الكتاب الخامس: "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع"
الكتاب الخامس هو كتاب: "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع"، لأبي الحسين محمد بن أحمد بن عبدالرحمن الملطي، الشافعي، المحدث، المقرئ، الفقيه رحمه الله تعالى، متوفى سنة: سبع وسبعين وثلاثمائة.
ما يتعلق بالمؤلف رحمه الله فهو على الطريقة المعهودة التي جرى التصنيف عليها لما يسمى بكتب السنة، ولا أقصد السنة الكتب التي تجمع أحاديث السنة النبوية كالصحاح، والمسانيد، والسنن، ولكن إذا قالوا: كتب السنة في هذه الأبواب يقصدون مثل: السنة لابن أبي عاصم، والسنة للمروزي، وأصول السنة للالكائي، وكذلك لابن أبي زمنين، وأشباه ذلك من الكتب التي تذكر الاعتقاد بذكر المرويات، وعامة هذه الكتب كما هو معلوم يذكرون ذلك بالإسناد ،كذلك كتاب الشريعة للآجري.
وبعضهم يقدم لذلك بباب، أو نحو ذلك في أول كتابه كما فعل الدارمي رحمه الله في أول كتابه "السنن"، وكذلك البغوي في أول كتابه "شرح السنة"، فيذكرون أبوابًا جامعة عظيمة فيها اعتقاد السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم مما يحصل معه انشراح الصدر، ويحصل معه برد اليقين، فهذه كتب، وهذا هو العلم رضي الله عنهم وأرضاهم.
هذا الكتاب جاء بنفس النفس على طريقتهم في التصنيف لكن في الرد على أهل الأهواء والبدع، كما هو في العنوان: "الرد على أهل الأهواء والبدع"، فالمؤلف رحمه الله ينتسب إليهم إلى هؤلاء الأئمة وإلى السنة قبل ذلك، وينقل أقوالهم، ويروي المرويات في الغالب بالإسناد كما سيأتي، وهو من علماء القرن الرابع.
كيف صنع بهذا الكتاب كيف رتبه؟
جعله على أربعة أجزاء لكن الموجود منه يبتدئ من الجزء الثالث، ويبدو من إحالات المؤلف في القسم الموجود أن عامة الجزأين الأولين يتحدث عن اليهود والنصارى، وأنه جمع بين الكلام على الأديان والفرق.
وكذلك أيضًا في الجزأين الموجودين يبدو أن هناك بعض النقص بدليل أن المؤلف رحمه الله بعد أن عرض طوائف الرافضة في أول الكتاب، وهي ثماني عشرة طائفة قال بعد ذلك في أول الموجود من الكتاب قال: "والطائفة السادسة من مخالفي أهل القبلة هم المعتزلة"[1]، يعني أن الرافضة الخامسة، فأين الأربع التي قبلها؟
يعني أنه ذكر أربع طوائف.
والمؤلف رحمه الله ابتدأ الجزء الثالث بذكر ما قاسى المسلمون في صدر الدعوة حيث ذكر قصة الحديبية، ثم نبه على غرضه من إيرادها؟
وهو أن يعرف قدر الصحابة ، وعظم بلائهم، فلا يتطاول عليهم، ويجترأ عليهم بالتخطئة، ونحو ذلك، وأنهم الذين بذلوا أنفسهم وأرواحهم وأموالهم في سبيل نصر هذا الدين وإعزازه، وهم الذين بلغوه للعالمين، فليس لأحد أن يجترئ عليهم، أو أن ينسبهم إلى انحراف أو خطأ أو ضلال حاشاهم من ذلك.
ثم شرح أصول السنة التي أجمعوا عليها لكن المؤلف رحمه الله في بعض ذلك يروي عن بعض من لا تقبل روايته، فلما ذكر هذه الأمور التي أجمعوا عليها كان ذلك بطريق غير مرضية عن الزهري رحمه الله، كما سيأتي.
ثم شرع يشرح أحوال ثماني عشرة فرقة من فرق الرافضة، ثم شرع في ذكر المعتزلة، وشرح أصولهم الخمسة، وتوسع في الترجمة لكثير من شيوخهم، وبين وجوه الاختلاف بين معتزلة البصرة وبغداد، ومعروف أنهم يختلفون ويكفر بعضهم بعضًا، فمعتزلة بغداد يكفرون معتزلة البصرة والعكس، فأهل الضلال هكذا حالهم.
ثم ذكر سائر طوائف المعتزلة ثم ذكر المرجئة، ثم ذكر الخوارج، ثم تكلم على متشابه القرآن وما يتعلق به بعض الزائغين من الآيات، وهذا مفيد ومهم؛ لأن هؤلاء يتعلقون بمتشابه القرآن، ثم عقب ذلك ببعض النصائح والتحذير من الأقيسة الفاسدة، ثم ذكر الجماعة والنصيحة في الدين، ثم سرد الفرق فذكر فرق الزنادقة، والجهمية، والقدرية، والمرجئة، والرافضة، والخوارج.
وفي الجزء الرابع ذكر الحِجاج على الجميع في المسائل التي جحدوها مسألة مسألة، كالعلو، والرؤية، والسمع، والبصر.
الملامح العامة للكتاب
بعد ذلك أذكر ملامح عامة للكتاب فمن ذلك أنه يذكر كثيرًا من الفرق التي لم يذكرها البغدادي ومن شاكله مع أنه أصغر من كتاب البغدادي، المطبوع من كتاب "التنبيه والرد" أصغر من هذا، ولربما يبلغ قدر الثلثين، أو نحو هذا.
