الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.
أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،
سنُواصل الحديث عمَّا جاء من الذكر بعد الصَّلاة من التَّسبيح، والتَّحميد، والتَّكبير ثلاثًا وثلاثين، ويقول تمام المئة: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير[1].
تكلمنا عن معاني هذه الجُمل، وقلنا بأنَّ قوله: سبحان الله بمعنى: التَّنزيه لله -تبارك وتعالى-، وأنَّ الحمدَ لله بمعنى: إضافة صفات الكمال والمحامد له ، وأنَّ التَّكبير "الله أكبر" يعني: هذا فيه إثبات عظمته، فالتَّكبير بمعنى: التَّعظيم وزيادة، وكلّ هذا جاء مُفصَّلاً في مناسباتٍ أخرى، فالله -تبارك وتعالى- أكبر من كلِّ شيءٍ في ذاته، وفي قدره، وفي عزَّته، وجلاله، وصفاته، وأفعاله.
بقي أن نُشير إلى بعض القضايا والمسائل:
فمن ذلك: أنَّ هذا التَّكبير جاء في مواضع شرع الله -تبارك وتعالى- أن يُكبّر فيها، وهذا جاء في القرآن، وجاء في سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم-، فمن ذلك: بعد إكمال العدّة من صيام شهر رمضان، فلمَّا ذكر الله -تبارك وتعالى- الآيات -آيات الصِّيام في سورة البقرة- قال: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185]، هذا تكبيرٌ شرعه الله -تبارك وتعالى- في آخر الشَّهر عند انقضائه إذا ظهر هلالُ شوال، وهذا مشروعٌ في ليلة العيد، وفي صبيحة يوم العيد إلى أن يخرج الإمامُ.
وكذلك عند ذبح الأنساك في الحجِّ: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ [الحج:37].
وهكذا عند الصَّلاة، فنحن نفتتحها بقول: "الله أكبر"، وفي كل انتقالٍ نقول: "الله أكبر"، وسبق الكلامُ عمَّا يتضمّنه ذلك من المعاني والهدايات، وما ينبغي أن يكون عليه حالُ العبد من الانصراف بالوساوس والخواطر، فلا يلتفت إلى شيءٍ حينما يكون صافًّا بين يدي الله يُناجيه، فإنَّه أكبر من كل شيءٍ، فكيف يتوجّه الذهنُ ويشتغل بغيره؟!
وهكذا أيضًا في الأذان، في أوَّله وآخره، كذلك في الإقامة، وذكرنا ما في ضمن ذلك مما ينبغي على العبد أيضًا: أنَّه إذا سمع "الله أكبر" فإنَّه يترك ما بيده، ويتوجّه إلى المسجد مُجيبًا لهذا النِّداء؛ لأنَّه لن ينشغل بشيءٍ أعظم من ذلك، فالله أكبر.
وكذلك أيضًا عند الشُّروع في الطَّواف، وإذا حاذى الحجر الأسود فإنَّه يُكبر في كل شوطٍ، بمنزلة التَّكبيرات بصلاته في كل انتقالٍ فيها، وهكذا عند الصَّفا والمروة، والسَّعي بينهما.
وكذلك أيضًا عند ركوب الدَّابة في السَّفر، وإذا ارتفع في سفره على مكانٍ من علو الأرض فإنَّه يُكبر الله -تبارك وتعالى-.
وهكذا عند رمي الجمار في الحجِّ، وفي عشر ذي الحجّة، كما هو معلومٌ أيضًا، وأيام التَّشريق، وكذلك أيضًا بعد الفريضة -وهو ما نحن فيه-، هذا بالإضافة إلى ما يكون من ذكرٍ عند النوم، أو ما يقوله إذا تعارّ من الليل، وقد مضى الكلامُ على ذلك في بعض المناسبات.
فهذا وغيره يدلّ على أهمية التَّكبير ومنزلته، وهذا أقوله توطئةً لما سيأتي الكلامُ عليه في المفاضلات.
هذا التَّكبير في هذه المواطن: في عشر ذي الحجّة، وفي ليلة العيد؛ آخر شهر رمضان، وما أشبه ذلك، ما سرّه؟ ما عِلَّته؟
ذكر شيخُ الإسلام[2] -رحمه الله- أنَّ ذلك يُبين أنَّ التكبير مشروعٌ في هذه المواضع الكِبار؛ لكثرة الجمع، كما في الأعياد، والحجّ، أو لعظمة الفعل، أو لقوة الحال، أو نحو ذلك من الأمور الكبيرة؛ عظمة الفعل، عظمة الفعل عند الذَّبح، الدخول في الصلاة، ونحو هذا؛ ليُبين أنَّ الله أكبر، ويستولي كبرياؤه على القلوب، فهذه الأمور الكِبار لا تكون مستوليةً عليه، بل يكون ذكرُ الله -تبارك وتعالى- وكِبرياؤه يملأ قلبَه، فيكون الدِّينُ كلّه لله، ويكون العبادُ له مُكبرين، فيحصل لهم مقصودان:
مقصود العبادة بتكبير قلوبهم لله.
