الخميس 26 / جمادى الأولى / 1446 - 28 / نوفمبر 2024
(226) قوله تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ..} الآية:266
تاريخ النشر: ١٢ / شعبان / ١٤٣٧
التحميل: 937
مرات الإستماع: 1303

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فلما ضرب الله -تبارك وتعالى- هذه الأمثال، مثل المنفقين أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، وكذلك أيضًا ذكر مثلاً آخر للمنفقين الذين يريدون ما عند الله بهذه النفقات كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين، كما ضرب الله -تبارك وتعالى- الأمثال التي تضمنت التحذير والترهيب من مبطلات الأعمال سواء من المقاصد الفاسدة كالرياء والسمعة ونحو ذلك، أو كان ذلك بسبب المن والأذى فهؤلاء جميعًا ضرب لهم الأمثال كما قال الله : كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا [سورة البقرة:264].

كذلك ضرب لهم مثلاً آخر لهؤلاء الذين يأتون ما يكون مُبطلاً لنفقاتهم وأعمالهم لما كانت هذه الآية في سياق الإنفاق أعني قوله -تبارك وتعالى: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ [سورة البقرة:266].

فهذه في سياق الإنفاق ولذلك حملها كثير من أهل العلم على أن ذلك أيضًا فيما يتصل بمحبطات الإنفاق ومبطلاته من النيات السيئة كالرئاء والسمعة، وكذلك أيضًا الأعمال والمزاولات المُبطلة كالمن والأذى.

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ، أيرغب أحد منكم أن يكون له بستان فيه النخيل والأعناب ومن كل ألوان الثمار وهذا البستان في حال من الحُسن والجودة وفيه مقومات البقاء والرواء حيث تجري من تحت أشجاره الأنهار العذبة، وهذا صاحب البستان هذا الغارس لأشجاره الذي قد شابت مفارقه وهو يعتمل فيه أصابه الكِبر، وأيضًا خلفه ذرية ضعفاء من النساء والأطفال الصغار الذين لا يستطيعون النهوض بالأعباء والأعمال وطلب المكاسب والأموال فهذا كان بهذه الحال فهبت ريح شديدة عاصف تنطلق من الأرض إلى السماء تعتلج وتدور وفي ضمنها نار فأتت على بُستانه فأحرقت أشجاره وثماره وزروعه فهذا مثل ضربه الله من أجل التفكر، كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ، أي: من أجل أن تتفكروا.

يؤخذ من هذا المثل وهذه الآية وقد شرحته بشيء من التفصيل في الكلام على "شرح الأمثال" لكن أذكر بعض الجمل وبعض الهدايات المستخرجة من هذه الآية، فالله -تبارك وتعالى- ذكر هذا المثل في مقابل المثل السابق: وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ [سورة البقرة:265]، هذه نفقات المخلصين الصادقين الذين يُخرجون هذه النفقات بنفوس طيبة بها من غير تردد، ومن غير تلكأ، ومن غير تثاقل وكراهية، ثم هذا المثل الآخر المضروب لأضدادهم لأهل الرياء والسمعة الذين يأتون بما يُبطل هذه الأعمال فقابل هذا بهذا كما هي عادة القرآن.

يؤخذ أيضًا من ذلك المثل أن هذا المثل يصور المعنى المعقول بصورة محسوسة في غاية الوضوح ينتج عنها غاية النفور، هذا إنسان يعمل في هذا البستان، ويتعب، ويبذل بذل فيه زهرة شبابه وأيام قوته، ثم بعد ذلك استتم هذا البستان وصار في حال من الكمال، وهو يشتمل على أجود أنواع الأشجار والثمار النخيل والأعناب، إضافة إلى ذلك له فيه من كل الثمرات فلما كان هذا الحال من التمام والكمال مع جري الأنهار؛ لأن العيون قد تنضب والآبار قد يغور الماء فيها، لكن هذه الأنهار السارحة قد يُخيل إلى الإنسان أنها لا يمكن أن تتوقف في جريها وانسياب الماء فيها.

كذاك الذي ذكر الله حاله في سورة الكهف حينما قال: مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ۝ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً [سورة الكهف:35، 36]، رأى جنة في غاية التمكين والأنهار تجري تشقها طولاً وعرضًا فأبعد الفناء والذهاب والزوال بل أبعد القيامة، فجاء أمر الله وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ [سورة الكهف:42]، والإحاطة هنا تعني الهلاك المُبرم الذي لا يغادر منها شيئًا، فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا [سورة الكهف:42]، خاوية نسأل الله العافية، ما بقي منها شيء.

وهنا أيضًا كذلك فنيت؛ لأنه قال: فَاحْتَرَقَتْ، يدل على أنه لم يبق منها شيء، أصابها إعصار فيه نار قد يكون الإعصار يُبقي بعض الشيء، لكن إعصار فيه نار وأكثر المفسرين بعضهم قال: فيه نار، يعني: سموم ريح حارة تُحرق الشجر والثمر والزرع، وبعضهم قال: ريح باردة تحرق الزرع، ينتج عن ذلك أثر السواد كأنه قد احترق؛ لأنهم ما شاهدوا الإعصار الذي فيه نار، وهناك مشهدًا لإعصار حل ووقع في هذا العصر مصور حقيقي فيه نار تدور ويلتهم كل شيء في طريقه، والأصل حمل الآية على ظاهرها: إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ، فالإعصار قد يترك بعض الشيء وإذا كان فيه نار فهذا أشد، وقد ينجو من النار بعض الشيء لكنه قال: فَاحْتَرَقَتْ.

