الثلاثاء 15 / ذو القعدة / 1446 - 13 / مايو 2025
وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَٰلَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"ثم أخبر تعالى أنه سيجمع الأولين، والآخرين؛ من الأمم، ويجزيهم بأعمالهم إن خيراً فخير، وإن شراً فشر فقال: وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [سورة هود:111] أي: عليم بأعمالهم جميعها جليلها، وحقيرها، صغيرها، وكبيرها؛ وفي هذه الآية قراءات كثيرة يرجع معناها إلى هذا الذي ذكرناه كما في قوله تعالى: وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ [سورة يس:32]".

قوله: وَإِنَّ كُلاًّ قرأ الجمهور بالتشديد، وقرأ نافع وابن كثير بالتخفيف وإنْ كلاً وليست "إنْ" المخففة نافية؛ لأنها لو كانت كذلك لصار الذي بعدها مرفوعاً، وقرأ عاصم وحمزة ونافع: لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ بالتشديد، وقرأ الجمهور بالتخفيف لَمَا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ.

وقد قال بعض أهل العلم: لَّمَّا بمعنى "إلا" التي تدل على الاستثناء، وهذا القول قال به جميع نحاة البصرة، وهو قول الخليل بن أحمد وسيبويه، وهو من أحسن الأقوال، وأقواها، وقال بعض أهل العلم: إن لَّمَّا بمعنى "مَن" وهو اختيار ابن جرير الطبري - رحمه الله -.