الأربعاء 25 / جمادى الأولى / 1446 - 27 / نوفمبر 2024
03- ابن القيم البدائع. القواعد 833-839
تاريخ النشر: ٠٨ / جمادى الأولى / ١٤٣٣
التحميل: 3366
مرات الإستماع: 2619

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعدُ:

فكنتُ في الليلة الماضية ذكرت أن مما تضمنهُ هذا الكتاب فوائد، وطرائف، ولطائف، وسأل أحد الإخوان عنها، فأعطيكم بعض النماذج القليلة شعرًا، ونثرًا.

يقول مثلاً: "من أراد من العمال أن ينظر قدره عند السلطان، فلينظر ماذا يوليه"، إذا أرادت أن تعرف قدرك عند السلطان، أو عند مديرك هذه الجهة، أو الشركة، أو نحو ذلك، انظر ماذا يوليك، وقل مثل هذا فيما يعتبر في عمل العبد، وصلته بربه -تبارك وتعالى- ماذا أولاه؟ وإلى أي شيء وفقه؟ فهو يعمل بطاعته، أو يعمل بمعصيته، فإذا هان العبد على ربه -تبارك وتعالى- أنساهُ نفسهُ، فاشتغل بما فيه عطبهُ، وهلاكهُ، "من أراد من العمال أن ينظر قدرهُ عند السلطان؛ فلينظر ماذا يوليه"، يعني: من الأعمال.

يقول: "وحد زيد وما رأى الرسول، وكفر ابن أبي، وقد صلى معهُ القبلتين".

يقول: "سبق العلم بنبوة موسى، وإيمان آسية فسيق تبوته إلى بيتها، فجاء طفل بلا أم، إلى امرأة بلا ولد، يا من هو من جملة عسكر الرسول أيحسن بك كل يوم هزيمة"، يعني: كل يوم تقع في مخالفة، ومعصيه أمام عدوك إبليس.

يقول: "الحيوانات تذل في طلب القوت، والفيل يتملق حتى يأكل"، يعني: من أراد حاجة، من أراد الآخرة سعى لها سعيها، فهذه الحيوانات تذل عند طلب القوت، انظر إلى السنور، القط كيف يتذلل حتى يصطاد.

يقول:

"سأتعب نفسي أو أصادف راحة فإن هوان النفس أكرم للنفس[1]

يا من هو من أرباب الخبرة، هل عرفت قيمة نفسك؟ إنما خلقت الأكوان كلها لك، يا من غذي بلبان البر، وقلب بأيدي الألطاف، كل الأشياء شجرة، وأنت الثمرة، وصورة وأنت المعنى، وصدف وأنت الدر، ومخيض وأنت الزبد، منشور اختيارنا لك واضح الخط، ولكن استخراجك ضعيف، متى رمت طلبي، فاطلبني عندك، ويحك لو عرفت قدر نفسك ما أهنتها بالمعاصي، إنما أبعدنا إبليس؛ لأنهُ لم يسجد لك، وأنت في صلب أبيك فوا عجبًا كيف صالحته، وتركتنا وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً [الكهف:50] لو كان في قلبك محبة؛ لبان أثرها على جسدك"، إلى آخر ما قال.

يقول: "ما انتفع آدم في بلية وعصى، بكمال وعلّم وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا [البقرة:31] فما انتفع بهذا الكمال في تلك البلية وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى [طه:121] ولا رد عنه عز اسْجُدُوا، وإنما خلصهُ ذل رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا [الأعراف:23]".

يقول: "لما عشقت البلابلة الشجر -البلابلة ماذا يقصد بها؟ شجر دقيق يلتف على الشجر، البلابلة شجر أخضر دقيق لا يقوم بنفسه، ولكنهُ يلتف على ساق الشجرة- لما عشقت البلابلة الشجر؛ تقلقلت طلبًا للعناق، فقيل أملها مع الكثافة لا يمكن، فرضيت بالنحول والتفت"، يقول: لو كانت ساق هذه الأشجار اللطيفة البلابلة مثل الأشجار الغليظة، كساق النخلة مثلاً، كجذع النخلة، كان ما استطاعت أن تلتف على الشجر، فقيل لها هذا مع الكثافة لا يكون، مع الغلظ، فدقت.

هو طبعًا يشير إلى معاني، وراء هذا الكلام، هو يهدف إلى الوصول إلى معاني.

يقول: "ملؤوا مراكب القلوب متاعًا، لا ينفق إلا على الملك، فلما هبت رياح السَّحَر؛ أقلعت تلك المراكب -في الدعاء، والتهجد، والاستغفار- قطعوا بادية الهوى بأقدام الجد، فما كان إلا القليل؛ حتى قدموا من السفر، فاعتنقتهم الراحة في طريق التلقي، فدخلوا بلد الوصل، وقد حازوا ربح الأبد، فرغ القوم قلوبهم من الشواغل، فضربت فيها سرادقات المحبة، فأقاموا العيون تحرس تارة، وترش الأرض أخرى، يصلون، ويبكون، سرادق المحبة -طبعًا يتحدث عن محبة الله- سرادق المحبة، -والسرادق تعرفون، مثل: الأروقة التي للخيام- سرادق المحبة لا تضرب إلا في قاع، فراغ، نزه فرغ لي بيتا أسكنه، -يعني: الذي يحب الله ما يزاحمه بحب الصور والأغاني والملاح والحسان، وما إلى ذلك- اعرف مقدار ما ضاع منك، وابكِ بكاء من يدري مقدار الفائت، لو تخيلت قرب الأحباب؛ لأقمت المآتم على بعدك، ولو استنشقت ريح الأسحار؛ لأفاق قلبك المخمور، من استطال الطريق ضعف مشيه.

وما أنت بالمشتاق إن قلت بيننا طول الليالي، أو بعيد المفاوز[2]

إذا نزل آب في القلب؛ سكن آذار في العين -ما معنى نزل آب في القلب؟ يعني: إذا نزلت حرارة الحب في القلب؛ رأيت كل ما في المحبوب جميلاً، يعني: آب في شدة الحر، وجمال الربيع يكون في آذار شهر آذار- فيقول: إذا نزل آب في القلب -الحرارة- سكن آذار في العين، -الربيع، الربيع جميل، فإذا وجدت المحبة، أو صارت العين تبصر الجميل، والإحسان، والكمالات- من قبل فم اللذة لا ينكر عض أسنان الندامة، هان سهر الحراس لما علموا أن أصواتهم بسمع الملك، إذا كنت كلما لاحت لك شهوة طفيل العرائس؛ فانتظر قتلة وضاح اليمن -طفيل العرائس، يعني: من ينسب إليه الطفيليون الذي يأتي للناس من غير دعوة إلى الطعام، يتتبع الأعراس، يسمى طفيلي العرائس، إذا جاء نهاية الأسبوع؛ لبس ثياب جميلة، أو ما لبس، وذهب إلى صالات الأفراح، والفنادق، وما إلى ذلك، يطعم مع الناس، هذا يقال له: طفيلي العرائس، ووضاح اليمن: شاعر من أجمل الناس صورة، قتلهُ الوليد بن عبد الملك في قصة معروفة، على كل حال قتله في صندوق-.