ومقصود الاستعانة بانقياد الطالب لكبريائه.
يعني: يكون مُتعبدًا بهذا التَّكبير من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى يكون قلبُه خاضعًا لربِّه -تبارك وتعالى-، فلا تستولي عليه رؤيةُ الجيوش مثلاً: جيوش الكفَّار، جيوش الأعداء، ونحو ذلك، لربما يمتلئ قلبُه من خوفهم، أو نحو ذلك، وإنما يكون "الله أكبر" في أحواله كلِّها.
والحافظ ابن القيّم -رحمه الله- تكلّم عن سرِّ التَّكبير عند الدُّخول في الصَّلاة، فذكر معنًى لطيفًا، وهو أنَّه: "لما كان المصلِّي قد تخلَّى عن الشَّواغل، وقطع جميع العلائق، وتطهر، وأخذ زينتَه، وتهيَّأ للدخول على الله تعالى ومُناجاته؛ شُرع له أن يدخل دخولَ العبيد على الملوك، فيدخل بالتَّعظيم والإجلال، فشرع له أبلغ لفظٍ يدلّ على هذا المعنى، فيدخل بالتَّعظيم فيقول: "الله أكبر"، فهذا اللَّفظ فيه من التَّعظيم ما فيه"[3].
كذلك فإنَّ العبد إذا وقف بين يدي ربِّه -تبارك وتعالى-، وقد علم أن لا شيءَ أكبر منه، وتحقق قلبُه ذلك، وأشربه سرّه؛ استحيا من الله، ومنعه وقاره وكِبرياؤه أن ينشغل قلبُه بغيره، وما لم يستحضر هذا المعنى فهو واقفٌ بين يديه بجسمه، وقلبُه يهيم في أودية الوساوس والخطرات -والله المستعان-.
فلو كان الله أكبر من كل شيءٍ في قلب هذا لما اشتغل عنه بصرف كُلية قلبه إلى غيره، كما أنَّ الواقفَ بين يدي الملك المخلوق لما لم يكن في قلبه أعظمُ منه لم يشغل قلبَه بغيره، ولم يصرفه عنه صارفٌ.
وهذا قد مضى الكلامُ عليه، وأنَّ الإنسان إذا كان بين يدي عظيمٍ من أهل الدنيا فإنَّه يكون في غاية التَّأدب والاشتغال بما ينبغي أن يكون عليه بحضرته، دون أن ينصرف قلبُه إلى مكانٍ آخر.
مسألة: ما الذي نُقدّمه من هذه الكلمات؟
قلنا: "سبحان الله"، و"الحمد لله"، و"الله أكبر"، ويقول تمام المئة: "لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له .." إلى آخره، وأنَّه جاء في بعض الأحاديث الصَّحيحة: أنَّه يقول خمسًا وعشرين كل واحدةٍ من هذه الأربع[4]، فما الذي يبدأ به؟ ماذا يُقدّم؟ هل يُقدّم التَّسبيح، أو يُقدّم التَّكبير، أو يُقدّم التَّحميد؟
أكثر الرِّوايات على تقديم التَّسبيح على التَّحميد، وتأخير التَّكبير، هكذا: "سبحان الله، الحمد لله، والله أكبر"، فهذا في أكثر الرِّوايات، لكنَّه ليس بلازمٍ؛ لأنَّه جاء في بعض الرِّوايات على غير هذا النَّسق، بل إنَّه ثبت عن النبي ﷺ، كما في حديث سمرة -رضي الله تعالى عنه-: أنَّ النبي ﷺ قال: أفضل الكلام أربعٌ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر[5].
وفي روايةٍ: أحبُّ الكلام إلى الله أربعٌ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ[6]. رواه مسلم.
فهذا نصٌّ صريحٌ بأنَّ الترتيبَ ليس بلازمٍ، ولكن أهل العلم نظروا في الترتيب إلى كون الأفضل أن يبدأ بالتَّسبيح، ثم التَّحميد، ثم يكون التَّكبير بعد ذلك، نظروا إلى أمرين:
الأمر الأول: إلى الرِّوايات، فقالوا: إنَّ أكثر الرِّوايات على هذا الترتيب، فجعلوه مُرجِّحًا.
الأمر الثاني: نظروا إلى المعنى، ما تضمّنته هذه الجُمَل والألفاظ، فقالوا: إنَّ النظر في ذلك يقتضي تقديم التَّسبيح على التَّحميد، ثم يكون التَّكبير بعد ذلك.