فهنا يبين نهاية هذه الحال وغاية الحسرة والمأساة التي حلت بهذا الإنسان؛ لأنه صور حاله قال: وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ، أصابه الكِبر لا يستطيع أن يعتمل من جديد، وأن يُنشئ بستانًا وأن يزرع زرعًا كما فعل منذ البداية في أيام قوته ونشاطه، لا، هذا أصابه الكبر فهو يحتاج إلى من يقوم به، هو ينتظر الآن الثمار، وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ، أيضًا يعني أصابه الكِبر هذا ضعف، والكبير يزداد حرصه حريص وأيضًا له ذرية ضعفاء هؤلاء يمثلون عبئًا ثقيلاً عليه؛ لأنه يتحسر على هؤلاء، ويُفكر مليًا في مصيرهم؛ كيف سيكون حالهم من بعده، ثم أيضًا هؤلاء الذرية الضعفاء لا يستطيعون أن يعينوه فيستدرك من جديد ويرجع هذا البستان إلى حال كما كان أو أفضل مما كان أو قريب مما كان، أبدًا، هذا البستان انعدمت كل المقومات لعودته من جديد بعد أن كانت كل المقومات موجودة ومتوفرة بكماله وجودته وجودة ثماره، فهذا لما كان في وقت كمال الرجاء حصل له كمال اليأس.

فهذه الأمثال التي يضربها الله -تبارك وتعالى- كما ذكرنا سابقًا تثبت المعاني المعقولة وتبرزها بصورة محسوسة، وهذا من قبيل القياس وهو حجة لإثبات القياس، وذلك يدخل فيه: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ يدخل فيه كل من يُعرض عمله لمُبطل، يدخل فيه أهل الرياء عمل أعمالاً ثم صار يُسمع فيها ويُرائي، فيأتي هذا الرياء ويذهب بهذه الأعمال، قد يسكت دهرًا ثم في آخر الوقت في آخر العمر يبدأ يتحدث، ويكتب في مذكراته، والأعمال بالنيات لكن إذا قصد الرياء والسمعة، أو يتحدث عند الآخرين في مجالس في ديوانية في غير ذلك، يتحدث عن إنجازاته في آخر العمر، يتحدث عن إنجازاته السابقة ماذا عمل وماذا فعل، ما المشروعات التي كان من خلفها هو، وهو الذي قد بناها وأنشأها، وما هي الأفكار التي قامت منها مشروعات ضخمة وكبيرة، وأنها كانت من بنات أفكاره، إنما الأعمال بالنيات لكن هذا إذا كان يقصد الرياء والسمعة فهو مُعرض عمله للإبطال -نسأل الله العافية.

فلاحظوا وقارنوا هذا مع أصحاب رسول الله ﷺ يُحدث أحدهم عن غزوة ذات الرقاع وما نالهم، الواحد يلف خرقة حتى لربما سقطت أظافره، وهو يحدث في أثناء هذا الحديث يستدرك يقول ما حملني على هذا، يعني: ما الذي جعلني أتكلم بهذا، هذا صحابي يحدث التابعين عن ما نالهم في غزوة ذات الرقاع، وفي نصف الحديث يتوقف، أو بعد حديثه يندم ويقول: ما حملني على هذا؟! ما الذي جعلني أتكلم، الحرص على إخفاء الأعمال، أيكم رأى منكم الكوكب الذي انقض البارحة؟[1]، يعني: شهاب رُمي به، فأحدهم يقول: "أنا رأيته غير أني لم أكن في صلاة، ولكن لدغتني عقرب"، يعني: أني سهرت لم أكن في قيام ليل لكن لدغتني عقرب، الاحتراز والخوف من الرياء ومحبطات الأعمال.

فهذا يدخل فيه هذا المثل يدخل فيه أهل الرياء والسمع، ويدخل فيه أهل المن والأذى، ويدخل فيه من ختم عمله بخاتمة سيئة كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما- وهو في الصحيح: "لما سألهم عمر سأل أهل مجلسه عن هذه الآية، فقالوا: الله أعلم، فغضب عمر وقال: قولوا نعلم أو لا نعلم، فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء، فقال له: تكلم، فقال: هو مثل، قال: أي مثل؟ قال: هذا مثل مضروب لمن عمل عملاً صالحًا ثم بعد ذلك أبطله"[2]، يعني: خُتم له بمعصية الله، عمل بطاعة الله ثم خُتم له بالمعصية.

فهذا إنما الأعمال بالخواتيم، الإنسان الذي قد يرتد عن الإسلام ويكون قد عمل أعمالاً كذلك أيضًا هو داخل في هذا، لكن الجامع المشترك هو الخيبة خيبة الأمل، وأنه لا يرجع بشيء مما كان يؤمله، ذهب عمله وبطل والله المستعان، وهذا من كمال عدله -تبارك وتعالى، وفي الحديث: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه[3].

