الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا باب استحباب السلام إذا دخل بيته، قال الله تعالى: فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً [النور:61].
وقد سبق الكلام على هذا المعنى في بعض الأبواب السابقة، وذكرنا كلام أهل العلم فيما يحتمله قوله -تبارك وتعالى: فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ هل المقصود أن يسلم الإنسان على من في بيته، على أهله، على من كان بداخله، أو إن لم يجد أحدًا فإنه يلقي السلام على نفسه، وأنه يحتمل هذا وهذا، وأنه لا مانع من حمله عليهما، فلو لم يكن في البيت أحد فإنه يسلم.
يا بنيّ من باب التلطف، إذا دخلت على أهلك، فهذا يفسر بعض ما يدخل في قوله -تبارك وتعالى: فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ.
قال: فسلم يكن بركة عليك، وعلى أهل بيتك فإذا لم يجد أحدًا فسلَّمَ فإن ذلك يكون بركة عليه، وهنا قال: "يكن بركة عليك"، والله -تبارك وتعالى- يقول: تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً [النور:61]، فمن تعاطى الأشياء المباركة ولابسها ناله من بركتها.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.
- أخرجه الترمذي، أبواب الاستئذان والآداب عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في التسليم إذا دخل بيته (5/ 59)، رقم: (2698).