الثلاثاء 17 / جمادى الأولى / 1446 - 19 / نوفمبر 2024
[22] من قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا} الآية57 إلى قوله تعالى: {لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} الآية 63
تاريخ النشر: ١٧ / صفر / ١٤٢٧
التحميل: 3169
مرات الإستماع: 2375

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المفسر -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۝ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ [سورة المائدة:57-58].

هذا تنفير من موالاة أعداء الإسلام وأهله من الكتابيين والمشركين الذين يتخذون أفضل ما يعمله العاملون، وهي شرائع الإسلام المطهرة المحكمة المشتملة على كل خير دنيوي وأخروي، يتخذونها هزواً يستهزئون بها، ولعباً يعتقدون أنها نوع من اللعب في نظرهم الفاسد وفكرهم البارد.

وقوله تعالى: مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ "مِن" هاهنا لبيان الجنس كقوله: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ [سورة الحـج:30].

وقرأ بعضهم: (والكفارِ) بالخفض عطفاً، وقرأ آخرون بالنصب على أنه معمول لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ تقديره ولا الكفار أولياء، أي: لا تتخذوا هؤلاء ولا هؤلاء أولياء، والمراد بالكفار هاهنا المشركون، وكذلك وقع في قراءة ابن مسعود فيما رواه ابن جرير: (لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا).

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقوله -تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء [سورة المائدة:57].. الخ، هؤلاء الذين ذكر الله صفتهم لا يختص النهي عن الموالاة بهم، وإنما لا يجوز موالاة المشركين بجميع طوائفهم ولو كان الواحد منهم لا يتخذ آيات الله هزواً، ولو كان لا يستهزئ بالمسلمين، ولو كان كفره من قبيل كفر الإعراض ولم يحصل منه شيء من الاستهزاء بآيات الله ودينه ورسوله ﷺ.

فالمقصود أن العداوة مع المشركين ليست لمجرد أنهم يتخذون آيات الله هزواً، أو لأنهم يقاتلوننا أو نحو ذلك وإنما لكفرهم، فهذا أصل كبير، إن جمعوا معه الاستهزاء فهذا أشد، وإن جمعوا معه القتال فكذلك، ولذلك لا يجوز لأحد أن يقول: إن العداوة إنما تكون للذين قاتلونا في الدين أبداً، وإنما للمشركين بجميع طوائفهم من أهل الكتاب وغيرهم.

وقوله -تبارك وتعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ [سورة الممتحنة:8] بمعنى الإفضاء فهذا في البر والإحسان والمعاملة والمخالطة؛ لأن قوله: وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ مضمَّن معنى الإفضاء، لذلك عُدِّي بـ"إلى" فهذا في المعاملة وفي الإحسان والبر وما أشبهه وليس في الموالاة، ولذلك فإن هؤلاء لا يجوز موالاتهم ولو لم يقاتلونا في الدين، فهذا أصل كبير ينبغي أن يكون على بال المسلم دائماً، وهو أن الكافر لا يجوز موالاته، مهما كان حاله.

وهنا قد يقول قائل: إن كل كافر متخذ لآيات الله هزواً، نقول: إن فهمت هذا أو فهمت أن كفر الكافر من قبيل كفر الإعراض أحياناً بحيث لم يتخذ آيات الله هزواً فإنه لا يجوز موالاته، لكن الآيات قد تنزل لسبب ويذكر معه قيد كقوله -تبارك وتعالى: لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ [سورة آل عمران:28] فهذا القيد مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ قيد نزل لموافقة واقع معين، وذلك أنه حصل من بعض المؤمنين أن تولوا بعض الكافرين ضد بعض المؤمنين، فهذا لا يجوز، فنزلت الآيات بناء على ذلك، ومثل ذلك قوله تعالى: وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا [سورة النــور:33]، فلا يجوز أن تمكن من البغاء أصلاً، إذا أرادت تحصناً أو لم ترد، ولكن الآية نزلت موافقة لواقع حصل، فذكر هذا القيد، وبناء عليه لا يكون له مفهوم مخالفة.

