الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
في القرن الرابع الهجري: أستطيع أن أقتصر على أسماء الكتب فقط التي وسمت: بأنها في علوم القرآن، أما إذا أردنا أن ننظر في الكتب المؤلفة في التفسير، أو القراءات، أو الناسخ والمنسوخ، فهذا يصعب تتبعه لكثرته، لكن فقط ما يتعلق بعلوم القرآن:
من هذه الكتب التي أطلق عليها هذا اللقب والاسم كتاب: "الحاوي في علوم القرآن" لمحمد بن خلف بن المرزبان، متوفى سنة: 309 للهجرة، وهذا الكتاب الواقع أنه كتاب في التفسير، وهو يقع في سبعة وعشرين جزء، وهو وإن سماه بهذا الاسم إلا أنه فيما يظهر من كتب التفسير؛ لأنه بهذا الحجم مع أن الكتاب لم نقف عليه.
ومن الكتب أيضًا كتاب آخر اسمه: "الاستغناء في علوم القرآن" لمحمد بن علي الأدْفَوي متوفى سنة: 388 للهجرة، وهذا الكتاب أيضًا في التفسير، وهو يقع في مائة وعشرين جزءًا، وصنفه في اثنتي عشرة سنة.
ومن الكتب أيضًا كتاب يقال له: "تفسير القرآن" لأبي الحسن الأشعري المتوفى سنة: 324 للهجرة هذا اسمه تفسير القرآن لكن هو يقول عنه: بأنه ألف تفسير القرآن يرد فيه على الجبائي والبلخي بما حرفوا من تأويل القرآن يعني يرد على المعتزلة، ومعلوم أنه كان من المعتزلة ثم بعد ذلك صاروا يردوا عليهم، وهذا ليس في علوم القرآن لكن الكتاب الأول "الاستغناء في علوم القرآن" هو في التفسير كما سبق، وكتاب: "الاستغناء" هذا موجود وحقق منه في رسالة بجامعة الإمام، دراسة عن هذا الكتاب وتحقيق سورة الفاتحة، سنة: 1405 من الهجرة.
ووجدت كتب أيضًا في التفسير: "تفسير ابن جرير الطبري" من أشهرها توفي سنة: 310 من الهجرة، والكتب كثيرة في القرن الرابع، والقرن الخامس، وما بعد ذلك لكن من الكتب التي ألفت في علوم القرآن حقيقة وهو لربما أول كتاب نقف عليه في علوم القرآن فعلاً كتاب ابن الجوزي توفي سنة: 597 للهجرة، ألف كتابين: الأول: "فنون الأفنان في عيون علوم القرآن"، وهو مطبوع متداول معروف مشهور.
الكتاب الآخر أصغر منه، ذاك في مجلد، وهذا أصغر اسمه: "المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن".
ثم جاء بعده علم الدين السخاوي المتوفى سنة: 643 للهجرة، فألف: "جمال القراء، وكمال الإقراء"، وهذا كتاب عبارة عن رسائل في موضوعات متنوعة في علوم القرآن، ثم بعد ذلك بدا له أن يجمعها في كتاب واحد وهو مطبوع في مجلدين، وهو من الكتب الجيدة المفيدة في علوم القرآن.
ثم جاء أبو شامة المتوفى سنة: 665 للهجرة، فألف كتابه: "البديع المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز"، هذا الكتاب مطبوع، وهو من أحسن ما ألف في علوم القرآن، لكنه اقتصر على الموضوعات الشائكة فقط، تكلم فيها عن جمع القرآن، وهو من الموضوعات التي يلج منها الطاعنون في القرآن، وهو موضوع الأحرف، والقراءات، هذه الموضوعات هي أدق الموضوعات في علوم القرآن، فدرسها دراسة جيدة متينة، لو ألف في باقي أبواب علوم القرآن لكن هذا الكتاب من حيث التحقيق والتمحيص في نظري يفوق سائر الكتب المؤلفة في هذا الفن، يعني ليس كتابًا يُعنى بالجمع مثلاً كما يفعل السيوطي في "الإتقان" لكنه يُعنى بالمناقشة والتحرير، لكن حسبنا أنه عالج هذه الموضوعات الدقيقة التي تحتاج إلى عالم راسخ؛ لعرضها، وبيان ما يتعلق بها من المسائل والقضايا التي لربما تستشكل، كتاب: "المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز"، هذا الكتاب كانت طبعاته قد نفذت لا يتيسر الحصول عليه، ثم بعد ذلك وجد وصار في متناول الجميع فيا له من كتاب!.
ثم بعد ذلك جاء الطوفي توفي سنة: 716 للهجرة، فألف كتاب: "الإكسير في علوم التفسير"، وهذا الكتاب مطبوع، والمؤلف جعله في ثلاثة أقسام:
القسم الأول: كأنه في بعض المقدمات تحدث فيه عن سبب احتياج القرآن للتفسير تكلم عن طرف من أسباب اختلاف المفسرين.
وتكلم في القسم الثاني: على العلوم التي اشتمل عليها القرآن، وعامة الكتاب تستطيع أن تقول تسعة أعشار الكتاب في قضايا تتعلق بعلم البيان والبلاغة، وما أشبه ذلك، وهذا هو القسم الثالث من الكتاب، وهو خلاصة مع بعض الزيادات لكتاب "الجامع الكبير في صناعة المنظوم والمنثور" لابن الأثير، لخصه وزاد عليه بعض الزيادات، فهذا يحتل الجزء الأكبر من الكتاب ما يقارب تسعة أعشار الكتاب هو في هذا القسم الثالث هو تلخيص كتاب ابن الأثير تقريبًا مع بعض الزيادات، فمثل هذا الكتاب بهذه الطريقة لا يروي غليلاً، ولا يشفي عليلاً.
ثم جاء الزركشي توفى سنة: 794 للهجرة، فألف كتابه: "البرهان في علوم القرآن"، وهو مطبوع في أربع مجلدات، وهو من أحسن الكتب تصنيفًا، ومن أجمعها مادة، وكل كتاب فيه ما يستدرك عليه لكن من حيث الجمع وأن هذا الكتاب يعتبر من المصادر الأصلية في هذا الفن.
ثم جاء جلال الدين البُلقيني المتوفى سنة: 824 للهجرة، فألف كتابًا سماه: "مواقع العلوم من مواقع النجوم"، يقول عنها السيوطي: "فرأيته تأليفًا لطيفًا، ومجموعًا طريفًا، ذا ترتيب وتقرير، وتنويع وتحبير"[1].
