الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،
من الأحاديث والأذكار التي أوردها المؤلفُ في باب "الاستغفار والتوبة" ما جاء من حديث عبدالله بن عمر قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: يا أيّها الناس، توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مئة مرة.هذا الحديث أخرجه الإمامُ مسلم -رحمه الله- في "صحيحه"[1].
فقوله -عليه الصَّلاة والسلام-: يا أيّها الناسحمله بعضُ أهل العلم على أنَّ المراد بالعموم هنا في الناس: أنَّ المراد به الخصوص، يعني: أهلَ الإيمان، أنَّ الخطاب مُوجّه للمؤمنين.
ولا مانع من توجيهه لعموم الخلق؛ فإنَّ الجميع مُطالبٌ بالتوبة، والكفَّار يتوبون من شركهم، وكفرهم، وجرائمهم، وجرائرهم، وذنوبهم، ومعاصيهم، والله -تبارك وتعالى- يقول: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[النور:31]،فهذا الخطاب خُصَّ بأهل الإيمان.
وفي الآية والحديث دليلٌ وشاهدٌ على أنَّ كلَّ أحدٍ مهما كانت مرتبته ودرجته في الإيمان، فإنَّه يحتاج إلى الرجوع إلى الله -تبارك وتعالى-، وتكميل نفسه بالتوبة، وأنَّ كلَّ أحدٍ لا يخلو من تقصيرٍ في القيام بحقِّ الله -تبارك وتعالى-: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ.
وقد مضى الكلامُ على هذه الآية في الكلام على الأعمال القلبية، والكلام على التوبة: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ: أنَّ ذلك يدخل فيه عموم الخلق، كما أنَّه يحتمل أن يكون المرادُ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا يعني: ألا تخصّ التوبة بنوعٍ من الذنوب، وإنما تكون التوبةُ عامَّةً من جميع الذنوب والتَّقصير بحقِّ الله -جلَّ جلاله، وتقدَّست أسماؤه-، والله -تبارك وتعالى- يقول: كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ[عبس:23].
ويدلّ أيضًا على ذلك -أنَّ الجميع بحاجةٍ إلى التوبة-: قول النبي ﷺ في هذا الحديث: فإني أتوب إليه يعني: على علو مرتبته، وكمال عُبوديته -عليه الصلاة والسلام-، ومع ذلك كان يتوب في اليوم مئة مرة، يعني: أنه يرجع إلى الله -تبارك وتعالى- في اليوم مئة مرة.
وهذا على كل حالٍكما سبق لا يختصّ بأحدٍ دون أحدٍ، لكن مَن قال ذلك فعليه أن يستحضر المعنى الذي أشرنا إليه في الليلة الماضية؛ وهو أن يكون مُحقِّقًا للتوبة، لا أن يكون ذلك مما يجري على لسانه، ويكون قلبُه غافلًا، مُعْرِضًا، أو مُصِرًّا على الذنب والمعصية؛ فإنَّه يكون بذلك كاذبًا حينما يدَّعي التوبة، وهو مُصرٌّ على معصيته.
ونحن نعلم أنَّ التوبة لها شروط، منها: الإقلاع عن الذنب، ومنها: العزم على عدم الرجوع إليه، بالإضافة إلى شرطٍ آخر، وهو: الندم على ما فات، الندم على الذَّنب، الندم على المعصية، الندم على التَّفريط، وإن كان ذلك مما يتّصل بحقوق الآدميين فإنَّه يتوب إلى الله -تبارك وتعالى- بإرجاع الحقوق إلى أصحابها، أو باستحلالهم من ذلك؛ من هذه الحقوق.
فهذه التوبة هي أهمّ قواعد الإسلام، وهي أول مقامات السَّالكين إلى الله -تبارك وتعالى-، هذه التوبة إذا أراد العبدُ أن تكون نصوحًا؛ فإنَّه كما سبق في بعض المناسبات في الكلام على قوله -تبارك وتعالى-: تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا[التحريم:8] أنَّ التوبةَ النَّصوحَ هي ما كانت خالصةً لله ، ليس فيها رياء، ولا سمعة، ولا تصنّع للمخلوقين، إنما يكون ذلك لله -جلَّ جلاله، وتقدَّست أسماؤه-، فهذا هو الشَّرط الأول.
