الأربعاء 25 / جمادى الأولى / 1446 - 27 / نوفمبر 2024
مقومات الحياة الزوجية
تاريخ النشر: ٢٥ / ربيع الأوّل / ١٤٢٨
التحميل: 15925
مرات الإستماع: 7653

علة موضوع مقومات الحياة الزوجية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام على أشرف الأنبياء، والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين، أما بعد:

فسلام الله عليكم، ورحمته، وبركاته، سنتحدث في هذه الليلة بإذن الله عن مقومات الحياة الزوجية، وإن شئت أن تقول: عن مشكلات الحياة الأسرية.

وسيكون الحديث - إن شاء الله - عن جانب من المشكلات الأسرية، وهو ما يتصل بالمشكلات بين الزوجين، وسيكون الحديث بإذن الله - تبارك، وتعالى - منحصراً في أربعة أمور:

الأول: أذكر فيه علة ذكر هذا الموضوع، وطرحه على مسامعكم.

الأمر الثاني: نبين فيه آثار هذه المشكلات، وما يترتب عليها، وما يتولد منها

الأمر الثالث: نلقي فيه نظرة فاحصة على بذور هذه المشكلات، ومنشئها، ومنبتها

الأمر الرابع: نذكر بعض الوصايا، والتوجيهات، عل الله أن ينفع بذلك جميعًا.

أيها الأحبة أمّا أولاً: وهو ما يتصل بسبب طرح هذا الموضوع فيمكن أن أذكر أربعة أشياء دعت إلى الكلام في هذه المسألة:

فأول ذلك: كثرة الحاجة، وتفاقم المشكلات، وهو شيء نشاهده، ونسمعه، لقد بلغت الأرقام إلى حد خطير، ومخيف، في الدول العربية تتراوح النسب في الطلاق ما بين 30 إلى 38 %، في دول الخليج إلى 35%، في قطر مثلاً في بعض الإحصاءات أن الطلاق، وصل إلى 38%، وأكثر من النصف بلا رجعة، وذلك أنه في عام 1422هـ بلغت عقود الزواج في قطر 2351 عقداً، بينما الطلاق 732، منها 363 بينونة كبرى، و159 من قبيل الخلع، بمعنى أنه لا يملك الرجل الرجعة إلا إذا وافقت المرأة.

في الكويت 35%، في البحرين 34%، في الإمارات 46%، في بعض الإحصاءات من إجمالي حالات الزواج، وجاء في بعض الإحصاءات: أن ما بين كل ثلاث حالات زواج، تجد حالة طلاق في مجتمعنا، وقد يكون هذا كثيرًا، وجاء في بعضها أنه يتم 33 حالة طلاق امرأة يومياً في الرياض، حتى بلغ عدد المطلقات في سنة واحدة 3000 مقابل 8500 حالة زواج.

وفي سنة 1422هـ في بعض الإحصاءات بلغ مجموع حالات الطلاق في المملكة 18000 حالة، مقابل 60000 من عقود النكاح التي أجريت، وقد ارتفعت نسبة الطلاق عام 1423هـ عن الأعوام التي قبلها في المملكة بنسبة 20%، وفي سنة 1425 بلغت صكوك الطلاق 24000 صك تمثل 24% من إجمالي عقود النكاح التي بلغت: 105066 عقداً كما أن 65% من الزيجات التي تمت عن طريق الخاطبة انتهت بالفشل، الخاطبة المستأجرة، يعني: التي تمتهن هذا العمل.

وفي مصر في إحصاءات للزواجات الحديثة خلال أشهر فقط بلغت نسبة الطلاق 8182 حالة، ومنهم من لا يكمل شهراً واحداً.

أضف إلى ذلك العنف الأسري، في دراسة في مصر عام 1416هـ درسوا حالات مجموعة من النساء من سن 18 إلى 40 تبين أن امرأة من بين ثلاث تتعرض للعنف البدني، وأن 46% تعرضن للعنف بأنواعه البدني، أو النفسي، أو المادي، ولم أحصِ كثرة الذين سمعتهم ينبئون عن مشكلاتٍ تعصف في أسرهم من الرجال، والنساء.

إن عامة السؤالات الواردة من الناس في هذه السُّنيّات ترجع إلى هذا الجانب، في كل يومٍ نسمع طلاقاً، وضرباً، وخصاماً، ومشاكل لا تتناهى.

الأمر الثاني: المشاركة في حل هذه المشكلات، فلعل من سمع شيئاً من هذا أن ينقشع عنه بعض ما علق به من الأوضار التي نغصت عليه حياته، وكدرت عليه معيشته، وشتتت عليه شمله، أو كادت.

الأمر الثالث: ويحتاج إليه المتزوجون، وغير المتزوجين، وهو التبصير بأسباب المشكلات؛ من أجل أن نتمكن من حل الواقع منها، والإنسان قد يحل مشكلة وقع فيها، وقد يساعد الآخرين في حل مشكلاتهم.

والأمر الرابع: أن ذلك بإذن الله يكون وقاية، وحرزاً من الوقوع في شيءٍ من هذا الأمور التي تسبب خصاماً، وخلافاً، وشقاقاً بين الزوجين.

فإذا عرفها الإنسان، وأدركها، وأحاط بها فإن ذلك بإذن الله مؤذنٍ باجتنابها، وتوقيها، والعاقل هو الذي يسمع، ويتبصر، وينتفع بما سمع.

آثار هذه المشكلات

يمكن أن أذكر ثلاثة أمور من هذه الآثار، أقتصر عليها:

فأول ذلك: اشتغال القلب، وما أدراك ما اشتغال القلب، هذا القلب، وعاء، ومحل، قد خلقه الله لمعرفته، وعبادته، ومحبته، والتوجه إليه بكليته، فإذا شُغل حصل له من التشويش، والانصراف بقدر ما حصل له من الانشغال، فإذا اشتغل القلب ضعف، وانصرف عما هو بصدده، ثم تتابعت عليه الهموم، والآلام، فصار هذا القلب ينعصر بسبب هذه المشكلة التي حلت به، وذلك يؤثِّر فوات العلم، وألوان الأمراض، والعلل، والأوجاع التي تنتابه كالقلق، والاكتئاب، والحزن، وإذا كانت هذه الأمور عامرة للقلب فلا تسأل عن حال صاحبه من التعثر في العمل، التعثر في الدراسة، الفشل في الحياة، بل إذا أقبل على صلاته فإنه لربما لا يفكر إلا في بليته، ومشكلته التي ابتلي بها.

الإنسان الذي يعيش مشكلة لا يستريح إذا جلس مع الناس، فهو محزون، ومهما حاول أن يقلب نفسه في ألوان المسرات، وينزه بدنه، وبصره، ومسامعه بما يسمع، وما يبصر، فإن ذلك لا يغني عنه شيئاً، فيبقى محزوناً، يبتسم بين الناس بابتسامة متكلفة، ولربما إذا ذاق ذواقاً، أكل طعاماً، أو شرب شراباً، لا يجد له طعماً، كأنه يتجرع حجراً، يمضغه بكلفة.

هذا حال الإنسان الذي وصفه الله - تبارك، وتعالى - بأنه ضعيف وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفً [االنساء: 28] ثم إن هذه المشكلات تؤثر أمراً آخر سوى انشغال القلب، وهو الجفوة بين الزوجين، والبغض، والكراهية، وهو أمر في غاية الصعوبة.

الإنسان حينما يتزوج، وفي أوائل زواجه، وأيامه التي يستقبلها في ذلك الزواج يرف قلبه، ويتحرك إذا سمع بذكر زوجته، أو رأى رقمها في هاتفه، ولا ينقضي حديثه، ولا التذاذه من سماع كلامها، ومحادثتها في الأيام الأولى بعد العقد، ثم يتحول ذلك إذا وقعت هذه الرزايا، والبلايا إلى بغض أكيد في القلب، وكراهية.

وكم سمعت من رجل، أو من امرأة يدعو أحدهما على الآخر في سجوده، أحد الرجال أخبرني أنه كان يدعو على امرأته في يوم عرفة، أخبرني عن هذا في يوم النحر، ولما سألته عن ذلك، قال: اتصلت بها في يوم عرفة مسلماً، فدعت عليّ ألا أرجع، هذه حياة؟ من الصعب أن تلاقي من تكره صباح مساء، قد يوجد من لا تحبه، ولكنك لا تراه، والعين إذا انصرفت انصرف القلب، ونسي، ولكن من يتجدد كراهيته، وبغضه صباح مساء، فإن هذا أمر في غاية الصعوبة، كم من إنسان يبغض زوجته، وهي أبغض الناس إليه، بل سمعت رجلاً في صحن الكعبة يدعو في السجود، يقول: اللهم خذها أخذ عزيز مقتدر، اللهم عليك بها.

وسمعت رجلاً آخر حينما قرأ الإمام في المسجد النبوي في صلاة التراويح قوله - تبارك، وتعالى - :  إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ [يوسف: 28] تنهد الرجل بقوه، وزفر، وتأوه، مما يدل أنه يعاني، ويقاسي حتى إنه لم يتمالك في صلاته.

وإذا وقعت هذه الكراهية أدى ذلك إلى الشرود، شرود الرجل عن بيته، بعيداً عن منزله، تتعطل مصالحه، يحاول أن ينشغل، بل رأيت بعض من يستغل وقته، ويثمنه، ويعتني بالزمان غاية العناية، يذهب مع كل من دعاه، ويسافر مع كل من طلبه، ولما سألته عن هذا، أخبر أن ذلك إنما هو ناشئ عن مشكلة بينه، وبين امرأته، فهو لا يطيق أن يراها، بل رأيت بعض من تكلف، وطلب من عمله أن ينقل إلى مكان ناء بعيد، فقاسى الغربة، وفي قرى نائية، في البادية، من أجل أن يستريح، وأن يعلل نفسه، ويتعلل أمام الآخرين، ويعتذر أنه قد نقل، وأنه لا يد له في ذلك، بينما هو الذي رغب في هذا، ورأى أن الغربة، والبعد أحب إليه من ملاقاتها، يصبحها، ويمسيها، وإذا شرد الرجل عن بيته فلا تسأل عن حال هذا البيت، من ضياع الأولاد، وضياع الزوجة، ووقوع الوحشة، وانعدام التربية، إلى غير ذلك.

الأمر الثالث: وهو نهاية هذه المشكلات: انفراط عقد الزوجية، يذهب هذا الزوج بحاله، وتذهب هذه الزوجة بحالها، ثم تقاسي بعد ذلك آلاماً لا تخفى على أمثالكم، إن كان لديها أولاد فقلبها معلق بالأولاد، فإن أخذتهم شغلت بهم، فهي لا تستطيع وحدها أن تنفرد في تربيتهم، وإن أخذهم بقي قلبها معلقاً بأولادها، وبقيت تقاسي، وتقاسي، والمرأة في مجتمعنا - كما تعلمون للأسف الشديد - إذا طلقت زهد فيها أكثر الناس، لا يكاد يتقدم إليها أحد مهما كانت صفاتها، وأخلاقها، ودينها، ومعارفها، وكمالاتها المتنوعة، فإن الكثيرين يزهدون فيها.

أسباب هذه المشكلات

أولا: ما يرجع إلى الزوجين، والذي يرجع إلى الزوجين أمور متنوعة، فأولها: سوء الاختيار، إما من جهة الرجل، وإما من جهة المرأة.

أمّا من جهة الرجل فأوله: ما يتعلق بداعيه إلى نكاحها، وما رغّبه فيها، وقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة مرفوعاً إلى النبي ﷺ أنه قال:  تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك[1].