وفي نفس القرن جاء محمد بن سليمان الكافيجي لقب بهذا؛ لكثرة اشتغاله بكافية ابن الحاجب، كثرة اشتغاله بها تدريسه لها لقب بذلك الكافيجي، توفي سنة: 879 للهجرة، ألف كتابًا في هذا يعتبر الكتاب صغير، طبع بعنوان: "التيسير في قواعد علم التفسير"، هذا كتاب في علوم القرآن، لكن هو طبع في مجلد لكن التحقيق والمقدمات المحقق، أخذت قدرًا لا بأس به من الكتاب، ثلث الكتاب أو أكثر، فإذا أضفت إلى هذا الفهارس ما يبقى للكتاب الأصل إلا القليل، تكلم فيه عن جمل علوم القرآن، تحدث عن قضايا تتعلق بالنسخ، وشيء يتعلق بالقراءات، وبعض ما يتعلق بالتعارض والترجيح، فالكتاب لا يمكن أن يقارن بحال من الأحوال بكتاب: "البرهان" للزركشي.
ثم جاء بعد ذلك السيوطي المتوفى سنة: 911 للهجرة، وألف هذه الكتب الثلاثة، هذه الرسالة التي بين أيدينا، وهي يمكن أن نقول بأنها المستوى رقم واحد، لو أردنا أن نجعل دراسة الفن على ثلاث مراحل، أو مستويات، هذا هو المستوى الأول ذكر فيه عامة: "أبواب علوم القرآن"، بطريقة في غاية الاختصار، يعد الحرف.
وألف كتابًا أوسع من هذا لكنه يعد من المختصرات وهو كتاب: "التحبير"، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله.
وألف كتابه الموسوعي الذي هو يعتبر خزانة هذا الفن: "الإتقان في علوم القرآن"، وسيأتي الكلام على هذا إن شاء الله.
ثم جاء بعد ذلك شمس الدين الحنفي، المعروف بابن عقيلة المتوفى سنة: 1150 للهجرة، فألف كتاب: "الزيادة والإحسان في علوم القرآن".
ثم بعد ذلك مؤلفات كثيرة، لكن من أحسن كتب المتأخرين كتاب: "مناهل العرفان" للزُرقاني، هذا الكتاب كتبه بأسلوب عصري، وحوى تحقيقًا علميًا بلغة رصينة، واقتصر فيه على الموضوعات الأساسية المتعلقة بعلوم القرآن، يعني إذا كان السيوطي يذكر في الإتقان ثمانين نوعًا، فإن الزرقاني في هذا الكتاب يذكر سبعة عشر نوعًا فقط، لكن هي الموضوعات الأساسية حينما تقرأ له في بعض الموضوعات يتكلم عليها بكلام بديع جيد متين، يعني اقرأ كلامه مثلاً في موضوع الترجمة ترجمة القرآن، اقرأ كلامه على الأحرف السبعة، القراءات، اقرأ كلامه مثلاً على الناسخ والمنسوخ حرر هذا الباب تحريرًا بديعًا، وتبقى بعض الموضوعات وأثر العقيدة الأشعرية ظاهرة فيها هذا هو الإشكال الذي يعتبر إشكالا الأساسي في الكتاب؛ العقيدة الأشعرية، فإذا جاء يتكلم على موضوع مثل: المحكم والمتشابه تجد أنك أمام قضايا لربما تحتاج إلى إعادة صياغة من جديد وكتابه من جديد للمبحث من أوله إلى آخره، الشبه التي يذكرها بعد كل مبحث زادت على المائة، أو قاربت المائة، وهذه مشكلة، لكن يبقى الكتاب لو حذفنا هذه الشبه، أو على الأقل أتينا بالمسائل الجيدة التي ذكرها في الشبه المسائل العلمية الردود، وضمناها في ثنايا الكتاب بطريقة يصاغ فيها هذا جميعًا بصياغة لا تبرز هذه الشبهة حتى لا تعلق في القلب، ونقحنا الكتاب من قضايا الاعتقاد المخالف لأهل السنة، وأعدنا صياغتها فأظن أن الكتاب سيكون في غاية النفع، ويحذف الشبه والأشياء التي ذكرها، والردود السقيمة وما أشبه ذلك، والمسائل العلمية التي قد لا يوافق عليها، ويمكن أنه يُهذب هذا الكتاب لعل الله أن ييسر ذلك، فالكتاب بديع كتاب جيد، ولذلك تجد بعض الأبواب إذا قرأته قد لا تحتاج إلى قراءتها من غيره وقارن اقرأ ما كتبه في الترجمة لا تجد الذين يكتبون في علوم القرآن بالنسبة للمتقدمين لا يتطرقون لهذا إلا تطرقًا يسيرًا في الكلام على حكم قراءة القرآن بالأعجمية، لكن بعض المعاصرين يذكرون قضية الترجمة، لكن لا يذكرون كما تكلم عليها، كذلك حينما تقرأ في الناسخ والمنسوخ تقرأ ما كتب واقرأ كلامه، الأحرف والقراءات كذلك.
وهناك أيضًا كتب من كتب المفسرين لها مقدمات مفيدة ونافعة في علوم القرآن، كمقدمة تفسير ابن جرير، ومقدمة تفسير ابن عطية "المحرر الوجيز"، وهو كتاب اسم على مسمى، وكذلك أيضا "مقدمة كتاب الراغب الأصفهاني" المطبوعة مع تفسير سورة الفاتحة، وكذلك أيضًا "مقدمة تفسير ابن جُزي في التسهيل" على اختصارها، وكذلك "مقدمة القرطبي"، وكتاب الإتقان للسيوطي هو مقدمه، هذا الكتاب الموسوعي الذي هو يعتبر أوسع كتاب عندنا في علوم القرآن هو مقدمه لكتاب في التفسير له ما أتمه سماه: "مجمع البحرين ومطلع البدرين"، فالإتقان مقدمة لهذا الكتاب.
وهكذا أيضا فهناك مقدمات مثل: "مقدمة تفسير القاسمي"، وإن كان ما فيها نقول في الغالب من كلام الشاطبي -رحمه الله- في الموافقات، وكلام شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله- في مثل كلامه على المتشابه والتأويل.
وكذلك أيضا مقدمة الشنقيطي -رحمه الله- في تفسير القرآن بالقرآن من أحسن المقدمات في هذا الباب، إلى غير ذلك.
والسيوطي -رحمه الله- كان يتأسف على هذا العلم أن المتقدمين لم يعنوا به العناية اللائقة، كما اعتنوا بعلم الحديث، وأصول الفقه مثلاً حتى جاءت أزمان وقرون متأخرة فوجدت فيها مثل هذه المؤلفات، لكن لو سأل أحد وقال: ما هو أول كتاب ألف في هذا الفن؟ نحن لا نستطيع أن نجيب؛ لأننا لم نقف على كل الكتب، وقد جربت هذا وتتبعت كل ما أستطيع أن أصل إليه مما يسمى بعلوم القرآن، أو أصول التفسير، بعض الكتب وجدتها مخطوطة في بعض الخزائن، وما وصلت إلا بشق الأنفس، ثم بعد ذلك يتبين لك أن الكتاب الذي وضع له العنوان الفلاني، ونسب إلى العالم الفلاني أنه ليس كذلك أصلاً، كما سيأتي إن شاء الله.
