الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا باب النهي على الإيذاء.
أورده المصنف -رحمه الله- بعد جملة من الأبواب من تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية، والأبواب التي جاء فيها النهي عن سب المسلم بغير حق، وكذلك أيضًا جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين، والنهي كذلك أيضًا عن لعن المعين، وتحريم شهادة الزور، والأبواب التي فيها النهي عن الغيبة والنميمة وما شابه ذلك.
فذلك جميعًا من الإيذاء، ولكن الإيذاء أوسع من هذا، فالإيذاء قد يكون بالقول، وقد يكون بالفعل، وكل ما يحصل به التأذي فهو داخل في الإيذاء، قال الله تعالي: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58] وقد مضى الكلام على هذه الآية، في باب تحريم سب المسلم بغير حق، وقلنا: إنه قيده هنا بقوله: بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا لأن هذا الأذى قد يكون على سبيل المقاصة، وقد يكون ردًا على إساءة، فيكون بذلك معذورًا.
أما في قوله -تبارك وتعالى-: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا [الأحزاب:57] فهذه الآية ليس فيها تقيد؛ لأن أذية الله، وأذية النبي ﷺ لا تكون بحق بحال من الأحوال، وكل من أذى الله ورسوله، فهو مجترئ على الله، ومجترئ على رسوله ﷺ، فلا يكون من ذلك شيء يدخل، فيجانب الحق إطلاقًا.
وهذه الأذية للمؤمنين والمؤمنات، قد تكون -كما سبق- بالقول، وقد تكون بالفعل، قد يسيء الظن بهم، ثم بعد ذلك يتتبع عورات الناس، فهذا من الأذية، وقد يكون ذلك بإزعاجهم، وقد يكون هذا بأذية يتأذون بها، من أولادهم، أو التعدي عليهم وعلى ممتلكاتهم، أو أنهم لا يأمنون من شره وغوائله، كالجار مع جاره الذي يسيء إليه، أو كان يرسل الماء من بيته مثلاً بصورة تؤذي الجيران، فهذا كله داخل في هذا المعنى.
ويقول هنا:
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه[1].
فهنا قوله ﷺ: المسلم يعني: المسلم حقيقةً، المسلم كامل الإسلام، يعني: الذي قد أسلم قلبه وجوارحه لله -تبارك وتعالى-، فلا يصدر منه مخالفة، يعني: أسلم الإسلام الكامل.
من سلم المسلمون من لسانه ويده وهذا -كما سبق- في الأذى أنه يكون باللسان ويكون بغيره.
فهنا قال: من لسانه ويده.
وذكر اللسان لأنه آلة الكلام، وذكرت اليد؛ لأنها آلة المقارفة عادة، لكن قد يحصل التأذي بغير اللسان واليد، كما هو معلوم، فقد يؤذيهم بأمور أخري، كما لا يخفى، فمثل هذا لو كان يمشي يطلع بعينه مثلاً على عورات هؤلاء، ويتتبع عورتهم، وما أشبه ذلك، فهذا كله داخل فيه، ولو لم يستعمل يده ولسانه، هذا الذي يؤذي المؤمنين والمؤمنات مثلاً: فيأتي ويوصل إليهم الأذى، كأن يرسل لهم برسائل وسائط، وصور سيئة، ويرسل لهم كلام بذيء سيئ، يفتن هؤلاء بدينهم، ويرسل لهم روابط تفضي إلى مواقع سيئة؛ ليفتنهم، فكل هذا داخل فيه.
والذي يثير الشبهات هو كذلك أيضًا، والذي ربما يدخل في أجهزتهم ما يسمى مثلاً: بالهكر إذا كان ذلك يفعل ذلك بغير حق، ويدخل في أجهزت هؤلاء الناس، وينظر في أسرارهم، وفي خصوصياتهم، ولربما نشر هذا، وأعظم من ذلك كله: أولئك الذين لربما يشوهون سمعه الآخرين، ويسيئون إليهم، ويأتون بصورة امرأة طيبة عفيفة شريفة ثم يركبونها على صورة سيئة، ثم بعد ذلك ينشرون هذا.
فهذا من أعظم البهتان والإثم، فهؤلاء قد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا، وقد يرون مغبة ذلك في الدنيا والآخرة.
قال: والمهاجر يعني: كامل الهجرة، المهاجر الحقيقي هو من هجر من نهى الله عنه، والهجرة -كما يقول الحافظ ابن القيم-: هجرة الأبدان أن ينتقل من بلد لا يستطيع أن يقيم أمر الله فيها، وأن يعبده، فيتنقل إلى مكان يتعبد لله فيها، وهو آمن، فهذه هجرة الأبدان.
