بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المفسر -رحمه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذه المعاني التي ذكرها الحافظ ابن كثير -رحمه الله- مما اشتملت عليه سورة الفاتحة هي المعاني الظاهرة المتبادرة، وإلا فإن هذه السورة لو أردنا أن نستخرج منها المعاني التي دلت عليها بطرق الاستنباط المختلفة، وتوظيف ألوان الدلالة، فإن هذا أمرٌ سيطول، ومعلومٌ أن من أهل العلم من يستخرج من البسملة بمجردها ما يقرب من ثلاثين وجهاً من القضايا المتعلقة بالتوحيد، وبعضهم يزيد على هذا، وأما الفاتحة فحدّث ولا حرج، وتجد أن الموضوع الواحد يستخرج له من ألوان الدلالات من سورة الفاتحة ما يثبته، إما بطريق اللزوم، وإما بطريق التضمن أو غير ذلك.
فمثلاً يمكن أن يستخرج من سورة الفاتحة موضوع الإيمان باليوم الآخر وذلك من قوله تعالى: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [سورة الفاتحة:3]، ووجه ذلك أن رحمته -تبارك وتعالى- بخلقه تقتضي أن يثيب المحسن بإحسانه، وألا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأنه لا يترك الظالم يأخذ حق المظلوم ويفوت ذلك من غير اقتصاصٍ له، فكثير من الناس -كما نرى-يكون ظالماً في الدنيا بأخذ حقوق الناس وبقتلهم وما أشبه ذلك، ثم يموت ولم يلق جزاءه بعد.
وإذا بدأت بالحمد، فإن "أل" هذه تدل على الاستغراق، فالذي يوصف بالحمد المطلق من كل وجه يقتضي ثبوت ما يحمد عليه، ومن ذلك أنه يقيم داراً للناس يقيم فيها العدل التام، ويعطي كل ذي حقٍ حقه، ويجزي المحسن على إحسانه، والمسيء على إساءته، كما قال الله : وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الزمر:75]، أي في الآخرة.
وقل مثل ذلك في قوله: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الفاتحة:2] فإن ربوبيته أيضاً تقتضي إثبات اليوم الآخر، وكذلك الأمر صريح في قوله: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [سورة الفاتحة:4] فإنه يدل على ذلك بدلالة المطابقة.
ثم في قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ [سورة الفاتحة:5] فإنه إنما يعبد من أجل تحصيل رضاه، والظفر بدار النعيم في الآخرة.
وفي قوله: وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [سورة الفاتحة:5] أي نطلب العون على كل مطلوب دنيوي أو أخروي، ثم اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [سورة الفاتحة:6] يدل على ذلك أيضاً، فإنه صراط الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وهكذا.
وإذا أردت أن تثبت قضية الإيمان بالرسل فإن ذلك يظهر من قوله: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [سورة الفاتحة:3]، ومن الحمد؛ فإن حمده يقتضي ألا يترك عباده هملاً لا يأمرهم، وكذلك من الربوبية، فإن ربوبيته تقتضي أن يكون في مملكته أمرٌ ونهي، وهذا هو الذي يأتي به الرسل -عليهم الصلاة والسلام.
وتثبت قضية الإيمان بالرسل أيضاً من قوله -تبارك وتعالى: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [سورة الفاتحة:4] فإن ثبوت اليوم الآخر يقتضي أن يكون ثمة ما تقوم به الحجة على الناس، وذلك بإرسال الرسل وإلا فكيف يعذبون ويحاسبون، والله يقول: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [سورة الإسراء:15]، وكذلك في قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ [سورة الفاتحة:5]، فالله لا يُعبد إلا بما شرع، فكيف يعبد من غير بعث الرسل؟
وكذلك في قوله: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ [سورة الفاتحة:6-7] فالذين أنعم عليهم هم من ذكرهم بقوله سبحانه: مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ [سورة النساء:69]، وكيف حصل الإنعام والغضب أصلاً بغير بعث الرسل؟ فهم فرقٌ بين الناس.
فهذا مثال على دلالتها على هذه القضايا، فإذا أردت أن تنظر في المعاني التي يمكن أن تستخرج منها في دلالتها على أنواع التوحيد الثلاثة، ودلالتها على كثيرٍ من قضايا الاعتقاد وجدت من ذلك أموراً كثيرة جداً.