كذلك أيضًا هذا المثل وما تضمنه من الإيضاحات المتتابعة: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ، الجنة تشتمل على أشجار، لكن هنا فيها أفضل الأشجار من نخيل وأعناب، وقد توجد هذه الأشجار من غير ثمار، فقال: لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ، ثم أيضًا بيّن حال هذا الرجل: وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ، فكل هذا مما يوضح هذا المثل ويُجليه، يعني: كبير، قد يقال: إنه يمكن أن ينهض بأقوى مما كان، لا، لأنه كبير، طيب عنده أعوان وعنده أولاد وبنى أسرة قوية، لا، له ذرية ضعفاء، أصابها إعصار يمكن الإعصار هذا ما ضرها، لا فيه نار، ربما أصاب طرفها، لا، فاحترقت، فهذا في غاية البيان والإيضاح، هذه الأمثال تحتاج أن تُتعقل وأن تُتدبر والله يقول: وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ [سورة العنكبوت:43]، فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يعقل عن الله -تبارك وتعالى.

كذلك أيضًا هنا في هذه الآية جنة من نخيل وأعناب، هذا من ذكر الخاص بعد العام، جنة عام، من نخيل وأعناب هذا أخص، وهما داخلان في الجنة ومن ضمن مكوناتها، ولكنه ذكر هذا الخاص لشرفه، فأشرف الثمار النخيل والأعناب، وهي أكثرها وأعظمها نفعًا، ثم ذكر أن له فيها من كل الثمرات.

كذلك أيضًا: فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ، لاحظ أصابها، في المثل الآخر: فَأَصَابَهُ وَابِلٌ [سورة البقرة:264]، وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ [سورة البقرة:266]، فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ، فهذا كله عُبر فيه بهذا الفعل أصاب، فهذا أبلغ وأقوى في التأثير، أصاب غير لما يقال وقع أو حل بها أو نزل بها أو حصل لها أو هب عليها إعصار، لا، أصابها، فهذا شيء لا يُخطئها وهو أيضًا فيه معنى العدل، وفيه معنى المصيبة، أصابها إعصار.

وكذلك أيضًا فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ، كذلك البيان، وكذلك الإيضاح يوضح الله ويُبين لكم الآيات لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ، أي: من أجل أن تتفكروا، والتفكر هو حركة الذهن في المعقولات والمحسوسات، فهذا التفكر تفكر في الآيات المتلوة بمعنى التدبر لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ.

وكل لعل في القرآن فهي للتعليل بمعنى لعل إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى: وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ [سورة الشعراء:129]، أي: كأنكم تخلدون في هذا الموضع فقط، فهو بمعنى من أجل أن تتفكروا، يضرب هذه الأمثال من أجل التفكر، يُبين الآيات ويوضحها من أجل التفكر، فلا يصح أن يمر الإنسان عليها من غير وقوف عندها، وقراءة آية واحدة يرددها الإنسان ويتفكر فيها خير من قراءة ختمة من غير تفكر، ونحن مقبولون على شهر رمضان فينبغي أن يكون للإنسان فيه بصر وعمل ينتفع به، ولا يكون هم الإنسان آخر السورة، أو آخر الجزء، أو آخر الورد، أو آخر الختمة، وإنما يكون مقصوده أن يُحيي قلبه وأن يكون هذا الشهر سببًا لحياة جديدة يحياها المؤمن بخلاف ما يتصوره كثير من الناس، أو ما يكون عليه حالهم للأسف، وما تراه في الدعايات والإعلانات في هذه الأيام بحيث يُخيل لمن يطرأ على الأمة من خارجها أننا مقبلون على شهر هو شهر الأكل والشرب من بين شهور العام، وهو شهر التسوق، وهو شهر السهر والغفلة واللهو بأنواعه وصوره المختلفة، هكذا الصورة، الدعايات لأنواع المطعومات والأسواق تكتظ بالمطعومات وبالمتسوقين.

وكذلك جميع أنواع السلع من الأثاث والفُرش واللباس والأواني والمراكب، وتزدهر الاستراحات والمجالس وما إلى ذلك، ويكثر اجتماع الناس وقضاء الليل الطويل فيها من غير طائل بل وتزدهر أيضًا أماكن للعب لا توجد إلا في رمضان، وتخرج في بعض البيئات أنواع الألعاب لا تُرى إلا في رمضان، فهذا هو شهر القرآن وشهر الصيام وشهر القيام يتحول إلى عكس مقصود الشارع تمامًا، الصيام يقابل الأكل والشرب وازدهار الأسواق بالأطعمة، والدعاية لها، هذا شهر الصوم، كذلك أيضًا شهر القيام والقرآن يقابل هذه الغفلة العريضة، وهذا التسوق في ليالي الشهر واللهو بأنواعه -والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

  1. أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، برقم (220).
  2. أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب قوله: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ [سورة البقرة:266]، برقم (4528).
  3. أخرجه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله، برقم (2985).

مواد ذات صلة