بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
قال المفسر -رحمه الله- تعالى في قوله تعالى: خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ [سورة البقرة:7].
قال السّدي: خَتَمَ اللّهُ أي: طبع الله، وقال قتادة في هذه الآية: استحوذ عليهم الشيطان إذ أطاعوه؛ فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، فهم لا يبصرون هدى ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون.
وقال ابن جُرَيْج: قال مجاهد: خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ قال: الطبع، ثبتت الذنوب على القلوب فحثت به من كل نواحيه، حتى تلتقي عليه، فالتقاؤها عليه الطبع والطبع الختم، قال ابن جريج: الختم على القلب والسمع.
قال ابن جُرَيْج: وحدثني عبد الله بن كَثير، أنه سمع مجاهدًا يقول: الرّانُ أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد من ذلك كله.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
أؤكد على أن عبارات السلف عند تفسيرهم للألفاظ أو الجمل أنهم يقصدون بتفسيرهم تقريب المعنى بعبارة يفهم منها المراد من غير تكلف، وهذا ما نجده في هذه التفسيرات.
يقول في قوله تعالى: خَتَمَ اللّهُ قال السدي: طبع الله، ففسر الختم بالطبع، مع أن الختم ليس معناه الطبع في لغة العرب، وحتى في أصل معناه المقصود بالآية عند طائفة من أهل العلم، فبعضهم يرى أن الختم بمعنى الاستيثاق من الشيء بحيث لا يدخل فيه ما كان خارجاً منه، ولا يخرج منه ما كان بداخله.
فلو أن عندك جرة أو قربة -مثلاً- مختوم عليها فمعنى ذلك أنه قد أحكم إغلاقها فلا يدخل فيها شيء من خارج، ولا يخرج منها شيء مما في داخلها، هذا هو الختم.
والمعنى هنا أن هذه القلوب صارت لا تستقبل ولا تتأثر ولا تنتفع فهو قلب أقفل، هذا هو المراد، وبعض أهل العلم يرون أن هذا الختم درجة من درجات إغلاق القلب عن الهدى، والدرجة التي فوقها وهي أعظم منها هي درجة الطبع، وإذا أردت أن تجعل الدرجات أكثر من هذا فيمكن أن تدخل درجة الرَّان كذلك، لكن الرَّان أيسر من الطبع على القلب، فيرون أن الران بمعنى طبقة تغطي القلب، وتغلفه بحيث لا ينفذ إليه ما يؤثر فيه ويحركه، فلا ينتفع، وهذه الطبقة التي هي الران يمكن أن تزول ثم يعود بالقلب إليه حياته وعافيته، لكن من طبع على قلبه فقد استحكم الغواية والضلال، فلا ينفع معه موعظة ولا تأثير، كما قالوا: قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ [سورة فصلت:5] نسأل الله العافية.
وقتادة فسر الختم بما لا يفسر به عند المتأخرين؛ إذ إنه في تفسيره أعاد اللفظ ثانية فقال: استحوذ عليهم الشيطان إذ أطاعوه؛ فختم الله على قلوبهم: ومعنى استحوذ عليهم أي غلبهم وتمكن منهم، فهو لم يفسر معنى الختم، لكن عند المتأخرين لشدة تنقيرهم وتكلفهم يعدون أي إعادة للفظة المراد تعريفها من عيوب التعريف، ويقولون: يلزم منه الدور.
ومعنى الدور مثل ما لو قلت لي: ما هي الساعة؟ فقلت لك: الساعة هي الساعة التي يعرف بها الوقت، فهنا سأعيد عليك السؤال مرة أخرى وأقول لك: وما هي الساعة؟
لذلك ينبغي أن تقول -مثلاً: الساعة هي آلة يعرف بها الوقت، أما أن تعيد لفظة الساعة في التعريف فهذا عند المتأخرين يعتبر خطأً.