كذلك أيضًا يذكر كثيرًا من الفرق بأسماء على خلاف ما سماهم به باقي أصحاب المصنفات، وهكذا أيضًا أسماء المؤسسين فمثلًا نسب الأزارقة إلى عبدالله بن الأزرق، والإباضية إلى إباض بن عمرو، وهذا خلاف المشهور.
ونسب الصفرية من الخوارج إلى المهلب بن أبي صفرة، والمعروف أنهم ينسبون إلى زياد بن الأصفر الخارجي، والمهلب كان مع أبنائه الأربعة يقاتلون الخوارج، وهم من أشهر من قاتلهم من القادة.
وتوسع في تراجم بعض زعماء المعتزلة، وفرق الزنادقة، وأصناف الروحانيين منهم، وطوائف الروافض، والخوارج، وجعل أصول الفرق ستًا الزنادقة، لاحظ أولئك لا يذكرون الزنادقة من أصول الفرق؛ لأن باعتبار أن الزنادقة أصلًا خارجة من الفرق الإسلامية وليسوا من الثلاث والسبعين فرقة، فهو ذكر الزنادقة كأصل، والجهمية، والقدرية، والمرجئة، والرافضة، والخوارج.
الكتاب مليء بالآيات والأحاديث والآثار السلفية، وهو كما ذكرت على نمط كتب أئمة السنة كاللالكائي، والآجري، والدارمي، وغير هؤلاء.
وقد ذكر فيه المؤلف أصول السنة تحت باب خاص لكن للأسف أيضًا من رواية من لا ترضى روايته، يعني رجل اسمه محمد بن عكاشة متهم بالكذب.
والمؤلف رحمه الله يروي بالأسانيد، ويقولون: من أسند فقد برئ، وعقبه بباب قال فيه: "باب فمن أراد أن يرى النبي ﷺ في منامه وساق بسنده قصة غريبة من طريق هذا الرجل الذي متهم بالكذب اسمه محمد بن عكاشة عن الزهري: "أن من اغتسل ليلة الجمعة فصلى ركعتين يقرأ فيهما: قل هو الله أحد ألف مرة رأى النبي ﷺ في منامه، يقول: وأنه فعل ذلك ورأى النبي ﷺ وعرض عليه أصول السنة، هذه الأصول"[2]، لكن في سنده معاوية أيضًا ابن حماد الكرماني وهو مجهول.
وفي الكتاب أيضًا روايات مكذوبة وضعيفة، ومثل هذا لا يثبت عن الزهري، والرواية التي عن طريق محمد بن عكاشة لا في أصول السنة ولا في غيرها لا تثبت عن الزهري هو ينقل ويروي عنه.
وفي الكتاب أيضًا روايات ضعيفة مثل: حديث: الأوعال مثلًا.
ولما عدد المصنف رحمه الله فرق الرافضة عد منهم: السبئية، وهي أربع فرق، والقرامطة، وأصحاب التناسخ، والحلول وهم ثلاث فرق، وذكر المختارية ينسبون إلى المختار الثقفي، والسمعانية، والجارودية، والإمامية، والإسماعيلية، وغير هؤلاء من الفرق كالزيدية، ونحوها مع أن هؤلاء ليسوا جميعًا من الرافضة كما هو معلوم.
وذكر أيضًا في مقدمة هذا الجزء أنه سيعرض الفرق وفي الجزء الرابع سيحتج على كل طائفة لكنه ساق بعد الاحتجاج في بعض المواضع بالجزء الذي ذكر أنه سيعرض فيه فقط الفرق.
ويشير المؤلف رحمه الله أحيانًا إلى أماكن تواجد الطائفة كما فعل مع المعتزلة مثلًا، والحرورية الشراة من الخوارج، وكثيرًا ما يرشد القارئ ويوجهه إلى ما فيه نجاته يوجه لنصائح، يوجه مثل ما يفعل الأئمة كابن بطة رحمه الله في الإبانتين "الإبانة الكبرى" و"الإبانة الصغرى"، وكذلك أيضًا الآجري في كتبه كــ "أخلاق العلماء"، و"أخلاق حملة القرآن" وأمثال هذه الكتب النافعة.
وفي كلام المؤلف على المرجئة إجمال حيث لم يذكر شيئًا من فرقهم، وإنما ذكر بعض قولهم واحتج عليه.
كذلك في الكتاب بعض الغرائب على سبيل المثال عند كلام المؤلف على الفرقة الثالثة من الخوارج وهم أصحاب شبيب الخارجي، وقد ذكرت لكم في الكلام على العبر من التاريخ ما حصل لهذا الرجل وكيف كانت نهايته، فالشاهد هذا الرجل خرج على الحجاج كما هو معلوم يقول: "وكان أشجع الناس وأفرسهم وذلك أن أمه ماتت وأرضع بلبن أتان لهم فخرج شديد البدن"[3]، والأتان أنثى الحمار، فهذا الكلام غير معقول أن أرضع من أنثى الحمار يكون قويًا لهذا السبب، إلى أن قال: "وكان آخر أمره أن جنح به فرسه فرمى به في دجلة فغرق، فشق بطنه وأخرج فؤاده أسود كالحجر فكانوا يضربون به الأرض فيرتفع قامة رجل من صلابته وغلظته"[4]، وهذا الكلام أيضًا غير مقبول فلو نزه الكتاب عن مثل هذه الأشياء لكان أفضل.
