الخميس 26 / جمادى الأولى / 1446 - 28 / نوفمبر 2024
[1] من قوله تعالى: {طه} الآية 1إلى قوله تعالى: {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} الآية 16
تاريخ النشر: ١٩ / ربيع الآخر / ١٤٢٩
التحميل: 3418
مرات الإستماع: 15265

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المصنف -رحمه الله تعالى:

سورة طه، وهي مكية

 بسم الله الرحمن الرحيم:

طه ۝ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ۝ إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى ۝ تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ۝ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ۝ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ۝ وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ۝ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى[سورة طه:1-8].

قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته، وقوله: مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى قال جويبر عن الضحاك: لما أنزل الله القرآن على رسوله ﷺ قام به هو وأصحابه، فقال المشركون من قريش: ما أنزل هذا القرآن على محمد إلا ليشقى، فأنزل الله تعالى: طه ۝ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ۝ إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى فليس الأمر كما زعمه المبطلون، بل من آتاه الله العلم فقد أراد به خيراً كثيراً، كما ثبت في الصحيحين عن معاوية قال: قال رسول الله ﷺ: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين[1].

وقال مجاهد في قوله: مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى هي كقوله: مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى لا والله ما جعله شقاءً، ولكن جعله رحمة ونوراً ودليلاً إلى الجنة إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، فقوله -تبارك وتعالى: طه الحافظ ابن كثير -رحمه الله- يقول: تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة، طه بعضهم يقول: هذا من الحروف المقطعة، وبناء عليه يقال فيه ما قيل في الحروف المقطعة.

والأقرب -كما ذكر هناك- أن هذه الحروف ليس لها معنى في نفسها، ولكنها تشير إلى الإعجاز أي أن القرآن مكوَّن ومركب من هذه الحروف التي تركبون منها الكلام، وأنتم عاجزون عن الإتيان بمثله، ولهذا لا تكاد تذكر إلا ويذكر بعدها القرآن، لكن من أهل العلم من يمنعون كونَ هذا من الحروف المقطعة، ويذكرون له معنى:

 فبعضهم يقول: هذا لفظ عربي جاء على لغة بعض العرب، بعضهم يقول: لغة عكّ، وبعضهم يقول: لغة طي، وبعضهم يقول غير هذا، وهو أن معناه: يا رجل، ويأتي على هذا بشواهد من العربية في شعر العرب، تتضمن هذه اللفظة بمعنى يا رجل، وبعضهم يقول: إنه في لغة بعض العرب بمعنى: يا حبيبي، وبعضهم يقول: هو لفظ غير عربي، فبعضهم يقول بالسريانية، يعني: يا رجل، وبعضهم يقول: بالحبشية، وبعضهم يقول: بالنبطية، وبعضهم يقول غير ذلك، فهذا قول من قال: إنه ليس من الحروف المقطعة، وليس هذا مثل: الم، وإنما هي كلمة أخرى، إما على لغة بعض العرب، وإما أن أصلها أعجمي.

وقد مضى الكلام في هل يوجد في القرآن شيء من المعرّب أو لا؟، وهذا الاختلاف في عزوِ ذلك إلى لغة من اللغات العربية أو غير العربية لم يمنع بعض أهل العلم من القول بأن ذلك لربما تواردت عليه هذه اللغات، وصار مستعملاً فيها جميعاً بهذا المعنى، ولذلك تجد في تفسير ابن جرير -رحمه الله- أنه يختار القول بأن طه بمعنى: يا رجل، ليس ذلك تفسيراً منه للحروف المقطعة بمثل هذه المعاني، وإنما باعتبار ما ذُكر، ومن عده من الحروف المقطعة قال فيه ما يقال فيها، وهو ظاهر صنيع ابن كثير -رحمه الله.