ما عليك إلا أن تبدأ من "أل" في قوله: الْحَمْدُ للّهِ تجد أن الحمد بدخول "أل" دل على الاستغراق، أي كل المحامد منسوبة إلى الله ، وهذا يقتضي أنه كاملٌ من كل وجه؛ لأنه لا يمكن أن تنسب جميع المحامد إلا لمن كان محققاً للكمال، وإلا فإنه ينقص من حمده بحسب ما نقص من كماله، فالمحمود من كل وجه هو الكامل من كل وجه، بذاته، وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهكذا لو أردنا أن نسترسل مع هذه المسائل لاحتاج ذلك إلى وقت كبير.
هذه من اللطائف في هذا التفسير، بمعنى أنها ليست من المسائل الداخلة في المعنى الإجمالي، أو المعنى الأساسي للآية الذي جاءت لتقريره، لكنها من اللطائف والملح التي يذكرها بعض أهل العلم وينبهون عليها، وهم بين مكثرٍ ومقل في هذا، فإذا لم يظهر فيها وجه من التكلف فهي حسنة.
لذلك لو تُدوًّن هذه اللطائف والملح التي تذكر في تفسير سورة البقرة وفي التفسير عموماً مع قضايا التوحيد بجميع أنواعها، وكذلك القواعد التي تمر في التفسير، وما يتعلق بتطبيق أصول التفسير وقواعد التفسير، مثل: حمل اللفظ على أعم معانيه، وكذلك قضايا التضمن، وحمل اللفظ على الحقيقة والمجاز عند القائل به، وحمل المشترك على معنييه، وتدون أيضاً الإسرائيليات والموقف منها حيث إن التفسير مليء بالإسرائيليات، كما أن في التفسير كثيراً من القضايا الأصولية يحتاج طالب العلم أن يدونها ليستفيد منها، إذ لو دون كل هذه الفوائد والقواعد فإنه سيخرج بأمثلة بالعشرات بل ربما بالمئات، وعلى قدر تفتُّق ذهن الإنسان وإلمامه واهتماماته بهذه الأشياء والتفطن لها، يكون عنده من الفوائد، ويكون عنده ثروة ممتازة.
يريد أن يقول: إن هذا من الأدب في التعبير حيث إنه يرِد في بعض المواضع في القرآن ما قد يكون الكمال في عدم نسبته إلى فاعله مباشرةً فيعبر عنه بالمبني للمجهول مثلاً ونحو ذلك، ففي قوله على سبيل المثال: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ [سورة الفاتحة:7] أضاف الله الإنعام إليه سبحانه بطريق الخطاب، ولما ذكر الغضب وإن كان الغضب صفة كمال في موضعها ولا شك لكنه ليس كالإنعام، لذلك قال: غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ [سورة الفاتحة7]، ولم يقل: غير الذين غضبت عليهم.
وبعض أهل العلم يقول: إن هذا التعبير استعمل لتهميشهم وإهمالهم فلأنهم لا يستحقون التنويه قال: غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ والله أعلم.
ومن أمثلة هذا الأسلوب قول الله : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [سورة الشعراء:80]، فهو لم يضف المرض إلى الله بحيث يقول: والذي هو يمرضني ويشفين كما في قوله: وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ [سورة الشعراء:79] وإنما قال: وَإِذَا مَرِضْتُ فأضاف المرض إلى نفسه مع أن المرض إنما هو من الله .
ومن أمثلة ذلك قول الله في سورة الكهف عن الخضر: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا [سورة الكهف:79]، فالخضر نسب العيب إلى نفسه، وأما في الجدار فقال: وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا [سورة الكهف:82] فلم يقل: فأردت أن يبلغا وإنما نسب ذلك الفضل إلى الله فقال: فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ [سورة الكهف:82].
فهذا يذكره بعض أهل العلم، ويقولون هو من باب التأدب، ومما يذكرون في ذلك خطاب الله لنبيه ﷺ حيث قال: وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [سورة الضحى:1-3]، قالوا: لم يوجه الخطاب إليه مباشرةً بقول: قلاك مع أن الأصل هكذا وإنما قال: وَمَا قَلَى، وبعضهم يقول: هذا الأسلوب أتي به مراعاةً للفاصلة.
