الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
"كتاب: آداب السفر.
باب: ما يقول إذا رجع وإذا رأى بلدته.
فيه حديث ابن عمر السابق في باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا".
يعني: أنه يقول حينما يرجع: آيبون تائبون... الحديث.
"وعن أنس قال: أقبلنا مع النبي ﷺ، حتى إذا كنا بظهر المدينة قال: آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة[1]. رواه مسلم".
قوله: "حتى إذا كنا بظهر المدينة" يعني: في محل تظهر فيه، يعني على مقربة منها.
"قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة، رواه مسلم".
وهذا حينما قدم ﷺ من خيبر، وخيبر تقع شمال المدينة، ومعلوم أن من جاء إلى المدينة من الناحية الشمالية، فإنه يرى المدينة من بعد؛ لأنه يأتي من ناحية مرتفعة، فتظهر له المدينة.
فقال ﷺ: آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون وقد شرحت هذه الألفاظ.
قال: "ولم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة" وهذا فيه مشروعية التكرار والترديد لمثل هذه الجملة، إذا قرب من بلدته ومحله الذي هو محل إقامته، يردد ذلك.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
- أخرجه مسلم في كتاب الحج، باب ما يقول إذا قفل من سفر الحج وغيره برقم (1345).