وأما الآثار التي تذكر في سبب نزول قوله -تبارك وتعالى- مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى -لا سيما أن بعضهم يقول: إن طه اسم من أسماء النبي ﷺ فكل ذلك لا يصح فيه شيء، فالقول بأن النبي ﷺ كان يقوم حتى تتورم قدماه، فتكلم بسبب ذلك المشركون ونحو هذا، نعم النبي ﷺ كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه وهذا معروف، لكن هل كان هذا سبب نزول الآية؟ وأن المشركين تكلموا وقالوا: إنه قد نزل عليه القرآن ليشقى؟

لم يصح في ذلك شيء، وهكذا قول من قال: كانوا يربطون أنفسهم بالحبال، أو أنه كان يقف على صدور قدميه، كل هذا لم يصح، أو ما جاء من أنه كان يرفع قدمه من طول القيام، يتعب فيراوح بين القدمين، فنزلت الآية: مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، كل هذا لم يصح، وكثير من المفسرين يذكرون هذه الروايات، وهو الذي مشى عليه الحافظ ابن كثير -رحمه الله، باعتبار أن قوله: مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى بمعنى: لتتحمل من العمل والعبادة ما لا تطيق، هذا المعنى على ما ذكره الحافظ ابن كثير، فهو يقصد هذا، وهذا لو صحت هذه الروايات أو بعضها، لكنها لم تصح، ولهذا فإن من أهل العلم من فسره بغير ذلك، قال: مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إنه كقوله: مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، فإذا قلنا: إن الروايات السابقة غير صحيحة فتفسيرها بهذا -والله أعلم- أقرب من تفسيرها بما سبق.

ومن أهل العلم من قال بأن الآية تحمل على هذا وهذا، ولربما كان ذلك لاعتقاده أن بعض هذه الروايات يصح، مثل الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله، وهذا له وجه باعتبار أن الله -تبارك وتعالى- قال: مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى وأطلق ولم يقيد، أي: ليحصل لك الشقاء، كيف يحصل هذا الشقاء؟ بأن يتحمل من العمل ما لا يطيق، وكذلك بأن يتحمل من الضغوط النفسية -كما يقال- ما يوهنه ويثقله ويرهقه وهذا واضح لكن قد يقول قائل: إن القيام بالتكاليف الشرعية والعبادات ليس بشقاء فالنبي ﷺ قال: وجعلت قرة عيني في الصلاة[2]، فيجد فيها لذة، فكيف يحمل على هذا المعنى؟

والجواب عن ذلك: أن المقصود -عند مَن ذكره- ليس هذا القدر من العبادة التي يطيقها الإنسان، وإنما إذا صار ذلك إلى حال يفضي به إلى الكلفة الزائدة، كالذي يربط نفسه بحبل يتعبد به مثلاً، أو يصوم النهار، ويقوم الليل أجمع، ونحو ذلك، لكن كل ذلك يتوقف على مقدمة وهي: أن النبي ﷺ كان يتحمل من الأعمال في التعبد ما يرهقه ويثقله، فهل كان النبي ﷺ يفعل ذلك؟ كان يصوم ويفطر، ويقوم وينام، وأرشد إلى هذا، ولكن حينما واصل ذلك الوصال في الصيام، وأرادوا أن يقتدوا به أخبرهم أنه ليس كهيئتهم وإنما يبيت يطعمه الله ويسقيه[3].

فالقول بأنها في تحمل أعباء التكاليف وما أشبه ذلك: بناء على هذه الروايات، ولا يصح من هذه الروايات شيء، يبقى أن هذا المعنى تحتمله الآية، لكنه متوقف على هذه المقدمة وهي: هل كان النبي ﷺ يتعبد تعبداً يفضي إلى كلفة زائدة بحيث إنه يخاطب بمثل هذا الخطاب مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى؟ على كل حال هذه الآية فيها تسلية لرسول الله ﷺ بسبب ما كان يقاسيه من تكذيب قومه، واستهزائهم.

إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى إن الله أنزل كتابه وبعث رسوله رحمة رحم بها عباده ليتذكر ذاكر، وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله وهو ذكر أنزل الله فيه حلاله وحرامه.

وقوله: تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى، أي: هذا القرآن الذي جاءك يا محمد، هو تنزيل من ربك، رب كل شيء ومليكه، القادر على ما يشاء، الذي خلق الأرض بانخفاضها وكثافتها، وخلق السموات العُلى في ارتفاعها ولطافتها.

