الخميس 26 / جمادى الأولى / 1446 - 28 / نوفمبر 2024
(149) قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ...} الآية 139
تاريخ النشر: ٢١ / جمادى الأولى / ١٤٣٨
التحميل: 534
مرات الإستماع: 928

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

في هذا السياق الذي تعرضه هذه السورة الكريمة فيما يتصل بوقعة أُحد، وما وقع للمسلمين من الهزيمة، فالله -تبارك وتعالى- يرفع عزائمهم، ويُعزز نفوسهم، ويقوي قلوبهم، فيقول: وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين [آل عمران:139].

وَلاَ تَهِنُوا أي: لا تضعفوا، ولا تذلوا أمام عدوكم، ولا تحزنوا لما أصابكم من القتل والجراح والهزيمة، فأنتم المؤمنون الأعزة الذين تكون الغلبة لهم، إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين حقًّا، فإن الهوان لا يصلح لكم.

فهذا النهي الذي اُبتدأت به هذه الآية الكريمة: وَلاَ تَهِنُوا يدل على أن المؤمن لا يصح بحال من الأحوال أن يكون متصفًا بالهوان، وأن أهل الإيمان لا يمكن أن يتفق حالهم وإيمانهم مع الذل والمهانة، وَلاَ تَهِنُوا فهذا النهي جاء بهذا التركيب ليدل على العموم، والعموم -كما هو معلوم- يتوجه إلى أربعة أنحاء: عموم الأشخاص، والأزمان، والأمكنة، والأحوال، ومفاده أن أهل الإيمان لا يصح لهم المهانة ولا الحزن، أيًّا كانوا، وفي أي مكان، أو في أي زمان، أو على أي حال، حتى في حال الهزيمة والانكسار والتراجع، فإنهم أعزة، والعجيب أن هذه الآية ما جاءت في سياق الحديث عن الانتصارات الكبرى، في فتح مكة، أو غزوة بدر، وإنما جاءت في سياق آيات الهزيمة في وقعة أحد، فإذا كان كذلك، فإنه يدل على أن المؤمن يكون عزيزًا في أحواله كلها.

