الخميس 26 / جمادى الأولى / 1446 - 28 / نوفمبر 2024
[8] من قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} الآية 47 إلى قوله تعالى: {وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} الآية51
تاريخ النشر: ١٤ / ربيع الأوّل / ١٤٢٩
التحميل: 3071
مرات الإستماع: 11189

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المصنف -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى:

وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ۝ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا ۝ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا، [سورة الكهف:47- 49].

يخبر تعالى عن أهوال يوم القيامة، وما يكون فيه من الأمور العظام، كما قال تعالى: يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ۝ وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا [الطور:9، 10] أي: تذهب من أماكنها وتزول، كما قال تعالى: وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ [النمل:88]، وقال تعالى: وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ [القارعة:5]، وقال: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ۝ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ۝ لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا [طه:105-107] يذكر تعالى أنه تذهب الجبال، وتتساوى المهاد، وتبقى الأرض، وَتَرَى الأرْضَ بَارِزَةً أي: بادية ظاهرة ليس فيها مَعْلَم لأحد ولا مكان يواري أحداً، بل الخلق كلهم ضاحون لربهم لا تخفى عليه منهم خافية.

قال مجاهد وقتادة: وَتَرَى الأرْضَ بَارِزَةً لا خمر فيها ولا غَيابة، قال قتادة: لا بناءَ ولا شجر.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد:

فقوله -تبارك وتعالى: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا [سورة الكهف:47] يحتمل أن يكون قوله: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ متعلقاً بما قبله: وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ۝ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً [سورة الكهف: 46، 47]  يعني: خير عند الله في الآخرة في اليوم الذي تُسير فيه الجبال، ولعله أحسن من هذا أن يقال بأن ذلك متعلق بمقدر، والتقدير: واذكر يوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة، وهنا أورد المصنف -رحمه الله- قوله -تبارك وتعالى: وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ [سورة النمل:88] يعني: في الآخرة إذا قامت القيامة، وليس المقصود بذلك في الدنيا كما يذكره بعض من يتكلم في الإعجاز ويستدل به على دوران الأرض، وأن المقصود بذلك دوران الأرض وما عليها يدور ويتحرك بحركتها، فالجبال تدور بدوران الأرض، ليس هذا هو المراد، وإنما الآيات يفسر بعضها بعضاً، فذلك حينما تقوم القيامة.

وقوله: وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً يقول: وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ترى الأرض بارزة أي: بادية ظاهرة، ليس فيها معلم لأحد، ولا بناء ولا عمارات ولا أشجار ولا جبال، يقول: بل الخلق كلهم ضاحون لربهم، أي: بادون ظاهرون، وكما في الحديث: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي[1] بمعنى: أنه بادٍ للشمس لا يستتر بشيء.

قال مجاهد وقتادة: وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً [سورة الكهف:47] لا خمر فيه ولا غيابة، فلا يوجد ماء يسترهم، فالخمر قيل له خمر؛ لأنه يخامر العقل أي: يسترها، والخمار خمار المرأة لأنه يسترها ويغطيها، فلا يوجد ما يسترهم أو يكنّهم.

والغيابة كل شيء سترك وغطاك من سحاب أو غير ذلك يقال له غيابة، ومنه غيابة الجب؛ لأن من كان بداخله وفي قعره، فإن العيون لا تراه يكون مستتراً بهذا البئر، وهكذا في الحديث: كأنهما غيايتان[2]، فما يستر الإنسان من سحاب ونحو ذلك يقال له غياية وغيابة، قال قتادة: لا بناء ولا شجر.

وأما من قال في معنى قوله -تبارك وتعالى: وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً أنها تُخرج ما فيها من الأجداث والكنوز فلا تدل عليه هذه الآية، وإنما تدل عليه آيات أخرى، كقوله: إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ۝ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا [سورة الزلزلة:1، 2] وإذا أخرجت أثقالها أخرجت ما فيها من الموتى، وأخرجت ما فيها من الكنوز.