وقوله: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى تقدم الكلام على ذلك في سورة الأعراف بما أغنى عن إعادته أيضاً، وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف: إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تحريف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل.

قوله: تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى، تنزيلاً: هذا يمكن أن يعرب مفعولاً مطلقاً، وقول الحافظ ابن كثير -رحمه الله: وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف، هكذا نقول: المسلك الأسلم وهو الأعلم والأحكم، وبعض الناس من المتكلمين يقول: إن مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم، وهذا غير صحيح، فالسلامة كل السلامة هي في مسلك السلف كما أن هذا المسلك هو المسلك العلمي الصحيح؛ لأنه متلقى من مشكاة الوحي.

وقوله: لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى، أي: الجميع ملكه، وفي قبضته، وتحت تصرفه ومشيئته وإرادته وحكمه، وهو خالق ذلك ومالكه وإلهه، لا إله سواه ولا رب غيره.

 وقوله: وَمَا تَحْتَ الثَّرَى قال محمد بن كعب: أي ما تحت الأرض السابعة.

وَمَا تَحْتَ الثَّرَى، الثرى: هو الشيء الندي الذي فيه رطوبة، فالتراب الندي يقال له: الثرى، فقوله: وَمَا تَحْتَ الثَّرَى يعني: وما تحت التراب الندي، يعني: له ما فوق الأرض وما تحتها، ولا يقيد هذا بالأرض السابعة، مَا تَحْتَ الثَّرَى يشمل ذلك جميعاً إلى الأرض السابعة، يعني: له كل شيء، مع أن قوله -تبارك وتعالى: لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يشمل هذا، فإن هذا الذي تحت الثرى هو من جملة ما في الأرض، ولكن ذلك جاء -والله أعلم- تأكيداً لسعة ملكه وشموله وأنه لا يخرج عنه شيء.

وقوله: وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، أي: أَنزل هذا القرآنَ الذي خلق الأرض والسموات العلىُّ الذي يعلم السر وأخفى، كما قال تعالى: قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا [سورة الفرقان:6] قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس -ا: وَأَخْفَى ما أُخفي على ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه، فالله يعلم ذلك كله، فعلمه فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد، وجميع الخلائق في ذلك عنده كنفس واحدة، وهو قوله: مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ [سورة لقمان:28].

قوله: فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، السرَّ وأخفى من السرِّ، هذا المعنى الذي هو عليه الجمهور، يعني: وما هو أخفى من السر، وإن اختلفوا في المراد بما هو أخفى من السر، فبعضهم يقول: إن السرَّ هو ما حدَّث به الإنسان غيره، ولا يريد أن يطلع الناس عليه، وأخفى من السرِّ ما حدث به نفسه، وبعضهم يقول: السرُّ ما حدَّث به الإنسان نفسه، وأخفى من السر ما لم يحدِّث الإنسان به نفسه، وما دار بخلده من الأمور التي لم تقع والله لم يطلعه عليها، ولم يعملها بعدُ، وسوف يعملها، كما قال الله : وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا [سورة لقمان:34]

فالأشياء التي تجري من الإنسان الله يعلمها، يعلم أنك اليوم في الساعة العاشرة صباحاً ستفعل كذا، وتقول كذا، مما لم يجر في خلدك الآن فذلك أخفى من السر، والسر هو الشيء الذي حدثت به نفسك، تقول الساعة الفلانية سأفعل كذا، سأقول كذا، سأذهب إلى كذا، هذا في سرك أنت، وأخفى من السر هو الشيء الذي لم تشعر به، ولم تعلم به مما أنت فاعله وقد علمه الله ، وهذا الذي اختاره ابن جرير -رحمه الله.