والنوع الثاني من الهجرتين: وهو أعظم: وهو هجرة القلوب إلى الله ، هجرة العبد لما حرم الله ، فيكون بذلك هاجرًا لما نهى الله عنه[2].
قال ﷺ: والمهاجر يعني: كامل الهجرة، الهجرة الحقيقة من هجر ما نهى الله عنه قد يهاجر الإنسان ينتقل من بلد إلى بلد، لكنه قد يكون على حال من المعصية والفجور والأخلاق السيئة، ولربما مقارفة الفواحش، وما أشبه ذلك، فمثل هذا هجرته ناقصة، هاجر ببدنه، ولم يهاجر قلبه.
وفي الحديث الآخر: المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب[3]، المؤمن كامل الإيمان؛ لأن كلمة الإيمان فيها معنى الأمن، وفيها معنى التصديق، فمن أمنه الناس هذا هو المؤمن الحقيقي.
وعنه: قال: قال رسول الله ﷺ: من أحب أن يزحزح عن النار[4] يعني: أن يبعد عن النار ويدخل الجنة، فلتأتيه منيته، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر؛ وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه وهذا أمر قد لا يملكه العبد وقد يفتن، وقد يختم له بالسيئة، كما في الحديث: فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار[5]، وقال النبي ﷺ: وإنما الأعمال بالخواتيم[6].
فبحسب ما يختم للعبد، فالإنسان لا يملك خاتمته، كما يقال هنا: فلتأتيه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر كما قال الله : وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
قد يقول الإنسان: أنا لا آمن على نفسي، ولا أعرف كيف تكون خاتمتي؟
فنقول: إن ذلك يتوجه إلى السبب، يتوجه إلى الأسباب، فمن كان في حال الحياة مقبلاً على الله مطيعًا له، موحدًا متوقيًا لمساخطه، فإنه يرجى له أن يسدد، وأن يوفق، وأن يختم له بما كان عليه في الحياة، وهذا أمر مشاهد، والله يقول: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ[التوبة:115] فالله -تبارك وتعالى- هذا من لطفه ورحمته بعباده، وقال: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ [محمد:17] وقال: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ [البقرة:143].
فإذا أقبل العبد على ربه -تبارك وتعالى- في حال الحياة، وكان مطيعًا، وكان مشتغلاً بذكره، وعبادته، وشكره بلسانه، وقلبه، وجوارحه، مشتغل بسماع الذكر والقرآن، وما أشبه هذا، فإنه يختم له بذلك.
ومن كان مضيعًا مفرطًا مشغولاً بسماع اللهو المحرم، والنظر إلى المحرمات، وما إلى ذلك، فإنه يخشى عليه عند الموت، أن يموت على شيء من هذا، قد يموت وهو يشاهد مشاهد محرمة، نسأل الله العافية، فيفتضح، ويختم له بخاتمة سوء، وقد يموت وهو يزاول عملاً لا يحبه الله ، والإنسان يأتيه الموت في أي لحظة.
ولذلك دائمًا يجب أن يكون في حال من صيانة النفس من مقارفة ما لا يليق؛ من أجل أن يلقى الله في حالة مرضية، وأن يوفق للموافاة على خاتمة يرضها، ويسر بها.
فهنا قال: فلتأتيه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ونحن نشاهد اليوم كيف من الناس ينحرف، وقد يكون حافظًا للقرآن، وقد يكون أهل الخير والذكر والمساجد، ثم بعد ذلك يتحول إلى زنديق، يسب الله، ويسب النبي ﷺ، فيحتاج العبد دائمًا أن يخاف منها.
ثم قال -وهو الشاهد-: وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه يأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه[7]، فكيف يكون الإنسان يأتي إلى الناس؟ سواء كان ذلك بالقول، أو في الحكم، أو في المعاملة، فكل ذلك داخل فيه.
في القول: يتكلم معهم بالأسلوب الذي يجب أن يوجه إليه، وأن يقال ذلك في حقه، إذا كان هذا في سبيل المخاطبة.
وأنا أنصح دائمًا نفسي وأنصح أخواني: أن نجعل لنا دائمًا قاعدة الحياة: وهي أن تجعل أخاك المسلم الذي يجلس أمامك في مصلحة تقضيها، أو في شيء تحاوره، أو تكلمه به، أو تنصح هذا الإنسان، أو لربما تعنفه لعله يزدجر، ويرتدع عما هو من الغي، ونحو ذلك، أن تضع نفسك دائمًا في نفس المكان، وأنت تتكلم، فلتتصور أنت المخاطب، وجالس في هذا الكرسي الذي يجلس عليه، وهذا الكلام يوجه إليك، فلا تقل شيء إلا وأنت تحب أن تخاطب بمثله.
