قوله تعالى: وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ [آل عمران:190] ذُكر في البقرة.
قِيامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِهِمْ[آل عمران:191] أي: يذكرون الله على كل حال، فكأن هذه الهيآت حصرٌ لحال بني آدم، وقيل: إن ذلك في الصلاة، يُصلون قيامًا، فإن لم يستطيعوا صلوا قعودًا، فإن لم يستطيعوا صلوا على جنوبهم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقوله: وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، قال: "ذُكر في البقر"، مضى هناك أن ذلك اختلاف في التعاقب وكذلك في الطول والقصر وما إلى ذلك.
قِيامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِهِمْ، يعني على كل حال، يقول: "فكأن هذه الهيآت حصرٌ لحال بني آدم" يعني أنه إما أن يكون كذا أو كذا أو كذا، فمعنى ذلك أنهم يذكرونه في كل حالاته.
"وقيل: إن ذلك في الصلاة، يُصلون قيامًا، فإن لم يستطيعوا صلوا قعودًا، فإن لم يستطيعوا صلوا على جنوبهم" كما في الصحيح من حديث عمران بن حصين : صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب[1]، لكن المقصود بذلك عموم الذكر قِيامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِهِمْ، وليس ذلك يختص بالصلاة، وربما كان القائل بذلك -أعني خصوص أحوال الصلاة- أنه أراد التفسير بالمثال.
يقول الحافظ ابن كثير: "أي لا يقطعون ذكره بجميع أحوالهم، بسرائرهم وضمائرهم وألسنتهم"[2]، قِيامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِهِمْ، فذكر الله -تبارك وتعالى- هو أكمل حالاته ما تواطأ عليه القلب واللسان، لا يكون الذكر على حالٍ أتم إذا كان بمجرد اللسان من غير مواطأة القلب، يعني إذا كان القلب غافلًا ساهيًا، وذكر القلب معلوم، فإذا حصل معه ذكر اللسان مع استحضار القلب فهذا هو الأكمل، ولهذا قال ابن كثير -رحمه الله-: لا يقطعون ذكره في جميع أحوالهم، يعني بالقيام والقعود ويذكرونه دائمًا في كل الحالات، بسرائرهم وضمائرهم وألسنتهم.
مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا، حمله ابن جرير -رحمه الله-[3] وابن كثير[4] هَذَا: حملوه على الخلق عمومًا وليس على خصوص السماوات والأرض، واستدل ابن جرير له بالدعاء بعده، رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا...، يعني مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا يعني: الخلق بما فيه الناس، إنما خُلقوا لغايةٍ عُظمى وهي عبادة الله وحده، هذا ما يتعلق بالدعاء بعده، مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا، ليس فقط السموات والأرض وإنما عموم الخلق.
لكن يُمكن أن يُفسّرها قوله -تبارك وتعالى- في الآيات الأخرى: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا [ص:27]، فذلك في خصوص السموات والأرض، وهنا: وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا، فيكون ذلك في خصوص السموات والأرض وليس هذا أي الخلق عمومًا، بدليل الآية الأخرى فتكون مفسرةً له.
وما ذكره ابن جرير وابن كثير يمكن أن يكون بدلالة الاقتضاء، يعني إذا كان ما خلق السموات والأرض باطلًا، فذلك يقتضي أنه ما خلق من فيهما باطلًا، فهو مُنزهٌ عن الباطل، لكنهم ذكروا هذه الأجرام والمخلوقات العظيمة، فما دونها من باب أولى، والله أعلم.
ويقول: "أي يقولون: ربنا ما خلقت هذا لغير فائدة، مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا" وذكر الحافظ ابن القيم -رحمه الله- أن نفي الباطلية، مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا، أوغل في المعنى المقصود[5]؛ لأن بيان جميع الحكمة لا يفي به إفهام الخليقة، وبيان البعض يؤذن بتناهي الحكمة، فحينما قال: مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا، يعني لحكمةٍ بالغةٍ عظيمة، فنفي الباطلية أوغل في المعنى المقصود، يعني أدل عليه، ليس به باطل إذن خلق ذلك لحِكَمٍ عظيمةٍ لا يُحيط بها إلا هو.
هنا في قوله: "بل خلقته وخلقت البشر لينظروا فيه فيعرفوك فيعبدوك" فأدخل فيه خلق البشر، يعني كأنه يميل إلى قول ابن جرير وابن كثير -كأنه وليس بصريح- ويحتمل أنه ألحق به خلق البشر.