وقوله: وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا أي: وجمعناهم الأولين منهم والآخرين فلم نترك منهم أحداً، لا صغيراً ولا كبيراً، كما قال: قُلْ إِنَّ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ [الواقعة:49، 50]، وقال: ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ [هود:103]، وقوله: وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا يحتمل أن يكون المراد: أن جميع الخلائق يقومون بين يدي الله صفاً واحداً، كما قال تعالىوَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [الفجر:22].

وقوله: لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ هذا تقريع للمنكرين للمعاد وتوبيخ لهم على رءوس الأشهاد؛ ولهذا قال تعالى مخاطباً لهم: بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا أي: ما كان ظنكم أن هذا واقع بكم ولا أن هذا كائن.

لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ [سورة الكهف:48] فسره ابن جرير -رحمه الله: أي: أحياء بعد أن أماتكم الله أحياكم ثانية.

وأشمل من هذا المعنى أن يقال: لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ يعني: على هيئتكم حينما خلقكم الله  أول ما خلقكم حفاة عراة غرلاً لا خدم ولا حشم ولا مال ولا ولد، وإنما يحشر الإنسان بعيداً عن أهله وملكه، ويحشر منفرداً ويتخلى عن ذلك كله، وقد جاء عن ابن عباس -ا: قال: قام فينا النبي ﷺ يخطب فقال: إنكم تحشرون حفاة عراة غرلا كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ [سورة الأنبياء:104][3]، وهذا القول ينتظم مع ما ذكره ابن جرير -رحمه الله- إذا جاءوا حفاة عراة غرلاً فإنهم يأتون أحياء؛ لأن الله  يحييهم ثانية ويحشرهم على هذه الهيئة.

ما تناقص من أعضائهم وأجزائهم وأبعاضهم ونحو ذلك يرجع إليهم، وما وجد معهم من متاع وزيادة في هذه الحياة الدنيا فإن ذلك جميعاً يضمحل ويتلاشى، كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ كما خرج من بطن أمه لا مال ولا لباس ولا غير ذلك.

وقوله: وَوُضِعَ الْكِتَابُ [سورة الكهف(49] أي: كتاب الأعمال الذي فيه الجليل والحقير، والفتيل والقطمير، والصغير والكبير، فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ أي: من أعمالهم السيئة وأفعالهم القبيحة، وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا أي: يا حسرتنا وويلنا على ما فرطنا في أعمارنا، مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا أي: لا يترك ذنباً صغيراً ولا كبيراً ولا عملاً وإن صغر، إِلا أَحْصَاهَا أي: ضبطها وحفظها.

قوله: وَوُضِعَ الْكِتَابُيحتمل أن يكون جنس الكتاب الذي تكتب فيه الأعمال، أعمال العباد والذنوب والطاعات وسائر الأعمال التي يعملونها، ويحتمل أن يكون المراد كتاب كل إنسان، فكل إنسان يعطى الكتاب الذي يخصه قد كتبت فيه أعماله الصغار والكبار، كما قال الله -تبارك وتعالى: أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ [سورة المجادلة:6]، فآخذٌ كتابه بيمينه وآخذٌ كتابه بشماله وآخذٌ كتابه من وراء ظهره، كل بحسب حاله وعمله.

وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا [سورة الكهف:49] هذه قرينة تدل على أن المراد بالكتاب هنا كتاب الأعمال الذي يخص كل واحد؛ لأنه حينما يطلع عليه ويرى فيه هذه الأمور الدقاق الصغار والكبار، فكل إنسان يجد أعماله حاضرة حينما يطلع على كتابه الذي دونت فيه سائر الأعمال، حتى قال ابن عباس -ا: إن الملَك يكتب كل شيء، حتى أكلتُ وشربتُ وذهبت وجئت، ثم بعد ذلك يُمحى ما لا يترتب عليه الثواب والعقاب، الله يقول: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ  [سورة ق:18] يعني: مما يتصل به الثواب والعقاب.

وقوله: وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا أي: من خير وشر، كما قال تعالى: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا.. [آل عمران:30] الآية، وقال تعالى: يُنَبَّأُ الإنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ [القيامة:13]، وقال تعالى: يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ [الطارق:9] أي: تظهر المخبآت والضمائر.