ويذكر المؤلف رحمه الله أحيانًا عن الطائفة بعض القضايا التي لا علاقة لها بالعقيدة كالفقه، وغيره، لكن يستفاد من بعض الأشياء مثل هذا، أو ما يذكره أبو الحسن الأشعري في كتابه "مقالات المسلمين أو الإسلاميين" من قضايا في أصول الفقه، وأحيانًا في الفقه قد تكون هذه القضايا قد اشتهروا بها اشتهرت بها هذه الطائفة، وهذا مفيد في مسائل أصول الفقه التي لها تعلق بالاعتقاد، وقد لا يتنبه له كثير من الدارسين لأصول الفقه، مثلًا: هل الأمر يتعلق بالإرادة؟ وتبدأ المناقشة في كتب أصول الفقه هل الأمر يتعلق بالإرادة؟
نحن أهل السنة والجماعة والحمد لله لسنا بحاجة إلى هذا الكلام، هل الأمر يتعلق بالإرادة؛ لأنهم هم -أعني أهل البدع أو بعض أهل البدع- لا يفرقون بين بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية، فيشكل عليهم هل أراد الله الكفر هل أراد المعصية؟، ونحو ذلك.
وحينما أمر إبليس بالسجود ولم يسجد هل تخلف إرادة الله ؟ نقول: إرادته الكونية لم تتخلف، لكن الإرادة الشرعية هي التي تخلفت ففرق بين هذا وهذا، كذلك في المحبة الإرادة الكونية كما هو معلوم لا تقتضي المحبة والإرادة الشرعية تقتضي المحبة؛ لأنهم لا يفرقون يطرحون مثل هذه المسائل في أصول الفقه هل الأمر يقتضي الإرادة أو لا؛ لأنهم لا يثبتون الحكمة والتعليل في أفعال الله وإنما يتحدثون في باب القياس، ومعلوم أن ركن القياس العلة، فكيف نثبت العلة مع أنهم ينكرون التعليل في أفعال الله فيتحيرون فيقولون: العلل أمارات فقط هذا بناء على عقيدتهم الفاسدة.
هل الفقه هو العلم بالأحكام الشرعية؟ وهم يقولون: الفقه من باب الظنون، وأن القواطع إنما هي بالحجج العقلية، هكذا يزعمون، فيشكل عليهم، فبعضهم يقول: هو معرفة أو الأصول مثلًا العلم بدلائل الفقه إجمالًا أو معرفة دلائل الفقه، طيب المعرفة هو العلم متقاربان، هل يقال هذا على الأمر الظني؟ فيتحيرون ولا يستطيعون يقولون: هو الظن بالأحكام الشرعية، أو نحو ذلك.
فهذا كله مبني على عقيدة فاسدة أن الإيمان عندهم لا يزيد ولا ينقص، وبالتالي العلم عندهم لا يتفاوت هو إما قطع أو ظن، القطع مرتبة واحدة، والواقع أن ما يفيد اليقين يقولون: إما يقين وإما ظن ما يفيد اليقين يتفاوت في درجة اليقين، وهم لا يفهمون هذا؛ لأن الإيمان عندهم لا يتفاوت وهذا مهم في دراسة أصول الفقه، وهذه العلوم.
وفي كلام المؤلف رحمه الله على ما تشابه القرآن وما يتعلق به الزنادقة نقل ما ذكره في هذا الفصل عن مقاتل بن سليمان، ومقاتل بن سليمان في الرواية غير موثوق، بل اتهم بالكذب، وأما من جهة الاعتقاد فالعبارة المشهورة التي نقلت عن أبي حنيفة وغيره من أنه قال: "أتانا من المشرق رأيان خبيثان جهم معطل، ومقاتل مشبه"[5]، لكن شيخ الإسلام عبارته كانت دقيقة قال: "ولعله لا يثبت عنه".
وإذا تتبعت كتابه في "الوجوه والنظائر" مطبوع، وفي كتابه الآخر: "التفسير" مطبوع في أربع مجلدات لا تجد هذا التجسيم فلعل ذلك مما كان يقال عن أهل السنة، أنا لا أعلم لكن ربما كان على عقيدة أهل السنة فينسب من أثبت الصفات إلى التجسيم فراج ذلك وانتشر حتى ترددت هذه العبارة على ألسن بعض العلماء من أهل السنة، يعني نقلها جماعة.
المؤلف رحمه الله في كلامه على المتشابه ونحو ذلك ذكر أيضًا كثيرًا من كليات القرآن كل كذا فهو كذا، كل كذا فهو كذا وهذا مفيد.
وينقل المؤلف كثيرًا عن أبي عاصم خشيش بن أصرم، وهو من طبقة الإمام أحمد، متوفى سنة ثلاث وخمسين ومائتين له كتاب معروف: "الاستقامة" يرد فيه على أهل البدع، ذكره ابن القيم[6] رحمه الله في جملة ما يسمى كتب السنة في نونيته، هذا مجمل التعريف بهذا الكتاب.
الكتاب السادس: "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين"
كتاب آخر وهو "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" لفخر الدين محمد بن عمر الرازي المولود سنة: ثلاث وأربعين وخمسمائة، والمتوفى سنة: ست وستمائة.
طريقة ترتيب هذا الكتاب وهو كتاب صغير ومطبوع، قسمه إلى عشرة أبواب تتضمن أمهات الفرق والملل، هكذا: المعتزلة، والخوارج، والروافض والغلاة، والكرامية، والجبرية، والمرجئة، والصوفية، والمتظاهرون بالإسلام، والخارجون على الإسلام.
ملامح عامة لهذا الكتاب
ملامح عامة لهذا الكتاب لم يتعرض لنحل أهل الهند ولا لمللهم، ويعد الرازي أول من عد الصوفية فرقة مستقلة بحسب ما يبدو لم يتعرض لذكر الأشاعرة ولا الماتريدية؛ ولعل سبب ذلك أنه يرى أنهم هم الفرقة الناجية، وهم الأصل، وأن غيرهم تفرع عنهم وانحرف، سلك الرازي طريقة التقرير والعرض دون اعتراض أو نقد، هو فقط يذكر الفرق ويوصف.