"على ألسنة رسلك" يعني عَلى رُسُلِكَ: "ألسنة رسلك" يعني بتقدير مضاف محذوف، "ألسنة" هذا المضاف المحذوف المُقدّر، "ألسنة رُسُلك" أو مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ يعني: على تصديق رُسُلك، صدّقنا بهم وآمنّا بهم، فقوله هنا: "أي: على ألسنة رسلك" باعتبار تقدير مُضاف محذوف هذا الذي اختاره المحققون، كابن جرير وابن كثير والحافظ ابن القيم، يعني مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ أي: على ألسنتهم حيث أخبروا بذلك، أن من آمن فله الجنة والنعيم المقيم إلى آخره، مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ، بخلاف قول من قال: مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ يعني: على الإيمان برُسُلك.
مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى، مِنْ: "لبيان الجنس، فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، وقيل: زائدةٌ لتقدّم النفي" لتقدم النفي يعني من أجل التنصيص في العموم، لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، فإذا حُذِفت لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ ذكرًا أو أنثى، مِنْ ذَكَرٍ فهذه تنقلها، يعني ذَكَرٍ نكرة في سياق النفي لا أُضِيعُ، فهي للعموم، و أَوْ أُنْثَى كذلك، أي ذكر وأي أنثى، فإذا سُبقت بـ مِنْ كما هنا، فإنها تنقلها من الظهور في العموم إلى التنصيص الصريح في العموم، النكرة في سياق النفي هنا، كما يقول هنا: "زائدةٌ لتقدّم النفي" يعني لتقوية العموم، فإن ذَكَرٍ نكرة في سياق النفي، وعلى القول الأول أنها "لبيان الجنس، مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى".
وهذا الذي اختاره ابن كثير[6] -رحمه الله- "سواء في الأجور والخيرات" يعني: في الجزاء هم سواء وفي الحقوق يتفاوتون، لكن لا يكون جزاء الرجل مختلفًا عن جزاء الأنثى كالضعف مثلًا بالنسبة للأجر والثواب.
وبعضهم يقول: بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ أي: رجالكم مثل نسائكم في الطاعة والعكس، النساء مثل الرجال، والرجال مثل النساء في الطاعة والمعصية، بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وابن جرير -رحمه الله- يقول: بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ في النُصرة والمِلة والدين، وحكم جميعكم فيما أنا فاعل على حكم أحدكم في أني لا أضيع عمل ذكرٍ منكم ولا أنثى، بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ.
وما ذكره ابن جُزي -رحمه الله- وابن كثير له وجهٌ ظاهر -والله تعالى أعلم- وما ذكره ابن جرير لا يُنافي هذا، كونه في بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ في النصرة والملة والدين وحكم جميعكم فيما أنا بكم فاعل[7]، يعني: فيما يتعلق بما يُجريه الله عليهم من الأجور والجزاء ونحو ذلك، كل هذا داخلٌ فيه، وأنه لا يضيع العمل عنده -تبارك وتعالى- سواء صدر عن ذكرٍ أو أنثى.
فَالَّذِينَ هَاجَرُوا هؤلاء هم الذين أُخرجوا من ديارهم، فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي، وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ أضاف الإخراج إلى عدوهم أو إلى غيرهم مع أنهم هم الذين خرجوا، باعتبار أن أولئك ضيقوا عليهم، فألجأوهم إلى الخروج، وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ [محمد:13]، والنبي ﷺ هو الذي خرج، لكن لمّا ألجأوه إلى الخروج أُضيف ذلك إليهم بهذا الاعتبار، يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ [الممتحنة:1]، مع أنهم كانوا لا يُريدون أن يخرج النبي ﷺ لئلا تنتشر دعوته، لكن فعلهم من التضييق والأذى كان مُلجئًا إلى الخروج، والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت[8]، فأضاف ذلك إليهم، مع أنه خرج مستخفيًا ﷺ والصحابة كانوا يخرجون مُستخفين، حتى عُمر لا يثبت أنه قال: من سرّه أن تثكله أمه فليتبعني خلف هذا الوادي، وأنه أعلن الهجرة وتعداهم، هذا لا يصح، بل كانوا يمنعونهم من الهجرة.