وعلى كل حال فالمقصود هو التنبيه على المعنى الذي ذكره ابن كثير أيًّا كان، ولذلك فإن مثل هذه اللطائف لا يُقطع بها، وإنما هي ملح يرِد على بعضها ما يرِد من الاعتراضات، فما ذكر في قوله تعالى: غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [سورة الفاتحة:7] يرِد عليه أن هناك مواضع أخرى أضاف الله فيها لنفسه أنه أضل أقواماً، وغضب على أقوام، كقوله تعالى: مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ [سورة المائدة:60]، وكقوله: وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ [سورة الفتح:6] وكذلك قوله -تبارك وتعالى: مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ [سورة الأعراف:186] وغير ذلك كثير.
فلا ينبغي للإنسان أن يتمسك بشيء من ذلك ويعضَّ عليه بالنواجذ ويصارع عليه، فهي ملح تحتمل الصواب وعدمه، والإمام الشاطبي ما يرى ذكرها أصلاً ولا الاشتغال بها.
وابن القيم -رحمه الله- حينما تكلم على أدب المرأة المسلمة ذكر في قوله تعالى: وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ [سورة الذاريات:29] أن امرأة إبراهيم ﷺ لما بشرتها الملائكة، قالت كلمتين تكفي كل واحدة للدلالة على تعذر الولد وهما كبر السن والعقم، ثم قال: أدب المرأة المسلمة ألا تسترسل في الحديث مع الرجال الأجانب بغير حاجة، وهذا الكلام من ابن القيم معناه صحيح، والاستدلال بهذه الآية استدلال جميل لكن يرِد عليه أنها في الموضع الآخر قالت: يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ [سورة هود:72]، فهنا تبين أنها لم تقل كلمتين، فالمقصود أنك إذا قرأت شيئاً وأعجبك فلا تظن أن مثل هذه الأشياء يقطع بها وأنها الحق الذي لا محيد عنه، وهكذا.
ودع عنك قول: لو قال قائل كذا لكان ذلك له وجه، والذي أظنه أرجح في هذه المسألة كذا، فطالب العلم ما يصلح في مثل هذه المسائل أن يقول هذا أو يقول: والحق الذي لا مرية فيه، والصواب المقطوع به في هذه المسألة كذا وما عداه مطَّرح، وفلان أبعد النجعة، واعلم أنك قد تقتنع بشيء ثم تغير رأيك بعد فترة مع أنك قد جادلت وخاصمت على الرأي الأول وظننت أنه لا تردد ولا إشكال فيه، لذلك اترك هذه العبارات لأهلها وانظر إلى ما ينفعك في دينك ودنياك.
"وقال: مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [سورة الأعراف:186]، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أنه سبحانه هو المنفرد بالهداية والإضلال، لا كما تقول الفرقة القدرية ومن حذا حذوهم من أن العباد هم الذين يختارون ذلك ويفعلون، ويحتجون على بدعتهم بمتشابه من القرآن، ويتركون ما يكون فيه صريحاً في الرد عليهم، وهذا حال أهل الضلال والغي، وقد ورد في الحديث الصحيح: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم"[1].
يعني أن هؤلاء يتبعون ما تشابه من القرآن، والمقصود به هنا في مثل هذا المثال، التشابه النسبي وليس التشابه المطلق من كل وجه الذي لا يعلمه إلا الله وهو حقائق الأمور الغيبية، وإنما التشابه النسبي هو الذي يخفى على البعض ويعلمه البعض، فطوائف القدرية مثلاً يأخذون ببعض النصوص التي تدل على أن الله قدر الأقدار، وأنه يصرف خلقه كيف يشاء، وأنه يهديهم وأنه يضلهم، فهم يأخذون هذه النصوص ويقولون: الإنسان ليس له حيلة، فالله هو الذي يهديه أو يضله، فهو كالريشة في مهب الريح.
وتأتي طائفة أخرى ويأخذون من النصوص ما يدل على إثبات فعل العبد، وأن العبد له قدرة وإرادة وما أشبه ذلك، ويتركون النصوص الأخرى ويقولون: إن العبد يستقل بفعله، وإن الرب -تبارك وتعالى- ليس له قدرة على أفعال العباد، فهو أراد هدايتهم فضلوا بإرادتهم واختيارهم ومشيئتهم، فهؤلاء يأخذون جزءًا من النصوص، وهؤلاء يأخذون جزءًا من النصوص، فهذه طريقة أهل البدع، وهي طريقة تكون سبباً للانحراف في أي باب سلكت وليس فقط في باب القدر؛ لأن أي قضية تريد أن تسلك فيها هذا الطريق ستخطئ.
