الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعدُ:
فهذا باب: فضل حلق الذكر والندب إلى ملازمتها والنهي عن مفارقتها لغير عذر.
حلق الذكر جمع حَلْقة، وذكر بعضهم أنه جمع حَلَقَة، والأول هو المشهور، وأن الحَلَقَة: جمع حالق، يقال: هؤلاء حلقة، ويقال: حلق الذكر، وبعضهم ضبطه بفتحتين.
والندب إلى ملازمتها يعني: أن ذلك لا يجب، والنهي عن مفارقتها لغير عذر؛ لأن ذلك ليس بمحمود؛ لأنه يدل على زهد فيما عند الله -تبارك وتعالى- وفي الخير -كما سيأتي- في بعض أحاديث الباب.
قال الله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف:28] الآية، اصبر نفسك هذا يدل على أن ملازمة هؤلاء الذين يريدون ما عند الله -تبارك وتعالى-، وليس للنفس حظ دنيوي، ومصلحة قريبة عاجلة في مجالستهم: أن ذلك مما يتطلب مجاهدة، فيحتاج إلى صبر، وهذا مما يجده الإنسان في نفسه، فقد يثقل على كثير من الناس الجلوس في مجالس الخير والذكر والعلم، وما أشبه ذلك، ويذكره الإنسان حاجته، ولربما استطال المكث، ولو لدقائق من أجل أن يستمع كلمة قد ترفعه وتنفعه، وقد يكون فيها خلاصه ونجاته في آخرته.
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ [الكهف:28] وهذا الخطاب موجه للنبي ﷺ ولا شك أنه متوجه أيضًا إلى أمته، فإذا كان النبي ﷺ مطالب بذلك فغيره من باب أولى، مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ [الكهف:28] فذكر الغداة والعشي يحتمل: أن ذلك مما قُصد، باعتبار أن الذكر مطلوب في طرفي النهار، بالغداة: أول النهار، والعشي: آخر النهار، وهذا يدل عليه نصوص في الكتاب والسنة لا تخفى.
ويحتمل: أنه ذكر طرفي الشيء، والمراد الاستغراق والاستيعاب؛ لأن العرب من عادتهم أنهم يذكرون الطرفين ويقصدون ما بين ذلك، يقصدون ما هو أعم من هذا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ [الشعراء:28] كذلك أيضًا هو رب كل شيء ؛ ولهذا قال الله -تبارك وتعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191] وهم في كل حالاتهم يشتغلون بذكره -تبارك وتعالى-، ولكن الذكر يتأكد في هذين الوقتين في طرفي النهار، فيكون ذلك مقصودًا بالإضافة إلى المعنى الآخر، وهو استغراق الأوقات بذكر الله -تبارك وتعالى- بأنواعه.
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الكهف:28] يعني: أنهم لا يفعلون ذلك رياء وسمعة وطلبًا لحظ دنيوي، ويتصنعون بذلك من أجل تحصيله، والوصول إليه.
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف:28] لا يكون التفاتك إلى غير هؤلاء، ولو كان عندهم شيء من المكاسب والمطامع والأمور التي تستهوي الناس، مما يطمح إليه كثير من النفوس من زهرة الحياة ومشتهياتها.
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف:28] هذه الأوصاف الثلاث: لا تصحب صاحبها، ولا تطعه، ولا يكن مستشارًا لك، ولا ناصحًا؛ لأن ذلك الموصوف لم ينصح لنفسه، ولم ينفع نفسه، ولم يرتفع بعمله، وإنما صار مضيعًا، فهذا الذي أغفل الله قلبه عن ذكره لربما يدعوك إلى ما هو عليه من الاشتغال باللذات والشهوات، ولربما كان موسوسًا لك بأمور ربما تقع في القلب فلا تخرج منه، كأن يقول الإنسان لغيره مثلاً: تمتع بأيام الشباب، والآخرة تدرك بما هو دون ذلك، وما أشبه ذلك من ألوان التعويق والتثبيط.