وقد اختصر المؤلف كتابه جدًا، فهو يُعنى بعرض تاريخ الفرق أكثر من عرض آرائهم بالإجمال والتفصيل.
ولم يضع للكتاب مقدمة، ولم يبنه على حديث الافتراق، ولم يتعرض له أصلًا، وحينما ذكر فرق المشبهة، قال: "فصل رد شبهة ورد فرية المعتزلة على الإمام أحمد وإسحاق وابن معين حيث زعموا أنهم من المشبهة"[7]، وأشار المؤلف في الكلام على الصوفية إلى حُسن طريقتهم، و غالبًا إذا وجدت صوفيًا تجده من الأشاعرة أو الماتريدية هذا معروف، والذين لا يفردون الصوفية بفرقة مستقلة باعتبار أنها سلوك يعني مذهب سلوكي وليس في العقيدة؛ لأن عقائدهم أشعرية أو ماتريدية، وقد يكون بعض هؤلاء على عقائد أخرى وهم يتبنون التصوف مثل: الرافضة، يعني يتبنون بعض عقائد غلاة الصوفية بعض الرافضة يعني مثل: عقيدة الحلاج، وحدة الوجود، ونحو هذا، هذا موجود إلى عصرنا هذا.
فالصوفية تجد العقيدة أشعرية أو ماتريدية أو نحو ذلك، هذه أمور تجدها غالبًا مترابطة، فالمشرق بلاد العجم الماتريدية، بلاد العرب ابحث عن الأشعرية هذا غالبًا.
وقدم الكلام على الفرق المنتسبة للإسلام، ثم ذكر الملل آخر الكتاب كما عدّ المؤلف في كتابه أكثر من ثلاث وسبعين فرقة، وأورد في آخر كلامه على الفرق تساؤلًا حول هذا الجانب، ثم أجاب عنه باحتمال أن يكون المراد بالحديث الفرق الكبار معناه لم يبن الكتاب أصلًا عليه، لكن حينما عدها قال: كيف يتفق هذا مع ما جاء بالحديث؟! أو أن المراد بالحديث أنهم ليسوا أقل ولا يمنع من أن يكونوا أكثر من ذلك هذان جوابان ذكرهما.
وهذه القضية فيها تداخل وأن الصحيح أن لا تحصر العدد بطريقة يقال هذه كذا إلى رقم ثلاث وسبعين، وإنما تذكر الأصول الكبار، ويقال: ما تفرع عنها منها ما يدخل فيها، ومنها ما يكون مستقلًا بصرف النظر عن الحصر برقم محدد، فنؤمن بما جاء في الحديث كما جاء، لكن أن نتكلف ونقول: هي هذه وهذه وهذه إلى رقم اثنين وسبعين فهذا فيه إشكال.
وقد صرح المؤلف أيضًا بأنه لم يذكر كثيرًا من الفرق المشهورة وأنه لو ذكرها مستقصاة لجاز أن يكون أضعاف ما ذكر، يعني أكثر من ثلاث وسبعين بكثير، كما أن عند ذكر الفرق المتظاهرة بالإسلام وإن كانت خارجة عنه صرح بأنه سيذكر الأشهر منهم، وهذا حينما عدد فرق اليهود صرح بأنه يكتفي بذكر الأشهرين، طبعًا فرق اليهود والنصارى للعلم كثيرة لكن الفرق المشهورة عندهم محدودة، وبعضهم يكفر بعضًا، وأما ما عندهم من الفرق المندرجة تحت كل طائفة فهذا كثير، وأما البدع فحدث ولا حرج المضحكات الأمور التي لا يقبلها عاقل موجودة عندهم لكن للأسف أكثر الناس لا يعرفونها، ولم يسمعوا بها.
كذلك المؤلف عندما ذكر المانوية ذكر أن بعض أتباع ماني هرب إلى الصين ودعا أهلها فقبلوا منه، يقول: "فهم إلى وقت المؤلف على دين ماني"، مع أن هذا فيه نظر، والمعروف أنهم على دين كنفوشيوس وعندهم مذاهب وأديان أخرى مثل: التاوية والبوذية، هذا معروف في الصين الكتاب أشبه بمتن مختصر جدًا، ممكن يكون في خمس ورقات لو أزلنا الحواشي في الفرق والملل.
الواقع أن الكتاب يصلح أن يكون متنًا مختصرًا يدرس في الملل والنحل، لكن الوحشة من المؤلف هي التي تحول دون ذلك، لأننا نستوحش أن ندرس كتابًا للرازي لطلاب العلم بالمساجد، أو نحو ذلك؛ لما قد علمتم، لكن الكتاب من حيث هو يصلح أن يكون متنًا؛ لأنه لم يدخل في التفاصيل بالنسبة للرد والمناقشة وعقيدة المؤلف، ونحو هذا، ولم يتعرض فيه للطعن في عقيدة السلف، بل ولا تكاد تجد انحرافات الرازي العقدية في هذا الكتاب؛ لأنه فقط يعرض، فهو مختصر، هذا ما يتعلق بكتاب الرازي.
الكتاب السابع: "البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان"
الكتاب الآخر هو "البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان" لأبي الفضل عباس بن منصور السكسكي، فأصحاب الكتب السابقة من هو على اعتقاد أهل السنة كالملطي الأشعري في آخر مراحله، وبقيت عنده بعض الجوانب بسبب التأثر بالعلوم الكلامية، يعني بحسب ما فهم فقط.