فهنا: لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا [سورة المائدة:57] فإن لم يتخذه هزواً ولعباًَ بأن كان ذلك الشخص كافراً لم يتخذ ديننا هزواً هل يجوز أن نواليه؟ الجواب: لا يجوز موالاته بحال من الأحوال، فلو أنه حصل من الكفار استهزاء بالنبي ﷺ فجمعوا كفراً إلى كفرهم وغيرهم أنكروا هذا وقالوا: هذا لا يصح ولا يسوغ بحال من الأحوال فلم يحصل منهم هذا الاستهزاء لكنهم لم يؤمنوا به –عليه الصلاة والسلام- فهل معنى ذلك أن نتخذهم أولياء؟ الجواب: لا يجوز أن يُتخذوا أولياء.

وهنا في قوله: مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء [سورة المائدة:57] في قراءة الجر حيث قرأ بعضهم (والكفارِ) بالخفض عطفاً، على هذا يكون هكذا لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ [سورة المائدة:57] فالذين أوتوا الكتاب هنا في محل جر بـ"من" يعني من الذين أوتوا الكتاب ومن الكفار، يعني لا تتخذوا المستهزئين من الكتابيين والكافرين أولياء.

وعلى النصب لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ [سورة المائدة:57] يكون منصوباً على أنه مفعولٌ، وقرأ بعضٌ آخرون بالنصب على أنه معمول لقوله: لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ يعني لا تتخذوا أهل الكتاب والكفار أولياء، والولاية عرفنا أنها بمعنى النصرة.

وقوله: وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [سورة المائدة:57] أي: اتقوا الله أن تتخذوا هؤلاء الأعداء لكم ولدينكم أولياء إن كنتم مؤمنين بشرع الله الذي اتخذه هؤلاء هزواً ولعباً، كما قال تعالى: لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ [سورة آل عمران:28].

وقوله: وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا [سورة المائدة:58] أي: وكذلك إذا أذَّنتم داعين إلى الصلاة التي هي أفضل الأعمال لمن يعقل ويعلم من ذوي الألباب اتخذوها أيضاً هزواً ولعبا؛ ذلك بأنهم قوم لا يعقلون معاني عبادة الله وشرائعه، وهذه صفات أتباع الشيطان الذي إذا سمع الأذان أدبر وله حُصَاص -أي ضراط- حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي التأذين أقبل، فإذا ثُوِّب للصلاة أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء وقلبه، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى، فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين قبل السلام [متفق عليه][1].

وقال الزهري: قد ذكر الله التأذين في كتابه فقال: وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ [سورة المائدة:58] [رواه ابن أبي حاتم].

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ۝ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ ۝ وَإِذَا جَآءُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ ۝ وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ۝ لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [سورة المائدة:59-63].

يقول تعالى: قل يا محمد لهؤلاء الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من أهل الكتاب: هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ أي: هل لكم علينا مطعن أو عيب إلا هذا؟ وهذا ليس بعيب ولا مذمة، فيكون الاستثناء منقطعاً كما في قوله تعالى: وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [سورة البروج:8] وكقوله: وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ [سورة التوبة:74] وفي الحديث المتفق عليه: ما ينقم ابن جميل إلا أن كان فقيراً فأغناه الله[2].

هذا الحديث معروف وذلك أنهم ذكروا له ثلاثة لم يدفعوا الزكاة فقال –عليه الصلاة والسلام: ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله ورسوله، وأما خالد فإنكم تظلمون خالداً قد احتبس أدراعه وأعْتُدَهُ في سبيل الله، وأما العباس بن عبد المطلب فعم رسول الله ﷺ فهي عليه صدقة ومثلها معها[3].

وقوله: ما ينقم ابن جميل إلا أن كان فقيراً فأغناه الله يعني ما يغضب ابن جميل على طالب الصدقة إلا كفران هذه النعمة وهي أنه كان فقيراً فأغناه الله، وهكذا قال ما قال في خالد، وأما العباس فتحملها هو عنه.

وقوله: وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ [سورة المائدة:59] معطوف على أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِل إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ [سورة المائدة:59] أي: وآمنا بأن أكثركم فاسقون أي: خارجون عن الطريق المستقيم.

