الجمعة 13 / جمادى الأولى / 1446 - 15 / نوفمبر 2024
(324) فضل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير "كان الرجل إذا أسلم علمه النبي الصلاة ثم علمه أن يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني"
تاريخ النشر: ٠٣ / جمادى الآخرة / ١٤٣٦
التحميل: 1775
مرات الإستماع: 1513

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد: في باب "فضل الذكر"، أو "فضل التَّسبيح، والتَّحميد، والتَّهليل، والتَّكبير" أورد المؤلفُ حديثَ طارق بن أشيم -رضي الله تعالى عنه- قال: كان الرجلُ إذا أسلم علَّمه النبيُّ ﷺ الصَّلاةَ، ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني[1].

وفي لفظٍ عنه : أنَّه سمع النبي ﷺ وأتاه رجلٌ، فقال: يا رسول الله، كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني، ويجمع أصابعَه إلا الإبهام، فإنَّ هؤلاء تجمع لك دُنياك وآخرتك، يجمع أصابعَه إلا الإبهام؛ لأنها أربع كلمات في الرِّواية الثانية[2]، وهو يُعلّمه هكذا: اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني، يجمع أصابعَه إلا الإبهام، لكن في الرِّواية الأولى: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني، فذكر فيه زيادة الهداية في الرِّواية الأولى.

هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه"، وهو يُشبه الحديث الذي مضى في الليلة الماضية، وهو أنَّ أعرابيًّا جاء إلى النبي ﷺ فقال: علّمني كلامًا أقوله، قال: قل: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله ربّ العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني[3]، فذكر هذه الكلمات الأربع، وذكر الهداية معها، وذلك من حديث سعد بن أبي وقاص ، وأما سؤال المعافاة فلم يذكر في هذه الرواية، ولكنَّه جاء في بعض ألفاظ الحديث السَّابق، حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه-.

فقوله: "كان الرجلُ إذا أسلم علَّمه النبيُّ ﷺ الصلاةَ"، هذا السياق كما عرفنا من قبل يدلّ على المداومة والتَّكرار؛ أنَّ ذلك كان من هديه ﷺ إذا أسلم الرجلُ أن يُعلّمه الصلاة.

ويحتمل أن يكون المقصودُ جنس مسائل الصَّلاة: من شروطها، وأركانها، أو الصَّلاة التي تحضره حينما أسلم، وبين هذين مُلازمة لا تخفى؛ فإنَّ الصلاةَ -كما هو معلومٌ- هي الركن الثاني، فالركن الأول هو شهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، والركن الثاني: هو الصَّلاة، فكان النبي ﷺ يُعلّمه الصلاة.

وهذا يدلّ على أنها أهم المطالب بعد الشَّهادتين، وهي العبادة الوحيدة التي فُرضت في السَّماء، وقد جاء من النصوص الآمرة بها ما لم يأتِ في عبادةٍ من العبادات: لا الصيام، ولا الحجّ، ولا الزكاة، حيث إنها ليست بأكثر منها، وإن كانت كثيرةً، أعني: الزكاة، والأمر بها.

فهذه لما كانت أعظم المطالب كان النبي ﷺ يبتدئ بها مَن أسلم، يُعلّمه كيف يُصلِّي؟ فما منزلة هذه الصلاة عندنا، وفي تعليمنا وتربيتنا لأولادنا، وفي الأولويات التي نُربي أنفسنا عليها، ونُربي أولادنا أيضًا عليها؟ ما هي الأولويات؟ هل هذه الأولويات هي الدِّراسة، والتَّخرج، والعمل، والوظيفة؟!

فتجد الناس في أوقات الانصراف، أو الذّهاب إلى أعمالهم يغدون مُبكرين، وتجد الطّرقات في حالٍ من الازدحام الشَّديد، ولكنَّك حينما تذهب لصلاة الفجر لا تجد زحامًا، ولا يكاد يمرّ بهذه الطرقات إلا الواحدُ بعد الواحد، هؤلاء من أين خرجوا حينما يذهبون إلى أعمالهم، أو مدارسهم؟ وأين هم في وقت الصَّلاة؟!