قالوا: يبدأ بالتَّسبيح؛ لتضمّنه لنفي النَّقائص عن الله -تبارك وتعالى-، فهو تنزيهٌ يبدأ به أولاً، ثم التَّحميد؛ لتضمّنه إثبات الكمال لله ؛ لأنَّه لا يلزم من نفي النَّقائص إثبات الكمال، فالأول: نفي النَّقائص، والثاني: إثبات الكمال، ثم يأتي التَّكبير؛ لأنَّه -كما قالوا- لا يلزم من إثبات الكمال ولا نفي النَّقائص ألا يكون هناك كبيرٌ آخر، يعني: نفيتَ عنه النَّقائص، أثبت له الكمال، هذا لا يمنع من وجود كبيرٍ آخر، فهنا تقول: "الله أكبر"، فهو مُنَزَّهٌ وموصوفٌ بصفات الكمال، وهو أكبر من كل كبيرٍ؛ أكبر من كل كاملٍ بحسب الكمالات اللَّائقة بالمخلوقين، أمَّا الله -تبارك وتعالى- فله الكمال المطلق.
فإذا رأيتَ مَن تظنّ أنَّه قد كمل في الكرم، أو قد كمل في قوته، أو كمل في علمه، أو كمل في غير ذلك من الأوصاف: الغنى، أو نحو ذلك، فالله أكبر، مَن تظنّ أنَّه قد كمل في الإحسان فالله أكبر من هذا.
ومن ثم فإنَّ القلبَ يُعظِّم الله ، ولا يتعاظم مخلوقًا فيمتلئ القلبُ من محبَّته، أو الخوف منه، أو رجائه، أو نحو هذا، وإنما يكون القلبُ دائمًا مُتوجِّهًا إلى الله -تبارك وتعالى-، وهذه هي التربية على التوحيد حقيقةً، هذا هو التوحيد الذي يملأ القلب، فلا يُزاحم خوفَ الله، ولا محبَّته، ولا رجاءه، ولا تعظيمه شيءٌ ألبتة.
ثم يختم بالتَّهليل الدالّ على انفراده تعالى بجميع ذلك، يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له.
هذا الحديث الذي بين أيدينا الذي نحن نشرحه، هو قوله ﷺ: مَن سبَّح الله في دُبر كل صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعةٌ وتسعون، وقال تمام المئة: لا إله إلا الله .. إلى آخره.
فهنا قوله ﷺ: مَن سبَّح الله في دُبر كل صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين ظاهره أنَّه في العدِّ يقول: "سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله" حتى يبلغ هذا العدد، فإذا كمله قال: "الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله" حتى يكمل أيضًا هذا العدد، هذا ظاهر الحديث، لكن لو أنَّه قال: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، إذا كان يُريد أن يقول كلَّ واحدةٍ خمسًا وعشرين، أو يقول: "سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر. سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر. سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر"، هكذا يجمع بينها في العدِّ حتى يبلغ ثلاثًا وثلاثين، لا يُفرد كلَّ واحدةٍ، فهذا أيضًا لا إشكالَ فيه، وهذا قد يُفهم من بعض ما جاء عن النبي ﷺ، كما في حديث سمرة -رضي الله تعالى عنه-: أفضل الكلام أربعٌ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
وكذلك لما قال النبيُّ ﷺ، كما في حديث أبي هريرة لما اشتكى الفُقراء وقالوا: ذهب أهلُ الدُّثور بالأجور[7]. فعلَّمهم النبيُّ ﷺ هذا الذكر الذي يقولونه بعد الصَّلاة؛ أن يقولوا دُبر كلِّ صلاةٍ هذا الذكر.
فالإتيان فيه بواو العطف، و"سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر" هذا يُشعر بأنَّه يقول ذلك يجمعه، ثم بعد ذلك حتى يُكرر، حتى يأتي بهذا العدد. هذا رجَّحه بعضُ أهل العلم: كالقاضي عياض[8] -رحمه الله-، والحافظ ابن حجر[9] قال: "الذي يظهر أنَّ كلَّ واحدٍ من الأمرين حسنٌ، ولا إشكالَ فيه"، لكنَّه قال: "يتميز الإفرادُ بأنَّ الذكر يحتاج إلى عددٍ أكثر"، يعني: يعقد أكثر إذا قال: "سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله".
لاحظوا، غير لما يقول: "سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر. سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر. سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر"، قالوا: هذه الطَّريقة حين يجمع يكون أقلّ في العدد، فيكون عمله وعقده في يمينه بالأنامل، كما قال النبيُّ ﷺ: واعقدن بالأنامل؛ فإنهنَّ مُستنطقات[10]، تشهد له يوم القيامة.