قوله: "وآمنا بأن أكثركم فاسقون" هذا المعنى تحتمله الآية، ويحتمل أيضاً أن يكون معطوفاً على آمَنَّا أي ما تنقمون إلا الجمع بين إيماننا وبين تمردكم وخروجكم عن الإيمان، أو وما تنقمون منا إلا لأن آمنا ولأنَّ أكثركم فاسقون، وقد يكون معطوفاً على علة محذوفة، أي لقلة إنصافكم ولأن أكثركم فاسقون، يعني أن الذي جعلكم تنقمون هو قلة الإنصاف وأن أكثركم فاسقون لكن الأصل عدم التقدير، أو تكون الواو في قوله: وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ [سورة المائدة:59] بمعنى مع، يعني وما تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل مع أن أكثركم فاسقون، ويمكن أن يكون منصوباً بفعل محذوف، أي ولا تنقمون أن أكثركم فاسقون، يعني ما تعيبوننا إلا بما لا يوجب العيب وذلك أننا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل، ولا تنقمون أن أكثركم فاسقون.

ثم قال: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ [سورة المائدة:60] أي: هل أخبركم بشر جزاء عند الله يوم القيامة مما تظنونه بنا؟

المثوبة أي الجزاء الثابت، وقد يكون الأصل فيها من الثواب بحيث تطلق في جانب الخير، تقول: أثابه بكذا، وقد تستعمل في العقاب، كما يقال في البشرى على القول المشهور بأن البشارة إنما تكون فيما يحبه الإنسان -في الخير، وقد تستعمل في غيره من باب التهكم، هكذا قال بعضهم، وإن كان من أهل العلم من يقول بخلاف هذا، لكن على كل حال من المسلّم به أن الثواب والبشارة وما أشبه ذلك غالباً ما تستعمل في جانب الخير وإلا فقد قال الله عن الكافرين بآيات الله: فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [سورة آل عمران:21] وهكذا الأمر في التحية فهي مما يقال عند أول اللقاء كالسلام وقولهم: حياك الله، فهذا أصلها وقد تستعمل في غير ذلك، أي قد تستعمل هذه مكان هذه كما قال القائل:

وخيل قد دلفت لها بخيل تحية بينهم ضرب وجيع
أي هل أخبركم بشر جزاء عند الله يوم القيامة مما تظنونه بنا؟ وهم أنتم الذين هم متصفون بهذه الصفات المفسرة بقوله: مَن لَّعَنَهُ اللّهُ أي: أبعده من رحمته وَغَضِبَ عَلَيْهِ أي: غضباً لا يرضى بعده أبداً وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ كما تقدم بيانه في سورة البقرة وكما سيأتي إيضاحه في سورة الأعراف.

قردة مثل أصحاب القرية الذين يعدون في السبت، الذين قال الله تعالى عنهم: فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ [سورة البقرة:65] كما مسخ الله بعضهم خنازير، وقد قيل: إن أولئك من الكفار من أصحاب المائدة الذين توعدهم الله بقوله: فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ [سورة المائدة:115]، فمن كفر منهم بعد نزول المائدة التي طلبوها قيل: إنهم مسخوا إلى خنازير. 

وعلى كل حال سواء كان هؤلاء أو غير هؤلاء فالله -تبارك وتعالى- مسخ من أهل الكتاب قردة وخنازير، وهي أقبح الحيوانات فأكثر الحيوانات دناءة القرد والخنزير، فالله مسخهم إلى قردة وخنازير مسخاً حقيقياً لا مرية فيه، وهذا رد من الردود القرآنية على أهل الكتاب مما يحتاجه المسلمون اليوم لكثرة استهزاء أهل الكتاب بهذا الدين وبأهل الدين ورميهم بالأوصاف القبيحة فهم يطعنون في الإسلام، ويرمون أهله بأسوأ الأوصاف، فالمفترض بدلاً من أن نجاريهم فيما يطلقون وملئووا به الفضاء من بعض العبارات والكلمات التي ما فتئوا يرددونها، وينسبون الإسلام إليها، بدلاً من أن نرددها جهلاً معهم، فالمفترض أن نقول لهم: هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ۝ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ [سورة المائدة:59-60] أي أنتم أسوأ وأنتم الذين تستحقون كل وصف ذميم يا إخوان القردة والخنازير، هذا هو الذي يفترض أن يرد عليهم به لا أن يجاروا في طعونهم في ديننا.

