الأربعاء 23 / جمادى الآخرة / 1446 - 25 / ديسمبر 2024
[7] من قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ} الآية 43 إلى قوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} الآية 62.
تاريخ النشر: ١١ / جمادى الأولى / ١٤٢٨
التحميل: 14236
مرات الإستماع: 2540

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المفسر -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى:

وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ۝ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ ۝ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ۝ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ۝ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ۝ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ۝ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ [سورة يوسف:43-49].

هذه الرؤيا من ملك مصر مما قدر الله تعالى أنها كانت سبباً لخروج يوسف من السجن معززاً مكرماً، وذلك أن الملِك رأى هذه الرؤيا، فهالته وتعجب من أمرها وما يكون تفسيرها، فجمع الكهنة والحزاة وكبار دولته وأمراءه فقص عليهم ما رأى، وسألهم عن تأويلها، فلم يعرفوا ذلك، واعتذروا إليه بأنها أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ أي: أخلاط أحلام اقتضته رؤياك هذه.

وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأحْلاَمِ بِعَالِمِينَ أي: لو كانت رؤيا صحيحة من أخلاط لما كان لنا معرفة بتأويلها -وهو تعبيرها، فعند ذلك تذكر الذي نجا من ذينك الفتيين اللذيْن كانا في السجن مع يوسف، وكان الشيطان قد أنساه ما وصاه به يوسف من ذكر أمره للملِك، فعند ذلك تذكر بعد أمّة، أي مدة.

وقرأ بعضهم بعد أمَهٍ أي: بعد نسيان، فقال لهم، أي للملِك والذين جمعهم لذلك: أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ أي: بتأويل هذا المنام، فَأَرْسِلُونِ أي: فابعثون إلى يوسف الصديق إلى السجن، ومعنى الكلام فبعثوه فجاءه، فقال: يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا، وذكر المنام الذي رآه الملك.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقوله -تبارك وتعالى: أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ [سورة يوسف:43]، عبر الرؤيا من العبور، ومنه: عبر النهر، أي: أنه بلغ إلى شاطئه، فتعبير الرؤيا: ذكر تفسيرها ومعناها وما تئول إليه.

قوله: أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ الأضغاث: جمع ضغث وهي الأخلاط.

قوله: بَعْدَ أُمَّةٍ أي: بعد مدة من الزمان، ولفظ الأمة يأتي بمعانٍ متعددة، ومنها المدة الزمنية، وقرأ بعضهم: بعد أمَهٍ أي: بعد نسيان، وهذه القراءة ليست متواترة، وهي مروية عن بعض السلف كابن عباس وعكرمة، وأما القراءة المتواترة فهي التي نقرأ بها بَعْدَ أُمَّةٍ.

فعند ذلك ذكر له يوسف تعبيرها من غير تعنيف للفتى في نسيانه ما وصاه به، ومن غير اشتراط للخروج قبل ذلك.

ذكر يوسف تعبير الرؤيا من غير تعنيف للفتى بسبب نسيانه، ومن غير امتناع، ولم يقل: أنتم فعلتم وفعلتم، وتعبير هذه الرؤيا التي يتوقف عليها حياة أمة بأكملها، فماذا لو بقي الناس على سجيتهم في الإنفاق والازدراع، ثم جاءهم هذا القحط سبع سنين؟ فقد يكون ذلك فيه هلاكهم المستأصل، لكن الله أنقذهم بيوسف -عليه الصلاة والسلام.

بل قال: تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً أي: يأتيكم الخصب والمطر سبع سنين متواليات، ففسر البقر بالسنين؛ لأنها تثير الأرض.

تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً، يحتمل أن يكون المراد بـ دَأَباً أي: كما هو دأبكم وعادتكم التي كنتم عليها، وهذا المعنى الذي اختاره كبير المفسرين ابن جرير -رحمه الله- وقال بعضهم: تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً أي: دائبين، وقال بعضهم: إن قوله: دَأَباً يرجع إلى السنين السبع.

ففسر البقر بالسنين؛ لأنها تثير الأرض التي تستغل منها الثمرات والزروع، وهن السنبلات الخضر.