آثار التزوج من أجل المال:

فتأملوا هذا الحديث، وما يؤثِّره مراعاة كل خصلة من هذه الخصال، فالتزوج من أجل المال، ماذا يؤثر؟

في بعض الإحصاءات التي أجريت على 1000 إنسان وجد أن نسبة بلغت 24، 2 نقطة من أصل 5 يتزوجون من أجل المال، والعَرَض.

إذا تزوج الرجل من أجل هذا، ونسي الأمور الأخرى ماذا يحصل؟ يمكن أن أذكر خمسة أمور فقط، وهذه الأشياء التي أذكرها في هذا، وفي غيره إنما هي أمور مستقاة من حياة الناس، مما نسمع من مشكلاتهم، ليست من الكتب، وليس ذلك كلاماً نظريًّا، إنما هو شيء واقع يعيشه كثير من المسلمين.

إذا تزوج من أجل المال فإن المرأة تدلي عليه غالباً، وتترفع بسبب مالها، رجل تزوج امرأة غنيه ثرية، فإنها ترتفع، وأمر آخر يحصل نتيجة هذا المال، وهو ضعف قوامته عليها، فلا يستطيع أن يسيطر عليها؛ لأنها قد امتلأت اقتناعاً أنها قد تستطيع أن تبيعه، وأن تشتريه، بل للأسف عبرت إحداهن بقولها: إذا ذهب كلب، جاء كلب آخر، بهذه العبارة حينما نُصحت، فتضعف القوامة، وذلك أن القوامة تقوم على رِجلين اثنتين، وأساسين اثنين:

الأول: التفضيل الذي حبا الله به الرجل، والثاني:  وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء: 34] فإذا كانت المرأة تستشعر أنها مستغنية، وليست بحاجة إليه، لاسيما إذا كان ضعيف الحال، خفيف اليد، فإنها تزهد فيه، ولا تبالي، وتريد أن تتصرف كما شاءت.

وأمر ثالث ينتج عن التزوج بسبب المال: التنازع على هذا المال، إحدى النساء تقول: في اليوم الذي يكون فيه الراتب ضربٌ يصل أحياناً إلى كسر العظام.

بعض النساء تقول: دخلت المستشفى مرتين، إحداهن تقول: أعالج منذ ستة أشهر علاجاً طبيعيًّا، بسبب الضرب على ماذا؟ على المال.

يوم الراتب يوم مشاكل، وقلق، وإزعاج، ينازعها، تارة يريد أن يحتال عليها أن تقرضه، وتارة أن تواسيه، وتارة أن تمالحه بهذا المال، وأن تشترك معه في النفقات، فهو يريد أن تؤثث داره، أو أن تدفع أجرة للخادم، أو السائق، أو أجرة لهذا البيت، أو غير ذلك، ويبدأ النزاع.

بل إن بعضهم طلب منها أن تدفع له مهرها، وبعضهم طلب منها أن تبيع ذهبها من أجل أن يسدد ديونه، كم من امرأة بكت من يومها الأول حينما اكتشفت أن الزوج إنما تزوجها من أجل مالها!.

بعضهن تقول: أتيت إلى بيت ليس فيه إلا البلاط، لا يوجد شيء من أمور الحياة، ليس فيه ثلاجة، ولا فراش، ولا ستارة، لا يوجد شيء، سوى غرفة نوم، ومستعملة، يريد أن يستمتع، ويحصل على المال.

أحد الرجال ذهب كل مذهب يفكر في ذلك الذي تزوج ابنته، ثم بعد ذلك من أسبوعه الأول بدأ يتحول، ويتغير، ويظنون أنه مسحور، أنه قد أصيب بعين، أو بأمرٍ خارج عن إرادته، فأرشدته إلى هذا الجانب، وهو قد تزوج امرأة لها راتب، وقد تعدت، أو تجاوزت الثلاثين، وجمعت مالاً كثيرًا، فلما عرضت عليه أن تستأجر داراً، وأن تدفع كل ما يحتاج إليه، وإذا بالرجل كأنما نشط من عقال، ليس به بأس.

يقول أبوها: تتصل بهذه المطاعم، ويأتون إلى هذا البيت، وتدفع هي، ما عليه إلا أن يطأ فقط، هذه زوجة ثانية، تزوجها من أجل المال كاد أن يطلقها، يتظاهر تارة بالسحر، وتارة أنه مصاب بعين، وليس به بأس.

وأمر رابع مما يؤثره التزوج من أجل المال: أن المال إذا ذهب بأسهمٍ، أو بغير أسهم، أو ابتزه منها، فما الذي يحدث بعد ذلك؟ ذهب ما يرغبه فيها، انتهى كل شيء، أو إذا يئس من حصوله على المال، أبت، أو رفض أهلها، فإنه بعد ذلك يبدأ يلوح بالطلاق؛ لأنه إنما تزوجها من أجل هذا الأمر. 

الأمر الخامس الذي يؤثره التزوج من أجل المال: أنه قد يضعف عن تحقيق مطالبها، إذا تزوج امرأة مترفة غنية، فلها مطالب، هي لا تريد أن تأكل كما يأكل، ولا تريد فرشاً، وأثاثاً كما اعتاد من أوساط الأثاث، هي تشتري القطعة الواحدة من الملابس لربما تفصلها في باريس، أو في لندن، أو نحو ذلك بعشرات الألوف، ومن أين له هذا، وراتبه 3500 ريال؟ لو جلس يجمع سنوات ما استطاع أن يفصل لها فستاناً، وبعض الناس للأسف يغتر، ويظن أنه إذا تزوج هذه المرأة التي قد ورثت مالاً كثيراً أنه سيحصّل سعادة عظيمة، وما علم أنه يشقى، وهكذا أولئك الذين يتزوجون المرأة من أجل أن تكون موظفة، وبعضهم يشترط هذا، حتى إن بعضهم لربما بلغ به سوء الأدب إلى أن يعبر بجملة لا يحسن ذكرها بحال من الأحوال، تدل على أنه كاسب من الناحيتين من ناحية الاستمتاع، ومن ناحية المال، فهو يستمتع بمالها، ويستمتع أيضاً بجسدها، ومَن المرأة التي ترضى لنفسها، أو يرضى لها أولياؤها أن تتزوج بآسر، وكاسر، يتزوجها من أجل هذه الأمور، لا حبًّا فيها، ولا احترماً، ولا توقيراً، ولا خوفاً من الله - تبارك، وتعالى -؟ فهل فكرت المرأة الضعيفة المسكينة ماذا جنت عليها الوظيفة؟ الأمر الذي أطمع فيها كثيراً من ضعفاء النفوس.

آثار التزوج من أجل الحسب:

أما التزوج من أجل الحسب فإن له أيضاً من الآثار ما لا يخفى، وأذكر ثلاثة منها:

وقد جاء في بعض الإحصاءات أن الذين يتزوجون، ويراعون هذا الجانب، ويطلبونه يبلغون ما نسبته 5، 4 من 5 من الناس الراغبين في الزواج، ممن أجريت عليهم هذه الدراسة.

أقول أيها الأحبة: إذا تزوج الرجل من أجل الحسب، فقد يتزوج امرأة حسيبة شريفة نسيبة، فترتفع عليه، ولربما عيرته بنسبه، وهذا أمر لا يقبل به حر أبي يحترم نفسه.

وأمر آخر: وهو أن حسبها، وما لها من الفخامة، والمهابة بسبب مكانة أسرتها الاجتماعية أن هذا قد يجبنه، ويضعفه عن تطليقها، مهما كانت لا تلائمه، يضعف، يرى أنه لا يملك هذا القرار؛ لأنه أمام طود شامخ، وجبل أشم، لا يستطيع أن يناطحه، فهو إنسان صغير يدخل عليهم، ويرى أنه حقير، قد دخل على عظماء، فلا يجترئ على أن يطلق ابنتهم، هذا موجود، فيبقى معها على غير، وفاق مضطرًّا .

وأمر ثالث مما يؤثره مراعاة الحسب دون الدين، والخلق: أنه قد يضعف عن تحقيق مطالبها، تزوج امرأة مستواها الاجتماعي أعلى منه بكثير، وهي امرأة تلتفت إلى هذا المعنى، وأهلها ينظرون إلى هذه القضية، ويعتبرونها، فماذا يُتوقع؟ يُتوقع أن تطالبه بأمور تليق بمرتبتها، وقد لا يستطيع هذا.

وهكذا التزوج من أجل منصبها، أو مؤهلاتها، كل ذلك قد يضره إذا كانت المرأة لا تخاف الله .

التزوج من أجل الجمال:

أما التزوج من أجل الجمال فقد جاء في بعض هذه الإحصاءات أن نسبة الطالبين له بلغت 4، 13 نقطة من 5، والمقصود أن التزوج من أجل الجمال من غير نظر إلى دين، وخلق يؤثِّر مفاسد.

فمن هذه المفاسد أن المرأة  الجميلة إن لم تكن ممن يخاف الله تغتر غالباً بجمالها، والعلماء كابن القيم - رحمه الله - وغيره ذكروا كلاماً شديداً - قد لا يناسب ذكره - فيمن يتزوج من أجل الجمال، وقد سمعت من بعض الناس، ورأيت، رأيت رجلاً امرأته ترميه بكل رزية، وتنسب إليه كل بلية، وتقول له كلاماً يجرح إلى العظم.

وذكر لي بعض هذا الكلام الذي تقوله له، فلما سألته قلت: هل هي جميلة - وهو ممسكها -؟ قال: نعم جدًّا، فقلت: هل تستطيع هجرها لتؤدبها؟ قال: هذا الذي لا أستطيع، فقلت: هذا الذي أوردك المهالك، إن كنت لا تستطيع فلا سبيل، اصبر، وتحمل ما جاءك منها، ففي سبيل الجمال تضحي هذه التضحيات.

ثم إن هذه المرأة إذا كانت مغترة بجمالها، وليست ممن يخاف الله فإنها تطالبه بأمور كثيرة، تريد منه أن يطيعها، وأن يحقق رغباتها، فيعجز، ولا يستطيع، هي تريد أن تكون مدللة، ثم إذا ذهب هذا الجمال، ما الذي يبقى؟.  

إذا كانت المرأة - أيها الأحبة - لا دين، ولا خلق، وإنما هو جمال كالنور الذي يزهر، ثم انطفأ السراج، ما الذي يبقى؟ تبقى الحرارة، والإحراق، كما قال الله عن المنافقين - مع الفارق هنا لكن يستفاد من المثل في هذا المعنى لأولئك الذين يتزوجون من أجل الجمال فقط - :  مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ [البقرة: 17] ما قال: ذهب الله بنارهم، وإنما ذهب النور، والإضاءة، وبقى الإحراق، والحرارة.

فالمرأة، والرجل أيها الأحبة مهما أعطي الإنسان من الجمال، فإن الأيام، والليالي كفيلة بترحله، وزواله، فيذهب ذلك الجمال، ويتحول إلى شمط، وتبدأ الأيام تؤثر في تقاسيم وجهها، ويتحول شرخ الشباب، والشعر الأسود إلى شيب، وهرم، وضعف، وهذا أمر لا ينازع فيه أحد، فإذا ذهب الجمال ما الذي يبقى عنده سوى سوء الخلق، وقلة الخوف من الله ؟.

فإلى أولئك الذين يتزوجون من أجل الجمال فقط نبعث هذه الرسالة: انظروا إلى أجمل نساء الدنيا أيها الأحبة قبل سبعين سنة، ملكة جمال العالم قبل سبعين سنة من يتزوجها بريال؟ من يتزوجها؟ من ينظر إليها؟ لو وضعوها على غلاف مجلة لضحك الناس منهم بعد أن كانت تتهافت أنظار الكثيرين إليها، ويتسابق المصورون لالتقاط صورها، الجمال يذهب، الحسن يذهب، ولا يبقى إلا المعاني الصحيحة، التربية، والخلق، والدين، والتقوى لله - تبارك، وتعالى -.