هذه البيوت التي تكتنف المساجد يمنةً، ويسرةً، وشمالًا، وجنوبًا، أين ساكنوها؟ أين هم من المساجد؟ لماذا لا تعمر المساجد كما تعمر الدنيا؟ والبحث عنها، وطلب المعايش، وما إلى ذلك، سواء كان ذلك في عملٍ ومهنةٍ يُزاولها الإنسان، أو كان ذلك في دراسةٍ يرجو من ورائها عملًا يكتسب به شيئًا من هذا الحطام، فالله المستعان.

فكان النبي ﷺ يُعلّمه الصلاة، ويُعلمه أيضًا أن يدعو بهؤلاء الكلمات.

والمقصود بهذه الكلمات: الجُمَل، وقد عرفنا في بعض المناسبات أنَّ الكلمة تُقال للفظة المفردة، كما تُقال للجُملة، كما تُقال أيضًا لما هو أكثر من ذلك: كالخطبة، وكذلك أيضًا الكلمة التي يقولها الإنسانُ: طالت، أم قصرت، كما قال ابنُ مالك -رحمه الله-:

وكلمة بها كلامٌ قد يُؤمّ[4]  

يعني: يُقصد، قال: فلان ألقى كلمةً، وليس المقصود أنَّه ألقى لفظةً واحدةً، فيُعلّمه هؤلاء الكلمات، يدعو بهنَّ: اللهم اغفر لي يعني: يا الله، اغفر لي.

وعرفنا ما يتضمّنه الغفر من السّتر، وأيضًا المحو، ووقاية شؤم الذّنوب والمعاصي، وما إلى ذلك.

هذا الإسلام -أيها الأحبة- كما هو معلومٌ يجبّ ما قبله، كما أخبر النبي ﷺ، وكذلك أيضًا الهجرة تجبّ ما قبلها، فهذا الذي أسلم تُمحى ذنوبه جميعًا، فكيف يُعلّمه النبي ﷺ منذ البداية أن يقول: اللهم اغفر لي، والله يقول: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الأنفال:38]، فالإسلام يكون سببًا لغُفران الذنوب؟!

لكن الجواب عن هذا هو: أنَّ العبدَ في حاجةٍ دائمًا إلى سؤال المغفرة؛ لأنَّه لا يخلو من تقصيرٍ، ومن مُقارفة ما لا يليق، فإن كلَّ بني آدم خطَّاء، كما قال النبي ﷺ: كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التَّوابون[5].

وإذا كان النبي ﷺ وقد غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر يستغفر كما سبق في يومه أو في مجلسه ربما سبعين مرة[6]، أو مئة مرة[7]، أو أكثر من هذا، فكيف بغيره؟!

فالنبي ﷺ يُعلّم هذا الذي أسلم حديثًا، وهذا يدلّ على شدّة الحاجة لمثل هذه المطالب، والدَّعوات، يُعلّمه أولًا أن يقول: اللهم اغفر لي؛ لأنَّ ذنوب العبد إذا اجتمعت عليه؛ فإنَّ ذلك مُؤذنٌ بأن تُهلكه، وأن تحرقه، وقد مثّل النبي ﷺ ذلك بقومٍ نزلوا منزلًا، ثم بعد ذلك صار هذا يأتي بعودٍ، وهذا يأتي بعودٍ، وهذا يأتي بعودٍ، حتى أنضجوا، يعني: طعامهم، فهذه الذنوب إذا تكاثرت على العبد فإنها تحرقه، فيحتاج العبدُ دائمًا إلى استغفارٍ.

