يقول تعالى آمراً لرسوله ﷺ أن يخبر الناس أن الذي جاءهم به من عند الله هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك، فمن اهتدى به واتبعه فإنما يعود نفع ذلك الاتباع على نفسه، ومن ضل عنه فإنما يرجع وبال ذلك عليه، وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ أي: وما أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين، وإنما أنا نذير لكم، والهداية على الله تعالى.
وقوله: وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ أي: تمسك بما أنزل الله عليك وأوحاه إليك، واصبر على مخالفة من خالفك من الناس، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ أي: يفتح بينك وبينهم، وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ أي: خير الفاتحين بعدله وحكمته.
الحكم يقال له: فتح، والحاكم فتَّاح، ويقال للحكم فُتاحة.