البقرات السمان ترمز للسبع السنين المخصبة، والسبع السنبلات الخضر ترمز للسبع السنين المخصبة، والعجاف والسنبلات الصفراء التي قد التوت، ترمز للسنين العجاف.

ثم أرشدهم إلى ما يعتمدونه في تلك السنين، فقال: فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ أي: مهما استغللتم في هذه السبع السنين الخصب، فادخروه في سنبله ليكون أبقى له وأبعد عن إسراع الفساد إليه.

يتركوه في سنبله حتى لا تأتيه الآفات التي تتلفه كالسوس وغيرها، قال: إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ، عبّر بالأكل؛ لأنه هو المقصود.

إلا المقدار الذي تأكلونه، وليكن قليلاً قليلاً، لا تسرفوا فيه لتنتفعوا في السبع الشداد، وهن السبع السنين المحل التي تعقب هذه السبع المتواليات، وهن البقرات العجاف اللاتي تأكل السمان؛ لأن سني الجدب يؤكل فيها ما جمعوه في سني الخصب، وهن السنبلات اليابسات، وأخبرهم أنهن لا ينبتن شيئاً، وما بذروه فلا يرجعون منه إلى شيء، ولهذا قال: يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ، ثم بشرهم بعد الجدب العام المتوالي بأنه يعقبهم بعد ذلك عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ أي: يأتيهم الغيث: وهو المطر وتغل البلاد، ويعصر الناس ما كانوا يعصرون على عادتهم من زيت ونحوه، وسكر ونحوه.

معنى قوله: يَعْصِرُونَ، أي: ما يعصرون على عادتهم من الزيت، وهذا هو الظاهر المتبادر، وقال بعضهم: إن معنى يَعْصِرُونَ أي: يحلبون، وهذا وإن كان يقال في لغة العرب إلا أنه قليل، وليس ذلك بالظاهر المتبادر، وتحمل معاني القرآن على المتبادر الأكثر والأغلب في الاستعمال.

وقال بعضهم: يَعْصِرُونَ أي: ينجون ويحصل لهم النجاة، وهذا قليل في الاستعمال فلا يفسر به مثل هذا الموضع، والله تعالى أعلم.

وقوله: ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ [سورة يوسف:49]، هذا القدر الذي ذكره يوسف ﷺ ليس في نفس الرؤيا -والله تعالى أعلم- وكأن الله أوحى إليه بذلك، فأخبرهم به زيادة على مضمون الرؤيا التي عبّرها لهم.

وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ۝ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ۝ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ۝ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ [سورة يوسف:50-53]

يقول تعالى إخباراً عن الملك لما رجعوا إليه -بتعبير رؤياه التي كان رآها- بما أعجبه وأيقنه، فعرف فضل يوسف وعلْمه وحسن اطلاعه على رؤياه، وحسن أخلاقه على من ببلده من رعاياه، فقال: ائْتُونِي بِهِ أي: أخرجوه من السجن وأحضروه، فلما جاءه الرسول بذلك امتنع من الخروج حتى يتحقق الملك ورعيته براءة ساحته ونزاهة عرضه مما نسب إليه من جهة امرأة العزيز، وأن هذا السجن لم يكن على أمر يقتضيه، بل كان ظلماً وعدواناً، فقال: ارْجِعْ إِلَىَ رَبّكَ الآية.

قوله: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ أي: ارجع إلى سيدك، والمقصود بالرب الملِك وليس العزيز، وقوله: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ فلم يقل: فاسأله عن امرأة العزيز، ولم يذكر المراودة، وهذا لربما -والله تعالى أعلم- من أجل أن لا يصرح بذكر هؤلاء فيكون ذلك مستثقلاً في الأسماع، أو أن التعبير عنه بمثل هذه العبارة ألطف من ذكر المراودة، أو ذكر امرأة العزيز الذي هو وزيره، ولربما يحرك ذلك نفس العزيز فينتصر لنفسه، فقد سأل عن ألطف ما في هذه القضية التي وقعت له وهو تقطيع النسوة لأيديهن.