وبعض أهل العلم -كالشنقيطي رحم الله الجميع- يحمل الآية على هذا جميعاً، فالله يقول: الْخَبِيرُ الذي يعلم بواطن الأمور وخفاياها، وهكذا الآيات المصرحة بعلم الله الشامل المحيط، وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ[سورة البقرة:284] مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ [سورة المجادلة:7] إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على اطلاع الله على ما يُسِره الإنسان، كما قال الله تعالى عن اليهود: وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ، أي: أن الواحد يحدث بذلك نفسه، ويقول: لو كان نبياً لعذبنا الله بما نقول له: السام عليك.

والمعنى الثاني: وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ، أي: يقول بعضهم لبعض سراً إذا خلوا: لو كان نبياً لعُِذبنا، ولاستجيب له فينا؛ لأنه يقول: وعليكم، وهكذا الله تعالى يقول: لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ [سورة التوبة:47] فهم لم يخرجوا.

ويقول عن المنافقين لما وعدوا يهود بني النضير بالنصر، يقول: أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ [سورة الحشر:11]، فهذا من السر الذي قالوه لهم، إلى أن قال الله : وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى المعنى: يعلم السر وما هو أخفى من السر، وبعضهم يفسر أخفى باعتبار أنه فعل ماضٍ، وهذا قول ضعيف، هذا خارج عن ذلك كله، يقول: يعلم السر وأخفى، أخفى ذلك فلم يطلع عليه أحداً، وهذا غير صحيح، بل هو أفعل تفضيل يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، يعني: وما هو أخفى من السر، كما تقدم.

وقوله: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى، أي: الذي أنزل عليك القرآن هو الله الذي لا إله إلا هو ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى.

الحسنى تأنيث الأحسن، وأنها البالغة في الحسن غايته، في ألفاظها ومعانيها.

وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ۝ إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى[سورة طه:9-10] من هنا شرع -تبارك وتعالى- في ذكر قصة موسى -، وكيف كان ابتداء الوحي إليه وتكليمه إياه، وذلك بعدما قضى موسى الأجل الذي كان بينه وبين صهره في رعاية الغنم، وسار بأهله قيل: قاصداً بلاد مصر بعدما طالت الغيبة عنها أكثر من عشر سنين، ومعه زوجته، فأضلّ الطريق، وكانت ليلة شاتية، ونزل منزلاً بين شعاب وجبال في برد وشتاء وسحاب وظلام وضباب.

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى؟ هذا الاستفهام للتقرير، بمعنى: أليس قد أتاك حديث موسى؟، يقول: فأضل الطريق، وكانت ليلة شاتية، من أين أخذ أنه أضل الطريق؟ أخذه من هذه الآية أنه قال: أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى، يعني: أجد أحداً يهديني ويدلني على الطريق، وفي الروايات الإسرائيلية: أن موسى -عليه الصلاة والسلام- حينما ذهب إلى مدين لم يكن يعرف الطريق إلى مدين، وحينما رجع إلى مصر لم يكن يعرف أيضاً الطريق، فالله أعلم، وقوله هنا: وكانت ليلة شاتية أخذه من الآية الأخرى، وهي قوله: لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ [سورة النمل:7].

وجعل يقدح بزند معه ليُوريَ ناراً كما جرت له العادة به، فجعل لا يقدح شيئاً ولا يخرج منه شرر، ولا شيء، فبينما هو كذلك إذ آنس من جانب الطور ناراً، أي: ظهرت له نار من جانب الجبل الذي هناك عن يمينه، فقال لأهله يبشرهم: إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أي شهاب من نار.

إِنِّي آنَسْتُ يعني: أبصرت، قد تقول: آنست صوتاً، أي: سمعت، وآنست شيئاً أو آنست رجلاً أو نحو ذلك بمعنى: أبصرته، وبعضهم يخص "آنس" بالمرئيات دون غيرها، يقول: هو الإبصار البيِّن، آنَسْتُ نَارًا، يعني: أبصرت ناراً، وعلى كل حال يقول: إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أي: شهاب من نار، بعضهم يقول: شعلة من النار، وابن جرير -رحمه الله- يقول: القبس هو: العود أو القصبة التي في طرفها نار.

