بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المفسر -رحمه الله تعالى:
وقوله تعالى: ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ [سورة المائدة:106] وصف الاثنين بأن يكونا عدلين، وقوله: مِّنكُمْ [سورة المائدة:106] أي: من المسلمين.
وقوله: أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ [سورة المائدة:106] روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس -ا- في قوله: أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ [سورة المائدة:106] قال: من غير المسلمين، يعني: أهل الكتاب.
وقوله تعالى: إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ [سورة المائدة:106] أي سافرتم، فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ [سورة المائدة:106] وهذان شرطان لجواز استشهاد الذميين عند فقد المؤمنين: أن يكون ذلك في سفر، وأن يكون في وصية كما صرح بذلك شريح القاضي، روى ابن جرير عن شريح قال: لا تجوز شهادة اليهود والنصارى إلا في سفر ولا تجوز في سفر إلا في الوصية.
وقوله تعالى: تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ [سورة المائدة:106] قال العوفي: قال ابن عباس -ا: يعني صلاة العصر، وكذا قال سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وقتادة وعكرمة ومحمد بن سيرين، وقال الزهري: يعني صلاة المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي قوله تعالى: تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ [سورة المائدة:106] القول بأن هذه الصلاة هي صلاة العصر هو قول أكثر أهل العلم ومنهم كبير المفسرين ابن جرير الطبري -رحمه الله، وكذا هو قول جمهور السلف ومن بعدهم؛ وذلك لأن القسم بعد العصر أعظم، فقد جاء الحديث في الرجل الذي حلف بعد العصر على سلعة كاذبًا[1].
ومنهم من قال: إن الله ذكر هذا الوقت؛ لأنه وقت معظم عند الكفار باعتبار أنه وقت قرب غروب الشمس، وهذا القول غير صحيح إطلاقًا، بل هو وقت معظم عند المسلمين، وهو وقت للذكر، وبعضهم يقول: الصلاة هنا صلاة الظهر.
ومن أهل العلم من قال: إنه لا يختص بالعصر؛ لأن قوله تعالى: تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ [سورة المائدة:106] لم يحدد فيه صلاة معينة، فيدخل فيه العصر وسائر الفرائض إلا أن القول بأنها صلاة العصر قول قريب.
وأما تحديد الوصية بأهل الذمة فإن هذا لا دليل عليه، فإن الله قال: ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ [سورة المائدة:106] يعني من المسلمين خلافًا لمن فسره بأقارب الميت وعشيرته، ثم قال: أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ [سورة المائدة:106] يعني من غير المسلمين أيًا كانوا؛ فهذه حال ضرورة، ثم إن القول بأن ذلك يختص بأهل الذمة قد يرده ما ورد في سبب النزول كما في الحديث الذي أخرجه البخاري أنها نزلت في رجل من بني سهم خرج من مكة وحضرته الوفاة في أرض ليس فيها مسلم، فشهد على وصيته رجلان هما عدي بن بداء وتميم الداري، وهؤلاء لم يكونا من أهل الذمة فتميم الداري من أهل الشام، وأهل الشام في ذلك الوقت كانوا في عهد النبي ﷺ، فالحاصل أن سبب النزول يدل على هذا، والقول بأنه يختص بأهل الذمة قول يحتاج إلى دليل، والعلم عند الله .
وقال الزهري: يعني صلاة المسلمين، والمقصود أن يقام هذان الشاهدان بعد صلاة اجتمع الناس فيها بحضرتهم.
فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ [سورة المائدة:107] أي: فيحلفان بالله إِنِ ارْتَبْتُمْ أي: إن ظهرت لكم منهما ريبة أنهما خانا أو غلَّا فيحلفان حينئذ بالله لاَ نَشْتَرِي بِهِ [سورة المائدة:106] أي: بأيماننا، قاله مقاتل بن حيان.
يعني أن الضمير -الهاء في قوله: لاَ نَشْتَرِي بِهِ [سورة المائدة:106]- عائد إلى اليمين، وهذا هو المتبادر وهو اختيار ابن جرير -رحمه الله- خلافًا لمن قال: إن الضمير في قوله: لاَ نَشْتَرِي بِهِ [سورة المائدة:106] يرجع إلى الله، أي لا نبيع حظنا من الله بعرض قليل من الدنيا.