وكثيرٌ من الناس ربما يُغويهم الشيطان بالمعصية، ثم بعد ذلك يصرفهم عن الاستغفار والتوبة، ويُزين لهم ذلك من باب التَّنزيه لله تارةً بأنَّه بتوبته هذه يكون مُتلاعبًا، فيصدّه عن التوبة والاستغفار، أو يكون ذلك من باب التَّيئيس؛ أنَّ ذنوبه هذه لا يمكن أن تُغفر، فييأس ويقنط من رحمة ربِّه -تبارك وتعالى- ومغفرته، والله يغفر الذنوبَ جميعًا.

فهنا لا بدّ للعبد من كثرة الاستغفار، فقد كان النبيُّ ﷺ يُعلّم هؤلاء الذين يدخلون في الإسلام الاستغفار: اغفر لي.

ثم أيضًا قال: وارحمني، وقد عرفنا من قبل أنَّ ذكر الرحمة بعد ذكر الاستغفار: أنَّ الاستغفار من باب التَّخلية، والرحمة من باب التَّحلية، يعني: أسبغ عليَّ رحمتك، فهنا يكون بالمغفرة قد سلم ونجا، وتخلّص من السيئات، وجرائرها من الآثام والعقوبات، وطلب الرحمة يكون به حصول المطلوبات والمرغوبات، والإنسان لا يحصل له الكمال المطلوب إلا إذا نجا من المرهوب، وحصل المطلوب المرغوب، وذلك هو الفلاح، فإنَّ حقيقة الفلاح هي النَّجاة من المرهوب، والظّفر بالمطلوب.

فهذه الرحمة تحلية كما سبق في الليلة الماضية، فإذا حصلت للعبد الرحمةُ؛ فإنَّه يحصل له الخير في الدنيا والآخرة، ومُنتهى ذلك بدخول الجنة، والنَّظر إلى وجه الله الكريم، فهذه الألطاف كلّها من رحمة الله -تبارك وتعالى- بعباده، وما ذُكر بعد ذلك إنما هو من رحمته كما ذكرنا في الليلة الماضية.

فقوله: وعافني، وارزقني فإذا حصلت له الرحمة؛ فإنه يطلب الهداية، يقول: واهدني، فهذه الهداية يدخل فيها نوعا الهداية: هداية الإرشاد؛ بأن يُهدى العبدُ إلى محابِّ الله -تبارك وتعالى-؛ أن يُهدى إلى العلم الصَّحيح، أن يهدى إلى الحقِّ الذي قد يخفى على كثيرين، أو قد يختلف فيه كثيرون: اهدني لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإذنك[8].

فكثيرٌ من الناس قد يُخطئ الحقّ، وقد يبحث ويقرأ، ولكنَّه يصل إلى نتائج غير صحيحةٍ، لا سيّما مع كثرة الفتن، وبُعْد العهد بشمس النبوة، وكثرة الجهل، وغلبة الأهواء، فإنَّ ذلك مُؤذنٌ بخفاء الحقِّ على كثيرٍ من النفوس التي ربما تستجمع كثيرًا من هذه الأوصاف.

فالعبد بحاجةٍ دائمةٍ إلى سؤال الهداية؛ ولذلك في كل ركعةٍ نقول: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، فلا غنى للعبد عن هداية ربِّه -تبارك وتعالى-.

انظروا إلى هذا الاختلاف في مشارق الأرض ومغاربها بين المنتسبين إلى الإسلام، كثرة هذا الاختلاف في العقائد، وفيما دونها من الأمور العملية والعلمية، كلّ هذا إنما هو بسبب الجهل تارةً، أو بسبب الهوى وسُوء القصد تارةً أخرى، فيحتاج العبدُ إلى سؤال الهداية: هداية الإرشاد، والهداية الثانية، وهي هداية التَّوفيق؛ من أجل أن يُوفّق العبد للعمل بما علم، فإنَّ الكثيرين يعلمون، ولكنَّهم لا يُوفّقون للعمل بذلك.

