا بعثه ربه إليهم نذيراً يدعوهم إلى الله أن يعبدوه وحده لا شريك له، ولهذا قال: رَبّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ۝ وَيَسّرْ لِيَ أَمْرِي، أي: إن لم تكن أنت عوني ونصيري وعضدي وظهيري وإلا فلا طاقة لي بذلك.

وَاحْلُلْ عُقْدَةً مّن لّسَانِي ۝ يَفْقَهُواْ قَوْلِي وذلك لما كان أصابه من اللثغ حين عرض عليه التمرة والجمرة، فأخذ الجمرة فوضعها على لسانه، وما سأل أن يزول ذلك بالكلية بل بحيث يزول العيّ، ويحصل لهم فَهْم ما يريد منه، وهو قدر الحاجة ولو سأل الجميع لزال، ولكن الأنبياء لا يسألون إلا بحسب الحاجة، ولهذا بقيت بقية، قال الله تعالى إخباراً عن فرعون أنه قال: أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ [سورة الزخرف:52]، أي: يفصح بالكلام.

قوله: قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ۝ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي هذا يحتاج إليه في الدعوة مع مثل هذا المتكبر، العاتي عن الله -تبارك وتعالى، فإن من يدعي الربوبية وينكر ويكابر يقول: مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي [سورة القصص:88]، مثل هذا لا تطيق النفوس رؤيته ولا سماع كلامه، فيحتاج من أراد أن يدعو أمثال هؤلاء إلى انشراح، بل كل من أراد أن يقبل على أمر من الأمور فهو يحتاج إلى ذلك.

ولهذا يقال فيمن أراد أن يتصدر للدعوة لاسيما دعوة من يصدر منهم الكلام الفج، والفعال القبيحة التي تُظلِم معها النفوس عند سماعها، فإن مثل هذا يحتاج إلى شرح صدر وما كل أحد يطيق ذلك، ما كل أحد يصلح لهذا، وإذا قرأت لكتابات هؤلاء اللبراليين مثلاً ورأيت الطعن في الدين واللمز والسخرية من الحجاب والدعوة إلى الفساد والاختلاط، والكتابات التي كلها ربما لا تصدر إلا عن نفس متمردة على الله الإنسان تضيق نفسه حين يقرأ هذا، ويجد من الألم والحسرة الشيء الكثير، ومن أراد أن يدعو هؤلاء فإنه يحتاج إلى شيء من سعة الصدر، والصبر أكثر من غيره ممن يدعو أناساً لهم شيء من الغفلة، فإن رؤية هؤلاء لا تطاق، وقراءة ما يكتبون أمر لا يطاق بحال من الأحوال، وما كل أحد يصبر على مثل هذا، ولا على مطالعة ما يقولون وقراءته، نسأل الله العافية.

وقوله تعالى: قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ۝ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، يقول: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ۝ يَفْقَهُوا قَوْلِي، ما يُذكر مِن أن موسى -عليه الصلاة والسلام- في الصغر لما خافه فرعون، يذكرون في هذا أشياء، يقولون: إنه كان وهو صغير يشد لحية فرعون بقوة، وإن فرعون خاف، فهَمّ بقتله فقالت امرأته: إنه لا يفقه، صغير، واختبروه بوضع تمرة وجمرة، وإن الله -تبارك وتعالى- ألهمه أخذ الجمرة من أجل أن يصرفهم عنه، هذا يذكر كثيراً في كتب التفسير، ولكن لا أعلم له مستنداً صحيحاً، وموسى -عليه الصلاة والسلام- كان فيه هذه العقدة في لسانه وقوله: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ۝ يَفْقَهُوا قَوْلِي ما ذكر هنا من المعنى صحيح باعتبار أنه ما سأل رفع ذلك أجمع، وإنما الحدّ الذي يحصل به الإبانة والإفهام للمخاطبين، بدليل أن فرعون قال: هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا [سورة القصص:34]، فهذا يدل على أنه بقي شيء من ذلك، والله أعلم.