السكسكي رحمه الله جاء أن مولده في "معجم المؤلفين"[8]، وكتاب "الأعلام"[9] أنه ولد سنة: ستمائة وستة، عشر، وتوفي سنة: ثلاث وثمانين وستمائة، وهذا فيه إشكال بدليل أنه ينقل عن الذهبي في الكتاب، والذهبي بعد ذلك، وفي آخر النسخة: "وكان الفراغ يعني من الكتاب افتتاح سنة ألف ومائتين وواحد وتسعون من الهجرة"، هذا متأخر جدًا وجاء على غلاف النسخة المخطوطة والمطبوعة أنه حنبلي، ولكن في ترجمته أنه شافعي، يعني في كتاب الأعلام[10] مثلًا للزركلي، وكتب أخرى ترجمت له أنه شافعي[11]
يقولون: "ولي القضاء في اليمن في تعز"[12].
توصيف الكتاب
توصيف الكتاب بعد المقدمة الموجزة ذكر فرق الخوارج، ثم المرجئة، ثم المعتزلة، ثم الرافضة، ثم سبع ملل، فهو ذكر الفرق والملل فذكر البراهمة، والدهرية، واليهود، والسامرية، والمجوس، والنصارى، والصائبة، كتاب صغير هذه ملل، ذكر ملل ونحل، ثم ذكر الفرقة الناجية، وعقيدتها، ثم الصوفية، أيضًا هو عد الصوفية من جملة هذه الفرق.
الملامح للعامة للكتاب
بنى الكتاب على حديث الافتراق، كذلك أيضًا يذكر أحيانًا مواطن وجود الطائفة، والأمور التي أجمعوا عليها، ثم يذكر ما انفردت به كل طائفة منها عند الكلام على طوائفها، ويذكر سبب التسمية لماذا سموا بذلك، هذا الكتاب جاء مختصرًا ليس فيه استطرادات أو تطويل، وقد سلك المؤلف في هذا الكتاب طريقة العرض دون المناقشة، لكن في بعض المواضع ينتقد كما يقول في جهم بن صفوان: "الضال، المبتدع، رأس الجهمية"[13]، ونحو ذلك من العبارات لكن هذا قليل، وإنما يعرض فقط.
في كلام المؤلف على الكلابية والأشعرية ما يدل على أنه ليس منهم، بل في كلامه في الفرقة الناجية يدل على أنه كان على عقيدة السلف، وفي كلامه على ابن كلاب ذكر أشياء غريبة من كونه كان نصرانيًا، ثم أسلم ليدس في الإسلام، طبعًا هذا ذكر بعضهم عن ابن كلاب لكن هذا لا يثبت، وشيخ الإسلام رد هذا كما في مجموعة الرسائل والمسائل الأجزاء أربعة أو خمسة صفحة ثلاثمائة وثلاثة عشر، يعني رد أن هذا الكلام لا يثبت عن ابن كلاب، ولا يصح أن يُقال عنه.
وأيضًا يعرف من خلال كلام المؤلف على الحشوية أنه كان على عقيدة السلف، معروف أن المعتزلة كانوا يقولون عن أهل السنة بأنهم: الحشوية، والمؤلف لم يتعرض للزيدية ولا للماتريدية، وقد أجاد في كلامه على الصوفية.
الكتاب الثامن: الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة
ننتقل إلى كتاب: "الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة"، وهو الثامن، ومعاصر، وقد انتهينا من الكتب التي قبل هذا العصر، والآن نذكر الكتب المعاصرة "الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة" للدكتور/ ناصر القفاري، والدكتور/ ناصر العقل.
وهذا الكتاب ابتدئ بتمهيد ذكرت فيه التعريفات المطلوبة، والتي يحتاج إليها في الكتاب وتوصيف الحالة الدينية في العصر الحديث، وواجب طالب العلم تجاه هذا الواقع، وأنهم يتحدثون عن الأديان والمذاهب المعاصرة فقط، وذكروا لمحة موجزة عن تاريخ الدين.
بعد التمهيد جاء الكلام على الأديان فذكروا اليهودية وما تفرع منها مثل: الماسونية، والصهيونية، وذكروا أيضًا الديانة النصرانية، والديانة البوذية، هذه ثلاث ديانات، وبالنسبة للمذاهب المعاصرة تكلموا عن الملاحدة وهم الشيوعية، وذكروا العلمانية والوجودية، وذكروا أيضًا يعني الأولى الملاحدة، وتحتها الثلاث.
وذكروا الباطنية وتحتها: الإسماعيلية، والزيدية، والنصيرية، والقاديانية، والبابية، والتيجانية، والزيدية ليسوا من الباطنية.
وبعد ذلك تحدثوا عن الاستشراق وأهداف الاستشراق.
الملامح العامة الكتاب
ملامح عامة الكتاب كُتب بطريقة سهلة ومرتبة، وكأن الكتاب وضع لغير المتخصصين ليعرفهم بهذه الأديان والمذاهب، وهو يتحدث بصورة شمولية عن الديانة أو الفرقة، ويذكر بعد كل موضوع مراجع تتحدث عنها، تحدث المصنفان عرضًا عن الهندوسية أثناء الحديث الموجز عن البوذية، ولم يتعرضوا لباقي الديانات في الهند، والديانات موجودة وكثيرة لكن على الأقل من المشهور الهندوسية، والسيخ، ونحو ذلك.
جاء الكلام على الزيدية في غاية الاقتضاب في حدود ثلاثة أسطر، وجاء الكلام على الاثني عشرية على استحياء بعض الشيء، فلم يذكر حتى في فهرس الموضوعات، ولما ذكروا أماكن وجود هؤلاء ذكروه تحت عنوان آخر في الكلام على نشأتهم، ولم يبينوا الحكم فيهم، كما هي العادة في الكلام على سائر الطوائف.