فيقول: إذا كنت كلما لاحت لك شهوة طفيلي العرائس، -يعني: واقعتها- فانتظر قتلة وضاح اليمن، -قتل بطريقة معينة- من لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا، يا أقدام الصبر احملي بقي القليل، تذكر حلاوة الوصال؛ يهن عليك مر المجاهدة، قد علمتْ أين المنزل، هذه الرواحل، والركاب، قد علمت أين المنزل، فاحدوا لها تسر.

قال أبو يزيد: ما زلت أسوق نفسي إلى الله، وهي تبكي، حتى سقتها إليه، وهي تضحك، -يعني: جاهدتها مدة طويلة، ثم ارتاضت على الطاعة، فصارت تُقبل عليها، وتأنس بها، وتلتذ، وهكذا هذا يطول، يطول جدًا، لا يمكن أن نقضي هذه الليالي ببعضه، لو أردنا أن نأتي عليه، وهذه الأشياء التي عرضتها لم تكن باختيار سابق، فأنا أعرض هكذا، فراجعوه، فالكتاب فيه من هذه الدرر، والنفائس، واللطائف، هذا الذي أشرت إليه في الليلة الماضية، وسأل عنها أحد الإخوان بعد الدرس، نبدأ درسنا اليوم، فهذا الكتاب كما قلت حديقة، إن أردت مثل هذا؛ تجد الكثير هذا يشبه ما في كتاب الفوائد، هذا من وجوه الشبه بين الكتابين.

"831- الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه، بل يطلق عليه منها كمالها، وذلك كالمريد، والصانع، والفاعل، فإنها لا تدخل في أسمائه، بل تقيد بالكمال".

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

نحن نعلم أن أسماء الله حسنى، ومعنى حسنى: أنها بالغة في الحسن غايتهُ، ليس فيها نقص بوجه من الوجوه، لا في ألفاظها، ولا في مضامينها، ومعانيها، ما تضمنته من الأوصاف، وأن الله -تبارك وتعالى- له الكمال المطلق في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وما يضاف إلى الله -تبارك وتعالى- من الصفات ما كان كاملاً من كل وجه، الصفة إذا كانت كاملة من كل وجه، كالعلم، والعظمة، والحكمة، وما إلى ذلك، فإنها تضاف إلى الله بإطلاق، فيقال: الله موصوف بالحكمة، الحكمة من صفات الله ، الله موصوف بالعظمة، بالعلم، بالسمع، بالبصر سميع، بصير، وإذا كانت منقسمة، يعني: أن هذه الصفة تستعمل في معنى من معاني الكمال، على وجه في الكمال، وتستعمل في وجه آخر لا يكون كمالاً، فإن الذي يضاف إلى الله منها هو الكمال.

هنا مثل ببعض الأمثلة، وهناك أخرى، المريد الإرادة بإطلاق هل هي كمال؟ قد تكون إرادة للشر، أليس كذلك؟ قد تكون إرادة للفساد، فهذا الإنسان المفسد إرادته متجهة إلى الفساد، فهذا نقص، فمن كان مريدًا للشر، مريدًا للفساد، مريدًا للمعصية، مريدًا للمنكر فذلك نقص، متى تكون الإرادة كمالاً؟

إذا كانت في الصلاح، والإصلاح، والنفع، والخير، والبر، وما إلى ذلك، فمثل هذا الذي يكون منقسمًا إنما يضاف منهُ إلى الله -تبارك وتعالى- ما كان من قبيل الكمال، ولا يكون ذلك إلى الله -تبارك وتعالى- بإطلاق يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185].

وكذلك الصانع، الصانع تأتي بمعنى الكمال، وتأتي بمعنى النقص، فصانع الخمر هذا نقص، صانع آلات اللهُو، صانع الأصنام، هذا كله نقص، الصناعة، والصنع يكون كمالاً، ويكون نقصًا، فالذي يضاف إلى الله الكمال، فالله خالق لكل صانع وصنعته.

وكذلك الفاعل، قد يكون فاعلاً لأمور من الكمالات، وقد يكون فاعلاً لأمور من الرزايا والنقائص.

فهذا يقول: فإنها لا تدخل في أسمائه، بل تقيد بالكمال، فيطلق عليه من ذلك أكمله فعلاً، وخبرًا، هذا في حال التسمية.

الآن مثل دعونا في أشياء أوضح من هذا، المكر، والكيد إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ۝ وَأَكِيدُ كَيْدًا [الطارق:15- 16] فهذه صفة، هذه الصفة تأتي على وجه الكمال، وتأتي على وجه النقص، فحينما يكون الكيد بمن يستحق ذلك، ماذا يقال له؟ ماذا يعتبر؟

يعتبر كمال، ويثنى على من قام به، وفعله، يوقع هذا الكيد بالمجرمين، بالكائدين، بالمفسدين، ثم بعد ذلك يقعون في مغبة إجرامهم، وفعلهم، وإفسادهم، فهذا يكون كمالاً.

وكذلك المكر وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ[الأنفال:30] فمكرهُ -تبارك وتعالى- بالكافرين، وبالمجرمين، وبالماكرين يكون كمالاً، لكن هل يسمى الله -تبارك وتعالى- بأنهُ كائد، وماكر، ونحو ذلك؟

الجواب: لا، فمثل هذا لا يقال: على الله هكذا بإطلاق، وإنما يقال الله -تبارك وتعالى- يمكر بالماكرين، ونحو ذلك، وإن لم نقل بأن هذا كما يقول بعض أهل العلم: إنما يطلق على الله على سبيل المقابلة، فهذا فيه نظر؛ لأن الله قال: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ [الأعراف:99] وما ذكر ما يقابلهُ، لكن مما يقابلهُ قال: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ [الأنفال:30] قابل مكرهم بمكره، فبعض أهل العلم يقولون: لم يطلقه إلا على سبيل المقابلة، وهذا غير صحيح، بل إن بعضهم عبر عنه، حتى بعض المنتسبين للسنة، لكن يبدو أن العبارة ما أسعفتهم، أنهم أخطؤوا العبارة، وما تبينوا ما تحتها، قال بعضهم: إن هذا من باب المشاكلة، والواقع أن المشاكلة نوع من المجاز، فهذا تأويل منهم للصفة، يعني: لا حقيقة له، مثل الذي يمثلون به، أعني: أهل البلاغة

قالوا اقترح شيئًا نجد لك طبخهُ قلت اطبخوا لي جبة وقميصا[3]

الجبة، والقمص ما تطبخ، لكن لما قالوا له: اقترح شيئًا نجد لك طبخهُ، يعني: من الطعام، فشاكلهم في العبارة، عبر بعبارة كعبارتهم، وهو يحتاج إلى اللباس، قلت: اطبخوا لي جبة وقميصًا، فهذا يسمونه مشاكلة، يقولون: هو من قبيل المشاكلة في اللفظ الذي استعمل، ويجعلونه من أنواع المجاز، أما في صفات الله، فليس بمشاكلة، وليس بمجاز، بل هي صفة حقيقية، لكن لما كانت منقسمة صارت لا تطلق على الله إلا بقيد.