الصِّفة الثانية: هي أن تكون هذه التوبةُ عامَّةً، لا تكون من ذنبٍ دون ذنبٍ: تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا.
الصِّفة الثالثة: أن تكون جازمةً، عازمةً، لا تردد فيها، من الناس مَن يتوب، لكنَّه عنده شيء من التَّردد، لو حصل له ذلك الذَّنب أو المعصية؛ فإنه يُعاودها، فلا بدّ من عزيمةٍ صادقةٍ،بحيث لا يعود إلى ذلك ثانيةً.
وقوله ﷺ في ذكر توبته -عليه الصلاة والسلام- في اليوم مئة مرة، هذايعني أنَّ غيره -عليه الصلاة والسلام- كأمثالنا من المخلّطين؛ أولى بالتوبة والإكثار منها، فإذا كان -عليه الصلاة والسلام- في اليوم يتوب مئة مرة، فكم نحتاج نحن إلى توبةٍ في اليوم والليلة؟!
بل إنَّ بعض أهل العلم قال: إنَّ قوله ﷺ: فإني أتوب إلى الله في اليوم مئة مرة أنَّه أراد بذلك الكثرة، وإلا فقد يكون أكثر من مئة مرة؛ لأنهم كانوا يحصون له ﷺ في المجلس الواحد كما سبق بحديث ابن عمر وغيره: أنهم يحصون له في المجلس الواحد نحوًا من مئة مرة يستغفر الله ويتوب إليه -عليه الصلاة والسلام[2]-،فكان ﷺ أكثر الناس توبةً، وكان -عليه الصلاة والسلام- من أكثر الناس دعاءً، أعني: من أكثر الناس استغفارًا لله -جلَّ جلاله- كما مضى في الليلة الماضية.
فتوبته -عليه الصلاة والسلام- وتوبة هذه الأُمّة هي أكمل من توبة سائر الأمم قبلها، وهي أسرع قبولًا، وأسهل تناولًا، كما يقول الحافظُ ابن القيم[3] -رحمه الله-،كانت توبةُ الأمم السَّابقة ربما عسيرة، صعبة، وانظروا إلى توبة بني إسرائيل من عبادة العجل، قال الله : فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ [البقرة:54]، حتى قيل: إنَّه أُلقي عليهم الغمام، وصار الواحدُ منهم يضرب وجهَ أخيه بالسيف، ويضرب وجهَ أبيه، ويضرب وجهَ ولده، حتى قُتِلَ منهم في يومٍ واحدٍ سبعون ألفًا، حتى رفع اللهُ ذلك عنهم[4]، هكذا كانت توبةُ بني إسرائيل.
فالمقصود أنَّ هذه التوبة بالنسبة لهذه الأُمّة لكرامتها على الله كانت بهذه المثابة: توبة ندمٍ، وإقلاعٍ، وعزمٍ على ألا يعود، وليس بينه وبين الله وسائط، كما هو الحال فيما يتلاعب به القُسس، يتلاعبون بالناس، فيكونون وسائط بينهم وبين الله ؛ فيجلس الواحدُ منهم على كرسي الاعتراف حتى تصحّ توبته، ويعترف لهذا القسيس، ثم بعد ذلك يقبل توبتَه! التوبة بين العبد وبين ربِّه -تبارك وتعالى-.
هذه التوبة -أيّها الأحبّة- ليس يُغني عنها شيء، فلا بدَّ منها، حتى النصوص الواردة في أنَّ الوضوء يكون كفَّارةً[5]، وأنَّ الصلاة إلى الصلاة، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفَّارة[6]،هذا لا يُغني عن التوبة، بل إنَّ ذلك مُقيَّدٌ بما إذا اجتُنبت الكبائر.