كذلك لم يتعرض المؤلف لكثير من الفرق والمذاهب: كالمعتزلة، والأشعرية، والماتريدية، والفلاسفة، والمرجئة، وكذلك كالقرآنيين مثلًا، والأحباش، والقومية، والبعث، الخوارج، هذا ما يتعلق بهذا الكتاب.
وهو كتاب صغير، ومفيد، وسهل.
الكتاب التاسع: "دراسات في الفرق"
الكتاب الآخر اسمه: "دراسات في الفرق" للدكتور صابر طعيمه، اقتصر فيه على خمس فرق: الشيعة، والنصيرية، والباطنية، والصوفية، والخوارج، قد يقول قائل: لماذا اقتصر على هذه فقط دون غيرها؟
أحيانًا هناك أسباب قد تخفى علينا في ملابسات تأليف الكتاب، فالمؤلف حفظه الله ورحمه أنا لا أعلم هل هو توفي أو لا كان يدرس في كلية أصول الدين في جامعة الإمام في الرياض كان يدرس هذه الفرق، فربما كان هذا هو المقرر الدراسي فكتب فيه، ولم يقصد التوسع أو ذكر عموم الفرق أو الأديان.
الكتاب العاشر: "فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها"
كتاب آخر اسمه: "فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها" المؤلف الدكتور/ غالب العواجي.
استعراض الكتاب
تحدث في الباب الأول عن:
الهدف من دراسة الفرق، وأهمية ذلك، والنهي عن التفرق، وذكر الفرقة الناجية، ومعنى قول النبي ﷺ: كلها في النار إلا واحدة[14]، وكيف ظهر الخلاف والتفرق بين المسلمين، ومدى سعة الخلاف الذي كان يقع بين الصحابة رضي الله عنهم، وكيف تطور بعدهم، ومظاهر الخلاف بين المسلمين، وكيف تبدأ الفرق بالظهور، ومنهج العلماء في عد الفرق، والمراد بأمة الإسلام، وأهم أسباب نشأة الفرق.
وفي الأبواب الأخرى تحدث تفصيلًا عن: الخوارج، والشيعة، والباطنية، والنصيرية، والدروز، والبهائية، والقاديانية، والصوفية، والمرجئة، والجهمية، والمعتزلة، والأشاعرة، والماتريدية.
وفي الباب الخامس عشر والأخير في دراسة أهم المسائل التي اتفق عليها أهل الكلام من الأشعرية والماتريدية والمعتزلة والجهمية.
الملامح العامة للكتاب
ملامح عامة عن الكتاب، الكتاب مطبوع في مجلد، وأصل الكتاب كان مذكرة يدرسها هو، كتبها في تدريسه في الجامعة الإسلامية لطلابه في بعض الكليات الذين يدرسون هذه الفرق، فكتب لهم، ثم بعد ذلك طبعت في كتاب، الذي نظرت فيه هي الطبعة التي عندي أول ما ظهر الكتاب الطبعة الأولى لا أعرف هل الكتاب له طبعات أخرى ذكر فيها أشياء أخرى واستدراكات لربما لا أعلم، لكن أنا أتحدث عن الطبعة الأولى.
عند كلام المؤلف على بداية ظهور الخلاف والتفرق بين المسلمين ذكر أشياء من الخلاف لا صلة له بالموضوع وإنما كأنه نقل ذلك عن الشهرستاني، أو نحو ذلك مثل ما قلنا: أين يدفن النبي ﷺ؟ هل يورث أو لا يورث؟ وهذا ليس بمؤثر.
كذلك أيضًا حديث المؤلف عن الطائفة، أو الفرقة جاء شاملًا لأسمائها، وشرح كل اسم، وسبب تلقيب الطائفة بذلك، ونشأة الفرقة، وأسباب الظهور، وأماكن التواجد قديمًا وحديثًا، وهكذا، كما يذكر أيضًا موقفهم من مخالفيهم وموقفهم من الصحابة وعقائدهم، وبعد كل فرقة يذكر مصادر تتحدث عنهم، وإن كان في هذه المصادر مصادر جيدة ومصادر دون ذلك.
وأحيانًا ينقل كلامًا من بعض الصحف، كما يذكر حكم الطائفة، وكذلك ينقل من كتب كثيرة كتبها أصحاب الطائفة، أو كتبها غيرهم، وهو لا يكتفي بالعرض المجرد، وإنما يناقش وينتقد، ويرد، ويتحدث عن واقع الطائفة في العصر الحديث، الكتاب في طبعته التي اطلعت عليها الطبعة الأولى يحتاج إلى شيء من إعادة بعض الصياغات والتركيز في الصياغة، ويوجد فيه شيء من العبارات الإنشائية والتطويل الذي يمكن أن يستغنى عنه فيأتي الكتاب بحجم أصغر مما هو عليه.
والمؤلف لم يتطرق لبعض الطوائف كالأحباش والعقلانيين والقرآنيين؛ لربما أن المقرر الدراسي الذي كان في ذلك الحين في الجامعة أنه فقط فيما ذُكر، والكتاب مفيد والمؤلف على عقيدة أهل السنة كما هو معلوم.
الكتاب الحادي عشر: "خبيئة الأكوان"
كتاب: "خبيئة الأكوان"، لصديق حسن خان رحمه الله، وهو معروف ومن أهل السنة، وممن أكثر في التأليف في موضوعات شتى في العقيدة، وفي غيرها.