فصار عندنا الآن مثل هذا، يقول: الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال، ونقص؛ لم تدخل بمطلقها في أسمائه، فلا يقال: كائد، ماكر، وهكذا ما ذكر من الأمثلة، لا يقال: الله من أسمائه المريد، ومن أسمائه الفاعل، ومن أسمائه الصانع؛ لأن ذلك يكون كمالاً، ونقصًا، ليس بكمال بإطلاق، فالذي يضاف إلى الله منهُ، إنما هو ما كان من قبيل الكمال.

"832- أسماؤه الحسنى أعلام وأوصاف، وللاسم ثلاث دلالات، دلالة على الذات، والصفة بالمطابقة، ودلالة على أحدهما بالتضمن، ودلالة على الصفة الأخرى باللزوم".

أسمائه -تبارك وتعالى- الحسنى أعلام وأوصاف، وقد مضى الكلام على هذا في دروس الأسماء الحسنى في المقدمات، وفي كل درس نذكر في أوله ما يدل عليه هذا الاسم الكريم، فنقول: يدل بالمطابقة على كذا، وبالتضمن على كذا، وبالالتزام أحيانًا نقول: على كذا، فهنا أسماؤهُ أعلام وأوصاف، ما معنى أعلام؟

الأعلام بمعنى: أنها دالة على الذات، ألسنا نقول: بأنهُ يدل بالمطابقة على الذات، والصفة معًا، وبالتضمن على أحدهما، فإذا أردنا به الذات فقط؛ فهو دلالة تضمن، فحينما تقول في أسمائنا مثلاً هي أعلام، لكن هل هي أوصاف لنا أسمائنا؟

الجواب: لا، فتقول هذا خالد، وهذا صالح، وهذا سعيد، وهذا منصور، وهذا رابح، هل هذا يدل على أوصاف في هؤلاء الذين سموا بهذه الأسماء؟

الجواب: لا، هي مجرد أعلام، ولكن أسماء الله -تبارك وتعالى- أعلام وأوصاف، وأسماء القرآن أعلام وأوصاف، وأسماء الرسول ﷺ؟ أعلام وأوصاف، فأسماء الله -تبارك وتعالى- باعتبار دلالتها على الذات هي أعلام، وباعتبار ما دلت عليه من الأوصاف فهي متضمنة للأوصاف، ولهذا نقول: إن جميع أسماء الله الحسنى -كما سبق في درس الأسماء الحسنى- مشتقة خلافًا لبعض طوائف الجهمية الذين يقولون: هي أعلام فقط.

وللأسف تجد بعض العلماء في السنة، والمتبحرين فيها، كابن حزم من يقول: إنها مجرد أعلام، لا تدل على أوصاف، وهذا الكلام غير صحيح، فهي أعلام وأوصاف، أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما تضمنته من المعاني، فكلها مشتقة، فالله يدل على صفة الإلهية، والعزيز يدل على العزة، والعظيم على العظمة، وهكذا، وبعضها يدل على أكثر من صفة، وكما سبق في الأوصاف الجامعة، الصفات الجامعة، مثل: المجيد، والعظيم، والصمد، أعلام وأوصاف.

وهكذا نقول بالنسبة لأسماء القرآن: الفرقان؛ لكونهُ يفرق بين الحق والباطل.

وأسماء النبي ﷺ وهو فسر ذلك -عليه الصلاة والسلام- لما قال: وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي[4] ففسر هذه الأسماء، فهي تدل على أوصاف، بخلاف أسمائنا نحن؛ لأنها مجرد أعلام.

قال: وللاسم ثلاث دلالات:

الأولى: دلالته على الذات والصفة، هذا بالمطابقة، وبينا معنى المطابقة في الكلام على الأسماء الحسنى، انظروا الآن ما هذه؟ ساعة، أطلقت الساعة على هذا الجهاز، وعلى هذه السيور التي فيها، أليس كذلك؟ كل هذه تقولون لها: ساعة، الآن لو قطعتُ هذا السير، ماذا أقول؟

انقطعت الساعة، لو قلت: انقطعت الساعة، أليس كذلك؟

طيب، الآن ما الذي انقطع؟ السير، أطلقت الساعة على ماذا؟ على السير، فهذا أطلقت هذا اللفظ على بعض معناه، هذا يسمى دلالة ماذا؟ التضمن، على جزء معناه، سمى دلالة تضمن، إذا أطلقت الساعة على هذا، وهذا، على الجميع يقال لها: دلالة مطابقة.

لما تنكسر الزجاجة، أليس الزجاجة جزء من الساعة، أليس كذلك؟ لو انكسرت الزجاجة، أقول: انكسرت الساعة، ألست عبرت بها، بهذه اللفظة عن بعض معناها، بعض ما تضمنته الزجاجة فقط، فإطلاقنا هذا اللفظ على جزء معناه، هذا يسمى تضمن، نعطيكم مثالاً آخر.

الآن لما نقول: هذا مسجد، فإطلاق المسجد على جميع المرافق التي فيه، والفناء، وما إلى ذلك، هذه تسمى دلالة مطابقة، لما أكون جالس في هذه الغرفة، هنا داخل، وتقول لي: أين أنت، أقول: أنا في المسجد، فأطلقته على بعض معناه، هذه تسمى دلالة.

لما نكون نصلح في هذه الغرفة، نصبغ، ونصلح فيها، نقول: نحن نصبغ، ونرمم المسجد، وقصدت به هذه الغرفة فقط، هذا ماذا يقال له؟ دلالة تضمن، أطلقت المسجد على بعض معناه هذه دلالة التضمن، تريد أمثلة أخرى، أم يكفي؟

السيارة الآن، لما تتعطل العجلة، عجلة السيارة، تقول: تعطلت السيارة، هو كل السيارة، وكل محركاتها، ومركباتها تعطلت، وإلا فقط العجلة، إحدى العجلات؟ هذا لما أقول: تعطلت السيارة، أطلقت ذلك على بعض معناها، هذه دلالة تضمن.

لما نطلق السيارة كلها على كل ما فيها، هذه تسمى دلالة مطابقة، خرجت إلى سيارتك في مكان ما، فوجدت الزجاجة مكسورة، فقلت: كسرت السيارة، هي كل السيارة كسرت، أم زجاجة واحدة كسرت، فهذه تسمى دلالة تضمن، أطلقت السيارة على جزء من مدلول هذا اللفظ، وإذا أطلقتها على الجميع تسمى دلالة المطابقة.