وقد روى سفيان الثوري عن ابن مسعود قال: سئل رسول الله ﷺ عن القردة والخنازير أهي مما مسخ الله؟ فقال: إن الله لم يهلك قوماً أو لم يمسخ قوماً فيجعل لهم نسلاً ولا عقباً، وإن القردة والخنازير كانت قبل ذلك وقد رواه مسلم[4].

لما وُضع الضب بين يدي النبي ﷺ ولم يأكل منه -عليه الصلاة والسلام- جعل ﷺ يعد أصابع الضب بعود كان معه ووجد أن له خمسة أصابع فذكر ﷺ أنه يخشى أن يكون هذا مما مسخ، وكذلك أيضاً ذكر الفأرة مرة وأن أمة من بني إسرائيل قد ذهبت لا يُدرى إلى أي شيء صارت، وذكر أنه يخشى أن تكون الفأرة، وكان قد ذكر من حالها أنها تقرب السمن ولا تقرب اللبن وحيث إن بني إسرائيل حرم عليهم ذلك، فالحاصل أن النبي ﷺ كان في أول الأمر يظن ذلك ثم أوحي إليه أن الله لم يجعل لمسخ نسلاً، فالجيل الذي يمسخ إلى قردة أو خنازير أو نحو ذلك لا يتوالدون وإنما ينتهون، فهذه القردة والخنازير التي نشاهدها الآن ليست من أولاد أولئك الذين قد مسخوا بل هي من الفصيلة الأصلية في القردة والخنازير، والله أعلم.

والمقصود أن الله تعالى في هذه الآيات ونحوها يشبههم بالقردة والخنازير وينهى المسلمين عن موالاتهم، ويذكر الأوصاف التي تنفر المسلمين منهم فقال: اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا [سورة المائدة:57] وقال: هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ [سورة آل عمران:119] وهناك آيات كثيرة في هذا الشأن فالقرآن مليء بهذه النصوص. 

واليوم يأتي من يكتب ويتكلم فيسميهم بالآخر ويقول: أنا والآخر، وتجد من يقول: لا يجوز لعنهم ولا الدعاء عليهم مع أن القرآن -كما هو واضح- يلعنهم لعناً متتابعاً، وينفر المسلمين من موالاتهم ويذكرهم بأقبح الأوصاف، واليوم تسمع من يقول: هذا الأسلوب يثير الكراهية، والمفروض أن يكون هناك تعايش ومحبة وعدم إقصاء الآخر، فمشكلة هؤلاء مع القرآن، فهذا القرآن ناطق بهذه الأمور وهو مشتمل على كثير منها، وهؤلاء ليس أمامهم إلا أن يكفروا بالقرآن ويتخلوا عنه ويقولون: هذا ما يصلح ويبحثون عن قرآن آخر أو يحذفون ما لا يقل عن ثلث القرآن، ويبقون على الآيات التي تتكلم عن بر الوالدين وصلة الرحم، والآيات التي تتكلم عن حق الجار وحق القرابات والعفو والصفح، يكتفون بهذا والباقي يحذفونه. 

وأما نحن فنقول: هذه القضايا الحمد لله ثابتة مهما حصل فيها من التضليل؛ لأنها أصل كبير في القرآن ما يستطيعون أن ينفخوا على الشمس لإطفائها، وهذا إطفاء لنور الله، لن يستطيعوا إبطال هذه الحقائق الكبيرة التي في القرآن مهما فعلوا، فهذه لن تزول أبداً وستبقى وسيذهبون ويبقى الحق كما قال تعالى: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ [سورة الرعد:17] لكن على المسلم أن لا يغتر بهذه الدعوات المضللة، والله المستعان.

وقوله تعالى: وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ [سورة المائدة:60] أي: وجعل منهم من خدم الطاغوت، أي خُدَّامه وعبيده.

هذه فيها قراءات متواترة وغير متواترة، يعني مجموع القراءات التي فيها ربما تزيد عن العشر -المتواترة وغير المتواترة- لكن القراءات المتواترة وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ وعَبُدَ الطاغوتِ) بضم الباء وفتح العين والإضافة، وهذه هي قراءة حمزة، وقرأ ابن عباس (عُبُد) وعلى كل حال العُبُد: جمع عبد، يجمع على أعبد وعبيد وعُبُد وعُبْدَان، إلى غير ذلك من الصيغ التي يجمع فيها.

