الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المفسر -رحمه الله تعالى:
تفسير سورة البقرة:
فقوله هنا: البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة قد يفهم من هذا القدر –مع البناء للمجهول- أن ذلك يحصل بمجرد القراءة، سواء كان عن طريق إنسان يقرأ في بيته أو عن طريق التسجيل فإن الشيطان يفر من هذا البيت، ولا شك أن القراءة تعبد الله الناس بها، فالأكمل والأفضل أن يقرأ الناس في بيوتهم سورة البقرة، ولكن إذا حصل ذلك بالتسجيل أيضاً فيقال: لا يمنع؛ فكثير من الناس خاصة الذين يعانون من أشياء في بيوتهم يقولون: قد لا نتفرغ كل يوم لقراءة سورة البقرة، فإذا وضع التسجيل فإنه يكون مؤثراً في طرد الشيطان، وأثر ذلك مشاهد.
قبل أيام اتصلت إحدى النساء تقول: يوجد في بيتهم فأر كبير، يخرج من دورة المياه ويجلس تحت سرير النوم، تقول: فوضعنا له السم فأكل منه ثم اختفى ولم نجد له أثراً، تقول: وهذه الساعة تغطت جدران غرفة النوم بذباب كثير كبير الحجم على قدر رءوس الأصابع ما رأيت مثله، ولا يوجد له مدخل أصلاً، ولا يوجد من قبل ذباب في بيتنا أصلاً لا صغير ولا كبير، ولسنا في مكان زريبة أو نحو ذلك.
فقلت لها: اجلسي الآن في نفس الغرفة، وافتحي النوافذ واقرئي سورة البقرة، فاتصلت عند العصر تقول: إن الذباب خرج بعد ما انتهيت من السورة.
ولا زلت أذكر شخصاً كان مغمى عليه أو شبه مغمي عليه حيث كان فيه مسّ، وكان يشغَّل شريطاًيقرأ سورة البقرة وكان هذا الشخص يبكي وهو نائم، ويتكلم بكلام مفاده أنه يرى الشيطان الذي يؤذيه ويصرعه، كان يراه يدور على البيت يحاول الدخول ولا يستطيع، وهو يقول لأصحابه: لا تغادرواالمكان.
لقد كان الشيطان يحاول أن يدخل ويدور على السور، وكان الرجل يتكلم ويبكي وهو نائم ويحاول مد يده يريد أن يمسك يد أحدهم، وكان يقول: لا تذهبوا عني انتظروني، وكان يسميهم بأسمائهم كل ذلك وهو مغيب عنعقله.
هذا شيء رأيته، وعلى كل حال عندنا الحديث، والحمد لله، ما يحتاجأننرى شواهد تدل عليه.
على كل حال مثل هذا لا يقال من جهة الرأي فله حكم الرفع، فهذه الأحاديث كلهافي هذا المعنى وغير هذه الأحاديث.
بعض هذه الأحاديث مثل أثر ابن مسعود هذا فيه ضعف، وعدد من الأحاديث الواردة في هذا الباب فيها ضعف، لكن بعضها ينجبر بالشواهد فترتقي إلى مرتبة الحسن، وبعضها ربما يكون دون ذلك، والله أعلم.
وهذا أيضاً من الروايات التي فيها ضعف، لكن بعض أهل العلم يجعل هذا مع غيره من قبيل الحسن، يعني أنه يتقوى بغيره، ولذلك خرجوه في هذا الكتاب.
وعلى كل حال يبقى أن أساس المعنى أو القدر الثابت هو أن الشيطان لا يمكن أن يبقى في بيتٍ تقرأ فيه سورة البقرة.
"وروي أيضاً من طريق الشعبي قال: قال عبد الله بن مسعود -: "من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة، أربع من أولها وآية الكرسي وآيتان بعدها وثلاث آيات من آخرها"[4]، وفي رواية: "لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه، ولا يُقرأن على مجنون إلا أفاق"[5].
وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله ﷺ: إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن البقرة، وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، ومن قرأها في بيته نهاراً لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام[6] رواه أبو القاسم الطبراني وأبو حاتموابن حبان في صحيحه، وابن مردويه."
