الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلا زال الحديث عن حديث معاوية بن الحكم السُّلَمي حينما تكلم في الصلاة، وعلمه النبي ﷺ شأن الصلاة، وأنه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، والشاهد هو أن النبي ﷺ قد أحسن في تعليمه ووعظه، وبقيت في الحديث بقية، وهي أنه قال للنبي ﷺ:
معاوية حينما أسلم أراد أن يعرف الحق في أمور كانوا يزاولونها في الجاهلية، وهذا هو اللائق بالمؤمن أن يسأل عما التبس عليه، وألا يُقدم على شيء حتى يعرف أحقيته وأنه سائغ في دين الله -تبارك وتعالى، وأمّا أن يسأل الإنسان بعد أن يفعل فهذا خطأ، وكثير من الناس يسأل بعد الفعل، وذلك كالذي قد اجتاز الطريق، قطع الطريق فإذا اجتاز في الناحية الأخرى بدأ يتلفت هل توجد سيارات أو لا، وإنما اللائق أن يلتفت قبل ذلك فيعرف ما سيواجه ويقابل، ومن الناس من لا يسأل أصلاً، وبعضهم يوصي من أراد أن يسأل بل ينكر عليه، ويعتبر أن ذلك من الغباوة والبلادة، يقول: لا تفتح على نفسك باباً، ويحتج عليه بقوله تعالى: لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [المائدة:101]، ولا يدري أن هذه الآية ليست مما يستدل عليه بها في شيء، هذه الآية ليست في هذا الموضع، لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا [المائدة:101] هذا وقت التنزيل، وقت الوحي، وقت التشريع سكت عن أشياء رحمة من غير نسيان، فيأتي إنسان وينقِّر، إن الله كتب عليكم الحج فحجوا، "أفي كل عام يا رسول الله؟"[2]، فهذا السؤال مذموم، كأسئلة التعنت التي كان يسألها بنو إسرائيل، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً [البقرة:67]، لو ذبحوا أي بقرة انتهى، لكن ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ [البقرة:68]، يعني ما سِنُها، كبيرة صغيرة؟، فلما بين لهم سألوا عن اللون، يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا [البقرة:69]، فلما بين لهم سألوا سؤالًا ثالثًا هل هي عاملة أو غير عاملة؟، ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا [البقرة:70-71]، فهذا من التكلف في السؤال، لكن بعد انقطاع الوحي هذه المفسدة غير موجودة، فيسأل الإنسان، ويتعرف على الأحكام من غير تعنت، ولا يسأل عن الأمور التي هي من قبيل المُحال، لا تقع، أو ما يشبه المُحال من الأمور النادرة.
وذكرت لكم في مناسبات شتى بعض الأسئلة المتكلفة كالذي سأل عمر : رجل على دابة وطئت الدابة بحافرها دجاجة ميتة، فخرجت منها بيضة ففقست عنده فرخاً، فهل الفرخ يعتبر في حكم الميتة؟ الفرخ حي، هل يعتبر في حكم الميتة أو لا؟ هل يجوز أكله؟ هذه أسئلة متكلفة جدًّا، فالسؤال عن مثل هذا مذموم، ولهذا قال له عمر : من أين أنت؟ قال: من العراق، قال: "فعل الله بأهل العراق!"[3]، لأنه كانت تأتيهم هذه الأسئلة.
ورجل جاء لعائشة، وقال: "أخرجي لي مصحفكِ، قالت: ما تريد؟ فأراد أن ينظر في ترتيب السور، فسألته قالت: أحروري أنت؟".
والمرأة التي سألت لماذا الحائض لا تقضي الصلاة، وتقضي الصوم؟ قالت لها: "أحرورية أنتِ؟"[4]، نسبة إلى حروراء، فالخوارج عُرفوا بهذه التكلفات في الأسئلة، لكن أن يسأل الإنسان عما هو بصدده، يسأل عن الذهاب إلى الكُهان الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، عن الذهاب إلى العرافين، عن الدجالين، فهذا أمر لابدّ منه.
