بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المصنف -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى:
وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [سورة الرعد:25].
هذا حال الأشقياء وصفاتهم، وذكر مآلهم في الآخرة، ومصيرهم إلى خلاف ما صار إليه المؤمنون، كما أنهم اتصفوا بخلاف صفاتهم في الدنيا، فأولئك كانوا يوفون بعهد الله، ويصلون ما أمر الله به أن يوصل، وهؤلاء يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ، كما ثبت في الحديث: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان[1].
وفي رواية وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر[2]؛ ولهذا قال: أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللّعْنَةُ وهي الإبعاد عن الرحمة، وَلَهُمْ سُوَءُ الدّارِ وهي سوء العاقبة والمآل، وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ.
اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ [سورة الرعد:26] يذكر تعالى أنه هو الذي يوسع الرزق على من يشاء، ويقتِّر على من يشاء، لما له في ذلك من الحكمة والعدل، وفرح هؤلاء الكفار بما أوتوا من الحياة الدنيا استدراجًا لهم وإمهالًا، كما قال: أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ [سورة المؤمنون:55، 56]، ثم حقر الحياة الدنيا بالنسبة إلى ما ادخره تعالى لعباده المؤمنين في الدار الآخرة، فقال: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ [سورة الرعد:26]، كما قال: قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلًا [سورة النساء:77]، وقال: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [سورة الأعلى:16، 17].
وروى الإمام أحمد عن المستورد أخي بني فهر قال: قال رسول الله ﷺ: ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه هذه في اليم، فلينظر بم ترجع[3] وأشار بالسبابة، رواه مسلم في صحيحه.
وفي الحديث الآخر أن رسول الله ﷺ مر بجدي أسك ميت، والأسك الصغير الأذنين، فقال: والله للدنيا أهون على الله من هذا على أهله حين ألقوه[4].
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ [سورة الرعد:27-29].
يخبر تعالى عن قيل المشركين: لَوْلا أي: هلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ، كقولهم: فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ [سورة الأنبياء:5]، وقد تقدم الكلام على هذا غير مرة، وأن الله قادر على إجابة ما سألوا، وفي الحديث: إن الله أوحى إلى رسوله لما سألوه أن يحول لهم الصفا ذهبًا، وأن يجري لهم ينبوعًا، وأن يزيح الجبال من حول مكة، فيصير مكانها مروج وبساتين: إن شئت يا محمد أعطيتهم ذلك، فإن كفروا أعذبهم عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت عليهم باب التوبة والرحمة، فقال: بل تفتح لهم باب التوبة والرحمة[5].
ولهذا قال لرسوله: قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ [سورة الرعد:27] أي: هو المضل والهادي سواء بعث الرسول بآية على وفق ما اقترحوا أو لم يجبهم إلى سؤالهم، فإن الهداية والإضلال ليس منوطًا بذلك ولا عدمه، كما قال: وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ [سورة يونس:101]، وقال: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ [سورة يونس:96، 97].
وقال: وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ [سورة الأنعام:111]؛ ولهذا قال: قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ [سورة الرعد:27] أي: ويهدي إليه من أناب إلى الله ورجع إليه واستعان به وتضرع لديه.
الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [سورة الرعد:28] أي: تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره، وترضى به مولى ونصيرًا؛ ولهذا قال: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ أي: هو حقيق بذلك.
وقوله: الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ [سورة الرعد:29] قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس -ا : فرح وقرة عين، وقال عكرمة: نعم ما لهم، وقال الضحاك: غبطة لهم، وقال إبراهيم النخعي: خير لهم، وقال قتادة: هي كلمة عربية، يقول الرجل: طوبى لك، أي أصبت خيرًا، وقال في رواية: طوبى لهم حسنى لهم، وَحُسْنُ مَآبٍ، أي: مرجع، وهذه الأقوال شيء واحد، لا منافاة بينها.
وروى البخاري ومسلم جميعًا عن سهل بن سعد أن رسول الله ﷺ قال: إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، قال: فحدثت به النعمان بن أبي عياش الزرقي، فقال: حدثني أبو سعيد الخدري عن النبي ﷺ قال: إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها[6].
وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن رسول الله ﷺ عن الله : يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئًا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر[7]. الحديث بطوله.
وقال خالد بن معدان: إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى، لها ضروع كلها ترضع صبيان أهل الجنة، وإن سقط المرأة يكون في نهر من أنهار الجنة يتقلب فيه حتى تقوم القيامة، فيبعث ابن أربعين سنة، رواه ابن أبي حاتم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ما ذكره الحافظ ابن كثير – رحمه الله – في تفسير هذه الآيات هو في غاية الوضوح في المعنى، ولا يحتاج إلى مزيد إيضاح ومناقشة.
قوله - تبارك وتعالى : الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ [سورة الرعد:29]، أقوال أهل العلم في تفسير طُوبَى أنها: خير لهم، أو نعم ما لهم، أو غبطة لهم وفرح وقرة عين، أو أنها الحالة المستطابة، أو أنها الجنة، كل هذه المعاني بمعنى واحد.
وفسر بعض أهل العلم طُوبَى بأنها شجرة في الجنة واستدلوا بحديث أنس بن مالك : عن النبي ﷺ قال: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها[8]، وهذا القول أخص من القول أن طُوبَى هي الجنة.
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى- في تفسير قول الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [سورة الرعد:28] الطمأنينة سكون القلب إلى الشيء، وعدم اضطرابه وقلقه، ومنه الأثر المعروف: الصدق طمأنينة والكذب ريبة، أي: الصدق يطمئن إليه قلب السامع، ويجد عنده سكونًا إليه، والكذب يوجب له اضطرابًا وارتيابًا، ومنه قوله ﷺ: البر ما اطمأن إليه القلب[9] أي: سكن إليه وزال عنه اضطرابه وقلقه، وفي ذكر الله ها هنا قولان:
أحدهما: أنه ذكر العبد ربه، فإنه يطمئن إليه قلبه ويسكن فإذا اضطرب القلب وقلق فليس له ما يطمئن به سوى ذكر الله، ثم اختلف أصحاب هذا القول فيه، فمنهم من قال: هذا في الحلف واليمين، إذا حلف المؤمن على شيء سكنت قلوب المؤمنين إليه واطمأنت، ويروى هذا عن ابن عباس -ا .
ومنهم من قال: بل هو ذكر العبد ربه بينه وبينه، يسكن إليه قلبه ويطمئن، والقول الثاني: أن ذكر الله ههنا القرآن وهو ذكره الذي أنزله على رسوله، به طمأنينة قلوب المؤمنين، فإن القلب لا يطمئن إلا بالإيمان واليقين، ولا سبيل إلى حصول الإيمان واليقين إلا من القرآن، فإن سكون القلب وطمأنينته من يقينه، واضطرابه وقلقه من شكه، والقرآن هو المحصل لليقين، الدافع للشكوك والظنون والأوهام، فلا تطمئن قلوب المؤمنين إلا به، وهذا القول هو المختار.
وكذلك القولان أيضًا في قوله تعالى: وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [سورة الزخرف:36]، والصحيح: أن ذكره الذي أنزله على رسوله -وهو كتابه- من أعرض عنه قيض له شيطانا يضله ويصده عن السبيل، وهو يحسب أنه على هدى، وكذلك القولان أيضا في قوله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [سورة طـه:124].
والصحيح: أنه ذكره الذي أنزله على رسوله وهو كتابه؛ ولهذا يقول المعرض عنه: رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى [سورة طـه:125، 126]، وأما تأويل من تأوله على الحلف، ففي غاية البعد عن المقصود، فإن ذكر الله بالحلف يجري على لسان الصادق والكاذب والبر والفاجر، والمؤمنون تطمئن قلوبهم إلى الصادق ولو لم يحلف، ولا تطمئن قلوبهم إلى من يرتابون فيه ولو حلف، وجعل الله سبحانه الطمأنينة في قلوب المؤمنين ونفوسهم وجعل الغبطة والمدحة والبشارة بدخول الجنة لأهل الطمأنينة، فطوبى لهم وحسن مآب[10]. انتهى.