وهذا الحديث أيضاً فيه ضعف في الإسناد، ولكن الجملة الأولى: إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن البقرة ورد فيه أيضاً روايات أخرى ضعيفة عن ابن مسعود وعن ثلاثة من الصحابة أو أربعة، وكلها لا يخلو من ضعف، ولكن بعض أهل العلم يريأن هذه الجملة تتقوى بغيرها من الروايات، وهذه الروايات الضعيفة يقوي بعضها بعضاً، فيرون أن هذه الجملة: إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن البقرة ترتقي إلى مرتبة الحسن.
معنى: جراب وكئ على مسك يعني رُبط فلا تظهر رائحته.
وعلى كل حال حتى هذه الرواية من الروايات التي يمكن أن يقال عنها:إنها لا تخلو من ضعف في أقل الأحوال، وبعض أهل العلم يحسنها، وهذا ما فعله هؤلاء المختصرون.
"وروى البخاري عن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف وكان ابنه يحيى قريباً منها فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي ﷺ فقال: اقرأ يا ابن حضير، قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريباً فرفعت رأسي وانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها، قال: وتدري ما ذاك؟، قال: لا، قال: تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم[8]، وهكذا رواه الإمام العالم أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن، والله أعلم.
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو نعيم حدثنا بشر بن مهاجر حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنت جالساً عند النبي ﷺ فسمعته يقول: تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة، قال: ثم سكت ساعة ثم قال: تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بما كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذَّاً كان أو ترتيلاً[9].
وروى ابن ماجه من حديث بشر بن المهاجر بعضه، وهذا إسناد حسن على شرط مسلم."
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث في فضل سورة البقرة، أما أوله وهو أن سورة البقرة كما قال النبي ﷺ: فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة فإن هذا له شواهد، وهو ثابت عن رسول الله ﷺ، وإن كان هذا الحديث من رواية بشر بن المهاجر.
وأما بقية الحديث وذلك من قوله بعد ذلك: وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فإن لبعضه شواهد، ولكن ما قبله له شواهد صحيحة ثابتة من أول الحديث إلى هذا القدر، كما سيأتي فيما ذكره ابن كثير -رحمه الله- لذلك فإن بعض أهل العلم يصحح أول هذا الحديث إن أخذها بركة، وكذلك ما جاء من قوله: تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان.. إلى آخره، وأما بقية الحديث فبعض الجمل التي لها شاهد يمكن أن تكون من قبيل الحسن لتلك الشواهد.
على كل حال الإشكال في بشر بن المهاجر، ومن ضعَّف روايته رد بقية الحديث، والحاصل أن بشر بن المهاجر فيه كلامٌ كثير، بعضهم يضعفه، وبعضهم يبالغ في هذا، وبعضهم يجعل روايته من قبيل المقبول أو يوثقه، وصنيع المختصر هنا يدل دلالة أكيدة على أنه يحسن الحديث في أقل الأحوال.
قوله: فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة البطلة يعني السحرة.
ومعنى لا تستطيعها البطلة يعني: أي لا يمكنهم حفظها، أو أن من تحصن بها فإن السحرة لا يقدرون على إيصال سحرهم إليه.
وقوله: تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان المقصود بالأزهر المضيء، يقال: سراج يزهر أي يضيء.
قوله: يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، وفي بعض الألفاظ: (غيابتان) بالباء، الغمام معروف وهو السحاب، والغيايتان: كل شيء أظلك فهو غياية سواء كان من سحاب أو غبار أو غير ذلك، والغيابتان بـ الباء: هو أيضاً من هذا المعنى.
أو فرقان من طير صواف أي تصف أجنحتها، وذلك أبلغ في التضليل.
"فمن ذلك حديث أبي أمامة الباهلي رواه الإمام أحمد.
وعنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: اقرءوا القرآن فإنه شافع لأهله يوم القيامة، اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة، ثم قال: اقرءوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة[10]وقد رواه مسلم في الصلاة.
الزهراوان: المنيرتان، والغياية: ما أظلك من فوقك، والفرق: القطعة من الشيء، والصوافُّ: المصطفة المتضامة، والبطلة: السحرة، ومعنى لا تستطيعها أي لا يمكنهم حفظها، وقيل: لا تستطيع النفوذ في قارئها، والله أعلم.
ومن ذلك حديث النواس بن سمعان رواه الإمام أحمد عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمهم سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله ﷺ ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما فرقان من طير صوافّ يحاجان عن صاحبهما[11] ورواه مسلم والترمذي وقال حسن غريب."