وقل مثل ذلك فيما لو قلنا: ما هو الباب؟ فينبغي أن تقول: الباب في المحسوسات هو المنفذ الذي يكون منه المدخل والمخرج، وفي المعنويات هو طائفة من العلم مخصوصة مندرجة تحت كتاب، أي: مسائل من العلم مخصوصة تندرج تحت كتاب، أما أن تقول: الباب هو الباب الذي يكون منه المدخل والمخرج، فهذا خطأ في التعريف.
المقصود أن السلف كانوا يبتعدون عن التكلف، أما المتأخرون فقتادة عندهم لم يفسر الختم بل لا يزال بحاجة إلى تفسير، ومعاذ الله أن نقول مثل هذا الكلام.
وبالنسبة لابن جريج فقد فسر الختم بالطبع أيضاً، ثم فسره بما يصدق على الران، وعلى هذا الاعتبار فالطبع والختم، والران في تفسير السلف كلها بمعنىً واحد.
فالذنوب تجتمع على القلب فتغلفه وتكسوه طبقة، وهذه الطبقة إذا استحكمت فإنه لا ينفع فيه موعظة، ولا ينفذ إليه ما يؤثر فيه، فعبارات السلف قربوا بها هذا المعنى، ومن فرق جعل ذلك على مراتب.
والمقصود على كل حال أن القلب يحصل له مثل هذه العوارض بسبب الذنوب، ولذلك اختار كبير المفسرين ابن جرير الطبري -رحمه الله- أن أحسن ما تفسر به هذه الآية هو الحديث الثابت عن النبي ﷺ في مقارفة الذنوب، حيث يقول ﷺ يقول: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عـوداً، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه[1].
الكوز معروف إذا قُلِب أي نُكس فلا يمكن أن يجتمع المائع بداخله، وكذلك القلب ينكس إذا كثرت عليه الذنوب بعد أن تغطيه الطبقة التييقال لها: الران، فلا يتأثر ولا ينتفع بعد ذلك، والعياذ بالله.
قال ابن جريج: الختم على القلب والسمع: قول ابن جريج -رحمه الله- هذا لم يرد ابن جريج أن يبين المعنى، وإنما قصد شيئاً آخر، وهو أن يبين أن قوله تعالى: خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ [سورة البقرة:7] مرتبط، بعضه ببعض، فكما أنه يختم على القلب فكذلك يختم على السمع، فلا يسمع ما ينتفع به، وأما البصر فلا يختم عليه، وإنما يحصل له ما يغشيه أي: يغطيه فلا يرى الأشياء على حقيقتها، فيزين له المنكر والباطل، ويرى الحق باطلاً ويرى الباطل حقاً، فتنعكس الموازين والمقاييس عند هذا الإنسان، وليس المقصود بالبصر هنا النظر بالعين، لكن المقصود أنه لا يبصر إبصاراً ينتفع به، ويتعظ به.
الحاصل أن ابن جريج بهذه العبارة، ما أراد أن يفسر المعنى، وإنما يريد بيان وجه الارتباط أو ما الذي يرتبط بعضه ببعض من هذا الكلام، فيكون الوقف في الآية على هذا الاعتبار، خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ثم وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ، وفي قراءة بنصب غشاوة، وعلى هذه القراءة يمكن أن تكون على تقدير: وجعل على أبصارهم غشاوة، ويمكن أن تكون على سبيل الإتباع فقط، فتكون جاءت منصوبة إتباعاً لما سبق على محل ختم على قلوبهم، فالقلوب مفعول به في الواقع من ناحية المحل، والأسماع كذلك تكون من باب الإتباع فقط، لكن الختم في الواقع لا يتعلق بها.
يقول مجاهد: الرّانُ أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد من ذلك كله: الران هو الطبقة التي تغطي القلب، ثم يطبع عليه، ثم بعد ذلك يحصل إقفال للقلب.