قوله: إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ الرب هو الله لا يصح أن يفسر بالعزيز، وقال بعض أهل التفسير: إن الرب هو العزيز.

وقد وردت السنة بمدحه على ذلك والتنبيه على فضله وشرفه وعلو قدره وصبره -صلوات الله وسلامه عليه، ففي المسند والصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٌ [سورة البقرة:260]، ويرحم الله لوطاً كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثتُ في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي[1]، وفي لفظ لأحمد عن أبي هريرة عن النبي ﷺ في قوله: فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ [سورة يوسف:50]، فقال رسول الله ﷺ: لو كنت أنا لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر[2].

وقوله تعالى: قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ، [سورة يوسف:51] إخبار عن الملِك حين جمع النسوة اللاتي قطعن أيديهن عند امرأة العزيز، فقال مخاطباً لهن كلهن وهو يريد امرأة وزيره، وهو العزيز، قال الملك للنسوة اللاتي قطعن أيديهن: مَا خَطْبُكُنَّ أي: شأنكن وخبركن إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ يعني: يوم الضيافة؟ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ أي: قالت النسوة جواباً للملك: حاش لله أن يكون يوسف متهماً، والله ما علمنا عليه من سوء، فعند ذلك قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ، قال ابن عباس -ا- ومجاهد وغير واحد: تقول: الآن تبيّن الحق وظهر وبرز.

معنى حَصْحَصَ هو القطع، أي: انقطع الحق من الباطل، وظهر وبان واتضح، ويحتمل أن يكون من الحصة، أي ظهرت وبانت حصة الحق من الباطل، والمقصود بهذا ظهور الحق بعد خفائه.

أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ أي: في قوله: هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي، ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ تقول: إنما اعترفت بهذا على نفسي ليعلم زوجي أني لم أخنه بالغيب في نفس الأمر، ولا وقع المحذور الأكبر، وإنما راودت هذا الشاب مراودة فامتنع، فلهذا اعترفت ليعلم أني بريئة، وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي تقول المرأة: ولست أبرىء نفسي، فإن النفس تتحدث وتتمنى، ولهذا راودته؛ لأن النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي أي: إلا من عصمه الله تعالى: إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ، وهذا القول هو الأشهر والأليق والأنسب بسياق القصة ومعاني الكلام.

وقد حكاه الماوردي في تفسيره، وانتدب لنصره الإمام أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله- فأفرده بتصنيف على حدة، وقد قيل: إن ذلك من كلام يوسف يقول: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ في زوجته بِالْغَيْبِ الآيتين، أي: إنما رددت الرسول ليعلم الملك براءتي، وليعلم العزيز أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ في زوجته بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ الآية.

وهذا القول هو الذي لم يحك ابن جرير ولا ابن أبي حاتم سواه، والقول الأول أقوى وأظهر؛ لأن سياق الكلام كله من كلام امرأة العزيز بحضرة الملك، ولم يكن يوسف عندهم، بل بعد ذلك أحضره الملك.

قوله: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ [سورة يوسف:52] يحتمل أن يكون هذا القول من كلام امرأة العزيز كما رجحه الحافظ ابن كثير وعزاه لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وقال به طائفة من السلف والخلف، وهو اللائق بسياق الكلام، باعتبار أن الأصل في الكلام الاتصال لا الانفصال، وإذا كان من كلام امرأة العزيز فإنه يحتمل معنيين في عود الضمير الهاء، في قوله: لَمْ أَخُنْهُ يحتمل أنها تعني زوجها وهذا اختيار ابن كثير –رحمه الله- ويكون المعنى ليعلم العزيز أني لم أخنه في غيبته، ويحتمل أنها قصدت يوسف ﷺ أي أنها لم تفترِ عليه، ولم تقل عليه غير الحقيقة، وهو غائب في السجن، والمعنى الأول هو الأقرب –والله تعالى أعلم- لأن التعبير بالخيانة في قضية كهذه الأقرب فيها أن المقصود بها الخيانة في العرض.