وقوله: وَاجْعَل لّي وَزِيراً مّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي وهذا أيضاً سؤال من موسى في أمر خارجي عنه، وهو مساعدة أخيه هارون له، قال الثوري عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس -ا- أنه قال: فنُبِّئ هارون ساعتئذ حين نُبِّئ موسى -عليهما السلام، وروى ابن أبي حاتم عن عائشة -ا: أنها خرجت فيما كانت تعتمر، فنزلت ببعض الأعراب، فسمعت رجلاً يقول: أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه؟ قالوا: لا ندري، قال: أنا والله أدري، قالت: فقلت في نفسي: في حلفه لا يستثني، إنه ليعلم أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه، قال: موسى حين سأل لأخيه النبوة، فقلت: صدق والله، قلت: وفي هذا قال الله تعالى في الثناء على موسى : وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا [سورةالأحزاب:69].
وقوله: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي قال مجاهد: ظهري، وَأَشْرِكْهُ فِيَ أَمْرِي، أي: في مشاورتي، كَيْ نُسَبّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً قال مجاهد: لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيراً حتى يذكر الله قائماً وقاعداً ومضطجعاً، وقوله: إِنّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً، أي: في اصطفائك لنا وإعطائك إيانا النبوة، وبعثتك لنا إلى عدوك فرعون، فلك الحمد على ذلك.

قوله: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي الأزر هو القوة، وقرأه ابن نافع أَشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ۝ وَأُشْرِكْهُ فِي أَمْرِي، والفرق بين القراءتين واضح، قراءة الجمهور: أن هذا من جملة السؤال، وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي ۝ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ۝ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي، وعلى القراءة الثانية أنه سأل أن يبعث معه هارون ، وعلل ذلك الطلب بقوله: أَشدد وأُشركه.

قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىَ ۝ وَلَقَدْ مَنَنّا عَلَيْكَ مَرّةً أُخْرَىَ ۝ إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىَ أُمّكَ مَا يُوحَىَ ۝ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمّ بِالسّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوّ لّي وَعَدُوّ لّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبّةً مّنّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىَ عَيْنِيَ ۝ إِذْ تَمْشِيَ أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلّكُمْ عَلَىَ مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىَ أُمّكَ كَيْ تَقَرّ عَيْنُها وَلاَ تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجّيْنَاكَ مِنَ الْغَمّ وَفَتَنّاكَ فُتُوناً [سورة طه:36-40]

هذه إجابة من الله لرسوله موسى فيما سأل من ربه ، وتذكير له بنعمه السالفة عليه فيما كان من أمر أمه حين كانت ترضعه وتحذر عليه من فرعون وملئه أن يقتلوه؛ لأنه كان قد ولد في السنة التي يقتلون فيها الغلمان، فاتخذت له تابوتاً، فكانت ترضعه ثم تضعه فيه وترسله في البحر وهو النيل، وتمسكه إلى منزلها بحبل، فذهبت مرة لتربط الحبل فانفلت منها وذهب به البحر، فحصل لها من الغم والهم ما ذكره الله عنها في قوله: وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا [سورة القصص:10]، فذهب به البحر إلى دار فرعون. 

فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً [سورة القصص:8]، أي: قدراً مقدوراً من الله حيث كانوا هم يقتلون الغلمان من بني إسرائيل حذراً من وجود موسى، فحكم الله -وله السلطان العظيم والقدرة التامة- أن لا يربى إلا على فراش فرعون، ويغذى بطعامه وشرابه مع محبته وزوجته له، ولهذا قال تعالى: يَأْخُذْهُ عَدُوّ لّي وَعَدُوّ لّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبّةً مّنّي، أي: عند عدوك جعلته يحبك، قال سلمة بن كهيل وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبّةً مّنّي، قال: حببتك إلى عبادي، وَلِتُصْنَعَ عَلَىَ عَيْنِيَ قال أبو عمران الجوني: تربى بعين الله.

وحينما طلب من ربه قال: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ۝ يَفْقَهُوا قَوْلِي، وقال: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ۝ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وقال: وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي كل هذه الأشياء، فقال الله: قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى، فهذا كله إنعام من الله على موسى -عليه الصلاة والسلام، ثم ذكّره بنعمة أخرى، وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى وذلك في حال صغره مما جرى له، قال: إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى والتعبير بالاسم الموصول يفيد التعظيم، مَا يُوحَى كما قال الله : فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ [سورة طه:78]، يعني: شيء عظيم هائل، وهكذا في قوله: فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى [سورة النجم:10]، كل ذلك يفيد تعظيم هذا الأمر.