التزوج من أجل الدين:  

ولهذا نقول: الأمر الرابع مما يرغب في النكاح، وهو الدين في هذا الحديث، قال النبي ﷺ :  فاظفر بذات الدين تربت يداك وهذا، ولله الحمد مراعى كثيراً في مجتمعنا، وقد جاءت مراعاة الدين، وطلبه من الجنسين بأعلى نسبة في تلك الإحصائية التي أشرت لها، حيث وصلت 76، 4 من 5، لكن ينبغي أن نتفطن هنا إلى بعض المعاني فيما يتعلق بهذا المعنى، التزوج بمراعاة الدين.

دين الرجل، ودين المرأة، فماذا إذا كان أحد الزوجين ليس بمتدين؟ وهذا كثير، رأيت كثيراً من الشباب الذين قد عافسوا ما عافسوا من الأوضار، وقارفوا ما قارفوا من أمور غير لائقة، وقد عرف كثيرات ممن لهن علاقة بالشباب، فصار لا يكاد يثق بامرأة واحدة، فتجد هؤلاء لربما لا يصلي، لربما يتعاطى بعض الأمور المحرمة، لربما لا يزال مصرًّا على الفواحش، وأول شرط يذكره التدين، يقول: أريد امرأة متدينة متسترة، لا يُرى منها شيء، يقال له: فلانة تصوم الاثنين، والخميس، فلانة تقوم الليل، يقول: أنا أريد التي تصوم الاثنين، والخميس، وتقوم الليل.

يا رجل، هذه لا تناسبك، يقول: لا، أنا أبحث عن امرأة متدينة، وما يدريكم لعل الله أن يصلح قلبي، وحالي على يدها، فيظن كثير من المغفلين أن الرجل قد فتح الله على قلبه، وبصره بالحق، ودله عليه، فخطا هذه الخطوة الأساسية في الزواج، يبحث عن امرأة متدينة ليغير حياته، وهو لا يريد هذا، هو لأنه لا يثق فيريد امرأة يطمئن أنها ليست ذات علاقات، هكذا يريد.

فإذا تزوج الرجل هذه المرأة لوى يدها، وإن شئت أن تقول: كسرها، فإذا حملت منه ولداً كسرها، فإذا أنجبت ولداً أخذها بمجامعها، ووضع الغل في عنقها، يقودها به، فتجد كثيرًا من النساء تعيش في حال لا يعلمها إلا الله من إنسان تستغرب أنه من جنس البشر.

بعضهم في ليلة الدخول مزق ثيابها، وضربها، وجرحها، وكدمات في غاية الإجرام في ليلة الزواج، ويشترط متدينة! فتجد المرأة في كثير من الأحيان - المرأة ضعيفة - تقول: ألقي بنفسي في النار، هي نعم تذكر مشكلتها في البداية، وبكاء، وعويل، وتريد أن تفارقه، فإذا قيل لها: التصرفات التي تتصرفينها الآن، أنت تقولين: إنه يذهب، ويزني، ويريك أفلام إباحية مما يمارسه، ويعاقره، ويشرب الشراب عندك، ويأتي بضيوفه يشربون الخمر، ويتعاطون ما حرم الله كيف تصبرين على هذا؟

ذكريه بالله، قالت: ذكرته، ونصحته، فلم يتعظ، طيب ما المطلوب؟ قالت: أنا لا أستطيع الصبر، طيب هل عندك منه أولاد؟ قالت: نعم، طيب، وما مصير الأولاد؟ قالت: هؤلاء الذين لا أستطيع تركهم، وفراقهم.

ومن النساء من أصرت حتى طلقت، ووقف أهلها معها، وفي المحكمة، ثم بعد شهرين، أو أقل، أو أكثر، وإذا بها تتصل به سرًّا من دون أهلها، وتتفق معه على الرجوع إليه، فشل لكل الجهود التي بذلت من أجل إبعادها منه، ثم بعد ذلك ترجع إليه، لماذا ترجعين إليه؟ من أجل الأولاد، أموت من أجل الأولاد، ومستعدة لدخول النار من أجل الأولاد، أنتم لا تشعرون بحرارة مصيبتي، هذه مشكلة.

فأقول: ينبغي أن يُراعَى هذا، أن يكون الزوج متديناً، والزوجة متدينة، لابد من هذا، وإياك، ثم إياك، وهكذا الأخوات أن يقال: يهديه الله على يدك، تزوجيه، يهديه الله على يدك، الله يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ولا أحد يملك الهداية، والنبي ﷺ لما دعا عمه أبا طالب مات على الكفر، فأنزل الله :  إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص: 56].

أضف إلى ذلك أن المرأة غالباً أضعف من الرجل، وزوجها لا يتقبل منها، الزوج يملك حساسية مفرطة تجاه الزوجة، لا يقبل منها التوجيه، لا تلميحاً، ولا تصريحاً، ولا أن تملي عليه شيئاً؛ لأنه يستشعر أنه سيدها، وأنه أعلى منها مرتبة، ولذلك من البداية لا تتزوج المرأةُ إلا إنساناً ترتضيه، ترتضي دينه، وخلقه.

الفهم الخاطئ للتدين:

الأمر الثاني مما يحتاج إلى تنبيه فيما يتعلق بالتدين: هو ما يوجد من الفهم الخاطئ للتدين، الكثير من الناس يفهم أن المرأة المتدينة هي التي تلبس قفازات، وتضع عباءة على رأسها، ولا يظهر منها شيء، هذا هو التدين، هذا من الدين، وهو المطلوب، لكن ليس هذا الدين كله، قد تكون كذلك، ولكنها امرأة بعيده عن معاني التدين، امرأة نمامة، امرأة كذابة، امرأة ممثلة تمثل، أحد الرجال يذكر أن امرأته تُصرع لربما في اليوم عدة مرات، وسنوات، وهو من راقٍ إلى آخر، ثم اكتشف أنها كانت تمثل عليه لسبب، أو لآخر.

قد تكون هذه المرأة سبباً لمشاكل لا منتهى لها بينه، وبين أهله، وقراباته، فهي تنقل الكلام، هي تسيء، هي امرأة بذيئة، أو طويلة اللسان، أو نحو ذلك، فما هو التدين؟ هل هو قفازات؟

قد تكون هذه المرأة كما يفاجأ بعض الأزواج، يقول: إذا ذهبتْ إلى أقاربها ليس عندها مشكلة أن تجلس أمام القنوات، وهي بحسب من جلست معهم، إذا جلست مع متدينات صارت متدينة، وإذا جلست مع غيرهن صارت كحالهن، وهذه أيضاً مشكلة.

وهكذا بالنسبة للرجل، كثير من الناس بمجرد ما يرى هذا الإنسان له لحية، وثوبه قصير، مباشرة: ما شاء الله، لحية غانمة، اللحية من الدين، وقصر الثوب مطلوب، لا يجوز لأحد أن يجر ثوبه، هذا كله من الدين، لكن هل هذا كل الدين؟ قد يكون هذا الإنسان له كل هذه المظاهر، ولكنه ليس له مخابر، عنده هذا المظهر، ولكنه إنسان لربما يظلمها، وبذيء اللسان، وسليط جلف، جافٍ قاسٍ، ولربما يكون هذا الإنسان يفعل كثيراً من الكبائر، وإن كانت له لحية، هل اللحية تعصمه من أن يفعل ما حرم الله ؟.

اللحية مطلوبة، لكن لا نفهم أن اللحية وحدها تكفي من أجل أن نقبل هذا الزوج، وأن نحكم عليه فعلاً بأنه متدين.

الدين أخلاق، الدين معاملة، الدين قلب طيب، نظيف، نزيه، الدين نزاهة عن أموال الناس، فلا يحتال بأخذها بالحرام، بأي لون من ألوان الاحتيال، الدين أن يطعمها مما أحل الله .

الدين أن لا يضيع من يعول، الدين أن يصون سمعه، وبصره، وقلبه، وجوارحه عن كل ما يسخط الله فالناس في هذه المعاني بين مقل، ومكثر.

مشكلة تغير أحد الأزواج بعد الزواج:

وأمر ثالث مما يتعلق بالتدين مما يكون سبباً للمشكلات أحياناً - مع أنه روعي هذا المطلب العظيم، وهو الدين - هو أنه قد يتغير أحد الزوجين بعد الزواج، وهذا يحصل للأسف كثيرًا، قد يضعف الزوج، ويتراجع لأي سبب من الأسباب، منهم من يقول: أريد أن آتي بالقناة الفلانية، والقناة الفلانية فقط من أجل الأخبار، كما نسمع كثيراً، ثم بعد ذلك يشفر هذا الجهاز، شيئاً فشيئاً، وإذا به يتوسع، ثم بعد ذلك قد يصل الأمر به إلى فتح بعض القنوات الإباحية، ويشاهدها، ولا يكاد يخرج من هذه الغرفة التي وضع فيها هذا الجهاز بشرط امرأته عليه، اشترطت أن يوضع في غرفةٍ حتى الأولاد لا يرونه، من أجل مشاهدة الأخبار، ثم تتحول القضية شيئاً فشيئاً، والله ينهانا عن اتباع خطوات الشيطان.

فالناس قد يتغيرون، كثير من النساء يشكين مراهقة متأخرة من أزواجهن بعد الأربعين، بعد أن أعطتهم إحدى  الشركات التي يشتغلون بها اشتراكاً مجانيًّا في الإنترنت، فصار يدخل كثير منهم على مواقع غير لائقة، فحصل لهم ضعف، وتغير، ما عاد فلان هو فلان، وهكذا المرأة قد تضعف، قد تتراجع قد تتأثر سلباً.

الثاني مما يتعلق بأسباب المشكلات العائدة إلى سوء الاختيار من جهة الرجل:

أن يكتفي بوصف الأهل، أو بوصف أخي الزوجة، أو قراباتها، أو أن يثق بأهلها، ومحافظتهم، لابد من التحري.

بعضهم يتزوج؛ لأن أهله رأوها في زواج، فأعجبتهم بهندامها، وقوامها، وبحسن كلامها، وقد تكون هذه المرأة تنطوي على خلاف ذلك في حقيقتها، ومضمونها.

فالمسألة تحتاج إلى شيء من النظر، كلام أقارب الزوجة دائمًا - وهذه قاعدة - يقبل على سبيل الاستئناس، لا على سبيل الاعتماد؛ لأنه قد يبالغ، قد يزيد، قد يخفي، حتى في السن، إذا سئل أخوها أحياناً: كم عمرها؟ قال: ها لربما تقارب السابعة، والعشرين.

وإذا جاء العقد، وجاء بالبطاقة، ونظر فيها، وإذا هي قد بلغت الرابعة، والثلاثين، يا فلان، كيف هذا؟ قال: ها أنا قلت: يعني تقريباً، ما رأيك يا فلان؟ ويلتفت لأخيه، ويسأله، هي أكبر مني، أو أصغر منك، ويبدؤن يتبادلون أسئلة بلهاء، والرجل أمام الأمر الواقع، الآن العقد، من البداية: يا أخي هذه البطاقة، وهذا عمر البنت، تحت الشمس، لا تضعه أمام الأمر الواقع، فلابد من التحري.

كون أهل هذه المرأة مثلاً، أو أهل هذا الرجل من الطيبين الخيرين لا يكفي، قد تكون المرأة من أسرة طيبة، فاضلة، كريمة، ولكنها ليست كذلك، فأولاد الأنبياء - عليهم الصلاة، والسلام - كما تعرفون - منهم ولد نوح - عليه الصلاة، والسلام - لم يكن على دينه.

