بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المفسر -رحمه الله تعالى: "قال البخاري في أول كتاب التفسير: وسميت أمَّ الكتاب؛ لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة[1]، وقيل: إنما سميت بذلك لرجوع معاني القرآن كله إلى ما تضمنته، قال ابن جرير: والعرب تسمي كل جامع أمر أو مقدم لأمر -إذا كانت له توابع تتبعه هو لها إمام جامع-أُمًّا، فتقول للجلدة التي تجمع الدماغ أم الرأس، ويسمون لواء الجيش ورايتهم التي يجتمعون تحتها أُمًّا، قال: وسميت مكة أم القرى لتقدمها أمام جميعها، وجمعها ما سواها، وقيل: لأن الأرض دحيت منها."
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد سبق الكلام على بعض هذه المعاني في سبب تسمية سورة الفاتحة بأم القرآن، وعلى كل حال فتلك تعليلات يلتمسها العلماء في بيان وجه التسمية، ولا يقطع بشيء من ذلك، ولكن لعل أوجه الأقوال هو القول بأنها سميت بهذا؛ لأنها تجمع معانيه، ولا شك أن ما جمع ما تفرق في غيره يقال له ذلك في كلام العرب، سواء كان ذلك في الذوات، أو كان في المعاني، وكذلك التقدم أيضاً فإنه يصح فيه مثل هذا، وعلى كل حال يبقى في القول بأنها سميت بذلك من أجل أنها كتبت في أول المصحف إشكال بناءً على أن ترتيب سور القرآن ليس توقيفياًً، والله أعلم.
"روى الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال في أم القرآن: هي أم القرآن وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم[2].
وروى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ قال: هي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني[3].
روى الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده عن أبي سعيد بن المعلى قال: "كنت أصلي فدعاني رسول الله ﷺ فلم أجبه حتى صليت، قال: فأتيته فقال: ما منعك أن تأتيني؟ قال: قلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، قال: ألم يقل الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ [سورة الأنفال:24] [4].
هناك فائدة خارجة عن موطن الاستشهاد من هذا الحديث وهي أن هذا الحديث يستدل به في أصول التفسير، وقواعده على أن الآية قد ترد لمعنى، ولكن تحتمل في ظاهرها وعمومها معانٍ أخر، وإن لم يكن ذلك المعنى الذي وردت فيه من قبيل سبب النزول، لكنه معنى متبادر، فتحمل على هذه المعاني جميعاً إن لم يوجد معارض، فالذي يدل على هذا من السنة هذا الحديث، فالأصل المتبادر من قوله تعالى: اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ [سورة الأنفال:24] أن يستدل بها على أنها تدعو إلى طاعة الله وعبادته وطاعة رسوله –عليه الصلاة والسلام- وهنا استدل بها النبي ﷺ على أنه إذا ناداك باسمك فإن عمومها يشمل هذا.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا [سورة الكهف:54]، وذلك أنه لما جاء النبي ﷺ لعلي وفاطمة، ووجدهما نائمين، فقال: ألا تصليان؟ فقال علي : إن أرواحنا بيد الله متى شاء أن يبعثها بعثها، فخرج –عليه الصلاة والسلام- ورجع وهو يلطخ فخذه ويقول: وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً[5] مع أن الآية إنما نزلت لبيان حال جدل الكافر بالبعث.
ومن أمثلة ذلك أيضاً قوله تعالى: لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ [سورة التوبة:108]، أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ، فقد وقع الخلاف بين الرجل الخدري والآخر الذي من بني عمرو بن عوف، فقال العوفي:إنه مسجد قباء، وقال الخدري:إنه مسجد النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ: إنه مسجدي هذا.
كذلك في قوله ﷺ: يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلاً، ثم قال: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ [سورة الأنبياء:104][6].
فالآية سيقت في الاستدلال بالنشأة الأولى على البعث، فالذي خلق الخلق قادرٌ على أن يعيدهم ثانياً، فساقها النبي ﷺ في هذا المقام ليبين أنهم يبعثون كما ولدتهم أمهاتهم، فتعود إليهم أجزاؤهم التي فقدوها فقال: (غرلاً)، وبين أيضاً أنه لا يكون معهم شيئمن اللباس والنعل، وما أشبه ذلك.
