الخميس 26 / جمادى الأولى / 1446 - 28 / نوفمبر 2024
(208) تتمة قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ...} الآية 185
تاريخ النشر: ١٧ / شعبان / ١٤٣٨
التحميل: 543
مرات الإستماع: 918

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:  

لا زال الحديث متصلاً بقوله -تبارك وتعالى-: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور [آل عمران: 185]، قد تحدثنا عن صدر هذه الآية في ليلتين مضتا.

قوله -تبارك وتعالى-: فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ "فمن زُحزح" لاحظ هنا التعبير بهذه اللفظة فَمَن زُحْزِحَ الزحزحة مثل هذه الألفاظ التي تتكرر فيها الحروف زلزل، زحزح، زُحزح، جلجل، صلصل، تدل على تكرر في المعنى، وهذا من دقة اللغة العربية، فحينما يُقال: صلصل صلصلة الجرس، صوت مُتردد، الزلزلة حركة، واضطراب في الأرض تتكرر، زلزلة، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة[1]، السقوط.

فهنا فَمَن زُحْزِحَ الزحزحة تدل على عمل ليست حركة واحدة، ويدل على أن هذا شيء ثقيل لا يحصل الانتقال بيُسر وسهولة، فالشيء الثقيل يحتاج إلى زحزحة حتى تُحركه، والإنسان الثقيل في الانتقال يُقال: تزحزح بصعوبة.

فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ، بأي اعتبار هذه الصعوبة؟ يحتمل أن يكون ذلك باعتبار أن النار كما قال بعض أهل العلم: حُفت بالشهوات، فهي ذات جاذبية كبيرة، رأيتم المغناطيس كيف يجذب، وكل ما كان أقوى كانت جاذبيته أشد، فالنار -أعاذنا الله وإياكم ووالدينا وإخواننا المسلمين منها- ذات جاذبية كبيرة بالشهوات، لما خلق الله الجنة، قال: يا جبريل، اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر، فقال: يا رب، وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها يعني: يعمل من أجل دخولها لا يفوت هذا النعيم العظيم ثم حفها بالمكاره، ثم قال: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر، فقال: يا رب، وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد، فلما خلق الله النار، قال: يا جبريل، اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر، فقال: يا رب، وعزتك لا يسمع بها أحد، فيدخلها، فحفها بالشهوات، ثم قال: يا جبريل، اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر، فقال: يا رب، وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها[2].

فالنار محفوفة بالشهوات، والشهوات مركوزة في النفوس زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ [آل عمران:14]، هذه رؤوس الشهوات والرغائب لدى الناس، فهو يحرص عليها، ويكون هذا الحرص بأي طريق كان بالحلال أو بالحرام، فالنار بهذه الصفة تكون جاذبة، والتخليص منها يحتاج إلى عمل وجهاد وصبر ومُجاهدة.

كذلك طريق الجنة يحتاج إلى صبر على المكاره حتى يصل إلى الراحة واللذة الدائمة التي لا انقطاع لها، ولا كدر فيها بوجه من الوجوه، الراحة التامة لا يوجد هناك دراسة، ولا اختبارات، ولا عمل، ولا زحام، ولا تعب، ولا مرض، ولا زكام، ولا صُداع، ولا هم، ولا غم، ولا حزن، لا فيما مضى ولا ما يأتي، لكن يحتاج الإنسان إلى صبر، وقد مثل بعض أهل العلم ذلك كابن حزم -رحمه الله-: "بأن طريق النار مثل لو قيل لأحد من الناس يسلك طريقًا واسعة مليئة بالرياحين والأزهار تُفضي به إلى دار ضيقة في النهاية، أو يسلك طريقًا ضيقة تُفضي به إلى دار واسعة كثيرة الثمار والأنهار والأشجار، وما إلى ذلك، فأي ذلك يتخير ويسلك"[3]، لا شك أن قصير النظر سيختار الطريق الواسعة، ولو أفضى ذلك به بعد ذلك إلى حُفرة، وبعيد النظر يقول: أصبر على هذا الضيق الآن، ثم بعد ذلك أصير إلى بحبوحة وراحة، هذا صنيع العقلاء.

فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ هذا يصور حال هذا الإنسان الذي يحتاج إلى مُباعدة عن النار، وإنقاذ منها، بأنه يُزحزح زحزحة، ولاحظ هنا أنه جمع بين الأمرين قال: زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ مجموع ذلك، فيكون قد حصل الفوز الأكبر فَقَدْ فَازَ، وذلك يمكن أن يُقال باعتبار أن الزحزحة عن النار خلاص من المكروه، ودخول الجنة تحصيل للمحبوب والمطلوب، فقد يُزحزح عن النار ولا يدخل الجنة، أقصد بالنظر المُجرد، يعني: قد يقول قائل لو قيل: فمن زحزح عن النار فقد فاز، فهل هذا يعني أنه دخل الجنة؟ فقال: وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ.

ولاحظ أيضًا التعبير زُحزح ما قال: تزحزح عن النار ودخل الجنة، لا، زُحزح، هذا يدل -والله أعلم- على أن ذلك لا يكون بجهد الإنسان المُجرد، وإنما يكون بتوفيق الله وهدايته للعبد، وبرحمته له وفضله، فيحصل له الزحزحة عن الجنة، وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فهو لا يدخلها من تلقاء نفسه، وإنما يكون ذلك برحمة الله، هو الذي يُدخله الجنة.

لا أحد يستطيع أن يقول: أنا بأعمالي وبجهودي ومجاهداتي وصبري ورياضة النفس أدخل الجنة، أدخلها بيميني، يُقال: لا، ليس كذلك، وإنما وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فهذا إذا كان كذلك أيها الأحبة! فذلك يقتضي أن الإنسان يحتاج إلى استعانة بالله ألا يركن إلى نفسه، ومع هذه الاستعانة والخروج عن حوله وطوله وقوته أنه يحتاج إلى دعاء وضراعة إلى الله .

الإنسان إذا ألم به ما أهمه جلس يدعو ويرفع يديه، ويُطيل الدعاء لربما على أمر دنيوي، فهذا المطلوب الأكبر المطلوب الأعظم يحتاج إلى ضراعة مستمرة ودعاء ولهج، ومن أجمع الدعاء رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار [البقرة:201].

فالحسنة في الدنيا تجمع له كل ما هو مطلوب، والحسنة في الآخرة تجمع له نعيم الجنة ووقاية من عذاب النار وَقِنَا عَذَابَ النَّار، وكما سيأتي في أواخر هذه السورة رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ [آل عمران:192]، هذا الخزي الحقيقي، الخزي الأكبر الذي يحصل معه الشدة الحقيقية والألم الكامل والفضيحة التي ليست بعدها فضيحة فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ، فالعبد بحاجة إلى ربه -تبارك وتعالى-، وهو يسلك الطريق إليه استعانة وضراعة ودعاء، يلهج بالدعاء.

فإذا كان الإنسان غافلاً، ولا يكاد يرفع يديه يدعو، أو لا يصلي، فيكون قد غفل عن هذا المطلوب الأكبر على الإطلاق، ما هو المطلوب الأكبر؟

فَقَدْ فَازَ الفوز الأكبر، فيحتاج العبد إذًا أن يعمل على تخليص نفسه وفكاك رقبته من النار، ثم لاحظ هنا فَقَدْ قد هذه تدل على التحقيق، دخلت على الفعل الماضي، فَقَدْ فَازَ، وأطلق الفوز هنا، هذا هو الفوز الأكبر، كل فوز في هذه الدنيا فهو حقير بالنسبة لهذا الفوز، انقضت اللذات والشهوات، ما تذكر مما ظفرت به في سالف الأوقات والأيام والسنين الماضية ما الذي تذكر، تخرجت من الابتدائي، تخرجت من المتوسط، تخرجت من الثانوي، تخرجت من الجامعة، ثم ماذا؟

حصلت الماجستير، حصلت الدكتوراه، ثم ماذا؟

كل هذا يذهب، ويزول، وينتهي، ويبقى الفوز الكبير هناك، كل ظفر في هذه الحياة الدنيا ليس بشيء هو أحلام، ولكن الظفر الأكبر هو دخول الجنة والخلاص من النار، هذا الذي ينبغي أن نجتهد في تحقيقه، ونعمل على هذا الإنجاز الكبير، ونعمل على أن يتحقق ذلك لمن نُحب من أبنائنا وبناتنا وزوجاتنا وقراباتنا وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين [الشعراء:214].