فمثلاً: إذا أردت أن تتعامل مع أهل البدع بالنظر إلى النصوص المبثوثة في الكتاب والسنة وأقوال السلف، وأخذت الطريقة التي ليس فيها إلا المفاصلة والمصارمة والهجر وما أشبه ذلك فإنك ستخرج بنتيجة غير صحيحة، وإذا نظرت إلى النصوص الأخرى ستجد أن التعامل الشرعي يختلف عن هذا، وكذلك العكس بالعكس، فمن نظر إلى الجانب الآخر ربما يحصل له مباسطة وانفتاح كامل، ويرى أن هؤلاء منه وهو منهم، وأنه ينبغي أن تذوب هذه الجبال من الجليد التي بينه وبينهم، وأننا نستطيع أن نندمج وأن ننصهر.. الخ.
ومن هنا تأتي خطورة البرمجة العصبية حيث تجد هؤلاء المبرمجين ما عندهم مشكلة في أن يندمجوا مع كل أحد ولو كان يهودياً أو نصرانياً؛ لأنه ينظر إلى الجوانب الإيجابية كما يقال: ينظر إلى نصف الكأس المليان، ولا ينظر إلى الجانب الآخر السلبي، وإنما ينظر من زاوية أن اليهود فيهم جوانب تتفق معهم فيها، والنصراني كذلك تستطيع أن تقترب منه ويقترب منك، وأن تفهمه ويفهمك، وأن يحل الحوار بدلاً من المصادمة والمفاصلة، والمفارقة، فينتهي موضوع الولاء والبراء؛ لأنه مبني على الإقصاء، ورفض الآخر، والانكفاء على الذات، والتقوقع والتمحور... الخ، وأعتذر عن هذه الكلمات التي ابتلينا بها وفي المقابل تركت الألفاظ الشرعية، فالمقصود أنه صار بعض طلاب العلم يسلك هذا الطريق وبالتالي كم جنت هذه الأمور على دين الله وعلى أصحابها قبل كل شيء.
فالمقصود أن من نظر إلى النصوص من جهة واحدة فإنه يسلك طريقاً معوجة، وهذا الأمر له تعلق بثلاثة أشياء، له تعلق بالعلم، وله تعلق بالقصد، وله تعلقٌ ثالث بالعقل، فتجد أن أمثال هؤلاء يكونون من ذوي العلم الناقص بحيث لم يسمعوا إلا نصين أو ثلاثة ويظنون أن هذه النصوص هي كل شيء في المسألة وانتهى الأمر، والعلامة عند هؤلاء الجهال أنك تجدهم دائماً يعبرون بعبارات قوية جداً ويفاصلون ويصرحون بأنهم مستعدون لكذا وكذا.... الخ.
ومن الأمور المؤدية إلى ذلك: القصد، أعني قصد الإنسان هو الذي يجعل من هذا الإنسان يسير في مثل هذه الطريق، فتجد عنده هوىً يجعله يميل مع الشيء الذي يعجبه.
والأمر الثالث العقل أي عقل الإنسان وتركيبه، وأقصد بالعقل القلب، فطريقة تفكير الإنسان تؤثر تأثيراً واضحاً بيناً في مثل هذه الأمور، فتجده إذا نظر لا يستطيع أن ينظر بنظرة واسعة شاملة، وإنما ينظر بنظرة مبتسرة، فهذه الأمور الثلاثة هي أكثر ما يؤثر في سلوك الإنسان واعوجاجه.
وهناك أمور أخرى ثانوية، لكن هذه الأشياء التي ذكرتها هي في ظني أنها أساسية، وتجعل الناس ينحرفون وخاصةً في أوقات الفتن كهذه الأيام التي نعيش فيها الآن..
يلاحظ أنه يقول: ليس فيه حجة صحيحة، وأما ما يتعلقون به من القرآن فكل طائفة تقريباً تتعلق بأشياء من القرآن، والقرآن كما جاء في الأثر عن علي في وصيته لابن عباس: "حمَّالٌ ذو وجوه" أي أنه يحتمل معانِيَ كثيرة، ولهذا أوصاه أن يجادل الخوارج بالسنة، وكذلك ثبت هذا عن أنس لما مر بابنٍ له يتجادل مع رجلٍ من أهل الأهواء، فأمره أن يجادله بالسنة.