ولهذا أقول: من الأمور التي يحصل بها التثبت، والتحري ألا نكتفي برؤية الأهل، فلابد أن يراها، وإن كان ذلك لا يجب لكن لمن أراد أن يطيب قلبه، ويستريح من أجل ألا يقول في الغد: أنا ما رأيتها، فالنبي ﷺ كما في حديث جابر قال:  إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل قال: فخطبت امرأة، فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها، فتزوجتها[2].

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة : كنت عند رسول الله ﷺ فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله ﷺ :  أنظرت إليها؟ قال: لا، قال:  فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئًا[3].

وفي الترمذي عن المغيرة بن شعبة "أنه خطب امرأة، فقال له النبي ﷺ :  انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما[4].

وهذه قضية لربما تجاوزها بعض الناس بحكم العادات، وبعض الأولياء جهلاً منه يقول: هي ليست سلعة نسوم عليها من أجل أن نعرضها على الرجال، هو جاهل بهذا، هذه سنة رسول الله ﷺ ومن حق الزوج أن يطلب النظر إليها.

ثالثًا: عدم، وضوح الرؤية عند الزوج لقلة خبرته:

مما يرجع إلى سوء الاختيار عدم وضوح الرؤية عند الزوج لقلة خبرته، سمعت بعض الشباب لما ذكر رغبة بالزواج، فسألته ما هي المرأة التي تريد؟ قال: امرأة، ما عنده أي شيء، امرأة، بل سمعت آخر يستغرب أن فلانًا لم يكن على ملائمة مع من تزوجها، والسبب أنه لم يجدها كما كان يتوقع من الحسن، والجمال، فكان هذا يقول: وماذا عليه؟ امرأة، امرأة، ماذا يريد؟ هذا يقوله الآن لأنه غر، لكن في الواقع أن هذا مطلب، لابد أن يتزوج امرأة تلائمه، لابد أن يحدد الأشياء التي يريدها. 

ومن طرائف الشيخ عبد الحميد كشك - رحمه الله - أنه كان يتهكم بالذين يشترطون الجمال، ويقول: ماذا عليه إذا أطفأ النور، ما عاد يرى شيئًا، يذهب الجمال، وهذا الكلام غير صحيح، الرجل يراها صباح مساء في البيت، ويعاشرها، ويخالطها.

فالمقصود أن الإنسان لابد أن يحدد الموصفات التي يريد بلا مبالغة طبعاً، من الأخلاق، ومن الأمور الأخرى، وهذه القضية يفرط بها كثيرون ممن يريد أن يتزوج امرأة ثانية، الحقيقة المرة أن أكثر من رأيت ممن يريد أن يتزوج امرأة ثانية أنه يريد امرأة توافق على التزوج منه، فهذا يعتبره مكسبًا، ومغنمًا؛ لأنه لا يجد بسهولة، فإذا وجد امرأة توافق فهذا هو المطلب، ثم يتزوج هذه المرأة بعدما كان يتشرط شروطاً صعبة ثقيلة في زواجه الأول، والآن يفرط في الدين، ويفرط في الأخلاق، ويفرط حتى في المظهر، والجمال، فإذا جلست أمامه هذه المرأة جلس يكسِّر الحساب - كما يقال - يرى أن امرأته أجمل منها، وأشب منها، وقد أصابه ما أصابه من الصداع، والعناء، والمشكلات، والنفقات لما تزوج هذه المرأة الثانية.

ما الموجب لهذه المعاناة كلها؟ كنا بقينا على العهد الأول، والزوجة الأولى، بعيداً عن هذا التنغيص الكبير، والتضحية لم تكن على شيء يكافئ هذا النصب، والعناء في نظره، بعد ذلك بسهولة يمكن أن يطلقها، ولذلك يفشل الكثيرون في التزوج من ثانية، وهذا من أهم الأسباب، يتنازل عن أكثر الشروط، بل لربما تنازل عن جميع الشروط، وهذا كثير.

من أسباب سوء الاختيار: الأعراف الاجتماعية.

ومن الأسباب التي ترجع لسوء الاختيار الأعراف الاجتماعية، هذا الرجل مربوطة له بنت العم منذ الصغر، معروفة فلانة لفلان فهو حتم مقضيٌّ لا محيد عنه، ولا زوال، هذه مشكلة، يتزوجها، وهو لا رغبة له فيها، وهكذا أيضاً الضغوط الأسرية أبوه أمه، يصران على تزوجه من فلانة، التي يستملحونها، ويستحسنونها، أو يحبون أهلها، أو يريدون القرب منهم.

من أسباب سوء الاختيار: تفرد الأب أحياناً بالاختيار.

أمر سادس يرجع إلى سوء الاختيار، وهو تفرد الأب أحياناً بالاختيار، وبعض الآباء يفتخرون بهذا، يقول: أنا زوجت أولادي هؤلاء جميعاً، ولم يكن لهم أي اختيار، هذه ليست مفخرة، هؤلاء هم الذي يتزوجون، ولست أنت الذي تتزوج، هذا خطأ كبير، دعه يختار، ووجهه في هذا الاختيار.

من أسباب سوء الاختيار: الحب، والعلاقات قبل الزواج.

وأمر سابع يتصل بسوء الاختيار، وهمُ الحب، والعلاقات قبل الزواج، يرتبط بامرأة بزعمه أنه يحبها، وتحبه، فيواعدها أن يتزوجها، ويصر على أهله أن يتزوجها، وقد لا تلائمه، ولا تلائمهم في النواحي المتعددة، لا تصلح له، ولا لأهله، فإذا جاء بها فهي نشاز على هذه الأسرة، فتبقى مرفوضة من قِبل الجميع، لا يحبونها، ولا يحبون أولاده منها، ولا يُفرَح له بمولود.

هذا أمر يقع، ويتكرر، ولكن حبه لها يُعميه، ويُصمه عن كل شيء، وهذا الحب سرعان ما يتلاشى؛ لأن الكلام الذي كان يدور بينهما قبل ذلك كانت تعطيه معسول القول، ويعطيها أجمله، وتتكلف في أن تستخرج أرق العبارات، وتتغنج بأحسن الغنج، ويتكلم معها أيضاً بأرق كلام يستطيعه، ثم إذا جاءت الحياة بآلامها، ومصاعبها، وشدائدها، فيراها وهي مستيقظة من نومها، ويراها وهي نائمة، ويراها وهي مغضبة، ويراها وهي مريضة، ويراها وهي تطالبه بحاجاتها، فتتبدى له الحقائق التي كانت مغيبة عنه، فيبدأ الخصام، والنزاع، ويدرك، ولو بعد حين أنه أخطأ حينما تزوج هذه المرأة، قد يكون يعشق هذه المرأة، ويستمر ذلك، ويكون وقوده في هذا الاستمرار هو حسن، وجمال ظاهر، ولكن لابد أن يذهب هذا الحسن، والجمال في يوم من الأيام، فيدرك أنه قد تعلق بنشاز، وبامرأة لا تصلح له، وليست مكافئة، ولا تصلح لأهله، وقد خسرهم، وخسر ودهم، ومحبتهم، فهو مرفوض من قِبل قرابته، هذا يقع، هذا إذا حصل هذا الزواج.

أسباب سوء الاختيار الراجع إلى المرأة:

أما سوء الاختيار الذي يرجع إلى المرأة المسكينة:

فأول ذلك: ألا يؤخذ رأيها أصلاً، وهذا يوجد للأسف إلى الآن في بعض البيئات، المرأة ترغم على الزواج، وأحيانا هي آخر من يعلم، يفصلون الثياب، ويهيئون، من سيتزوج؟ يقولون: فلان يعنون أخاها، وهي المسكينة التي قد أعدت العدة لها، بل إحداهن قد عُقد عليها، قد زُوجت بفرّاش المدرسة التي تدرِّس فيها، وزميلاتها في نفس يوم الزواج يعلمن بذلك، ويتساررن به، ويعلمن أنها لم تعلم، من سيتزوج عندكم يا فلانة؟ تقول: أخي، وهي تقاد إلى هذا الرجل، هذه أمور واقعية، أعرفها موجودة، ثم تزوج، ماذا عسى أن يكون حال هذه المرأة؟ إحداهن تقسم بالأيمان المغلظة، تقول: والله إني أتمنى أن أقطع بالمقاريض، ولا يقربني، أي استمتاع؟ وأي حياة؟ وأي راحة؟ وأي لذة؟ هذا منتهى العذاب.

معروف عند العرب أن أطيب الطيبات عندهم: الطعام، والنكاح، هذه إذا كان الرجل يعاشرها تتمنى أن تقرض بالمقاريض، ولا يقربها، كم جنى عليها أهلها!.

وقد جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي ﷺ قال:  الأيّم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها[5].

وفي رواية:  والبكر يستأذنها أبوها في نفسها، وإذنها صماتها  وربما قال:  وصمتها إقرارها[6].

وقد سمعت بعض الناس يقول: هذه الأمور ليست لنا، يعني نحن ما نشاور البنات، يعتبرها رجولة.

وجاء عند البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال:  لا تنكح الأيّم حتى تستأمر، ولا البكر حتى تستأذن، قالوا: يا رسول الله، كيف إذنها؟ قال: أن تسكت[7].

وفي رواية:  فإن صمتت فهو إذنها، وإن أبت فلا جواز عليها[8].

وفي البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت:  يا رسول الله، تُستأمر النساء في أبضاعهن؟ قال: نعم قلت: فإن البكر تستأمر، فتستحي فتسكت، فقال: سكاتها إذنها[9].

وفي رواية:  فذلك إذنها إذا هي سكتت[10].

وعند أبي داود عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن جارية بكراً أتت رسول الله ﷺ فذكرت أن أباها زوجها، وهي كارهة، فخيرها رسول الله ﷺ[11].

وفي الصحيح عن محمد بن القاسم:  أن امرأة من ولد جعفر تخوفت أن يزوجها وليها، وهي كارهة، فأرسلت إلى شيخين من الأنصار عبد الرحمن، ومجمع ابني جارية، فقالا: فلا تخشين، فإن خنساء بنت خذام أنكحها أبوها، وهي كارهه، فرد النبي ﷺ ذلك[12].

وعند النسائي عن عائشة - رضي الله عنها - أن فتاة دخلت عليها فقالت: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، وأنا كارهة، قالت: اجلسي حتى يأتي النبي ﷺ فجاء رسول الله ﷺ فأخبرته، فأرسل إلى أبيها، فدعاه، فجعل الأمر إليها، فقالت: يا رسول الله، قد أجزت ما صنع أبي، ولكن أردت أنْ أعْلَم ألِلنساءِ من الأمر شيء؟[13].

الأمر الثاني مما يرجع إلى سوء الاختيار من جهة المرأة: الضغوط الأسرية على البنت.

البنت إذا بلغت السابعة، والعشرين، والثامنة، والعشرين، والتاسعة، والعشرين، والثلاثين، وما أشبه ذلك، بدءوا يرددون عليها صباح مساء، يا بنيتي إلى متى؟ يا بنيتي كم سيكون مقامنا في هذه الحياة؟ يا بنيتي نخاف أن نموت، ثم بعد ذلك تبقين وحيدة، نريد أن نفرح بأولادك، يا بنيتي تزوجي، لعل الله  أن يرفعك بهذا الزواج، يا بنيتي قد تمشطينها شيبة، يا بنيتي الأيام تمضي، يا بنيتي، البنت زهرة، ثم بعد ذلك يسارع إليها الذبول، وهذا الكلام رماح تنخسها في قلبها صباح مساء، فتتأثر، وتنجرح.

