الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ثم قال المصنف:
"باب: استحباب تعجيل المسافر في الرجوع إلى أهله إذا قضى حاجته.
عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه، وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره، فليعجل إلى أهله[1]، متفق عليه.
يقول: السفر قطعة من العذاب ثم بيّن وجه ذلك، فقال: يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه يعني: المعهود المعتاد الإنسان ينام في السفر، ويأكل ويشرب، لكن السفر يمنعه طعامه، يعني: ما اعتاده وألفه من الطعام، فإن السفر يحصل به من الأمور العارضة والمشقات ما ينتفي معه معهود الإنسان وعادته.
قال: فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره يعني: قضى حاجته فليعجل إلى أهله متفق عليه، يعجل الرجوع، فلا يمكث.
وقوله: فليعجل إلى أهله إذا كان الإنسان ليس له أهل في بلده مثلاً، هو كذلك يعجل؛ لأن العلة متحققة، وهي أن السفر قطعة من العذاب، يمنع الإنسان ما عهده واعتاده من نوم وطعام وشراب، إلى غير ذلك.
فهذا حاصل لمن له أهل، ولمن ليس له أهل في البلد، فليعجل الرجوع، يعني إلى مقره، ومحل إقامته، ولو لم يكن له أهل فيها، ولو كان أهله معه في السفر؛ لأنهم يلقون من المشقات ما يلقاه المسافر، فذلك يصدق عليهم جميعًا.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
- أخرجه البخاري في أبواب العمرة، باب السفر قطعة من العذاب برقم (1804) ومسلم في الإمارة، باب السفر قطعة من العذاب... برقم (1927).