قوله – تبارك وتعالى : أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [سورة الرعد:28] أي: بذكر العبد لربه يطمئن قلبه ويستريح ويسكن، وهذا أمر حاصل لا شك فيه.
وكلمة ”ذكر“، مصدر، تأتي للفاعل وتأتي للمفعول، أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ فبذكر الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ؛ فإذا ذكر العبد ربه اطمأنت نفسه وسكنت، وقد قال النبي ﷺ: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت[11].
كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ [سورة الرعد:30].
يقول تعالى: وكما أرسلناك يا محمد في هذه الأمة لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ [سورة الرعد:30]، أي: تبلغهم رسالة الله إليهم، كذلك أرسلنا في الأمم الماضية الكافرة بالله، وقد كذب الرسل من قبلك بهم أسوة، وكما أوقعنا بأسنا ونقمتنا بأولئك، فليحذر هؤلاء من حلول النقم بهم، فإن تكذيبهم لك أشد من تكذيب غيرك من المرسلين، قال الله تعالى: تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ [سورة النحل:63] الآية، وقال تعالى: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ [سورة الأنعام:34] أي: كيف نصرناهم، وجعلنا العاقبة لهم ولأتباعهم في الدنيا والآخرة.
وقوله: وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ [سورة الرعد:30] أي: هذه الأمة التي بعثناك فيهم يكفرون بالرحمن لا يقرون به؛ لأنهم كانوا يأنفون من وصف الله بالرحمن الرحيم؛ ولهذا أنفوا يوم الحديبية أن يكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم، وقالوا: ما ندري ما الرحمن الرحيم، قاله قتادة، والحديث في صحيح البخاري، وقد قال الله تعالى: قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى [سورة الإسراء:110]، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر -ا- قال: قال رسول الله ﷺ: إن أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن[12].
قوله - تبارك وتعالى : وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ [سورة الرعد:30] يحتمل أن يكون المعنى أنهم يكفرون بهذا الاسم ولا يؤمنون به، وقد كانوا يقولون: لا نعرف إلا رحمن اليمامة، يعنون مسيلمة الكذاب، وقد قال الله – تبارك وتعالى – عنهم: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا [سورة الفرقان:60]، وهذه الآية تدل على أنهم كانوا ينكرون هذا الاسم إنكار مكابرة.
قوله: عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ [سورة الرعد:30]، تقديم العامل على المعمول يدل على الحصر، وقد أخذ بعض أهل العلم من هذه الآية أن التوكل لا يصلح إلا لله فلا يقال: أنا متوكل على الله ثم عليك.
- رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة المنافق (1 / 21)، برقم (33)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافقين (1 / 78)، برقم (59).
- رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة المنافق (1 / 21)، برقم (34)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق (1 / 78)، برقم (58).
- رواه مسلم (4 / 2193)، برقم (2858).
- رواه مسلم، كتاب الزهد والرقائق (4 / 2272)، برقم (2957)، بلفظ عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله ﷺ مر بالسوق داخلا من بعض العالية والناس كنفته فمر بجدي أسك ميت فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ فقالوا ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟ قال أتحبون أنه لكم؟ قالوا: والله لو كان حيًّا كان عيبًا فيه لأنه أسك فكيف وهو ميت؟ فقال: فو الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم.
- رواه أحمد (4 / 60)، برقم (2166).
- رواه البخاري، كتاب الرقائق، باب صفة الجنة والنار (5 / 2398)، برقم (6186)، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها (4 / 2176)، برقم (2827)، واللفظ للبخاري.
- رواه مسلم، كتاب البر الوصلة والآداب، باب تحريم الظلم (4 / 1994)، برقم (2577).
- رواه البخاري، كتاب بدء الوحي، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (3 / 1187)، برقم (3079)، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها (4 / 2175)، برقم (2826).
- رواه أحمد (29 / 527)، برقم (18001).
- انظر مدارج السالكين (2 / 512).
- رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب فضل ذكر الله (5 / 2353)، برقم (6044).
- رواه مسلم، كتاب الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء (6 / 169)، برقم (5709).