قال: "وإن منا رجالا يأتون الكهان"، الكاهن هو الذي يدعي علم الغيب، وهؤلاء في العرب كانوا كثيرًا، في نواحٍ شتى، ومن كتبوا في تاريخ العرب ذكروا جملة من هؤلاء الكهان، وذكروا مواضعهم، وكل قبيلة في الغالب لها كاهن ويأتيهم الناس، ويعطونهم شيئاً فيخبرونهم عن أمور غيبية، يقول له مثلاً: أتزوج هذه المرأة أو لا؟، فيخبره عن أشياء في الغيب، فبعض هؤلاء دجال نَفّاج يعطيهم شيئاً من عند نفسه، فإذا وقع ذلك قال: أما أخبرتكم؟ إذا وقع على سبيل الموافقة هكذا، وهو ليس عنده شيء أصلاً، وهذا موجود، والغلام الذي قال لأبي بكر : "كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أُحسن الكهانة"[5]، لما أتاه بطعام وأكل منه، وما أُحسن الكهانة، بمعنى أنه كذب عليه فوافقتْ، فأعطاه الرجل شيئاً، ومن هؤلاء من كان له رِئِيٌّ من الجن، وهذه مهمة جدًّا، بمعنى معه جني شيطان، وهذا الجني يبدي له بعض الأشياء، وأحياناً يُجري على لسانه الكلام، ولذلك تجد كلام هؤلاء الكهان مسجوع، والرجل الذي قال للنبي ﷺ معترضاً على دية الجنين قال: "أنغرم دية من لا أكل، ولا شرب، ولا استهلّ، فمثل ذلك يُطَلّ؟، فقال النبي ﷺ: أسجعٌ كسجع الكهان[6]، إنكاراً عليه، فعُرفوا بالسجع، والنبي ﷺ قال لابن صياد، وهو غلام، وكان يتكهن، قال له: قد خبأت لك خبأ، يعني: خبأت شيئاً، قال: "هو الدُّخ"، فقال: اخسأ فلن تعدو قدرك[7]، فالنبي ﷺ كان يريد أن يقرأ عليه سورة الدخان، وكما جاء في الحديث: أن هؤلاء الشياطين يصعدون إلى السماء لاستراق السمع[8]، في بعض الروايات، وفي بعضها: إلى السماء، بعضهم فوق بعض يسترقون السمع[9]، كما قال الله -تعالى- عن الجن: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا [الجن:8] يُرمون بالشهب، فيخطف الواحد منهم الكلمة ويلقيها على الذي تحته، والذي تحته حتى يلقيها على الكاهن، فقد يدركه الشهاب قبل إلقائها، وقد يلقيها قبل ذلك، ثم الكاهن يكذب معها مائة فيصدقه الناس بسبب ذلك الصواب الواحد مما استرق بعض هؤلاء، ولربما يعبر رؤى، وبعض هؤلاء لربما يخبرهم عن أشياء مستقبلية من غير تعبير، يُجري ذلك أحياناً على لسانه، وأحياناً يخبر عن نفسه، بعض الناس يقول: أنا دائماً أقول: الآن سيتصل فلان، ويتصل، أقول: فلان الآن سيدخل مع الباب، ويدخل، ويذكر أشياء كثيرة من هذا القبيل، هو يشتكي، يعني ما هو بإنسان منحرف هو يقول: أنا يقع لي هذا كثيراً، ماذا أصنع؟ ما هذا الذي يقع؟.
أقول: قد يجريه هذا الذي معه على لسانه، وهؤلاء الجن والشياطين يوجدون يذهبون ويأتون، ويخبرونه عن طريق القرين الآخر أن هذا سيأتي، وأن هذا سيأتي، وهذا سيتصل، وإلا فهم لا يعلمون الغيب.
وقد يُخبر يقول: أنت في جيبك ورقة مكتوب فيها كذا كذا، كيف عرفت؟ يقول: لا أدري، افتح وانظر، في جيبك كذا وكذا، فهذا عن طريق هذا الجني أو الشيطان، بعضهم يستغل هذا استغلالاً سيئاً فيتعامل معه، بعضهم بزعمه العلاج يؤتى له بالناس هذا مريض، فيقول: هذا مسحور سحره فلان، وتجدون السحر في المكان الفلاني، وبعضهم يكون هذا الجني قد تلبس بأحد برجل أو بامرأة فيؤتي به -وهذا موجود- ثم يقال له: ما بهذا؟ فيقول: مسحور، أين سُحر؟، قبل عشر سنوات في تركيا في المكان الفلاني، كيف عرف؟ فهؤلاء لا يجوز الذهاب إليهم، ويزعم هؤلاء أنهم يتعاملون مع جن مسلمين وما الذي يثبت؟ ثم لو كانوا من المسلمين هل تجوز مثل هذه الاستعانة؟ والله أخبرنا عن سليمان أنه قال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [ص:35] فسخر له الشياطين والجن، والنبي ﷺ، حينما أخذ الشيطانَ الذي أراد أن يلقي في وجهه وهو يصلي شهاباً من نار، يقول: حتى وجدت برد لسانه على يدي، خنقه أثناء الصلاة، قال: ولولا دعوة أخي سليمان، وهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [ص:35] لربطته بسارية من سواري المسجد يطوف به صبيان المدينة[10]، وهؤلاء يقولون: إنه سُخر لهم أعوان، ولربما أرسلوهم مع شخص بزعمهم يحمونه؛ لأنه مسحور، أو جسمه كما يقولون مفتوح، كل من مر من الشياطين والجن دخل فيه، فإذًا يكون هؤلاء معه أولى بزعمهم، أو أنهم دخلوا في الإسلام أسلموا على يده، من المردة، وبعضهم يزعم أن معه ملِكًا، وما يدريك أن هذا ملِك، ربما يتلاعب بك، حتى لو كان ملكًا هل يجوز أن تتعامل معه بهذه الطريقة؟، فهذا لا يجوز، ولا يجوز الذهاب إلى هؤلاء الناس.