ويحتمل أن يكون قوله: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ من كلام يوسف ﷺ فيكون هذا من الموصول لفظاً المفصول في المعنى، ويكون المعنى: ليعلم العزيز أني لم أخنه في حال غيبته في أهله، وهذا اختيار ابن جرير -رحمه الله.

وقوله –تبارك وتعالى: وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ [سورة يوسف:53]، إذا قلنا: إن الكلام الأول من كلام امرأة العزيز فهذه الآية من كلامها، وإذا قلنا إن الكلام الأول من كلام يوسف فهذه الآية من كلامه، وهناك قول ثالث وهو أن قوله: وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي من كلام العزيز، وهذا قول بعيد.

قوله: إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ يحتمل أن يكون الاستثناء متصلاً، ويحتمل أن يكون منقطعاً ويكون المعنى: لكن من رحم ربي فكف نفسه عن أن تكون كذلك.

وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ ۝ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ [سورة يوسف:54، 55].

يقول تعالى إخباراً عن الملِك حين تحقق براءة يوسف ونزاهة عرضه مما نسب إليه، قال: ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي أي: أجعله من خاصتي وأهل مشورتي، فَلَمّا كَلّمَهُ أي: خاطبه الملك وعرفه، ورأى فضله وبراعته، وعلم ما هو عليه من خَلْق وخُلُقٍ وكمال، قال له الملك: إِنّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ أي: إنك عندنا قد بقيت ذا مكانة وأمانة.

قوله: وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي كان يوسف مستخلصاً للعزيز، فطلبه الملك أن يكون مستخلصاً لنفسه ويكون من خاصته وأهل القرب منه وأهل مشورته، ولا يشاركه فيه أحد.

قوله: فَلَمَّا كَلَّمَهُ، يحتمل أن يكون المعنى: فلما كلّم الملِكُ يوسفَ ﷺ وهذا الذي مشى عليه ابن كثير -رحمه الله- وهو اختيار ابن جرير، بدليل أنه قال بعد ذلك: إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ، ويحتمل أن يكون المعنى: فلما كلم يوسفُ ﷺ الملِكَ أعجبه كلامه، فقال له: إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ.

فقال يوسف : اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ [سورة يوسف:55] مدح نفسه، ويجوز للرجل ذلك إذا جُهل أمره للحاجة.

هذا لا إشكال فيه، وقد قال النبي ﷺ للأنصار: ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟[3]، ثم طلب منهم ﷺ، وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- لما أوذي من قبل المبتدعة، احتاج أن يتكلم ببعض الكلام، وذكر لهم ما وقع منه من رد التتار وجمْع الناس الذين كادوا أن يفروا من الشام من التجار والأمراء وغيرهم وتثبيتهم، وذكر مواقفه وعددها؛ لأنه احتاج إلى ذلك، وكذلك الأصل ألا يطلب الإنسان الإمارة، وقد قال النبي ﷺ: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها، وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها[4] لكن لو أنه رأى أن المصلحة الشرعية تقتضي هذا، فله أن يسألها.

وذكر أنه حَفِيظٌ أي: خازن أمين، عَلِيمٌ ذو علم وبصيرة بما يتولاه.

حَفِيظٌ أي: خازن أمين يحفظ ما وكل إليه وما تحت يده لا يضيعه، عَلِيمٌ أي: بما يتولاه، فجمع بين الأمانة وبين البصر في الأمور والعلم والمعرفة، هذا هو أقرب ما تفسر به هذه الآية.

وإنما سأله أن يجعله على خزائن الأرض، وهي الأهرام التي يجمع فيها الغلّات، لما يستقبلونه من السنين التي أخبرهم بشأنها، فيتصرف لهم على الوجه الأحوط والأصلح والأرشد، فأجيب إلى ذلك رغبة فيه وتكرمة له.

ولهذا قال تعالى: وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ۝ وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ [سورة يوسف:56، 57].

يقول تعالى: وَكَذَلِكَ مَكّنّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ أي: أرض مصر، يَتَبَوّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء قال السدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: يتصرف فيها كيف يشاء.