وهم يقولون هذا بلا شك محبةً، وحرصاً، وتخوفاً عليها، ورغبة في مصلحتها، لكن هذا الكلام يؤثر عليها كثيراً، إذا تقدم سنها فقد تضطر أن تتنازل بعدما ردت كثيراً من الأكفاء، وتقبل بأي أحد، وقد سمعت بعضهم يقول بعد أن فات الأوان: لو جاء من لا يدخن، ويصلي فإن الباقي يُستصلح، بعدما كانوا يشترطون الشروط الثقال، لو جاء من لا يدخن، وهي متدينة، وصالحة، وعاقلة، من أعقل النساء، لو جاء من لا يدخن، ويصلي قبلناه.

وللعلم غالب الذين تتقدم بهم السن من الشباب ما يتزوج عنده مشكلة، إما سحر، أو علاقات محرمة، أو نفسية، غالباً، يوجد بعضهم قد أخر لمعنى هذا أمر لا ينكر.

لكن بمعرفتي بحالات كثيرة يتزوج، ثم بعد ذلك يُكتشف أن الشخص هذا مريض نفسيًّا، يأكل أدوية مدى الحياة، يتزوج يكتشف أنه أصلاً ضعيف لا يستطيع أن يعاشر، وأيام العقد يا فلان نعقد بعد أن خطبها، يقول: هاه، إن شاء الله، ننظر، يتهرب مرة بعد مرة، يا فلان، ما عندك؟ وبعضهم تزوج امرأة، وبقي عشر سنين لم يعاشرها، وبعض النساء قالت: لي أربع سنين منذ تزوجت لم يقربني، وبعضهن في غاية الجمال.

وأحيانا هذه الضغوط الأسرية تكون لأن أهلها يرضون، فلان ما شاء الله إخوانها يستملحونه، يحبونه، ويعجبون به، طيب هي التي تتزوج، هي المسكينة التي ستكابد، وتعاني من هذا الإنسان.

الأعراف الاجتماعية:

والأمر الثالث مما يرجع إلى سوء الاختيار من جهة المرأة: الأعراف الاجتماعية، فابن العم لابد أن يتزوجها حتى لو كان هذا الإنسان لا يصلح لمثلها.

الاعتبار بمال الزوج، أو مكانته:

أمر رابع: الاعتبار بماله، أو منصبه، أو مؤهله، أو جنسيته، أو نسبه، وقد بلغت في بعض الإحصاءات نسبة مراعاة الوظيفة 2 من 5، وهذا أمر لا بأس به جيد، وكذلك المستوى التعليمي 4، 76 من أصل 5.

ماذا يغني عنها المنصب، والوظيفة، أو الشهادة إذا كان هذا الإنسان لا يخاف من الله ؟

يقال للرجل: ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان[14].

الاغترار بالظاهر:

الأمر الخامس مما يرجع إلى سوء الاختيار من جهة المرأة: الاغترار بظاهره، بالمظهر، رأوا من ظاهره الصلاح، قالوا: ما شاء الله، تبارك الله، أو قبلوا كلام أهله، أمه تمدحه، وتقول: هذا الولد ما شاء الله، ولدي ما شاء الله، هو أول من يذهب للمسجد، حتى صلاة الفجر، ويقوم الليل، ويصوم النهار، وما شاء الله، ما يريد إلا واحدة متدينة، وامرأة صالحة، وإذا تزوجته اكتشفت شيئاً آخر تماماً.

من يدفع مهراً أكثر:

أمر سادس مما يرجع إلي سوء الاختيار: من يدفع مهراً أكثر، تُزوج أحياناً بهرم؛ لأنه أغدق الأموال.

الاكتفاء بالثقة بأسرته:

وأمر سابع: الاكتفاء بالثقة بأسرته، أو بصلاح أبيه، فلان أبوه أنعِمْ، وأكرِمْ، فلان أهله أخيار فضلاء، وفلان أبوه لحية غانمة، لكن الولد لحية غانمة؟.

لا يلزم من صلاح أبيه أن يكون الولد صالحاً، نحن علينا النظر في حال الولد أولا، وبعد ذلك ننظر في حال أبيه، وفي حال أسرته، هل هم ناس فضلاء، أو لا؟ لكنْ كثير من الناس هكذا يأخذ الأمور، أبوه رجل فاضل، أسرة فاضلة، ولا يعرفون الولد.

الخلل في مفهوم الاستقامة:

أمر ثامن: الخلل في مفهوم الاستقامة، كثير من العامة إلى الآن لا يزال يعيش هذا التصور، لا يدخن، ويصلي، يا أخي الآن هناك مخدرات، الآن هناك أشياء أمراض، إيدز، بلاء، ما يدخن، ويصلي، وهو كيف متزن عقليًّا، رجل خلوق، إنسان يحترم المرأة يقدرها.

الحب، والعلاقات المحرمة:

الأمر التاسع مما يتعلق بسوء الاختيار من جهة المرأة: وهم الحب، والعلاقات المحرمة قبل الزواج، وقد سبق الكلام على هذا فيما يتصل بالرجل.

فلابد من التأني، وترك العجلة، والإرباك للمرأة، في كثير من الأحيان يتقدم خاطب أحيانًا ما تقدم رسميًّا، طرف خبر، فيتهافت إخوانها كل واحد يلقي كلاماً، هذا جيد، ما يُرد، فرصة نادرة، وضغوط من كل ناحية، ثم تؤخذ المرأة كما يقال بالعَجّة، ما تُجعل لها فرصة للتأني، والتريث، والتفكير الصحيح، والسؤال، والتحري.

يتهافتون هذا من هنا، وهذا من هنا، وهذا من هنا، بألفاظ الإعجاب، وألفاظ الإكبار، وألفاظ المدح، وقد لا يكون كذلك، وتتزوج، ثم بعد ذلك ينتهي هذا الزواج إلى الفشل.

ولابد أيضاً من الحذر من الوهم الكاذب، والتغرير بالنفس يقال للمرأة: تزوجيه، ويصلحه الله على يدك.

ومما سبق نخلص أيضاً بأن من أسباب المشكلات الأسرية بعد السبب الأول الذي هو سوء الاختيار.

الثاني: انعدام التكافؤ بين الزوجين، هذه محافظة على دينها ما شاء الله، وهذا رجل مستهتر، فهذه لابد من مراعاتها، وهكذا فيما يطلب فيه التكافؤ في بيئتهم، إذا كانت هذه الأمور تؤثر عندهم، وكلٌّ بحسبه.

غلاء المهور:

أمر ثالث: غلاء المهور، الرجل إذا دفع كثيراً يبدأ يحاسب، ولا يريد منها زلة، ولا فلتة، ولا نقيصة؛ لأنه دفع الكثير، وركبته الديون، ولربما جمع الزكوات، والصدقات بسبب هذه المرأة، ثم بعد ذلك تفرط، يجدها نوامة، يأتي، والبيت غير مهيأ، وإذا أمرها لا تطيعه، فيبدأ ينقّر، يريد أن يستنطف حقه منها؛ لأنه دفع الكثير، وقد جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - :  كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية، ونشًّا[15].

والنَّشُّ، وهو نصف أوقية، وذلك 500 درهم فقط.

وفي حديث عقبة بن عامر مرفوعاً:  خير الصداق أيسره[16] وغلاء المهور من أهم أسباب العنوسة، وقد جاء في بعض الإحصاءات أن اللاتي لم يتزوجن، وقد بلغن الثلاثين في مجتمعنا في هذه البلاد حتى نهاية سنة 1422هـ بلغ 1، 08 مليون، بل في بعض الإحصاءات أن النسبة بلغت المليونين الآن، لم يتزوجن، مع أن عدد النساء في آخر إحصائية سبعة ملايين، فعلى كل حال غلاء المهور يكون سبباً  لكثير من المعاناة.

النظرة المثالية الخاطئة من الزوج، أو الزوجة:

أمر رابع: النظرة المثالية الخاطئة من الزوج، أو الزوجة، الزوج أحياناً يتوهم أن المرأة مثل الرجل في قوتها، وتحملها، وصبرها، فهو يعرف زملاء له أخيارًا، نجباء أذكياء، لهم همة، وعمل، وجد، واجتهاد، وصبر، وجلد على معالي الأمور، فيتزوج امرأة، ويتخيل في ذهنه فلانًا، وفلانًا من الناس الذين عرفهم، فإذا جاء، ونظر، المرأة فيها ضعف، وإذا حملت ضعفت، وإذا أتاها العذر أثر ذلك في تركيزها، أثر ذلك في نفسيتها، وهكذا تتعب مع تربية الأولاد، وعمل المنزل، ونحو ذلك.

بعضهم رأيته لا يريدها أن تنام بعد صلاة الفجر، ويقول: هذه غفلة، والمرأة تبكي، وتتضرع، وتتوسل، وتقول: أنا آخر من ينام في البيت مع الأولاد، وليس عندها خادمة، وتقوم بكل أعباء المنزل، وتدرّس الأولاد، تقول: أكون كالمريضة من التعب، ولا يريد أن تنام بعد الفجر، تجلس إلى الظهر تستفيد من الوقت، هذا خطأ، فالنظرة المثالية الخاطئة من الزوج، أو من الزوجة أحيانًا نظرة تريد هذا الإنسان أن يكون وسيماً، أن يكون طالب علم، أن يكون نجيباً، أن يكون له أخلاق عالية، أن يكون عنده مال، له مركز اجتماعي، عنده شهادة مرموقة، أين تجتمع هذه الأشياء؟ تزوجي رجلاً يخاف من الله   تقي لا يظلمك إذا كرهك.   

التدليل المفرط، ثم محاولة الحزم:

هكذا الأمر الخامس: التدليل المفرط، ثم محاولة الحزم، وهذا يقع فيه كثير من الأزواج، في أوائل الزواج يعطيها من أفضل ما عنده، ويقول لها: أنت أفضل من كل الناس، أنت أفضل من أمي، وأبي، وأفضل من إخوتي، وأفضل من نفسي، وأحب إليّ من الناس أجمعين، وأفديك بنفسي، وأفديك بكذا، ويعطيها كل ما عنده دفعة واحدة، ثم بعد ذلك ينتهي المخزون، ثم بعد ذلك يبدأ يقسّط عليها سوء الأخلاق مع الأيام، والليالي، وهذا خطأ.

مقتضى العقل أن الإنسان يقسط أخلاقة بالتدريج على المرأة، يكون طبيعيًّا خلقه طيب، وخلقه حسن، وفي كل يوم تجد منه جديداً من الكمالات، فهي معه في ارتقاء، الكثير من الناس بالعكس، يعطيها كل ما عنده في أول الأيام، ثم بعد ذلك يبدأ يتلاشى، فكل يوم تكتشف جديدًا من الحقيقة المرة، فيكون ذلك سبباً لزهدها فيه، ونفرتها منه.

فالحياة ليست أسابيع، أو شهر عسل كما يقال، لا تبالغ، كن معتدلاً في المشاعر، وفي الكلام، كن معتدلاً، ودعها في كل يوم ترى جديداً من أخلاقك.

الخطأ في فهم الحقوق، والواجبات:

الأمر السادس: الخطأ في فهم الحقوق، والواجبات، واختلال مفهوم القوامة، والحزم، بعض الرجال يرى أن القوامة أن يعامل المرأة معاملة عسكرية، بصلافة، لا يكون لها رأي، لا يكون لها اختيار في كل شيء، لا في الأثاث، ولا في الطعام، ولا في أي أمر من أمور الحياة؛ لأن هذا هو الحزم.

بل رأيت مرة أناسًا يتحدثون عن موضوع إداري جاف لم يكن متوقعاً أن يتحدثوا عنه، فاستغربت، وأردت أن أتحدث ما شأنكم بهذا؟ فصبرت، فلما فرغ المتحدث، وقمت إذا بأحد الأشخاص من هؤلاء يأخذ بيدي، ويقول: لعلك تستغرب الحديث عن هذا الموضوع؛ لأن أحد الموجودين لا يستطيع أحد أن يتكلم معه في شيء، وامرأته تعاني الأمرّين، فهو يفهم أن الحياة مع المرأة هي الصرامة الكاملة.