فعندنا دلالة على الذات والصفة بالمطابقة، فإذا قلنا مثلاً هنا العزيز، أردنا به الذات والصفة معًا، فهذه تسمى دلالة المطابقة، دلالة اللفظ على تمام معناه، هذه المطابقة.

الثاني: دلالته على أحدهما بالتضمن، هذه دلالة اللفظ على بعض معناه هي دلالة التضمن، كما قلت لكم: العزيز قصدنا به الذات فقط، أو قصدنا به الصفة فقط العزة، فهذه دلالة تضمن.

دلالته على الصفة الأخرى بالزوم، لما نقول مثلاً: العزيز هذا يقتضي أن يكون حيًّا، أليس كذلك؟ هذه دلالة لزوم، يلزم أن يكون حيًّا، يلزم أن يكون قادرًا، هل يمكن أن يكون عزيزًا، وهو عاجز؟ لا يمكن، يلزم أن يكون قويًّا، يلزم أن يكون عليمًا، وهكذا، حينما نقول: الله هو الرزاق هذا يلزم أن يكون حيًّا، يلزم أن يكون مريدًا، يلزم أن يكون عليمًا، يلزم أن يكون غنيًّا، فهذه دلالة لزوم، يعني: يلزم من أثبات هذا الوصف أوصافًا أخرى، يدل عليها بهذا النوع من الدلالة، دلالة اللفظ على لازم معناه، هذه دلالة اللزوم، قال: ولها اعتباران لها، يعني: ماذا؟ اكتبوا (الأسماء) بين قوسين، ولها (أي: الأسماء) اعتباران.

"ولها اعتباران، فهي باعتبار الذات، ودلالتها عليها مترادفة، وباعتبار الصفات متباينة".

الآن إذا نظرنا إلى هذه الأسماء جميعًا قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الإسراء:110] فإذا قلت: الله، والرحمن، والعزيز، والغفور باعتبار أنها كلها أسماء لله، وأردت بها الذات، كونها تدل عليه، فهذه تسمى: مترادفة، يعني: الألفاظ المترادفة ألفاظ متعددة تدل على مسمى واحد، هذا الترادف، فهي بهذا الاعتبار مترادفة، وبالاعتبار الآخر، باعتبار أن كل واحد من هذه الأسماء يتضمن وصفًا؛ لأننا قلنا: هذه الأسماء لله -تبارك وتعالى- ليست مجرد أعلام، اتفقنا على هذا من البداية، وأنها متضمنة لأوصاف، فإذا نظرنا إليها باعتبار ما تضمنته من الأوصاف؛ فإنها لا تكون مترادفة، بل تكون متباينة، متباينة يعني: في فروقات، هناك فروقات بينها، فمثلاً: العزيز يدل على العزة، والجبار يدل على الجبر، والجبروت، وكذلك أيضًا الرزاق يدل على الرزق، والرحمن والرحيم يدلان على الرحمة، والله يدل على الإلهية، فكل اسم صار يدل على معنى، إذًا هي ليست هنا مترادفة، وإنما متباينة بهذا الاعتبار.

الآن لو قلت: عند من يقول بالترادف في اللغة، العلماء مختلفون، هناك من لا يقول بالترادف أصلاً في اللغة، يقول: كل لفظ يغاير اللفظ الآخر من حيث الدلالة، يمكن أن يكون مترادفًا معهُ في المعنى الأصلي، لكن كل لفظ لهُ دلالات أخرى تكميلية، فإذا قلت: تعال، أو جاء، وأقبل، جاء وأقبل ما الفرق؟ عند من يقول بالترادف يقول: لا فرق، يقول: هذه مترادفة، والذين يقولون: بأنهُ لا يوجد ترادف، يقولون هناك فروقات، فأقبل فيها معنى آخر، وهو أنهُ جاء مقبلاً بوجهه، لاحظتم؟

وقل مثل ذلك في السيف، البتار، الصارم، المهند، اليماني، هذه باعتبار أنها تدل على السيف، تعتبر مترادفة، لكن باعتبار أن كل اسم لهُ دلالة أخرى، فهنا البتار يدل على البتر، والصارم يدل على الصرم، والمهند يدل على أن مصدره من الهند، واليماني أن مصدره من اليمن، وهكذا، لاحظتم؟

فمن أهل العلم من يقول: إنهُ يوجد الترادف في اللغة، ومنهم من ينكرون ذلك، والذين ينكرون هم الذي ألفوا في الفروق اللغوية، الكتب الفروق اللغوية، ومن أشهرها كتاب لأبي هلال العسكري في الفروق اللغوية، مطبوع عدة طبعات.

وفي القرآن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهُ الله- يقول: بأن الترادف معدوم، أو نادر[5] ليس حديثنا هنا عن الترادف، وإنما تبيين أن هذه الأسماء باعتبار أنها تدل على الذات؛ فهي مترادفة، وباعتبار أن كل اسم يدل على صفة أخرى؛ فهي متباينة اتضح؟

"أفعال الرب صادرة عن أسمائه وصفاته، وأسماء المخلوقين صادرة عن أفعالهم، فالرب تعالى فعاله عن كماله، والمخلوق كماله عن فعاله، فاشتقت له الأسماء بعد أن كمل بالفعل، والرب لم يزل كاملاً، فحصلت أفعاله عن كماله؛ لأنه كامل بذاته وصفاته".

لاحظ الفرق! أفعال الرب صادرة عن أسمائه وصفاته؛ الآن الله -تبارك وتعالى- من أسمائه مثلاً: الحليم، فأفعاله صادرة عن أسمائه وصفاته، وقلنا: إن أسماء الله -تبارك وتعالى- تدل على أوصاف كاملة، وحينما نقول: بأن من أسماء الله -تبارك وتعالى-: الرزاق فذلك في أفعاله حاصل، وواقع، وظاهر، فأفعاله صادرة من أسمائه وصفاته -تبارك وتعالى-، ولذلك نحن نتعرف على الله -تبارك وتعالى- بطرق متنوعة منها أن نتعرف عليه بأسمائه وصفاته، ومنها أننا نتعرف عليه أيضًا بأفعاله ومخلوقاته، مفعولاته ومخلوقاته، وبأفعاله -تبارك وتعالى- فحينما نرى أن الله -تبارك وتعالى- يجعل العاقبة للمتقين، وحينما نرى الله -تبارك وتعالى- يهلك الظالمين، وأن الله -تبارك وتعالى- يقوي الضعيف، وينصره، وأن الله يذل من عصاه، إلى غير ذلك من الأمور، فهذا كله صادر من كمالاته في أسمائه، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته؛ استطاع أن يفسر كثيرًا من هذه الأشياء التي تقع في الكون، فتقول: الله عليم حكيم، حينما تشاهدها.