الكافيجي -رحمه الله- المتوفى سنة: (879هــ) يعتبر نفسه أول من ألف، ولكن هو مسبوق بابن الجوزي، وعلَم الدين السخاوي، العجيب أن السيوطي أيضا يقول: بأن كتاب "مواقع العلوم من مواقع النجوم" الذي ألفه جلال الدين البُلقيني المتوفى سنة (824هــ) أنه أول ما ألف في هذا[2]، مع أنه في مقدمة "الإتقان" ذكر كتاب "فنون الأفنان"، وذكر كتاب: "جمال القراء" للسخاوي، وذكر أيضًا "المرشد الوجيز" لأبي شامه، فدل على أنه قد وقف على هذه الكتب وهي قبل كتاب البلقيني.
وبعضهم يقول: بأن الحوفي المتوفى سنة (430هــ) هو أول من ألف كتابا في علوم القرآن واسمه "البرهان"، والواقع أن الكتاب يقع في ثلاثين مجلدًا، وقد وقفت على بعض الأجزاء منه، وهو كتاب في التفسير، وليس في علوم القرآن.
وبعضهم يقول: بأن ابن المرزبان المتوفى سنة (309هــ) هو أول من ألف في هذا، وذلك في كتاب "الحاوي في علوم القرآن"، وهذا الكتاب يقع في سبعة وعشرين جزءًا، وهذا يدل على أنه كتاب تفسير كما سبق.
وبعضهم يقول: بأن كتاب "البرهان" للزركشي وهو المتوفي سنة (794هــ) يقولون: هو أول من ألف، لكنه مسبوق، ومن الكتب التي قيل: بأنها أول ما أول ألف كتاب "عجائب علوم القرآن" لابن الأنباري، والواقع أن هذا الكتاب ليس لابن الأنباري، وقد وقفت عليه فهو كتاب "فنون الأفنان" لابن الجوزي، كتب عليه على النسخة الخطية بأنه كتاب كذا، ولكن الواقع المضمون أنه كتاب "فنون الأفنان"، فهذا بالنسبة لهذه الكتب، وهذه خلاصة بعد تتبع -والله تعالى أعلم- لكن هذا ما يغلب على الظن، والعلم عند الله .
نحن سبق أن درسنا بعض الكتب في أصول التفسير؛ درسنا كتاب مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية، وأيضًا درس في هذه الدورات كتاب فصول في أصول التفسير، وأيضًا مما درس كتاب أصول التفسير للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- وهو في علوم القرآن.
العلماء يؤلفون تحت هذا العنوان أصول التفسير كثيرًا، ويقصدون به علوم القرآن، فهذا الكتاب الذي بين أيدينا هو في علوم القرآن، أصول التفسير هو أحد الأنواع الداخلة تحت علوم القرآن، لكن يمكن أن نقول: بأن أصول التفسير يتصل بالجوانب التي يبنى عليها التفسير بناء مباشرًا مثل: الكلام على تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وأقوال الصحابة، وأقوال التابعين، والموقف من الإسرائيليات، والتفسير بالرأي، وتفسير القرآن باللغة، وما أشبه ذلك.
وهكذا يمكن أن يتطرق إلى بعض القضايا مثل قواعد المتصلة بهذا، كذلك أيضًا أسباب اختلاف المفسرين لربما لكن تبقى موضوعات أخرى: العام والخاص، المطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ، والمنطوق والمفهوم، وما أشبه ذلك هذه من موضوعات علوم القرآن.
فالمقصود أن هذه الرسالة هي في علوم القرآن فسماها أصول التفسير على عادة أهل العلم يسمون كتب علوم القرآن بأصول التفسير؛ ولا مشاحة في الاصطلاح، الأمر سهل، هذه الرسالة الصغيرة المختصرة هي جزء من كتاب للسيوطي اسمه النُقَاية عندكم على الغلاف مكتوب بالباء وهذا خطأ! اسم الكتاب "النقاية"، هذا الكتاب عبارة عن مجموع لمؤلفات في غاية الاختصار في أربعة عشر فنًا من الفنون ألفها السيوطي، وجمعها في هذا الكتاب بالموسوم بالنقاية، وهذه العلوم هي العقيدة، طبعًا العقيدة الأشعرية!، والتفسير يقصد أصول التفسير التي هي هذه الرسالة، والحديث يقصد المصطلح، وأصول الفقه، والفرائض، والنحو، والتصريف، والخط، والمعاني، والبيان، والبديع، والتشريح، والطب، والتصوف، هذه أربعة عشر فنًا، ويقصد بالنقاية، يقال: النقاوة ونقاوة الشيء ونقاته، ونُقايته، ونقاوته؛ كل هذا يطلق ويراد به خياره، يقال هذا نقاية هذا العلم، هذا نقاية الثمر، هذا نقاية التمر، هذا نقاية الناس، يعني خيار هذه الأمور، وهكذا معناه، لكني وقفت على تفريق في بعض كتب اللغة، بعضهم يفرق بين النُقاية، يقول: النقاية من الشيء هكذا بالضم النُقاية بالياء، يقول: هو الرديء منه، وما ألقي منه، وهذه مشكلة على عكس مقصود السيوطي النقاية، وهو يريد أن يقول هذه الزبد والخلاصة والمحصلة يقربها إليك.
فبعضهم يقول: النقاية هي الرديء، والنقاوة من الشيء هو خياره وخلاصته، لكن هذا وإن ذكره بعضهم إلا أنك تجد في مثل كتاب القاموس ما ذكرته أولاً؛ وأنه لا فرق، كل هذا يقال: لخيار الشيء، هذه النقاية هذه المتون المختصرة التي جمعت في هذا الكتاب شرحها السيوطي بشرح مختصر جدًا، يزن فيه الحرف، وهذا الشرح المختصر سماه: "إتمام الدراية لقراء النقاية"، وطبع طبعته دار الكتب العلمية، وقفت على طبعته الأولى، ولا أدري هل طبع بعدها سنة 1405هـ، هذا الشرح لهذه المتون مع فهارسه يبلغ 216 صفحة، 14فنًا.
ومن الخطأ أن نحول المختصرات إلى موسوعات، نذكر فيها الأقوال والخلافات والردود والمناقشات وما أشبه ذلك، ونشق الشعرة والشعيرة هذا خطأ، فلاحظوا كيف شرح هذا الشرح المختصر، -فالله المستعان-.