بل رأيت أحد الأشخاص يعامل الطلاب معاملة في غاية القسوة، وإذا جاء الطالب يدخل بعده يضرب الباب في وجهه، رأيته، بل يفعل هذا مع بعض المسؤولين في هذه الجهة التي هو فيها، يضرب الباب في وجهه، ما يدخل أحد بعده، ويعاملهم معاملة سيئة، ومعه حقيبة كأني أنظر إليه يفتحها ربع فتحة، وينظر إليها كأن فيها كنوز كسرى، وقيصر، ولا يأخذ الطلاب منه ورقة إجابة، ولا يعرفون لماذا قد تحطموا في نتائجهم، فرأيته مرة في مكة، فاحتفى بي غاية الحفاوة، فجلست معه من بعد صلاة العشاء إلى الواحدة، والنصف، لا ينقضي كلامه، وكنت طالباً حينها، فتعجبت، فلما انتهى من حديثه الذي كان مسترسلاً، قلت له: يا فلان، معاملتك للطلاب تختلف عن هذا، وهم يدعون عليك صباح مساء بأشد ما يجدون من الدعاء - وهذا حصل قبل أكثر من عشرين سنة، سنة 1403هـ - قال: المرأة، والطالب لا تعطهم وجهًا، إلى الآن، وهي محفورة في ذهني، الطلاب يصبرون مساكين أربع سنوات، لكن ما حال زوجته التي معه، وهو يعاملها بهذه الطريقة؟

تقصير أحد الطرفين في مسئولياته:

السابع: تقصير أحد الطرفين في مسئولياته، بعض الأزواج لا ينفق، إما أنه يريدها أن تنفق لأنها موظفة، أو بخيل، أو غير ذلك، أو مسرف على شهواته، أحياناً يغيب يسهر مع زملائه في الاستراحات كل يوم ما يجيء إلا بعد الثانية عشرة، بعد الواحدة، فالمرأة لا تريد زوجاً كهذا، يلقي المسئوليات، والتبعات عليها، من تربية الولد، ومن كل قضية تتعلق بالمنزل، وجاء في بعض الإحصاءات أن نسبًا كبيرة من الطلاق وقعت بسبب هذا.

النِّدية:

الأمر الثامن: النِّدية، بمعنى نحن نعرف أن القوامة للرجل، فأحياناً تترفع المرأة خاصة إذا صارت تنفق، فتكون ندًّا للرجل، فيحصل الصراع، والاختلاف.  

العناد، والاستفزاز:

التاسع: العناد، والاستفزاز، الرجل يقول شيئاً، ثم المرأة ترد عليه، ولا تسكت، وترى أن هذا من حقها، أن تتكلم، لا، إذا كان غاضباً تسكت عنه، وإذا كانت غاضبة لا داعي لأن يستفزها، وبعض الناس يعجبه أن ينكأ الجراح، فينكؤها، ويولّد المشكلات، ويسببها، ويثيرها، فيبدأ يستفزها بكلمات، يستفزها بما يجرحها، يستفزها بذم أهلها، وعيبهم، فهذه أمور يجلب لنفسه البلاء، والعناء بسببها.

عدم المشاركة في المشاعر:

العاشر: عدم المشاركة في المشاعر، قد تكون المرأة حزينة بسبب موت قرابتها، وهو، ولا كأن شيئًا قد حصل، قد تكون مريضة، ما تسمع منه كلمة حنو، ومواساة، وهكذا الرجل أحياناً يشعر أن المرأة في عالم آخر، لا تعيش معه في همومه، ومشكلاته.

الانفصام العقلي، والأمراض النفسية:  

الحادي عشر: نسأل الله أن يعافينا، وإياكم من الأمراض النفسية، والعقلية، قد يكون فيه انفصام عقلي، قد يكون هذا الإنسان عنده مرض نفسي، فيحصل بسبب ذلك أمور كثيرة، كذلك السحر، يكون الرجل مسحورًا، وكثير من الأسر تُهدم، والسبب السحر، وهم لا يشعرون، نفرة بين الزوجين، كراهية منقطعة النظير، ولا يعرفون لهذا سبباً، ولو فتشوا، لو روقوا، ولو جربوا، لعلموا أن السحر أحياناً يكون هو السبب في هذه القضية، وقد بلغت نسبة إرجاع الطلاق إلى أسباب نفسية في بعض الإحصاءات إلى 16، 75%.

العجز عند الرجل:

الثاني عشر من الأسباب: العجز عند الرجل، أحياناً الرجل يكون لا يستطيع المعاشرة، فالمرأة تعاني من هذا الرجل، تصبر، ثم تصبر، ثم تصبر، ثم تصبر، ثم بعد ذلك تجد أنها محطمة تماماً من بقائها مع هذا الرجل، فيؤثر ذلك سوء الخلق عندها، إما العجز الكامل، وإما لون من ألوان العجز كما هو معروف، وفي الكثير من الأحيان تتعالى الصيحات في البيوت، وتحصل المشادات، ورفع الأصوات، وسوء الخلق من المرأة، والسبب أن الرجل يقصر في هذا الجانب، فيسوء خلقها.

وأحياناً الرجل قد لا يجد بغيته عند المرأة، فيسوء خلقه عليها لاسيما إذا تمنعت منه، وبقي مدة إما بسبب سوء العلاقة، أو نحو ذلك، فيسوء خلقه عليها، وأعظم ما تكون المودة كما هو معروف، وكما ذكره بعض أهل العلم، وكما أن الواقع يشهد به، أعظم ما يوجد من المودة هو في حال المعاشرة، ولذلك فإن المعاشرة هي من أعظم أسباب المودة بين الزوجين.

سلوكيات الرجل المنحرفة:

الثالث عشر: سلوكيات الرجل المنحرفة، أحياناً الرجل قد تكون له ممارسات سيئة قبل الزواج، فيبدأ يقارن، يريد أن تكون مثل اللاتي عرفهن، أحياناً يشاهد في  القنوات، أو يشاهد في بلاد رأى فيها أموراً محرمة، فيريد أن تفعل هذه المرأة كما كان يجد، يريدها أن تكون مثل المذيعة الفلانية، هي المرأة مسكينة، زوجته، يراها قائمة، وقاعدة، ونائمة، ومريضة، وهذه المذيعة لربما جلست ست ساعات تُجمل، وتُزين، حتى تظهر نصف ساعة أمام الشاشة، فهو يريد من امرأته أن تكون بهذه الطريقة، وصداع دائم، كل يوم يريد أن يكون شعرها مثل فلانة، وأن تكون رموشها مثل فلانة، وأن تكون أظافرها مثل فلانة.

وكذلك أيضاً بعض الأزواج يكون متعوداً على بعض الألعاب، مثل الألعاب الإلكترونية مثلا، فيلعب، وأعرف بعض حالات الطلاق أن الرجل كان يقضي أكثر الوقت مع هذه الألعاب، وخاصمته المرأة، وقالت: لا أقبل زوجًا بهذه المثابة كالطفل، ثم انتهى الأمر إلى الطلاق، وبعضهم الإنترنت، وبعض النساء تقول: يقوم من إفطاره في رمضان مباشرة، ينام العصر يقوم، ويفطر، ويصلي المغرب مباشرة يفتح الإنترنت، وهكذا ليل طويل، ويُقضى بهذه الأمور، فهي تحترق.

وهكذا الحال بالنسبة للمرأة، الأمور السابقة مثل الرواسب، ومعجبة بفلان، تحبه، وتعشق فلاناً أحياناً فهذا يؤثر هنا،  بعض الدارسات، والإحصاءات لأسباب الطلاق ذكرت 57، 4% من الذكور، و63% من الإناث السبب الرئيس في مشكلاتهم الدخول إلى غرفة الدردشة.

بعض الدارسات، والإحصاءات لأسباب الطلاق ذكرت 57، 4% من الذكور، و63% من الإناث السبب الرئيس في مشكلاتهم الدخول إلى غرفة الدردشة.

أما الدخول إلى المواقع الإباحية حيث أدى ذلك إلى الطلاق فوصل ذلك إلى نسبة29، 7% من أسباب الطلاق، أما ارتياد المنتديات فبنسبة 2% من الذكور، و37% من الإناث.

الغموض:

كذلك الأمر الرابع عشر: هو الغموض، امرأة غامضة لا يدري الرجل هل هي مرتاحة؟ هل هي تشاركه في المشاعر؟ هل هي منسجمة معه؟ هل هي تحبه؟ ولا كلمة.

وبعض النساء تذكر بعدما فات الأوان، تقول: كان يقول لي هل تحبينني؟ تقول: الحب يجيء شيئًا فشيئًا، هي تعلمت من بعض الأفلام، والمسلسلات ما ترمي نفسها له كما تقول، فالحب يجيء شيئًا فشيئًا، وهي تحبه، ومرة بعد مرة، ثم بعد ذلك أدى إلى موقف نفسي، وصدود منها، فزهد بها، وندمت غاية الندم.

وأحياناً الرجل غامض لا يبدي أي مشاعر، ما تدري المرأة هل هو يحب هذا الطعام؟ هل يحب هذا اللباس؟ هل هو مرتاح لها؟ هل هو معجب بها؟ هل هو يستحسنها؟ أبداً، ولا شيء، هذا ما يصلح، الحياة ما تقوم على هذا، أبدِ مشاعرك إذا صنعتْ طعاماً قل: ما شاء الله، هذا جيد، هذا طيب، هذا ثوب جيد، هذه ما شاء الله كذا، هذه التسريحة جيدة، وما أشبه ذلك، تكلم يا أخي، الكلام ببلاش، لماذا يبخل الإنسان بالكلمة، ويجعل الطرف الآخر يضرب أخماسًا بأسداس؟!.  

سوء الظن بين الزوجين:

الخامس عشر: سوء الظن بين الزوجين، وهذا يؤدي أحياناً إلى الغيرة الزائدة، المفرطة، المرضيّة،   فتسيء الظن به في كل مكالمة، واتصال، وذهاب، ومجيء، وتريد أن تختبره، وبعض المشكلات وقعت بسبب أنها أوعزت إلى إحدى صديقاتها أن تكلمه، وأن تغازله - كما يقال - في الهاتف، وتنظر هل هو يستجيب، أو لا يستجيب، وبعض النساء ذكرت أنها كانت تتعرض له في السوق، أو في مكان آخر، أو وهو خارج من الحرم بممارسات لا تليق بالمرأة الحرة الكريمة، فتفعلها، كل هذا من أجل أن تتأكد.

وهكذا أيضاً عمل المرأة، العمل يسبب ذهاب المرأة في ساعات طويلة عن بيتها، ثم تأتي منهكة، ولربما لا يحصّل مطلوبه منها؛ بحكم أنها متعبة مرهقة، وهذا العمل قد يأتي لها إلى بيتها، تحضّر تعد وسائل، وما أشبه ذلك، فيؤدي هذا  إلى كثير من المشكلات.

ضعف الرجولة في نظر المرأة:

السابع عشر: ضعف الرجولة في نظر المرأة، وقد رأيت في بعض المقابلات مع كثير من الفتيات يُجمعن تقريباً، كل واحدة تقول: أريد رجلاً، بحسب نظرتها عن الرجل، بعض النساء تقول: مشدود العضلات، بعض النساء تقول: صارماً، لكنْ كثير من النساء كن يقلن: نريد رجلا شخصيته قوية، له هيبة، يقول لي: لا، قفي، كثير من الفتيات يقلن هذا الكلام.   