ثم إنَّ العبد لا يدري ما الذي قُبِلَ له من هذه الأعمال؟
وكذلك ما ورد أنَّ يوم عاشوراء صومه يُكفّر سنةً ماضيةً، وأنَّ يوم عرفة يُكفّر سنةً ماضيةً، وسنةً آتيةً[7].
ومن الناس -لقلّة علمه وضعف بصره- مَن يتساءل فيقول: إذا صُمنا يوم عرفة، فما الحاجة إلى عاشوراء؟! لأنَّعرفة يُكفّر سنةً آتيةً، وسنةً ماضيةً، وكأنَّه قد ضمن المغفرة، وتكفير الذُّنوب، وقبول الأعمال.
وهذا الكلام غير صحيحٍ، وابن عمر وهو من عُلماء الصحابة، وعُبَّادهم، وكان يصلح للخلافة، كان يقول: "لو أعلم أنَّ الله قَبِلَ مني سجدةً واحدةً لم أُبَالِ: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ[المائدة:27]"[8].
فالإنسان لا يدري ما الذي قُبِلَ من هذه الأعمال؟ ثم إنَّ ذلك -كما سبق- مُقيَّدٌ بترك الكبائر.
كذلك النصوص الأخرى التي قد يُفهم منها أنَّ ذلك قد يكفيه عن التوبة، فإنَّه لا يكفي عنها شيءٌ، وقد مضى الكلامُ على قوله ﷺ: مَن قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه[9]، كفتاه من ماذا؟
ذكر أهلُ العلم في ذلك نحوًا من عشرة أقوالٍ؛ فبعضهم يقول: كفتاه من قيام تلك الليلة، ويدلّ على ذلك حديثُ أبي مسعودٍ : "مَن قرأ خاتمةَ البقرة أجزأت عنه قيام ليلةٍ"[10]، وهو ظاهر صنيع البُخاري -رحمه الله- حينما ذكر هذا الحديث تحت بابٍ يتّصل بقراءة ما تيسر من القرآن: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ[المزمل:20] [11]،فكأنَّه يريد بذلك قيام الليل.
وبعض أهل العلم يقولون: إنَّ ذلك يُجزئه، أو يكفيه؛ كفتاه من المكروه في تلك الليلة.
وبعضهم يقول: كفتاه من الآفات في تلك الليلة. وكأنَّه يرجع إلى القول الذي قبله.
وبعضهم يقول: كفتاه من الشيطان، ويؤيد هذا ما جاء في حديث النعمان بن بشير: إنَّ الله كتب كتابًا، وأنزل منه آيتين ختم بهما سورةَ البقرة، لا يُقرآن في دارٍ فيقربها الشيطانُ ثلاث ليالٍ[12]، يعني: من الشَّيطان.
والإمام النووي -رحمه الله- في شرحه لـ"صحيح مسلم" ذكر هذه الأقوال الأربعة، وقال: إنَّ الحديث يحتمل ذلك جميعًا[13].
وزاد غيره عليها ستة احتمالات؛ الخامس منها: أنَّ ذلك يكفيه عن قراءة القرآن مطلقًا: داخل الصلاة، وخارج الصلاة. وهذا فيه بُعْدٌ.
وبعضهم يقول: إنَّ ذلك يكفيه فيما يتعلق بالاعتقاد؛ لما اشتملت عليه من الإيمان والأعمال: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ [البقرة:285]، وذكر أصول الإيمان.
وبعضهم يقول: بأنهما كفتاه من شرِّ الإنس والجنِّ. وهذا يرجع إلى بعض الأقوال السَّابقة: كالثاني، والثالث.
وكذلك يقول بعضُهم: إنَّ ذلك باعتبار ما يحصل له بقراءتهما من الثَّواب، فذلك يكفيه عن طلب شيءٍ آخر من الأعمال الصَّالحة في تلك الليلة التي يطلب بها الأجر، فإنَّه يحصل بقراءتهما ثوابًا وأجرًا عظيمًا.