وقال الأعمش: أرانا مجاهد بيده فقال: كانوا يرون أن القلب في مثل هذه -يعني الكف- فإذا أذنب العبد ذنبًا ضُمَّ منه، وقال بأصبعه الخنصر هكذا، فإذا أذنب ضَمّ، وقال بأصبع أخرى، فإذا أذنب ضُمّ. وقال بأصبع أخرى هكذا حتى ضم أصابعه كلها، ثم قال: يطبع عليه بطابع: أي إلى أن يصير القلب مغلقاً بعد أن كان مفتوحاً يتلقى ما ينفعه.
وقال مجاهد: كانوا يرون أن ذلك: الرين.
قال القرطبي: وأجمعت الأمة على أن الله قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب الكافرين؛ مجازاة لكفرهم كما قال: بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ [سورة النساء:155]، وذكر حديث تقليب القلوب: يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك [2].
وذكر حديث حذيفة الذي في الصحيح عن رسول الله ﷺ قال: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفاء فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربادَّاًً كالكوز مجخيًا، لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًاالحديث[3].
يعني تعرض الفتن على القلوب كالحصير الذي أعواده متتابعة، فالإنسان تعرض عليه فتن الشبهات، وفتن الشهوات شيئاً بعد شيء، فإذا نجا من هذه عرضت الأخرى، وإذا نجا من هذه عرضت الأخرى، وهكذا في سيره إلى الله حتى يحصل له التمحيص، فمن أشربها فإن ذلك يكون نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب انجلت، فإن أمعن واسترسل جاءته الفتنة الأخرى والثالثة والرابعة وعند ذلك يطمس على قلبه فما ينتفع بعد ذلك بشيء.
لذلك ترون الجماعة من الناس يسمعون الموعظة الواحدة في مكان واحد، فمنهم من يبكي ويتأثر وينيب ويستجيب ويعمل، ومنهم من لا يحرك لذلك فيه ساكناً، وكل ذلك مع أن التوجيه واحد من بيان الأحكام والحلال والحرام، وغير ذلك، يسمعها اثنان فهذا يقبل غاية الإقبال ويطبِّق، والآخر كأنك لا تحدثه، أو كأنك تحدث جماداً، بل قد تجده يستنكف ويستهزئ، وسبب هذا كله أن كل شخص عنده من القبول بقدر ما عنده من سلامة القلب، وصحة التقوى في نفسه، فهو يستجيب ويتأثر بقدر ذلك.
قوله: أسود مرباداً: الأسود المرباد هو السواد المشوب بحمرة، فهذا لون قلبه أسود معه لون آخر كالحمرة، وهذا الختم والطبع واللون كله أشياء معنوية وليست حسية؛ فقلوب الناس لو فتحناها لوجدناها كلها سواء من الناحية الحسية.
هذا الحديث جيد الإسناد، وثبت عن النبي ﷺ في الذي يترك ثلاث جمع.
وفي قول القرطبي: وأجمعت الأمة على أن الله قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب الكافرين؛ مجازاة لكفرهم: المقصود إجماع من يعتد به، وإلا فإن بعض طوائف الضلال يؤولون مثل هذه الأشياء، تأويلات بعيدة وفاسدة كالمعتزلة الذين لا عبرة بقولهم في الإجماع، لكن أهل السنة يقررون ما أثبته الله ، فهنا أخبر الله –جل وعلا- عن نفسه أنه يختم على بعض القلوب، وذلك جزاءً وفاقاً؛ وذلك أن الخلق خلقه، والملك ملكه، والهداية ملكه المحض، فإن أعطاك ففضل، وإن حرمك فعدل، ثم إن الله عليم خبير، يعلم أحوال الخلق وما تنطوي عليه نفوسهم وسرائرهم، فيوفق أقواماً ويخذل آخرين.