"ثم قال: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد قال: فأخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول الله، إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن، قال: نعم، الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته وهكذا رواه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه[7].
روى البخاري في فضائل القرآن عن أبي سعيد الخدري قال: "كنا في مسير لنا فنزلنا، فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم، وإنّ نفَرَنا غيب فهل منكم راق؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبناً".
إن سيد الحي سليم: تعني أنه لديغ، وسمي اللديغ سليماًمن باب التفاؤل، كما يسمون الأرض البيداء مفازة.
ما كنا نأبنه برقية: يعني ما كنَّا نعرفه برقية.
قوله: وما كان يدريه أنها رقية هذا الأقرب فيه أنه من أوصاف سورة الفاتحة وليس من أسمائها فهي توصف بأنها رقية يرقى بها، وهذا يدل على أن الرقية لا يشترط لها شخص معين يتجشم الناس الذهاب إليه، ويجتمعون عنده كما هو حاصل الآن، فمثل هذا غير صحيح، وإنما يمكن لكل أحد أن يرقي بفاتحة الكتاب.
قوله: إذ سمع نقيضاً فوقه، يعني أنه سمع مثل صوت الباب إذا فُتح.
البشارة هنا لا تعني أنه نزل بسورة الفاتحة في تلك اللحظة وإنما نزلت سورة الفاتحة قبلُ في مكة، وهذا الحدث كان في المدينة.
هذا الحديث جاء به هنا لبيان فضل سورة الفاتحة، وأخذ من هذا الحديث أيضاً تسمية سورة الفاتحة بسورة الصلاة وهذا من قوله: قسمت الصلاة...
ويمكن أن يستدل بهذا على أن البسملة ليست آية منها؛ لأنه على هذا لا تكون منقسمة على نصفين، كما يفهم من هذا الحديث أن معنى الحمد غير معنى الثناء، فالحمد هو إضافة المحامد وصفات الكمال إلى المحمود، والثناء هو إعادة الحمد ثانياً أي تكرره وتثنيه من التثنية.
"فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل."
أي أن قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ يكون لله حيث يتوجه المكلف إلى الله بأعماله له سبحانه ويتقرب إليه، وقوله: وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [سورة الفاتحة:5] أي أنه يطلب منه العون.
"فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل وهكذا رواه النسائي[10].
وفي لفظٍ عند مسلم والنسائي: فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل[11] وهو أنه قد أطلق فيه لفظ الصلاة والمراد القراءة، كقوله تعالى: وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً [سورة الإسراء:110]."
قوله: وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ أي بقراءتك، والمراد به قراءة الفاتحة على وجه الخصوص، فالصلاة والعبادة قد تسمى بجزئها، والنبي ﷺ قال: الحج عرفة[12] فدل ذلك على أنه ركنٌ فيها، والقاعدة في هذا الباب هي أنه إذا سميت العبادة بجزئها فإن ذلك يدل على أنه ركنٌ فيها، أو أنها لا تصح بدونه، ففي قوله -تبارك وتعالى: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [سورة الإسراء:78]، يدل هذا على ركنية القراءة في الصلاة؛ لأن تسمية العبادة بجزءٍ منها يدل على أنه ركنٌ فيها.
هذا يدل أيضاً على أن إطلاق العبادة على جزءٍ منها يجعله من أركانها، فسورة الفاتحة ليس من أسمائها الصلاة، وإنما أطلقت الصلاة على جزءٍ منها وهي الفاتحة فصدق عليها أن تكون ركناًفي الصلاة.
"إذ أطلقت العبادة وأريد بها جزءٌ واحد منها وهو القراءة، كما أطلق لفظ القراءة والمراد به الصلاة في قوله: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [سورة الإسراء:78]، والمراد صلاة الفجر، كما جاء مصرحاً به في الصحيحين إنه يشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار، فدل هذا كله على أنه لابد من القراءة في الصلاة وهو اتفاق من العلماء.