هذه أيضًا النقاية نُظمت، هذه الفنون جميعًا أو هذه المختصرات في هذه الفنون نظمت نظمها محمود بن عبد الحق السنباطي الشافعي، وزاد عليها ثلاثة: الحساب، والعروض، والمنطق صار المجموع 14+ 3 = 17، فنظمها جميعًا وسماه: "روضة الفهوم بنظم نقاية العلوم"، الرسالة التي بين أيدينا أيضًا نُظمت نظمها عبد العزيز الزمزمي المولود بمكة، وبها توفي سنة: 876 للهجرة، وذاك النظم أيضًا شُرح، ووجدت على الشرح حواشي، فشرحه محسن بن علي بن عبد الرحمن الحضرمي المولود في أندونيسيا سنة: 1323 للهجرة ، وتوفي في مكة سنة: 1354 للهجرة وسماه: "نهج التيسير على نظم التفسير"، ووجد عليه حاشيتان الاثنان من معاصريه المعاصر الشارح:
حاشية الأول: وضع حاشية سماها "حاشية فيض الخبير وخلاصة التقرير على منهج التيسير" لعلوي بن عباس بن عبد العزيز المولود بمكة سنة 1327 للهجرة، وتوفي قبل وقت ليس بالبعيد هو المعاصر.
الحاشية الثانية: حاشية علم الدين أو علاء الدين محمد ياسين بن عيسى الفاداني المولود بمكة سنة: 1337هــ، وهو تلميذ للشارح ولصاحب الحاشية السابقة، وقد طبع النظم مع شرحه مع حاشيتيه طبع دار الفكر، وقفت على الطبعة الثالثة سنة: 1398هجرية، إذن صار عندنا نظم لهذه الرسالة، وشرح مع حاشيتين، وقد يقول قائل: لماذا لم ندرس النظم مثلاً؟
دراسة هذا المتن أنفع من دراسة النظم لسببين:
السبب الأول: أن الناظم يحتاج إلى أمور من أجل النظم، لا يحتاج إليها من يؤلف في الكلام المنثور.
السبب الثاني: أن هذا الكتاب يشتمل على مسائل في غاية الأهمية، وعلى أيضًا موضوعات دونها في الأهمية، بل هناك موضوعات تتعلق كما سيأتي تجويد، ويمكن تدرس في التجويد، فكون الإنسان يحفظ نظمًا يحوي على الأشياء التي هي في غاية الأهمية أو الأشياء التي دونها بكثير هذا يحتاج إلى جهد، المسألة ليست مسألة حفظ فقط متى تراجع ما حفظته! الحفظ سهل لكن إذا صرت ستحفظ في هذه العلوم منظومات لا بد أن يكون عندك تصور لما تجتمع هذه المحفوظات متى ستراجعها، لكن لو أن أحدًا حفظ بعض الأبيات التي يحتاج إليها تجمع له بعض الأطراف المتفرقة لا بأس، أما الطريقة التي نمشي عليها نحفظ المتن من أوله إلى آخره فهذا ما أنزل الله به من سلطان، وليتنا توصلنا إلى هذا منذ البداية كان استرحنا من عناء كثير، تحفظ ثم تنسى، لازم من أول بيت إلى آخر بيت، فيه أشياء أحيانًا تحمل معاني غير صحيحة، لا بد تحفظ، يمكن يحفظ الإنسان الأشياء التي يمكن أن تتفرق عليه ما يضبطها يحفظها، والباقي لا يشترط أن يحفظها، هذا ما هو قرآن منزل، هذه مقدمة تتعلق بالكتاب ونبدأ الآن نقرأ.
قال الإمام السيوطي -رحمه الله- في رسالته في "أصول التفسير":
علم التفسير: علم يبحث فيه عن أحوال الكتاب العزيز، وينحصر في مقدمة وخمسة وخمسين نوعًا.
يقول: علم التفسير، يقصد به هنا علوم القرآن كما سبق، وإن شئت قل: أصول التفسير باعتبار أنه يقال لعلوم القرآن: أصول التفسير.
يقول: "علم يُبحث فيه عن أحوال الكتاب العزيز"، يعني من جهة نزوله، وأسباب النزول، وأماكن النزول، وناسخه ومنسوخه، ولهذا بعض الذين عرفوا علوم القرآن عرفوه بهذه الطريقة يعددون الأنواع هذا فيه تطويل، ولذلك الطريقة التي ذكرتها في تعريفه أسهل: علم يتعلق بالقرآن يبحث قضايا كليه متعلقة بالقرآن من نواحي شتى، والمقصود بالتعريفات التقريب ولا حاجة لكثرة التمحل في مناقشتها والاعتراض عليها.
المقصود أنه هنا أراد أن يعرف علوم القرآن وإلا فعلم التفسير لا يعرف بهذا؛ لأن علم التفسير كما لا يخفى "فهو علم يبحث فيه عن أحوال القرآن من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية" لكن لاحظ كلام السيوطي: "علم يبحث فيه عن أحوال الكتاب العزيز" وينحصر في مقدمة وخمسة وخمسين نوعًا، هذا الكتاب يعني بعد المقدمة التي الآن نقرأ بها ذكر فيه خمسة وخمسين نوعًا، وفي التحبير ذكر اثنين ومائة من الأنواع، وفي الإتقان ذكر ثمانين مع أن التحبير مختصر بالنسبة لكتاب الإتقان، والزركشي في البرهان ذكر سبعة وأربعين نوعًا، وليست العبرة بكثرة الأنواع التي تعدد، السيوطي -رحمه الله- معروف أنه مولع بالتشقيق، فهذه الأنواع التي يذكرها في كتاب التحبير الكثيرة يمكن أن يجتمع الكثير منها تحت نوع واحد، بل أن ما ذكره في هذه الرسالة يمكن أن يجعل على النصف يعني بدل من خمسة وخمسين نوعًا يمكن أن نجعله في نحو سبعة وعشرين نوعًا.
وذكر في المقدمة: تعريف هذا العلم، وتعريف القرآن، وتعريف علوم القرآن، وتعريف السورة والآية، والتفاضل بين آياته، وسوره، وحكم القراءة بالأعجمية، أو القراءة بالمعنى، والتفسير بالرأي.
ثم بعد ذلك يذكر الأنواع، فذكر فيما يرجع إلى النزول: ذكر المكي والمدني، وجعلهما نوعين، وهذا يمكن أن يجعل المكي والمدني نوع واحد، والحضري والسفري؛ جعلها نوعين، ويمكن أن نجعله واحدًا، النهاري والليلي نجعله واحدًا، الصيفي والشتائي كذلك، ثم قال: الفراشي أسباب النزول أول ما نزل آخر ما نزل، هو يمكن أن نجعله نوعًا واحدًا، وبعدين ذكر ما يرجع إلى السند ستة أنواع: المتواتر والآحاد والشاذ هذا يمكن أن يجعل تحت نوع واحد.
قراءة النبي ﷺ الرواة والحفاظ، بل هذا جميعًا يمكن أن يجعل تحت نوع واحد، ما يرجع إلى الأداء ستة أنواع: الوقف والابتداء، الإمالة، المد، وتخفيف الهمزة، الإدغام؛ هذا كله يمكن أن نجعله نوعًا واحدًا وأن شئت أن تفرد يمكن أن نفرد الوقف والابتداء.
