بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المفسر -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى:
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. [سورة هود:69-73].
يقول تعالى: وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا وهم الملائكة، إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قيل: تبشره بإسحاق، وقيل: بهلاك قوم لوط، ويشهد للأول قوله تعالى: فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ [سورة هود:74].
قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ أي: عليكم، قال علماء البيان: هذا أحسن مما حيوه به؛ لأن الرفع يدل على الثبوت والدوام، فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ [سورة هود:69] أي: ذهب سريعاً فأتاهم بالضيافة وهو عجل: فتى البقر، حَنِيذ: مشوي على الرَّضْف وهي الحجارة المُحْماة، هذا معنى ما روي عن ابن عباس -ا- وقتادة وغير واحد، كما قال في الآية الأخرى: فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ [سورة الذاريات:26، 27].
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقوله-تبارك وتعالى: فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ [سورة هود:69]، ”أن“ يحتمل أن تكون بمعنى ”حتى“ ويكون المعنى فما لبث حتى جاء بعجل حنيذ، وقال سيبويه: ”أن“ في محل نصب بنزع حرف الجر، ويكون التقدير: فما لبث عن أن جاء بعجل حنيذ، والمقصود أن إبراهيم أسرع في قِراهم وضيافتهم.
قال: ”حَنِيذ: مشوي على الرَّضْف وهي الحجارة المُحْماة“، وهذا هو القول المشهور، وقال بعضهم: الحنيذ المشوي مطلقًا، وفسره بعضهم بالسمين.
من آداب الضيافة المذكورة في هذه الآية: التحية والسلام، والإسراع في إكرام الضيف، ويدل على ذلك قوله:
فَمَا لَبِثَ أَن جَاء، وقال –تبارك وتعالى: فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ [سورة الذاريات:26]، والروغان هو الذهاب بسرعة وخفية؛ من أجل أن لا يحرج الضيف، فلا يتثاقل أمامه ولا يتباطأ فيحرجه بهذا، ثم إنه جاءهم بعجل سمين كامل، ثم قربه إليهم، وهذا من كمال كرمه ﷺ ثم تلطف مع الضيوف وعرض عليهم الأكل فقال: أَلَا تَأْكُلُونَ [سورة الذاريات:27].
وفيه أن الإنسان لا يوقع نفسه مواقع الريب، فإذا بدا منه شيء يجعل الآخرين يتساءلون فإنه يبيّن لهم ذلك، كما قال النبي ﷺ: إنها صفية[1]، فإبراهيم ﷺ خاف من الأضياف، وقال لهم: إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ [سورة الحجر:52] فبيّنوا له حالهم وقالوا له: إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ [سورة هود:70].
وفي هذه الآية أن الأنبياء –عليهم الصلاة والسلام- لا يعلمون الغيب وغيرهم من باب أولى، فهذا إبراهيم الخليل –عليه الصلاة والسلام- ذبح عجله وتعب وأتعب أهله في إنضاجه، ثم جاء به لهؤلاء الأضياف وهو يظنهم من البشر، وكذلك لوط -عليه الصلاة والسلام- حينما جاءوا إليه قال لهم: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ [سورة هود:80]، فلم يعلم أنهم ملائكة، وقال لقومه: يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ [سورة هود:78] ولم يعلم أنهم ملائكة.
وقوله: فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ تنكرهم، وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً، وذلك أن الملائكة لا هِمَّة لهم إلى الطعام ولا يشتهونه ولا يأكلونه؛ فلهذا رأى حالهم معرضين عما جاءهم به، فارغين عنه بالكلية، فعند ذلك نكرهم وأوجس منهم خيفة.