قال: أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ، التابوت: الصندوق، واليم: يقال للبحر، وكذلك النهر الكبير يقال له اليم، فَلْيُلْقِهِ يحتمل أن يكون هذا من قبيل الأمر على ظاهره، فصيغته صيغة الأمر، والمراد أيضاً الأمر، ويكون هذا الأمر من قبيل الأمر الكوني، أن الله أمر هذا الماء بأن يتصرف بهذا التابوت بما أراد الله -تبارك وتعالى- فيصل إلى فرعون، ويحتمل أن يكون هذا الأمر فَلْيُلْقِهِ الصيغة فيه صيغة أمر ولكن المعنى ليس كذلك، يعني: لا يراد به الأمر، وإنما معناه الخبر، وجيء به بصيغة الأمر مبالغةً، وذلك أن الأمر كما يقول بعضهم: هو أقطع الأفعال، فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ هذا خبرٌ محقق، وجاء به بصيغة الأمر، والساحل قيل له ذلك: لأن الماء سحله.

وأما ما ذكره الحافظ ابن كثير -رحمه الله- وذكره الكثير من المفسرين من أن أم موسى كانت تربطه بحبل فإذا خافت عليه عيون فرعون تتركه في الماء، فإذا أمنت سحبت هذا التابوت وأرضعته، هذا لا دليل عليه، وإنما هو مما تُلُقي عن بني إسرائيل، وظاهر القرآن يدل على خلافه، فالله -تبارك وتعالى- أخبرنا أنه أوحى إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم، وقال لها: وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [سورة القصص:7] هذا يدل على أنها تلقيه في اليم، وقال الله أيضاً: يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ.

فإلقاؤه باليم ليس بهذه الطريق -أنه يربط بحبل تخوفاً عليه، هذا بأمر الله وطمأنها وخبّرها -كما سيأتي في تفسير الآية في موضعه إن شاء الله- أنه أمرها بأمرين، كما تضمنت الآية خبرين وبشارتين، تضمنت أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين، أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ، هذان أمران، وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي هذان نهيان، إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ هذان خبران وبشارتان، فالذي يظهر أنها أمرت أن تلقيه في اليم، فيحمله اليم إلى فرعون، وليس ما ذكر من أنها تربطه ثم بعد ذلك انفلت منها، فحزنت لذلك.

وفي قوله: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي، يقول: "حببتك إلى عبادي"، هذا هو المشهور، وبعضهم يقول: كان في وجهه صباحة وملاحة، وبعضهم يقول: في عينيه ملاحة، وكل هذا لا حاجة إليه، فالله يقول: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي، والقول الآخر: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي أي: أن الله أحبه، محبة صادرة من الله -تبارك وتعالى، يعني: ألقيت مني عليك محبة، أحببتك، وابن جرير -رحمه الله- يقول: ألقى الله محبته على موسى.

والقولان بينهما ملازمة؛ وذلك أن الله إذا أحب عبداً أمر جبريل أن يحبه، فيحبه جبريل فينادى في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض[1]، فالله إذا أحب عبداً حببه إلى قلوب الخلق، وإذا أبغض عبداً بغضه إلى قلوب الخلق، فالقولان متلازمان ولا حاجة إلى الترجيح بينهما، يعني: قول من قال كابن جرير وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي أي: أن الله أحبه لا يخالف قول من قال بأنه وضع له المحبة في قلوب الخلق؛ لأن ذلك ينتج وينشأ عن محبة الله في العبد.

وقوله: إِذْ تَمْشِيَ أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلّكُمْ عَلَىَ مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىَ أُمّكَ كَيْ تَقَرّ عَيْنُها، وذلك أنه لما استقر عند آل فرعون عرضوا عليه المراضع، فأباها، قال الله تعالى: وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ [سورة القصص:12]، فجاءت أخته، وقالت: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ، تعني: هل أدلكم على من يرضعه لكم بالأجرة؟ فذهبت به -وهم معها- إلى أمه فعرضت عليه ثديها، فقبله، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً، واستأجروها على إرضاعه، فنالها بسببه سعادة، ورفعة، وراحة في الدنيا، وفي الآخرة أعظم وأجزل، وقال تعالى هاهنا: فَرَجَعْنَاكَ إِلَىَ أُمّكَ كَيْ تَقَرّ عَيْنُها وَلاَ تَحْزَنَ، أي: عليك، وَقَتَلْتَ نَفْساً.

في قوله -تبارك وتعالى: إِذْ تَمْشِيَ أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلّكُمْ عَلَىَ مَن يَكْفُلُهُ بين الله في موضع آخر أن ذلك كان بأمر أمه، حيث قالت لأخته: قُصِّيهِ[سورة القصص:11]، يعني: أنها تقص أثره -تبحث عنه، ولما رأته وأبصرته لم تُعر ذلك اهتماماً، وإنما كأنها رأته رؤية عارضة، عن جُنب: يعني: أنها لم تلتفت إليه، ولم تقبل عليه إقبال من يعرفه، وإنما كأنه شيء عارض لا يعنيها، فقالت لهم: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ.