لكم يا أهل الكتاب من الطاعنين في ديننا والذي هو توحيد الله وإفراده بالعبادات دون ما سواه، كيف يصدر منكم هذا وأنتم قد وُجد منك جميع ما ذكر؟ ولهذا قال: أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً أي مما تظنون بنا وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ [سورة المائدة:60] وهذا من باب استعمال أفعل التفضيل فيما ليس في الطرف الآخر مشاركة، كقوله : أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا [سورة الفرقان:24].

لأنه كما هو معروف أن أفعل التفضيل الأصل فيه أنه في اثنين اشتركا في صفة وزاد أحدهما، تقول: فلان أكرم من فلان أي أنهما اشتركا في الكرم، لكن قوله: وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ هنا أفعل التفضيل ليس على بابه وإنما المقصود مطلق الاتصاف، أي تحقيق هذا الوصف فيه، وإلا ففي الضلال لا مقارنة، إذ لا يمكن أن يقارن المسلمون مع أهل الكتاب، وإنما المسلمون على هدى وأهل الكتاب على ضلال.

وقوله تعالى: وَإِذَا جَآءُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ [سورة المائدة:61] وهذه صفة المنافقين منهم أنهم يصانعون المؤمنين في الظاهر، وقلوبهم منطوية على الكفر، ولهذا قال: وَقَد دَّخَلُواْ أي عندك يا محمد، بِالْكُفْرِ أي مستصحبين الكفر في قلوبهم، ثم خرجوا وهو كامن فيها لم ينتفعوا بما قد سمعوا منك من العلم ولا نجعت فيهم المواعظ ولا الزواجر، ولهذا قال: وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ [سورة المائدة:61] فخصهم به دون غيرهم.

يعني أن هذه في المنافقين من أهل الكتاب، حيث كانوا يأتون إلى النبي ﷺ فيقولون: آمنا وهم لم يؤمنوا حقيقة، وإنما هم دخلوا كفاراً وخرجوا كفاراً.

وقوله تعالى: وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ [سورة المائدة:61] أي: والله عالم بسرائرهم وما تنطوي عليه ضمائرهم وإن أظهروا لخلقه خلاف ذلك وتزينوا بما ليس فيهم؛ فإن الله عالم الغيب والشهادة أعلم بهم منهم، وسيجزيهم على ذلك أتم الجزاء.

وقوله: وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ [سورة المائدة:62] أي: يبادرون إلى ذلك من تعاطي المآثم والمحارم والاعتداء على الناس وأكلهم أموالهم بالباطل.

لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [سورة المائدة:62] أي: لبئس العمل كان عملهم وبئس الاعتداء اعتداؤهم.

في هذه الآية: وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ [سورة المائدة:62] ما الفرق بين الإثم والعدوان؟ أليس العدوان من الإثم؟

الإثم هو الذنب أياً كان، والعدوان نوع منه وهو الذنوب والآثام المتعدية، قال تعالى: يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ [سورة المائدة:62] ومعلوم أن السحت من الإثم، لكنه خص هذه الأشياء من الآثام؛ لأنها من أسوئها.

وأكل السحت يدخل فيه الرشى، ويدخل فيه الربا كما قال الله : وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ [سورة النساء:161] فكل هذا من السحت، وكل محرم من المكاسب هو من السحت، والسحت أصله الإزالة.

وقوله تعالى: لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [سورة المائدة:63] يعني هلَّا كان ينهاهم الربانيون والأحبار عن تعاطي ذلك.

لَوْلاَ تأتي بمعنى التحضيض، بمعنى هلا، وتأتي بمعنى التبكيت، وتكون للتبكيت إذا كان لأمر قد فات لا يمكن استدراكه كما قال الله : فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ [سورة هود:116] ومثل ذلك قوله تعالى: فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ [سورة يونس:98].