ثم أيضًا قال الله -تبارك وتعالى- في ذيل هذه الآية: وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور لما بين أن هذا هو الفوز الأكبر بين أن ما دونه كله متاع، والمتاع هو الشيء القليل الذي ما يلبث أن يزول ويتلاشى ويتبخر، وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا، ولاحظ "الدنيا"، وبهذه الصيغة التي هي أقوى صيغ الحصر وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور، "ما"، و"إلا" النفي والاستثناء أقوى صيغة من صيغ الحصر، وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور.

إذًا: هي فقط متاع الغرور، المتاع الذي يغُر الإنسان، وينخدع به، ولكنه بعد ذلك ينكشف عن لا شيء، الشباب يذهب، والجمال والوضاءة والحُسن يتلاشى، المال عارية في اليد، وبعد ذلك يخرج الإنسان من الدنيا ليس معه قليل ولا كثير، وكما ترون الثياب تبلى، المراكب تبلى، السيارات، واذهب، وانظر أين ثياب السابقين، أين مراكبهم، أين دورهم؟

وكما ترون السيارة التي يُعجب الناظرين رونقها وهيئتها وصورتها بعد مدة يتنزه الناس عن ركوبها، أليس كذلك؟

وانظروا إلى مكب، ومنفى السيارات، هذه التي كانوا يتفاخرون فيها، ولربما تذهب تبحث عن سيارة مما كان يروق الناس في ذلك الوقت، تذهب تبحث حتى في ذلك المنفى والمكب للسيارات، لا تجدها ذلك النوع، أو ذلك الموديل -كما يُقال- أين ذهبت؟

عُجنت ثم صُهرت وتحولت إلى حديد، هذه الحياة، وهذه السيارة التي تحت يدك الآن مهما كانت هذا مصيرها لكن أنت إلى أين المصير؟

فلا تغرنك مراكب، ولا زوجة، هؤلاء كبار السن الذين مع امرأته ينوء إذا ما رام القيام، ويُحمل ما كانوا هكذا، كانوا في نضارة، وكانوا في فتوة وشباب، وبينهم ما يكون بين الشباب من الجاذبية، ونحو ذلك، والآن الأدوية في جوار كل واحد منهم، ويقوم بصعوبة، ويجلس بصعوبة، ويؤذيه أدنى الحر، وأدنى البرد، هذه هي الحياة، ما كانوا هكذا كانوا فتيانًا وشبانًا أقوياء، ولربما نظرت إلى من لا يمكن أن يكون فيه أدنى جاذبية، وإذا نظرت إلى صورته في الصغر رأيت تلك الوضاءة والجمال، تقول: كيف تحول، وكيف تلاشى؟

هذه طبيعة الحياة وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور، وكما ذكر بعض أهل العلم بأن هذا يظهر من وجوه:

من ذلك أنك لو حصلت جميع المرادات لزاد الهم أليس كذلك؟ يعني: لو قيل لإنسان الآن من هذه الليلة هذا الآن لك، كل أرض فضاء في هذه المدينة، وضواحيها، كل أرض ليس بها بناء فهي لك، سينام الليلة؟

سيُفكر كثيرًا، مليًا كيف يصنع بها؟ وكيف يُثمرها؟ وكيف يُحرزها؟ وكيف يُحافظ عليها؟ ويبدأ يدور مثل الحارس، هذه فضاء، هذه لي، من وضع فيها هذه اللوحة، من وضع فيها هذا البناء، من وضع فيها هذا، أليس كذلك؟ ينشغل، وليس له إلا ما أكل فأفنى، أو تصدق فأبقى، لكن لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث[4].

فإذا زاد تحصيل ما في هذه الدنيا ازداد الشقاء والعناء، والهم والغم، لاسيما أن وقت هذه اللذات قصير، ولا يدري الإنسان هل ينتفع بها، هل تُسلب من يده، وكذلك من طبيعة هذه الحياة أنه كل ما حصل أكثر ازداد نهمًا، وحرصًا مثل الذي يشرب ماء البحر.

سمعنا أُناسًا يقولون إذا حصلت المليون اكتفيت، حصل المليون صار يطلب المائة مليون، وحصلها، وصار يطلب المليار، وهكذا، فهو مثل الذي يشرب ولا يرتوي، ويأكل ولا يشبع، هذا مُشاهد في الحياة.

أنتم رأيتم الذين يملكون الأموال الطائلة جلسوا، واستراحوا على أريكة، ووضعوا رجلاً على رجل، وقالوا كفاية؟ أبدًا، دوامين، ولا يعرف الإجازات، الساعة الثامنة حكم، وهو في المكتب، يصلي الظهر هناك، يرجع صلاة العصر عند المكتب، ما فيه شاي العصر، وقهوة الضُحى، هذا كلام لا يعرفه، ويفتخر بالمُقابلة.