روى الإمام أحمد عن أنس عن النبي ﷺ قال: لكل غادر لواء يومَ القيامة يعرف به[4]، أخرجاه في الصحيحين، وفي لفظ: يُرْفَع لكل غادر لواء يومَ القيامة عند استه بقدر غَدْرته، يقال: هذه غَدْرَة فلان بن فلان[5].

وقوله: وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا أي: فيحكم بين عباده في أعمالهم جميعاً، ولا يظلم أحداً من خلقه، بل يعفو ويصفح ويغفر ويرحم ويعذب من يشاء بقدرته وحكمته وعدله، ويملأ النار من الكفار وأصحاب المعاصي، ثم ينجي أصحاب المعاصي ويُخلَّد فيها الكافرين، وهو الحاكم الذي لا يجور ولا يظلم، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا [النساء:40]، وقال: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا [الأنبياء:47] إلى قوله: حَاسِبِينَ [الأنبياء:47] والآيات في هذا كثيرة.

وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابر بن عبد الله -ا- يقول: بلغني حديث عن رجل سمعه عن النبي ﷺ، فاشتريت بعيراً ثم شددت عليه رَحْلي، فسرت عليه شهراً، حتى قدمت عليه الشام، فإذا عبد الله بن أنيس فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب، فقال: ابن عبد الله؟ قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله ﷺ في القصاص، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه، فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: يحشُر الله الناس يوم القيامة -أو قال: العبادَ- عُرَاةَ غُرْلاً بُهْماً، قلت: وما بُهْماً ؟ قال: ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه مَن بَعُدَ كما يسمعه من قَرُبَ: أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وله عند رجل من أهل النار حق حتى أقصه منه حتى اللطمة، قال: قلنا: كيف، وإنما نأتي الله حفاة عُراة غُرْلاً بُهْماً ؟ قال: بالحسنات والسيئات[6].

وعن شعبة عن العوام بن مُزَاحم عن أبي عثمان عن عثمان بن عفان أن رسول الله ﷺ قال: إن الجَمَّاء لتقتص من القرناء يوم القيامة[7]، رواه عبد الله بن الإمام أحمد وله شواهد من وجوه أُخر، وقد ذكرناها عند قوله: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا [الأنبياء:47]، وعند قوله تعالى: إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ [الأنعام:38].

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً، يقول تعالى منبهاً بني آدم على عداوة إبليس لهم ولأبيهم من قبلهم، ومقرعاً لمن اتبعه منهم وخالف خالقه ومولاه وهو الذي أنشأه وابتداه وبألطاف رزقه غذاه، ثم بعد هذا كله والى إبليس وعادى الله، فقال تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ أي: لجميع الملائكة، كما تقدم تقريره في أول سورة البقرة.

اسْجُدُوا لآدَمَ أي: سجود تشريف وتكريم وتعظيم، كما قال تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ۝ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر:28، 29]، وقوله: فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ أي: خانه أصله؛ فإنه خلق من مارج من نار، وأصل خلق الملائكة من نور، كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة -ا– عن رسول الله ﷺ أنه قال: خُلِقت الملائكة من نور، وخُلق إبليس من مارج من نار، وخُلق آدم مما وصف لكم[8]، فعند الحاجة نضح كل وعاء بما فيه، وخانه الطبع عند الحاجة، وذلك أنه كان قد تَوَسَّم بأفعال الملائكة وتشبه بهم وتعبد وتنسك، فلهذا دخل في خطابهم وعصى بالمخالفة.

ونبه تعالى هاهنا على أنه مِنَ الْجِنِّ أي: إنه خُلِق من نار، كما قال: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12].

قال الحسن البصري: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قَط، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل البشر. رواه ابن جرير بإسناد صحيح عنه.

قوله -تبارك وتعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ [سورة الكهف:50] يقول الحافظ ابن كثير –رحمه الله: "أي: خانه أصله؛ فإنه خلق من مارج من نار، وأصل خلق الملائكة من نور".