وفي الآية الأخرى: أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ [سورة القصص:29] وهي الجمر الذي معه لهب لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ دل على وجود البرد.

وقوله: بِقَبَسٍ دل على وجود الظلام، وقوله: أَوْ أَجِدُ عَلَى النّارِ هُدًى، أي: من يهديني الطريق، دل على أنه قد تاه عن الطريق، كما قال الثوري عن أبي سعيد الأعور عن عكرمة عن ابن عباس -ا- في قوله: أَوْ أَجِدُ عَلَى النّارِ هُدًى، قال: من يهديني إلى الطريق، وكانوا شاتين وضلوا الطريق، فلما رأى النار قال: إن لم أجد أحداً يهديني إلى الطريق أتيتكم بنار توقدون بها.

فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى ۝ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ۝ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ۝ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ۝ إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ۝ فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى [سورة طه:11-16].

يقول تعالى: فَلَمّا أَتَاهَا أي النار، واقترب منها نُودِيَ يَا مُوسَىَ وفي الآية الأخرى نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ [سورة القصص:30] وقال هاهنا: إِنّيَ أَنَاْ رَبّكَ، أي: الذي يكلمك ويخاطبك، فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ قال علي بن أبي طالب وأبو ذر وأبو أيوب - وأرضاهم- وغير واحد من السلف: كانتا من جلد حمار غير ذكي، وقيل: إنما أمره بخلع نعليه؛ تعظيما للبقعة.

مثل هذا -وإن قال به بعض السلف- أنها من جلد حمار غير ذكي: مما تُلُقي عن بني إسرائيل، بل إن بعضهم يقول: إنها كانت من جلود البقر، ومثل هذا لا يُعَوَّل عليه، ولهذا قال بعض أهل العلم: إنه أُمر بخلع نعليه؛ تعظيماً للبقعة، وبعضهم يقول: إن ذلك أبلغ في التواضع، وبعضهم يقول -وهو اختيار ابن جرير -رحمه الله: من أجل أن يباشر بقدميه ذلك المحل المبارك، والأرض المباركة، ولهذا قال: إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى فإن هذه تدل على التعليل، لكن تعليل ماذا؟ يمكن أن يكون تعظيماً للبقعة، ويمكن من أجل أنه مبارك، ويمكن أن يكون للتواضع، ويمكن أن يكون غير هذا.

وقوله: طُوىً قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: هو اسمٌ للوادي، وكذا قال غير واحد.

وهذا هو الظاهر، أن طوى: هو اسم الوادي، وهو اختيار ابن جرير، وعلى هذا يكون طُوىً من قبيل عطف البيان.

فعلى هذا يكون عطف بيان، وقيل: عبارة عن الأمر بالوطء بقدميه.

إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى، يعني: كأنه يأمره بأن يطأ عليه بقدمه، حتى في قوله: طه بعضهم يفسره بالوطء على القدمين، الذين يقولون: إنه ليس من الحروف المقطعة بعضهم يفسره بهذا، يقول: كان يطول القيام ويقف على صدور قدميه، وبعضهم يقول: كان يرفع رجلاً ليراوح بين القدمين، وقال: لفظ طه يعني: طَأْ بقدمك، هكذا قالوا، لكن كل هذا يحتاج إلى دليل.

وقيل: لأنه قُدس مرتين، وطوي له البركة وكررت.

أي: من الطي، طُوي له البركة وكررت، طُوى لكن يتبادر -والله أعلم- ما سبق من أن طوى هو اسم الوادي.

والأول أصح كقوله: إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى [سورة النازعات:16]، وقوله: وَأَنَا اخْتَرْتُكَ كقوله: إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي [سورة الأعراف:144]، أي: على جميع الناس من الموجودين في زمانه.

باعتبار أن النبي ﷺ أفضل بلا شك، وإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أفضل من موسى -عليهم صلوات الله وسلامه.