والعراف هو الذي يدعي نوعاً من علم الغيب، يأتون إليه ليعرفوا الضالة، يقول: ضاعت لي بعير، أو سرق لي غنم أين هي؟ فيقول: في المكان الفلاني، ضاعت لي مجوهرات، يقول: في المكان الفلاني عند رجل صفته كذا وكذا، فيذهب، فهذا عن طريق الشياطين، وهذا لا يجوز، وما رأيت أحداً إلى ساعتي هذه على كثرة ما سمعت من الناس ممن ابتلي بسحر أو عين أو غير ذلك مما يذكرون ذهب إلى الكهنة والسحرة فأفلح، ما رأيت حالة واحدة شُفي صاحبها، يذهب ويُظهر له أنه قد عالجه ويشعر أنه تخلص من المشكلة، وبعد أيام ينتكس، ثم ينتكس، ثم ينتكس، ويبقى على هذه الحالة، -نسأل الله العافية، كما قال الله : وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [الجن:6]، فليس هناك طريق إلا اللجوء إلى الله وحده لا شريك له، والإعراض عمن سواه.
قال: فلا تأتهم، قلت: ومنا رجال يتطيرون؟، قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنّهم.
الطِّيرة عند العرب هي تشاؤم في الواقع بما يرونه في أصل المعنى من الطير في أحوالها، وحركاتها حينما تجنح إلى اليسار يتشاءمون، وإذا ذهبت إلى اليمين تفاءلوا، وهكذا الذي يذهب إلى اليسار له اسم عند العرب، والذي يذهب إلى اليمين له اسم، والذي يأتي يقابلهم له اسم، والذي يُدبر له اسم، وصاروا يتطيرون بالظباء وهي مقبلة في أسفارهم، وهي مدبرة، أو تذهب ذات اليمين أو ذات الشمال، وتوسعوا في ذلك فصاروا يتطيرون بالبومة إذا وقعت على البيت، أو سمعوا الغراب ينعب، وكما قال شاعرهم:
ليتَ الغُرابَ غَداةَ يَنْعَبُ دائباً | كانَ الغُرابُ مُقَطَّعَ الأَوْداجِ[11]. |
يعني جزع لما سمعه، فالشاهد أن هذه كانت موجودة عندهم في الجاهلية، هذا كله من الطِّيرة، ويتطيرون بأشكال الناس إذا رأى إنسانًا فيه عاهة من برص، أو عمى، أو عمش، أو عور، أو عرج لاسيما في أول النهار يغلق محله، ولا يذهب، ويدعو عليه، ويشتمه غاية الشتم، ويقول: أنت حرمتني من كذا، وذُكر عن أحد السلاطين أنه خرج غداة يوم فرأى رجلاً فيه عاهة من هذه العاهات فغضب عليه، وشتمه، وأمر به فوضع في الحبس؛ لأنه توقع أن يأتيه مكروه، فلما كان آخر النهار أخرجه فقال له هذا المسكين: "أينا أكثر شؤماً؟ خرجتَ ورأيتني فلم ترَ مكروهاً، وخرجتُ فرأيتك فدخلت الحبس!".