فيتأدب الإنسان مع الآخرين، ولا يجرح مشاعرهم، ويتلطف في العبارة، ولا يسيء إليهم بشيء، لربما يغتمون بسببه، وإذا كان لهم مصلحة يفعل ما يستطيع، ولا يحتاج هؤلاء الناس أن يبدؤوا بمقدمة، لربما تكون كريهة لكثير من النفوس، وأنا واحد منهم: أنا جئت من طرف فلان.
ما تحتاج أنك جئت من طرف فلان، إن كان لك حق ستأخذ حقك وافيًا، وإن كان ثمة شيء يمكن أن يوصل إليك من الخير والنفع من غير ضرر على الآخرين، ولا محاباة لك في أمرًا لا تحسنه، ولا تصلح لمثله، فهذا ما يحتاج إذا جاء من طرف، والا ما جاء من طرف أحد، معناها يضيع؟ هذا ما يحتاج إلى مثله إطلاقًا.
ولكن كثيرًا من الناس تربى هذه التربية للأسف، ويظن حتى لو جاء يشرب شربة ماء، يحتاج أن يقول: أنا من طرف فلان، فهي عبارة ثقيلة، فالإنسان يضع نفسه مكان الآخرين، في ضعفهم وعجزهم ومسكنتهم وحاجتهم، ويتذكر فقره بين يدي الله ، ووقوفه بين يديه، وأنه ضعيف، وإذا كان في مكان الناس ينتظرون مصلحة، أو شيء من هذا القبيل فهذا الكرسي الذي يدور.
كما أنه وصل إليه أو جلس عليه، وجلس عليه جالسون قبله، سيقوم منه يوم من الأيام، إما بموت، وإما بفصل وإقالة، وإما بناء على طلب، وإلا بدون طلبه، وإما بتقاعد، وسيستمر إذا فليبقى له الفعل الجميل، والقول الجميل، والإحسان إلى الناس، فقد وضع لتكميل المصالح وتحقيقها، والعمل على خدمتهم، أما إذا كان الإنسان لا يهمه إلى نفسه، تأتي لإنسان أحيانًا وتقول له في أمر من الأمور، ويقول: أنت أين كنت تعمل؟ وأين تعمل؟ وما علاقة أين أعمل بهذا الأمر؟ الذي جاءت أتكلم معك فيه مصلحة من المصالح الخاصة أو العامة، تلميذ تريد أن تسجله في المدرسة، يقول لك المدير: أين تعمل؟ ما علاقة أين أعمل بتسجيل الولد في المدرسة؟ ومعك ملف شهادات تفوق لهذا الولد، لا ينظر فيها أبدًا، وإنما يقول: أين تعمل؟ هذا يصلح لمثل هذا المكان، لكنه لو أنه وضع نفسه موضع كل من دخل عليه، وسعى في مصالحهم قدر المستطاع لاستراح الناس من كثير من هذا العناء، والله المستعان.
وهكذا فيما يحكم به الإنسان على الآخرين، يعني: الله في قصة الإفك قال: لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا [النور:12] على القولين، (ظن بأنفسهم خيرًا) على القول الأول: أي ظن بإخوانهم؛ لأن أهل الإيمان كالنفس الواحدة، وقالوا: معاذ الله أن يفعل هذا، أو أن يقال فيه هذا.
والقول الآخر: (ظن بأنفسهم هم) كما جاء ذلك فيما روي عن أبي أيوب وامرأته؛ لما بلغته ما قيل في عائشة، فقال لها: أم أيوب لو كنتِ مكانها تفعلي؟ قالت: معاذ الله، قال: وأنا لو كنتُ مكان صفوان بن المعطل لم أفعل، فو الله أن عائشة خير منك، وإن صفوان خير مني، صفوان من أهل بدر ، ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا يرجع إلى نفسه: أنا أفعل هذا؟ لا، تنزه نفسك عن هذا ولا تنزل إخوانك عنه؟! وهذا النقل للكلام هو الذي يوغر الصدور، ويوقع الوحشة، ويغير النفوس؛ ولهذا نهى النبي ﷺ أصحابه أن ينقلوا له عن أحد شيئًا، وذكر علة ذلك: فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر[8].