وكذلك حينما نشاهد هذه الأشياء، نحن نتعرف بها على الله أيضًا، فنعرف من صفاته وكمالاته من خلال النظر في مخلوقاته، وأفعاله، أيضًا.

خديجة -رضي الله عنها- لما جاء النبي ﷺ ترعد فرائصهُ لأول مرة يطرق سمعهُ الوحي، أو يرى الملك، جاء في غاية الخوف، فماذا قالت له، وقد عرفت الله -تبارك وتعالى- معرفة صحيحة؟

قالت: "كلا، والله لا يخزيك الله إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل"[6] إلى آخر الأوصاف الكاملة التي ذكرتها للنبي ﷺ فعرفت أن الله -تبارك وتعالى- صاحب الصفات الكاملة، والأسماء الحسنى لا يمكن أن يخذل وليهُ، وأن يهلكهُ.

والحافظ ابن القيم يذكر هذا في عبارات له في مدارج السالكين[7] وفي غيره حينما تأتي المصيبة للمؤمن، ونحو ذلك يقول إنما ساق ذلك إليك ليرفعك، لا ليضعك، لا ليكسرك، فمن الناس من لا ينظر بهذا النظر، فيتسخط على الله، وعلى أقداره، ولا يرضى عن ربه .

الحاصل أن أفعال الرب -تبارك وتعالى- صادرة عن أسمائه وصفاته، ولما كانت أسماؤه دالة على أوصاف، وهذه الأوصاف كاملة؛ كانت أفعاله كمالات، وهي صادرة عنها، أما نحن كمالاتنا، يقول: وأسماء المخلوقين صادرة عن أفعالهم، هو لا يقصد بأسماء المخلوقين ما سمانا به آباؤنا: خالد، وسعيد، وزيد، لا يقصد هذا، يقصد حينما يقال: عن المخلوق بأنهُ كريم، أو بأنهُ شجاع، أو بأنهُ صبور، أو بأنهُ حليم، مثل هذه الأشياء التي تطلق على المخلوق، إنما هي صادرة عن أفعالهم، يعني: هم اكتسبوا الكمالات من أفعالهم، يكتسبون الكمالات من أفعالهم، أما الله -تبارك وتعالى- فهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فكل ذلك على سبيل الكمال، فما يصدر عنه -تبارك وتعالى- من هذه الكمالات إنما هو صادر، وناتج عما اتصف به من الكمال الذي تضمنته أسماؤه الحسنى، أما نحن فنحصل الكمالات بفعالنا.

لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر، والإقدام قتّال[8]

 مع أن هذا البيت غير صحيح في شطره الثاني، لا الجود يفقر، ولا الإقدام قتال، لكن المقصود أن تحصيل المعالي، والكمالات بالنسبة للمخلوقين يحتاج منهم إلى مجاهدات، وبذل، وسعي، وعمل.

ومن يتهب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر[9]

فالذي يتهيب المعالي يرضَ لنفسه دائمًا بالمهانة، والضعة، والذل، كما هو معلوم، اتضح هذا؟

كمالاتنا من أفعالنا، يقال: كريم، شجاع، حليم، صبور، من أفعاله، أما الله فمن أسمائه: العليم، الحكيم، الرزاق، الجبار إلى آخره، فيصدر عن ذلك ألوان الكمالات، واضح الفرق.

يقول: فاشتقت له الأسماء، يعني: للمخلوق بعد أن كمل بالفعل، يقال: كريم، الآن احتجنا لما رأينا منه الكرم، شجاع لما رأينا منه الشجاعة، لكن قبل ذلك ما يقال له هذا.

والرب لم يزل كاملاً، فحصلت أفعالهُ عن كماله، بأنه كامل بذاته وصفاته، ولهذا تجدون في شرح الطحاوية أنه لم يستحق اسم الخالق بعد أن وجد المخلوق، ولا الرازق بعد أن وجد المرزوق، وما إلى ذلك[10].

" 833- إحصاء أسماء الله الحسنى، والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم، فإن المعلومات القدرية والشرعية صادرة عن أسماء الله وصفاته؛ ولهذا كانت في غاية الإحكام والصلاح والنفع".

هذه الفائدة في إحصاء أسمائه الله -تبارك وتعالى- والعلم بها، أنها أصل للعلم بكل معلوم، باعتبار أن المعلومات القدرية والشرعية صادرة عن أسمائه وصفاته؛ ولهذا كانت في غاية الصلاح والنفع، وقد مضى الكلام على هذا في الكلام على الأسماء الحسنى.

على كل حال هو يذكر هذا المعنى هنا ببسط أكثر، يقول: فإن المعلومات سواه إما أن تكون خلقًا له أو أمرًا، الأمر والنهي، التشريع، إما علم بما كونهُ، أو علم بما شرعهُ، ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى، وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه، فالأمر كله مصدره عن أسمائه الحسنى، وهذا كلهُ حسن، الأمر قال: لا يخرج عن مصالح العباد، والرأفة، والرحمة بهم، والإحسان إليهم بتكميلهم بما أمرهم به، ونهاهم عنه، فأمره كلهُ مصلحة، وحكمة، ورحمة، ولطف، وإحسان، إذ مصدره أسماؤه الحسنى، وفعله كله لا يخرج عن العدل، والحكمة، والمصلحة، والرحمة إذ مصدره أسماؤه الحسنى، فلا تفاوت في خلقه، ولا عبث، ولم يخلق خلقهُ باطلاً، ولا سدى، ولا عبثًا، وكما أن كل موجود سواه فبإجاده، فوجود من سواه تابع لوجوده، تبع المفعول المخلوق لخالقه، فكذلك العلم به تعالى أصل للعلم بكل ما سواه، فالعلم بأسمائه وإحصاؤها أصل لسائر العلوم، فمن أحصى أسماءه كما ينبغي للمخلوق؛ أحصى جميع العلوم، إذ أحصاء أسمائه أصل لإحصاء كل معلوم؛ لأن المعلومات هي من مقتضاها، ومرتبطة بها، يقول: وتأمل صدور الخلق والأمر عن علمه وحكمته تعالى؛ ولهذا لا تجد فيه خللاً، ولا تفاوتا، إلى آخر ما ذكر.

انظر الآن، الخلق والأمر، خلقهُ -تبارك وتعالى- إذا نظرت إليه فإنهُ دال على الحكمة، نحن ألسنا في كل درس من دروس الحسنى نقول: ما يدل عليه هذا الاسم من جهة ما يؤثره الإيمان بهذا الاسم من جهة، وكذلك ما يؤثره هذا الاسم في الخلق والأمر.