معنى بينهما شرق: يعني بينهما فاصل.
وهذا الحديث يفسر الحديث الذي قبله، فإن النبي ﷺ قال في الذي قبله: فإنهما يأتيان يوم القيامة.. إلى أن قال: يحاجان عن أهلهما: فما المراد بـ أهلهما هل هو مجرد الحفظ إن كان حافظاً لهما؟
لا، بل إن المقصود يفسره قول النبي ﷺ: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، فأصحاب البقرة وآل عمران هم الذين يحفظونهما ويفهمون معانيهما ويعملون بهما، ولهذا بقي ابن عمر ثمان سنين يحفظ سورة البقرة، وبقي عمر اثنتي عشرة سنة يحفظها، ثم نحر جزوراً ودعا الناس فرحاً واستبشاراً بهذا الإنجاز.
ولذلك كان الرجل إذا أخذ البقرة عظم في أعينهم؛ لأنه صار فقيهاً؛ لأنها تشتمل على أكثر الأحكام، فهي أكثر سور القرآن اشتمالاً على الأحكام وأطول سور القرآن، فمن عرف هذه الأحكام التي في سورة البقرة، فإنه يمر به كثيرٌ مما يذكر في التفسير بعدها، فتكون بقية الأمور التي تذكر في الغالب مكررة، أعني مما يحتاج إليه في فهم التفسير من جهة الأصول، والقواعد وما أشبه ذلك.
وعلى كل حال هنا سؤال يرد في مثل هذه الأحاديث وهو أن هاتين السورتين تأتيان كأنهما ظلتان أو غيايتان، ومعلوم أن القرآن كلام الله وهو صفة من صفاته، فما المراد بذلك؟
المراد بذلك الثواب أي: ثواب القرآن أو قل: ثواب وأجر قراءة سورة البقرة وآل عمران وأجر العمل والتدبر لهما، والله أعلم، وهذا الذي ذكره جماعة من أهل العلم كالإمام أحمد والبغوي، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في المجلد الخامس من الفتاوى في صفحة ثلاثمائة وسبعة وتسعين تقريباً، وكذلك ابن القيم في مختصر الصواعق صفحة أربعمائة تقريباً من الجزء الثاني في المختصر، وكذلك ذكره الترمذي قبلهم،ذكره في السنن.
كذلك الأحاديث الأخرى مثل قوله ﷺ كما في الصحيحين: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، جاء في لفظ البخاري: المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة[12]، فلا بد من العمل بالقرآن أي أن مجرد القراءة لا تكفي.
وكذلك الحديث الآخر: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة جاء في بعض الروايات الثابتة في الصحيح: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن وهو يحفظه مع السفرة الكرام البررة[13]يعني مع الملائكة، والسفرة أي: سفراء بين الله وخلقه، فيكون بهذه المنزلة إذا كان يحفظ وليس مجرد أن يقرأ مجرد قراءة، وقوله: والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران[14] يعني يتتعتع في الحفظ، أي أن حفظه فيه ضعف.
وأما بالنسبة لحديث: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله[15] فهي مسألة أخرى إذ يحتمل أن يكون على ظاهره، والمقصود به الأحفظ؛ لأنه قال بعده: أعلمهم بالسنة؛ لأن الفقه يكون بالعلم بالسنة مع القرآن فلا يكون فقيهاً ما لم يعلم بالسنة، فظاهر هذا يدل على أن المقصود الحفظ.
ويحتمل معنىً آخر وهو أن يكون في ذلك الحين أقرأَهم أي يكون فقيهاً، كما سبق في ذكر ابن عمر أنه حفظ سورة البقرة في ثمان سنين، ولذلك إذا قيل: القراء في ذلك الوقت -كأن يقال: قتل سبعون من القراء في بئر معونة- فهؤلاء علماء وليسوا مجرد حفاظ أو كثيري القراءة فقط، فهم ما كانوا مثلنا الآن، تجد الواحد يحفظ ولا يفهم شيئاً مما يحفظ، فقول القائل: دخل القراء على عمر -وكان القراء هم أهل مجلسه- المقصود بهم العلماء، وكذلك ما ورد من بعض الآثار بأن أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها فإن المقصود به أهل العلم وطلاب العلم.
سورة البقرة لا شك أنها سورة مدنية، وهذا نقل عليه الإجماع غير واحد، وهي أول سورة نزلت في المدينة، لكنها لم تنزل جملةً.