وهكذا النهي عن الحزن وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا فالحزن معلوم، وهو قلق يعتور النفوس لأمر مضى، وقد يُعبر به عن الخوف، ولكن المقصود به هنا المعنى المشهور، ولا تحزنوا على ما وقع وفات ومضى؛ وذلك أن الحزن يحصل به كسرة النفس، وألم القلب، ويحصل به اشتغال عن المهمات، والمطالب العالية، وما يعود على الإنسان من النفع في دينه ودنياه؛ ولهذا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بأن الحزن إذا تتابع على القلب أضعفه، بحيث يكون القلب واهنًا، فيُقعد صاحبه عن الإقبال على ما ينفع[1]، والنهوض بما يرفع، فيكون الإنسان منكسرًا منزويًا منكفئًا على نفسه، وهذا غير مطلوب، لا سيما أن هذا الحزن لا يرد فائتًا، ولا يُستدرك به ما مضى، وحينما ينهى الله -تبارك وتعالى- عن الحزن، وهو أمر لا يملكه الإنسان، وليس بيده، وإنما يتسلل الحزن إلى قلبه، ولكنه لا يستطيع دفعه، فهذا كما ذكرنا في القاعدة في بعض المناسبات: أن خطاب الشارع إذا توجه إلى المُكلف فيما لا يدخل تحت قدرته، فإنه ينصرف إما إلى سببه، أو إلى أثره، فهنا نهى عن الحزن، وقد يقول الإنسان: أنا لا أملكه، فهنا ينظر فيما يدفع عنه الحزن، وهو أن يعلم أنه يعود عليه بالضرر، وأنه لا يُسترد به ما فات ومضى، ولا يعود عليه بفائدة لو تفكر وتأمل، فيحتاج الإنسان إلى أن ينظر أمامه، فهنا يمكن أن يُدافع الحُزن بهذه الطريقة، بحيث لا يكون له أثر من القعود عن ما ينبغي من العمل بطاعة الله ، أو ما يعود عليه بالنفع في أموره الدنيوية، ولكن هذا يحتاج إلى مُغالبة كبيرة؛ لأن الحزن يثنيه، ولكن بتأمل ما سبق يُضعفه ويُدافعه؛ ولهذا نجد أن الله -تبارك وتعالى- ينهى نبيه ﷺ عن الحزن، فيقول: فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا [الكهف:6] أي: مُهلك نفسك، وكذلك في قوله: وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ [النمل:70] إذًا: الحزن لا ينفع، سواء كان على أمور دنيوية، أو كان ذلك بسبب إخفاقات فيما يتصل بالعمل للآخرة، اللهم إلا إذا كان ذلك من قبيل الندم، فإن الندم مطلوب، وهو ركن من أركان التوبة، كما هو معلوم، لكن أن يبقى الإنسان حزينًا يستجر الآلام، ويعرضها على ناظره وقلبه، حينًا بعد حين، ويُجددها، فيُعيد المصيبة جذعة، فهذا ليس من فعل العُقلاء؛ ولذلك جرى الناس على أن التعزية تكون في ثلاثة أيام، وهذا لا أعلم عليه دليلاً، لا من الكتاب ولا من السنة، ولكن كأنهم نظروا في ذلك إلى أمر وهو أن النفس بعد الثلاث تسلو غالبًا؛ ولهذا فإن النبي ﷺ لم يُرخص بالهجر من أجل حظ النفس إلا ثلاثة أيام؛ لماذا؟ لأن النفس تكون في حال من الغضب والامتعاض والهيجان، وغليان دم القلب، وما أشبه ذلك، فرُخص الهجر ثلاثة أيام رحمة بالناس، وبعد الثلاثة أيام نفسه تسلو، فلا يُرخص له بالهجر، طيب والحُزن والمصيبة والعزاء؟ كأنه فُهم من هذا أنه بعد ثلاثة أيام المصيبة تخف؛ ولهذا يُقال: بأن العزاء لا يتقيد شرعًا بثلاثة أيام، فإذا كان المصيبة حية فيُعزى، وإذا حصلت له سلوة، فلا يُذكر بالمصيبة وتُجدد عليه مصيبته، فيُترك ليسلو.

فهنا وَلاَ تَحْزَنُوا دل هذا على أن الحزن شرعًا غير مطلوب، بل هو منهي عنه؛ وهذا يدل على خطأ ما يفعله بعض الناس الذي يستجرون الأحزان إما قصدًا، أو بغير قصد، بقصد كأن يعمد بعض الناس إلى سماع القصائد الحزينة في المراثي، ونحو ذلك، ويستجر بذلك البكاء، وهذا خلاف العقل، والصحيح أن الإنسان يسمع ويقرأ القرآن ويتأثر ويبكي، لا أن يبحث عن القصائد التي تصف أمورًا مؤلمة من مصائب، وموت الأحبة، ويستجر بذلك الحزن والبكاء، فهذا غلط، ويوجد من الناس من يفعل هذا.

النوع الثاني: ما كان بغير قصد، وهو تتبع الإنسان مصائب الناس في أرجاء المعمورة، ثم يبحث ويُقلب وينظر إليها، هذا سقط من عمارة، وهذا دهسته سيارة، وهذا احترق، وهذا قُتل بالرصاص، وهذا قُتل بسلاح أبيض، وهذا أكلته دابة، وهذا غرق في البحر، إلى غير ذلك، من مناظر مؤلمة ومزعجة، ومشاهد أليمة، فيذهب وينظر إليها، ويتحدث بها، ويبعثها إلى الآخرين، ما الفائدة من ذلك؟! وكل ما وقع من مكروه في أرجاء المعمورة جمعه وحازه إلى قلبه، فيكون هذا القلب محلاً للأحزان، هذا غير صحيح، والصحيح: أن الإنسان يبحث عن الأمور التي تقوي القلب وتُثبته وتبعثه على الفأل، والعمل والانطلاق والجد، وانشراح الصدر، وما أشبه ذلك، فهذه هي المطالب الصحيحة، فالإنسان يقول: ربي اشرح لي صدري، والله يمتن على نبيه ﷺ: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك [الشرح:1] وكما قال الحافظ ابن القيم -رحمه الله-: "بأن كل تابع له نصيب من شرح الصدر"، لكن كيف يحصل للإنسان هذا وهو يفعل خلافه، ويتتبع كل هذه المصائب والحوادث؟!