يشير إلى أن العلة من عدم سجود إبليس لآدم أن أصله قد خانه، فأصله كان من الجن، فحمله أصله على عدم السجود، والملائكة لا يعصون الله ما أمرهم، فهم مطيعون لله ، ووجه ذلك: أن الوصف الذي يذكر مع الحكم يدل على أنه هو العلة فيه، وهذا الذي يسمى بدلالة الإيماء والتنبيه، أن يقرن الحكم بوصف، لو لم يكن علة له لكان ذلك معيباً عند العقلاء أو عند السامعين، كما في قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا  [سورة الكهف:50]  فعلة السجود هو أمر الله ومنه قولك سها فسجد، فعلة السجود السهو، وغفل فعصا فسبب المعصية الغفلة.

قوله: كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ [سورة الكهف:50] فسق أي: فخرج، والفسق هو الخروج عن الطاعة وأصله مطلق الخروج في كلام العرب كما يقال: فسقت الفأرة من جحرها، يعني: خرجت للإفساد، والفاء هنا تفيد التعليل، فعلة خروجه عن أمر الله أنه كان من الجن، وهذا توجيه لكلام ابن كثير –رحمه الله.

ولا شك أن الكبْر كان سببا لعدم سجوده، وقد أخبر الله عنه أنه قال: أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ [سورة ص:76]، وهذا لا ينافي ما ذُكر، فقد استكبر لأن أصله خانه فلو كان من الملائكة فهم لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [سورة التحريم:6]، أما غيرهم ففيهم الشهوات والأوصاف التي قد تحملهم على الذنوب والمعاصي.

قال: فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ [سورة الكهف:50]، قال ابن كثير –رحمه الله: "قال الحسن البصري: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قَط، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل البشر".

والآية مصرحة بهذا، ولربما كان الجمهور من العلماء يقولون: إن أصل إبليس من الملائكة، وإن اختلفوا في توجيه ذلك، ويستدلون على هذا بأن عامة الآيات التي وردت في ذلك الله -تبارك وتعالى- استثناه منهم: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ [سورة الكهف:50]، قالوا: والأصل في الاستثناء أنه متصل، ومعنى الاستثناء المتصل أن المستثنى من جنس المستثنى منه، بخلاف المنقطع فإن المستثنى لا يكون من جنس المستثنى منه، فالذين يقولون إنه من الملائكة يقولون: الله يقول: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فهو داخل معهم في الأمر بالسجود، فهو منهم، والله استثناه منهم، والأصل في الاستثناء الاتصال.

وقد قال بعض أهل العلم إنه كان خازن الجنان، وقال بعضهم إنه من قبيلة من الملائكة يقال لها الجن، وأن ذلك هو المراد بقوله تعالى: وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا [سورة الصافات:158] وهم قالوا: الملائكة بنات الله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

وعلى كل حال كل هذا لا دليل عليه، وهو مبني على روايات إسرائيلية، فظاهر القرآن لا يصح العدول عنه إلى معانٍ خفية إلا بدليل يجب الرجوع إليه، ولا يوجد دليل واضح على أن إبليس من الملائكة، والله أخبر عنه أنه قال: خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ [سورة ص:76]، والنبي ﷺ ذكر أن الملائكة خلقوا من نور وأن الجن خلقوا من مارج من نار.

فهذا كله يدل على أن إبليس ليس من الملائكة وإنما هو من الجن، وهذا الذي تدل عليه ظواهر النصوص، والله تعالى أعلم، ودخول إبليس في الأمر اسْجُدُواْ لآدَمَ لأنه كان مع الملائكة ومن جملتهم، ومخالطا لهم، وليس المراد أنه كان منهم.  

وقوله: فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أي: فخرج عن طاعة الله فإن الفسق هو الخروج، يقال فَسَقت الرُّطَبة: إذا خرجت من أكمامها، وفسقت الفأرة من جُحْرها: إذا خرجت منه للعيث والفساد.

ثم قال تعالى مقرعاً وموبخاً لمن اتبعه وأطاعه: بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً.

وهذا المقام كقوله بعد ذكر القيامة وأهوالها ومصير كل من الفريقين السعداء والأشقياء في سورة يس: وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ [يس:59] إلى قوله: أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ [يس:62].

يقول -تبارك وتعالى: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ۝ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ [سورة يــس:60، 61].