وهنا ابن كثير يشير إلى أن بعضها قد تأخر نزوله فهي نزلت مفرقةً، ولذلك فإن آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق على الراجح أنها الآيات التي في آخر سورة البقرة -آيات الربا وقوله تعالى: وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ وآية الدين، ولذلك فمن قال: إن آخر ما نزل آية الدين فلا شك أنها في الترتيب هي آخر هذه الآيات نزولاً بالترتيب، فيصح أن يقال:إن هذا آخر ما نزل من القرآن، بمعنى أنها نزلت مجتمعة أعني هذه الآيات التي في آخر البقرة، وهذا أقوى ما قيل في آخر ما نزل مطلقاً، كل ذلك مع أن سورة البقرة هي أول سورة نزلت في المدينة، لكن آخر ما نزل من السور هي سورة براءة ولم تنزل كاملة.
وآخر ما نزل من السور مشتملة على الأحكام سورة المائدة، لهذا تجدون في بعض الروايات أن سورة المائدة هي آخر ما نزل، والمعنى في الأحكام، وسورة براءة آخر ما نزل من السور وليس جميع سورة براءة، إذ من المعلوم أن صدرها نزل عام تسع في حجة أبي بكر وجملة كبيرة منها نزلت في مرجع النبي ﷺ من غزوة تبوك.
خالد يسمي هذه السورة بسورة الفسطاط، وسبق الكلام على هذا في الكلام على أسماء السورة، حيث ذكرنا لها نحو سبعة أسماء، وإن كان بعض هذا لا يثبت عن النبي ﷺ حيث جاء حديث موضوع في تسميتها بفسطاط القرآن، لكن الصحيح أن هذا من كلام التابعين.
والفسطاط يطلق على الخيمة، ويطلق على المدينة، وعلى كل فالفسطاط هو ما يحيط بغيره، فيكون قيل لها ذلك ربما لإحاطتها بكثيرٍ من الأحكام، حيث اشتملت على أحكام لم تشتمل عليها سورة مثلها، فهي أكثر السور اشتمالاً على الأحكام، وربما يكون لعظمها وفضلها ومنزلتها وما أشبه ذلك، وعلى كل حال فسطاط القرآن تشتمل على أحكام كثيرة.
وهذا أيضاً سبق الكلام عليه وذكر الخلاف في عدد كلماتها، وفي عدد حروفها، وذكرنا سبب هذا الخلاف، وأشرت إليه في أول هذه الدروس، فعلى كل حال الأمر في هذا سهل إذا عُرف وجهه؛ لأن ذلك إنما يكون بسبب ما ذكرت من الأمور التي توجب هذا التفاوت، سواء في عد الآيات أو في عد السور، وأن مرجع ذلك إلى القراءة في بعض نواحيه، ومنه ما يرجع إلى طريقة العد، هل يعد الحرف المرسوم وإن لم ينطق به، وهل يعد الحرف المشدد حرفاً واحداً أو حرفين؟ وكذلك ما ينطق به ولا يكتب من الحروف في الرسم هل يعد أو ما يعد؟
الظاهر أنه عتبة بن فرقد وليس ابن مرثد، هو هكذا في معجم الطبراني الكبير عتبة بن فرقد، صحابي سُلمي.
أي نعم، كان يوم حنين، وجاء هذا في صحيح مسلم وفي غيره من حديث العباس لما أمره النبي ﷺ أن يدعوهم، وجاء أيضاً من حديث شيبة العبدري -من بني عبد الدار- في قصته المعروفة لما خرج وهو يريد أن ينتقم من النبي ﷺ، وكذلك جاء من حديث أبي سفيان بن الحارث ابن عم النبي ﷺ، وكذلك أيضاً جاء عن غيره في بعض الروايات التي فيها ضعف، لكن على كل حال لا شك أن النبي ﷺ لما انهزموا في يوم حنين أمر العباس أن يدعوهم: يا أصحاب الشجرة، أويا أصحاب السمرة، يا أصحاب سورة البقرة[17]، وأصحاب السمرة المقصود بهم أصحاب الشجرة، يعني الذين بايعوا النبي ﷺ تحت الشجرة لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [سورة الفتح:18]، في صلح الحديبية، بايعوا النبي ﷺ، فبعضهم يقول: على الموت، والمشهور والراجح أنهم بايعوه على ألا يفروا، وعلى كل حال جاء هذا في عدد من الأحاديث كما سبق، منها ما هو مرسل، ومنها ما هو غير ذلك.
