الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.
أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،
نُواصل الحديث عن بعض الهدايات والمعاني التي جاءت في دُعاء النبي ﷺ أنَّه قال: اللهم بعلمك الغيب، وقُدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشَّهادة، وأسألك كلمةَ الحقِّ في الرضا والغضب، وأسألك القصدَ في الفقر والغِنى، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قُرَّة عينٍ لا تنقطع[1]، مضى الكلامُ على هذه الجُمَل، وسيكون الحديثُ الآن على قوله ﷺ: وأسألك الرِّضا بعد القضاء.
فالرضا هو المقام الأفخم، والمنزلة الكبرى والعُظمى من منازل العبودية، وهو فوق الصَّبر، وذلك ألا يكون في القلب أدنى مُعارضة، بل ولا يكون له اختيارٌ أو التفاتٌ إلى غير ما اختاره الله له، فيكون قلبُه مُطمئنًّا بهذا القضاء الذي قضاه الله عليه، لا يتمنّى غير هذه الحال، هذه منزلةٌ عاليةٌ فوق الصَّبر.
الصَّبر ألا يكون منه جزعٌ وتسخُّطٌ، وإنما يتصبر، يعلم أنَّ هذا قد قضاه الله وقدَّره، فلا بدّ من حبس النَّفس عن التَّسخط، والرِّضا فوقه: أن يكون راضيًا بما قضى الله ، ويُوقِن ويعلم أنَّ اختيارَ الله خيرٌ من اختياره، وأنَّ الله -تبارك وتعالى- ساق إليه هذه المصيبة ليرفعه، وأنَّ الله -تبارك وتعالى- عليمٌ حكيمٌ، قد اختار هذا البلاء المعين لهذا المخلوق المعين لحكمةٍ يعلمها، فمن مُقتضى إيمان العبد أنَّ ربَّه -تبارك وتعالى- عليمٌ حكيمٌ، يعلم حاله، ويعلم مآله، كما أنَّه حكيمٌ يضع الأمورَ في مواضعها، ويُوقعها في مواقعها، فإذا أيقن العبدُ واطمأنَّت نفسُه بذلك وصل إلى مرتبة الرِّضا.
وهنا قال: وأسألك الرِّضا بعد القضاء، الرِّضا بعد القضاء هذا هو الرِّضا الحقيقي، وذلك بعد أن يتحقق القضاء، ففرقٌ بين العزم على الرِّضا وبين الرِّضا، كما أنَّه يفرّق بين العزم على الصَّبر وبين الصَّبر، وقد مضى الكلامُ على ذلك مُفصَّلاً في الأعمال القلبيَّة[2]، قد يعزم الإنسانُ على الصَّبر على البلاء، ويقول ويُزور في نفسه أنَّه لو ابتُلِيَ بما ابتُلِيَ به فلانٌ لصبر ولم يحصل منه جزعٌ، أو لو أنَّ الله تعالى ابتلاه في ماله أو ولده أو نفسه فإنَّه يصبر أو يرضا بما قدَّره الله -تبارك وتعالى- له، فهذا عزمٌ على الصَّبر، وقد يكون عزمًا على الرِّضا بحسب حال العبد وما عزم عليه، لكن ما كلّ مَن عزم على الرِّضا أو عزم على الصَّبر يصبر إذا وقع له البلاء؛ إذ إنَّ الكثيرين حينما يرون البلاءَ تنكسر نفوسُهم، والله -تبارك وتعالى- ذكر حالَ المؤمنين لما رأوا الأحزاب: وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب:22].
فالراجح أنَّ مقصودهم بقوله -تبارك وتعالى-: قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إشارة إلى الابتلاء الذي يعقبه التَّمكين والظّفر والنَّصر، قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ يُشيرون إلى قوله: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا الآية [البقرة:214]، وكذلك ما في هذا المعنى من الآيات.
فهذا حال المؤمنين، بخلاف حال المنافقين؛ فإنَّهم لما رأوا الأحزابَ قالوا: مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا [الأحزاب:12] أنَّه وعدٌ لا حقيقةَ له، فهم يرون البلاء، ويرون جيوشَ الأحزاب تُحاصر المدينة.