وكذلك ورد هذا عن جماعة مثل عمر وغير عمر، وعلى كل حال كان السلف يرون مجادلة أهل الأهواء بالسنة مع مجادلتهم لهم بالقرآن؛ لأن الاقتصار في المجادلة على ما في القرآن من الآيات قد لا يجدي مع المخالف؛ لأن الآية تحتمل أكثر من وجه، فإذا بينتْها السنة انتفى الاحتمال.
لكن المشكلة إذا كان هذا المجادل ممن ينفي السنة ولا يؤمن بها بحيث إذا جئت له بالأحاديث قال لك: هؤلاء الصحابة أصلاً ارتدوا على أدبارهم، ونحن لا نصدق أحاديثهم ولا نقبلها، ويأتيك بأشياء مكذوبة عن أئمته، ويرى أن هؤلاء لهم العصمة، ثم بعد ذلك يستخرج هذه العقيدة من رأسه؛ لأنه قد ألغى السنة، والقرآن عنده يحتمل أكثر من وجه فهو يحمله على المعنى الذي يظنه، وهكذا نجد أن الشيطان قد عرف كيف الطريق إلى عقول كثير من الناس، والله المستعان.
أحياناًَ يفكر الإنسان ويقول: كيف يضلون وعندهم الكتاب والسنة؟! لكن إذا نظر نظرة تأمل وجد أن الشيطان قد وضع متاريس بينهم وبين الكتاب والسنة، لذلك إذا جئت إلى الرافضي تجد أنك لا يمكن أن تصل معه إلى نتيجة بطريق الكتاب والسنة؛ لأن السنة هذه كلها مرفوضة عنده، والقرآن عنده فيه آيات زائدة يرى أنها حذفت، ويفسر الآيات بتفسيرات عجيبة، ففي قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً [سورة البقرة:67] يقول: البقرة هي عائشة، والجبت والطاغوت في قوله تعالى: يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ [سورة النساء:51] يقولون: هما أبو بكر وعمر، فتقول له: ليس الأمر كذلك، فيقول لك: ليس تفسيرك أولى من تفسيري، وهذا في أقل الأحوال أنه يكون ممن درس البرمجة اللغوية، فهو يتنزل معك لمجادلتك على هذا الأساس.
وإذا جئت للصوفي قال لك: يا أخي أنتم تأخذون علومكم من ميت عن ميت فتقولون: حدثنا فلان حدثنا فلان حدثنا فلان، أما نحن فقد حدثنا الحي الذي لا يموت، وأتى لك بتأويلات فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان.
إذا جئت لمتكلم من المتكلمين فقلت له: كيف تؤمن بهذه العقائد الكلامية الفاسدة؟ قال لك: يا أخي هذا النص الذي أنت تتكلم عنه من الكتاب والسنة إن كان غير متواتر فلا يحتج به في العقائد، وإن كان متواتراً فيرد عليه قوادح عشرة في الدلالة بحيث تجعله محتملاً، وهذه قضايا تحتاج إلى قطع لا تقبل الاحتمال، فتقول له: فما الحل؟ يقول لك: الحل هو العقل؛ لأن هذا الأمر ينبغي أن يكون في القواطع من الأمور، فالعقائد لا تحتمل التشكيك، وهكذا يلغي الكتاب والسنة، ويدخل في متاهات العقول التي يختلف أصحابها غاية الاختلاف.
ولذلك إذا رأيت عقائد أهل الكلام تجدها فلسفة وكأنك تقرأ لأرسطو أو أفلاطون، أو أمثال هؤلاء وما تقرأ كتاباًفي العقيدة لأناس أنعم الله عليهم ببعثة خير نبي -عليه الصلاة والسلام، وأنزل عليهم أشرف كتاب، إذا قرأت أي كتاب من كتب هؤلاء ما تجد قال الله كذا، أو قال رسول الله كذا، فالله المستعان.
"يستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها: آمين، مثل: يس، ويقال: أمين بالقصر أيضاً، ومعناه: اللهم استجب.
والدليل على استحباب التأمين ما رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن وائل بن حجر قال: سمعت النبي ﷺ قرأ: غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [سورة الفاتحة:7] فقال: (آمين)، مد بها صوته، ولأبي داود: رفع بها صوته[3]، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وروي عن علي وابن مسعود -ا- وغيرهم.
وعن أبي هريرة قال: "كان رسول الله ﷺ إذا تلا: غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ قال: (آمين) حتى يسمع من يليه من الصف الأول"، رواه أبو داود وابن ماجه، وزاد فيه: فيرتج بها المسجد"، والدارقطني وقال: هذا إسناد حسن"[4].