ما يرجع إلى الألفاظ سبعة أنواع: الغريب، والمعرب، والمجاز، والمشترك، والمترادف، والاستعارة، والتشبيه، المجاز والاستعارة والتشبيه يمكن أن نجعلها في نوع واحد.
ما يرجع إلى المعاني المتعلقة بالأحكام أربعة عشر نوعًا: العام الباقي على عمومه، العام المخصوص إلى آخره.
ما خص بالسنة، ما خص منه السنة، هذا يمكن كله يجعل على نوع واحد؛ وهو العام والخاص.
ثم ذكر المجمل والمؤول، مفهوم الموافقة والمخالفة، المطلق والمقيد، الناسخ والمنسوخ، المعمول به، إلى آخره. المعمول به مدة معينة هذا يلحق بالناسخ والمنسوخ هي مسألة من المسائل الناسخ والمنسوخ، وما يرجع إلى المعاني المتعلقة بالألفاظ ستة أنواع: الفصل، والوصل، والإيجاز، والأطناب، والقصر، هذه يمكن أيضًا أن توجز.
كذلك الأنواع الأخرى الأسماء والكنى والألقاب والمبهمات التي كلها يمكن أن تجعل على نوع واحد.
فهذا في هذا الكتاب، فكيف بالتحبير! والعناوين والأبواب التي ذكرها فيه، أو الأبحاث على الضِّعف من هذا تقريبًا، فهذا الكتاب "الرسالة في أصول التفسير" يمكن أن نقول هو المستوى الأول.
المستوى الثاني: كتاب التحبير، المستوى الثالث "كتاب الإتقان"، ولعل الله أن ييسر دراسة هذه الكتب.
كتاب "الإتقان" هو أوسع ما نعرف من الكتب المؤلفة في علوم القرآن، جمع فيه كل ما يتعلق بهذا الفن، واستفاد ممن سبقه ممن ألف فيه، واستفاد من كلام أهل العلم المتناثر في بطون الكتب، وشروح الحديث، لاسيما الفتح "فتح الباري"، واشتمل هذا الكتاب على الروايات الصحيحة والضعيفة، وعلى أمور تتعلق بالاعتقاد المخالفة، وضمنه كتاب "البرهان" للزركشي تقريبًا، ويذكر في مقدمته أنه وقف عليه بعد ما انتهى من الكتاب[3]، لكن يمكن أن يكون وقف عليه بعد ما انتهى من تأليفه فرجع وضمنه فيه؛ لأن الواقع أنه مضمن فيه، فمن درس كتاب "الإتقان" للسيوطي فإنه سيفهم أو سيقف على مسائل هذا العلم لا يكاد يفوته شيء، لكن ليس هذا الكتاب من أول ما يدرس بطبيعة الحال فنحتاج أن ندرس هذا الكتاب أولاً الذي بين أيدينا فنتصور مسائل هذا الفن، فمن درس هذا الكتاب يكون قد تصور أبواب علوم القرآن بعامتها، ثم إذا درس كتاب "التحبير" يكون قد توسع قليلاً ثم بعد ذلك ينطلق في كتاب "الإتقان"، وأظن أن من درس كتاب الإتقان يستغني عن كتاب "البرهان"، ومن باب أولى يستغني عن الكتب الأخرى مثل كتاب السخاوي، والكافيجي، وأمثال هذه الكتب.
قال -رحمه الله-:
المقدمة: القرآن منزل على محمد ﷺ للإعجاز بسورة منه.
هذا العلم يتعلق بالقرآن ما هو القرآن المنزل على محمد ﷺ، فيخرج ما أنزل على غيره من الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، ويخرج ما لم ينزل؛ لأن كلام الله ما يختص بالقرآن، فالله يكلم الملائكة، ويتكلم متى شاء كيف شاء، منزل على محمد ﷺ للإعجاز بسورة منه، بسورة! وهنا سورة نكرة تصدق على أي سورة سواء كانت قصيرة أو طويلة، فإذا قلنا بأنها القرآن هو كلام الله المنزل على محمد ﷺ المعجز فإن هذا يخرج الحديث القدسي؛ باعتبار أن الحديث القدسي هو كلام الله لفظًا ومعنى؛ على الأرجح، ويخرج أيضًا كلام الله الذي لم ينزله على محمد ﷺ.
وبعضهم يزيد: المتعبد بتلاوته، يقول: من أجل أن نخرج القراءات المنسوخة، والقراءات التي لم تثبت بطريق التواتر هكذا قال بعضهم، وهذه الزيادة لا ضرورة لها، والأصل في التعاريف أنه يطلب فيها الاختصار.
فإذا قلنا: المعجز حصل المقصود، فالحديث القدسي ليس بمعجز كلام الله منزل على محمد ﷺ للإعجاز بسورة منه، وبعضهم يزيد: بواسطة جبريل؛ ولا حاجة لهذا.
معجز بسورة منه يبقى هنا العلماء يذكرون في الكلام على الإعجاز، إعجاز القرآن وهو من الأبواب المتصلة بعلوم القرآن هل يتحقق الإعجاز بما يعادل أقصر سورة مثلا، أقصر سورة عندنا سورة الكوثر، فهل يتحقق الإعجاز بما يعادلها مثلاً أو يزيد عليها مثل آية الدين آية واحدة أم لا؟
ليس محل اتفاق، العلماء اختلفوا في هذا؛ لأن الله تحداهم بسورة أن يأتوا بسورة! فبعض العلماء وقف عند هذا، وقال: لا يحصل الإعجاز إلا بسورة أخذًا بظاهر القرآن، ومن نظر إلى المعنى قال: إن أقصر سورة من القرآن يحصل بها الإعجاز، فإذا وجد آية طويلة مثل آية الدَّين، أو بآية تكون بقدر أقصر سورة فإن الإعجاز حاصل فيها، والمسألة محل خلاف بين أهل العلم.
قال -رحمه الله-:
والسورة الطائفة المترجمة توقيفًا، وأقلها ثلاث آيات.
السورة هي الطائفة المترجمة، مترجمة يعني التي لها اسم خاص، يعني ما نسميه نحن بالعنوان مثلاً، عنوان كتاب، عنوان مقال، عنوان بحث، عنوان كذا، بالنسبة لسور القرآن، قال: اسم السورة مترجمة، يعني أن لها اسمًا يخصها.