وقد دل عليه الحديث المذكور حيث قال -صلوات الله وسلامه عليه: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج [13]والخداج: هو الناقص، كما فسر به في الحديث: غير تمام.
وأيضاً قد ثبت في الصحيحين عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ﷺ: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب [14] وفي صحيحي ابن خزيمة وابن حبان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن[15].
على كل حال فإن البحث في حكم قراءة الفاتحة في الصلاة مما يذكر في الفقه، لكن ذكره ابن كثير هنا، ومعلوم أن من منهجه -رحمه الله- أنه يشير إلى الأحكام الفقهية في هذا التفسير، فهو –رحمه الله- يفسر القرآن بالقرآن، ويفسر القرآن بالسنة وبالآثار، وكذلك أيضاً يذكر الأحكام لكنه لا يستطرد ولا يتوسع فيها كما يفعل بعض من عني بمسائل الأحكام كالقرطبي -رحمه الله- في تفسيره، والشنقيطي في "أضواء البيان"، وأمثالهما، وأما ابن كثير فلا يتوسع لكنه يشير إلى الأحكام في هذا التفسير إشارة.
وهذه المسألة من المسائل التي لا يمكن فيها الخروج من الخلاف، لكن ينبغي العمل بالأحوط؛ لأنه إن قرأ فعند الآخرين أنه عاصٍ لله؛ لأن الله يقول: فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ [سورة الأعراف:204]، وعند من يقول بأنه يجب عليه أن يقرأ ويستدلون بمثل هذه الأحاديث، إذا ترك القراءة يقولون: لا تصح صلاته، فهو على هذا عند هؤلاء يأثم، وعند هؤلاء صلاته باطلة، لكن من اجتهد فأداه اجتهاده إلى أنها لا تقرأ خلف الإمام، أو سأل عالماً فأفتاه بهذا فلا يقال ببطلان صلاته بحالٍ من الأحوال، بل صلاته صحيحة، والله لا يكلفه بأكثر من هذا، وهذا من لطف الله .
ولذلك فالمسائل المختلف فيها مما يقْوى فيها الخلاف أو يخفَى مأخذ المسألة فإنها تعد من المسائل الاجتهادية وإن وردت فيها الأدلة الصريحة مثل هذه المسألة، فالأدلة واضحة وصريحة لكنها متقابلة، فهذا التقابل صيّرها من مسائل الاجتهاد وليست من المسائل المقطوع بها، والله تعالى أعلم.
والله في مثل هذه المسائل لم يجعلها مما يترتب عليها النجاة، فالمسائل التي تترتب عليها النجاة بيّنها الله وحسمها، مثل وجوب الصلاة، ووجوب الصيام والحج وما أشبه هذا، وأما باقي التفاصيل التي تحتها فهذه لا تتوقف عليها النجاة، بل يجتهد فيها العلماء ويختلفون.
"والأحاديث في هذا الباب كثيرة، فعلى المصلي أن يقرأ فاتحة الكتاب إماماً كان أو مأموماً أو منفرداً في جميع الصلوات وفي كل ركعة ولا بد.
قال الله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [سورة الأعراف:199-200]، وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ [سورة المؤمنون:96-98]، وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [سورة فصلت:34-36]، فهذه ثلاث آيات ليس لهنَّ رابعة في معناها..".
هذه من اللطائف التي في تفسير ابن كثير، فهذا التفسير يشتمل على لفتات ولطائف جميلة لو أن الواحد دوَّنها مع الأشياء الأخرى التي تمر به من قواعد التفسير، والقواعد التي تتعلق بالأحكام، فإنه ستجتمع عنده مجموعة من تلك الفوائد واللطائف والأحكام قد تصل إلى أن تكون بحثاً مستقلاً، فالقواعد التي في تفسير ابن كثير تصل إلى سبعين صفحة إذا كان مختصراً.