وبعضهم يقول: كفتاه من سائر الأوراد، يعني: الأذكار التي يقولها في تلك الليلة.
وبعضهم يقول: كفتاه عن الشِّرك، أنهما تدفعان عنه الشِّرك؛ لما تضمنتاه من التوحيد والإيمان.
والحافظ ابن حجر -رحمه الله- ذكر جملةً من هذه الاحتمالات، وذكر أنَّه يحتمل ذلك جميعًا، وكأنه يميل إلى أنَّ المقصود: أنهما تكفيانه من تجديد الإيمان[14]؛ لما تضمّنتاه من حقائق الإيمان، هذا لمن أحضر قلبَه عند قراءتهما، دون أن يكون ذلك مما يجري على لسانه من غير حضور القلب، واستحضار المعنى، لكن هل تكفيانه عن التوبة؟
الجواب: لا، ولم أقف على كلام أحدٍ من أهل العلم يقول: أنهما تكفيانه عن التوبة.
نعم، نحن نعلم أنَّ ذنوبَ العباد منها ما يُكفَّر بالمصائب، ومنها ما يُكفَّر -كما سبق- بالوضوء، والصَّلاة إلى الصَّلاة، وكذلك أيضًا الجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، وعاشوراء، وعرفة، ونحو ذلك، كذلك الحجّ المبرور، والله يقول: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ[هود:114].
لكن يبقى أنَّ التوبة أمرٌ لا بدَّ منه، فإنَّه لا يُغني عنها غيرُها، وإن كانت هذه الأعمال الصَّالحة تُبطل وتُذهب السّيئات: وأتبع السّيئة الحسنة تمحها[15]، كما قال النبي ﷺ، ولكن هذا مُقيَّدٌ بترك الكبائر، على خلافٍ كثيرٍ في الحجِّ؛ فإنَّ النبي ﷺ قال: والحجّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة[16]، وقال: رجع كيوم ولدته أُمّه[17]، فإنَّه يكون بحالٍ من النَّقاء، والصَّفاء، والخلوص من الذنوب والمعاصي الكبار والصِّغار، لكن مَن يدري أنه حجَّ حجًّا مبرورًا، وأنَّه قد قُبِلَ منه ذلك؟ لكن التوبة تَجُبّ ما قبلها، التوبة الصَّادقة الصَّحيحة تجُبّ ما قبلها، والهجرة تجُبّ ما قبلها، والإسلام يجُبّ ما قبله، فيستأنف عملًا جديدًا، يحتاج العبدُ إلى أن يُجدد التوبة دائمًا.
أمَّا قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة، فلا يُقال: كفتاه من جرائر الذنوب، وتوابعها من المؤاخذات، والعقوبة، ونحو ذلك، الإنسان قد يُكفّر عنه بسبب شدّة ما يقع عليه في هذه الحياة الدنيا، والمصائب مُكفّرة، كذلك أيضًا ما يقع له من شدّةٍ عند الموت، وكذلك ما يقع له من عذابٍ في القبر، وما يقع في عرصات القيامة، ومَن لم يُكفّر عنه بشيءٍ من ذلك، بقيت ذنوبه؛ فقد يُكفّر بكير النار -أعاذنا الله وإياكم ووالدينا وإخواننا المسلمين منها-، لكن هل يُقال: إنَّ قراءة هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة تحصل بهما الكفاية من هذه العقوبات والعذاب؟
الجواب: لا؛ وذلك أنَّ القاعدة في هذا الباب: أنَّ عموم المقتضى يُحمل على الأعمّ من معانيه المناسبة في كل مقامٍ بحسبه، والمقتضى أعمّ[18]، أكثر السلفعممه، بمعنى: أنَّ المقتضى محمولٌ على العموم المناسب، يعني: في كل مقامٍ بحسبه، هنا: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه، كفتاه ماذا؟
حذف المقدر هنا: كفتاه، ما قال: كفتاه من الأذكار تلك الليلة، كفتاه من قيام الليل، كفتاه من الشَّيطان تلك الليلة، فالأصل حمله على العموم، هذا لا إشكالَ فيه، لكن العموم المناسب، هنا الكلام في أذكار تلك الليلة: في قراءة قرآنٍ، في قيامٍ، أو نحو ذلك، لكن هل هذا يعني أنهما كفتاه من عذاب الله ، كفتاه من التوبة؟
الجواب: لا، ليس كذلك، كما قال الله مثلًا في عموم المقتضى: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ [المائدة:90]، ما قال: اجتنبوا شربه، اجتنبوا بيعه، اجتنبوا تأجيره، اجتنبوا النَّظر إليه، اجتنبوا التَّطيب به، اجتنبوا كذا.