قال السدي: لما بعث الله الملائكة لقوم لوط أقبلت تمشي في صور رجال شبان، حتى نزلوا على إبراهيم فتضيفوه، فلما رآهم أجلّهم، فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ [سورة الذاريات:26] فذبحه ثم شواه في الرَّضْف، وأتاهم به، فقعد معهم، فلما قربه إليهم قال: أَلَا تَأْكُلُونَ [سورة الذاريات:27]، قالوا: يا إبراهيم إنا لا نأكل طعامًا إلا بثمن، قال: فإن لهذا ثمنًا، قالوا: وما ثمنه؟ قال: تذكرون اسم الله على أوله، وتحمدونه على آخره، فنظر جبريل إلى ميكائيل فقال: حق لهذا أن يتخذه ربه خليلًا.
فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ [سورة هود:70] يقول: فلما رآهم لا يأكلون فزع منهم وأوجس منهم خيفة، فلما نظرت سارة أنه قد أكرمهم وقامت هي تخدمهم ضحكت، وقالت: عجبًا لأضيافنا هؤلاء نخدمهم بأنفسنا كرامة لهم، وهم لا يأكلون طعامنا.
وقوله تعالى إخبارًا عن الملائكة: قَالُوا لا تَخَفْ أي: قالوا: لا تخف منا إنا ملائكة أرسلنا إلى قوم لوط لنهلكهم، فضحكت سارة استبشارًا بهلاكهم؛ لكثرة فسادهم وغلظ كفرهم، فلهذا جوزيت بالبشارة بالولد بعد الإياس.
ضحكت سارة استبشارًا بهلاكهم؛ لكثرة فسادهم وغلظ كفرهم، وهذا السبب غير السبب الأول الذي هو التعجب من عدم أكلهم للطعام، وقال بعض أهل العلم: ضحكت، أي: حاضت وعمرها قد جاوز التسعين، وقالت: يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ [سورة هود:72]، وفي آية أخرى: عَجُوزٌ عَقِيمٌ [29سورة الذاريات:] فجمعت بين العقم وكبر السن، وهذا القول وإن كان معروفًا في كلام العرب إلا أنه ليس الظاهر المتبادر عند الإطلاق، ومن المعلوم أن ألفاظ القرآن ومعانيه تحمل على الظاهر المتبادر، ولا يجوز حملها على معنىً آخر خفيٍّ أو قليل في الاستعمال إلا بدليل يجب الرجوع إليه، ولا يوجد دليل.
وقال بعضهم: إنها ضحكت فرحًا بالبشرى، وهذا القول يحتاج من قائله أن يقول: في الآية تقديم وتأخير، ويكون المعنى: وامرأته قائمة فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فضحكت فرحًا، وهذا خلاف الأصل؛ لأن الأصل في الكلام الترتيب.
وقال بعضهم: إنها ضحكت لما رأت ما به من الخوف، وهذا أبعد ما يكون ولا يليق بالمرأة أن تضحك من زوجها لمثل هذه الحال، بل ستكون أشد خوفًا منه، والذي يظهر -والله أعلم- أن ضَحِكها كان فرحًا واستبشارًا بهلاك قوم لوط.
وقوله: وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ [سورة هود:71] أي: من ولد لها يكون له ولد وعقِبٌ ونسل، فإن يعقوب ولد إسحاق، كما قال في آية البقرة: أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [سورة البقرة:133].
ومن هاهنا استدل من استدل بهذه الآية على أن الذبيح إنما هو إسماعيل، وأنه يمتنع أن يكون هو إسحاق؛ لأنه وقعت البشارة به، وأنه سيولد له يعقوب، فكيف يؤمر إبراهيم بذبحه وهو طفل صغير ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده، ووعْد الله حق لا خلف فيه، فيمتنع أن يؤمر بذبح هذا والحالة هذه، فتعيّن أن يكون إسماعيل، وهذا من أحسن الاستدلال وأصحه وأبينه، ولله الحمد.