يعني دائماً مع العدو الإنسي ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ كما في هذه الآيات الثلاث، وأما العدو من الجن فليس فيه حيلة، فإنك إن تحسن إليه فليس لذلك معنى ولا فائدة، وإنما يزداد شراً وعتواً، بل لا تستطيع الوصول إليه أصلاً حتى تحسن إليه، ولذلك فهو إنما يدفع بالاستعاذة.
الإنسان قد يبتلى بأضدادٍ وخصوم، وهؤلاء الأضداد والخصوم يتسلطون عليه إما بسبب زلةٍ زلها أو سقطةٍ وقعت منه، أو ذنب أذنبه فيقابله هؤلاء الأضداد والخصوم إما بإساءة فحسب وإما بعداوة.
والمقصود أن العداوة إن صدرت من شياطين الجن فعلاج ذلك الاستعاذة، وإن كانت صادرة من شياطين الإنس فالبعد والسلامة، فهذه العداوة هي مثل النار التي في الهشيم لا تبقي ولا تذر، فالبعد عنها هو العافية.
"وقال: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا [سورة الكهف:50]، وقد أقسم للوالد آدم أنه له لمن الناصحين وكذب، فكيف معاملته لنا وقد قال: فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [سورة ص:83].
وقال تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ [سورة النحل:98-100].
ومعنى قوله: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [سورة النحل:98]، أي إذا أردت القراءة كقوله تعالى: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ.. الآية [سورة المائدة:6]".
هذا من تفسير القرآن بالقرآن، بمعنى أننا إذا أخذنا بظاهر اللفظ مجرداً فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ نجد أن قرأت فعل ماضي، يعني إذا فرغت من القراءة، وهكذا ربما يفهم السامع، وهكذا فهم بعضهم، فقال: إن الاستعاذة تكون بعد الفراغ من التلاوة، فهذا قاله بعض أهل العلم، لكنه قولٌ شاذ، وهذه الآية إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ لا شك أن معناها إذا أردتم القيام، إذ لا يكون الوضوء بعد الفراغ من الصلاة قطعاً؛ لأنه لا تصح الصلاة إلا بوضوء، وكذلك فعل النبي ﷺ يفسر الآية، حيث كان يستعيذ قبل القراءة، ولذلك لجأ بعض أهل العلم للجمع بين هذا وبين ما فهموا من الظاهر فقالوا: إن الاستعاذة تكون في أول القراءة وبعد الفراغ منها؛ باعتبار أن الاستعاذة في البداية تكون امتثالاً ولطرد الشيطان عنه فلا يشغل بوساوسه، وبعد الفراغ من أجل ألا يحصل له عجبٌ والتفات إلى العمل وغرور وتعاظم بعد هذا العمل الطيب الذي تعبد الله به، إلا أن هذا القول غير صحيح، فالاستعاذة إنما تكون في أول القراءة.
هذا يدل على أن الاستعاذة تكون قبل القراءة، وفي الصلاة تقال في الركعة الأولى قبل قراءة الفاتحة ولا تردد في كل ركعة، كما أنها لا تقال قبل قراءة السورة التي بعد الفاتحة.
ومن هذا الحديث يستفاد أن من الصيغ المشروعة في الاستعاذة أن تقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، وهكذا السنة تفسر القرآن، فالله أمر بالاستعاذة بقوله: فَاسْتَعِذْ، وبعض أهل العلم فهم من ذلك الإطلاق، وأن المقصود أن يستعيذ، فإذا قال الإنسان مثلاً: استعذت من الشيطان الرجيم، أو استعذت بالله من الشيطان، وهكذا استحسن بعضهم صيغاً من عند أنفسهم وقالوا هكذا يستعيذ المرء بالله من الشيطان الرجيم، وهذا كلام غير صحيح، فالله أمر بالاستعاذة كما أمر بالصلاة وكما أمر بالحج، والنبي ﷺ علمنا كيف نصلي، وكذلك علمنا كيف نستعيذ، فنقول كما قال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه وهذه أكمل صيغ الاستعاذة، ولها صيغ أخرى صحت عن رسول الله ﷺ.