يعني: هو مصدر مؤكِد، ثَوابًا يعني لأثيبنّهم ثوابًا كائنًا من عند الله، ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فهو مصدر من فعل مُقدّر محذوف، لأثيبنّهم ثوابًا كائنًا من عند الله.
"لا يَغُرَّنَّكَ تسليةٌ للنبي ﷺ" وللمؤمنين، لكن الخطاب موجه إلى النبي ﷺ وهو أيضًا مُتوجه لأمته، لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ يعني تقلُّبهم وتنقُّلهم وتحولهم في التجارات والنُزه والمُتع والملاذ ونحو ذلك، فهذا قد يستهوي من شاهده أو طالعه وعلِمه، فبيّن الله أن هذا متاع قليل، ثُمَّ مَأْوَاهُمْ.
يقول: "وأنزل: لا يَغُرَّنَّكَ منزلة لا يحزنك" ويُمكن أن يُقرأ هكذا: "وأُنزل: لا يَغُرَّنَّكَ منزلة لا يحزنك" باعتبار أن النبي ﷺ لا يغترّ بمثل ذلك، فهو أعلم الناس بالله -تبارك وتعالى- وبما عند الله وبحال هؤلاء الكُفّار، قالوا: لا يَغُرَّنَّكَ يعني لا يحزُنك، لكن ليس بالضرورة، فنهيه ﷺ عن أمرٍ لا يقتضي أن ذلك يقع منه، مثلما سمعتم في الآيات في الصلاة: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ [الأحزاب:1]، فهو لا يُطيع الكافرين ولا المنافقين، ولكن مثل هذا يكون أيضًا مُتوجهًا إلى أمته، فهنا: لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ أيضًا مُوجّه للأمة، أن لا يغتروا بهؤلاء الكفار وما في أيديهم من الأموال والأملاك ونحو ذلك يتقلبون في شتّى أنواع التقلبات بالبر والبحر، ولمختلف الأغراض التي لرُبما تجذب أنظار الناس إليهم فيُعجبون بهم ويتمنّون حالًا كهذه، ولربما يُحاكونهم ويتشبّهون بهم ويتصنّعون بمثل هذه الأحوال، فذلك منهيٌ عنه، لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ، يعني لا تُعجب بهم، وليس معنى ذلك أنه نُزّل منزلة لا تحزن، لكنه قد يقتضيه، لا تغتر بذلك ولا يكون ذلك سببًا لحُزن؛ لأنه إذا رأى مثل هذا وما هم فيه من التمكين والاستمتاع والقوة والرفاهية والغنى ونحو ذلك، فلرُبما يحزن المؤمن، فيكون ذلك نتيجةً للاغترار، أنه رأى مثل هذه المظاهر وهذا التمكين وهذه القوة وهذه الأملاك، فأحزنه ذلك مع ما فيه أهل الإيمان، لذلك عمر لما رأى النبي ﷺ القصة المعروفة، نام على حصيرٍ أثَّر في جنبه، بكى، لما سأله النبي ﷺ عن هذا، قال: ذكرت ما فيه كِسرى وقيصر، يعني: من النعيم والرفاهية والغِنى والمُلك، وأنت في هذا، يعني النبي ﷺ كان في غُرفة عِليّة، يعني فوق، في قصة إيلائه من نسائه ﷺ قد اعتزل فيها، ودرجُها جذع نخلة، عمر ﷺ لم يتمكّن من الصعود إلا تكلُّفًا، جذع نخلة، هذا الدرج، وعلى حصير، فبكى عمر، فبيّن له النبي ﷺ: ما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟[9].
لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتاعٌ قَلِيلٌ، هذا المتاع القليل هو الذي يحصل القسم بعده، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ [الروم:55]، والحديث: يؤتى بأنعم أهل الدنيا فيُغمس في النار غمسة، فيُقال: يا فلان هل رأيت نعيمًا قط؟ يقول: لا والله ما رأيتُ نعيمًا قط[10]، هذا أنعم إنسان، فكيف بمن دونه في تقلّباتهم في تجاراتهم وأموالهم ورفاهيتهم وتمتُّعِهم بالرحلات السياحية والتجارية ونحو هذا في المنتجعات، شواطئ البحار، والأماكن الجميلة الجذابة التي تستهوي الناظرين بخضرتها وجمالها وأجوائها الجميلة، هذا لا يغرّنك، هذا كله يرحل ويزول عما قريب يتلاشى، ويبقى العذاب السرمدي الأبدي، فما قيمة هذه النُزه والمُتع في مقابل شقاء أبدي في النار، لو قيل لإنسان: تبقى في الشمس فقط أبدًا ودائمًا ولا تغيب عنك الشمس، لكفى هذا، لكفى في أن ينزجر الإنسان عن كل ما يوصله إلى ذلك، ويجدّ ويجتهد فيما يُخلصه منه، فكيف بعذاب في النار، يُسحب وضرب، تقليب وسلاسل وأغلال، تبديل جلود، نسأل الله العافية.
