الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا هو الحديث الرابع والأخير في باب الدلالة على الخير والدعاء إلى الهدى أو الضلالة، وهو:
ووجه تعلق هذا الحديث بباب الدلالة على الخير والدعاء إلى الهدى من جهتين:
الأمر الأول: أن النبي ﷺ دعا هذا الرجل الذي من أسلم أو أرشده إلى أن يذهب إلى هذا الرجل الذي قد تجهز ثم مرض، فيكون النبي ﷺ قد دله على خير وتسبب في تجهيز غازٍ في سبيل الله -تبارك وتعالى.
والأمر الآخر: هو أن هذا الرجل الذي قد مرض أعطى ما كان قد أعده لخروجه مع رسول الله ﷺ لهذا الرجل، وسيأتي في الباب الذي بعده أن من جهز غازياً فقد غزا[2]، فكل من تسبب في خير للناس ونفع فإنه يكون مشاركاً لهم في الأجر.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
- أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره، وخلافته في أهله بخير (3/ 1506)، رقم: (1894).
- أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير (4/ 27)، رقم: (2843)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره، وخلافته في أهله بخير (3/ 1506)، رقم: (1895).