فالأصل حمل هذا المقدّر المحذوف على أعمِّ معانيه، لكن العموم المناسب، في كل مقامٍ بحسبه: هل المقصود هنا اجتنبوا النَّظر إليه؟
الجواب: لا.
هل المقصود اجتنبوا لمسه مثلًا؟
الجواب: لا.
إنما المقصود هنا العموم المناسب، يعني: اجتنبوا شربه، وبيعه، وإهداءه، ونحو ذلك.
كذلك حينما يقول الله : حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُم[النساء:23]، حذف المقدّر: هل المقصود النَّظرإلى أُمهاتكم؟ هل المقصود تكليم أمهاتكم؟ هل المقصود حرَّم عليكم البرّ بأمهاتكم؟ هل المقصود حرَّم عليكم الإحسان إلى أمهاتكم؟ أو المقصود حرَّم عليكم الاستمتاع بأي نوعٍ كان فيما يتّصل بأمهاتكم؟ هذا هو المراد.
وهكذا في قوله: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْهل المقصود أنَّه يحرم عليه النَّظر إلى أخته، أومُكالمتها، أو الإحسان إليها؟
الجواب: لا.
فهذا ما يتعلّق بالعموم.
هذا، وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هُداةً مُهتدين، والله أعلم.
- أخرجه مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، برقم (2702).
- أخرجه أبو داود: كتابالصلاة، بابٌ في الاستغفار، برقم (1516)، وصححه الألباني في "مختصر السلسلة الصحيحة"، برقم (556).
- انظر: "زاد المعاد" لابن القيم (1/93).
- أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/411)، برقم (3434)، وقال: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يُخرجاه"، ووافقه الذهبي.
- أخرجه مسلم: كتابالطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره، برقم (251).
- أخرجه مسلم: كتابالطهارة، باب الصَّلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مُكفّرات لما بينهنَّ ما اجتُنبت الكبائر، برقم (233).
- أخرجه مسلم: كتابالصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهرٍ، وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس، برقم (1162)
- انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/57).
- متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب المغازي، برقم (4008)، ومسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل الفاتحة، وخواتيم سورة البقرة، والحثّ على قراءة الآيتين من آخر البقرة، برقم (807).
- انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (2/139).
- انظر: "صحيح البخاري"(9/159).
- أخرجه الحاكم في "مستدركه": كتابفضائل القرآن، باب أخبارٍ في فضل سورة البقرة، برقم (2065)،وقال: "هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يُخرجاه".
- انظر:"المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" للنووي (6/92).
- انظر: "فتح الباري" لابن حجر (9/56).
- أخرجه الترمذي: أبواب البرّ والصّلة، باب ما جاء في مُعاشرة الناس، برقم (1987)، وحسَّنه الألباني في "مشكاة المصابيح"، برقم (5083).
- متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الحج، باب وجوب العمرة وفضلها، برقم (1773)، ومسلم: كتاب الحج، بابٌ في فضل الحجّ والعُمرة ويوم عرفة، برقم (1349).
- أخرجه البخاري: كتابالحج، باب فضل الحجّ المبرور، برقم (1521).
- انظر:"الأصل الجامع لإيضاح الدرر المنظومة في سلك جمع الجوامع" للسيناوي (1/131).