"بالنظر إلى ما فاتهم في الآخرة، فـ مَتاعٌ قَلِيلٌ، وأصل متع كما سبق كلام على الغريب يدل على منفعة وامتداد مُدة في خير المتعة ما يُنتفع به، متعة، يُقال هذا متاع، متاع به انتفاع قليل غير باقي ولا دائم، يقول: "تقلبهم في الدنيا قليل بالنظر إلى ما فاتهم في الآخرة" كقوله -تبارك وتعالى-: فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ [غافر:4]، وكقوله: مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ [يونس:70]، كقوله: نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ [لقمان:24]، إلى غير ذلك من الآيات.
نُزُلًا يعني: "منصوبٌ على الحال من جَنَّاتٌ، لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا" جنات نُزُل، يعني ثوابًا ورزقًا، فالنُزُل معروف، هو ما يُعد للنازل أو الضيف من الزاد ونحو ذلك من القِرَى، يعني الضيافة، نُزُلًا ضيافةً، قال: "نُزُلًا منصوبٌ على الحال" يعني حال كونه "نُزُلًا، من جَنَّاتٌ أو على المصدرية".
هذا ورد عن بعض السلف، "لا يؤذون الذر" البر هو الذي لا يؤذي الذر، يعني لا يصدر منه أذى لأحد، "لا يؤذون الذر" وفي الحديث: ألا أُخبركم بشراركم؟، فذكر المشّاؤون بين الناس بالنميمة، قال: الباغون للبرآء العنت[11]، المشقة والأذى يوصلونه إليهم -للأبرار- كما قال الله تعالى: إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ [الانفطار:13]، وقال: إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا [الإنسان:5]، وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ، الأتقياء الصلحاء الأخيار، أصل هذه اللفظة ما ضاف الغريب أنها تدل على الاتساع، بر الاتساع في الخير والعمل بطاعة الله لذلك يُقال البَرّ الأرض البراح الواسع يُقال له بَرّ، وإذا أراد الناس أن يُشبّهوا شيئًا في سعته قالوا هذا بر، هذه الدار بر، هذا الفناء بر، هذه المزرعة بر، يقصدون أنها واسعة.
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ، جاء عن أنس قال: لما جاء نعي النجاشي، يعني خبر وفاته، قال رسول الله ﷺ: صلوا عليه، قالوا: يا رسول الله نصلي على عبدٍ حبشي؟ فأنزل الله : وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ[12]، هذا أخرجه النسائي في السُنن الكُبرى، والبزار وابن المُنذر في التفسير، والطبراني في الأوسط، وفي الباب عن جماعة من الصحابة كجابر وابن سعيد وابن الزبير ووحشي، وإن كانت هذه الروايات قد لا تخلو من ضعف إلا أن من أهل العلم من صحح أو حسّن بعضها، كحديث أنس هذا الذي ذكرته آنفًا أنه هو سبب النزول.
"وقيل: في عبد الله بن سلام وغيره ممن أسلم من اليهود" ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- أن هذه الصفات توجد في اليهود ولكن قليلًا[13]، يعني: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ، قليل في اليهود، يعني قليل من اليهود من أسلم كما في عبد الله بن سلام وأمثاله ممن آمن من أحبار اليهود، يقول ابن كثير: "ولم يبلغوا عشرة، وأما النصارى فكثيرٌ منهم يهتدون وينقادون للحق"[14]، وقال مجاهد والحسن: هي فيمن أسلم من أهل الكتاب"[15]، وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ .. إلى آخره، لا شك أن هذه الصفات لا تنطبق إلا على من آمن، لكن الروايات أنها نزلت فيهم كما ذكر المؤلف هنا: "وقيل: في عبد الله بن سلام.." إلى آخره، هذه مراسيل عن ابن جُريج[16] وابن زيد[17] ومُجاهد[18]، لا تثبت أنها سبب النزول.