وفي قوله: وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ نهى عن الهوان والحزن، ثم جاء بهذا الوصف الذي يدل صراحة على حال أهل الإيمان؛ لأن النفي وحده، أو النهي وحده لا يدل على الصفة الكاملة في مثل هذا الموضع، حينما ينهاه فيقول له: لا تفعل كذا، ولا تفعل كذا، وكما ذكرنا في كلام شيخ الإسلام: "النفوس خلقت لتعمل، لا لتترك، وإنما الترك مقصود لغيره"[2]، من باب تخلية المحل، وأن المطلوب هو ما يكون من العمل الإيجابي المُثمر، وعمارة القلوب والأرواح بالإيمان، وطاعة الله ، وطاعة رسوله ﷺ، هذا الذي ينفع؛ ولذلك الأوامر الشرعية متجه بهذا الصوب والاتجاه، وأما النواهي فهي من باب تخلية المحل، فهنا قال: وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا فهل حصلت لهم العزة؟ قال: وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ أنتم الأعلون على من؟ أطلقه، أي: على أهل المِلل جميعًا، وعلى الكفار على اختلاف مذاهبهم وآرائهم وأديانهم ونِحلهم، وهؤلاء الذين جرت بينهم وبينهم هذه الوقعة هم كفار قُريش، فالمسلمون منهزمون، ومع ذلك هم الأعلون، أنتم أعلى منهم، حتى في حال الهزيمة، فإن مدى ذلك قصير، فهو فرح لن يتم لهؤلاء الكفار، وسيعقبه بعد ذلك الهزيمة والإخفاق؛ ولذلك ما تحقق لهم نصر على المسلمين بعد أُحد، أول ذلك في حمراء الأسد لما خرج النبي ﷺ بمن خف معه ممن خرج في وقعة أُحد، ولم يجرؤ أبو سفيان ومن معه أن يرجعوا إليهم، وكذلك حينما جاءوا في وقعة الخندق ردهم الله خائبين، وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ [الأحزاب:25] بالريح التي سلطها على هؤلاء، وأخبر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعد ذلك الحين: أنه يغزوهم ولا يغزونه[3]، فكان بعد ذلك صلح الحديبية، وفتح خيبر، وفتح مكة، فهذه كلها تعاقبت بعد أُحد.

وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين فعلق هذا العلو بالإيمان، وكما قال الحافظ ابن القيم -رحمه الله-: بأنه يكون للعبد من العلو بحسب ما يكون معه من الإيمان[4]، وهذا يجري على القاعدة التي ذكرناها: بأن الحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته، وينقص بنقصانه، يعني: بقدر ما يكون عنده من الإيمان يكون له من العزة والعلو، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون:8] فعلقه بهذا الوصف، وهكذا العلو.

وهنا يُقال: بأن العِبرة أيضًا ليست بلحظة يحصل فيها شيء من الإخفاق، وإنما العبرة بكمال النهايات، كما قيل: ليست العبرة بنقص البدايات، ولكن العبرة بكمال النهايات، فماذا كانت نهاية المشركين؟ وماذا كانت نهاية المؤمنين؟