فانظر إلى الحالين وما بينهما من التَّباين والتَّفاوت العظيم، وقد تكلّم شيخُ الإسلام -رحمه الله- على أحوال الصُّوفية، وما قد يصدر عن الواحد منهم من العبارات التي يُبين فيها عن عزمٍ عظيمٍ على الصَّبر، أو على الرِّضا، ولكنَّه قد يُبتلى وتنكشف الحال عن ضعفٍ وعجزٍ، وهو يقول: سُئل أبو عثمان النَّيسابوري عن قول النبي ﷺ: أسألك الرِّضا بعد القضاء، فقال: لأنَّ الرضا بعد القضاء هو الرِّضا.
يقول شيخُ الإسلام: فهذا الذي قاله الشيخُ أبو عثمان كلامٌ حسنٌ سديدٌ، ثم أسند بعد هذا عن الشيخ أبي سليمان -يعني الدَّاراني- أنَّه قال -انظروا إلى عبارات هؤلاء الصُّوفية-: أرجو أن أكون قد عرفتُ طرقًا من الرِّضا؛ لو أنَّه أدخلني النار لكنتُ بذلك راضيًا.
هذه مُبالغة، ودعوى لا حقيقةَ لها.
يقول شيخُ الإسلام: "فتبين بذلك أنَّ ما قاله أبو سليمان ليس هو رضا، وإنما هو عزمٌ على الرضا، وإنما الرِّضا ما يكون بعد القضاء، وإن كان هذا عزمًا، فالعزم قد يدوم، وقد ينفسخ، وما أكثر انفساخ العزائم"[3].
ثم ذكر أنَّ مَن هم أفضل من هؤلاء المشايخ من الصُّوفية أخبر اللهُ -تبارك وتعالى- عن عزائمهم التي تفسَّخت لما كانوا أمام ما يكرهون، كما في قوله -تبارك وتعالى-: وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [آل عمران:143]، وكذلك ما جاء في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [الصف:2-4]، هذه نزلت في أصحاب النبي ﷺ لما تمنّوا أن يعرفوا أحبَّ الأعمال إلى الله -تبارك وتعالى- فيعملوا به، فلمَّا أُخبِروا أنَّه الجهاد في سبيل الله عظم ذلك عليهم وشقَّ[4].
وهكذا أيضًا كما في قوله -تبارك وتعالى-: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ [النساء:77]، كانوا قبل ذلك تمنّوا وطلبوا فرضَ الجهاد عليهم، فمثل هذا إنما هو من قبيل العزم، فلمَّا ابتُلوا به انثنت عزائمُهم.
وكذلك ما قصَّه الله -تبارك وتعالى- من خبر أولئك القوم من بني إسرائيل الذين سألوا نبيًّا لهم قالوا: ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [البقرة:246]، فانظروا كيف تثنّت عزائمُهم مرةً بعد مرةٍ، فحينما أخبرهم أنَّ الله -تبارك وتعالى- قد بعث لهم طالوت ملكًا: قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ [البقرة:247]، فسقطت طائفةٌ منهم، ثم بعد ذلك قال لهم هذا الملك: إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي الآية [البقرة:249]، فتساقط كثيرٌ منهم وشربوا، ثم بعد ذلك لما وقفوا أمام عدوهم تثنّت عزائمُ الكثيرين ممن بقي، وقَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ [البقرة:249]، فلم يبقَ إلا قلّة قليلة هم الخلاصة، وهم الصَّفوة.
وذكر شيخُ الإسلام -رحمه الله- عن سمنون المحبّ -هذا رجلٌ من العُبَّاد الصُّوفية- أنَّه كان يقول:
وليس لي في سواك حظّ | فكيفما شئتَ فاختبرني |
يعني: هو يسأل ربَّه -تبارك وتعالى- بهذا، يقول: فأخذه الحصرُ من ساعته، يعني: حصر البول -أعزكم الله-، وكان يدور على المكاتب –يعني: أماكن تعليم الصِّبيان القرآن- ويُفرِّق الجوزَ على الصبيان ويقول: "ادعوا لعمِّكم الكذَّاب"[5].