تضخيم الأخطاء، والمحاسبة عليها:

الثامن عشر: تضخيم الأخطاء، والمحاسبة عليها، ما يُبقي شيئاً إذا وقع أدنى خطأ، كل إنسان يقع منه خطأ، فلماذا يؤخذ الخطأ بحجم أكبر مما ينبغي؟

عدم تنازل الزوج عن أي شيء من حقوقه:

التاسع عشر: عدم تنازل الزوج عن شيء من حقوقه، كل شيء يريد أن يستنطفه منها، والله قال:  وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة: 228] وفسره ابن عباس بأنه: تفضُّل الرجل على المرأة بتنازله عن بعض حقوقه، ولهذا قال: ما أحب أن أستوفي كل حقي منها[17].

وقال الحسن: "ما استقصى كريم قط"[18].

عند ابن عباس في تفسير الآية: أن الدرجة هي أن الرجل يغمض عينه، يتجاوز، يتنازل، يفوت بعض الأخطاء، وبعض التقصير، فلا يقف عند كل جزئية، أما الذي يقف عند كل قضية فمعنى ذلك أن  حياته مليئة بالمشاكل.

الزواج من الثانية مع عدم قدرة الرجل:

العشرون: الزواج من الثانية مع عدم قدرة الرجل، إما القدرة المالية، يريد أن يتزوج، ويضعها معها في شقة، ما تستطيع هذا، أو أن شخصية الرجل ضعيفة، هذه تذهب به يمنة، وهذه تذهب به يسرة.

إحداهن تقول: يرسل لها بالفاكس رسائل الأشواق، والغزل، والكلام الجميل، فقط رسائل بالفاكس، ثم طلقها بعد شهور، ولم يدخل عليها، ولم يبت معها ليلة، ولم يخلُ بها ساعة.

بل في إحدى المرات أغلقت عليه زوجته الباب، ظنت أنه ذهب إليها، فنام في السيارة، فلما سألته لماذا لم تأتِ؟ قال: ما أستطيع أن أفاقم المشكلة، وأزِيد، نام في السيارة، هذا لماذا يتزوج؟!.

وأحياناً يكون الزواج نزوة يكون في مجلس: يا فلان تقدر؟ ما تقدر، أتحداك، هذه بنتي، وهذه بنت فلان، أو تكون امرأته قد ذهبت، وسافرت عند أهلها في الولادة أربعين يوماً، أو نحو هذا، فيبدأ الرجل يبحث عن امرأة، ويبدأ يفكر، فإذا ذهب ما برأسه عند ذلك أبصر ما تحت قدميه، وأنه على أرض هشة، وأنه قد دخل مداخل صعبة، وارتقى مرتقاً صعباً لا يطيقه، ولا يقدر عليه، فعندئذ يستسلم، وينهزم أمام زوجته الأولى، ثم بعد ذلك يطلق.

الذنوب، والمعاصي:

الحادي، والعشرون: الذنوب، والمعاصي، كما قال الحسن البصري - رحمه الله - " كنت أجد أثر الذنب في خلق دابتي، وامرأتي[19].

تأثير البيئة التي نشأ فيها:

الثاني، والعشرون: ما تؤثره البيئة التي نشأ فيها الإنسان، وقد أرسل لي أحد الفضلاء المتخصصين بعض هذه الجوانب هذا اليوم، من ذلك: الذي كان يُعامَل في صباه، وشبابه بقسوة، وعنف، فهو الآن يعامل زوجته بالقسوة، والعنف، وقد يظن أن هذا أفضل طريق للتعامل.

الذي عاش محروماً من العطف، والحنان من الأب، أو الأم، إما للوفاة، أو الطلاق، أو الإهمال، أو الانشغال المفرط، لا يستطيع أن يعطي أهلة الحنان، والعطف؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

الذي عاش حياة الضياع، والإهمال، والتفريط، ولم يتحمل المسئولية من قبل زواجه، لا يستطيع تحمل أعباء الأسرة الآن، فقد يكون شخصاً غير مبال.

الذي عاش في أسرة مفككة، محطمة، لم يشعر بالاستقرار الاجتماعي، أو النفسي، فهو لا يستطيع أن يحقق الاستقرار في بيته الجديد.

الذي عاش في أسرة يكثر فيها الخلاف بين والدية أمامه، وقد يشاهد والده يضرب أمه ضرباً مبرحاً، قد يكره، أو يخاف من الحياة الزوجية، ويتهرب من مسئوليتها.

الذي يعاني مشكلات مالية أيضاً، أو خلافات في أسرته الكبيرة، أو في عمله مع زملائه، فقد تكون شخصيته قلقة، لا يستطيع أن يتبصر كما ينبغي، وأن يوفر الاستقرار، فهذا يؤثر على العلاقة بزوجته.

الذي يرى أنه يعرف كل شيء، وما يخفى عليه شيء، ولا يقبل من أحد أن يشير إليه، أو أن يتدخل في مشكلته، أو أن ينصحه، أو أن يكلمه، فيتحير العقلاء في البحث عن مداخل من أجل ترميم هذه الانشطارات في هذه الحياة، ومع ذلك هو يصر على أن حياته، وأموره على الوجه الكامل، وأنه لا يقبل من أحد، ولا يحتاج إلى توصية، ولا نصيحة.

وكذلك الذي لم يبنِ علاقاته بزوجته على الرحمة، والمحبة، والمودة، ومراقبة الله فيها.

كذلك الشخص الانفعالي سريع الغضب، بطيء الرضا، الذي يكثر من العتاب، ولا يقبل منها قليلاً، ولا كثيراً من ملاحظة، أو نصيحة، سيئ الخلق، الشخص الحساس كثيراً، وهذه قد يخطئ فيها بعض النساء أيضاً، قد تكون المرأة تتصرف مع الزوج بتصرفات يفهم من مجموعها أنها لا توقره، ولا تعظمه، ولا تحترمه، فهو يصبر على واحدة، واثنتين، وثلاثة، وأربعة، وخمسة، ومائة، ثم بعد ذلك تأتي القشة التي تقسم ظهر البعير، فتظن هي أن الذي أغضبه هو هذه القضية التافهة، وهو لم يغضب من أجلها، وإنما صبر صبراً طويلاً حتى اجتمعت هذه الأشياء في نفسه.

كذلك الإنسان الذي يبتلى بالخمور، والمخدرات، الذي كان مدللاً قليل الخبرة، قد يكون مترفاً في بيت نعمة، ولم يستمر حاله بعد الزواج على نفس المستوى من الرفاهية، والدعم الذي كان يتلقاه من والديه، وكذلك المرأة تتزوج مدللة، ثم بعد ذلك تأتي أمام المسئوليات فتفشل.

الشخص الوسواسي الذي يعاني من وساوس، وأفعال وسواسية مختلفة قد يؤذي، أعرف بعض الحالات الرجل إذا خرج من البيت مسح العتبة، ومسح مقبض الباب، ينظر إذا رجع، هل يوجد آثار، أو لا؟ هذا موجود.

الشخص الدقيق الحريص المبالغ الذي يريد أن تكون الأمور في غاية الدقة، بعضهم قد تصل القضية معه إلى حالة مرضية، يعني بعضهم لا يريد هذه تقع هنا لا، لابد من صف، وتكون جنب هذا، قد حدثني بعضهم عن هذه الأمور، فيعنف على أتفه الأشياء، كذلك الذي يعاني من مشكلة نفسية، وإلى غير ذلك.

ثانياً: هناك أسباب خارجية:

-  تلقِّي توجيهات خاطئة،  من مجلات، طبيب المجلة، مستشار المجلة، من الأصدقاء، المرأة من صديقاتها، قولي له كذا، أنتِ لست بحاجة إليه، لا تسكتي، أنت عندك راتبك، ولماذا تعطينه؟ ولماذا أنت التي تدفعين للخادمة؟ غداً يتزوج عليك، قولي له: لا، اجعلي الحساب باسم أخيك، أو باسم أبيك، افعلي مثل ما فعلت أنا، ويُملون عليها.

إذا تزوج امرأة ثانية لا تسكتي، أنتِ إذا سكتِّ غدًا ستكونين مهضومة الحقوق.

وبعض النساء سألتها إحدى زميلاتها، قالت لها: كيف حياتكم الأسرية؟ قالت: مستقرة ما عندنا مشكلات أبداً، قالت: أبداً؟ هذا غير طبيعي؛ لأنه لا يُعرف طعم الحياة، وحلاوتها إلا بذوق مرارتها، فلابد أن يكون في الحياة كدر، وراحة.

تقول هذه المرأة: فأتيت في نفس اليوم رجعت إلى بيتي، فافتعلت مشكلة مع زوجي، فنغصت عليه يومه، وغاضبني، وحصلت مشاحنة، ومهاجرة، ومقاطعة، مسكينة، تملي عليها هذه المرأة.

كثير من النساء تتلقى توجيهات سيئة من قنوات، من مجلات سيئة، ومن صديقات لا يردن بها خيراً، فالمرأة ينبغي أن تسأل أهل العلم، وأهل الدين الذين يخافون الله فيها.

-  كذلك المشكلات العائلية، أحياناً توجد مشكلة بين الأسرتين، فيأتي أحد الطرفين، ويحمّل الآخر إساءة أهله، لماذا أخوكِ قال كذا؟ لماذا أخوكِ طلق أختي؟

لا يمكن أن تبقي معي تحت سقف واحد، وأختي مطلقة، ما ذنبها طيب؟ أختك ما سكنت معه، أختك أساءت إليه، هو أساء إليها، ما ذنب هذه المسكينة؟

-  التحريض من جهة الأهل، قد يكون هناك شيء من الحساسية، يخافون أن تسيطر عليه هذه المرأة، لا تذهب بها إلى الأسواق، أوقفها عند حدها، ويملون عليه، إما صراحة، وإما تمليحاً، وهذا خطأ.

ولذلك أقول: ينبغي لمن أراد أن يتزوج أنه من البداية تبقى المشكلات محصورة بينهما، لا تخرج أخبارهم إلى طرف آخر، المرأة تأتي بالأخبار إلى أهلها، والرجل يأتي بالأخبار إلى أهله، ثم يؤزُّونها، وأهله يحرضونه، ثم يبقى الصراع، والنطاح بين فريقين، هذا خطأ، لا شأن لهم بمشكلاتكم.

  1.  أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب الأكفاء في الدين (7/7)، رقم: (5090)، ومسلم، باب استحباب نكاح ذات الدين (2/1086)، رقم: (1466).
  2.  أخرجه أبو داود، كتاب النكاح، باب في الرجل ينظر إلى المرأة، وهو يريد تزويجها (2/228)، رقم: (2082)، وابن ماجه، كتاب النكاح، باب النظر إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها (1/599)، رقم: (1864).
  3.  أخرجه مسلم، كتاب النكاح، باب ندب النظر إلى وجه المرأة، وكفيها لمن يريد تزوجها (2/1040)، رقم: (1424).
  4.  أخرجه الترمذي، أبواب النكاح عن رسول الله ﷺ باب ما جاء في النظر إلى المخطوبة (3/389)، رقم: (1087).
  5.  أخرجه مسلم، كتاب النكاح، باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق، والبكر بالسكوت، (2/1037)، رقم: (1421).
  6.  المصدر نفسه.
  7.  أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب لا ينكح الأب، وغيره البكر، والثيب إلا برضاها (7/17)، رقم: (5136)، ومسلم، كتاب النكاح، باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق، والبكر بالسكوت (2/1036)، رقم: (1419).
  8.  أخرجه الترمذي، أبواب النكاح عن رسول الله ﷺ باب ما جاء في إكراه اليتيمة على التزويج (3/409)، رقم: (1109).
  9.  أخرجه البخاري، كتاب الإكراه، باب لا يجوز نكاح المكره (9/21)، رقم: (6946).
  10.  أخرجه مسلم، كتاب النكاح، باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق، والبكر بالسكوت (2/1037)، رقم (1420).
  11.  أخرجه أبو داود، كتاب النكاح، باب في البكر يزوجها أبوها، ولا يستأمرها (2/232)، رقم: (2096)، وابن ماجه، كتاب النكاح، باب من زوج ابنته، وهي كارهة (1/603)، رقم: (1875).
  12.  أخرجه البخاري، كتاب الحيل، باب في النكاح (9/25)، رقم: (6969).
  13. أخرجه النسائي، كتاب النكاح، البكر يزوجها أبوها، وهي كارهة (6/86)، رقم: (3269).
  14.  أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب رفع الأمانة (8/104)، رقم: (6497)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب رفع الأمانة، والإيمان من بعض القلوب، وعرض الفتن على القلوب (1/126)، رقم: (143).
  15.  أخرجه مسلم، كتاب النكاح، باب الصداق، وجواز كونه تعليم قرآن، وخاتم حديد، وغير ذلك من قليل، وكثير، واستحباب كونه خمسمائة درهم لمن لا يجحف به (2/1042)، رقم: (1426).
  16.  أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2/198)، رقم: (2742).
  17.  الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/661). 
  18. تفسير البغوي (8/164).
  19.  الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (ص: 54).
وصايا، وتوجيهات

أولاً: تقوى الله، فهي أساس الصلاح، والإصلاح.