يعني استعاض، اشتروا الضلالة بالهدى، الكفر بالإيمان، والاشتراء بآيات الله ثمنًا قليلًا، استعاضة عنها يعني بثمن قليل من الرُشى والدنيا أيًا كانت من تحصيل المناصب والعطايا والهبات ونحو ذلك، فهذا استعاضةٌ عنها بحُطامٍ من الدنيا، ولو كان كثيرًا فإنه قليل؛ لأن متاع الدنيا قليل، لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرًا شربة ماء[19]، فماذا تكون هذه الرشوة التي يُعطاها مُضيّع الحق ومُبدّله من جناح هذه البعوضة ماذا تكون؟ لا شيء، فهو مهما أُعطي في الواقع أنه قليل.
سؤال: يا شيخ أحسن الله إليك، ما دخل عليه الباء دائمًا هو الثمن؟ هو المقابل؟ اشْتَرَوا بِآيَاتِ اللَّهِ [التوبة:9]، يعني ما دخلت عليه الباء هو الثمن دائمًا؟
الجواب: هذا العِوَض والمعوَض، اشْتَرَوا بِآيَاتِ اللَّهِ، لكنه قد يستشكل بعضهم، هذا فيمن لم يدخل في الشيء، اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى [البقرة:16]، هم لم يدخلوا في الهُدى، اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ [آل عمران:177]، فهذا في المعوض والمعوض منه مُطلقًا، اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ، يعني الآن هؤلاء لم يكونوا مؤمنين ولم يكونوا على هُدى، لكن المعنى استعاضوا، كما قال الشاعر:
عُوضت بالجُمة رأسًا أزعرا | وبالثنايا الواضحات الدردرا |
وبالطويل العمر عمرا جيدرا | كما اشترى المسلم إذ تنصّرا[20] |
اشترى يعني استعاض، يُقال في الاستعاضة ولاحظ إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ، اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى، استعاض من هذا لهذا، إذا فُسر الاستعاضة يتضح المُراد، والله أعلم، وإن كانوا فاقدين لها، يعني آثروا هذا على هذا.
"صابروا عدوكم في القتال" والمصابرة مفاعلة في الأصل أنها تقتضي أن يكون ذلك بين طرفين، ومن هنا حمله من حمله على هذا المعنى، يعني كابن جُزي، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا، إذا قلت: صَابِرُوا بالأمر يعني قالوا في القتال باعتبار أن ذلك يقتضي أن يكون من طرفين، ولكنه ليس بالضرورة، يعني ليس دائمًا، ليس في كل موضع، كما تقول مثلًا تثاقل، هل هذا بين طرفين؟، تثاءب، تفاقم الأمر، هل هذا بين طرفين؟ تحامل على نفسه، على نفسه تحامل ونهض، فهذه ليست بين طرفين، لكن في الغالب في الأصل أن ذلك يكون بين طرفين، فمن نظر إلى هذا الأصل إن صيغة المفاعلة صَابِرُوا أن تكون بين طرفين، قال هذا في خصوص القتال، لكن ليس بالضرورة، ولهذا ليس هذا محل اتفاق، اصْبِرُوا وَصَابِرُوا، قال: وزيادة المبنى لزيادة المعنى، اصْبِرُوا أمر بالصبر، وَصَابِرُوا مزيد من أيضًا التأكيد للصبر، ويدخل فيه مصابرة العدل في القتال والمصابرة في سائر الميادين في الدعوة إلى الله وهكذا مصابرة حينما تُنازع النفس الشهوات ونحو ذلك.
قوله هنا: رباط يومٍ في سبيل الله خيرٌ من صيام شهرٍ وقيامه، قال: وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأُجري عليه رزقه وأمِن الفتّان[24]، يعني في القبر.
وحديث: رباط يومٍ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها[25].
وحديث: كل ميتٍ يُختم على عمله إلا الذي مات مرابطًا في سبيل الله، فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر[26].
وحديث: عينان لا تمسهما النار، عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله[27].
فهذه الأحاديث وغيرها في فضل الرباط.
فهنا: وَرابِطُوا يدخل فيه الرباط في نحر العدو، وذلك يكون في الثغور المتاخمة لبلاد العدو؛ لأنه يحمي بلاد المسلمين.