يوم اليمامة كان جيش المسلمين فيه أعراب كثير، وكان هؤلاء الأعراب في أول الجيش، فلما حصلت المواجهة تضعضعوا وانهزموا، فقام خالد بن الوليد فجمع أصحاب النبي ﷺ ومن حضر من أهل بدر، فجعلهم في مقدم الجيش، وكان شعارهم يا أصحاب سورة البقرة، هذا الشعار يوم اليمامة، فثبتوا واشتد الناس، وقتل في أصحاب النبي ﷺ مقتلة كبيرة، وكان ذلك سبباً في جمع القرآن لما أشار بذلك عمر كما في الصحيحين، فثبتوا ذلك الثبات العظيم، وفتح الله عليهم.
على كل حال هذا جاء عن عروة بن الزبير وهو ثابت بإسناد صحيح عند عبد الرزاق وفي المصنف وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور، يعني في يوم اليمامة.
بسم الله الرحمن الرحيم: الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ [سورة البقرة:1-5].
الم الحروف المقطعة التي في أوائل السور، هي مما استأثر الله بعلمه."
على كل حال تذكرون في درس الجمعة أننا ذكرنا مسائل كثيرة تتعلق بالسورة كالكلام على موضوعها ومقصودها والقضايا التي ناقشتها، وربما حتى فواصل الآية يعني أواخر الآيات، آخر حرف أو آخر كلمة في الآية تنتهي بأي أحرف، مثل القوافي في الشعر، وقلنا: إنها تجمع بكلمتين (قم لندبر) بينما الفاتحة يجمع فواصلها حرفان هما الميم والنون، فالبقرة قم لندَّبَّر، فالعلماء منهم من يجعل ذلك لجميع سور القرآن، يعني كل سورة يذكر لها الحروف التي تنتهي فيها، ويجمعها بجملة أو بكلمة أو بكلمتين أو نحو هذا، فهذه الحروف التي تنتهي فيها الفواصل في هذه السورة مجموعة بـ (قم لندبر).
كذلك ذكرنا أشياء أخرى منها قضايا النسخ في هذه السورة، ودعاوى النسخ فيها، وقلنا: إن الدعاوى قاربت أو بلغت ستاً وعشرين، لكن لا يثبت منها إلا القليل جداً في البقرة وفي غير البقرة.
ذكرنا أيضاً في ذلك الحين أن الحروف المقطعة فيها أقوال كثيرة، فبعضهم سرد فيها ستةً وعشرين قولاً، وبعضهم يذكر أقل من هذا، وبعضهم ربما أوصلها إلى ثلاثين، وعند الاستقراء يمكن أن ترجع إلى أقوال محصورة، وفي ذلك الحين ذكرنا أنها ترجع إلى ثلاثة أقوال، يعني منهم من يقول: إن هذه الحروف المقطعة هي عبارة عن اقتضاب لأسماء أو أوصاف، أو لكلمات أول لجمل، وإنها عبارة عن رموز، وهذا يدخل تحته ثمانية أقوال مما قيل في ذلك، يعني من يقولون: إنها اختصار لجملة أو كلمة، لو جمعت الأقوال لأكثر من عشرين قولاً ستجد أن ثمانية منها ترجع إلى أنها عبارة عن رموز وإن اختلفوا في فك أو تفسير أو بيان المراد بهذه الرموز، وعلى كل حال هذا فيه نظر.
وبعضهم يقول: إنها عبارة عن أسماء، إما اسم للنبي ﷺ أو للقرآن أو غير ذلك، أسماء أو أوصاف، وهذا وإن اختلفوا فيه لكنه يدخل تحته نحو أربعة أقوال مما قيل في تفسير هذه الحروف.
والثالث أنها حروف هجاء أي حروف المعجم، أو قل: حروف مباني، وقد سبق أن ذكرنا الفرق بين حروف المباني وحروف المعاني، ولكن هذه الحروف هي حروف معجم ليس لها معنى في نفسها بطبيعة الحال إذا قيل: إنها حروف معجم، أي ليس لها معنى في نفسها، وهذا يرجع إليه نحو أربعة عشر قولاً.