ثانياً: التأني في الاختيار. 

اختر امرأة متجانسة لك، والشيخ الطنطاوي - رحمه الله - له كلام جميل في هذا خلاصته: أنه اختار امرأة - حينما أراد أن يتزوج - مجانسة له ابنة عمه، أبوها قاضٍ كأبيه، يعيشون في مستوى معيشي متساوٍ تقريباً، يعرفونه من قبل، لا جديد في الحياة.

أحسن من إنسان يتزوج امرأة غريبة تماماً، ثم بعد ذلك كل يوم يكتشف أخلاقًا جديدة، وعادات جديدة، وطبائع جديدة، ويحاول أن يتأقلم معها، وقد لا يتقبل هذه الأشياء هو يرى هذه من المروءة، والرجولة، ولا يفعلونها، وهم يرون أن هذا من التكلف، والبداوة، وأن هذا من الأمور التي لا حاجة إليها، فيبقي دائماً في ضيق، وحرج.

ثالثاً: أهمية المفاهمة منذ البداية.

الفترة الذهبية لمن هو حديث عهد بعقد، أو لمن أراد أن يتزوج أولى، أو ثانية، الفترة الذهبية لبرمجة المرأة تنقش على حجر، في فترة ما بين العقد، والدخول، المرأة متشوفة إلى أن تتعرف على هذا المخلوق الجديد، شريك الحياة، ما أخلاقة، ما أعماله، كيف هو؟ فكل كلمة تقع في قلبها بمكان، لا تنساها.

تتذكّر المقابلات حينما ذهبتَ تسجل في الجامعة من الذين قابلوك، فلان كان يجلس في المكان الفلاني، وجه إليك السؤال الفلاني، فلان ابتسم، فلان سألك عن كذا، تتذكر أنت المقابلات المهمة في حياتك، هي كذلك، إمّا صراحة قل لها: اكتبي الأشياء التي تريدينها، وأنا أكتب الأشياء التي أريدها، وإما بطريق غير مباشر، تقول مثلا: أنا أتعجب من المرأة الخرّاجة الولاجة، الصبح في العمل، والعصر ذاهبة، كل أسبوع، وهي متوجهة إلى السوق، هذه امرأة؟

هكذا بأسلوب غير مباشر، أو بأسلوب مباشر أنا أريد امرأة تلبس كذا، أريد امرأة إذا أتيت كذا، تهيئة الطلبات، والحاجات المنزلية.

أنا أريد امرأة تعامل أهلي بالطريقة الفلانية، أريد امرأة تزور أهلها بالطريقة الفلانية، أريد امرأة زياراتها بالصفة الفلانية، أريد امرأة تحضر زواجات، ما تحضر زواجات، من البداية.

وأنتِ ماذا تريدين؟ فيُنقش ذلك في قلبها، ما تنساه، أمّا إذا تركت القضية للأيام، والليالي، وعافسته، وألفته، بعد ذلك يصعب عليه أن يقوِّم أغصانها المعوجة.

رابعاً: هناك مسلّمات في الموضوع:

استوصوا بالنساء خيراً[1].

لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي الآخر[2].

انظر إلى المحاسن خياركم خياركم لنسائهم[3].

المرأة خلقت من ضلع، وأعوج الشيء في الضلع أعلاه[4].

أنت ما تعيش مع إنسانة كاملة، لابد إذا رأيت منها شيئًا تذكّر أنها خلقت من ضلع.

خامساً: العمل على تفادي المشكلات قبل وقوعها، ادفع أسباب الشر.

سادساً: فهم طبيعة الطرف الآخر.

وهذا من أنفع ما يكون للإنسان في حياته الاجتماعية، مع الزوجة، ومع غيرها، أن تفهم هذا الزوج عصبي لا تستثيره، هذا الزوج لا يعجبه الشيء الفلاني، لا يعجبه الخروج، لا تطالبه بالخروج، لا يعجبه الذهاب إلى الأسواق، لا تطالبه بالذهاب إلى الأسواق، لا يعجبه كثيرة النفقات، تراعي هذا الجانب، وكذا الرجل بالنسبة للمرأة

سابعاً: الاعتدال في كل شيء، في المهر، نفقات الزواج، في مواصفات المرأة، بين الحزم، والتفريط، وبين التدليل، والجفاء، وسوء الظن، والغفلة.

ثامناً: ما استوفى الكريم قط، وأشرت إلى هذا المعنى.

تاسعاً: عليك أن تربي المرأة كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته[5] أنت تكملها.

عاشراً: على المرأة أن تهتم بالزوج، وأن توقره، وأن تظهر له الاحترام.

خاصة أمام الأولاد إذا جاء تقبل رأسه، وتأخذ بيده، وتجلسه، ولربما نزعت عنه الجورب، وجاءت له بماء، أو بعصير، أو نحو هذا مما يُشعر بالاحترام، والتوقير، فأولاده يعظمونه، ويوقرونه، أما إذا دخل كأنه أصغر الأولاد، وهي ترفع صوتها، وتسخب، فهذا لا يُقبل، وأحياناً بعض النساء تتعمد أن تصرخ للصغير صرخة يطير منها قلب الكبير، وهي تتعمد هذا أن توصل له رسالة أنها ليست هينة، هي رسالة للزوج، وليست للطفل، فلا يُقبل منها هذا، عليها أن تعظمه، قال ﷺ :  لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها[6].  

وقال - عليه الصلاة، والسلام - :  أيما امرأةٍ ماتت، وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة[7].

الحادي عشر: إكرام الأقارب، أقارب الزوج، وكذلك أقارب الزوجة، فهذا من أعظم الأمور التي تحبب كل طرف بالآخر، وهكذا إكرام الضيوف، إذا جاءه ضيوف ما تتأفف، وتتذمر، فيحمل همًّا إذا أراد أن يدعو أحداً.

الثاني عشر: احتساب الأجر عند الله في كل هذه الأشياء التي يبذلها أحد الطرفين للآخر.

الثالث عشر: تجنب الحساسية من النقد، وسع صدرك، وهي توسع صدرها، وتفرح بالنصيحة، بعض النساء إذا قدم لها أدنى ملاحظة عرف ذلك في وجهها أياماً، وهكذا الزوج أحياناً، فيضطر كل طرف أن يكبت، فيتولد بسبب ذلك ضغوط نفسية، ثم بعد ذلك مشكلات.

الرابع عشر:  لا يُحمَّل الطرف جناية غيره، أهلكِ عملوا كذا، هذا ليس من شغلها.

الخامس عشر: الحوار لابد منه، فلابد أولاً من تشخيص سبب المشكلة الحقيقي، ما نجلس أمام ضبابة، لابد من تحديد نقطة المشكلة، دون فتح ملفات قديمة، نحن الآن نناقش مشكلة الأولاد، ما شأن الزوجة الثانية؟ لماذا تزوجت زوجة ثانية؟ حدد المشكلة، نحن الآن نتناقش في الموضوع الفلاني.

الأمر الآخر: اختيار الأسلوب المناسب، الكلمات الجارحة لا داعي لها، المقصود هو الإصلاح، ثم ابدأ بجوانب الاتفاق لا تبدأ بجوانب الاختلاف نحن متفقون في كذا، وكذا، وكذا.

أيضاً ترك النقاش وقت التأزم النفسي، أحيانًا الإنسان يتأزم، وينتظر متى يجد الطرف الآخر حتى ينفجر في وجهه، وأحياناً يبدأ يكلم نفسه، ويحرك يديه، ويجلس مدة من الزمان، ويتحدث.

لكن لو أخر الكلام حتى يهدأ لربما اكتشف أن القضية لا تحتاج إلى هذا كله، لكن لو تكلم في حينها ندم، وكَلْم اللسان قد لا يندمل، وتبقى جراحٌ غائرة.

كذلك أيضاً الاعتراف بالخطأ، إذا أخطأ الإنسان قال: نعم أخطأت في هذه القضية، كلمة آسف، اعتذر، بعض الناس ما يعرف هذه الكلمة، لا تسمعها الزوجة من الزوج، وأحياناً لا يسمعها الزوج أبداً من امرأته، تكابر ما تعرف أن تقول: أنا مخطئة، أنا آسفة، أنا قصرت في الشيء الفلاني.

السادس عشر: محاصرة الخلاف، فلا يخرج عن نطاق الأسرة قدر الإمكان.

السابع عشر: لا تتخذ قراراً حتى تدرسه.

العشرون: التدرج في الوعظ، والهجر، والضرب.

الحادي، والعشرون: ليس من الضرورة أن تُبنى البيوت على الحب.

الثاني، والعشرون: اتهام النفس، والتبصر بعيوبها.

الموضوع ذو شجون، وفيه قضايا كثيرة جدًّا، وهي كلها من الواقع.

فأسأل الله أن ينفعني، وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا، وإياكم هداة مهتدين، وأن يصلح شأننا كله، وأن يصلح أحوال المسلمين، وأن يجمع شملهم، وأن يدفع عنهم أسباب الشر، وأن يغفر لنا، ولوالدينا، ولإخواننا المسلمين، اللهم ارحم موتنا، واشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، واجعل آخرتنا خيراً من دنيانا، وصلى اللهم، وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه.    

  1.  أخرجه مسلم، باب الوصية بالنساء (2/1091)، رقم: (1468)
  2. أخرجه مسلم، باب الوصية بالنساء (2/1091)، رقم: (1469).
  3.  أخرجه ابن ماجه، كتاب النكاح، باب حسن معاشرة النساء (1/636)، رقم: (1978). 
  4.  أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم - صلوات الله عليه - وذريته (4/133)، رقم: (3331)، ومسلم، كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء (2/1091)، رقم: (1468). 
  5.  أخرجه البخاري، كتاب في الاستقراض، وأداء الديون، والحجر، والتفليس، باب: العبد راع في مال سيده، ولا يعمل إلا بإذنه (3/120)، رقم: (2409)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل، وعقوبة الجائر، والحث على الرفق بالرعية، والنهي عن إدخال المشقة عليهم (3/1459)،   رقم: (1829).
  6.  أخرجه الترمذي، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة (3/457)، رقم: (1159) ابن ماجه، كتاب النكاح، باب حق الزوج على المرأة (1/595)، رقم: (1852).
  7.  أخرجه الترمذي، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة (3/458)، رقم: (1161)، وابن ماجه، كتاب النكاح، باب حق الزوج على المرأة (1/595)، رقم: (1854).

مواد ذات صلة