يقول: "والمرابط عند الفقهاء هو الذي يسكن الثغور ليرابط فيها وهي غير موطنه"، يعني: يتوجّه إليها لقصد حماية وحراسة بلاد المسلمين، "فأما سكّانها" يعني الأصليين، يعني "بأهليهم ومعايشهم فليسوا مرابطين، ولكنهم حماةٌ، حكاه ابن عطية"، حُماة هذا من باب الترغيب لهم في البقاء، لئلا تخلوا، ولذلك كرِه النبي ﷺ مثلًا -هذا مع الفارق- كرِهَ أن تعرى المدينة، الذين يسكنون بالأطراف من بني سلمة مثلًا أو نحو ذلك، يعني هؤلاء يُمثلون درعًا أو حماية للمدينة، فكرِه النبي ﷺ أن تعرى المدينة؛ لأن الناس كانوا يُريدون التحوّل قريبًا من المسجد، فكان النبي ﷺ يُبيّن لهم فضل المشي إلى المساجد وكثرة الخُطى وما إلى ذلك، قال: يا بني سلِمة، دياركم، يعني الزموا دياركم، تُكتَب آثاركم[28]، كرِه أن تعرى المدينة.
لكن المعنى هنا: اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا، هنا كلام للحافظ ابن القيم -رحمه الله- يذكر فيه معنًى مُفيدًا، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا، يقول: "علّم الله -تعالى- عباده كيفية حرب الشيطان وجهاده، فجمعها لهم في أربع كلماتٍ في هذه الآية، ولا يتم أمر هذا الجهاد إلا بهذه الأمور الأربعة، فلا يتم له الصبر إلا بمصابرة العدو، وهي منازلته، فإذا صابر عدوه احتاج إلى أمرٍ آخر وهو المرابطة، وهي لزوم ثغر القلب وحراسته؛ لئلا يدخل منه العدو، ولزوم ثغر العين والأذن واللسان والبطن واليد والرجل، فهذه الثغور منها يدخل العدو فيجوس خلال الديار ويُفسد ما قدر عليه، فالمرابطة لزوم هذه الثغور، ولا يُخلي مكانها، لا يُصادف العدو الثغر خاليًا فيدخل منه، وجِماع هذه الأمور الثلاثة وعمودها الذي تقوم به هو تقوى الله، فلا ينفع الصبر ولا المصابرة ولا المرابطة إلا بالتقوى، ولا تقوم التقوى إلا على ساق الصبر"[29].
وهنا تحدث عن مجاهدة الشيطان والصبر على طاعة الله وما إلى ذلك، هذا الكلام عند من يقول بأن المصابرة تكون للعدو في القتال والمرابطة بلزوم الثغور ونحو ذلك أن الآية في الجهاد يكون مثل هذا الكلام الذي ذكره ابن القيم من قبيل التفسير الإشاري، يعني من باب أن الشيء بالشيء يُذكر، من باب القياس، وليس معنى الآية عند من قال: إن الآية في خصوص مثابرة الأعداء من الكفار في القتال وما إلى ذلك.
وأصل المُرابطة والرباط أصلها هي: ربط كل فريق لخيلهم في الثغر، كلٌ يُعد لصاحبه، سُمي المكان الذي يُخص بإقامة حفظه رباطًا، يقال: هذا رباط، جاء عن الحسن البصري: أُمِروا أن يصبروا على دينهم، اصْبِرُوا، الذي ارتضاه الله لهم وهو الإسلام، فلا يدعوه لسراء ولا لضراء، ولا لشدةٍ ولا لرخاء حتى يموتوا مسلمين، وأن يُصابروا الأعداء[30]، يعني أعداء الدين.
وهذا الذي اختاره ابن جرير[31] وابن كثير[32]، اصْبِرُوا يعني: على طاعة الله ودينه وتقواه، وَصَابِرُوا أعداءه، اختاره ابن جرير وابن كثير، وابن كثير فسّر المرابطة بالمداومة في مكان العبادة والثبات.
وجاء عن ابن عباس وسهل بن حُنيف، ومحمد بن كعب وغيرهم انتظار الصلاة بعد الصلاة[33] لحديث: فذلكم الرباط، ما هي العلة؟ قالوا: لأنه لما نزلت هذه الآية أصلًا في زمن النبي ﷺ لم يكن هناك رباط، ما كان فيه ثغور تحتاج إلى مرابطة ومرابطين، ثغور متاخمة، يعني ما الذي حملهم على القول بأن ذلك انتظار الصلاة بعد الصلاة؟ قال النبي ﷺ: فذلكم الرباط.