فحينما نتحدث مثلاً عن اسم الله الحكيم، نقول: ما يؤثره هذا في الخلق، نقول: تجد المخلوقات في غاية الإحكام، والدقة، ونزول الأقوات، والأرزاق بما يحصل به الكفاية، ونذكر لكم أمثلة واقعية من الحيوانات، والطيور، وأنواع المخلوقات، والأشياء الدقيقة في العالم العلوي والسفلي، مما يدل على هذه الحكمة في خلقه -تبارك وتعالى-.

وقل مثل ذلك في أمره فحينما نقول مثلاً: بأن الله أعطى المرأة نصف الميراث، قد تقول المرأة، أو بعض الناس: لماذا يكون هذا التفريق؟ وقد ذكر هذا في مناسبات شتى في دروس الأسماء الحسنى، فهذا الرجل ينتظر النقص دائمًا، والمرأة تنتظر الزيادة دائمًا، فالمرأة يجب أن ينفق عليها وليها، الأب، أو الزوج، أو غير ذلك، وأما الرجل فهو الذي ينفق، يتولى النفقة.

المرأة تنتظر المهر إذا تزوجت، فهي جاهزة للزواج دائمًا، أما الرجل فيحتاج أنه يعمل، ويدرس طويلاً، ويجمع المال، ويقترض، وتركبه الديون، حتى يتزوج، يدفع المهر لها، وهي تأخذ المهر، وما تكتسبه من مكاسب، وما عندها من رواتب، وما عندها من حسابات، لا يحق للرجل أن يأخذ منه قليلاً ولا كثيرًا بغير طيب نفسها ورضاها، فهي تكتنز، ما عليها إلا أن تخرج الزكاة، وأما الرجل فهو ينفق دائمًا، ويبذل، وينفق عليها وجوبًا، ولو كانت غنية، ثم إذا مات فإنها ترثه.

فهل يسوى بين ميراث الذكر، وميراث الأنثى بهذا الاعتبار، ألا يكون ذلك من قبيل الظلم، ولهذا لا يقال: بأن هذا الدين هو دين المساواة، بحال من الأحوال، ليس هذا دين المساواة، بل هو دين العدالة؛ لأن المساواة تكون ظلمًا في بعض الأحيان -كما هو معلوم- كيف تساوي بين المختلفين، هذا لا يمكن، فهذا كله يدل على حكمته -تبارك وتعالى-.

وقل مثل ذلك في أشياء، وأشياء، وأمثلة، وصور نذكرها في الكلام على قضايا أو أسماء مثل الكلام على الرزاق مثلاً، حينما نتحدث عن هذا الاسم الكريم، وما يدل عليه، وآثار هذا الاسم في الخلق، آثاره في الخلق ما نراه من رزق هذه الأشياء، ومثلنا لكم، قلنا: لو نظر الإنسان إلى الحجاج من مكان مرتفع، هؤلاء الذين يملؤون المشاعر، لو كفل، أو وكل أمر هؤلاء بأحد المخلوقين، مهما كان، هل يستطيع أن يوصل لكل هؤلاء ما يحتاجون إليه؟ أبدًا.

لو وكل الإنسان بجزء من أجزائه، وبعض من أبعاضه كالرئة، قيل له فقط: أنت مسؤول عن رئتك، تنفخ فيها، والأطباء أحصوا كم يكون من التنفس، عدد مرات التنفس في اليوم، والليلة، في 24 ساعة، لو قيل له فقط: أنت مسؤول عن هذه الرئة، تنفخ، هل يقدر ينام؟ يستطيع أن يأكل؟ يستطيع أن يتحدث مع الناس؟ يستطيع أن يذهب إلى عمله، يقود السيارة؟ وهو فقط بالرئة، من المتكفل بهؤلاء جميعًا؟ هو الله -تبارك وتعالى-.

فهنا إحصاء أسمائه -تبارك وتعالى- والعلم بها، أصل للعلم بكل معلوم، فإذا نظرت إلى الشريعة: الأمر والنهي، ونظرت إلى الأقدار الواقعة، والأرزاق المقسومة، وما إلى ذلك من الأمور عرفت كثيرًا مما تدل عليه هذه الأسماء والصفات من الكمالات، فذلك يرجع إلى كماله في أسمائه وصفاته، لعل هذا القدر يوضح المراد.

"834- ومراتب إحصاء أسماء الله التي من أحصاها دخل الجنة ثلاثة: حفظها، وفهمها، ودعاء الله بها دعاء عبادة، ودعاء مسألة".

مراتب إحصاء أسماء الله، النبي ﷺ قال: إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة[11] قلنا هناك في الكلام على الأسماء الحسنى: أن معنى إن لله تسعة وتسعين ليس معناها أن مجموع أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين، هذا خطأ؛ لأن أسماء الله كما قال النبي ﷺ: أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك[12] فلا يحصي أسماء الله إلا الله، لكن هذه الأسماء منها هذا العدد، أن لهُ تسعة وتسعين اسمًا، لها خاصية معينة، أن من أحصاها دخل الجنة، فالكلام متصل: إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة من أحصا هذا القدر، هذه الأسماء من أحصاها دخل الجنة، وليست هذه جملة منفصلة، وهذه جملة منفصلة، وإنما خبر متصل، وإلا فأسماء الله أكثر من هذا، وقد أخفاها، يعني: لم تحدد هذه الأسماء لا في القرآن ولا في السنة، وقد ذكرنا هناك بأن ذلك إخفاء ساعة الجمعة، وليلة القدر؛ من أجل أن يجتهد المكلف في طلبها، والعمل على تحصيلها من أحصاها دخل الجنة.

هذا الإحصاء هل هو مجرد حفظ الأسماء؟ ذكرنا الخلاف في هذا، في الكلام في الأسماء الحسنى، وأن من العلماء من يقول هذا، يقول: فقط بالحفظ، معرفة هذه الأسماء، وبعضهم يقول غير ذلك، فابن القيم هنا -رحمه الله- يجعل هذا الإحصاء بثلاثة أمور:

الأول: إحصاء الألفاظ، العدد، يعد، يعرف هذه الألفاظ، يحصيها، يجمعها.

الثاني: الفهم، يفهم معانيها، وما دلت عليه.

الثالث: أن يدعو الله بها، الدعاء بنوعيه، دعاء العبادة والثناء، ودعاء المسألة، وقلنا: إن دعاء العبادة معناه: أن يتعبد ربه -تبارك وتعالى- بمقتضاها، مثلاً من أسمائه التواب، كيف نتعبد الله بهذا الاسم؟ أن نتوب[13].