ثم ذكر حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ: إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر -يعني يبحثون عنهم ويطلبونهم- فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم -يدعو بعضهم بعضًا وجدنا البغية والمطلب- فيجتمعون، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا يعني: أن بعضهم يغشى بعضًا، ويحفونهم يعني: يحوطونهم من كل ناحية بالأجنحة، تصور لو أننا نرى الملائكة لرأينا هذا العدد الهائل من الملائكة إلى السماء الدنيا تحوط أهل الذكر وتغشاهم وتحفهم بأجنحتها، فإن هذا أمر لا يمكن أن يفرط معه الإنسان بمجالس الذكر بحال من الأحوال، ولا يستوحش منها، وكون الإنسان تحفه الملائكة فهذا لا شك أنه يؤثر في قلبه آثارًا من الطمأنينة والأمن والسكينة والراحة القلبية والنفسية، ما لا يقادر قدره، هؤلاء تحفهم الملائكة، وغيرهم قد تحفهم الشياطين، وشتان بين من تحفه الشياطين في مجالس الغفلة واللهو والتضييع والتفريط، وبين من حفته الملائكة إلى السماء الدنيا، هذا يدل على كثرتهم كثرة كاثرة.
فيسألهم ربهم -وهو أعلم- ما يقول عبادي؟ هذا السؤال للتنويه بشأنهم، وتعظيم قدرتهم ومنزلتهم.
قال: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك التمجيد بمعنى: إضافة أوصاف الكمال لله -تبارك وتعالى- ذلك هو التمجيد مما فيه يدخل فيه التعظيم، فالمجد يكون من مجموع أوصاف كاملة، فذلك هو المجد، ومن جمع أوصاف الكمال يقال له: ماجد، يمجدون الله ، فهذا الذي ذكره هنا التسبيح: سبحان الله، والتكبير: الله أكبر، والتحميد: الحمد لله، والتمجيد: إضافة أوصاف الكمال لله هذا أخذ منه بعض أهل العلم كالحافظ ابن حجر -رحمه الله- إلى أن المقصود بذلك مجالس الذكر، وليس مجالس الحديث والعلم[1]، ويدخل فيه قراءة القرآن؛ لما جاء في بعض الروايات وبعض الأحاديث: من أنهم يقرؤون القرآن، يتلون كتاب الله، فهم داخلون في ذلك، لكن هل يدخل في هذا دروس العلم وقراءة الحديث ودراسته، وما أشبه ذلك؟
من أهل العلم من قال: نعم إنه داخل فيه؛ لأن هذا داخل في جملة الذكر: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم[2]، كيف يتدارسونه بينهم؟ يتدارسون المعاني، فدخل فيه مجالس العلم والتفسير والاستنباط من الكتاب والسنة، وما أشبه ذلك، هكذا حمله بعض أهل العلم على هذا المعنى الأوسع.
فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا، والله ما رأوك، فيقول: كيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدًا، وأكثر لك تسبيحًا، فيقول: فماذا يسألون؟ هذا يدل على أن هذا المجلس مشتمل على الدعاء، وأنه يدخل في هذه المجالس التي تحفها الملائكة: الدعاء، أنهم يدعون، ولاحظ أن هؤلاء يجتمعون في مجلس واحد، فيذكرون الله -تبارك وتعالى-، لكن ما صفة هذا الذكر؟ تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير ومدارسة للقرآن... إلى آخره، فعندنا صور.
وابن مسعود لما بلغه عن قوم قد اجتمعوا في المسجد، ومعهم حصاة، فيقول أحدهم: سبحوا مائة، فيسبحون مائة، يقول: كبروا مائة، فيكبرون مائة، ويحسبون بالحصاة، فجاءهم ابن مسعود وقال: إما أنكم على ملة هي أهدى من ملة رسول الله ﷺ، أو أنكم على باب ضلالة، فقالوا: يا أبا عبد الرحمن والله ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لا يصيبه! وقال: أحصوا سيئاتكم، فإني ضامن أن لا يضيع الله من حسناتكم شيئًا[3].