المقصود أن هذه الحروف ترمز لشيء معين، ومن أشهر الأقوال أنها ليس لها معنى في نفسها، لكن فيها إشارة إلى قضية التحدي والإعجاز، بمعنى أن هذا القرآن مكون من هذه الحروف التي تركبون منها الكلام فأتوا بمثله.
بل إن بعض أهل العلم مثل ابن العربي قال: إن الحروف الواردة في أوائل السور -الحروف المقطعة- هي نصف الحروف الهجائية!! فهذا فيه إشارة أن القرآن ركب من نصف الحروف، فركبوا قرآناً آخر من النصف الباقي، لكن هذا القول لا يخلو من تكلف، وعلى كل حال الله تعالى أعلم.
لكنْ فيه ملحظ ذكره بعض أهل العلم مثل الشوكاني حيث نبه على قضيتين تفيد في هذا المعنى وهي أن على القول: إن لها معنى في نفسها هذا غير معهود في كلام الناس، وإن حاولوا أن يأتوا ببعض الألفاظ أو بعض الأشعار، كقول من قال: قلت لها قفي قالت قاف، لكن هذا غير متداول، فالناس حينما يخاطبون به لا يفهمون المراد.
الأمر الآخر أنها إذا كانت رموز وتحتاج إلى فك، وذكروا تحتها معاني كثيرة جداً غريبة عجيبة، فهذه الرموز هل عندهم أثارة من علم في فكها وتفسيرها بهذه الطريقة؛ لأنه لا يصل إليها الذهن بالاجتهاد، ولا يوجد شيء عن النبي ﷺ إطلاقاً في هذا، فمن أين جاءوا بها وقد اختلفوا في فك هذه الرموز؟ فالله أعلم، وعلى كل حال فلعلَّ هذا القول من أقرب هذه الأقوال.
القول الأول الذي ذكره، حيث قال: هي مما استأثر الله بعلمه، هذا قال به جماعة من الأئمة، وبناءً على ذلك يكون قد وقع في القرآن ما يعرف بالمتشابه المطلق من جهة المعنى، بمعنى أنه يوجد في القرآن أشياء لا النبي ﷺ يعرف معناها ولا غيره من الأمة، وهذا القول مشكل، وهو وجهٌ في تفسير آية آل عمران: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ [سورة آل عمران:7] على الوقف هنا، والأقرب -والله تعالى أعلم- أن الوقف لا شك أنه ثابت صحَّ عن ابن عباس وعن غيره، والمراد بها على الوقف عند قوله: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ حقائق الأمور الغيبية وكنهها، وما أشبه ذلك مما لا يمكن الإطلاع عليه إلا بالوحي، فليس المراد به التفسير، ولذلك يقال: لا يوجد في القرآن متشابه مطلق أبداً من جهة المعنى، وإنما يوجد فيه متشابه مطلق من جهة الكيفية، فآية آل عمران على الوقف وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ يقال: المتشابه هنا المطلق على الوقف المراد به حقائق الأشياء وكنهها، فالله لم يخاطبنا بألغاز في القرآن، وإنما أخبرنا عن هذا القرآن بأنه تبيان لكل شيء، وأنه بلسان عربي مبين.
القراءة بالوصل: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، يكون المراد بالتأويل هنا التفسير، يكون المراد به التفسير بالمعنى، وهو ثابت أيضاً عن ابن عباس، وقال: "أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله"، فكل هذا صحيح، لكن على هذا القول أن الحروف المتقطعة من المتشابه من أن هذا لا يعلمه إلا الله وإنما هو مما استأثره بعلمه، فيكون معنى ذلك أنه من المتشابه المطلق، لكن من قال: لها معنى وفسره فهي بالنسبة لمن لا يعرف ذلك من المتشابه النسبي، عند من يثبت لها معنى.
يعني هذه الفواتح التي مثَّل لبعضها، وكذلك ما لم يمثِّل له، هي هجاء موضوع، يعني بهجاء أنها حروف هجاء (أبجد هوز)، (أ، ب، ت، ث...).
الحروف -كما سبق- تنقسم إلى قسمين: حروف معنى، وحروف مبني. وحروف المعنى هي التي يجعلها النحاة القسم الثالث مما يتركب من الكلام، فهم يقولون: الكلام اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، ويقصدون بحروف المعاني حروف الجر، فـ"إلى" تدل على الغاية، و "في" تدل على الظرفية وما أشبه ذلك.