والهمز هو الخنق، فالشيطان يخنق ويصرع، كما قال الله : كَالَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [سورة البقرة:275] أي: يخنقه فيصرعه، والنفخ يعني الكبر والتعاظم، والنفث يعني الشعر أو السحر.
المقصود بالنفث الشعر السيء الذي يمدح الإنسان فيه بالباطل على سبيل التملق كما قال تعالى: وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ [سورة الشعراء:224]، وقد قيل: لا تصاحب شاعراً، فإنه يمدحك بالثمن ويهجوك مجاناً، أي أنه إذا رأى منك ما رأى تولاك بالهجاء من غير أن تدفع له ثمناً، ولكنه لا يمدحك إلا وهو يرتقب منك العوض، والمقصود بهؤلاء الشعراء هم الشعراء القدامى أما الآن فقد مات الشعر وتركه الناس وصار الشاعر إذا مدح وهجا لا يلتفت إليه ولا يعبأ به ولا يقرأ شعره، أما في الماضي فقد كانت القصيدة هي لسان البيان.
"كما رواه أبو داود وابن ماجه عن جبير المطعم عن أبيه قال: رأيت رسول الله ﷺ حين دخل في الصلاة قال: الله أكبر كبيراً -ثلاثاً-الحمد لله كثيراً -ثلاثاً-سبحان الله بكرة وأصيلاً -ثلاثاً-اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه، قال عمرو: همزه الموتة، ونفخه الكبر، ونفثه الشعر[17].
وقال ابن ماجه: حدثنا علي بن المنذر قال حدثنا ابن فضيل قال حدثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود عن النبي ﷺ قال: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفثه[18] قال: همزهالموتة ونفخه الكبر ونفثه الشعر".
هذه من صيغ الاستعاذة، ومن الصيغ كما سبق: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وكذلك قول الإنسان: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وله أن يتخير من هذه الصيغ ما شاء.
ولا يقال: إن قوله: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه يختص بصلاة الليل، وإنما هي صيغة من صيغ الاستعاذة، وإذا اختار الإنسان الصيغة الأكمل فلا شك أن ذلك أكمل، وإذا نوَّع تارة بهذا وتارة بهذا فهو حسن أيضاً.
"وروى الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده عن أبي بن كعب قال: تلاحى رجلان عند النبي ﷺ فتمزع أنف أحدهما غضباً، فقال رسول الله ﷺ: إني لأعلم شيئاً لو قاله لذهب عنه ما يجد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وكذا رواه النسائي في اليوم والليلة[19].
وروى البخاري عن سليمان بن صُرَد قال: استب رجلان عند النبي ﷺ ونحن عنده جلوس، فأحدهما يسب صاحبه مغضباً قد احمر وجهه، فقال النبي ﷺ: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول رسول الله ﷺ، قال: "إني لست بمجنون" وقد رواه أيضاً مع مسلم وأبي داود والنسائي[20].
وقد جاء في الاستعاذة أحاديث كثيرة يطول ذكرها هاهنا وموطنها كتاب الأذكار وفضائل الأعمال والله أعلم.
وجمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة ليست بمتحتمة يأثم تاركها، وحكى الرازي عن عطاء بن أبي رباح وجوبها في الصلاة وخارجها كلما أراد القراءة، واحتج الرازي لعطاء بظاهر الآية: فَاسْتَعِذْوهو أمر ظاهره الوجوب، وبمواظبة النبي ﷺ عليها، ولأنها تدرأ شر الشيطان، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولأن الاستعاذة أحوط، فإذا قال المستعيذ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كفى ذلك".
قوله: فإذا قال المستعيذ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كفى ذلك، يعني يكون قد تحقق المطلوب.
قوله تعالى: فَاسْتَعِذْ جاء بصيغة الأمر، والأصل أن الأمر للوجوب، فاستدل القائلون بوجوب الاستعاذة عند قراءة القرآن بدليلين من المنقول ودليلين من النظر إلا أن الأخير منهما ليس دليلاً ولكنه مما يندب إليه المكلف، وهو العمل بالأحوط، والعمل بالأحوط يندب إليه في الأحوال التي تحتمل ذلك وليس في كل قضية يندب إليه، فهناك قضايا لا يتأتى فيها العمل بالأحوط.