فهذا أمر عظيم، يحتاج الناس أن يعتنوا به من أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة قال: وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه تعامل مع إخوانك المسلمين مثل ما تحب أن يقال عنك، تريد لهم مثل ما تحب وتريد لنفسك، وتسعى في مصالحهم، وتتألم لآلامهم، فهؤلاء مثلك، لا فرق بينك وبينهم، وقد يكون هذا عامل عندك، وقد تكون خادمة فأهل البيت المفروض يعاملونها بالحسنى، ولا يعاملونها على أنها جماد، وأنه ليس لها أحاسيس، وليس لها ولد، وليس لها أهل، وإنما تعامل معاملة جافة تمامًا، لا تسأل عن حالها، وتمرض وتطيب وتبرأ، ولا يعرف أنها مرضت، المهم أنها تعمل فقط، ما يجوز، هذه لها مشاعر، تسأل عن مشاعرها، ويدخل السرور عليها، ولا بأس تعطيها الهاتف وتقول لها: كلمي أهلك اليوم، وكلمي أولادك، قد تدخل الجنة بسبب هذا الفرح الذي تدخله عليها، بعض الناس تضيق نفوسهم، ويقول: لا ما تستاهل.
هذه امرأة ضعيفة مسكينة، وما يضرك إذا فاتك بعض الريالات في فرح يدخل على أسرة، وهي تفرح، وتبقى فرحة بهذا أيام، وإدخال السرور على المسلم تعرفون ما فيه من أجر، ضع نفسك مكانها أحيانًا، قدمت جديدة من بلد بعيد من المطار، حتى وصلت إليك، وهي امرأة ضعيفة، ثم إذا أرادت تطمئن على أهلها تجلس ثمانية أيام وعشرة أيام من أجل يُشترى لها بطاقة بعشرة ريالات على أساس تكلم أهلها من مالها هي، حتى يُعطي لها الراتب فيشترى لها بعشرة ريالات بطاقة، هل يصح هذا؟! هل هذا تعامل؟ وأين مكارم الأخلاق؟ وأين المشاعر؟ وهي أشياء يسيرة، ونغفل عنها.
كما يحب أن يؤتى إليه تذكروا هذا دائمًا في تعاملنا مع الآخرين بهذه الطريقة، وإذا أردت أن تستريح من الجانب الآخر، لا ترى لك أصلاً حق عليهم هم، وكلهم لهم حقوق عليك، لكن تقول: أنا ما لي حق على أحد، وبهذا يستريح القلب تمامًا، وما يعتب على أحد، ولا يحقد على أحد، ولا يتحامل على الناس، ولا تبقى تصفية حسابات؛ لأن هؤلاء ما زاروه، وهؤلاء ما عادوه، وهؤلاء ما سألوا عنه، وهؤلاء من زمان ما تصلوا فيه، وهؤلاء ما جاؤوا في المناسبة الفلانية، ولا يستحقون أن يوجه إليهم الدعوة، ويبقون في عناء، نسأل الله العافية، هو في غنى عنه، لو كان يعقل.
فأسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعيننا على هذه الأنفس، وأن يهدي قلوبنا وأعمالنا ويسددنا، والله أعلم.
وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
- أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده برقم (10) ومسلم بعضه في الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل برقم (40).
- كما قال في متن القصيدة النونية (2/281):
والهجرة الأخرى إلى المبعوث بـ*** الـ إسلام والإيمان والإحسانِ
أترون هذي هجرة الأبدان لا *** والله بل هي هجرة الإيمانِ
قطع المسافة بالقلوب إليه في *** درك الأصول مع الفروع وذانِ
أبدًا إليه حكمها لا غيره *** فالحكم ما حكمت به النصانِ
يا هجرة طالت مسافتها على *** من خص بالحرمان والخذلانِ
يا هجرة طالت مسافتها على *** كسلان منخوب الفؤاد جبانِ - أخرجه ابن ماجه في كتاب الفتن، باب حرمة دم المؤمن وماله برقم (3934) وصححه الألباني.
- أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب الأمر بالوفاء ببيعة الخلفاء، الأول فالأول برقم (1844).
- أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته برقم (3332) ومسلم في كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته برقم (2643).
- أخرجه البخاري في كتاب القدر، باب العمل بالخواتيم برقم (6607).
- أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه برقم (13) ومسلم في الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه... يرقم (45).
- أخرجه الترمذي ت شاكر في أبواب المناقب، باب في فضل أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- برقم (3896) وأبو داود في كتاب الأدب، باب في رفع الحديث من المجلس برقم (4860) وضعفه الألباني.