هذه الزيادة: "فيرتج بها المسجد" فيها ضعف، والطريقة التي مشى عليها المختصرون هو ألا يذكروا من هذه الأحاديث إلا ما بلغ درجة القبول، سواء كان حسناً لغيره أو نحو ذلك، فبعض أهل العلم يحسّن مثل هذه الرواية -يعني من باب الحسن لغيره- لكن على كل حال هذه الزيادة فيها ضعف لكن الأمر في هذا سهل، والمهم أن ثبوت التأمين لا شك فيه حيث توجد فيه أحاديث صحيحة.
كل هذا وغيره يدل على أن النبي ﷺ كان يؤمن في الصلاة، أي: يقول آمين، ويجهر بذلك، ويؤمن أهل المسجد ويرفعون أصواتهم، وهي سنة ليست بواجبة في الصلاة، كما أن التأمين ليس من الفاتحة بالإجماع، أي أنه لم يوجد أحد قال: إنه من الفاتحة، ومعنى آمين أي اللهم استجب.
والمعنى قاصدين، لكن هذا معنى بعيد جداً، ولا ينبغي للإنسان أن يقول في صلاته: آمّين، وإنما يقول: آمين بمعنى اللهم استجب.
قوله: "ويستحب ذلك لمن هو خارج الصلاة" هذا يرجع إلى التأمين، أي أنه يستحب أن يقول: آمين، وليس المقصود أنه يرجع إلى قول الحسن وجعفر من أنه يقول: آمِّين بالتشديد.
قال الشافعية: إن التأمين يكون في الصلاة وفي خارج الصلاة، فأنت إذا قرأت الفاتحة خارج الصلاة تقول: آمين، وقالوا: إن قرأ جهراً جهر، وإن قرأ سراً أسر، فهذا هو المقصود، وليس المقصود أنهم يقولون بتشديد الميم من آمين.
هذه المحامل الثلاثة الأقرب منها والموافق للسياق والذي تدل عليه الروايات الأخرى بشكل أصرح من هذا هوالزمان، بمعنى أنه يقع تأمين هذا الإنسان المصلي موافقاً لتأمين الملائكة في وقتٍ واحد أو في لحظةٍ واحدة، فإذا حصل هذا التوافق حصل الجزاء بالمغفرة.
ومن الروايات التي ذكرها ابن كثير -رحمه الله- في هذا قوله –عليه الصلاة والسلام: من وافق تأمينه تأمين الملائكة[7] لكن قد يقال: هذه محتملة إلى حد كبير، وذكر أوضح من هذه الروايةوهي قوله: فوافقت إحداهما الأخرى[8].
وتوجد عندنا روايات أخرى منها حديث أبي هريرة في رواية له: إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا: آمين، فإن الملائكة يقولون: آمين، وإن الإمام يقول: آمين، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له فهذا يدل على أن الموافقة تكون بالقول؛ ليقع ذلك متوافقاً.
وفي حديث أبي هريرة الطويل: إنما جعل الإمام ليؤتم به[9] وفي آخره زيادة: وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين، فإذا وافق كلام الملائكة غفر لمن في المسجد[10]، وهذه رواية صحيحة تدل على أن المقصود الموافقة بالقول، والله أعلم.
يلاحظ أن قوله: (يجبكم الله) يدل على أنها دعاء، بمعنى اللهم استجب، لا قاصدين آمّين.
مسألة:
فهم بعض الفقهاء أن ابتداء تأمين الإمام يكون سابقاً لتأمين المأموم بقليل بحيث يكون تأمين المأموم مع تأمين الإمام، لا أن ينتظر المأموم حتى يفرغ الإمام من التأمين فهذا لا يقول به أحد فيما أعلم، وليس هذا الذي فهمه من أهل العلم بقاطعٍ.
مسألة أخرى:
بالنسبة لموافقة تأمين الإنسان تأمين الملائكة معناه أنه إذا قال الإمام: آمين بعد الفراغ من الفاتحة، فإنه ومن معه يرجو أن تحصل له موافقة الملائكة في التأمين؛ لأن الملائكة تقول: آمين بعد أن يقول الإمام ولا الضالين، فالإنسان يقولها ويرجو أن يحصل له ذلك، لكنه لا يستطيع أن يعلم أو يقطع أنه وافق أو لم يوافق.