حينما نصلي لله -تبارك وتعالى- فنحن نسأله بفعلنا هذا، أليس كذلك؟ حينما نصوم، نحن سائلون بفعلنا، هذا الذي يصوم، ويصلي، ويعتكف، هو ماذا يريد؟ هو يريد ما عند الله، فهو سائل بفعله، ودعاء المسألة هو الذي يقول: يا رب، فصار الدعاء على نوعين، السؤال على نوعين:

دعاء عبادة: أن تتعبد؛ من أجل أن يمنحك، أن يعطيك، وأن تطلب بدعائك، تقول: يا رب أعطني، يا رب ارزقني، هذا يسمى دعاء مسألة، فهنا أن ندعوه بها وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180] إذًا من أحصاها دخل الجنة، عند ابن القيم -رحمهُ الله- يحتاج إلى هذه الأمور الثلاثة، أن يعرف الألفاظ، ويعرف المعاني، وأن يتعبد ربهُ بمقتضاها، بالدعاء، وبالتعبد بأنواع العبوديات، بمقتضى هذه الأسماء[14] هذا واضح، والعلم يدعو إلى العمل، يعني: نحن نحتاج أن نبدأ، نقرأ في كتب الأسماء الحسنى، ونتعرف على هذه الأسماء، ونفهم معانيها، هاتان خطوتان، باقي العمل.

"835- الإلحاد في أسماء الله يدخل فيها نفيها، وتعطيلها، أو تشبيهها بصفات المخلوقين، أو تسمية المخلوقات بها على الوجه الذي يختص بالله، ويدخل في ذلك التحريف الباطل".

كما قلت لكم: بأن الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمهُ الله- يختصر، ويلخص في هذه الفوائد، والضوابط التي يذكرها[15] وهذا كثير في كتب ابن القيم كما سبق، ولذلك ما احتاج كل مرة أن أنبه عليه، الإلحاد في أسمائه -تبارك وتعالى- وصفاته.

الإلحاد أصلهُ: الميل كما هو معروف، والمقصود: العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها، هذا هو الإلحاد، مأخوذ من الميل، هذا الإلحاد يقع على صور متعددة، الحافظ ابن القيم -رحمهُ الله- ذكر خمسًا منها، فمن هذه الصور: أن تسمى بها الأصنام، كما قيل: بأنهم سموا اللات من الإلهية، يضاهئون اسم الله، مع أن هذا ليس محل اتفاق، والعزى من العزيز، ويسمون الصنم: إلهًا، فهذا نوع.

النوع الثاني: أن يسمونه بما لا يليق به -تبارك وتعالى- كتسمية النصارى لهُ: بالأب، يقولون: الأب، وتسمية الفلاسفة له: بالعلة الفاعلة، وهذا سوء أدب مع الله -تبارك وتعالى- لو جاءك أحد، وسماك بغير الاسم الذي سماك به أبوك، هل تقبل؟ لا، هذا في مخلوق، فكيف بالخالق أن يسمى بغير ما سمى به نفسه.

النوع الثالث: أن يوصف بما يتنزه عنه من النقائص كقول اليهود: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ [آل عمران:181] وقالوا: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا [المائدة:64].

والنوع الرابع: أن تعطل هذه الأسماء من الصفات، كما قلنا: تعتبر كما يقول بعض الجهمية: أن تعطل من الأوصاف، يقال: هي مجرد أعلام محضة، ما تدل على صفات، فيسمى بالعزيز، والحكيم، والقدير، والعليم، والسميع، والبصير، ولا سمع، ولا بصر، ولا حكمة، ولا يثبتون شيئًا من هذا، وأنا أتعجب كثيرًا كيف يتعبدون ربهم هؤلاء؟

الإنسان يتعبد ربه، ولا يؤمن أنه رحيم، ولا عليم، ولا حكيم، ولا خبير، كيف تكون حاله، وكيف تكون نفسه؟ -نسأل الله العافية- شيء لا يكاد يتصور.

النوع الخامس الذي ذكره هو: أن تمثل أو تشبه صفاته بصفات المخلوقين، فيقال: سمعه كسمعنا، وبصره كبصرنا، وما إلى ذلك، فهذا كله من أنواع هذا الإلحاد، قال الله: وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ [الأعراف:180] ما الذي يدخل تحته هذه الأنواع وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ [الأعراف:180].

"836- القول الجامع في تفسير الصراط المستقيم: هو الطريق الذي نصبه الله لعباده على ألسنة رسله، وجعله موصلاً لعباده إليه، ولا طريق لهم سواه، وهو إفراده بالعبودية، وإفراد رسله بالطاعة، وهو مضمون شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده، ورسوله، ونكتة ذلك، وعقده أن تحبه بقلبك كله، وترضيه بجهدك كله، فلا يكون في قلبك موضع إلا معمور بحبه، ولا تكون لك إرادة إلا متعلقة بمرضاته، وهذا هو الهدى، ودين الحق، وهو معرفة الحق والعمل به، وهو معرفة ما بعث الله به رسله والقيام به؛ فقل ما شئت من العبارات التي هذا أحسنها، وقطب رحاها".

الله أكبر، هذا الكلام طبعًا اختصره الشيخ، وهو جميل جدًا في موضعه الأصلي، من كلام ابن القيم، فيحسن مراجعته، لكنه -على كل حال في هذا الإجمال، والاختصار- يؤدي المعنى المطلوب، فهو الصراط المستقيم، حينما نقول: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا [الفتح:2] وما أشبه ذلك، بعضهم يقول: الصراط المستقيم هو: الإسلام، وبعضهم يقول: القرآن، وبعضهم يقول: اتباع الكتاب والسنة، وبعضهم يقول: اتباع الرسول ﷺ وهذا كله يرجع إلى شيء واحد، هذا الذي يسمونه اختلاف التنوع، اختلاف في العبارات، والمؤدى واحد.

فهنا يقول: القول الجامع فيه، يعني: على نوع عبارات السلف في التعبير عن الصراط المستقيم ما هي العبارة الجامعة؟ التي تنتظم ما قالوه، يقول: هو الطريق الذي نصبه الله لعباده على ألسنة رسله، وجعله موصلاً لعباده إليه، الطريقة التي شرعها، ووضحها، وبينها، وأرسل الرسل الداعين إليها، قال: ولا طريق لهم سواه، ولهذا يقول: اهْدِنَا الصِّرَاطَ [الفاتحة:6] دائمًا يفرد وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ [الأنعام:153].

فالطرق الأخرى كثيرة، الطرق إلى النار، اللبرالية، الطرق الأخرى، النصرانية، البوذية، اليهودية، الهندوكية، السيخ، العلمانية، كل هذه طرق تؤدي إلى النار، قال: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا [الأنعام:153] والصراط المستقيم هو الذي الله -تبارك وتعالى- رسمه، وأرسل به رسلهُ، ما في صراط، ولهذا دائمًا يذكر مفردًا صِرَاطِي [الأنعام:153] وأما السبل، فتذكر مجموعة، قال: وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153] والنبي ﷺ خط خطوطًا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: هذه سبل قال يزيد: متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ الآية[16].