فالنحاة يقولون في معنى الاسم: هو ما دل على معنى في نفسه ولم يقترن بزمان، والفعل هو ما دل على معنىً في نفسه واقترن بزمان والحرف يقولون: هو ما لم يدل على معنى في نفسه ولم يقترن بزمان، وإنما هي للربط والوصل، وكلامهم هذا ردَّ عليهم فيه شيخ الإسلام فقال: إن "في" تدل على الظرفية ولها معنى في نفسها... إلى آخره، مع أنهم يقصدون شيئاً آخر غير ما قصده شيخ الإسلام، والأمر في هذا سهل.
فعلى كل حال الشاهد هنا قوله: حروف هجاء: وحروف الهجاء -حروف المعجم- ليس لها قطعاً معنى في نفسها بالاتفاق، فـ "الباء" حينما تكون من حروف المعاني نقول عنها: حرف جر لها دلالة، تدل على المقاربة والملاصقة، لكن حينما نقول مثلاً: "بئر" فهذه الباء ليس لها معنى في نفسها إطلاقاً، وإنما لما تركبت مع غيرها صارت تمثل كلمة، فمن يقول: إن هذه حروف تهجي فمعنى ذلك أنها ليس لها معنى في نفسها؛ لأنه لا أحد يدعي أن حروف التهجي لها معنى في نفسها، وهذا هو المراد والله أعلم.
وهذه الأقوال المنتثرة، والتي ما ذكر منها هنا إلا أقل من القليل، يمكن أن تُرَجع إلى الأقوال الثلاثة الأصلية.
بناءً على أن الحروف العربية تبلغ هذا العدد، وبعضهم يزيد حرفاً، فيقول: تسعةوعشرون على أن "لام ألف" حرف.
طريقة ترتيب الحروف بعضهم يجعلها: "أ ب ت ث" وبعضهم يجعلها: "أبجد هوز حطي..."إلى آخره، ولذلك كتب القواميس والمعاجم أحياناً ما تجدها على الترتيب المعروف "أ ب ت ث" فيظن ظانٌّ أنه ترك بعض الكلمات، وهو ما تركها وإنما سار فيها على الطريقة الأخرى في الترتيب.
هي طبعاً جاءت في تسع وعشرين سورة، وعامة هذه السور التي بُدئت بالحروف المقطعة هي من السور المكية، فالمدنية مثل البقرة وآل عمران، لكن عامة السور التي بدئت بالحروف المقطعة إنما هي من السور المكية.
يقول: "مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفاً"ومن غير حذف المكرر تبلغ ثمانية وسبعين حرفاً.
يجمعها قولك: "نص حكيم قاطع له سر": ويمكن أن تجمعها جملٍ أخرى مثل: "ألم يسطع نور حق كره"، وبعضهم يركب غير هذا من الجمل من أسهلها: "طرق سمعك النصيحة".
نصف الحروف عدداً، والمذكور منها أشرف من المتروك: ما معنى أشرف من المتروك؟
الحروف تنقسم إلى حروف استعلاء وحروف استفال، فنجد أن المذكور هو الأشرف دائماً، فأشرف هذه الحروف هي المذكورة في نصف الحروف الهجائية.
بالنسبة للقلقلة حروفها خمسة، والمذكور في أوائل السور منها أقل من النصف وليست النصف.
هناك أشياء أخرى مثل الصفير ثلاثةحروف "السين" و"الصاد" و"الزاي" المذكورة منها في الحروف المقطعة في أوائل السور هي "السين" و"الصاد"، وما ذكرها الزمخشري، وكذلك الحروف اللينة ثلاثة، المذكور منها اثنان "الألف" و"الياء".
يقول ابن كثير: وقد سردها مفصلة: ثم جاء بكلام الزمخشري: فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته" وهذه الأجناس المعدودة مكثورة بالمذكورة منها: ما معنى قول الزمخشري: مكثورة بالمذكورة منها؟ أليست هذه الأحرف المذكورة كما قال هو: إنها النصف، فكيف صارت هي مكثورة؟
المقصود بذلك هو أن الأكثر تكرراً قي القرآن واستعمالاً هي الحروف المذكورة في أوائل السور، أي هي أكثر ما يتكرر في تركيب الكلام في جميع القرآن، وقد عدوا كل حرف كم مرة ورد في القرآن، فالحروف المذكورة في أوائل السور هي الأكثر استعمالاً في القرآن، وهذا هو المراد بقوله: إنها مكثورة يعني الحروف المتروكة مكثورة بالمذكورة.