يقول: توقيفًا يعني أن هذا الاسم توقيفي يعني الفرق بين التوفيقي والتوقيفي، التوقيفي بمعنى أنه من قبل الشارع لا يدخل فيه اجتهاد أحد، لا أحد يسميها من عند نفسه، وإنما تلقي هذا الاسم من الوحي، النبي ﷺ أخبرهم أنها بهذا الاسم، لكن من الناحية الواقعية هل هذا مضطرد؟ لو نظرنا إلى الأشياء الأسماء التي تذكر للسور من هذه الأسماء ما هو بتوقيف لكن الصحابة أطلقوا أسماء على بعض السور لا نعلم أنهم تلقوها عن رسول الله ﷺ، فحذيفة بن اليمان سمى سورة التوبة بالفاضحة، وسماها بسورة العذاب[4].
وسفيان بن عيينة سمى سورة الفاتحة بالوافية[5]، وسماها يحيى بن أبي كثير بالكافية[6]؛ لأنها تكفي عن غيرها، وغيرها لا يكفي عنها، وبعضهم سماها بالكنز، مع أنها يعني نستطيع أن نناقش هذه الأشياء قد نقول: إن بعض هذه الأشياء التي تذكر من قبيل الأوصاف وليست من قبيل الأسماء، لكن يبقى هل كل ما يذكر هو من قبيل الأوصاف؟! السيوطي جمع للفاتحة خمسة وعشرين اسمًا[7]، ولبراءة أربعة عشر اسمًا[8]، هل كل هذه بتوقيف؟
الجواب: لا، قوله: بأن السورة هي الطائفة المترجمة يعني التي سميت باسم خاص توقيفًا، يعني هذا الاسم تلقي من النبي ﷺ ليس كل ما يذكر من الأسماء كذلك، والله تعالى أعلم.
يقول: "السورة الطائفة المترجمة توقيفًا وأقلها ثلاث آيات!" أقلها ثلاث آيات باعتبار الاستقراء، استقراءنا سور القرآن فوجدنا أن أقل هذا بالنظر إلى أن البسملة ليست آية من السورة، فإذا قلنا: إن البسملة آية من السورة فإنه يكون أقصر سورة أربع آيات، والسورة فيها لغتان: لغة قريش، وهي لغة أكثر العرب، أيضًا بدون همز سورة، وتجمع على سور، ويقال: سُورات، وسُوَرَات بالضم ثم فتحتين؛ هذه اللغة الفاشية، لغة أكثر العرب من أين أخذت؟
بعضهم يقول: من معنى الإبانة؛ لأنها بائنة من غيرها، أو بائنة عن غيرها من السور.
وبعضهم يقول: سورة مأخوذة من معنى الارتفاع أو الإحاطة، باعتبار أن السور مرتفع مثل سور البلد، ويحيط أيضًا بما داخلها من البنيان، فهذه السورة؛ لأنها لها منزلة رفيعة.
ألم ترى أن الله أعطاك سورة | ترى كل ملك دونها يتذبذب[9] |
هذا يمدح ملك من الملوك قال الله أعطاك منزلة ترى الملوك تنحدر دونها لا تصل إليها.
وبعضهم يقول: من معنى التمام، باعتبار أنها تامة منفصلة عن السور الأخرى تمثل يعني وحدة مستقلة.
أما بالهمز يقال: سؤرة هذه لغة تميم، وتجمع على سُؤر، وأصلها بمعنى القطع أو البقية من الشيء، سؤر الطعام يعني البقية منه.
واصطلاحًا يمكن أن يقال: بأن السورة هي قطعة من كلام الله تعالى، بعض من كلام الله -تبارك وتعالى- في كتابه ذات بداية ونهاية معروفة، تشتمل على ثلاث آيات فأكثر، بناء على ما سبق أن أقل السورة ثلاث آيات، وأن البسملة ليست آية من السورة، هذا بالنسبة للسورة.
قال -رحمه الله-:
والآية طائفة من كلمات القرآن متميزة بفصل.
"الآية طائفة من كلمات القرآن متميزة بفصل"، متميز بفصل يعني آخر الآية التي يسمونه الفاصلة، أواخر الآيات يقال لها: فواصل؛ كما يقال لأواخر الأبيات في الشعر: القوافي، ففي القرآن يقال لها: فاصلة، فالآية في كلام العرب تأتي لمعنيين:
الأول: العلامة آية: إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ [البقرة: 248] يعني علامة ملكه، ومنه قول النابغة:
توهمت آيات لها فعرفتها | لستة أعوام وذا العام سابع[10] |
توهمت آيات يعني علامات الدار دار محبوبته!
توهمت آيات لها فعرفتها فهي بمعنى العلامة! بعضهم يقول: قيل لها ذلك آيات القرآن باعتبار أنها علامة لانقطاع كلام من كلام، يعني أنها نهاية تفصل هذه الوحدة عما بعدها، هذه آية وهذه آية.
وبعضهم يقول: قيل لها آية؛ لأنها دليل أو علامة صدق من جاء بها، وأنها من عند الله -تبارك وتعالى-.
وتأتي بمعنى الجماعة، ومن ذلك قول برج بن مسهر:
خرجنا من النقبين لا حي مثلنا | بآيتنا نزجي اللقاح المطافل[11] |
الثاني: الجماعة: بآياتنا يعني بجماعتنا، تقول: جاءوا بآيتهم يعني بجماعتهم (جاء القوم بآيتهم) جاءوا جميعًا يعني، ويمكن أن يكون قيل لها ذلك باعتبار أن هذه الآية تتكون من مجموعة من الكلمات مثلاً.
وأما في الاصطلاح: فهي قطعة من كلام الله تعالى في القرآن ذات بداية ونهاية منفصلة عما قبلها، وعما بعدها، مندرجة تحت سورة من سور القرآن، تعريف يقربها، ولا حاجة للتكلف في هذا، والتطويل فيه، والله أعلم.
قال -رحمه الله-:
ثم منه فاضل وهو كلام الله في الله، ومفضول وهو كلامه تعالى في غيره.
منه فاضل: يعني من القرآن؛ لأن القرآن يتفاوت، فبعض القرآن أفضل من بعض، وهذا الذي عليه عامة أهل العلم، وهو المقرر عند أهل السنة والجماعة، القرآن متفاضل.
يقول: "وهو كلام الله في الله" يعني أن الفاضل هو كلام الله في الله، يعني أن الفاضل هو كلام الله في الله مثل: اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران:2]، مثل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ [الإخلاص:1-2]، فالآيات التي تتحدث عن الله وأسماءه وصفاته أجل وأشرف وأفضل من الآيات التي تتحدث عن موضوعات أخرى، تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ [المسد:1].
يقول: "ومفضول وهو كلامه تعالى في غيره" لاحظت! تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ [المسد:1]، هل هي مثل قول قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ؟!
الجواب: لا، ولا يشكل على هذا أو لا يتوهم أحد أنه حينما نقول: إن بعضه أفضل من بعض أن المفضول ناقص؛ أبدًا فكلام الله كله قد بلغ الكمال في فصاحته، وبلاغته، وإعجازه، فهو كلام رب العالمين، لكن كلام الله يتفاضل ويتفاوت لا من جهة الفصاحة والبلاغة والإعجاز، وإنما من جهة متعلقه، الآيات التي تتعلق بأسماء الله وصفاته أعظم من الآيات التي تتعلق بصفات الكافرين مثلاً، صفات أهل النار، فرق بين هذا وهذا، وإلا فالقرآن كله كامل.