أي على كل حالٍ يتصرف، تبوأ من اتخاذ المباءة، وهي المسكن يعني أنه ينزل منها حيث شاء فهو ممكّن بعد أن كان في ضيق الجب وضيق السجن صار بهذه المثابة.

وقال ابن جرير: يتخذ منها منزلاً حيث يشاء بعد الضيق والحبس والإسار، نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نشاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ أي: وما أضعنا صبر يوسف على أذى إخوته، وصبره على الحبس بسبب امرأة العزيز، فلهذا أعقبه الله السلام والنصر والتأييد.

 وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلأجْرُ الآخرة خَيْرٌ لّلّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتّقُونَ، يخبر تعالى أن ما ادخره الله تعالى لنبيه يوسف في الدار الآخرة أعظم وأكثر وأجل مما خوله من التصرف والنفوذ في الدنيا، كقوله في حق سليمان هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ۝ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ [سورة ص:39، 40]، والغرض أن يوسف ولاه ملِكُ مصر الريانُ بن الوليد الوزارةَ في بلاد مصر مكان الذي اشتراه من مصر زوج التي راودته، وأسلم الملك على يدي يوسف قاله مجاهد.

ليس هناك دليل على إيمان ملك مصر ويدل على أن ملك مصر لم يؤمن قوله –تبارك وتعالى: وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ [سورة غافر:34]، ولو كان الملِك آمن لتبعه الناس، والناس على دين ملوكهم.

قوله: وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ۝ وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ۝ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ ۝ قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ۝ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [سورة يوسف:58-62].

ذكر السدي ومحمد بن إسحاق وغيرهما من المفسرين أن السبب الذي أقدم إخوة يوسف بلاد مصر، أن يوسف لما باشر الوزارة بمصر ومضت السبع السنين المخصبة، ثم تلتها السبع السنين المجدبة، وعم القحط بلاد مصر بكمالها، ووصل إلى بلاد كنعان وهي التي فيها يعقوب وأولاده، وحينئذ احتاط يوسف للناس في غلاتهم، وجمعها أحسن جمع، فحصَلَ من ذلك مبلغ عظيم وهدايا متعددة هائلة، وورد عليه الناس من سائر الأقاليم والمعاملات، يمتارون لأنفسهم وعيالهم، فكان لا يعطي الرجل أكثر من حمل بعير في السنة، وكان لا يشبع نفسه، ولا يأكل هو والملك وجنودهما إلا أكلة واحدة في وسط النهار، حتى يتكفى الناس بما في أيديهم مدة السبع سنين، وكان رحمة من الله على أهل مصر.

فكان من جملة من ورد للميرة إخوة يوسف عن أمر أبيهم لهم في ذلك، فإنه بلغهم أن عزيز مصر يعطي الناس الطعام بثمنه، فأخذوا معهم بضاعة يعتاضون بها طعاماً، وركبوا عشرة نفر، واحتبس يعقوبُ عنده ابنه بنيامين شقيق يوسف ، وكان أحب ولده إليه بعد يوسف، فلما دخلوا على يوسف وهو جالس في أبهته ورياسته وسيادته، عرفهم حين نظر إليهم، وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ أي: لا يعرفونه؛ لأنهم فارقوه وهو صغير حدث، وباعوه للسيارة ولم يدروا أين يذهبون به، ولا كانوا يستشعرون في أنفسهم أن يصير إلى ما صار إليه، فلهذا لم يعرفوه، وأما هو فعرفهم، فذكر السدي وغيره أنه شرع يخاطبهم، فقال لهم كالمنكر عليهم: ما أقدمكم بلادي؟ فقالوا: أيها العزيز إنا قدمنا للميرة، قال: فلعلكم عيون؟ قالوا: معاذ الله.

لا يدل دليل لا في الكتاب ولا في السنة على حصول هذه المحاورة بين يوسف وبين إخوته ويحتمل أنه تحدث معهم، سألهم سؤالاً فعرف من خلاله أن لهم أخاً من أبيهم فقال: ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ [سورة يوسف:59].

