الأربعاء 23 / جمادى الآخرة / 1446 - 25 / ديسمبر 2024
(1) حديث كعب بن مالك رضي الله عنه
تاريخ النشر: ١٥ / ذو القعدة / ١٤٣١
التحميل: 508
مرات الإستماع: 1190

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد الذي في جواره، وصلاته فيه ركعتين

"عن كعب بن مالك أن رسول الله ﷺ كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فركع فيه ركعتين[1]. متفق عليه".

ذكر حديث كعب بن مالك ، والحديث طويل، في قصة توبة الله عليه، وأن النبي ﷺ حينما قدم من تبوك.

"إن رسول الله ﷺ، كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فركع فيه ركعتين، متفق عليه".

كان يبدأ بمسجده -عليه الصلاة والسلام-، لكن ذلك لا يختص به، ومن ثم فإنه يشرع للإنسان إذا جاء من سفر أن يبدأ بالمسجد، فيصلي ركعتين؛ وذلك فيه من تقديم حق الله -تبارك وتعالى-، والبدء بما يتصل بمناجاته قبل معافسة الأهل والأولاد.

وكما ذكرت في أول هذا الكتاب أن المسافر حينما يقال له: أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك[2]، وذلك لما ذكرت من أنه قد يعرض للمسافر ما يعرض مما يحصل معه التخفف والتقلل من الطاعة، وربما مقارفة ما لا يليق، باعتبار أنه لا يُعرف، فيترخص، أو نحو ذلك، فيقال له مثل هذا، من البداية، قبل أن يخرج: أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك ثم بعد ذلك يقول: دعاء السفر، بمجرد ما يركب الدابة، فيكبر الله ، ويذكره، ويقول: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون[3]، فيتذكر سفر الآخرة بهذا، وهذا بداية السفر، ثم إذا صعد إلى مكان مرتفع كبر، وإذا هبط سبح، وإذا رجع إلى بلده يقول: آيبون تائبون عابدون[4]، ثم يبدأ بالمسجد، فكل هذه الأشياء مجتمعة تصور حال المسلم وحال المؤمن أنه مرتبط مع الله -تبارك وتعالى- في حياته كلها، من أولها إلى آخرها، فالسفر لا يعني التخفف والتقلل والترك والإعراض عن الحشمة، فبعض الناس إذا سافر ترك ما ينبغي عليه، فالمرأة ربما نبذت الحجاب، والإنسان ربما ظهر في بلاد أخرى بحالة لا تسر، وكأن الله -تبارك وتعالى- لا يراه، ولا يطلع عليه، فهذا لا يحل لمؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله، ولو أننا نستشعر مثل هذه المعاني في سفرنا، فضلاً عن إقامتنا؛ لكانت أحوال الناس على استقامة وصلاح دائم مستمر.

والله تعالى أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

  1. أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب حديث كعب بن مالك، وقول الله -عز وجل-: {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} [التوبة:118] برقم (4418) ومسلم في كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه برقم (2769).
  2. أخرجه سنن الترمذي ت شاكر في أبواب الدعوات، باب ما يقول إذا ودع إنساناً برقم (3443) وأبو داود في كتاب الجهاد، باب في الدعاء عند الوداع برقم (2600) وابن ماجه في كتاب الجهاد، باب تشييع الغزاة ووداعهم برقم (2826) وصححه الألباني.
  3. أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا أراد سفرا أو رجع برقم (6385) ومسلم في كتاب الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره برقم (1342) واللفظ لمسلم.
  4. أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا أراد سفرا أو رجع برقم (6385) ومسلم في كتاب الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره برقم (1342) واللفظ لمسلم.

مواد ذات صلة