والله يقول: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [سورة الليل:5-10]، فليس لأحد أن يحتج بالقدر على غوايته، فعلى العبد أن يصدق مع الله ، والله يقول: وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [سورة التوبة:115]، ويقول تعالى: وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [سورة البقرة:143]، فلا يترك الإنسان العمل الصالح والاستقامة والهدى، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- قال كما في حديث سراقة يقول: اعملوا فكل لما ميسر لما خلق له[5].
لو جيء بالعبارة التي قالها ابن جريج هنا لكان ذلك أليق بمحلها، وهي قوله: "الختم على القلب والسمع".
ابن كثير -رحمه الله- يتكلم هنا عن موضع الوقف التام، هل هو على قلوبهم فتكون الآية: خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ ثم وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ [سورة البقرة:7]، فيكون الختم فقط على القلب، والغشاوة على السمع والبصر، أم الختم يكون للقلب مع السمع وتكون الغشاوة خاصة للبصر، فيكون الوقف التام في الآية هكذا: خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ثم وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ.
والقول الثاني هو الراجح، ويدل لذلك قوله تعالى: فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ [سورة الشورى:24]، ويوضح ذلك أكثر الآية الأخرى في سورة الجاثية، وهي قوله تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً [سورة الجاثية:23].
قوله: ولما كان أمرهم يشتبه على كثير من الناس أطنب في ذكرهم بصفات متعددة كل منها نفاق: هذا جواب على سؤال مقدر هو لماذا أطال في ذكر صفات المنافقين؟
فأمر المنافقين قد يلتبس ويخفى بخلاف الكافر الواضح، ثم إن هؤلاء أخطر من الكفار المجاهرين بكفرهم؛ لأن هؤلاء داخل الصف فهم يطلعون على عورات المسلمين ويهدمون من الداخل، ويطعنونهم من الظهر، فهم يخالطونهم صباح مساء في المساجد، ومعهم في الجهاد ومعهم في كل مكان، فيطلعون على كل صغيرة وكبيرة، فمثل هؤلاء هم الخطر، كما قال الله : هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ [سورة المنافقون:4]، يعني هم العدو الحقيقي، وكأن المؤمنين ليس لهم عدو آخر.
النفاق: هو إظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع: اعتقادي وهو الذي يخلد صاحبه في النار، وعملي وهو من أكبر الذنوب، كما سيأتي تفصيله في موضعه إن شاء الله تعالى، وهذا كما قال ابن جريج: المنافق يخالف قَوْلُه فِعْلَهُ، وسِرّه علانيته، ومدخله مخرجه، ومشهده مَغِيبه.
هذه حقيقة النفاق من حيث هو، لكنه في معناه الشرعي ينقسم إلى أكبر وأصغر، فالأكبر هو الذي جاء في مثل هذه الآيات، والمقصود به النفاق المخرج من الملة، وهو أن يظهر الإسلام ويبطن الكفر، وليس مجرد المنافاة بين الظاهر والباطن بإطلاق، وإنما المقصود أنه يبطن الكفر ويظهر الإسلام، فهذا نفاقه أكبر، وأما ما يحصل فيه المخالفة بين الظاهر والباطن كإخلاف المواعيد، والخيانة للأمانات فهذا من النفاق، لكنه من النفاق العملي، وهو المراد بقول النبي ﷺ: أربع من كن فيه كان منافقا خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها[6]، فهذا يمكن أن يجتمع مع الإيمان، كما يكون في الإنسان جاهلية مع الإيمان، كما قال النبي ﷺ لأبي ذر: إنك امرؤ فيك جاهلية[7]، ويمكن أن يجتمع مع الإيمان فسق وبدعة وفجور، وكذلك يكون فيه نفاق.
هنا يقول: هو إظهار الخير وإسرار الشر: لكن هذا ليس مطلقاً، والمقصود هنا أنه يظهر الإسلام ويبطن الكفر، وإلا فمن الناس من يظهر الخير ويبطن الشر وهو مسلم، لكنه يظهر الشر في جوانب مما يمكن أن تجتمع مع الإيمان، كالذي يظهر للناس الخير ويطلق لحيته –مثلاً، وهو في نفس الوقت يبطن لهم الشر.