الأمر الثاني: قالوا ما كان فيه رباط في يوم نزلت الآية، لكن ليس هذا للضرورة، اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا، يعني: هذا خطاب للأمة والله عالم أنه سيكون هناك ثغور وتتسع بلاد المسلمين، وإلا فما معنى الأحاديث الواردة في فضل الرباط، مع القول بأنه لا يوجد أصلًا ثغور يُرابط فيها في زمن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كيف يُقال هذا؟ إذًا ما معنى هذه الأحاديث، الترغيب في الرباط، رباط يومٍ في سبيل الله؟ فتكون هذه الآية في الرباط، وَرَابِطُوا يدخل فيها المرابطة بنحر العدو ومثابرة العدو في ميدان المعركة، ويدخل فيها مثابرة العدو في ميدان الدعوة، ويدخل فيها أيضًا المرابطة في ملازمة الحق والثبات عليه، وملازمة الطاعة والعبادة، فكل هذا يدخل فيه، والله أعلم.
- أخرجه البخاري، أبواب تقصير الصلاة، باب إذا لم يطق قاعدا صلى على جنب، برقم (1117).
- تفسير ابن كثير (2/184).
- تفسير الطبري (6/311).
- تفسير ابن كثير (2/18).
- انظر: مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (2/85).
- تفسير ابن كثير (2/191).
- انظر: تفسير الطبري (6/321).
- أخرجه الترمذي، أبواب المناقب عن رسول الله -ﷺ، باب في فضل مكة، برقم (3925)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب"، وابن ماجه، أبواب المناسك، باب فضل مكة، برقم (3108)، وأحمد في المسند، برقم (18715)، وقال محققوه: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه روى له أصحاب السنن سوى أبي داود"، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (7089).
- أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب {تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ}، برقم (4913)، ومسلم، كتاب الطلاق، باب في الإيلاء، واعتزال النساء، وتخييرهن وقوله تعالى: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} [التحريم:4]، برقم (1479).
- أخرجه مسلم، بلفظ: ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا، والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا، من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا، والله يا رب ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط))، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار وصبغ أشدهم بؤسا في الجنة، برقم (2807).
- أخرجه أحمد في المسند، برقم (27599)، وقال محققوه: "حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب"، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة، برقم (1861).
- أخرجه النسائي في الكبرى، برقم (11022)، والبزار في مسنده، برقم (6556)، والطبراني في الأوسط، برقم (2667)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (3044).
- تفسير ابن كثير (2/193).
- تفسير ابن كثير (2/193).
- تفسير ابن كثير (2/195).
- تفسير الطبري (6/329)، وتفسير البغوي (2/155).
- تفسير الطبري (6/330)، والدر المنثور في التفسير بالمأثور (2/416).
- تفسير ابن كثير (4/473).
- أخرجه الترمذي، أبواب الزهد عن رسول الله -ﷺ، باب ما جاء في هوان الدنيا على الله -، برقم (2320)، وابن ماجه، أبواب الزهد، باب مثل الدنيا، برقم (4110)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (5292).
- تفسير الثعلبي (الكشف والبيان عن تفسير القرآن) (1/159).
- أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب فضل رباط يوم في سبيل الله، برقم (2892).
- أخرجه مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره، برقم (251).
- تفسير ابن عطية (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) (1/560).
- أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الرباط في سبيل الله -، برقم (1913).
- أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب فضل رباط يوم في سبيل الله، برقم (2892).
- أخرجه أبو داود، كتاب الجهاد، باب في فضل الرباط، برقم (2500)، وأحمد في المسند واللفظ له، برقم (23951)، وقال محققوه: "إسناده صحيح"، وصححه الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح، برقم (3823).
- أخرجه الترمذي، أبواب فضائل الجهاد عن رسول الله -ﷺ، باب ما جاء في فضل الحرس في سبيل الله، برقم (1639)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (4113).
- أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد، برقم (665).
- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (الداء والدواء) (ص:97).
- تفسير الطبري (6/332)، وتفسير ابن كثير (2/195).
- تفسير الطبري (6/332).
- تفسير ابن كثير (2/197).
- أخرجه مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره، برقم (251).