وقد قيل: إن الله تعالى قال: يا موسى أتدري لم خصصتك بالتكليم من بين الناس؟ قال: لا. قال: لأني لم يتواضع إليّ أحد تواضعَك، وقوله: إِنّنِيَ أَنَا اللّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَاْ هذا أول واجب على المكلفين أن يعلموا أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

وقوله: فَاعْبُدْنِي، أي: وحّدني، وقم بعبادتي من غير شريك، وَأَقِمِ الصّلاَةَ لِذِكْرِيَ قيل: معناه صلِّ لتذكرني، وقيل: معناه وأقم الصلاة عند ذكرك لي، ويشهد لهذا الثاني ما روى الإمام أحمد عن أنس عن رسول الله ﷺ قال: إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها فإن الله تعالى قال: وَأَقِمِ الصّلاَةَ لِذِكْرِيَ[4]، وفي الصحيحين عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: من نام عن صلاة أو نسيها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك[5].

وَأَقِمِ الصّلاَةَ لِذِكْرِيَ، يمكن أن يكون الذكر مصدراً مضافاً إلى المفعول، ويمكن أن يكون مضافاً إلى الفاعل، فالياء هذه قد تكون مفعولاً أو فاعلاً، فإذا أعربت فاعلاً، فالمعنى: لأذكرك في الملأ الأعلى، لذكري الياء فاعل، يعني: لأذكرك، والله يقول: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه[6]  وإذا أعربت مفعولاً، فالمعنى: لتذكرني بها، باعتبار أن الصلاة مشتملة على الذكر، ويحصل بها من ذكر القلب مع ذكر اللسان إذا تواطأ القلب مع اللسان، والمعنى الثاني الذي ذكره ابن كثير وهو من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها قد لا ينسجم مع هذين التفسيرين، ولهذا ابن جرير -رحمه الله- يرده، لأنه لو كان كذلك لقال: "وأقم الصلاة لذكرها"، يعني: إذا تذكرتها.

لكن اعتراض ابن جرير -رحمه الله- هنا يرده الحديث، والتفسير إذا جاء عن النبي ﷺ فإنه لا يعارَض برأي ولا اجتهاد، فالنبي ﷺ ذكر الآية عند قوله: من نام عن صلاة أو نسيها لكن يبقى النظر وهو أن قول النبي ﷺ هذا هل هو حصر للمعنى فيه، أو هو من جملة ما يدخل في معنى الآية؟ هذا هو الأقرب أنه من جملة ما يدخل في معنى الآية، والآية قد تكون في معنى على سياقها، وتُحمل على معنى آخر، فالنبي ﷺ حينما قال عليٌّ : "إن أرواحنا بيد الله"، رجع وهو يضرب فخذه ويقول: وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا [سورة الكهف:54][7]، مع أنها في جدل الكفار وتكذيبهم للقرآن ووحي النبوة والتوحيد.

وهكذا في قول النبي ﷺ: إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غُرْلاً، ثم قرأ: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ [سورة الأنبياء:104][8]، مع أن سياق الآية في الاستدلال على البعث بالنشأة الأولى، وهكذا: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ [سورة التوبة:108] فهذا السياق لقباء، ولما اختلف العوفي مع الخدري وجاءوا إلى النبي ﷺ قال: هو مسجدي هذا،[9] فهذا يحمل باعتبار أن مسجده ﷺ أحق بهذا الوصف من مسجد قباء، ولا ينفي ذلك كون الآية في مسجد قباء.

فهنا: وَأَقِمِ الصّلاَةَ لِذِكْرِيَ الحديث صريح في الربط بين الآية وبين: من نام عن صلاة أو نسيها، فلا يقال: لو كان ذلك صحيحاً لقال: لِذِكْرها، فهذا المعنى داخل فيه، وكذلك أيضاً ما سبق من تفسير المصدر بأنه هنا مضاف إلى الفاعل أو إلى المفعول، وَأَقِمِ الصّلاَةَ لِذِكْرِيَ، أي: لأذكرك، فكون المصدر هنا مضافاً إلى المفعول أوضح في المعنى وأقرب، وهو المتبادر، لكن القرآن يعبر فيه بالألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة.

