"قوله: وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ [سورة هود:64-67].
تقدم الكلام على هذه القصة مستوفىً في سورة الأعراف بما أغنى عن إعادته هاهنا، وبالله التوفيق".
قوله: وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ وجاء في سورة الأعراف فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ [سورة الأعراف:78] ولا منافاة بين الآيتين، فيمكن أن يكون قد صاح بهم الملَك صيحة انخلعت لها قلوبهم، فرجفت بهم الأرض؛ فهلكوا، وماتوا عن آخرهم.
قوله: فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ الجاثم: هو الساقط على وجهه على الأرض، أي: أنهم أصبحوا هلكى موتى قد سقطوا على وجوههم.