ولفظة نفق تشعر بمعنى الرواج وتدل عليه، يقال: فلان ينفق سلعته بالحلف الكاذب، بمعنى أنه يروج سلعته بالحلف الكاذب.
وقيل: لفظ النفاق مأخوذ من نافقاء اليربوع، فاليربوع في الظاهر ليس له إلا جحر واحد، لكن لا تستطيع مسكه فهو في الحقيقة له مخارج كثيرة مغطاة بطبقة خفية لا تراها، فبمجرد أن تأتي لتحبسه من هذا المخرج خرج من مخارج أخرى متعددة، وهكذا المنافق، وهذا المعنى وإن كان ليس محل اتفاق إلا أن له وجه.
فهذا الإنسان الذي أظهر الكفر وأبطن الإسلام، وكذلك من وجد فيه خصلة من خصال النفاق، يحصل له بهذه الخصلة تمرير لحال أو موقف محرج أو تمرير لطمع في شيء ما، ويكون هذا التمرير بطريقة لا تحل له، كأن يخون من ائتمنه أو يخلف في المواعيد أو يكذب في الحديث، فهو ينفِّق نفسه بإظهار الموافقة، كما يقال: دارِهم ما دمت في دارهم.
فالمنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر يريد أن يحقن ماله ودمه، فهو ينفِّق نفسه عند هؤلاء الناس بإظهار الموافقة لهم أنه منهم ومعهم، وغير مخالف لهم، حتى يحصل مطلوبه وينجو مما يحذر، حتى إنهم يبعثون يوم القيامة على حال كحالهم التي كانوا عليها في الدنيا، كما قال الله عنهم: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ [سورة المجادلة:18]، فهم لما رأوا ذلك يروج في الدنيا فحصلوا به مقصودهم من إجراء أحكام الإسلام في الظاهر عليهم، وإحراز الأموال وحقن الدماء وظنوا أن ذلك يروج في الآخرة، فمجرد ما قاموا من القبور جلسوا يحلفون، ولذلك عبر الله عنهم بأنهم اتخذوا الأيمان لهم ديدناً للصد عن سبيل الله، قال تعالى: اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ [سورة المجادلة:16]، والاتخاذ يدل على أن هذا الإنسان جعل هذا العمل ديدنه، فهم اتخذوا أيمانهم غطاء ووقاية، فتجدهم يقولون: والله ما قلنا هذا، والله ما حصل منا هذا، والله ما تكلمنا فيك، والله ما تلفظنا بهذه العبارات التي نقلت عنا، والله ما وقفنا هذا الموقف، وكل ذلك كذب!.
اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أي أنهم استروحوا لصد أنفسهم وصد غيرهم، فكلمة "صدَّ" تأتي متعدية وتأتي لازمة، والقرآن بالألفاظ القليلة الدالة على المعنى الكبير، فهم صدوا أنفسهم وصدوا غيرهم عن سبيل الله بتخذيلهم عن التمسك بالدين، وصدوا المؤمنين عن إقامة حكم الله فيهم بهذه الأيمان الكاذبة، كل هذه المعاني الثلاثة داخلة في هذا اللفظ.
في مكة من شدة التعذيب والأذى كان بعضهم يظهر الكفر ويخفي إسلامه وهو عكس النفاق، ولا حاجة في مكة إلى النفاق؛ لأن من أظهر الإسلام سيضطهد ويخسر كل شيء، من دنياه ولربما قتل، لكنه وجد بعد غزوة بدر أي بعد ظهور شوكة الإسلام في المدينة، كما قال عبد الله بن أبي: إن هذا أمر قد توجه.