فالشاهد أن النفع والضر من الله ، ولا زال بعض الناس للأسف إلى اليوم، الآن إذا ذهبت إلى بعض الباعة في الصباح الباكر لاسيما بعض أنواع الباعة، اذهب إلى سوق الأغنام، أو بعض الأسواق لا يتركك ولو باع بخسارة، يريد أن يستفتح، يا ابن الحلال أنا هذه الأغنام لا أريدها أصلاً، لا تصلح لي فهو يتفاءل أو يتشاءم إذا ذهبت ولم تشترَ منه، يريد أن يستفتح، يبيع برأس المال أو بأقل من رأس المال، المهم أن يستفتح، فهذا كله داخل في هذا المعنى، وقل مثل ذلك في أمثلة وصور بعضهم يخرج ليتزوج مثلاً، ويسمع واحدًا يقول لشخص بعيد مثلاً: يا فاشل، للبعيد، أو يا كذا من العبارات فيتشاءم، ويعتقد أن هذا لا يصح معه الإقدام، فهذا خطأ، لكن بعض الناس يسأل عن إقامة حفل الزفاف في وقت الخسوف، هذا يحصل يرد السؤال عنه، يقال: ذاك مقام يخوف الله به عباده، فلا يحسن أن يجتمع مع حفل، ما هو إلغاء العقد، أو إلغاء النكاح، أو الخطبة، لا بأس بهذا ولا يتشاءم الإنسان، لكن كحفلة وفرح وهذا الخسوف هذا لا يتمشى، وليس ذلك من الشؤم، فيه فرق بين هذا وهذا، فالإنسان لا يتشاءم ولا يتطير، وهذه البومة مسكينة ما عندها شيء، هي مخلوق ضعيف، كونها تجلس على الباب، وبعض الناس في هذا النوع من الحمام البري الذي له صوت معروف يترجمون هذا الصوت يقولون: إنها تقول كذا وكذا، وإنها مذمومة، وهي مسكينة ضعيفة ما عندها شيء.
قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم، يعني يقع في النفوس، يسبق إلى النفوس، فلا يصدنهم، رواه مسلم، بمعنى أن ما يسبق إلى النفس من هذه الأمور من غير قصد من الإنسان لا يؤاخذ عليه، لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا [الطلاق:7]، رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا [البقرة:286]، مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78] فكونه يسبق إلى الإنسان خواطر من هذا القبيل إذا رأى شيئاً لا يعجبه هذا لا يؤاخذ عليه، لكن عليه أن يدفعه.
ذاك شيء يجدونه في نفوسهم، فلا يصدنهم، هذا الذي يتعلق بهذا الحكم، بمعنى أن الطيرة هي ما صرفك، أو أمضاك بحيث إن الإنسان يقدم أو يحجم بناء على ما يرى، هذا هو المحرم، أما الذي يقع في النفوس ويدفعه الإنسان فلا يؤاخذ عليه، لا يعتقده ولكن سبق إلى نفسه فلا يؤاخذ، ويمضي.
والكلام في هذا يطول، وأخبار السلف ومن بعدهم في غزواتهم وفي أمورهم كلها تدل على رفضهم لهذا، ومجانبتهم له، والتاريخ شاهد بوقائع كبرى انتصر بها المسلمون، وكان المنجمون يقولون خلاف ذلك، يتشاءمون بنجوم وطوالع معينة وكذا.
السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتبِ | في حدِّه الحدُّ بين الجدِّ واللعبِ |
القصيدة المعروفة، لمّا قال المنجمون: إن هذا الوقت -هذا النجم- لا يصح الغزو فيه، وقل مثل ذلك في مواليد يولدون في أوقات معينة، يُتشاءم بهذا، ومن الناس من يتشاءم برقم معين، بعض الطلاب يأتون من بلاد أخرى، كل طالب في القاعة أحياناً له رقم، بعض الأرقام الطلاب ما يريدونها، يا جماعة هذا الرقم ما به؟ يتبين أنهم يتشاءمون بهذا الرقم، وأحياناً يتشاءمون بأشياء أخرى مثل يوم الأربعاء، والله المستعان، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.
- أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة، ونسخ ما كان من إباحته، برقم (537).
- أخرجه مسلم، كتاب الحج، باب فرض الحج مرة في العمر، برقم (1337).
- انظر: مسند ابن الجعد (1/ 393)، برقم (2688).
- أخرجه البخاري، كتاب الحيض، باب لا تقضي الحائض الصلاة، برقم (321)، ومسلم، كتاب الحيض، باب وجوب قضاء الصوم على الحائض دون الصلاة، برقم (335).
- أخرجه البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب أيام الجاهلية، برقم (3842).
- أخرجه مسلم، كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات، باب دية الجنين، ووجوب الدية في قتل الخطأ وشبه العمد على عاقلة الجاني، برقم (1682).
- أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه، وهل يعرض على الصبي الإسلام، برقم (1354)، ومسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد، برقم (2924).
- أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب قوله: إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌالحجر:18، برقم (4701)، ومسلم، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان، برقم (2229).
- أخرجه الترمذي، أبواب تفسير القرآن عن رسول الله -ﷺ، باب ومن سورة سبأ، برقم (3223)، وابن ماجه، أبواب السنة، باب فيما أنكرت الجهمية، برقم (194)، وصححه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان برقم (36).
- أخرجه أحمد في المسند، برقم (11780)، وقال محققوه: "إسناده حسن"، وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (3251).
- الفرق للسجستاني (ص:254).