يدعي اليهود أن الذبيح هو إسحاق وهذا قال به بعض أهل العلم من أهل السنة، وهو غير صحيح، والذي عليه عامة أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم أن الذبيح هو إسماعيل ﷺ وهذه الآية تدل على هذا، فكيف يُبشَّر بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، ثم يؤمر بعد ذلك بذبحه وهو صغير، فأين الولد الذي سيكون من عقبه؟ وقد قال النبي ﷺ: أنا ابن الذبيحين[2]، ومعلوم أن النبي ﷺ هو من نسل إسماعيل وقد جاء في كتب اليهود ما هو صريح في أن الذبيح هو إسماعيل ﷺ.
تعجبت سارة فجمعت بين القول والفعل، فقالت: عَجُوزٌ عَقِيمٌ [سورة الذاريات:29]، ويَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ [سورة هود:72]، وضربت وجهها بكفها.
والبعل هو الزوج، وقيل له ذلك لظهوره، وكونه هو قيّم المرأة وسيدها.
قال: قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ [سورة هود:73]، أي: من حكمه وقضائه، فإنه على كل شيء قدير.
قوله: رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ [سورة هود:73] أي: هو الحميد في جميع أفعاله وأقواله، محمود ممجد في صفاته وذاته، ولهذا ثبت في الصحيحين أنهم قالوا: قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد[3].
قوله: فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ. [سورة هود:74-76]
يخبر تعالى عن إبراهيم أنه لما ذهب عنه الروع -وهو ما أوجس من الملائكة خيفة حين لم يأكلوا، وبشروه بعد ذلك بالولد، وأخبروه بهلاك قوم لوط- أخذ يقول كما قال سعيد بن جبير في الآية قال: لما جاءه جبريل ومن معه قالوا له: إنا مهلكوا أهل هذه القرية، قال لهم: أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن؟ قالوا: لا، قال: أفتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن؟ قالوا: لا، قال: أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنًا؟ قالوا: لا، قال: ثلاثون؟ قالوا: لا، حتى بلغ خمسة، قالوا: لا، قال: أرأيتكم إن كان فيها رجل مسلم واحد أتهلكونها؟ قالوا: لا، فقال إبراهيم عند ذلك: إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ [سورة العنكبوت:32] الآية، فسكت عنهم واطمأنت نفسه.
قوله –تبارك وتعالى: فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ [سورة هود:74]، الرَّوع: بالفتح هو الخوف، وبالضم الرُوع: القلب.
وقوله: يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ [سورة هود:74] ظاهر الآيات أن المجادلة كانت في نفس قوم لوط، وفي دفع العذاب عنهم، أو تأجيل العذاب، ويدل على هذا -والله أعلم- قوله –تبارك وتعالى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ [سورة هود:75]، وقوله: يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ [سورة هود:76]، فدل ذلك على أنه كان يجادلهم في قوم لوط.
الأواه، هو كثير التأوه من ذنوبه، وخوفه من الله -تبارك وتعالى.
(مسألة)
قيام امرأة إبراهيم لا يدل بالضرورة على أنها كانت تخدم الأضياف، وكل ما ورد في ذلك هو من المرويات المأخوذة عن بني إسرائيل، ولو كانت تخدمهم فهي امرأة كبيرة قد جاوزت التسعين، لا تمتد إليها الأنظار، فلا بأس بجلوسها، وقد قال : وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [سورة النــور:60]، ثم لو كانت شابة فالكلام في شرع مَن قبلنا معروف، فليس لأحد أن يتعلق بمثل هذا الدليل.
- رواه البخاري، كتاب الاعتكاف، باب زيارة المرأة زوجها في اعتكافه (2/717)، برقم (1933)، ومسلم، كتاب السلام، باب بيان أنه يستحب لمن رؤي خالياً بامرأة وكانت زوجة أو محرماً له أن يقول هذه فلانة ليدفع ظن السوء به (4/1712)، برقم (2175).
- رواه الحاكم في المستدرك (2 / 609)، برقم (4048)، وقال الألباني: لا أصل له، انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (4 / 172).
- رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب الصلاة على النبي ﷺ (3/1233)، برقم (3190)، ومسلم، كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي ﷺ بعد التشهد (1/305)، برقم (405).