معنى هذه العبارة أنه في حالة ما إذا أتى سائل معترض وقال: أنت تقول:إن هذه الحروف المقطعة في أوائل السور هي نصف الحروف الهجائية، والقرآن مركب من الحروف الهجائية الثمانية والعشرين، وتقول: إن الحروف المقطعة ليس لها معنى في نفسها ولكنها ترمز للتحدي من أن تأتي أحد بمثل هذا القرآن مركباً من هذه الحروف، فأين النصف الباقي من الحروف التي وردت في القرآن، فيقال: إن أغلب ما ركب منه الكلام هو النصف المذكور في أوائل السور، وما كان جلُّ الشيء منه يمكن أن يعبر عنه بأنه الكل أو الجميع أو نحو ذلك من باب التغليب، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
- أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد (780) (ج 1/ص 539)، والترمذي في كتاب فضائل القرآن عن رسول الله ﷺ- باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي (2877) (ج 5/ص 157)، وأحمد (9030) (ج 2 /ص 388)، وصححه الألباني في تلخيص أحكام الجنائز (ج1/ص 86).
- سنن النسائي الكبرى - كتاب عمل اليوم والليلة (10800) (ج 6 /ص 240)، وصحيح الترغيب والترهيب (ج 2/ ص 86).
- سنن الدارمي (3375) (ج 2/ص539)، قال حسين سليم أسد: إسناده ضعيف فطر متأخر السماع من أبي إسحاق السبيعي.
- سنن الدارمي (3382) (ج 2/ص 541)، والطبراني في الكبير (8673) (ج 9/ص 137)، وقال حسين سليم أسد: رجاله ثقات غير أنه منقطع الشعبي لم يسمع من ابن مسعود.
- سنن الدارمي (3383) (ج 2/ص 541)، وقال حسين سليم أسد: إسناده منقطع كسابقه.
- أخرجه ابن حبان في صحيحه (780) (ج 3/ص 59)، والطبراني في الكبير (5864) (ج 6/ص 163) وأبو يعلى في مسنده (7554) (ج 13/ص 465)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (ج2/ص 87): حسن لغيره.
- أخرجه الترمذي في كتاب: فضائل القرآن – باب: ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي (2876) (ج 5/ص 156)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي برقم: (541).
- أخرجه البخاري في كتاب: فضائل القرآن – باب: باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن (4730) (ج 4/ص 1916) والطبراني في الأوسط (180) (ج 1/ص 64).
- أخرج الشطر الأول منه الإمام أحمد (23099) (ج 5/ص 361)، وأخرجه بتمامه بألفاظ مقاربة الطبراني في الكبير (7542) (ج 8/ص 118)، وذكره الحاكم في المستدرك (2057) (ج 1/ص 747) وأصله في صحيح مسلم فيكتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (804) (ج 1/ص 553).
- صحيح مسلم فيكتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (804) (ج 1/ص 553).
- أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (805) (ج 1/ص 554)، والترمذي في كتاب: فضائل القرآن عن رسول الله ﷺ باب: ما جاء في سورة آل عمران (2883) (ج 5/ص 160).
- أخرجه البخاري في كتاب: فضائل القرآن – باب: إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فخر به (4772) (ج 4/ ص 1928)، ومسلم في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها- باب: فضيلة حافظ القرآن (797) (ج 1/ص 549) واللفظ للبخاري.
- أخرجه البخاري في كتاب: التفسير - باب: تفسير سورة عبس (4653) (ج 4/ص 1882)، ومسلم في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها – باب: فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه (798) (ج 1/ص549) واللفظ للبخاري.
- أخرجه البخاري في كتاب: التفسير - باب: تفسير سورة عبس (4653) (ج 4/ص 1882)، ومسلم في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها – باب: فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه (798) (ج 1/ص549) واللفظ لمسلم.
- أخرجه مسلم في كتاب: المساجد ومواضع الصلاة – باب: من أحق بالإمامة (673) (ج 1/ص 465).
- أخرجه الطبراني في الكبير (328)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني وفيه علي بن قتيبة وهو ضعيف.
- أخرجه أحمد (1775) (ج 1/ص 207) وابن حبان (7049) (ج 15/ ص 523)، وصححه الألباني في المشكاة (5888).