وهذا العلو الذي ذكره الله في قوله: وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين يشمل العلو في الدنيا، ويشمل العلو في الآخرة، ولا شك أن أهل الإيمان كذلك، فهم الأعلون فيما يُدافعون عنه، فهم على الحق، ويُدافعون عن الحق والفضيلة، وأولئك على الباطل، ويُدافعون عن الرذيلة والكفر والشر والمنكر والفساد، وهم حزب الشيطان، فأهل الإيمان أعلون فيمن يُدافعون عنه، وهو أن قتالهم لله، وفي الله، وأما هؤلاء الكفار فهم يقاتلون في سبيل الشيطان، الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا [النساء:76] فهؤلاء ليس معهم شيء، مصيرهم ووليهم هو الشيطان، وكيد الشيطان ضعيف، فلا يستطيعون الثبات أمام أهل الإيمان، فإذا استشعر المؤمن أن هؤلاء حزب الشيطان، وأن معه أكبر قوة، وهي قوة الله -تبارك وتعالى- فهو مولاهم، وهم الأعلون فيما لهم، فلهم الجنة قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار[5]، كما قال النبي ﷺ ردًا على أبي سفيان.

وأيضًا أخذ بعض أهل العلم من هذه الآية: أن أهل الإيمان لا ينبغي لهم أن يوادعوا العدو، إذا كانوا أعزة وأقوياء وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ ولكن إن كانوا في بلد أو في وقت على حال من الضعف، فيُرخص لهم ذلك.

ويُؤخذ أيضًا من هذه الآية: أن قوة الإيمان توجب قوة القلب إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين فالحزن والهوان ضعف في القلب، فهذا لا يتفق مع ما ذكره الله -تبارك وتعالى-، فالثقة بالله وقلة المُبالاة بالأعداء، كل ذلك مما يكون صفة راسخة لأهل الإيمان.

وكذلك قوة العزائم وَلاَ تَهِنُوا أي: لا تضعفوا، والضعف خلاف قوة القلب، وإنما يكون الإنسان جبانًا إذا كان قلبه ضعيفًا؛ لأن ذلك لا يرجع إلى قوة الجسد، فالجسد قد يكون ممتدًا قويًّا ضخمًا، ولكن القلب إذا كان ضعيفًا فإن هذا لا يستطيع المواجهة، ولا الانتصار على عدوه.

وأيضًا فإن قوله -تبارك وتعالى-: وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين [آل عمران:139] يدل على أن علو هذه الأمة مشروط بالإيمان، وليست هِبة مجردة، وإنما إذا تحلت بالإيمان، فإذا تخلت عن حصونها الحقيقية، ومصدر القوة الذي يحاول الأعداء أن يُفككوه من أجل أن تتخلى عنه الأمة، ثم بعد ذلك يكون الطريق مُشرعًا إلى أخذ ما بأيديهم، والاستحواذ عليهم وهزيمتهم، وأقوى هذه الحصون قبل السلاح والعتاد وكثرة العدد هو الإيمان، فإذا حافظت الأمة على إيمانها الذي هو مصدر قوتها الحقيقية، فهذا أعظم الحصون الذي يكون لها به الحماية، ويحصل بسببه النصر والتمكين والتأييد الإلهي، إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ [آل عمران:160] فإذا تخلت الأمة عن إيمانها، فإن العدو يطمع فيها، وتكون في غاية الوهن والضعف أمامه.

وأيضًا في مثل هذه الأوقات التي اجتمع على الأمة الأعداء من كل ناحية مهما كانت إخفاقاتها في جميع الميادين العسكرية، والاقتصادية، والحضارية، إلا أن المسلمين هم الأعلون، والعدو يعرف ذلك جيدًا؛ ولذلك انظروا إلى كثرة الحديث عن قضايا تتصل بارتباط هذه الأمة بدينها، تحت أسماء كثيرة، يحاربون الإسلام، ويحاولون تفكيك هذا الارتباط، من أجل أن تبقى أمة ضائعة مُضيعة لأخلاقها ومبادئها ودينها، وتكون بحال لا تملك قوة مادية ولا قوة إيمانية، وعلى كل حال هذه الآية فيها من العِظة والتسلية والعِبرة والعزاء لأهل الإيمان ما يرفع الهِمم، ويُعزي النفوس ويُسليها.

أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.

  1. مجموع الفتاوى (10/16).
  2. اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/126).
  3. أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب برقم (4109).
  4. إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (2/181).
  5. أخرجه أحمد ط الرسالة رقم (2609) وقال محققو المسند: "إسناده حسن".

مواد ذات صلة