وبعضهم يقول: لاَ نَشْتَرِي بِهِ يعني لا نشتري بهذه الشهادة عرضًا قريبًا من الدنيا أو لا نستبدل بها عرضًا زائلًا، والأقرب أنه يرجع إلى اليمين؛ لأن الكلام في اليمين، يقول الله: فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ [سورة المائدة:107]، ومن قال: إنه عائد إلى الله فهذا باعتبار أنه أقرب أو آخر مذكور، والله أعلم.
يقول: "أضافها إلى الله تشريفًا لها وتعظيمًا لأمرها" وكذلك الله هو الذي أمر بإقامتها كما قال تعالى: وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ [سورة الطلاق:2].
إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ [سورة المائدة:106] أي: إن فعلنا شيئًا من ذلك من تحريف الشهادة أو تبديلها أو تغييرها أو كتمها بالكلية.
ثم قال تعالى: فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا [سورة المائدة:107] أي: فإن اشتهر وظهر وتحقق من الشاهدين الوصيين أنهما خانا أو غلَّا شيئًا من المال الموصى به إليهما وظهر عليهما بذلك فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ [سورة المائدة:107] أي: متى تحقق ذلك بالخبر الصحيح على خيانتهما فليقم اثنان من الورثة المستحقين للتركة وليكونا من أوْلى من يرث ذلك المال.
الأوليان تثنية الأَوْلى، والمراد بالأوْلى الأقرب إلى الميت، أي الأولى بالميراث كالوالد والولد مثلًا.
وقراءة الجمهور لهذه الآية بالبناء للمجهول هكذا مِنَ الَّذِينَ اسْتُحِقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ) فالأوليان يمكن أن يكون خبرًا لمبتدأ محذوف أي كأنه قيل: فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ استُحِقَّ عَلَيْهِمُ) فقيل من هما؟ فقال: هما الأوليان، أي أننا لا نأتي بأي إنسان ليشهد أو يحلف وإنما نأتي بالأولى بالميت، فـ"هما" مبتدأٍ، والأوليان خبر، كما أنه يمكن أن يعرب الأوليان بدلًا من الضمير في قوله: يِقُومَانُ، ويمكن أن يكون بدلًا من آخران.
وقوله: مِنَ الَّذِينَ اسْتُحِقَّ عَلَيْهِمُ) يعني من الذين وقع عليهم الجناية وهم أهل الميت وعشريته فهم أولى بالشهادة.
وابن جرير -رحمه الله- يقول: فآخران من أهل الميت الذين استحق المؤتمنان على مال الميت الإثم فيهم، يعني استُحِقَّ الإثم فيهم، وهذا يرجع إلى المعنى السابق باعتبار أنهم جنوا على هؤلاء بأخذ أموالهم.
وعلى القراءة الأخرى: من الذين اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ [سورة المائدة:107] بالبناء للمعلوم يعني الأوليان بالميت فيقومون من بين عشيرته وأقاربه بهذه الشهادة فيظهر بذلك كذب هؤلاء الذين كتموا وخانوا في هذه الوصية، فهم أولى بالميت وأولى بالمال، ولا حاجة لتحديد أنهما أولى بالمال أو أولى بالميت؛ لأن ذلك متلازم، فالذي هو أولى بالميت يكون أولى بالمال والعكس، والله أعلم.
قوله: فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا [سورة المائدة:107] يعني ليميننا أحق من شهادتهما، وقد قلنا: إن الشهادة في قوله: شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ [سورة المائدة:106] المراد بها الشهادة المعروفة، ويمكن تفسير الشهادة هنا في قوله: لَشَهَادَتُنَا [سورة المائدة:107] بالشهادة المعروفة أيضًا وكذلك أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا [سورة المائدة:107] كما أنه يمكن أن تفسر هنا باليمين باعتبار أنهما يقومان فيحلفان، فالمقصود أن تفسير الشهادة باليمين هنا له وجه، والله أعلم.