ويذكر المفسرون: أنهم سألوها -والله تعالى أعلم- عن ذلك، يعني: كيف عرفتِ نصحهم؟ فشكّوا في هذا، وأنها قالت: إنهم ينصحون له من أجل إسعاد الملك، يعني: رغبة في إسعاده، ورجاء –أيضاً- عائدته وعطائه، والله تعالى أعلم بهذا كله، وبعضهم يقول: إنهم سألوها: من أين أتى اللبن لهذه المرأة؟ فقالت: من أخي هارون، وهارون -عليه الصلاة والسلام- أكبر من موسى، فيقولون: إنه كان يرضع أيضاً، لم يكن يعني في نفس العمر لكن فيها لبن، ويمكن أن يقال: إنه يرضع؛ لأنه في سن الرضاعة.

وقال تعالى هاهنا: فَرَجَعْنَاكَ إِلَىَ أُمّكَ كَيْ تَقَرّ عَيْنُها وَلاَ تَحْزَنَ، أي: عليك.

قال بعض أهل العلم في قوله: تَقَرّ عَيْنُها: هذا من البرودة، القر والحر، فيعبر به عن الفرح والسرور، ويقولون: دموع الفرح باردة، ودموع الحزن حارة ساخنة، وإذا دعوا على إنسان قالوا: أسخن الله عينه، بمعنى: أنه تحصل له من الفجائع ما يحصل له به الحزن والألم، ولهذا تقول العرب في تشبيهها وأمثالها: أسخن من عين المقلاة، يعني: المرأة التي لا يعيش لها ولد، فعينها ساخنة، يعني: من شدة التوجع والحزن على موت أولادها.

وَقَتَلْتَ نَفْساً يعني القبطي فَنَجّيْنَاكَ مِنَ الْغَمّ وهو ما حصل له بسبب عزم آل فرعون على قتله، ففر منهم هارباً حتى ورد ماء مدين، وقال له ذلك الرجل الصالح: لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.

أي نعم، قد يكون من أجل هذا، من أجل أنه خاف على نفسه من قتلهم، وكذلك يدل عليه التنجية إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ [سورة القصص:20] أصابه بسبب هذا الغم، وكل ما يغم القلب يقال له: غم، فإذا كان على أمر فائت قيل له: الحزَن، فالحزَن هو اغتمام القلب من أمر فائت، وأما إذا كان في أمر المستقبل فهذا الذي يسمى بالخوف، وهذا الفرق بين الحزَن والخوف، وإن كان قد يستعمل أحدهما في محل الآخر قليلاً، كما قال الله عن أهل الجنة: وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ [سورة فاطر:34] فسر بالخوف والإشفاق من الدار الآخرة؛ لأنهم يقولون: إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ [سورة الطور:26] والإشفاق هو خوف خاص، يعني: الخوف مع علم بالمخوف منه يقال له خشية، فإذا كان هذا الخوف رقيقاً قيل له: إشفاق، ويأتي بمعنى آخر أيضاً.

فائدة:

قوله: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي، بمعنى أن الله -تبارك وتعالى- هيأه ودبره هذا التدبير، ورعاه هذه الرعاية، وأنشأه هذه النشأة؛ ليقوم بأعباء الرسالة، والدعاء إلى الله -تبارك وتعالى، يقال: فلان صُنع على عين الله، هذه تزكية، ولا نشهد لأحد بمثل هذه الشهادة، لكن من شهد الله -تبارك وتعالى- له نشهد له، فنقول: إن النبي ﷺ مثلاً الله صنعه على عينه، ويمكن أن نقول: الصحابة الله صنعهم على عينه، اختارهم لصحبة نبيه ﷺ، أما آحاد الناس فحينما يقال: إن الله صنعه على عينه معنى ذلك أن هذه تزكية كبيرة جداً لهذا الإنسان، ربما تكون أبلغ من الشهادة له بالجنة؛ لأن الشهادة له بالجنة قد لا تقتضي أن يكون نشأ تلك النشأة ولا عمل أعمالاً معتبرة، إنما ختم له بخاتمة السعادة، أسلم فمات مثل اليهودي الذي قال: أشهد أن لا إله إلا الله عند موته، فحينما يقال: فلان صنعه الله على عينه فهذا يعني أنه نشأ نشأة على عين الله ، وهذا صعب أن يقال لآحاد الناس، والله أعلم.

  1. رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، برقم (3037)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب إذا أحب الله عبداً حببه إلى عباده، برقم (2637)، من حديث أبي هريرة .

مواد ذات صلة