من الناس مَن يعرف أنَّ الإسلام حقٌّ، ولكنه لا يدخل في الإسلام، ومن الناس مَن يكون قد ورث الإسلامَ وراثةً، أو دخل فيه، وعرف كثيرًا من حقائقه، لكنَّه لا يعمل بمُقتضاه، يعلم أنَّ الغيبة حرام، ويغتاب، يعلم أنَّ الكذبَ حرامٌ، ويكذب، يعلم أنَّ الصلاةَ واجبةٌ، ولا يُصلي، يعلم أنَّ الزكاةَ واجبة، وقد لا يُزكِّي.

المرأة تعلم أنَّ الحجاب واجبٌ عليها، ومع ذلك تُفرّط فيه، وربما ضيّعت كثيرًا من معالمه.

فمعرفة الحقّ شيء، والهداية التَّوفيقية شيء آخر، التوفيق للعمل، والتَّطبيق، والامتثال، فنحن نعلم كثيرًا من حقائق الدين، ولكن العمل لا يُوازي هذا العلم.

فيحتاج العبدُ إلى الهدايتين، فإذا قال: اهدني فيدخل في ذلك هداية الإرشاد، وهداية التوفيق، وعافني، فإذا حصلت له الهداية، فهو بحاجةٍ إلى المعافاة، هذه المعافاة تكون في البدن بالسَّلامة من العِلل والأوصاب والأمراض التي ربما تُضعفه عن القيام بطاعة الله .

والإنسان إنما يطلب العافيةَ في بدنه من أجل أن يعبد الله -تبارك وتعالى-، وأن يشتغل بذكره، وشُكره، وليس من أجل أن يأكل، ويمرح، ويتقلّب في الملاذِّ كما تتقلب البهائم.

وهكذا أيضًا يحتاج العبدُ إلى عافيةٍ في دينه؛ فيسلم من الفتن، والضَّلالات، والبدع، والأهواء، فإذا حصلت له هذه العافية، فإنَّ هدايته تكون تامَّةً، فيعمل بمُقتضى هذه الهداية؛ لأنَّه إذا فُتن في دينه لم يُعافَ في الدِّين، فإنَّ ذلك يصرفه عن مُقتضى الهداية، وكذلك المفتون، وكذلك غير المعافى في بدنه؛ ولذلك قال النبي ﷺ: نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ[9]؛ لأنَّ الإنسان إذا كان صحيحًا، فارغًا، فهنا يمكن أن يعمل بمساخط الله -تبارك وتعالى-، وأن يطغى؛ فتحصل له الغفلة، والشُّرود عن طاعة المعبود -تبارك وتعالى-.

وأمَّا إذا كان الإنسان مشغولًا مع عافيةٍ في بدنه؛ فإنه لا يجد وقتًا للمعصية، وهكذا أيضًا إذا كان الإنسانُ فارغًا، لكنه مُعتلّ البدن؛ فإنه لا يجد للمعصية طعمًا، اللَّذات والشَّهوات تضمحلّ، ويشتغل الإنسانُ بمرضه وعِلّته، وطلب البُرء منه.

فإذا اجتمعت الصحةُ والفراغ، فإنَّ أسباب الغواية تكون قد استحكمت، إن لم يلطف الله بهذا العبد؛ ولذلك أوقات الإجازات ما لم تُستغلّ بما ينفع، ويُجدي، ويرفع، وإلا فإنَّ هذه آفة ربما تفتك بكثيرين.

ثم يقول: وارزقني هنا طلب الرزق، يدخل الرزق أيضًا بنوعيه: الرزق الأعظم الذي يكون بقوت القلوب، وما يحصل لها من الألطاف الربانية، والعلوم النافعة، والمعارف الصَّحيحة التي تُعرف بالمعبود ، وتعرف بالطريق التي رسمها لعباده على التَّفصيل، كما أنها تُعرف بالدار التي يصير إليها السَّالكون، فهذا يكون بالعلم النافع، وكذلك بالعمل الصالح، فإنَّ العلم النافع من الرزق، وكذلك أيضًا العمل الصَّالح، فإنَّ ذلك جميعًا من الرزق، وكلّ ذلك يدخل في الرحمة، ولكن ذلك يكون من قبيل التَّفصيل، وعطف الخاصِّ على العامِّ.