وحكى أبو نعيم الأصبهاني عن أبي بكر الواسطي: أنَّه قال سمنون: "يا ربّ، قد رضيتُ بكلِّ ما تقضيه عليَّ". فاحتبس بوله أربعة عشر يومًا، فكان يتلوّى كما تتلوّى الحيَّة، يتلوّى يمينًا وشمالاً، فلمَّا أُطلق بوله قال: "ربّ، قد تبتُ إليك"[6].
يقول أبو نُعيم: فهذا الرِّضا الذي دعا سمنون ظهر غلطُه فيه بأدنى بلوى، مع أنَّ سمنونًا هذا كان يُضرب به المثل"[7]. يعني: في محبَّة الله -تبارك وتعالى-، ولهم في ذلك أخبارٌ عجيبةٌ.
فالمقصود أنَّ هذا الدُّعاء الذي قاله النبيُّ ﷺ: أسألك الرِّضا بعد القضاء، هذا هو الرضا الحقيقي، هذا هو المقام الذي لا يثبت فيه إلا القلائل من الناس.
وقد أوردنا في الكلام على الأعمال القلبية نماذج من أحوال السَّلف في الصبر، ومن أحوالهم في الرِّضا، ومن أحوالهم في باب الشُّكر، وتركنا أشياء كثيرة من هذا القبيل؛ لئلا يتوهم أحدٌ أنَّ هذا من باب المبالغات.
وفي مثل هذه الأيام رأينا عجبًا مما جرى في اليومين الماضيين؛ فهذا فضيلة الشيخ محمد المنجد -حفظه الله ورعاه ورفع قدره ومنزلته في الدَّارين- جرى له ما جرى، وهي مُصيبة كُبرى، عُظمى، تنكسر أمامها كثيرٌ من النُّفوس، ولكن تجلّى ذلك عن حالٍ تدلّ على بلوغ هذه المقامات العالية من الصَّبر والرِّضا، وهذا حالٌ لا يصل إليه إلا القليل من الناس.
فليس الشَّأن أن يُحسِن الكلامَ أحدٌ من الناس عن الصَّبر، أو عن الرِّضا، أو عن الشُّكر على المصائب التي تنزل به، ولكن العبرة حينما تحقّ الحقائق، فكيف تكون حالُ العبد عندها؟، فهذا الذي عليه المعول، وهذا الذي يبلغ به العبدُ المنازلَ الرَّفيعة، والله -تبارك وتعالى- يقول: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24]، فبالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدِّين: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا.
مَن كان يتصور أنَّ أحدًا من الناس يقع له مثل هذا، ثم يتنازل عن هذا القاتل قبل دفن الولد، ويتكلّم في الناس، وينظر في باب الصَّبر والرِّضا، ويستدلّ بالنصوص، ويذكر وجوه الدّلالات التي يحصل الذُّهول عنها لدى أكثر الخلق حينما تنزل بهم المصائب، ينسون أنفسَهم، وينسون ما تعلَّموه، وينسون ما حفظوه، وينسون ما قرأوا، وينسون ما قالوا على المنابر، ولكن مَن الذي يثبت حقًّا في مثل هذه المقامات؟!
فهذه أقول: هي التي عليها المعول، رجلٌ يقع له هذا، ويخطب الجمعة، ويُلقي على الجموع في المسجد أيضًا في غير الخطبة وقبل الدَّفن يُلقي ما يُثَبّتهم به، ويُعلمهم به ألوان المعاني والهدايات في الصَّبر والرِّضا، فهذا فضل الله يُؤتيه مَن يشاء.
وقوله ﷺ: وأسألك برد العيش، أي: طيبه وحُسنه بعد الموت، برد العيش بعد الموت هذا هو المطلوب، وهذا هو المقصود؛ وذلك أنَّ العيشَ الحقيقي هو عيش الآخرة: لا عيشَ إلا عيش الآخرة.
أسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذّة النَّظر إلى وجهك الكريم، والشّوق إلى لقائك بغير ضرَّاء مُضرّة، ولا فتنة مُضلّة، فقوله: وأسألك لذّة النَّظر يعني: النَّظر إلى وجه الله -تبارك وتعالى-، أسألك لذّة النظر إلى وجهك، ورؤية الله -تبارك وتعالى- هي أعظم نعيمٍ يُعطاه أهل الجنة، فهذا من أجلِّ مطامع ومطامح أهل الإيمان؛ وذلك أنَّهم يلتذّون ويتنعّمون بالنَّظر إلى وجهه الكريم، فهذا أعظم نعيمٍ، وهو الزيادة التي قال الله -تبارك وتعالى-: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26]، ولا يكون شيءٌ من النَّعيم يُوازي ذلك أو يُقاربه، وهذا من أطيب عيشهم ونعيمهم، وأكمل لذَّاتهم، كما دلَّ على ذلك حديثُ صهيب الذي رواه مسلمٌ في "صحيحه"، قال: قال رسولُ الله ﷺ: إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنةَ نادى مُنادٍ: يا أهل الجنة، إنَّ لكم عند الله موعدًا يُريد أن يُنجزكموه. فيقولون: وما هو؟ ألم يُثقل موازيننا، ويُبيض وجوهنا، ويُدخلنا الجنةَ، ويُجرنا من النَّار؟! قال: فيكشف الحجابَ، فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئًا أحبّ من النَّظر إليه، وهي الزِّيادة[8]، فدلّ ذلك على أنَّ لذَّة النَّظر إلى وجهه الكريم أنها أعظم النَّعيم، والله -تبارك وتعالى- قد خلق الخلقَ لعبادته الجامعة؛ لمعرفته، والإنابة إليه، ومحبَّته، والإخلاص له، كما يقول الحافظُ ابن القيم[9] -رحمه الله-.
فبذكره تطمئنّ قلوبهم، وتسكن نفوسهم، وبرُؤيته في الآخرة تقرّ عيونهم، ويتمّ نعيمهم، فلا يُعطيهم في الآخرة شيئًا خيرًا لهم، ولا أحبّ إليهم، ولا أقرّ لعيونهم، ولا أنعم لقلوبهم من النَّظر إليه، وسماع كلامه منه بلا واسطةٍ، ولم يُعطهم في الدنيا شيئًا خيرًا لهم، ولا أحبّ إليهم، ولا أقرّ لعيونهم من الإيمان به[10]، فهذه قرّة العين التي لا تنقطع، وقد مضى الكلامُ عليها.
فمحبَّته، والشّوق إلى لقائه، والأُنس بقُربه، والتَّنعم بذكره، كلّ ذلك من قُرَّة العين التي لا تنقطع.
وذكر ابنُ القيم[11] -رحمه الله- أنَّ النبي ﷺ قد جمع بين هذين الأمرين في هذا الدُّعاء: جمع بين أطيب ما يكون من اللَّذات في الدنيا؛ وهو الشّوق إلى لقائه ، وأطيب ما يكون في الآخرة؛ وهو النَّظر إلى وجهه الكريم.
أسأل الله أن ينفعنا وإيَّاكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإيَّاكم هُداةً مُهتدين.
والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.
- أخرجه النَّسائي: كتاب السَّهو، نوعٌ آخر من الدُّعاء، برقم (1305)، وأحمد في "المسند"، برقم (18325)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"، برقم (1301).
- على الرابط التالي: https: //cutt. us/fXQnl.
- انظر: "مجموع الفتاوى" (10/689).
- أخرجه الترمذي: أبواب تفسير القرآن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، باب ومن سورة الصف، برقم (3309)، وانظر: "مجموع الفتاوى" (10/690).
- انظر: "مجموع الفتاوى" (10/690).
- "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (10/310)، وانظر: "مجموع الفتاوى" (10/690).
- انظر: "مجموع الفتاوى" (10/691).
- أخرجه أحمد في "المسند"، برقم (18941)، وقال مُحققوه: "إسناده صحيحٌ على شرط مسلمٍ".
- انظر: "طريق الهجرتين وباب السعادتين" (ص331)، و"مدارج السالكين" (3/328).
- انظر: "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" (1/28)، و"طريق الهجرتين" (ص56).
- "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" (1/28).