ومما يدل على هذا المعنى أن القرآن يتفاضل الحديث الذي أخرجه البخاري حديث أبي سعيد بن المعلى ، أن النبي ﷺ قال له: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن! وقال: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2][12]، فهي أعظم سورة قال: هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته[13] أعظم سورة.
والحديث الآخر الذي خرجه مسلم في صحيحه حديث أُبي بن كعب لما قال له النبي ﷺ: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟!، قال: قلت الله ورسوله أعلم! قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية أعظم من كتاب الله؟، قال: قلت: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] آية الكرسي! قال فضرب بصدري، وقال: ليهنِك العلم أبا المنذر[14]، كأنه يقول له هنيئا لك بالعلم، استطعت أن تصل إلى هذا المعنى، فهذا آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله -تبارك وتعالى-، وسورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] تعدل ثلث القرآن[15]، فالقرآن يتفاضل.
قال -رحمه الله-:
وتحرم قراءته بالعجمية وبالمعنى، وتفسيره بالرأي، لا تأويله.
تحرم قراءته بالعجمية، والعجمية هي كل لغة سوى العربية، يقال لها: عجمية، لا يمكن أن يترجم القرآن ترجمة حرفية إلى لغة أخرى، ليس القرآن فقط بل كلامنا هذا يستحيل أن يترجم ترجمة حرفية، لا يمكن، إنما الذي يترجم هو المعنى، فالمترجم يفهم المعنى ثم ينقله إلى اللغة الأخرى بحسب فهمه، هذا فهم قضية أخرى. الآن حينما مثلاً يقول الله : وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ [الأنعام:3] ماذا يفهم هذا المترجم من هذه الآية؟ قد يقول بأن الله -جل جلاله تعالى وتقدس- بأنه في السماوات وفي الأرض بذاته وينقل هذا المعنى، وهذا يوجد للأسف في بعض الترجمات، ولذلك تجد من يحمل عقيدة أشعرية يترجم بحسب فهمه، وكيف يفسر ثم: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طـه:5] يقول: استولى! فينقل ذلك إلى اللغة الأخرى، لكن هل يمكن أن يترجم ترجمة حرفية؟
لا يمكن؛ لأنه أولاً لا يمكن أن توجد لفظة تكافئ لفظة من كل وجه، حتى لو فرض أنه وجد في بعض الألفاظ فإنه لم يجد في باقي الألفاظ، يكافئها من كل وجه بحيث أنها تدل على معانيها الأصلية، والمعاني الخادمة التكميلية ما يمكن، لو أراد أن ينقل ذلك باللغة العربية لن يستطيع وإنما هو ينقل المعنى الذي فهمه، ولو أراد أن يترجم بترجمة حرفية أيضًا فإنه سيضيع معاني القرآن، تصور لو أن الإنسان، يريد أن يترجم قول الله -تبارك وتعالى- مثلاً ترجمة حرفية: وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ [الإسراء:29] ماذا سيقول؟
سيفسد المعنى لو ترجمها ترجمة حرفية، فالترجمة الحرفية متعذرة من الناحية الواقعية العملية، ولا تجوز من الناحية الشرعية؛ لأنها ستفسد المعاني، الكلام هنا في قراءته بالعجمية الذي سيقرأ بالعجمية إذن ما هو؟ هل هو القرآن أو التفسير؟ فالمترجم في الواقع نقل المعنى إلى لغة أخرى فهمه، ثم نقله عبر عنه بلغة أخرى فيكون الذي يقرأ هو ذلك التفسير بتلك اللغة الأعجمية، وعرفنا أن الأعجمية كل لغة تخالف العربية، فكل ما سوى العربية يقال له: أعجمي فالذي نقل هو المعنى الآن عبر عنه بتلك اللغة، فما قرأ هذا الإنسان القرآن، وهذا باتفاق العلماء أنه يحرم قراءته بالعجمية إلا بعض ما نقل في بعض النقولات في كتب الأحناف مثلاً في "بدائع الصنائع" للكاساني يقول: "يجوز للمصلي أن يقرأ الفاتحة بالفارسية سواء كان يحسن العربية أم لا"[16]، ونقل ذلك عن أبي حنيفة، وأبو يوسف ومحمد بن حسن الشيباني -رحمهم الله- يقول: "إذا كان يحسن العربية لا يجوز، وأن كان لا يحسن فإنه يجوز بالفارسية"، قالوا بالفارسية عندهم دليل أو أثر أن سلمان الفارسي ترجم الفاتحة إلى الفارسية[17]، وهذا لا يصح من جهة الإسناد، وما بني عليه فهو غير صحيح.
والسرَخْسِي صاحب المبسوط يقول: "إذا قرأ في صلاته بالفارسية جاز عند أبي حنيفة ويكره"[18]، وكتاب "بدائع الصنائع"، وكتاب "المبسوط" للسرخسي من الكتب المعتمدة في المذهب، يقولون بهذا، ويصرحون به، وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول: بأن أبا حنيفة -رحمه الله- رجع عن هذا القول[19]، وسواء رجع عنه أو لم يرجع عنه، لا يمكن لمن قرأ لا بالفارسية، ولا بغير الفارسية من الترجمات أن يكون قد قرأ القرآن، ومن ثم فإنه لا يجوز أن يقرأ الترجمة! فالذي لا يعرف العربية لا يستطيع أن يحفظ الفاتحة نقول له ماذا تحفظ؟
تحفظ شيء من القرآن لو آية! أقرأ ما تيسر، لا يعرف فإنه كما ثبت عن النبي ﷺ[20] يمكن أن يقول بعض الأذكار، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
يقول: "تحرم قراءته بالعجمية، وبالمعنى!" وبالمعنى يعني بالعربية، أو بالترجمة التي يسمونها التفسيرية إلى لغة أخرى، يعني ليست ترجمة حرفية، لكن بالمعنى لو أن أحدًا لم يتقيد بألفاظ القرآن بالعربي وصار يبدل كلمة بكلمة ويحذف كلمة أحيانًا أو حرفًا أو نحو ذلك، ويقول: قال الله فيما معناه فهذا لا يجوز، القرآن يجب أن يؤديه كما هو من غير زيادة ولا نقصان، ولا يبدل لفظه بلفظة، فلا يجوز القراءة بالمعنى.