والكثير من كتبه كانت في الاعتماد أو في الأساس هي كتب الشوكاني، أو بعض الكتب في كتابه: "فتح البيان" في التفسير، بذلك التأويلات التي وقعت فيه وكتبها له الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله، وأثنى عليه كثيرًا يقول: ولكن لربما أحسنت الظن ببعض من نقلت عنه، أو لربما استعجلك الطلاب في إخراجه، يعني بعض المواضع والتأويلات، الواقع أنها من تفسير "فتح القدير"، والمؤلف من أهل السنة، ومن الذابين عنها رحمه الله رحمة واسعة.
الملامح العامة للكتاب
ملامح عامة للكتاب المؤلف قد يكتفي بذكر اسم الفرقة دون ذكر أي معلومات عنها أحيانًا فقط الاسم، يتحدث عن أهل الهند وفرقهم؛ لأنه كان في القارة الهندية، بل كان زوجًا لملكة باهوبال، وقد يترجم لصاحب المقالة صاحب الفرقة، وقد يطيل كما فعل مع واصل بن عطاء، واعتمد على طريقة العرض دون الرد والمناقشة، ولا يورد أدلة القول ولا يذكر المصادر التي نقل عنها.
والكتاب فيه بعض الإشكالات، مثلًا: نسب جماعة من السلف إلى بعض الفرق كسعيد بن جبير، وطلق بن حبيب، وعمر بن ذر اعتبرهم من المعتزلة، وهذا من أعجب الأشياء.
واعتبر واضع الإرجاء الحسن بن محمد بن الحنفية، وهذا فيه كلام لأهل العلم، وليس بهذه الصفة يعني ما كان يتبنى عقيدة الإرجاء، لكن قد يقول كلمة فيطير بها أناس ثم بعد ذلك يوجد مذهب لكنه لم يقصد بها ذلك، ويتبرأ من هذا.
الكتاب الثاني عشر: "الموسوعة الميسرة"
كتاب "الموسوعة الميسرة" موسوعة معروفة مشهورة، وهذا الكتاب في طريقة ترتيبه في كل فرقة من الفرق، أو طائفة من الطوائف، أو مذهب من المذاهب، يذكر ستة أشياء:
أولها: التعريف بهم.
ثانيها: التأسيس وأبرز الشخصيات.
الثالث: الأفكار والمعتقدات.
الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية.
الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ.
السادس: مراجع للتوسع هكذا في كل طائفة.
هذه الموسوعة الميسرة هي في الأديان والفرق والمذاهب والتيارات يعني قد لا تكون فرقة، وإنما قد يكون فكرًا، أو نحو ذلك، يعني ما هو أوسع من مجرد الفرق والأديان.
الملامح العامة للكتاب
الكتاب طُبع طبعة أولى واستدرك عليه أشياء كثيرة، ولما صدر بطبعة أخرى عُدل فيه جوانب كثيرة مما استدرك عليه، وهذا الكتاب اشتمل على الكلام على ثمان وخمسين طائفة، يمتاز بنوع من الشمولية، والإيجاز، وسهولة الحصول على المعلومة، وسهولة العبارة، وهو مرتب على حروف المعجم.
وفي الكتاب إحسان ظن ببعض الطوائف كوصفهم للإباضية بالاعتدال، ونسبتهم حزب البعث إلى أهل السنة، توسعوا أيضًا في عدد الطوائف في عدّها، وصار في توسع حتى عدوا الاستشراق والتغريب والتنصير والرأسمالية لكن كأنهم أرادوا أن يعرفوا بكل ما تميز من التيارات، أو الاتجاهات، أو نحو ذلك.
لم يذكروا كثيرًا من الطوائف كالجهمية، والمعتزلة، والأشاعرة، والفلاسفة، والقرآنيين، والخوارج سوى الإباضية، والقدرية، والمرجئة، كذلك أيضًا لم يذكروا بعض الحركات كالجبهة الإسلامية القومية في السودان، حركة الاتجاه الإسلامي في تونس، حركة الجهاد جماعة أنصار السنة؛ لأنهم هم يذكرون من كان على حق أو على باطل، فهذه كيانات موجودة فهناك أيضًا منظمات لم تذكر كمنظمة هم يذكرون المنظمات أيضًا منظمة التحرير، حركة فتح، حركة أمل، الجبهة الشعبية الاريتيرية، الجبهة الشعبية لتحرير السودان، وهكذا الأحزاب: حزب الليكود، والحزب الجمهوري، والحزب الديمقراطي، إلى آخره.
اشتملت هذه الموسوعة على مجموعة كبيرة من الديانات والفرق والمذاهب والحركات الإصلاحية، وقد جاء ذلك مرتبًا كما سبق على حروف المعجم، ولو أن الأديان جعلت على حدة، والفرق الضالة على حدة، والحركات الإصلاحية على حدة لكان أفضل، يعني حينما ترى مثلًا: أنصار السنة بجوار مذهب منحرف، أو فئة بعيدة هذا جيد، وإن كان ذلك ليس بمقصود وإنما الترتيب بحروف المعجم لكن لو جعلوا هؤلاء منفردين وهؤلاء في قسم وهؤلاء في قسم.
صرح الواضعون لهذه الموسوعة أنها تقوم على الموضوعية والإنصاف وبالتالي لم يضعوا ما يتعلق بتقويم الفرقة أو المذهب لكن هذا ليس بالضرورة أن يكون من موانع الإنصاف، وإنما الحكم يكون بالحق والعدل، ولا يُتجنى على أحد، ولم يعرفوا بالمصطلحات المهمة مثل الدين والمذهب والنحلة، أو نحو ذلك.