وفي هذه السورة يقول الله -تبارك وتعالى: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي  [سورة الكهف:50] فإذا قلنا بأن إبليس هو أبو الجن فذريته هم الشياطين.

في هذه الآية كأن الله يقول بأن إبليس عادى ربه -تبارك وتعالى- ووقع ما وقع بسبب أنه امتنع من السجود لأبيكم آدم، فطرده الله من رحمته، فكيف تتخذونه ولياً توالونه وتطيعونه وتكونون من أتباعه وحزبه وتتركون أمر الله -تبارك وتعالى- الذي خلقكم ورزقكم، وكرمكم هذا التكريم؟ حيث أمر إبليس أن يسجد لأبيكم آدم، والنعمة التي تكون على الآباء تلحق الأبناء كما هو معروف؛ ولهذا امتن الله على بني إسرائيل كثيراً: وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ [سورة الأعراف:141] والذين نجوا هم آباؤهم.

ويقول الله –تبارك وتعالى: وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [سورة البقرة:57]، كل ذلك وقع لآبائهم، فالمنة التي تقع للآباء تلحق الأبناء، كما أن المذمة التي تقع على الآباء تلحق الأبناء إذا كانوا على طريقتهم: وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [سورة البقرة:72]، وقوله: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً  [سورة البقرة:55]، فكل ذلك وقع لآبائهم.

فمن أعجب شيء أن يطرد إبليس من رحمة الله، بسبب الامتناع من السجود لآدم ثم بعد ذلك تأتي هذه الذرية، ويعبدونه ويطيعونه ويتخذونه ولياً من دون الله بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا.

مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا [سورة الكهف:51].

يقول تعالى: هؤلاء الذين اتخذتموهم أولياء من دوني عبيد أمثالكم لا يملكون شيئاً، ولا أشهدتهم خلق السماوات والأرض، ولا كانوا إذ ذاك موجودين، يقول تعالى: أنا المستقل بخلق الأشياء كلها، ومدبرها ومقدرها وَحْدي، ليس معي في ذلك شريك ولا وزير ولا مشير ولا نظير، كما قال: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ.. [سبأ: 22، 23] الآية؛ ولهذا قال: وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا، قال مالك: أعواناً.

قوله: مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [سورة الكهف:51]، يقول الحافظ ابن كثير –رحمه الله: "هؤلاء الذين اتخذتموهم أولياء من دوني عبيد أمثالكم لا يملكون شيئاً". يعني: ما سبق في قوله -تبارك وتعالى: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا [سورة الكهف:50]، وكل من عبد غير الله ، أطاع غير الله وترك أمر الله وعبادته فهو داخل في هذا، فكل من عبد غير الله سواء عبد حجراً أو صنماً أو نحو ذلك، فإن ذلك إنما هو عبادة للشيطان؛ ولهذا قال إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- لأبيه: لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ [سورة مريم:44]، وكان يعبد أحجاراً وأصناماً يصنعها، فهذه عبادة الشيطان؛ لأن الشيطان هو الذي أمر بذلك وزينه وحسنه في نفوسهم.

فالمقصود أن قوله -تبارك وتعالى: مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أن الضمير يرجع إلى ما سبق.

وهذا القول هو أرجح هذه الأقوال، ودليل الرجحان هو القاعدة المعروفة، وهي: أن توحيد مرجع الضمائر أولى من تفريقها، فلو فسرنا بهذا المعنى يكون معنى قوله:أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِيلو كانوا شركاء لله لكانوا شاهدين خلق السماوات والأرض، وشاركوا في ذلك، ولشاركوا في الخلق، ولكن ذلك لم يحصل منه شيء، حينما خلق الله السماوات والأرض لم يكن أحد من هؤلاء قد وُجد، فما شهدوا ذلك فضلاً عن المشاركة فيه، فكيف يتخذ هؤلاء شركاء مع الله ؟

أما قول من قال بأن المراد مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أن ذلك يعود إلى المشركين المستكبرين الذين طلبوا طرد الضعفاء والفقراء من المؤمنين، فالله -تبارك وتعالى- يقول: مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا، يقول: هؤلاء لم يكن لهم حضور لخلق السماوات والأرض ومشاركة في ذلك، فيكون لهم تدبير مع الله ، فكيف يطلبون هذا ويستنكفون من هؤلاء الضعفاء من أهل الإيمان ويطلبون إبعادهم؟!.

