الإثنين 29 / شوّال / 1446 - 28 / أبريل 2025
وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ ٱلظَّٰلِمِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۝ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ۝ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [سورة يونس:104 – 107].
يقول تعالى لرسوله محمدٍ ﷺ: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ من صحة ما جئتكم به من الدين الحنيف الذي أوحاه الله إليّ فأنا لا أعبد الذين تعبدون من دون الله، ولكن أعبد الله وحده لا شريك له، وهو الذي يتوفاكم كما أحياكم ثم إليه مرجعكم، فإن كانت آلهتكم التي تدعون من دون الله حقاً فأنا لا أعبدها فادعوها فلتضرني فإنها لا تضر ولا تنفع، وإنما الذي بيده الضر والنفع هو الله وحده لا شريك له. وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وقوله: وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا الآية، أي: أخلص العبادة لله وحده، حَنِيفًا أي: منحرفاً عن الشرك، ولهذا قال: وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وهو معطوف على قوله: وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وقوله: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ الآية، فيه بيان لأن الخير والشر والنفع والضر إنما هو راجع إلى الله تعالى وحده لا يشاركه في ذلك أحد، فهو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له، وقوله: وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ أي: لمن تاب إليه ولو من أي ذنب كان، حتى من الشرك به فإنه يتوب عليه.

قوله - تبارك وتعالى -: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ هذا يمكن أن يكون - والله تعالى أعلم - من باب الرد عليهم من جهة أن هذه المعبودات التي يعبدونها من دون الله أحق بالشك، كأنه وجّه ذلك إليهم إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ يعني هؤلاء الذين تعبدونهم من دون الله هم أولى وأحرى بالشك، هكذا فهِم بعض أهل العلم أنه عرّض بآلهتهم، بمعنى أنها أحق بالشك مما هو عليه، فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ، وهذا كقوله - تبارك وتعالى -: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ۝ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ [سورة الكافرون:1-2]، يعني في الحال، وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ۝ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ [سورة الكافرون:3-4] في المستقبل، لن أتحول إلى عبادة معبوداتكم.