فدخل في الإسلام مجموعة من اليهود ومجموعة من الأوس والخزرج بعد ظهور شوكة الإسلام، وإلا فإن أول الهجرة أيضاً لم يوجد نفاق، لكن لما صارت للإسلام صولة وجولة بدأ هؤلاء يدخلون في الإسلام؛ وذلك لأنهم يحتاجون إلى مداراته، ويحتاجون إلى مصانعته وموافقته وهكذا
وبالنسبة لعصرنا هذا فالنفاق صار أكثر من ذي قبل لأسباب كثيرة، منها الخوف، وهذا الخوف أنواع، فبعضهم يخاف من العامة بل وحتى من أقاربه وذويه أن ينقلبوا عليه ويؤذونه ويسقطونه ويتكلمون في حقه، ويعيبونه ويذمونه، وبعضهم يفعل هذا على سبيل الطمع بشيء يحصله، كطمع بمال، أو منصب أوظيفة.
وبعضهم يخاف على مصلحة دنيوية، فتجد بعضهم –مثلاً- يقول: أنا مبتلى بتخصصي الشرعي، فقد حفظت القرآن، وبيتي بيت المسجد، وأنا إمام مسجد، فأنا مطوَّق من كل جهة، ولذلك بعضهم ذهب وانتسب في تخصص آخر؛ من أجل أن ينفض الماضي ويرتاح على حد زعمه؛ لأنه لم يحقق شيئاً من تخصصه الشرعي، وهذا والعياذ بالله يعتبر نفاق.
وهكذا تعددت الأسباب والنفاق واحد، فالنفاق في هذا الزمان أكثر منه في زمن النبي ﷺ ويظهر هذا تماماً في أيام الفتن التي تحرك الناس، وتزلزلهم، فيظهر المؤمن الصادق، ويتلوَّن آخرون ممن يتنكرون لدينهم ولعقيدتهم.
فلمَّا هاجر رسول الله ﷺ إلى المدينة، وكان بها الأنصار من الأوس والخزرج، وكانوا في جاهليتهم يعبدون الأصنام على طريقة مشركي العرب، وبها اليهود من أهل الكتاب على طريقة أسلافهم، وكانوا ثلاث قبائل: بنو قَيْنُقَاع حلفاء الخزرج، وبنو النَّضِير وبنو قُرَيْظَة حلفاء الأوس.
فلمَّا قدم رسول الله ﷺ المدينة وأسلم من أسلم من الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج، وقلَّ من أسلم من اليهود إلا عبد الله بن سَلام ولم يكن إذ ذاك نفاق أيضا؛ لأنه لم يكن للمسلمين بعدُ شوكة تخاف، بل قد كان -عليه الصلاة والسلام- وَادَعَ اليهود وقبائل كثيرة من أحياء العرب حوالي المدينة، فلما كانت وقعة بدر وأظهر الله كلمته، وأعز الإسلام وأهله، قال عبد الله بن أبيّ بن سلول، وكان رأسا في المدينة وهو من الخزرج، وكان سيد الطائفتين في الجاهلية، وكانوا قد عزموا على أن يملّكوه عليهم، فجاءهم الخير وأسلموا واشتغلوا عنه، فبقي في نفسه من الإسلام وأهله، فلما كانت وقعة بدر قال: هذا أمر الله قد تَوَجَّه، فأظهر الدخول في الإسلام، ودخل معه طوائف ممن هو على طريقته ونحلته، وآخرون من أهل الكتاب، فمن ثَمّ وُجِد النفاق في أهل المدينة ومن حولها من الأعراب، فأما المهاجرون فلم يكن فيهم أحد نافق؛ لأنه لم يكن أحد يهاجر مُكرَهًا، بل يهاجر فيترك ماله وولده وأرضه رغبة فيما عند الله في الدار الآخرة.
روى محمد بن إسحاق عن ابن عباس -ا-: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ [سورة البقرة:8] يعني: المنافقين من الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم، وكذا فسَّرها بالمنافقين أبو العالية والحسن وقتادة والسدي.