فيمكن أن يقال -والله أعلم: إن المصدر هنا محمول على المعنيين، أقم الصلاة لذكري: لتذكرني، وإذا ذكر العبد ربه فإن الله يذكره، فهذه المعاني متلازمة، من نام عن صلاة أو نسيها، فعلى هذا التفسير تكون اللام للتوقيت لِذِكْرِيَ، يعني: لوقت تذكرك، مثل: أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ [سورة الإسراء:78] اللام للتوقيت، ويحتمل أن تكون اللام تعليلية على المعنيين الأوليْن، لِذِكْرِيَ، أي: لأجل أن أذكرك أو لأجل أن تذكرني، فاللام تحتمل هذا وهذا، وابن القيم -رحمه الله- حمل الآية على الجميع؛ لما بين المعنيين الأوليْن من الملازمة في تفسير المصدر، والمعنى الثالث هو الذي جاء في الحديث.

وقوله: إِنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ، أي: قائمة لا محالة، وكائنة لابد منها.

وقوله: أَكَادُ أُخْفِيهَا، قال الضحاك عن ابن عباس -ا: أنه كان يقرؤها: أكاد أخفيها من نفسي.

وهذا على عادة العرب إذا أرادوا المبالغة في بيان كتمان شيء يقول الواحد منهم: أكاد أخفيه من نفسي؛ لشدة إخفائه، وهذا الذي اختاره ابن جرير -رحمه الله، وفي الآية أقوال أخرى، وبعضهم فسر أُخْفِيهَا بمعنى أظهرها، وبعضهم فصل في المعنى فقال: إن قوله أَكَادُ متعلق بما قبله إِنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ، يعني: أن أقيمها، باعتبار مقدر محذوف، وهذا خلاف الأصل، ثم قال: أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ وهذا تكلف.

يقول: لأنها لا تخفى من نفس الله أبداً، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس -ا- أَكَادُ أُخْفِيهَا يقول: لا أُطْلع عليها أحداً غيري.

وقال: ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً [سورة الأعراف:187]، أي: ثقل علمها على أهل السموات والأرض.

وقوله -: لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى، أي: أقيمها لا محالة لأجزي كل عامل بعمله  فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۝ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [سورة الزلزلة:8]، فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا الآية، المراد بهذا الخطاب آحاد المكلفين، أي: لا تتبعوا سبيل من كذب بالساعة وأقبل على ملاذه في دنياه، وعصى مولاه واتبع هواه، فمن وافقهم على ذلك فقد خاب وخسر فَتَرْدَى، أي: تهلك وتعطب، قال الله تعالى: وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى [سورة الليل:11].

  1. رواه البخاري كتاب العلم، باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، برقم: (71)، ومسلم كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة، برقم: (1037).
  2. رواه أحمد بن حنبل برقم: (14037)، وقال محققوه: " إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سلام أبي المنذر، فهو صدوق حسن الحديث"، والنسائي، كتاب عشرة النساء، باب حب النساء برقم (3939)، وقال الألباني: صحيح، انظر صحيح الجامع رقم (3124).
  3. رواه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع لقوله تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ [سورة النساء:171] برقم: (6869)، ومسلم كتاب الصيام، باب النهي عن الوصال في الصوم، برقم: (1103).
  4. رواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، برقم: (680).
  5. رواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، برقم: (684).
  6. رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه [آل عمران: 28] برقم (6970)، ومسلم كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى، برقم (2675)، وأحمد بن حنبل: (2/354) برقم: (8635).
  7. رواه البخاري، أبواب التهجد، باب تحريض النبي ﷺ على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب وطرْق النبي ﷺ فاطمة وعليا -عليهما السلام- ليلةً للصلاة: برقم: (1075)، وصحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح: برقم: (775).
  8. رواه البخاري، كتاب التفسير، باب كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا [سورة الأنبياء:104] برقم: (4463)، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة برقم: (2860).
  9. رواه الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة التوبة، (5/280) برقم: (3099)، وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2/22)، رقم (1177).

مواد ذات صلة