فهذا ابن مسعود أنكر أن يجتمع الناس، ويحسبون: سبحوا مائة، وكبروا مائة، وهللوا مائة، أن هذه الصفة غير مشروعة، طيب إذًا هؤلاء يسبحون ويذكرون الله -تبارك وتعالى-، فيمكن أن يأتي هذا بصور غير ما أنكره ابن مسعود وغير الإحصاء والعد، سبحوا مائة... إلى آخره، أو رسائل الجوال: قلها عشر مرات، وإلا قلها كذا مما لم يرد فيه تحديد عن الشارع، ثم يقول لك: أرسلها لعشرة، أو نحو هذا، فهذا كله غير مشروع، لكن يمكن أن يجلس الناس، ويذكرون آلاء الله -تبارك وتعالى- وتلهج ألسنتهم بتسبيحه وتعظيمه وتكبيره مما يعرفون من أوصاف كماله، ونعوت جلاله -تبارك وتعالى- يمكن هذا، ويمكن أن يُعلَّم الناس، ويذكروا ما جاء بفضل التحميد والتهليل والتكبير والتسبيح، فيكون المجلس عامرًا بالتهليل والتكبير، وما أشبه هذا، فكل ذلك داخل فيه، وقراءة القرآن، أو ما يسمى بالقراءة بالإدارة؟ القراءة بالإدارة يقرأ هذا ربع مثلاً أو وجه، وهذا يقرأ وجهًا آخر، وهذا بعده يقرأ وجهًا آخر، فهذا إن كان للتعليم وتصحيح القراءة فلا إشكال فيه، وهو داخل في الحديث، أما إن كان للتعبد فقط، فهذا بعض أهل العلم قال: إنه غير مشروع، وأن هذا العمل لم يرد عن النبي ﷺ، ولا عن أصحابه، وأن ذلك يعطل البقية، يعني واحد يقرأ والبقية يستمعون، ولو أنهم قرؤوا لكان خيرًا لهم، ولا يكون على سبيل التعليم، فبعضهم رأى أنه غير مشروع يسمونه القراءة بالإدارة، وبعضهم قال: بدعة، وبعضهم قال: يشرع، وهو داخل في الحديث ما اجتمع قوم وممن افتى بهذا وقال: إنه مشروع، وداخل في معنى الحديث سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-[4].
على كل حال هنا قال: فما يسألون؟ قال: يقولون: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا، والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصًا، وأشد لها طلبًا، وأعظم فيها رغبة، قال: فمما يتعوذون؟ قال: يتعوذون من النار، قال: فيقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله ما رأوها، فيقول: كيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارًا، وأشد لها مخافة، قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم ولاحظ هنا ما حددت شيئًا من الذنوب، فأطلقه، وهذا النوع مما يسمى بعموم المقتضى يحمله أهل العلم على العموم، فيدخل كل الذنوب، وهل يدخل فيه الكبائر؟ يحتمل، وإن كان المشهور عند أهل العلم أن الكبائر لا بدّ لها من توبة.
قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان، ليس منهم، وإنما جاء لحاجة يعني: جاء يطلب أحد دينًا مثلاً، أو لغير ذلك، فوجدهم في هذا المسجد، أو في هذا المكان، فجلس قال: هم الجلساء، لا يشقى بهم جليسهم[5]، متفق عليه، يعني: أخرجه البخاري ومسلم، وهذا أصح أنواع الصحيح.
ولاحظ هم الجلساء دخول (أل) هذه تدل على الكمال في النسبة، يعني: هؤلاء هم الجلساء، يعني: الكمل الذين يستحقون أكمل الأوصاف، أو أكمل ما يكون من هذا الوصف، يعني: هؤلاء هم الجلساء الكاملون، كما تقول مثلاً: هذا العطاء، يعني هذا العطاء الكامل، وهذا الكلام، أي: هذا الكلام الجيد الصحيح الجزل، وتقول: هذا التخطيط، وهذا التفكير، وهذا النظر الصائب في الأمور، يعني: هذا النظر الكامل، وما أشبه ذلك.
