"فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [سورة يوسف:96-98].
قال ابن عباس - ا - والضحاك: الْبَشِيرُ البريد، وقال مجاهد والسدي: كان يهوذا بن يعقوب، قال السدي: إنما جاء به لأنه هو الذي جاء بالقميص وهو ملطخ بدم كذب، فأحب أن يغسل ذلك بهذا ،فجاء بالقميص، فألقاه على وجه أبيه فرجع بصيراً، وقال لبنيه عند ذلك: أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ أي: أعلم أن الله سيرده إليّ، وقلت لكم: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ [سورة يوسف:94]".
البشير في هذه الآية مبهم، ولا ينبغي الاشتغال بمعرفة من هو هذا البشير الذي جاء، فقد قيل: إنه هو البريد يعني أن يوسف - عليه الصلاة والسلام - أسرع بالبشرى فأرسل بها مع البريد، والبريد أسرع بكثير من القافلة.