والمقصود أن أدلة القائلين بوجوب الاستعاذة من القرآن قوله تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [سورة النحل:98] وذلك أنه جاء بصيغة الأمر، ومن أدلة ذلك من السنة مواظبة النبي ﷺ على ذلك، واستدل على ذلك من النظر بأن ذلك يدرأ شر الشيطان، والعبد بحاجة إلى هذا بين يدي القراءة.
وعلى كل حال فالقول بوجوب الاستعاذة عند كل قراءة فيه إشكال، وذلك أنه إما أن يقال: إنه يوجد صارف وهو أنه لم ينقل عن النبي ﷺ في صفة صلاته في كل الأحوال أنه استعاذ، وإما أن يقال: إن خطب النبي ﷺ المنقولة عنه لم يرد فيها أنه كان يستعيذ إذا أراد أن يستشهد بآية أو آيات، وإما أن يقال: قد لا يوجد له صارف معلوم لدينا، وهذا باعتبار أن القواعد أغلبية، ويكون هذا من الأمثلة على نوع العبادات التي جاء الأمر فيها صراحةً ولكنه لا يحمل على الوجوب مع عدم وجود الصارف الظاهر، فالقواعد أغلبية بمعنى أنه إذا قيل: الأمر للوجوب فهذا يكفي أن يصدق على ثمانين في المائة أو خمسة وسبعين في المائة أو تسعين في المائة من الأمثلة، ويبقى قسم منها لا يعلم له صارف ومع ذلك لا يحمل على الوجوب.
هذه من لطائف هذا التفسير، فالطهارة للبدن تكون بالماء وضوءاً وغسلاً أو بما يقوم مقامه كالتيمم، فالإنسان يتهيأ للصلاة ويتهيأ للقراءة فيكون متوضئاً حتى تحصل له هذه الطهارة، فهذه طهارة حسية، ويشرع له إذا أراد القراءة أن يجمع بين الطهارة الحسية والطهارة المعنوية وذلك بالاستعاذة، فهو كما يطهر بدنه بالغسل أو بالوضوء تهيؤاً للصلاة مثلاً، فكذلك يتهيأ للقراءة بطهارةٍ معنوية هي تطهير الفم من اللغو وما أشبه ذلك، والتنزه من الشيطان وملابسته، ووسوسته وما أشبه ذلك.
"وهو لتلاوة كلام الله وهي استعانة بالله واعتراف له بالقدرة، وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه، ولا يقبل مصانعة، ولا يدارى بالإحسان بخلاف العدو من نوع الإنسان، كما دلت على ذلك آيات من القرآن في ثلاث من المثاني، وقال تعالى: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً [سورة الإسراء:65].
وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدو البشري فمن قتله العدو الظاهر البشري كان شهيداً، ومن قتله العدو الباطني كان طريداً، ومن غلبه العدو الظاهري كان مأجوراً، ومن قهره العدو الباطني كان مفتوناً أو موزوراً، ولما كان الشيطان يرى الإنسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالذي يراه ولا يراه الشيطان".
هذه الجملة من كلام ابن كثير فيها ثلاث لطائف:
الأولى: أن يجمع الإنسان بين الطهارة بالماء وطهارة الفم من اللغو، والتطهر المعنوي أيضاً بالتباعد عن الشيطان بهذه الاستعاذة.
الثانية: أن هذا يتضمن الاعتراف بالعجز عن دفع الشيطان، وأن المصانعة للشيطان لا حيلة للعبد فيها إلا أن يستعيذ منه.
الثالثة: أنه ذكر الفرق بين العدو الإنسي والعدو الجني، وأن الذي يغلبه عدوه من شياطين الجن يكون طريداً بخلاف ما إذا غلبه عدوه من الإنس، فالأول يكون فاجراً ضالاً بعيداً عن هدى الله، قد تمكن منه الشيطان واستحوذ عليه، وأما الثاني فهو مأجور إذا غلبه عدوه من الإنس.