وفي رواية لمسلم: عن أبي هريرة عن النبي ﷺ: قال: إن لله ملائكة سيارة[6] سيارة يعني: يسيحون، هذه مهمتهم فُضُلاً وضبطه بعضهم: فَضْلاً، وضبطه بعضهم بغير ذلك، فضلاً يعني زيادة على الحافظين الكرام الكاتبين، الذين يكتبون الأعمال وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:10-12] غير هؤلاء، غير الرقيب والعتيد الذي يرصد الحسنات والسيئات، هؤلاء فضلاً، أي زيادة على هؤلاء، هؤلاء ليس لهم مهمة، إلا أنهم يسيحون، فيبحثون عن مجالس الذكر.
يتتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكر قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضًا بأجنحتهم حتى يملؤا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا تفرقوا يعني: تفرق أهل الذكر؛ لأنهم يجلسون ساعة أو أكثر أو أقل، فلا يقومون حتى يتفرق الناس فيعرجون، ويصعدون إلى السماء عندهم خبر الآن فيسألهم الله وهو أعلم لأن الله يرى ويسمع، لا يخفى عليه خافية من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك هذا صريح في أن هذا مجلس مشتمل على الدعاء قال: وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتك، قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا، أي رب، قال: فكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك، قال: ومم يستجيروني؟ قالوا: من نارك يا رب، قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونك، فيقول: قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا، قال: فيقولون: رب فيهم فلان عبد خطاء، إنما مر فجلس معهم، فيقول: وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم لاحظ هنا غفر لهم، قال: قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا يعني: أجاب دعاءهم، فدل على أن هذا من مواطن إجابة الدعاء، ومن هنا فإن الإنسان قد يدعو في مجلس ذكر رجاء أن يحصل ذلك وأجرتهم مما استجاروا يستعيذون من شيء من النار، من أمور مخوفة، فيجيرهم الله منها.
ويفسر ذلك أيضًا الحديث الآخر، وهو مرتبط تمام الارتباط بالمعنى، حديث أبي هريرة وحديث أبي سعيد -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله ﷺ: لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده[7].
والسكينة فسرت بتفسيرات كثيرة هي تأتي قريبة من معنى الطمأنينة، وراحة النفس والقلب والسكون؛ لأن معنى السكون متحقق فيها قطعًا، سكون القلب، وسكون النفس وطمأنينتها، فالذين يجدون القلق والخوف، وما يسمى بالرهاب الاجتماعي، وخوف لا يعرف ما سببه، يخاف من الاختلاط بالناس يتخوف منهم، ويتخوف من أمور لا يدري ما هي أين العلاج؟ قد يعطيه الطبيب أدوية لربما تهدأ من الحالة نوعًا ما، لكنها ليست بعلاج، العلاج في مجالس الذكر، تأتي الملائكة وتغشاه بالسكينة، وتنزل عليه السكينة، فإذا نزلت عليه السكينة تبدت المخاوف.
وأعرف من كان يعاني حتى إن بعضهم يذكر أنه يقوم في منتصف الليل يقول: أرتعش من الخوف، وذهب ذلك عنه وتبددت بماذا؟ بحضور مجالس الذكر.
قال هنا: وذكرهم الله فيمن عنده يعني: من الملائكة، كما قال: وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم[8]، فذكر الله -تبارك وتعالى- كله خير في العاجل والآجل، فلا ينبغي للإنسان أن يكسل في ذلك، أو يفتر عنه، أو أن يزهد فيه، أو يشتغل عنه بغيره.
فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.
- فتح الباري لابن حجر (11/212).
- أخرجه أبو داود في باب تفريع أبواب الوتر، باب في ثواب قراءة القرآن برقم (1455) وصححه الألباني.
- مسند الدارمي ت الزهراني (1/120) (211) وينظر الصَّحِيحَة (2005).
- مجموع فتاوى ابن باز (24/376).
- أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب فضل ذكر الله -عز وجل- برقم (6408) ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب فضل مجالس الذكر برقم (2689).
- أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل مجالس الذكر برقم (2689).
- أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر برقم (2700).
- أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِرُكُم اللهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28] برقم (7405) ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب الحث على ذكر الله تعالى وباب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى. وفي التوبة باب الحض على التوبة والفرح بها برقم (2675).