عدد من هؤلاء قرأت لهم، الذي يقول: أنا ما رأيت البحر، هذا البحر القريب الذي يأتونه الناس أنا ما رأيته منذ خمس وعشرين سنة، أو ثلاثين سنة، والآخر بمُقابلة يقول: أنا ما جلست مع أولادي على وجبة طعام غداء أو عشاء، أو كذا منذ خمس وعشرين سنة، أيش فائدة هذه الثروة، وهذا الجمع، وهذا الجري خلف الدنيا ما الفائدة، ثم ما هي النهاية؟

مثل الذي يجري، ويُجمع حُطام وأحجار، هذا حجر جميل بني، وهذا وردي، وهذا حجر أزرق، وهذا حجر أسود، يُجمع هذه الأحجار، وامتلأ بيته من الأحجار، ثم كانت عبئًا عليه إلا من وفقه الله للإنفاق والبذل، ونحو ذلك، أما من جمع وأغلق عليها، ومنع حق الله ، وحقوق الخلق، فهذا ما الفائدة، وما الخير له في هذه الدنيا؟

فيزداد الحرص كما ازداد التحصيل، ويتألم القلب بسبب ذلك، وهكذا؛ لأنه يظن أنه كل ما حصل شيئًا سكن إليه، والواقع أنه يبدأ يشتغل بالذي بعده، هذا في الذي يجمع المال.

وهكذا الذي يريد الترقيات دائمًا، كل ما حصل مرتبة قال: التي بعدها، التي بعدها، التي بعدها، ويمضي العمر بهذه الطريقة، لا يستطيع أن يقوم بعبادات يتقرب بها إلى الله -تبارك وتعالى-، دائمًا مشغول، وهكذا أيضًا بقدر انشغال الإنسان في الدنيا يكون على حساب العمل للآخرة، والله المستعان.

فالحياة الدنيا بهذا الاعتبار متاع الغرور، مثل المتاع الذي يُدلس به بائعه على المُشتري، حتى ينخدع ويشتريه، فهذا إنكار على من جعل طلب الدنيا ديدنه، واشتغل بها عن الآخرة.

وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور فهذه الدنيا ما هي؟

هي مركبك، مسكنك، ملبسك، محاولات التميز على الآخرين بمراتب وظيفية، بأثاث، بماركات تلبسها هذه المرأة، وتخرج بها أمام الآخرين، كل هذا متاع الغرور، والكنز الحقيقي، والظفر الحقيقي، والتحصيل الحقيقي، والعمل الحقيقي هو العمل الذي يُقربك إلى الله، سجدة تسجدها، ركعة تركعها، إذا كان النبي ﷺ قال عن ركعتي الفجر، السنة الراتبة: خير من الدنيا، وما فيها[5]، هذه ركعتين سنة الفجر التي ينام عنها أكثر الخلق، السنة الراتبة، فما بالك بالفريضة؟ الفريضة شيء آخر، سنة الفجر الذي ينام عنها أكثر الناس مع الفريضة، السنة فقط، الراتبة خير من الدنيا وما فيها، ما الذي في الدنيا؟

كل ما يخطر في بالك في الدنيا، هاتان الركعتان خير منه، إذا كانت هاتان الركعتان خير منه إذًا ما قيمة الدنيا؟!

هذا، وأسأل الله أن يرزقنا، وإياكم الفوز الأكبر، وأن يجعلنا، وإياكم ممن يأخذ كتابه بيمينه، وأن يُزحزحنا عن النار، ويُعتق رقابنا منها، ويغفر لنا ولأبنائنا ولإخواننا المسلمين.

والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.

  1. أخرجه مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم التبختر في المشي مع إعجابه بثيابه، برقم (2088).
  2. أخرجه أبو داود في سننه، كتاب السنة، باب في خلق الجنة والنار، برقم (4744)، وأحمد في مسنده، برقم (8649)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (9341).
  3. انظر: الإحكام في أصول الأحكام، (1/6).
  4. أخرجه أحمد في مسنده، برقم (21112)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي، برقم (2337).
  5. أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب ركعتي سنة الفجر، والحث عليهما وتخفيفهما، والمحافظة عليهما، وبيان ما يستحب أن يقرأ فيهما، برقم (725).

مواد ذات صلة