تفسير سورة البقرة
فقوله هنا: البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة قد يفهم من هذا القدر -بالبناء للمجهول- أن ذلك يحصل بمجرد القراءة، سواء كان عن طريق إنسان يقرأ في بيته أو عن طريق التسجيل فإن الشيطان يفر من هذا البيت، ولا شك أن القراءة تعبّدَ الله الناس بها، فالأكمل والأفضل أن يقرأ الناس في بيوتهم سورة البقرة، ولكن إذا حصل ذلك بالتسجيل أيضاً فيقال: لا يمنع؛ فكثير من الناس خاصة الذين يعانون من أشياء في بيوتهم يقولون: قد لا نتفرغ كل يوم لقراءة سورة البقرة، فإذا وضع التسجيل فإنه يكون مؤثراً في طرد الشيطان، وأثر ذلك مشاهد.
قبل أيام اتصلت إحدى النساء تقول: يوجد في بيتهم فأر كبير، يخرج من دورة المياه ويجلس تحت سرير النوم، تقول: فوضعنا له السم فأكل منه ثم اختفى ولم نجد له أثراً، تقول: وهذه الساعة تغطت جدران غرفة النوم بذباب كثير كبير الحجم على قدر رءوس الأصابع ما رأيت مثله، ولا يوجد له مدخل أصلاً، ولا يوجد من قبل ذباب في بيتنا أصلاً لا صغير ولا كبير، ولسنا في مكان زريبة أو نحو ذلك.
فقلت لها: اجلسي الآن في نفس الغرفة، وافتحي النوافذ واقرئي سورة البقرة، فاتصلت عند العصر تقول: إن الذباب خرج بعد ما انتهيت من السورة.
ولا زلت أذكر شخصاً كان مغمى عليه أو شبه مغمي عليه حيث كان فيه مسٌّ، وكان يشغَّل شريطاً يقرأ سورة البقرة وكان هذا الشخص يبكي وهو نائم، ويتكلم بكلام مفاده أنه يرى الشيطان الذي يؤذيه ويصرعه، كان يراه يدور على البيت يحاول الدخول ولا يستطيع، وهو يقول لأصحابه: لا تغادروا المكان.
لقد كان الشيطان يحاول أن يدخل ويدور على السور، وكان الرجل يتكلم ويبكي وهو نائم ويحاول أن يمد يده يريد أن يمسك يد أحدهم، وكان يقول: لا تذهبوا عني انتظروني، وكان يسميهم بأسمائهم كل ذلك وهو مغيب عن عقله.
هذا شيء رأيته، وعلى كل حال عندنا الحديث، والحمد لله، ما يحتاج أن نرى شواهد تدل عليه.
على كل حال مثل هذا لا يقال من جهة الرأي فله حكم الرفع، فهذه الأحاديث كلها في هذا المعنى وغير هذه الأحاديث.
بعض هذه الأحاديث مثل أثر ابن مسعود هذا فيه ضعف، وعدد من الأحاديث الواردة في هذا الباب فيها ضعف، لكن بعضها ينجبر بالشواهد فترتقي إلى مرتبة الحسن، وبعضها ربما يكون دون ذلك، والله أعلم.
وهذا أيضاً من الروايات التي فيها ضعف، لكن بعض أهل العلم يجعل هذا مع غيره من قبيل الحسن، يعني أنه يتقوى بغيره، ولذلك خرجوه في هذا الكتاب.
وعلى كل حال يبقى أن أساس المعنى أو القدر الثابت هو أن الشيطان لا يمكن أن يبقى في بيتٍ تقرأ فيه سورة البقرة.
"وروي أيضاً من طريق الشعبي قال: قال عبد الله بن مسعود -:"من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة، أربع من أولها وآية الكرسي وآيتان بعدها وثلاث آيات من آخرها"[15]، وفي رواية: "لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه، ولا يقرآن على مجنون إلا أفاق"[16].
وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله ﷺ: إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن البقرة، وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، ومن قرأها في بيته نهاراً لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام[17] رواه أبو القاسم الطبراني وأبو حاتم وابن حبان في صحيحه، وابن مردويه".
وهذا الحديث أيضاً فيه ضعف في الإسناد، ولكن الجملة الأولى: إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن البقرة ورد فيها أيضاً روايات أخرى ضعيفة عن ابن مسعود وعن ثلاثة من الصحابة أو أربعة، وكلها لا يخلو من ضعف، ولكن بعض أهل العلم يرىأن هذه الجملة تتقوى بغيرها من الروايات، وهذه الروايات الضعيفة يقوي بعضها بعضاً، فيرون أن هذه الجملة: إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن البقرة ترتقي إلى مرتبة الحسن.
