الثلاثاء 13 / ذو الحجة / 1446 - 10 / يونيو 2025
يَٰقَوْمِ لَآ أَسْـَٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِىَ إِلَّا عَلَى ٱلَّذِى فَطَرَنِىٓ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ۝ يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ ۝ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ [سورة هود:50-52] يقول تعالى: لقد أرسلنا إلى عاد أخاهم هوداً آمراً لهم بعبادة الله وحده لا شريك له، ناهياً لهم عن الأوثان التي افتروها، واختلقوا لها أسماء الآلهة، وأخبرهم أنه لا يريد منهم أجرة على هذا النصح والبلاغ من الله، إنما يبغي ثوابه من الله الذي فطره، أَفَلا تَعْقِلُونَ من يدعوكم إلى ما يصلحكم في الدنيا، والآخرة؛ من غير أجرة، ثم أمرهم بالاستغفار الذي فيه تكفير الذنوب السالفة، وبالتوبة عما يستقبلون، ومن اتصف بهذه الصفة يسر الله عليه رزقه، وسهل عليه أمره، وحفظ شأنه، ولهذا قال: يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً".

فهذه الآيات التي يذكر الله فيها خبر الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - مع أقوامهم قد مضى كثير منها في سورة الأعراف، ومضى بعض مضامينها في غيرها، كما مر في قول نوح ﷺ: وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً [سورة هود:29]، وهنا ذكر الأجر إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [سورة هود:51]، وهكذا فما يتعلق بالاستغفار، والتوبة، وتعقيب التوبة بعد الاستغفار بـ"ثم"، وما يترتب على ذلك، قد مضى الكلام عليه.