الأحد 22 / صفر / 1447 - 17 / أغسطس 2025
قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِىٓ إِلَى ٱلْحَقِّ ۚ قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِى لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِىٓ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّىٓ إِلَّآ أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أي: أنتم تعلمون أن شركاءكم لا تقدر على هداية ضال وإنما يهدي الحيارى والضُّلالَ ويقلب القلوب من الغي إلى الرشد اللهُ الذي لا إله إلا هو، أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى أي: أفيَتبِع العبدُ الذي يهدي إلى الحق ويُبصِّر بعد العمى أم الذي لا يهدي إلى شيء إلا أن يهدى لعماه وبكمه؟، كما قال تعالى إخباراً عن إبراهيم أنه قال: يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا [سورة مريم:42]، وقال لقومه: أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ۝ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [سورة الصافات:95-96] إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله: فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أي: فما بالكم أن يُذهَب بعقولكم، كيف سوّيتم بين الله وبين خلقه، وعدلتم هذا بهذا، وعبدتم هذا وهذا؟، وهلا أفردتم الرب المالك الحاكم الهادي من الضلالة بالعبادة وحده، وأخلصتم إليه الدعوة والإنابة، ثم بيّن تعالى أنهم لا يتبعون في دينهم هذا دليلاً ولا برهاناً وإنما هو ظن منهم، أي توهم وتخيل، وذلك لا يغني عنهم شيئاً، إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ تهديد لهم ووعيد شديد؛ لأنه تعالى أخبر أنه سيجازيهم على ذلك أتم الجزاء.