معنى: (جراب وُكئ على مسك): يعني رُبط فلا تظهر رائحته.
وعلى كل حال حتى هذه الرواية من الروايات التي يمكن أن يقال عنها: إنها لا تخلو من ضعف في أقل الأحوال، وبعض أهل العلم يحسنها، وهذا ما فعله هؤلاء المختصرون.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
- أخرجه البخاري في كتاب التفسير - باب تفسير سورة آل عمران (4273) (ج 4/ص 1655) ومسلم في كتاب العلم - باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه والنهي عن الاختلاف في القرآن (2665) (ج 4/ص 2053).
- سبق تخريجه
- أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة - باب التأمين وراء الإمام (933) (ج 1/ص 351) والترمذي في أبواب الصلاة - باب ما جاء في التأمين (248) (ج 2/ص 27) وأحمد (18862) (ج 4/ص 315).
- أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة - باب التأمين وراء الإمام (935) (ج 1/ص 352) وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب الجهر بآمين (853) (ج 1/ص 278) وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود برقم (934).
- أخرجه البخاري في كتاب صفة الصلاة - باب جهر الإمام بالتأمين (747) (ج 1/ص 270) ومسلم في كتاب الصلاة - باب التسميع والتحميد والتأمين (410) (ج 1/ص 307).
- أخرجه البخاري في كتاب صفة الصلاة - باب فضل التأمين (748) (ج 1/ص 271) ومسلم في كتاب الصلاة - باب التسميع والتحميد والتأمين (410) (ج 1/ص 307).
- أخرجه البخاري في كتاب صفة الصلاة - باب جهر الإمام بالتأمين (747) (ج 1/ص 270) ومسلم في كتاب الصلاة - باب التسميع والتحميد والتأمين (410) (ج 1/ص 307).
- أخرجه البخاري في كتاب صفة الصلاة - باب فضل التأمين (748) (ج 1/ص 271) ومسلم في كتاب الصلاة - باب التسميع والتحميد والتأمين (410) (ج 1/ص 307).
- أخرجه البخاري في كتاب الجماعة والإمامة - باب إنما جعل الإمام ليؤتم به (656) (ج 1/ص 244) ومسلم في كتاب الصلاة - باب ائتمام المأموم بالإمام (412) (ج 1/ص 309).
- أخرجه بهذه الزيادة ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب إذا قرأ الإمام فأنصتوا (846) (ج 1/ص 276) وقال السندي: هذا الحديث صححه مسلم ولا عبرة بتضعيف من ضعفه، وقال عنه الشيخ الألباني: حسن صحيح.
- أخرجه مسلم في كتاب الصلاة - باب التشهد في الصلاة (404) (ج 1/ص 303).
- أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد (780) (ج 1/ص 539)، والترمذي في كتاب فضائل القرآن عن رسول الله ﷺ- باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي (2877) (ج 5/ص 157)، وأحمد (9030) (ج 2 /ص 388)، وصححه الألباني في تلخيص أحكام الجنائز (ج1/ص 86).
- سنن النسائي الكبرى - كتاب عمل اليوم والليلة (10800) (ج 6 /ص 240)، وصحيح الترغيب والترهيب (ج 2/ ص 86).
- سنن الدارمي (3375) (ج 2/ص539)، قال حسين سليم أسد: إسناده ضعيف.
- سنن الدارمي (3382) (ج 2/ص 541)، والطبراني في الكبير (8673) (ج 9/ص 137)، وقال حسين سليم أسد: رجاله ثقات غير أنه منقطع، الشعبي لم يسمع من ابن مسعود.
- سنن الدارمي (3383) (ج 2/ص 541)، وقال حسين سليم أسد: إسناده منقطع كسابقه.
- أخرجه ابن حبان في صحيحه (780) (ج 3/ص 59)، والطبراني في الكبير (5864) (ج 6/ص 163) وأبو يعلى في مسنده (7554) (ج 13/ص 465)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (ج2/ص 87): حسن لغيره.
- أخرجه الترمذي في كتاب: فضائل القرآن – باب: ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي (2876) (ج 5/ص 156)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي برقم (541).