فهم جاهلون لم يشهدوا خلق الله للسماوات والأرض في الأزل فيطلعوا على المقادير -مقادير الخلق- فيعرفوا أن هؤلاء لا حظ لهم ولا نصيب، أو أنهم جاءوا لمصلحة أو لشيء يأكلونه ويطعمونه أو نحو ذلك، يقول: ما أدراهم عما قدره الله لعباده وخلقه في الأزل، هذه المعاني بعيدة؛ والسبب أن هذا خلاف المتبادر.

والأمر الثاني: أنه يؤدي إلى تفريق مرجع الضمائر، إذا قلنا: إن هذه ترجع إلى المشركين وقبله قال: أَفَتَتَّخِذُونَهُ يعني: إبليس، وَذُرِّيَّتَهُ إبليس، وَهُمْ أي: إبليس وذريته، لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا.

قوله: وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا [سورة الكهف:51] الآية خصت المضلين -يعني أعواناً، والله لم يتخذ أعواناً لا من المضلين ولا من الصالحين أو المصلحين، فالله -تبارك وتعالى- له الغنى المطلق عن خلقه أجمعين، ولكن يمكن أن يقال -والله تعالى أعلم: إنه خص المضلين هنا مع أنه لم يتخذ أعواناً من أحد من الخلائق باعتبار أن ذلك فيه زيادة تحقير وامتهان لهؤلاء، أو لزيادة التوبيخ، لا سيما إذا اعتبرنا تعلقه بما قبله، أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي ما شهدوا خلق السماوات والأرض، وما حضروا ذلك، وما شاركوا فيه.

العَضُد: فيه لغات متعددة، وهذه اللغة المشهورة لغة قريش عَضُد بفتح العين وضم الضاد وعليها هذه القراءة، والآية فيها قراءات أخرى، وبعضهم يقول: عُضُد.

والعَضُد يستعمل بمعنى: العون؛ ولهذا قال الله : سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ [سورة القصص:35]، بمعنى: نقويك ونعينك.

  1. رواه ابن حبان في صحيحه (9/164)، برقم: (3853)، وابن خزيمة (4/263)، برقم: (2840)، وأبو يعلى في مسنده (4/69)، برقم: (2090)، والبيهقي في شعب الإيمان (5/497)، برقم: (3774).
  2. رواه مسلم، كتاب الصلاة، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (1/553)، برقم: (804).
  3. رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب كيف الحشر (5/2391)، برقم: (6161)، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (4/2194)، برقم: (2860).
  4. رواه البخاري، كتاب الحيل، باب إذا غصب جارية فزعم أنها ماتت فقضي بقيمة الجارية الميتة ثم وجدها صاحبها فهي له ويرد القيمة ولا تكون القيمة ثمنا(6/2555)، برقم:(6565)، ورواه مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب تحريم الغدر(3/1361)، برقم: (1737).
  5. جاء عند البخاري، كتاب الأدب، باب ما يدعى الناس بآبائهم (5/2285)، برقم: (5824) بلفظ: إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان، وجاء عند مسلم، كتاب الجهاد والسير باب تحريم الغدر (3/1359)، برقم: (1735)، بلفظ: إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء فقيل هذه غدرة فلان بن فلان. ولهما من حديث ابن عمر.
    وجاء عند مسلم،  كتاب الجهاد والسير،  باب تحريم الغدر، (3/1361)، برقم: (1738) من حديث أبي سعيد : عن النبي ﷺ قال: لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة.
  6. رواه الإمام أحمد (25/431)، (16042)، وقال محققو المسند: إسناده حسن.
  7. مسند أحمد (1/542)، برقم: (520)، قال محققو المسند: حسن لغيره، وإسناده ضعيف.
  8. رواه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب في أحاديث متفرقة(4/2294)، برقم: (2996).

مواد ذات صلة