ويتصل بهذه اللطيفة ما ذكره هنا من كون الشيطان يرى الإنسان ولا يراه، فحيلة الإنسان أن يستعيذ منه بالله الذي يرى الشيطان ولا يراه.
والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وسلم تسليماً كثيراً..
- صحيح البخاري (ج 4/ص 1621).
- أخرجه أحمد (9787) (ج 2/ص 448) وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
- أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج 2/ص 45) وفي السنن الصغرى (ج 1/ص 124).
- سيأتي تخريجه.
- أخرجه البخاري في أبواب التهجد - باب تحريض النبي ﷺ على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب (1075) (ج 1/ص 379).
- أخرجه البخاري في كتاب التفسير – باب تفسير سورة المائدة (4349) (ج 4/ص 1691) ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها - باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (7380) (ج 8/ص 157).
- أخرجه البخاري في كتاب التفسير – باب ما جاء في فاتحة الكتاب (4204) (ج 4/ص 1623).
- أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن - باب فضل فاتحة الكتاب (4721) (ج 4/ص 1913).
- أخرجه البخاري في كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة والحث على قراءة الآيتين من آخر البقرة (806) (ج 1/ص 554) والنسائي واللفظ له في كتاب صفة الصلاة - باب فضل فاتحة الكتاب (912) (ج 2/ص 138).
- أخرجه مسلم في كتاب الصلاة - باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها (904) (ج 2/ص 10)، والنسائي في كتاب صفة الصلاة - باب ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب (909) (ج 2/ص 135).
- صحيح مسلم في كتاب الصلاة - باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها (906) (ج 2/ص 9)، والنسائي في كتاب صفة الصلاة - باب ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب (909) (ج 2/ص 135).
- أخرجه أبو داود في كتاب المناسك - باب مَنْ لَمْ يُدْرِكْ عَرَفَةَ (1951) (ج 2/ص 141) والترمذي في كتاب الحج عن رسول الله ﷺ - باب ما جاء فيمن أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج (889) (ج 3/ص 237) والنسائي في كتاب مناسك الحج - باب فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام بالمزدلفة (3044) (ج 5/ص 264) وابن ماجه في كتاب المناسك - باب من أتى عرفة قبل الفجر ليلة جمع (3015) (ج 2/ص 1003) وصححه العلامة الألباني في مشكاة المصابيح برقم (2714 ).
- أخرجه مسلم في كتاب الصلاة – باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها (395) (ج 1/ص 296).
- أخرجه البخاري في كتاب صفة الصلاة - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر وما يجهر فيها وما يخافت (723) (ج 1/ص 263) ومسلم في كتاب الصلاة – باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها (394) (ج 1/ص 295).
- أخرجه ابن حبان (ج 5/ص 91) وابن خزيمة (ج 1/ص 248) وعدّه الألباني من الأحاديث الصحيحة كما في حاشية كتابه "أصل صفة صلاة النبي ﷺ".
- أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة - باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك (775) (ج 1/ص 281) والترمذي في أبواب الصلاة - باب ما يقول عند افتتاح الصلاة (242) (ج 2/ص 9) والدارمي (1239) (ج 1/ص 310) وأحمد (11491) (ج 3/ص 50) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح برقم (1217).
- أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة – باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء (764) (ج 1/ص 279) وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب الاستعاذة في الصلاة (807) (ج 1/ص 265) وضعفه الألباني في المشكاة برقم (817).
- أخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب الاستعاذة في الصلاة (808) (ج 1/ص 266) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (ج 2/ص 380).
- أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ج 7/ص 94) وفي مسنده (ج 2/ص 357) والنسائي في عمل اليوم والليلة (ج 6/ص 104) وأصله في البخاري كما سيأتي.
- أخرجه البخاري في كتاب الأدب - باب الحذر من الغضب (5764) (ج 5/ص 2267).