قال: ولا طريق لهم سواه، وهو إفراده بالعبودية، وإفراد رسوله بالطاعة، لاحظ هنا توحيد المعبود، وتوحيد الرسول، توحيد المعبود بالطاعة، والعبادة، وتوحيد الرسول بالاتباع.

فلواحد كن واحدًا في واحد أعني سبيل الحق والإيماني[17]

 فلواحد هو الله، كن واحدًا في توجهك وقصدك.

فلواحد كن واحدًا في واحد، طريق واحد هي التي شرعها، وأرسل بها الرسل -عليهم الصلاة والسلام- فلواحد كن واحدًا في قصدك، وتوجهك، لا تلتفت هنا، وهنا، وهنا تعبد الله، وتعبد غير الله

فلواحد كن واحدا في واحد، الصراط المستقيم، أعني سبيل الحق والإيمان

قال: وهو مضمون شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول لله ﷺ فمن شهادة أن لا إله إلا الله: أن لا تعبد غيره، يعني: لا معبود بحق إلا الله، وأن محمدا رسول الله، أن يكون هو القدوة والأسوة، فتتبعهُ ﷺ وتطيعهُ فيما أمر به لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21].

قال: ونكتة ذلك، وعقده: أن تحبه بقلبك كله، وترضيه بجهدك كله، يعني: الآن القلب أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، لا يوجد في القلب محبة تنازع محبة الله وتزاحمها، وإلا فإن القلب يتفرق ويتشتت، وإذا أرادت أن تعرف هذا انظر إلى حال الذين توجد في قلوبهم محبة تزاحم محبة الله، وقد مضى الكلام على هذا في الأعمال القلبية، وفي أيضًا الكلام على كتاب العبودية، لشيخ الإسلام في أول هذا الكتاب.

قلنا: الذي يعشق الصور، امرأة، أو نحو ذلك، قلبه يتعذب، ويتشعب، ويتشتت، ويتفرق، وهكذا من كان مبتلى بعبودية أخرى، كحب المال الذي يتحول معه هذا المال إلى معبود، فمثل هذا يعذب به، فكل من تعلق قلبه بغير الله عذب به؛ لأن هذا القلب قد ركب تركيبًا خاصًا، فهو لا يصلح إلا أن يعبد لربه، وخالقه وحده، دون ما سواه، وإلا يتعذب، فإذا ابتعد عنه؛ استوحش، يجد وحشة، ويجد ضيقًا، ويجد ألمًا، ويجد عصرة، وقلقًا، وتجده يذهب، ويسافر، ويتنزه، ويذهب يمينًا ويسارًا، وداخل البلاد وخارجها، ويذهب للبرية والبحر، وما إلى ذلك، وهو ينقل معه هذه الوحشة حيثما ارتحل، ثم يرجع بها ثانية كما قال ذاك:

أطوّف ما أطوّف ثم أوي إلى بيت قعيدته لكاعي[18]

فهو يرجع إلى نفس النتيجة.

يقول: وترضيه بجهدك كله، إذًا القلب وعمل الجوارح، فلا يكون في قلبك موضع إلا معمور بحبه، ولا تكون لك إرادة إلا متعلق في مرضاته، هذا هو منتهى العبودية، وهو الذي يورث كمال اللذة والسعادة والانشراح في الدنيا قبل الآخرة، وهذا الذي قال فيه شيخ الإسلام: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة"[19] وهي التي قال فيها العابدون: "إننا لفي سعادة لو علم بها أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف"[20] يقصدون هذا، والآخر الذي يقول: "إني لأفرح بالليل"[21] يفرح بالليل من أجل مناجاة الله والثالث الذي يقول:

إني إن الليل ليرد على فيهولني فينقضي وما قضيت منهُ أربي[22]

الليل يمر كأنهُ دقيقة عنده؛ لأنه بدأ يناجي ربه، فيمضي الليل سريعًا؛ لأن مناجاة الحبيب الوقت معهُ لا يشعر به الإنسان، أليس كذلك؟

يقول: وهذا هو الهدى ودين الحق، وهو معرفة الحق والعمل به، وهو معرفة ما بعث الله به رسله والقيام به، فقل ما شئت من العبارات في هذا التي هذا أحسنها، وقطب رحاها، كلام في غاية النفاسة.

"837- ينبغي لمن دعا الله بأسمائه الحسنى أن يسأل في كل مطلوب، ويتوسل إليه بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله حتى كأن الداعي يستشفع إليه متوسل إليه به".

هو هذا، يعني: ما يأتي، ويقول مثلاً: يا قوي يا عزيز أرحمني، وانما يقول: يا رحمن يا رحيم أرحمني، ويقول: يا قوي يا عزيز يا جبار أهلك الكافرين، أهلك الظالمين، أهلك المجرمين، أهلك المفسدين، وما إلى ذلك، فيدعو في كل اسم: يا رزاق ارزقني، وهكذا.

"838- البركة المضافة إلى الله نوعان: بركة هي فعله تعالى، والفعل منه بارك".

الآن البركة المضافة إلى الله، بركة هي فعله تعالى.

 

  1. انظر: بدائع الفوائد (3/214).
  2. انظر: بدائع الفوائد (3/215).
  3. انظر: مفتاح العلوم، للخوارزمي (1/424).
  4. أخرجه مسلم، كتاب الفضائل، باب في أسمائه -صلى الله عليه وسلم- برقم (2354).
  5. انظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (13/341).
  6. أخرجه البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برقم (3)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برقم (160).
  7. انظر: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، لابن القيم (2/306).
  8. انظر: الأمثال السائرة من شعر المتنبي، لابن عباد الطالقاني (65).
  9. انظر: صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال، لحسين مهدي (1/212).
  10. انظر: العقيدة الطحاوية، لابن تيمية (17 - 21).
  11. أخرجه البخاري، كتاب الشروط، باب ما يجوز من الاشتراط والثنيا في الإقرار، والشروط التي يتعارفها الناس بينهم، وإذا قال: مائة إلا واحدة أو ثنتين، برقم (2736)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها، برقم (2677).
  12. أخرجه أحمد في مسنده، برقم (4318)، وصححه الألباني في الكلم الطيب، برقم (124).
  13. انظر: فائدة جليلة في قواعد الأسماء الحسنى، لابن القيم (30، 31).
  14. انظر: المصدر السابق (30، 31).
  15. انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي (309).
  16. أخرجه أحمد في مسنده، برقم (4142)، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح، برقم (166).
  17. انظر: غاية الأماني في الرد على النبهاني، لأبي المعالي الألوسي (2/363).
  18. انظر: الكامل في اللغة والأدب، لأبي العباس المبرد (1/208).
  19. انظر: المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام، لابن تيمية (1/153).
  20. انظر: كتاب الزهد الكبير، للبيهقي (81).
  21. انظر: مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار، لأبي محمد السلمان (1/287).
  22. انظر: صفة الصفوة، لابن الجوزي (1/380).

مواد ذات صلة