قال: فمن أين أنتم؟ قالوا من بلاد كنعان، وأبونا يعقوب نبي الله، قال: وله أولاد غيركم؟ قالوا: نعم كنا اثني عشر، فذهب أصغرنا، هلك في البرية وكان أحبنا إلى أبيه، وبقي شقيقه فاحتبسه أبوه ليتسلى به عنه، فأمر بإنزالهم وإكرامهم، وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ، أي: أوفى لهم كيلهم، وحمل لهم أحمالهم، قال: ائتوني بأخيكم هذا الذي ذكرتم لأعلم صدقكم فيما ذكرتم، أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ يرغبهم في الرجوع إليه.

قوله: وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ، والجَهاز والجِهاز بالكسر، يقال لما يزود به الإنسان، وما يأخذه معه أو يحمله من بضاعة أو متاع أو طعام، أو ما تقتضيه حاله، جهزهم بهذه الأطعمة التي جاءوا يشترونها، وقال لهم: أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ، أي: هو ذكر لهم أوصافه الكاملة، أنه يوفي الكيل، وأنه خير المنزلين، أي: خير من يضيّف الناس في هذه الأرض أو في بلاد مصر.

يرغبهم في الرجوع إليه، ثم رهبهم فقال: فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي الآية، أي إن لم تقدموا به معكم في المرة الثانية فليس لكم عندي ميرة، وَلا تَقْرَبُونِ قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ أي: سنحرص على مجيئه إليك بكل ممكن، ولا نُبقي مجهوداً لتعلم صدقنا فيما قلناه، وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ أي: غلمانه اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ، أي: التي قدموا بها ليمتاروا عوضاً عنها، فِي رِحَالِهِمْ أي: في أمتعتهم من حيث لا يشعرون.

أصل الرحل يطلق على ما يستصحبه المسافر معه من أوعية أو مركب يوضع على البعير، ويقال الرحل للمنزل الذي ينزله الإنسان، ومنه قوله: صلوا في رحالكم[5]، والمراد بالرحل هنا الأوعية التي يوضع فيها الطعام.

قال: اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ أي: التي قدموا بها ليمتاروا عوضاً عنها، فِي رِحَالِهِمْ أي: في أمتعتهم، سواءً كانت هذه البضاعة هي عبارة عن نقود، أو كانت عبارة عن أشياء معمولات ومصنوعات.

لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ بها، قيل: خشي يوسف أن لا يكون عندهم بضاعة أخرى يرجعون للميرة بها.

قوله: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "لعل" لتعليل، أي: من أجل أن يرجعوا، فخشي ﷺ أنهم إذا رجعوا لا يكون عندهم شيء؛ لأن الناس في جدب وحاجة، فوضع لهم البضاعة من أجل أن يرجعوا، ويحتمل أن يكون وضع لهم هذه البضاعة في رحالهم لكونه عرف أنهم إذا وصلوا وفتحوا المتاع ووجدوا الطعام وقيمته في الرحال عرفوا أن هذا خطأ حصل ولا يحل لهم هذا الطعام، وهذا لا يخلوا من بعد؛ لأنهم إذا احتاجوا للرجوع فلن يرجعوا جمعياً، وإنما يكتفون بإرسال واحد منهم لإرجاع المتاع.

  1. رواه البخاري، كتاب الأنبياء، باب قول الله وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِ بْراَهِيمَ (3 / 1233)، برقم (3192)، ومسلم، كتاب الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل ﷺ (4 / 1839)، برقم (151).
  2. رواه أحمد (14 / 228)، برقم (8554).
  3. رواه البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الطائف (4 / 1574)، برقم (4075)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوى إيمانه (2 / 738)، برقم (1061).
  4. رواه البخاري، كتاب الأحكام، باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها (6 / 2613)، برقم (6727)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها (3 / 1454)، برقم (1652).
  5. رواه البخاري، كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة وكذلك بعرفة وجمْع وقول المؤذن الصلاة في الرحال في الليلة الباردة أو المطيرة (1 / 227)، برقم (606)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الصلاة في الرحال في المطر (1 / 484)، برقم (697).

مواد ذات صلة