ويدخل في هذا الرزق أيضًا: الرزق الذي يكون به قيام الأبدان، وإنما قوام الإنسان بهذين، والأعظم منهما ما يحصل به قوام القلب بالإيمان والعمل الصالح، وبه تتحقق النَّجاة، لكنَّه حينما يكون عادمًا لما يقوم به البدن؛ فإنَّ غايته أن يموت، ثم بعد ذلك يلقى ربَّه -تبارك وتعالى-، ويصير إلى حالٍ ربما كانت أكمل مما كان عليه في الدنيا، إن كان على جادَّةٍ وعملٍ صالحٍ وإيمانٍ، لكن الموتَ هو سبيل كل حيٍّ.

فهذه الأشياء التي ذكرها النبيُّ ﷺ قال: تجمع لك دُنياك وآخرتك، تجمع لك أمور الدنيا، المطالب الدّنيوية، والمطالب الأُخروية، ورتّبها بهذا الترتيب: المغفرة، فهي تخلية، ثم الرحمة، فهي تحلية، ثم عطف عليها الهداية من باب عطف الخاصِّ على العامِّ، وبعد تمام المطالب سأل العافية؛ ليقدر على شُكر الله -تبارك وتعالى-، والقيام بوظائف العبودية، وطلب الرزق؛ لتستريح نفسُه عن الهمِّ بتحصيله، فيُكفى ذلك.

فينبغي على العبد أن يحرص على هذا الدعاء الذي كان النبيُّ ﷺ يُعلّمه مَن دخل في الإسلام، ويُلازمه، ولا يكون ذلك مختصًّا بوقتٍ من الأوقات، فيُمكن أن يدعو به بعد التَّشهد والصَّلاة على النبي ﷺ والاستعاذة من الأربع في الصلاة، وكذلك يدعو به في سجوده، ويتحرى أوقات الإجابة، ويُردد ذلك على لسانه، ويُكثر منه، فهذا من أجمع الأدعية، تجمع له دُنياه وآخرته.

هذا خيرٌ من أدعيةٍ مُلفَّقةٍ يُلفّقها الإنسانُ لنفسه، أو يُلفّقها له غيره، ثم بعد ذلك تُنشر عبر هذه الوسائل، ويُقال: دعاء مُجرّب، هذا الدعاء جُرّب في المكان الفلاني: جُرّب عند المقام، أو عند الملتزم، أو نحو ذلك، فاستُجيبت فيه الدَّعوات.

هذه أدعية جامعة علَّمنا النبي ﷺ إياها، فينبغي ألا نُفرّط فيها.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمدٍ، وآله، وصحبه.

  1. أخرجه مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التَّهليل والتَّسبيح والدعاء، برقم (2697).
  2. أخرجه مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التَّهليل والتَّسبيح والدعاء، برقم (2697).
  3. أخرجه مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التَّهليل والتَّسبيح والدعاء، برقم (2697).
  4. انظر: "ألفية ابن مالك" لابن مالك (9).
  5. أخرجه ابن ماجه: كتاب الزهد، باب ذكر التوبة، برقم (4251)، وحسَّنه الألباني في "مشكاة المصابيح"، برقم (2341).
  6. أخرجه البخاري: كتاب الدعوات، باب استغفار النبي -صلى الله عليه وسلم- في اليوم والليلة، برقم (6307).
  7. أخرجه مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، برقم (2702).
  8. أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم (770).
  9. أخرجه البخاري: كتاب الرقاق، باب: لا عيشَ إلا عيش الآخرة، برقم (6412).

مواد ذات صلة