قوله: "إذا ظهر لوث في جانب القاتل" اللوث عبارة عن أمارات وليست بيَّنة، ومثال ذلك أن يوجد إنسان يتشحط بدمه وإنسان آخر معه سكين وبيده دم، فمثل هذا يكون هو المتهم الأول في قتله وإن كان هذا ليس بالضرورة، فقد تقع بعض الأمور مثل ما ذكر التنوخي في كتابه الفرج بعد الشدة حيث قال: خرج رجل في ليلة ظلماء فنظر كأنه رأى بعض اللصوص في بغداد فخافهم فدخل في مكان خرِب مظلم وتوراى وبقى فيه، فلما أصبح نظر فإذا رجل مقتول في هذا المكان، فرآه الناس وأُخذ فوضع في الحبس نحو ثمان سنين فحصل أمر بعد ذلك به فرج الله عنه.
فالمقصود أنه في مثل هذه الحال لا يقطع بهذا، لكن هذه قرائن وأمارات، ومثلها الإحن والعداوات وما أشبه ذلك بحيث لو جاء أولياء المقتول وقالوا: نحن ما نعرف إلا هذا؛ لأنه سبق أنه هدده وتوعده أو سبق أنه حاول قتله أكثر من مرة فدمُه في بطن هذا، وفي هذه الحالة يُلجأ إلى الحلف.
يعني لو وُجد رجل مقتول في محل أو مكان أو حي أو في عشيرة أو في أرض قبيلة فجاء أولياء المقتول وقالوا: هؤلاء هم الذين قتلوه حيث قُتِل بينهم أو قتل في بيت هذا الرجل فعندئذ يحلفون، وهذه تسمى القسامة حيث يأتي خمسون من هؤلاء، وأولئك إذا أرادوا نفي هذه التهمة أتوا أيضًا بخمسين، فهذا من الأخذ بالأمارات.
وهذه المسألة فيها خلاف لكن إذا تعذر القطع واليقين فإن الشريعة دلت على أنه ينتقل في بعض الحالات إلى القرائن والأمارات مع أنه لا يقطع بها، وهذا لا إشكال فيه، ففي اللعان يقوم الرجل ويشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم تقوم المرأة وتشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين، وفي القصة المعروفة النبي ﷺ قال: الله يعلم أن أحدكما كاذب[2] وهذا لا بد منه قطعًا؛ لأن الرجل حلف عليها أنها زنت وهي حلفت أنها لم تزنِ فلا بد أن أحدهما صادق والآخر كاذب، لكن هذا هو الحكم الشرعي أعني الأخذ بالظاهر.
وقد ذكر النبي ﷺ أوصافًا معينة للجنين إن جاءت به بهذه الصفة فهو للرجل الذي اتُّهِمت به، وإن جاءت به بالصفة الأخرى فهو لأبيه، فجاءت به على الوصف المكروه، فقال النبي ﷺ: لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن[3] أي: لرجمها –عليه الصلاة والسلام- فهذا أخذ بالظاهر.
والشهود عندما يشهد اثنان على شيء فإنه يُستحق بهذه الشهادة مع أنهما قد يكونا كاذبين، وكذا لو شهد أربعة على امرأة أنها زنت وجاءوا بالشهادة مفصلة عُمل بهذه الشهادة؛ لأن هذا أمر الله به إلا أن مثل هذا لا يقطع به تمامًا، وهذا له أمثلة كثيرة.
قوله: أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ يعني هؤلاء الذين قال عنهم: إنهم أهل الذمة -يعني غير المسلمين- عليهم أن يأتوا بالشهادة على وجهها؛ لأنهم يعرفون أنهم إن خانوا فسترد الأيمان إلى غيرهم من أولياء الميت ويحلفون ويحكم على هؤلاء بمقتضى ذلك بأنهم كذبة خونة، فيقولون من البداية: لماذا نضع أنفسنا في هذا المقام الذي يشنَّع علينا فيه؟ فيأتوا بالشهادة على وجهها.
يعنى عليهم أن يأتوا بالشهادة على وجهها خوفًا من الله أو خوفًا من أن ترد الأيمان بعد أيمانهم إلى غيرهم من أولياء الميت، فإذا ما خافوا من الله خافوا على الأقل من الأمر الآخر.
وقوله: أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ [سورة المائدة:108] أي: يكون الحامل لهم على الإتيان بالشهادة على وجهها هو تعظيم الحلف بالله ومراعاة جانبه وإجلاله والخوف من الفضيحة بين الناس إن ردت اليمين على الورثة فيحلفون ويستحقون ما يدَّعون، ولهذا قال: أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ [سورة المائدة:108].