وكذلك لم يوضحوا ابتداء أصحاب المنهج الإسلامي الصحيح الذين هم أهل السنة والجماعة على منهج السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وهذا مهم من أجل أن الناظر لا يتحير ويعرف الحق.
كذلك أيضًا عند ذكر المراجع لم يميزوا بين المؤيد والناقد، والذي يعرض عرضًا مجردًا، فبعض المصادر تكون تنتقد أصلًا وتطعن في هذه الطائفة وبعض هذه المصادر هو من أهلها، وبعض هؤلاء يذكرهم ذكرًا من غير حكم، كذلك قد يهمل بعض المصادر المهمة مع توفرها مع أنه في الوقت نفسه قد تذكر بعض الصحف والمجلات كمصادر.
عنوان الموسوعة: "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة"، الأديان والمذاهب يعني لو أضيف إليها والحركات المعاصرة أو نحو ذلك ليشمل بعض ما ذكر هناك.
أيضًا بعض التداخل في بعض الطوائف المذكورة كالإسماعيلية، والحشاشين، والدروز، والقرامطة، والنصيرية حيث يشملهم لقب الباطنية.
كذلك الصوفية، والتجانية، البرلاوية، والقادرية، الرفاعية، هذه يشملهم لفظ الصوفية، يعني حينما يجعل الصوفية فرقة ثم يقال: التيجانية، والبرلاوية، القادرية، هؤلاء والواقع أنهم من فرق الصوفية.
وكذلك التغريب والعلمانية، والتغريب والعلمانية مترابطان يرجعان إلى شيء واحد.
وكذلك الماسونية والروتاري واليونز هذه ترجع إلى شيء واحد.
وكذلك القومية العربية والبعث الاشتراكي هذا يرجع إلى شيء واحد.
وكذلك بعض الإشكالات العلمية، أو بعض الأمور الموهمة يعني مثلًا عند التعرض لتوحيد الإباضية في الأسماء والصفات تم عرض ذلك بعبارة توهم الموافقة، عند ذكر معتقدهم في حكم مرتكب الكبيرة في الدنيا لم يتعرضوا لحكمه في الآخرة كما عرضوا مذهب أهل السنة في هذه المسألة بشيء من القصور.
عند ذكر جذورهم العقائدية ذكروا أنهم يعتمدون على القرآن والسنة بالنسبة للإباضية، وهذا كلام غير صحيح.
عند ذكر البرلاوية صنفوهم من جملة أهل السنة، والبرلاوية طائفة من الصوفية في القارة الهندية، هكذا عند ذكر التيجانية قال: "هم مؤمنون بالله"[15].
وعند ذكر حزب التحرير قالوا: "لا تخرج دعوتهم عن أن تكون واحدة من الجماعات الإسلامية التي تحمل فكر أهل السنة والجماعة"[16]، هكذا.
وصفهم للزيدية بالاعتدال والقصد، وزعموا أن زيدًا تتلمذ على واصل بن عطاء[17]، وكذلك نسبة كتاب المجموع إليه[18].
وقالوا عنهم: "يميلون إلى الاعتزال والجبر والاختيار"[19].
وهكذا في قولهم بأن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله أثرت على المهدية[20]، والسنوسية[21]، والأفغاني ومحمد عبده.
في قولهم عن الاثني عشرية: "هم تلك الفرقة من المسلمين الذين تمسكوا بحق علي في ورثة الخلافة"[22]، هذا تعريف!
قولهم عن الصوفية: "لقد عملت الطرق الصوفية على نشر الإسلام في كثير من الأماكن، لقد اعتمد الحكام على أقطاب الصوفية في التعبئة الروحية للجهاد لصد غارات الكفار، ومن هؤلاء الأقطاب أحمد البدوي"، وهذا فيه إشكال.
- التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع (ص: 35).
- التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع (ص: 16).
- التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع (ص: 51).
- التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع (ص: 52).
- تهذيب الكمال في أسماء الرجال (28/ 442).
- نونية ابن القيم (الكافية الشافية) (ص: 91).
- انظر: اعتقادات فرق المسلمين والمشركين (ص: 66).
- معجم المؤلفين (5/ 65).
- الأعلام للزركلي (3/ 268).
- انظر: الأعلام للزركلي (3/ 268).
- انظر: معجم المؤلفين (5/ 65)، والأعلام للزركلي (3/ 268).
- انظر: قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (5/ 405)، والأعلام للزركلي (3/ 268).
- البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان(ص:34).
- أخرجه ابن ماجه، أبواب الفتن، باب افتراق الأمم، برقم (3993)، وأحمد في المسند، برقم (16937)، وقال محققوه: "إسناده حسن، وحديث افتراق الأمة منه صحيح بشواهده"، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (2042).
- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 282).
- ملاحظة: وجدت في الموسوعة ما يتعارض مع ما ينقل الشيخ وفقه الله، فما العمل؟
وهو:
حزب التحرير حزب سياسي إسلامي يدعو إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية، ويرى أنه لا يمكن تغيير المجتمع وقلبه إلا من خلال مهاجمة فكره حيث يحدث الانقلاب الفكري ثم السياسي. ويؤخذ على هذا الحزب مخالفة عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة في تقديم العقل على النصوص الشرعية موافقة لأهل الكلام من المعتزلة وغيرهم مما دفعه لإنكار عذاب القبر وظهور المسيح الدجال، بالإضافة إلى إهماله الجوانب التربوية وتخليه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أن تقوم الدولة الإسلامية، وإصداره فتاوى غريبة عن الفقه الإسلامي. [انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 346)]. - الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 76).
- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 77).
- انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 79).
- انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 315)، حاشية.
- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 289).
- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 51).