الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل أورد المصنف -رحمه الله-:
سمرة هو من فزارة، قدمت به أمه إلى المدينة فتزوجها رجل من الأنصار، والنبي ﷺ قبله في غزوة أحد، وقد بلغ الخامسة عشرة من عمره، فهو صغير من صغار الصحابة ، وبقي بعد النبي ﷺ زماناً طويلاً حتى قيل: إنه توفي سنة تسع وخمسين، وقيل: إنه عاش إلى سنة ستين، مات بعد أبي هريرة ، وأبو هريرة توفي سنة ثمان وخمسين، وقيل: تسع وخمسين، -رضي الله عن الجميع وأرضاهم.
يقول: لقد كنت على عهد رسول الله ﷺ غلاماً فكنت أحفظ عنه، هو حفظ نحواً من مائة حديث عن النبي ﷺ، قال: فما يمنعني من القول، يعني: من الرواية عن النبي ﷺ إلا أن ههنا رجالاً هم أسن مني. متفق عليه، أي رواه البخاري ومسلم.
وهذا الشاهد: التأدب مع الكبار، فلا يتقدم بين أيديهم من هو دونهم إذا كانوا أولى منه بالعلم والحفظ والرواية، فإذا قدر للإنسان أن يعيش بعد ذلك فإن الناس يحتاجون إليه، ويأخذون عنه، وهذا ظاهر من هذا الحديث، ثم ذكر :
حديث أنس قال: قال رسول الله ﷺ: ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيّض الله له من يكرمه عند سنه[1] رواه الترمذي
إلا قيّض الله: يعني: هيأ وقدر له من يكرمه عند سنه يعني إذا تقدم به العمر، رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
على كل حال هذا الحديث لا يصح عن النبي ﷺ، وفي الأحاديث الصحيحة كفاية وغُنية عن الأحاديث الضعيفة.
- أخرجه الترمذي (4/ 372)، برقم: (2022)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (1/ 474)، برقم: (304).