ثم قال: وَاتَّقُوا اللّهَ [سورة المائدة:108] أي: في جميع أموركم وَاسْمَعُواْ أي: وأطيعوا وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [سورة المائدة:108] أي: الخارجين عن طاعته ومتابعة شريعته.
هذا الآية سبب نزولها كما في البخاري هو ما وقع للرجل من بني سهم لما خرج فأدركه الموت في أرض ليس فيها مسلم فأراد أن يوصي فشهد على ذلك رجلان من غير المسلمين هما عدي بن بداء وتميم الداري، وجاءوا إلى أهله وأوليائه وأعطوهم ما ترك، وقالوا: هذا ما أوصى به، ثم بعد ذلك وجدوا إناء من فضة مخضوبًا بذهب يباع في مكة وهم يعرفون أنه لصاحبهم؛ لأنه ما اشتراه للتجارة وإنما اشتراه للاقتناء فالحاصل أنهم سألوا الذين يبيعونه، فقالوا: اشتريناه من تميم الداري وعدي بن بداء، فكان ذلك محركًا لهم للمطالبة بهذا الحق[4].
وفي بعض الروايات: أن تميم الداري لما أسلم ندم، وكانوا قد باعوه بألف درهم وأخذ تميم خمسمائة وأخذ عدي خمسمائة، فندم تميم لما أسلم وذهب إلى أهله وأعطاهم الخمسمائة، وقال: عند صاحبي مثلها، وذكر لهم ما حصل، فطالبوا الآخر فنزلت هذه الآيات[5].
وبالنسبة لمعنى قول الله تعالى: يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ [سورة المائدة:106] أن الله يعلم المسلمين كيف يتصرفون إذا أدركهم الموت وهم بأرض ليس فيها أحد من المسلمين، فإن كان فيها أحد من المسلمين فيشهد على ذلك اثنان، فإن لم يوجد فيشهد آخران من غير المسلمين لقوله تعالى: أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ [سورة المائدة:106].
قوله: إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ [سورة المائدة:106] هذا قيد، ومعناه إن حصل ذلك الموت في حال السفر.
يقول تعالى: تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ [سورة المائدة:106] يعني يُحبسون في حال الريبة وإلا فالذي عليه عامة أهل العلم أنهم لا يحبسون من غير ريبة.
ومعنى يحبسون أي: يوقفون إلى ما بعد الصلاة، فالأصل أنهم إذا شهدوا وأدوا ما تحملوا وائتمنوا عليه ولم تقم ريبة تستوجب الطعن في هذه الشهادة فعندئذ يقبل ذلك منهم، فإن حصلت ريبة كما قال: فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا [سورة المائدة:106] أي: أن هذا يكون فيما لو جاء أولياء الميت وقالوا: لا، هو أخبرنا عن أشياء، أو اتصل علينا أو وجدنا كتابًا له يذكر فيه أشياء أخرى غير موجودة، أو نحن حمّلناه أشياء حينما ذهب على أن يرجع بها والآن هي غير موجودة، ففي هذه الحال فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى [سورة المائدة:106] أي أنهم يُحبسون بعد صلاة العصر ويقال لهم: احلفوا أنكم لا تشترون بهذه الأيمان ثمنًا ولو كان ذا قربى، يعني ما تحلفون كاذبين من أجل هذا الذي أخذتموه وطمعت نفوسكم فيه من عرض الدنيا الزائل، فيحلفون، ثم يقوم من أولياء الميت اثنان من أقرب الناس إليه فيحلفان أن هؤلاء قد خانوا وكذبوا فيقبل ذلك فيهم فيتحملون غرمه، فإن كانت دراهم ردوها وإن كان شيئًا من متاع أو غيره وجد عندهم وقال أولياء الميت: هذا لنا أُخذ، كأن يكون ثوبًا يلبسه أو عمامة أو ساعة أو خاتمًا، وقد يكون الخاتم مثلًا قيمته مئات الألوف أو عشرات الألوف وقد يكون بريال، فالمقصود أنهم إذا قالوا: هذا الخاتم خاتم صاحبنا وهذه ساعته وهذه نظارته نحن نعرفها، فيحلفون فإذا حلفوا أخذ منه وأعطي لهؤلاء أو يغرمون القيمة إذا لم يوجد.
