الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.
ثم عقد المصنف -رحمه الله- باباً آخر، وهو باب ما يقول إذا لبس ثوباً جديداً، وذكر:
"كان رسول الله ﷺ إذا استجدّ ثوباً سماه باسمه" استجد ثوباً: يعني إذا حصل له ثوب جديد، اشترى ثوباً جديداً، أُهدي إليه ثوب جديد "سماه باسمه، عمامة، أو قميصاً، أو رداء". هذا يحتمل أن يكون سماه باسمه عمامة، أو قميصاً، فيكون ذلك تفسيراً لتسميته.
فيقول: اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه... هذه العمامة إلى آخره، أو يقول: اللهم لك الحمد، أنت كسوتني هذا الثوب، اللهم لك الحمد أنت كسوتني هذا الإزار، يحتمل هذا، يعني: يسميه، سواء كان قميصاً، أو عمامة، أو غير ذلك.
ويحتمل أن يراد أنه يجعل له اسماً خاصًّا، يعني: كان من هديه ﷺ أنه يسمي الدواب، والسلاح، السيف له اسم معين خاص به، والدرع له اسم، والرمح له اسم، اسم يخصه، هو الذي يسميه، كانت له عمامة ﷺ يقال لها: السحاب، فمن أهل العلم من فهم هذا أنه يسميه باسمه، يعني: يجعل له اسماً، يعني: ما يقول: هذه الغترة مثلاً، لا، يسميها باسم خاص، هذا يحتمل، كان ذلك من عادتهم، تسمية الأشياء.
يقول: اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له.
أربع جمل: اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
- أخرجه أبو داود، كتاب اللباس (4/ 41)، رقم: (4020)، والترمذي، أبواب اللباس عن رسول الله ﷺ، باب ما يقول إذا لبس ثوباً جديداً (4/ 239)، رقم: (1767).