ولهذا نبَّه الله سبحانه على صفات المنافقين لئلا يغترّ بظاهر أمرهم المؤمنون، فيقع بذلك فساد عريض من عدم الاحتراز منهم، ومن اعتقاد إيمانهم وهم كفار في نفس الأمر، وهذا من المحذورات الكبار أن يظن بأهل الفجور خَيْر، فقال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ أي: يقولون ذلك قولاً ليس وراءه شيء آخر، كما قال تعالى: إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ [سورة المنافقون:1] أي: إنما يقولون ذلك إذا جاؤوك فقط لا في نفس الأمر؛ ولهذا يؤكدون في الشهادة بـ(إن) و(لام) التأكيد في خبرها.
قوله تعالى: قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكََ لَرَسُولُ اللَّهِ في قوله: إنك تدل على أن الشخص يحتاج إلى المؤكدات كلما شعر أنه بحاجة إلى مزيد تأكيد؛ لأنه يشعر أنه متهم وأن الذي أمامه ليس مقتنعاً بما يقول، وهذه حقيقة المؤكدات في اللغة.
واللام في قوله: لَرَسُولُ اللَّهِ تسمى لام القسم، والتقدير والله إنك لرسول الله، وهذا يدل على كثرة الحلف عند المنافق؛ لأنه يشعر أنه متهم، الذي أمامه غير مصدق له، فهؤلاء حلفهم كثير من غير استحلاف ومن غير داعٍ أصلاً، بينما تجد المؤمنين لا يحتاجون لمثل هذه الأمور دائماً، فما دام قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، انتهت، لكن هؤلاء كلما دخلوا قالوا: نشهد إنك لرسول الله.
وعبد الله بن أبيّ يجلس عند المنبر في كل جمعة قبل خطبة النبي ﷺ، ينادي: أيها الناس لقد بعث الله لكم هذا النبي فاسمعوا له وأطيعوا، وهكذا يحدثهم عن هذه النعمة المسداة والرحمة المهداة، حتى وقع منه ما وقع، لما قال: لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [سورة المنافقون:8]، فلما رجع إلى المدينة قام ليقول ذلك في الجمعة التي تليها، فأخرجوه من المسجد إخراجاً، حتى قابله بعض الصحابة عند باب المسجد، فسئل ما بالك؟ فقال: هؤلاء إن قلت: لهم اسمعوا له وأطيعوا غضبوا!!.
أكَّدوا أمرهم قالوا: آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وليس الأمر كذلك، كما كذبهم الله في شهادتهم، وفي خبرهم، هذا بالنسبة إلى اعتقادهم، بقوله تعالى: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [سورة المنافقون:1].
أي أن الرد جاء موافقاً لكلامهم، فهم قالوا: نَشْهَدُ إِنَّكََ لَرَسُولُ اللَّهِ، فقال الله : وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ هذه قضية، ثم قال: وَاللَّهُ يَشْهَدُ فهم استعملوا لفظ الشهادة وأكدوها بـ"إنَّ"، فرد الله عليهم: بالتوكيد بـ"إنَّ" فقال: إِنَّ الْمُنَافِقِينََ، وأكدوا بلام القسم لَرَسُولُ اللَّهِ فرد عليهم بالمثل فقال: لَكَاذِبُونَ.
إن الحديث عن المنافقين حديث ذو شجون، ومن عجائبهم أنهم كما قال ابن كثير -رحمه الله: المنافق يقدر أن يبكي من عين واحدة فقط، ثم يوقفها ويبكي من العين الثانية، ثم يبكي من العينين معاً، أي إن له قدرة على التمثيل، ومهارة على اللعب بمشاعر الناس والضحك عليهم.
قوله تعالى: يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا: الخداع أصله في اللغة الإفساد كما يقول بعض أهل العلم، وبعضهم يقول: أصل الخداع هو الإخفاء، وهذا أقرب، فالذي يخادع يظهر شيئاً ويخفي غيره.