يقول تعالى: ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا [سورة المائدة:108] يعني ذلك أدنى أن يأتي أولئك -أي غير المسلمين- بالشهادة؛ لأنهم يعرفون أن قولهم ليس هو النهائي، فإن قام أهل الميت وحلفوا استحقوا ذلك، فمن البداية يقولون: نحن لماذا نخون أو نكتم ما دام الأمر كذلك؟، هذا هو المعنى، والله أعلم.
قوله تعالى: يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ من أهل العلم من يقول: إن هذا متعلق بما قبله، أي أن الله في آخر الآية السابقة خوفهم بقوله: وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ [سورة المائدة:108، 109] فهو يحذرهم ويخوفهم.
ومنهم من يقول: إنه متعلق بمقدر محذوف تقديره: واذكر أو واذكروا، ويمكن أن يكون التقدير: وخافوا يوم يجمع الله الرسل كما يقول ابن جرير –رحمه الله- وقيل غير ذلك.
كما قال تعالى: فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ [سورة الأعراف:6] وقال تعالى: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [سورة الحجر:108-109].
وقول الرسل: لاَ عِلْمَ لَنَا [سورة المائدة:109] قال مجاهد والحسن البصري والسدي: إنما قالوا ذلك من هول ذلك اليوم.
قال عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن مجاهد: يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ [سورة المائدة:109] فيفزعون فيقولون: لاَ عِلْمَ لَنَا [سورة المائدة:109] رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس -ا: يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [سورة المائدة:109] يقولون للرب : لا علم لنا إلا علمٌ أنت أعلم به منا.
طبعًا هذا الكلام كله بناء على أن هناك سؤالًا قد يرد وهو أنهم يعرفون حال الأمم وبماذا أجابوهم حيث بُعثوا إليهم وعرفوا جوابهم وموقفهم من دعوتهم فكيف قالوا: لاَ عِلْمَ لَنَا؟ فكل هذا الكلام وغيره هي محاولة في الجواب عن هذا الإشكال، أي أنهم من شدة الفزع والذهول قالوا: لاَ عِلْمَ لَنَا وهذا وجه ذكره جماعة من السلف.
وهنا قال: هو من باب التأدب مع الله فهذا مقام عظيم والله مطلع على كل الخفايا، وكل شيء مكتوب لا يخفى عليه خافية، فمن تمام التفويض التأدب معه وإظهار العجز، ولذلك قالوا: لا علم لنا بما أجابوا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [سورة المائدة:109] وهذا كقول عيسى -عليه الصلاة والسلام: إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سورة المائدة:118] مع أن المتبادر وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم، فهو لم يقل: إنك أنت الغفور الرحيم وإنما قال: إنك أنت العزيز الحكيم، فيمكن أن يقال فيه -والله تعالى أعلم: لما كان هذا المقام مقامًا عظيمًا يغضب فيه الرب -تبارك وتعالى- غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله فوَّض عيسى ﷺ إلى الله أمر هؤلاء وأن مغفرته لهم أو عقوبته إنما تكون مع كمال القدرة، فإن عفا عنهم فليس ذلك لعجز ولا لضعف ولا لوضع للشيء في غير موضعه فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سورة المائدة:118] والله أعلم.
رواه ابن جرير ثم اختاره وهو من باب التأدب مع الرب أي لا علم لنا بالنسبة إلى علمك المحيط بكل شيء فنحن وإن كنا أجبنا وعرفنا من أجابنا ولكن منهم من كنا إنما نطلع على ظاهره لا علم لنا بباطنه، وأنت العليم بكل شيء المطلع على كل شيء، فعِلمنا بالنسبة إلى علمك كلا علم؛ فإنك أنت علام الغيوب.
إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ [سورة المائدة:110-111].
طبعًا فيما يتعلق بالآية السابقة فهناك أقوال فيها بعد، وذلك كقول من قال: لا علم لنا أي ببواطنهم، أو قول من قال: لا علم لنا بما أحدثوا بعدنا، فهذا فيه بعد؛ لأنه إنما يسألهم عما واجهوه من جواب قومهم، ومعلوم أن البواطن أمرها إلى الله وما ذكر ثانيًا من أن ذلك لكمال التفويض هو الأقرب، والله تعالى أعلم.