وتكون للتحضيض في الأمر الذي يمكن استدراكه كقوله تعالى: لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ [سورة المائدة:63] أي هلا ينهاهم الربانيون، فإذا كان يدخل فيها المخاطب أو الحاضر أو الموجود منهم فيكون ذلك بالنسبة إليه للتحضيض، وبالنسبة للذين مضوا وانقضوا وماتوا منهم هي للتبكيت، تقول للإنسان الذي تريد منه أن يستدرك التقصير مثلاً: لولا تركت السهر واستيقظت لصلاة الفجر، يعني هلا تركته واستيقظت لصلاة الفجر، وتقول لإنسان لا يمكن أن يستدرك ما فات كأن يكون قد رسب في الامتحان وتريد أن تبكته: لولا اجتهدت، وما أشبه هذه من العبارات التي تبكته.

والربانيون: هم العلماء العمَّال أرباب الولايات عليهم.

هكذا فسره وسبق الكلام عليها وقلنا: إن ابن جرير -رحمه الله- يرى أنها في العلماء المصلحين الذين يرجع إليهم الناس فيما نابهم، فالناس يرجعون إليهم فيما يحتاجون إليه في أمور دينهم ودنياهم.

والربانيون من التربيب والتربية، فهم مربون، والأحبار هم العلماء، وبعضهم يجعل ذلك منقسماً على اليهود والنصارى.

والأحبار هم العلماء فقط لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [سورة المائدة:63] وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس -ا: يعني الربانيين، أنهم بئس ما كانوا يصنعون، يعني في تركهم ذلك.

يقول الله تعالى: وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [سورة المائدة:62] فسماه عملاً، ولما ذكر ترك الأحبار والرهبان لنهيهم عن هذا قال: لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [سورة المائدة:63] والصنع أدق وأخص من مطلق العمل والفعل، فهو نوع منه إلا أن الصنع عادة يكون بحذق وإتقان، فصار فعل هؤلاء الأحبار والرهبان -وهو ترك النهي عن المنكر- صنعاً، فهذا أشد، وذلك أن هؤلاء وقوع الإساءة منهم أقبح من وقوعها من غيرهم كما قيل: على قدر المقام يكون الملام، وهنا سمى تركهم للنهي عن المنكر صنعاً، وهذا مما يستدل به أهل العلم على أن الترك فعل من الأفعال، فيكون الفعل مشتملاً على أربعة أشياء هي قول اللسان وعمل القلب وفعل الجوارح والترك.

وروى ابن جرير عن ابن عباس -ا- قال: ما في القرآن آية أشد توبيخاً من هذه الآية: لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [سورة المائدة:63] قال: كذا قرأ.

وروى ابن أبي حاتم عن يحيى بن يعمر قال: خطب علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إنما هلك من كان قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار، فلما تمادوا في المعاصي أخذتهم العقوبات، فمُروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم، واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقاً ولا يقرِّب أجلاً.

وروى الإمام أحمد عن جرير قال: قال رسول الله ﷺ: ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أعز منه وأمنع ولم يغيروا إلا أصابهم الله منه بعذاب تفرد به أحمد من هذا الوجه[5].

ورواه أبو داود عن جرير قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يغيروا عليه فلا يغيروا إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا وقد رواه ابن ماجه[6].

  1. أخرجه البخاري في كتاب الأذان - باب فضل التأذين (583) (ج 1 / ص 220) ومسلم في كتاب الصلاة - باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه (389) (ج 1 / ص 291).
  2. سيأتي تخريجه.
  3. أخرجه البخاري في كتاب الزكاة - باب قول الله تعالى: وفي الرقاب...وفي سبيل الله (1399) (ج 2 / ص 534) ومسلم في كتاب الزكاة - باب في تقديم الزكاة ومنعها (983) (ج 2 / ص 676).
  4. أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق - باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال (3129) (ج 3 / ص 1203) ومسلم في كتاب القدر - باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عما سبق به القدر (2663) (ج 4 / ص 2050).
  5. أخرجه أحمد (19236) (ج 4 / ص 363) وقال الأرنؤوط: حديث حسن.
  6. أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم - باب الأمر والنهى (4341) (ج 4 / ص 214) وابن ماجه في كتاب الفتن - باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (4009) (ج 2 / ص 1329) وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (5749).

مواد ذات صلة