يقول: "وتفسيره بالرأي، لا تأويله"، معناه أنه يحرم تفسيره بالرأي لا تأويله، يعني أن التأويل جائز بالرأي، والتفسير لا يجوز لماذا فرق هذا التفريق؟ لماذا يقول: يحرم تفسيره بالرأي لا تأويله؟
قال ذلك بناء على التفريق الذي مشى عليه بعضهم بين التفسير والتأويل، على هذا الذي مشى عليه المؤلف يكون قد اعتمد تفريق من فرق بين التأويل والتفسير، قالوا: التفسير هو ما يحصل به القطع على مراد الله تعالى، وهذا لا يكون إلا بالرواية أنك تقول: مراد الله من هذه الآية هو كذا! هذا يكون بالرواية ولا يكون بالدراية، لا يكون بالفهم والاجتهاد! فالتفسير يكون من جهة الرواية؛ لأنه يقطع ويشهد أن الله أراد بهذه الآية، أو بهذه الجملة، أو هذه اللفظة كذا! وقالوا هذا لا يمكن أن يكون إلا عن طريق النقل والرواية لا نستطيع أن نجزم لئلا نقول على الله بلا علم؟
والتأويل قالوا: يكون بالاجتهاد لا نقطع ولا نجزم بأن هذا هو مراد، إنما بترجيح أحد المحتملات اللفظ يحتمل أكثر من معنى مثلاً دون أن نقطع أو نشهد على أنه مراد الله فهذا يغتفر ويتسامح فيه قد يخطأ الإنسان وقد يصيب هذا يسمونه تأويل، على هذا التفريق يقول: يحرم التفسير بالرأي، ويجوز التأويل، بمعنى أنك لا تزعم أن اجتهادك هو مراد الله أو ما توصلت إليه باجتهادك وفهمك أنه هو مراد الله هذا لا يكون، كيف تجترئ على هذا الجزم؟!! إنما يكون ذلك بطريق يتلقى بطريق الرواية، أما الأشياء التي تحتمل فهذه يدخلها الاجتهاد ولا نجزم أن هذا هو مراد الله، لكن نقول: بأن هذا مما تحتمله الآية هذا على هذا التفريق، والأقرب -والله تعالى أعلم- أن التأويل يأتي بمعنى التفسير: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ [آل عمران: 7]، قال ابن عباس : "أنا ممن يعلم تأويله"[21]! يعني تفسيره.
فعلى هذا الاعتبار يكون لا فرق بين التأويل والتفسير، تأويل الكلام بمعنى تفسير الكلام، تأويل الرؤيا بمعنى تفسير وتعبير الرؤيا.
ويأتي التأويل لمعنى آخر وهو ما يؤل إليه الشيء في ثاني حال، فإذا كان خبرًا فبوقوع المخبر: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ [الأعراف:53]، يعني ما أخبر القرآن عنه من القيامة وأهوالها، والعذاب والنار، وما أشبه ذلك.
وتأويل الأمر بفعل المأمور كما في حديث عائشة -رضي الله عنها- كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده ﷺ: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، يتأول القرآن[22].
امتثل؛ لأن الله قال: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر:1-3] فصار يمتثل يتأول القرآن.
وتأويل الرؤيا يأتي بمعنى تحقق الوقوع هذا المعنى الثاني ما يؤل إليه الشيء في ثاني حال، يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا [يوسف:100]، لما رأى أبويه مع أخوته قد خروا له سجدًا، هذان معنيان للتأويل.
فعلى هذا إذا قلنا: التأويل بمعنى التفسير على المعنى الأول هل يحرم تأويله أو تفسيره بالرأي والاجتهاد؟
الجواب: لا، إذا كان هذا الاجتهاد قد بني على أصول صحيحة، وهذا الإنسان الذي اجتهد عنده ما يؤهله للفهم فهذا التفسير بالاجتهاد، التفسير بالرأي لا إشكال فيه إذا روعي فيه ما يطلب بالتفسير.
وأما التأويل بمعنى الكلام على حقائق الأمور الغيبية فإن هذا لا يعلمه إلا الله وهنا يأتي الوقف في آية آل عمران: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران:7] يعني كنه وحقائق الأمور الغيبية التي لم نطلع عليها، -والله تعالى أعلم-.
فكلامه مبني على هذا التفريق الذي ذكرته آنفًا، التأويل يرجع إلى الاستنباط، والتفسير يرجع إلى النقل بأنه يشهد ويقطع أنه هذا هو مراد الله ولهذا يقول: لا يجوز بالرأي والاجتهاد، بخلاف التأويل، التفسير مبناه على القطع، والتأويل على الاجتهاد، وهذا التفريق قد لا يسلم به، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
- انظر: الإتقان في علوم القرآن (1/17).
- الإتقان في علوم القرآن (1/19).
- انظر: الإتقان في علوم القرآن (1/27).
- انظر: البرهان في علوم القرآن (1/269)، والبرهان في علوم القرآن (1/269).
- الإتقان في علوم القرآن (1/190).
- انظر: الإتقان في علوم القرآن (1/190).
- الإتقان في علوم القرآن (1/187)، والبرهان في علوم القرآن (1/269).
- الإتقان في علوم القرآن (1/192).
- ديوان النابغة الذبياني (18 ق. هـ) (ص: 73).
- ديوان النابغة الذبياني (ص: 30).
- ورد البيت في "إصلاح المنطق" (ص: 304)، "الزاهر" (1/ 172)، "الدر المصون" (1/ 308).
- أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب ما جاء في فاتحة الكتاب، برقم (4474)، وبرقم (4703)، كتاب تفسير القرآن، باب قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآنَ العَظِيمَ} [الحجر:87]، وبرقم (5006)، كتاب فضائل القرآن، باب فضل فاتحة الكتاب.
- البخاري، باب ما جاء في فاتحة الكتاب، باب ما جاء في فاتحة الكتاب، برقم (4474)، وبرقم (5006)، كتاب فضائل القرآن، باب فضل فاتحة الكتاب.
- أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل سورة الكهف، وآية الكرسي، برقم (810).
- أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب فضل قل هو الله أحد، برقم (5015)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة قل هو الله أحد، برقم (811).
- بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (1/113).
- المبسوط للسرخسي (1/37).
- المبسوط للسرخسي (1/37).
- انظر: اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (1/520).
- أخرجه الترمذي، بلفظ: ((إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله، ثم تشهد فأقم أيضا، فإن كان معك قرآن فاقرأ، وإلا فاحمد الله وكبره وهلله، ثم اركع فاطمئن راكعا))، أبواب الصلاة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، باب ما جاء في وصف الصلاة، برقم (302)، والنسائي في الكبرى، برقم (1631)، والبيهقي في السنن الكبرى برقم (3977)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (740).
- تفسير الطبري (جامع البيان) ت شاكر (6/203)، والإتقان في علوم القرآن (3/6)، وروي عن مجاهد كما في تفسير البغوي (2/10).
- أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب التسبيح والدعاء في السجود، برقم (817)، ومسلم، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، برقم (484).