ولهذا فإن مخدع المرأة، وهو أقصى المكان الذي يكون في حجرة داخل حجرة، والتي يوضع فيه نفيس المتاع، ومنه قول النبي ﷺ: صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها[8]وقيل لهذا المكان مخدع؛ لأنه خفي جداً، فالمخادع يخفي شيئاً ويظهر شيئاً آخر.
والنفاق أنواع وأشكال وصور كثيرة جداً، ومن ذلك أن المنافق إذا وجد فرصة ليتكلم في المؤمنين تكلم، فيوم أن تزوج النبي ﷺ بزينب، قال الله عنه قال: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ [سورة الأحزاب:37]؛ لأن المنافقين سيكون حديثهم عنه كيف تزوج امرأة مولاه زيد بن حارثة، فهذه فرصة لهم في الحديث، وهذه صفتهم وقد أخبر الله عن صفتهم هذه في القرآن فقال تعالى: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ [سورة محمد:30].
وهذا عبد الله بن أبي قال: لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [سورة المنافقون:8]، وهذا هو عين الكفر، وقال: سمِّن كلبك يأكلك، وقال: ما نحن مثل هؤلاء إلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك، وهكذا تكلم المنافقون على النبي ﷺ بأقبح الكلام وأقذره، وقالوا: يدعي أنه يأتيه الوحي وراحلته ضلت لا يدري أين هي!
ولما أجدبوا وقلَّت المياه والأزواد وصاروا يعصرون الفرث ليشربوا منه، فرفع النبي ﷺ يديه فجاءت السحاب ولم يكن في السماء سحابة واحدة فنزل المطر، فقال بعضهم لبعض: ألا تنظر فقال: إنما هو سحابة عارضة، ومثل هذا قاله المنافقون في بعض البلاد لما قام الدعاة إلى الله واستسقوا فنزل المطر، حيث كتبت الصحف في تلك البلاد أن هؤلاء درسوا الأحوال الجوية، وأن هناك ما يسمى بالهبوط والارتفاع في الضغط الجوي ونحو ذلك، وأن هؤلاء الدعاة درسوا الوضع الجوي وعرفوا أن المطر سينزل فمثلوا بصلاة الاستسقاء ليقولوا: إن المطر نزل بدعائنا، إلى غير ذلك من الكلام القبيح، نسأل الله السلامة والعافية.
- أخرجه مسلم في كتاب: الإيمان - باب: بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً وإنه يأرز بين المسجدين (144) (ج 1/ص 128).
- أخرجه الترمذي في كتاب: القدر - باب: ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن (2140) (ج 4/ص 448)، وأحمد (17667) (ج 4/ص 182)، والحاكم (3140) (ج 2/ص 317)، وصححه الألباني برقم (7988) في صحيح الجامع.
- سبق تخريجه.
- رواه الترمذي والنسائي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن صحيح
- أخرجه البخاري في كتاب: التفسير - باب: قول الله تعالى: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [سورة الليل:10] (7112) (ج 6/ص 2745)، ومسلم في كتاب: القدر - باب: كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته (2647) (ج 4/ص 2039).
- أخرجه البخاري في كتاب: الإيمان – باب: علامة المنافق (34) (ج 1/ص 21)، ومسلم في كتاب: الإيمان – باب: بيان خصال المنافق (58) (ج 1/ص 78).
- أخرجه البخاري في كتاب: الإيمان – باب: المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك (30) (ج 1/ص 20)، ومسلم في كتاب: الإيمان – باب: باب إطعام المملوك مما يأكل وإلباسه مما يلبس ولا يكلفه ما يغلبه (1661) (ج 3/ص 1282).
- أخرجه أبو داود في كتاب: الصلاة – باب: ما جاء في خروج النساء إلى المسجد والتشديد في ذلك (570) (ج 1/ص 211)، وصححه الألباني برقم (3833) في صحيح الجامع.