قوله: "إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ وهو جبريل " هذا هو الأقرب وهو المتبادر، وبعضهم يقول: إن روح القدس هنا يعني الطهر، أي أن هذا من باب إضافة الموصوف إلى الصفة، أي الروح الطاهرة، وحتى لو فسر بهذا فالروح الطاهرة إذا أطلق بمثل هذا اللفظ فإنه جبريل -عليه الصلاة والسلام؛ لأن نظائره في القرآن محمولة على هذا، قال تعالى: قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ [سورة النحل:102] فهو هنا جبريل، وكذلك قول النبي ﷺ: إن روح القدس نفث في روعي[6] يعني جبريل -عليه الصلاة والسلام- فالحاصل أن بعضهم يقول: إن المراد بقوله: إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ الروح الطاهرة التي خصه الله بها، ولذلك شرفها بنسبتها إليه وأنها إضافة تشريف وليست إضافة خلق.
وبعضهم يقول: قوله: إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ يعني ما كان يقوله بإحياء الموتى حيث ترجع إليهم الأرواح، وهذا بعيد، والأقرب أنه جبريل -عليه الصلاة والسلام.
قوله تعالى: تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ هذه هي المعجزة، وقوله: وَكَهْلًا كلامه في الكهولة ليس بمعجزة وإنما أراد أنه كلمهم في المهد وكلمهم في كهولته على حد سواء، وبالنسبة لكلامه في المهد كان إظهارًا للمعجزة وكان مما قال لهم: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا [سورة مريم:30] إلى آخره، وظهرت بكلامه براءة أمه، وأما كلامه في الكهولة فهو في دعوته إلى الله وبيان بعثته، إلى غير ذلك مما أُمر بتبليغه.
والمهد معروف وهو ما يوطأ للصغير من الفراش أو نحو ذلك، والكهولة يرى بعض أهل العلم أنها تبدأ من الثلاثين، وأخذوا ذلك من هذه الآية؛ لأن عيسى -عليه الصلاة والسلام- رُفع ولم يبلغ الأربعين بعدُ، ولذلك قالوا: من بلغ الثلاثين فهو كهل، وعلى كل حال هنا أطلق عليه أنه كهل ومثل هذه الإطلاقات قد تتفاوت، فهنا دلَّ على أن من بلغ الثلاثين يقال له كهل، وقد يكون في كلام العرب أن ذلك يقال لمن بلغ سنًا معينة، ولذلك يختلفون في مثل هذه الأشياء مثل: الشيخ والكهل والشاب وبلوغ الأشُدّ، فهم يختلفون في تقديره، وقد تكون بعض هذه الإطلاقات وإن تعددت كلها صحيحة، لكن يشتد ذلك ويضعف بحسب المراحل السنية.
فبلوغ الأشد مثلًا يمكن أن يكون كما قال بعضهم: هو سن البلوغ، وبعضهم قال: أن يبلغ ثماني عشرة سنة، وبعضهم قال: أن يبلغ الأربعين، وبعضهم قال: أن يبلغ الخمسين، وبعضهم قال غير هذا، فهذا الذي بلغ الخمسين قد اكتمل عقلُه ونضجُه ونموُّه من كل وجه فما بقي عليه إلا الضعف، ومن بلغ الأربعين فهو في أعلى اكتمال الأشد العقلي والبدني وليس بعده أي نمو يرجى لمثل هذا الإنسان إلا أن تحنِّكه التجارب، لكن إن كان سفيهًا وقد بلغ الأربعين فلا يرجى له بعد ذلك رشد؛ لأن اكتمال العقل والفهم والنضج يكون في الأربعين، لكن المراهق أو الشاب الحدث قد يكون عنده شيء من النزوات والطيش لكن يرجى له بعد ذلك أن يهدأ وينضج، لكن إذا رأيته سفيهًا قد بلغ الأربعين فهذا لا يرجى له عقل بعد ذلك؛ لأنه قد بلغ منتهى العقل.