فإذا كان العدُّ أكثر كانت حسناتُه وأجره أوفى وأعظم، فقالوا: هذه الطَّريقة فيها مزيّة، وهي ما ذُكِرَ، فالحافظ ابن حجر[11] يقول: إذا كان يجمعها "سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر"، يحصل له ثلث العدِّ فقط، يعني: في حركة الأصابع، والأمر في هذا يسيرٌ، وينظر فيما هو أدعى لضبطه العدد، وما هو أدعى لحضور القلب، فإنَّ هذا يُقدّم على ما ذكره الحافظُ ابن حجر -رحمه الله.
فإذا استوى ذلك، فله أن يعتبر بالعدد والنَّظر إلى عقد الأنامل، أو ينظر إلى الترتيب في المعنى؛ فيأتي بالتَّسبيح أولاً، ثم التَّحميد، ثم التَّكبير، إذا كان يعقل ذلك، وإلا فإنَّ أكثر الناس لا يتفطنون له، ولا يدرون ما تحت هذه الألفاظ من المعاني والهدايات، فضلاً عن أنَّ هذا جاء بعد هذا؛ لأنَّه يكون هذا تنزيهًا، ثم بعد ذلك صفات الكمال، ثم بعد ذلك هو أكبر من كل كبيرٍ، ونحو هذا، لكن حديث أبي هريرة: أنَّهم يُسبِّحون، ويحمدون، ويُكبِّرون دُبر كل صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، هكذا فهم منه بعضُ أهل العلم: "سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر"، هكذا يجمعها، ولكن حديث الباب كأنَّه في ظاهره يدلّ على أنَّه يُفرد كلَّ واحدةٍ، وقول النبي ﷺ: لا يضرّ بأيِّهنَّ بدأتَ أيضًا.
فصارت عندنا قضيّتان:
القضيَّة الأولى: كيف يُرتِّبها؟
القضية الأخرى، وهي: هل يُفرد كلَّ واحدةٍ بالعدِّ حتى ينتهي إلى العدد المحدد، أو أنَّه يذكرها مُرتَّبةً، أو غير مُرتَّبةٍ، مجموعة، حتى ينتهي العدد؟
مسألتان، واضحٌ هذا؟
الأولى: هل يبدأ بالتَّسبيح، ثم الحمد، ثم التَّكبير؟ هذه المسألة الأولى.
المسألة الثانية: هل يُفرد "سبحان الله"؟ إذا قلنا: يبدأ بها فيقول ذلك ثلاثًا وثلاثين، فإذا انتهى قال: "الحمد لله" ثلاثًا وثلاثين، ثم بعد ذلك يقول: "الله أكبر" ثلاثًا وثلاثين، أو أنَّه يقول: "سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر"، يعدّ ثلاثًا وثلاثين مرَّة بهذه الطَّريقة في الجمع.
بقي الكلامُ على بعض المفاضلات بين هذه الألفاظ، سيأتي الحديثُ عنها، إن شاء الله لاحقًا.
وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينفعنا وإيَّاكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هُداةً مُهتدين، والله أعلم.
- أخرجه مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة، باب استحباب الذكر بعد الصَّلاة وبيان صفته، برقم (597).
- انظر: "مجموع الفتاوى" (22/397)، و(24/229).
- "بدائع الفوائد" (2/195).
- أخرجه النَّسائي: كتاب السَّهو، نوعٌ آخر من عدد التَّسبيح، برقم (1351)، وصححه الأثيوبي في "ذخيرة العُقبى في شرح المجتبى" (15/411).
- ذكره البخاري مُعلَّقًا في "صحيحه" (8/138): كتاب الأيمان والنُّذور، باب إذا قال: "والله لا أتكلم اليوم"، فصلَّى، أو قرأ، أو سبَّح، أو كبَّر، أو حمد، أو هلل، فهو على نيَّته.
- أخرجه مسلم: كتاب الآداب، باب كراهة التَّسمية بالأسماء القبيحة وبنافع ونحوه، برقم (2137).
- أخرجه مسلم: كتاب الزكاة، باب بيان أنَّ اسم الصَّدقة يقع على كلِّ نوعٍ من المعروف، برقم (1006).
- انظر: "شرح النووي على مسلم" (5/93).
- انظر: "فتح الباري" لابن حجر (11/207).
- أخرجه الطَّبراني في "المعجم الكبير"، برقم (180)، وفي "الأوسط"، برقم (5016)، وفي "الدعاء"، برقم (1771)، وأبو نُعيم في "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (2/68).
- انظر: "فتح الباري" لابن حجر (11/207).