يقول: "وضمَّن تُكَلِّمُ تدعو" سبق الكلام على التضمين، وهنا التضمين ليس من أجل التعدية، يعني في مواضع أخرى يقال: هذا مضمن لكذا؛ لأنه عدي بكذا والأصل أن هذا الفعل لا يتعدى بهذا الحرف، لكن هنا ليس من أجل التعدية وإنما من أجل المعنى أي أن تكليمه في حال الكهولة ليس بمعجزة فهو مضمن معنى تدعو، أي أن المعجزة هي أنك تكلم الناس في المهد، كما أنك تدعوهم كهلًا.
في قوله تعالى في سورة الجمعة: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [سورة الجمعة:2] من أهل العلم من قال في قوله: وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ يعني الخط بالقلم، ومن القرائن التي ذكروها على هذا التفسير أنه ذكر قبل ذلك الأمية في مقام الامتنان، وقد ارتفعت عنهم هذه الأمية ببعث النبي ﷺ وفي غزوة بدر كان فداء الأسارى ممن يعرف القراءة أن يعلم عشرة من صبيان المسلمين، ومن القرائن أيضًا أنهم قالوا: إذا كان قوله: وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ [سورة الجمعة:2] يعني القرآن فإن قوله: يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ [سورة الجمعة:2] يكون تكرارًا والتأسيس مقدم على التوكيد، ونحن نقول: إن هذا التفسير تحتمله الآية هناك، وهنا لدينا مثال آخر من سورة المائدة، أعني قوله: وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [سورة المائدة:110] قال ابن كثير: "الخط والفهم" وهذا الذي قاله ابن كثير لتفسير الكتاب بالخط والحكمة بالفهم هو اختيار ابن جرير -رحمه الله- وهؤلاء قالوا في الكتاب هنا: الخط ولم يقولوا: كتاب الله ؛ لأنه قال بعده: وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [سورة المائدة:110] فلو قيل: إن الكتاب هنا كتاب الله فسيكون هذا من قبيل التكرار، فيلاحظ أن القرينة هنا تشبه القرينة التي في سورة الجمعة.
ومن أهل العلم من قال: عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ يعني جنس الكتاب وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ يكون من قبيل عطف الخاص على العام؛ لأن ذلك أعلق به فعيسى -عليه الصلاة والسلام- أنزل عليه الإنجيل وأما التوراة فكان متعبدًا بها ولم تنسخ إلا بعض الأحكام فيها، ولذلك قال في موضع آخر: مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ [سورة الصف:6] فذكر التوراة والإنجيل بعده، لكن لهؤلاء الذين قالوا: إنه الخط بالقلم أن يقولوا: كيف عُلِّم جنسَ الكتاب إن لم يكن المراد به التوراة والإنجيل؟ هل هي صحف إبراهيم؟ سيقال: هذا بعيد، لذلك قالوا: هنا العطف يقتضي المغايرة وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [سورة المائدة:110] قالوا: الْكِتَابَ الخط بالقلم وَالْحِكْمَةَ الفهم، يعني أن الله تعالى جمع له بين القراءة والفهم والتوراة والإنجيل.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
- أخرجه البخاري في كتاب المساقاة – الشرب – باب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه (2240) (ج 2 / ص 834) ومسلم في كتاب الإيمان - باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن بالعطية وتنفيق السلعة بالحلف وبيان الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (108) (ج 1 / ص 103).
- أخرجه البخاري في كتاب الطلاق - باب قول الإمام للمتلاعنين: إن أحدكما كاذب فهل منكما من تائب؟ (5006) (ج 5 / ص 2035) ومسلم في كتاب اللعان (1493) (ج 2 / ص 1130).
- أخرجه البخاري في كتاب التفسير - باب تفسير سورة النور (4470) (ج 4 / ص 1772).
- أخرجه البخاري في كتاب الوصايا – باب قول الله تعالى: يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إلى قوله: وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [سورة المائدة:106-108] (2628) (ج 3 / ص 1022).
- أخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن عن رسول الله ﷺ- باب تفسير سورة المائدة (3059) (ج 5 / ص 258) وهذه الرواية كما يقول الألباني: ضعيف الإسناد جدًا، إلا أن أصله في البخاري كما في الرواية السابقة.
- أخرجه بهذا اللفظ عبد الرزاق في مصنفه (20100) (ج 11 / ص 125) وأبو نعيم في الحلية (ج 10 / ص 27) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2085) وهو عند البيهقي في شعب الإيمان (1185) (ج 2 / ص 67) ولفظه: إن الروح الأمين قد نفث في روعي.